المجموع : 4
أَبَتِ البَخيلَةُ أَن تَنولَني
أَبَتِ البَخيلَةُ أَن تَنولَني / فَأَظُنُّ أَنّي زائِرٌ رَمسي
لا خَيرَ في الدُنيا وَبَهجَتِها / إِن لَم تُوافِق نَفسُها نَفسي
لا صَبرَ لي عَنها إِذا بَرَزَت / كَالبَدرِ أَو قَرنٍ مِنَ الشَمسِ
نَظَرَت إِلَيكَ بِعَينِ جازِأَةٍ / كَحلاءَ وَسطا جاذِرٍ خُنسِ
فَسَبَت فُؤادَكَ عِندَ نَظرَتِها / بِمَلاحَةِ الأَنيابِ وَالأُنسِ
جودي لِمَن أَورَثتِهِ سَقَماً / وَتَرَكتِهِ حَيرانَ في لَبسِ
لا تَحرِميهِ الوَصلَ وَاِتَّخِذي / أَجراً فَلَيسَ بِذاكَ مِن بَأسِ
وَلَقَد خَشيتُ بِأَن يَكونُ بِهِ / مِن حُبَّكُم طَرَفٌ مِنَ المَسِّ
إِنَّ الخَليطَ تَصَدَّعوا أَمسِ
إِنَّ الخَليطَ تَصَدَّعوا أَمسِ / وَتَصَدَّعَت لِفِراقِهِم نَفسي
وَوَجَدتُ وَجداً كانَ أَهوَنُهُ / كَأَشَدِّ وَجدِ الجِنِّ وَالإِنسِ
وَتَشَتُّتَ الأَهواءِ يَخلِجُني / نَحوَ العِراقِ وَمَطلَعِ الشَمسِ
وَهُناكَ فَأتوني بِخَرعَبَةٍ / غَرّاءَ آنِسَةٍ مِنَ اللُعسِ
ما كانَ مِن سَقَمٍ فَكانَ بِنا / وَبِها السَلامُ وَصِحَّةُ النَفسِ
وَتَبيتُ عُوّادي وَقَد يَئِسوا / مِنّي وَأَصبِحُ مِثلَ ما أُمسي
فيمَ الوُقوفُ بِمَنزِلٍ خَلَقٍ
فيمَ الوُقوفُ بِمَنزِلٍ خَلَقٍ / أَو ما سُؤالُ جَنادِلٍ خُرسِ
عُجتُ المَطِيَّ بِهِ أُسائِلُهُ / أَينَ اِستَقَرَّت دارَةُ الشَمسِ
فَعَجِبتُ مِنها إِذ تَقولُ لَنا / يا صاحِ ما هاذي مِنَ الإِنسِ
مَيمونَةٌ وُلِدَت عَلى يُمنٍ / بِالطائِرِ المَيمونِ لا النَحسِ
مَقبولَةٌ لَبقَ القَبولُ بِها / لَيسَ القَبولُ بِها بِذي نُكسِ
غَرّاءُ واضِحَةٌ لَها بَشرٌ / كَالرَقِّ مُستَعِرٌ مِنَ الوَرسِ
زَمَّت فُؤادي فَهوَ يَتبَعُها / لِلغَورِ إِن غارَت وَلِلجَلسِ
وَمَن لِسَقيمٍ يَكتُمُ الناسَ ما بِهِ
وَمَن لِسَقيمٍ يَكتُمُ الناسَ ما بِهِ / لِزَينَبَ نَجوى صَدرِهِ وَالوَساوِسُ
أَقولُ لِمَن يَبغي الشِفاءَ مَتى تَجِئ / بِزَينَبَ تُدرِك بَعضَ ما أَنتَ لامِسُ
فَإِنَّكَ إِن لَم تُشفَ مِن سَقَمي / فَإِنِّيَ مِن طِبِّ الأَطِبّاءِ يائِسُ
فَلَستُ بِناسٍ لَيلَةَ الدارِ مَجلِساً / لِزَينَبَ حَتّى يَعلُوَ الرَأسَ رامِسُ
خَلاءً بَدَت قَمراؤهُ وَتَكَشَّفَت / دُجُنَّتُهُ وَغابَ مَن هُوَ حارِسُ
فَما نِلتَ مِنها مَحرَماً غَيرَ أَنَّنا / كِلانا مِنَ الثَوبِ المُوَرَّدِ لابِسُ
نَجِيَّينِ نَقضي اللَهوَ في غَيرِ مَأثَمٍ / وَلَو رُغِمَت مِلكاشِحينَ المَعاطِسُ