القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 7
قالوا أَحب حديثها
قالوا أَحب حديثها / أصداء شعرِ الناس
وأنا أحسُّ بوقعه / نَبعاً من الإحساسِ
ليس الأصالةُ في الحيا / ةِ رهينةً بالمبدع
أو أنَّ ما يَحكى الَمرا / ئِي من جمالِ لا يَعى
فَترَّنمي وتضكي / يا ببغائي الساخره
يكفيك أنك كيف كنتِ / وكيف قُلتَ الساحره
يا مُنطقَ الموتى إليك هدية
يا مُنطقَ الموتى إليك هدية / من شاعرٍ عملوا على إخراسه
عدَّت مواهبه جنايةَ عصرِه / فتآمروا للحدِّ من أنفاسهِ
وتفننوا في وأدِ كل كريمةٍ / ويتيمةٍ وقفتن على إحساسه
وتعقبوه وطاردوه ففاتهم / ودموعه طفحت بثورةِ كاسه
وأتى إلى المنفى فما رحموا له / فكراً ولا قلباً يُدق بياسهِ
حتى هَرعت إليه تنقذُ وشلةً / بقيت وُترجعه إلى قِرطاسه
وُتعِّنفُ الزمنَ الغشومَ مهذِّباً / لقياسِه بل ضارباً بقياسِه
ومقدّراً غُرر المآثرِ وحدَها / لا حاسداً يختالُ في أدنِاسه
ومُخلصا مثلي الذي يا طالما / أَسدى من الموتى ومن وَسواسِه
جحدت عوارَفهُ وليس لمثله / مهما أُسئ سوى الوفاءِ لناسِه
سيعيشُ في همٍّ ويشقى دائماً
سيعيشُ في همٍّ ويشقى دائماً / من عاشَ مشغولاً بهمِّ النَّاسِ
فعلامَ يا نفسي افتتانُك بالورى / وهمو القساةُ على الأبرِّ الآسى
العشبُ يَلثمُ أرضَه بِوفائه / وهمو الجناةُ على هوىً ومواسى
فأجابت النفسُ التي لم ترتدع / يوماً وإن يرشَد حليفُ الكاسِ
أنا بعضُ هذا النَّاسِ كيفَ أعافهم / وجميعُ إحساسٍ بهم إحساسي
شمسُ الربيعِ تبرَّجي وتناسي
شمسُ الربيعِ تبرَّجي وتناسي / إنِّي المعَّذبُ بينَ كلِّ الناسِ
هذى خيوطُكِ في دُعابةِ ساخرٍ / ما مسَّهُ حرقى ولا وسواسي
صادت خيالي صيدَها لعواطفي / ورمت بها وبمهجتي للياسِ
إن ترقصي حولي سناءً عاطراً / بمنىَ الربيعِ الطاهرِ الأنفاس
هَلاَّ ادركرت حُشاشةً محرومةً / أنداءَ مصرَ بسمن فوقَ الآسِ
حباتُهُ كانت عقودَ جواهرٍ / نُثرت وكنَّا الُّزهرَ من جُلاسي
هَلا ادكرتِ ما قسوتِ طفولتي / وشبيبتي حين اشتعلت براسي
هلا ادكرتِ صبابتي وخيالها / في النيلِ بين تثاؤبٍ ونُعاسِ
هلا ادكرت ليالياً طلعت بها / كل النجومِ تحوطُني وتُواسي
هلا ادكرتِ وقد دهشتِ لوحشتي / ما يَفقدُ المهجورُ من إيناسِ
هلا ادكرتِ مباهجاً عاهُدتها / ألاَّ أغيبَ فغبتُ دونَ مواسي
هلا ادكرتِ أزاهراً قد نافست / كل الشموسِ لشاعرٍ حساسِ
هلا ادكرتِ مراتعاً ومناحلاً / ملكت علىَّ جوارحي وحواسي
هلا ادكرت منازلاً بادلتها / حُبَّى وخالطَ جوهَا إحساسي
هلا ادكرت الرمل رفَّ بغيده / والبحرُ لي دَن وقرصكِ كاسي
هلا ادكرتِ تعفُّفي عن حاكمس / وتزلفُّي شرفاً لربِّ الناسِ
هلاُّ ادّكرتِ جميعَ ما ضحيَّتهُ / لأعزَّ مصرَ فضاعَ في الأرماسِ
هَلاُّ ادّكرتِ تهافتي لجلالها / فرُجمتُ من أيديِ العقوقِ القاسي
أولا فكوني كيفَ شئتِ أسَّنةً / وصواعقاً وتخَّطري وتناسي
أخي عبد المسيح فدتك نفسي
أخي عبد المسيح فدتك نفسي / يعزّ عليّ أن أهب التأسي
لمثلك أيها الخل المرجى / إذا الأحداث فاتنا لياس
وما أنا باعث لك من عزائي / سوى ألم تملك كل نفسي
وسخر بالوجود وما تغنى / به اللاهون في أفياء رمس
ونطمع في غد وغد تولى / كحاضرنا ومات بحضن أمس
وما وهب الوجود لنا سرورا / سوى الأحزان في اثواب أنس
وما خلد الحياة لنا ولكن / لذرت سبحن بكل شمس
فنح واسخر كسخري يا صديقي / بدنيانا وبالعيش الأخس
وما كان افتقادك غير فقدي / لجوهرة تضيّع بعد حبس
أتاني نعيها وأنا مريض / وأقرب عودي حزني وياسي
أتاني بعد أن دفنت ففاضت / دموعي مرتين لها ونفسي
واما أنت أنت فيا صديقي / رجاحتك الملاذ بكل نحس
وأنت الفيلسوف بلا مراء / تفك الأسر عن عان وجبس
فلا تغلل حجاك بما تعاني / وما عانيت وافترض التاسي
ما شكاتي من الأنام عداء
ما شكاتي من الأنام عداء / أنا منهم فما عدائي لنفسي
هي عتب المحب مهما قسا العت / ب فما يأسي الأليم بيأس
ليس سخطي سوى تشوق وج / داني لإصلاحهم وإيثار حسي
كم سفيه ينالني وأنا الحا / ني على روحه بروحي وأنسي
وعقابي له يلاحقه الصف / ح ويا ربما أعاقب نفسي
يا حامل الثمر الرفاف من جذل
يا حامل الثمر الرفاف من جذل / إن الثمار لها كالناس إحساس
تزهى بجهد نبيل كنت باذله / وما يئست فلم يقرب لها الياس
وتوجت جهدك الحي الذي اكتملت / فيه الأماني يا قوت وألماس
وكل جوهرة عصماء ضاحكة / بالنور والنور أفراح وأعراس
أما الخضار ففي ألوانه صور / للفن ما حازها لوح وقرطاس
لكنما بثها مستنبتا شغف / بالنفع مستلهما آياته الفاس
وحالف الري حتى أنجبا تحفا / للناظرين وحتى أسعد الناس
فاهتزت الأرض شكرانا وقد بعثت / وشكراها ملء هذا النبت أجناس
هذا هو العيد يعتز الحصاد به / كما تعيد أقوام وأغراس
شتان بين صحارى لا غناء بها / وبين جنات عدن عند من قاسوا
حيث الجداول تحبو وهي راقصة / وحولها الأنس أزهار وأنفاس
وحيث صار الحصى في حظه مثلا / للمنعمين ولم يرهقه وسواس
فكيف بالخلق من ناس ومن بهم / ومن طيرو وحيث الورد والآس
وحيث زغردت النعمى بوفرتها / ماء وكرما ولم تعلق بها الكاس
في كل فاكهة راح معتقة / بريئة وبهن الكوب والطاس
وفي الندى سبحات من طهارتها / فما تشوب جمال الريف أدناس
وما النجوم التي نامت بقبتها / إلا على ملكوت الحسن حراس
هذا هو العيش لو يدريه من صدفوا / وذا هو المجد لو يدريه من ساسوا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025