القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : البُحْتُري الكل
المجموع : 25
يَشوقُكَ تَوخيدُ الجِمالِ القَناعِسِ
يَشوقُكَ تَوخيدُ الجِمالِ القَناعِسِ / بِأَمثالِ غِزلَنِ الصَريمِ الكَوانِسِ
بِبيضٍ أَضاءَت في الخُدورِ كَأَنَّها / نُجومُ دُجاً جَلَّت سَوادَ الحَنادِسِ
صَدَدنَ بِصَحراءِ الأَريكِ وَرُبَّما / وَصَلنَ بِأَحناءِ الدَخولِ فَراكِسِ
ظِباءٌ ثَناها الشَيبُ وَحشاً وَقَد تُرى / لِرَيعِ الشَبابِ وَهيَ جِدُّ أَوانِسِ
إِذا هِجنَ وَسواسُ الحُلِيِّ تَوَلَّعَت / بِنا أَريَحِيّاتُ الجَوى وَالوَساوِسِ
وَمِنهُنَّ مَشغولٌ بِهِ الطَرفُ هارِبٌ / بِعَينَيهِ مِن لَحظِ المُحِبِّ المُخالِسِ
يُخَبِّرُ عَن غُصنٍ مِنَ البانِ مائِدٍ / إِذا اِهتَزَّ في ضَربٍ مِنَ الدَلِّ مائِسِ
عَذيرَيَ مِن رَجعِ الهُمومِ الهَواجِسِ / وَمِن مِنزِلٍ لِلعامِرِيَّةِ دارِسِ
وَلَوعَةِ مُشتاقٍ تَبيتُ كَأَنَّها / إِذا اِضطَرَمَت في الصَدرِ شُعلَةُ قابِسِ
لِيَهنَأ بَني يَزدادَ أَنَّ أَكُفَّهُم / خَلائِفُ أَنواءِ السَحابِ الرَواجِسِ
ذَوو الحَسَبِ الزاكي المُنيفِ عُلُوُّهُ / عَلى الناسِ وَالبَيتِ القَديمِ القُدامِسِ
إِذا رَكِبوا زادوا المَراكِبَ بَهجَةً / وَإِن جَلَسوا كانوا بُدورَ المَجالِسِ
بَنو الأَبحُرِ المَسجورَةِ لفَيضِ وَالظُبا ال / قَواضِبِ عِتقاً وَالأُسودِ العَنابِسِ
لَهُم مُنتَماً في هاشِمٍ بِوَلائِهِم / يُوازي عُلاهُم في أَرومَةِ فارِسِ
وَأَقلامُ كُتّابٍ إِذا ما نَصَصتَها / إِلى نَسَبٍ كانَت رِماحَ فَوارِسِ
يَرَونَ لِعَبدِ اللَهِ فَضلَ مَهابَةٍ / تُطَأطِئُ لَحظَ الأَبلَخِ المُتَشاوِسِ
لَنِعمَ ذُرى الآمالِ يَتبَعنَ ظِلَّهُ / وَوِردُ مُحَلّاةِ الظُنونِ الخَوامِسِ
مُلوكٌ وَساداتٌ عِظامٌ جُدودُهُم / وَأَخوالُهُ مِن أَمجَدينَ أَشاوِسِ
بِهِم تُجتَلى الطَخياءُ عَن كُلِّ حِندِسٍ / وَأَوجُهُهُم مِثلُ البُدورِ القَوابِسِ
تُرَدُّ شَذاةُ الدَهرِ مِنهُ بِمُسرِعٍ / إِلى المَجدِ لا الواني وَلا المُتَقاعِسِ
بِأَبلَجَ ضَحّاكٍ إِلَينا بِما اِنطَوَت / عَلى مَنعِهِ كُلحُ الوُجوهِ العَوابِسِ
وَمُستَحصِدِ التَدبيرِ لِلفَيءِ جامِعٍ / وَلِلدّينِ مُحتاطٍ وَلِلمُلكِ حارِسِ
يُجاري أَباً ساسَ الخِلافَةَ دَهرَهُ / بِرَأيِ مُعانٍ لِلأُمورِ مُمارِسِ
وَلَيسَ يُلَقّى الحَزمَ إِلّا اِبنُ حازِمٍ / وَلَيسَ يَسوسُ الناسَ إِلّا ابنُ سائِسِ
يُخَلّي الرِجالُ مَجدَكُم لا تَرومُهُ / وَهُم نابِهو الأَخطارِ شَمُّ المَعاطِسِ
وَلَم أَرَ مِثلَ المَجدِ ضَنَّت بِغَيرِهِ / وَجادَت بِهِ نَفسُ الحَسودِ المُنافِسِ
وَلا كَالعَطايا يَشرُفُ النَجمُ ما بَنَت / وَهُنَّ مَنالٌ لِلأَكُفِّ اللَوامِسِ
أَبا صالِحٍ إِنَّ المَحامِدَ تَلتَقي / بِساحَةِ رَحبٍ مِن فِنائِكَ آنِسِ
بِحَيثُ الثَرى رَطبٌ يَرِفُّ نَباتُهُ / رَفيفاً وَعَهدُ الدَهرِ لَيسَ بِخائِسِ
تَقَيَّلتَ مِن أَخلاقِ يَزدادَ أَنجُماً / تَوَقَّدُ في داجٍ مِنَ اللَيلِ دامِسِ
وَمابَرِحَت تُدني نَجاحاً لِآمِلٍ / مُرَجٍّ وَتَستَدعي رَجاءً لِآيِسِ
وَكانَ عَطاءُ اللَهِ قَبلَكَ كَاِسمِهِ / لِعافٍ ضَريكٍ أَولِأَسيانِ بائِسِ
فِداؤُكَ أَبناءُ الخُمولِ إِذا هُمُ / أَلاموا وَأَربابُ الخِلالِ الخَسائِسِ
وَإِن كُنتَ قَد أَخَّرتَ ذِكرَ مَعونَتي / وَأَلغَيتَ رَسمي في الرُسومِ الدَوارِسِ
أَقولُ لِصاحِبٍ مِن سِرِّ عَبسٍ
أَقولُ لِصاحِبٍ مِن سِرِّ عَبسٍ / أَرى وَردي بِرُؤيَتِهِ وَآسي
شَكَوتَ قَذىً بِعَينِكَ باتَ يُدمى / كَأَنَّكَ قَد نَظَرتَ إِلى طِماسِ
إِلى وَغدٍ يَكادُ يَعودُ فينا / بِرُمحٍ في التِنايَةِ أَو شِماسِ
فَقَدتُكَ يا طِماسُ فَكُلُّ عَيشٍ / بِقُربِكَ أَخشَنُ الجَنَباتِ جاسِ
تَمَخَّطُ لِلزُكامِ وَفيكَ بَردٌ / جُمادِيُّ يُخَبِّرُ عَن قُعاسِ
آلَ فَلسِيِّكُم غَداةَ بَحَثنا
آلَ فَلسِيِّكُم غَداةَ بَحَثنا / عَنهُ فَلساً وَقيمَةُ الفَلسِ فَلسُ
سامِرِيُّ الضُيوفِ مِن دونِ خُبزٍ / مَعَ بَيضِ الأَنوقِ لَيسَ يُمَسُّ
فَاِرتَحِل عَن جِوارِ كِسرى فَما أَن / تَ كَريمٌ وَلا لِبَيتِكَ أُسُّ
نَبَطٌ مُلِّكوا عِمارَةَ أَرضٍ / كانَ عُمّارَها الأَوائِلَ فُرسُ
وَذي راحَةٍ مِثلَ صَوبِ الغَما
وَذي راحَةٍ مِثلَ صَوبِ الغَما / مِ لَيسَ لَهُ في العُلا مُؤنِسُ
تَحَمَّلَ نَحوَ بِلادِ الشَآ / مِ يَحمِلُهُ مَهمَهٌ أَملَسُ
إِذا مَجَّهُ بَلَدٌ بَسبَسُ / تَلَقَّمَهُ بَلَدٌ بَسبَسُ
أَقولُ لَهُ عِندَ تَوديعِنا / وَكُلٌّ بِحاجَتِهِ مُبلِسُ
لَئِن قَعَدَت عَنكَ أَجسامُنا / لَقَد سافَرَت مَعَكَ الأَنفُسُ
أَوضَعتَ في شَأوِ الجَفا فَاِحبِسِ
أَوضَعتَ في شَأوِ الجَفا فَاِحبِسِ / وَاِسلُك طَريقَ العَطفِ يا مُؤنِسي
يا مَن جَرى حُبّيهِ في مُهجَتي / جَريَ النَدى في زَهرِ النَرجِسِ
عَلى مَليءٍ موسِرٍ مِن ضَنىً / مُفتَقَرٌ مِن صِحَّةٍ مُفلِسِ
كُلُّ المَظالِمِ رُدَّت غَيرَ مَظلَمَةٍ
كُلُّ المَظالِمِ رُدَّت غَيرَ مَظلَمَةٍ / مَجرورَةٍ في مَواعيدِ اِبنِ عَبّاسِ
مَنعَتَني فَرحَةَ النُجحِ الَّذي اِلتَمَسَت / نَفسي فَلا تَمنَعَنّي راحَةَ الياسِ
شَوقٌ لَهُ بَينَ الأَضالِعُ هاجِسُ
شَوقٌ لَهُ بَينَ الأَضالِعُ هاجِسُ / وَتَذَكُّرٌ لِلصَدرِ مِنهُ وَساوِسُ
وَلَرُبَّما نَجّى الفَتى مِن هَمِّهِ / وَخدُ القِلاصِ وَلَيلُهُنَّ الدامِسُ
ما أَنصَفَت بَغدادُ حينَ تَوَحَّشَت / لِنَزيلِها وَهيَ المَحَلُّ الآنِسُ
لَم يَرعَ لَي حَقَّ القَرابَةِ طَيِّئٌ / فيها وَلا حَقَّ الصَداقَةِ فارِسُ
أَعَلِيُّ مَن يَأمُلكَ بَعدَ مَوَدَّةٍ / ضَيَّعتَها مِنّي فَإِنّي آيِسُ
واعَدتَني يَومَ الخَميسِ وَقَد مَضى / مِن بَعدِ مَوعِدِكَ الخَميسُ الخامِسُ
قُل لِلأَميرِ فَإِنَّهُ القَمَرُ الَّذي / ضَحِكَت بِهِ الأَيّامُ وَهيَ عَوابِسُ
قَدَّمتَ قُدّامي رِجالاً كُلُّهُم / مُتَخَلِّفٌ عَن غايَتي مُتَقاعِسُ
وَأَذَلتَني حَتّى لَقَد أَشمَتَّ بي / مَن كانَ يَحسُدُ مِنهُمُ وَيُنافِسُ
وَأَنا الَّذي أَوضَحتَ غَيرَ مُدافَعٍ / نَهجَ القَوافي وَهيَ رَسمٌ دارِسُ
وَشُهِرتُ في شَرقِ البِلادِ وَغَربِها / فَكَأَنَّني في كُلِّ نادٍ جالِسُ
هَذي القَوافي قَد زَفَفتُ صِباحَها / تُهدى إِلَيكَ كَأَنَّهُنَّ عَرائِسُ
وَلَكَ السَلامَةُ وَالسَلامُ فَإِنَّني / غادٍ وَهُنَّ عَلى عُلاكَ حَبائِسُ
ناهيكَ مِن حَرقٍ أَبيتُ أَقاسي
ناهيكَ مِن حَرقٍ أَبيتُ أَقاسي / وَجُروحِ حُبٍّ ما لَهُنَّ أَواسِ
إِمّا لَحَظتِ فَأَنتِ جُؤذُرُ رَملَةٍ / وَإِذا صَدَدتِ فَأَنتِ ظَبيُ كِناسِ
قَد كانَ مِنّي الحُزنُ غِبَّ تَذَكُّرٍ / إِذ كانَ مِنكِ الصَبرُ غِبَّ تَناسِ
تَجري دُموعي حينَ دَمعُكِ جامِدٌ / وَيَلينُ قَلبي حينَ قَلبُكِ قاسِ
أَسَمِعتُ عاذِلَةً فَهَل طاوَعتُها / وَرَأَيتُ شانِئَةً فَهَل مِن باسِ
ما قُلتُ لِلطَيفِ المُسَلِّمِ لا تَعُد / تَغشى وَلا كَفكَفتُ حامِلَ كاسِ
يا بَرقُ أَسفِر عَن قُوَيقِ فَطُرَّتى / حَلَبٍ فَأَعلى القَصرِ مِن بِطياسِ
عَن مَنبِتِ الوَردِ المُعَصفَرِ صِبغُهُ / في كُلِّ ضاحِيَةٍ وَمَجنى الآسِ
أَرضٌ إِذا اِستَوحَشتُ ثُمَّ أَتَيتُها / حَشَدَت عَلَيَّ فَأَكثَرَت إيناسي
اليَومَ حَوَّلَني المَشيبُ إِلى النُهى / وَذَلَلتُ لِلعُذّالِ بَعدَ شِماسِ
وَرَفَعتُ مِن نَظَري إِلى أَهلِ الحِجى / وَلَوَيتُ عَن أَهلِ الغَوايَةِ راسي
وَرَضيتُ مِن عَودِ البَخيلِ وَبَدئِهِ / بِاليَأسِ لَو نَفَعَ الرِضا بِالياسِ
مَهما نَسيتُ فَلَستُ لِلحَسَنِ الَّذي / أَولَيتَ في قِدَمِ الزَمانِ بِناسِ
أَبلِغ أَبا الحَسَنِ الَّذي لَبِسَ النَدى / لِلخابِطينَ فَكانَ خَيرَ لِباسِ
وَلَئِن أَطَلتُ البُعدَ عَنكَ فَلَم تَزَل / نَفسي إِلَيكَ كَثيرَةَ الأَنفاسِ
إِن تُكسِ مِن وَشيِ المَديحِ فَإِنَّهُ / مِن ضَوءِ سَيبِكَ في المَحافِلِ كاسِ
وَكَأَنَّكَ العَبّاسُ نُبلَ خَليقَةٍ / وَعُلُوَّ هَمٍّ في بَني العَبّاسِ
وَتَفاضُلُ الأَخلاقِ إِن حَصَّلتَها / في الناسِ حَسبَ تَفاضُلِ الأَجناسِ
لَو جَلَّ خَلقٌ قَطُّ عَن أُكرومَةٍ / تُثنى جَلَلتَ عَنِ النَدى وَالباسِ
وَأَبي أَبيكَ لَقَد تَقَصّى غايَةً / في المَكرُماتِ قَليلَةَ الأُنّاسِ
فَإِذا بَنى غُفلُ الرِجالِ بُناً عَلى / جَدَدٍ بَنَيتَ عَلى ذُراً وَأَساسِ
وَإِنِ اِستِطاعَتهُ المَنونُ فَبَعدَ ما / دَخَلَت عَلى الآسادِ في الأَخياسِ
قَد قُلتُ لِلرامينَ مَجدَكَ بِالمُنى / وَلِحاسِديكَ الرُذَّلِ الأَنكاسِ
رودوا بِأَفنِيَةِ الظِرابِ وَنَكِّبوا / عَن ذَلِكَ الجَبَلِ الأَشَمِّ الراسي
فَهُناكَ أَروَعُ مِن أَرومَةِ هاشِمٍ / رَحبُ النَدِيِّ مُوَفَّرُ الجُلّاسِ
ساحَت مَواهِبُهُ فَلَم تُحوِج إِلى / جَذبِ الدِلاءِ تُمَدُّ بِالأَمراسِ
لا مُطلِقٌ هَجرُ الحَديثِ إِذا اِحتَبى / فيهِم وَلا شَرِسُ السَجِيَّةِ جاسِ
حَيثُ السَجايا الباذِلاتُ ضَواحِكٌ / زُهرٌ وَحَيثُ العاذِلاتُ خَواسي
لا مِن طَريفٍ جَمَّعَتهُ خِيانَةٌ / ما مِنهُ يَبذُلُ جاهِداً وَيُواسي
لَيسَ الَّذي يُعطيكَ تالِدَ مالِهِ / مِثلَ الَّذي يُعطيكَ مالَ الناسِ
يا لَيلَتي بِالقَصرِ مِن بِطياسِ
يا لَيلَتي بِالقَصرِ مِن بِطياسِ / وَمُعَرَّسي بِالقَصرِ بَل إِعراسي
باتَت تُبَرِّدُ مِن جَوايَ وَغُلَّتي / أَنفاسُ ظَبيٍ طَيِّبِ الأَنفاسِ
يَدنو إِلَيَّ بَريقِهِ وَبِراحِهِ / فَيَعُلُّني بِالكاسِ بَعدَ الكاسِ
هَيَفُ الجَوانِحِ مِنهُ هاضَ جَوانِحي / وَنُعاسُ مُقلَتِهِ أَطارَ نُعاسي
بِأَبي أَبو الحَسَنِ الَّذي حَسُنَت لَنا / أَخلاقُهُ فَحَكى أَبا العَبّاسِ
مُستَقبِلٌ نُقِلَت بِهِ أَيّامُنا / عَن وَحشَةٍ مِنها إِلى إيناسِ
أَضحى يُؤَمَّلُ لِلجَليلِ وَتُرتَجى / حَرَكاتُهُ لِسِياسَةِ السُوّاسِ
إِن كانَ رَأساً في الكِتابَةِ مِدرَهاً / فَأَبوهُ مِنها في مَحَلِّ الراسِ
قَصدُ الوَقارِ وَفيهِ فَرطُ بَشاشَةٍ / بِالأُنسِ تَبسُطُ أَوجُهَ الجُلّاسِ
رَدَّ الخُطوبَ وَقَد أَتَينَ عَوابِساً / وَأَلانَ مِن كَبِدِ الزَمانِ القاسي
بورِكتَ مِن قَبلٍ ظَريفٍ كَيِّسِ
بورِكتَ مِن قَبلٍ ظَريفٍ كَيِّسِ / عَفَّ اللِسانِ عَنِ الفَواحِشِ أَخرَسِ
حُرٌّ تَصَبُّ بِهِ القُلوبُ وَيُفتَدى / مِن رِقَّةٍ وَحَلاوَةٍ بِالأَنفُسِ
فَلَنِعمَ رَيحانُ النَدامى أَنتَ إِن / عَزَموا الصَبوحَ وَنِعمَ حَشوُ المَجلِسِ
بِالشِعرِ تُنشِدُهُ الجَليسَ فَيَنتَشي / طَرَباً وَبِالخَبَرِ الخَطيرِ المُنفِسِ
ما لي أَرى الأُدَباءَ أَحرَزَ جُلُّهُم / خَصلَ الثَراءِ وَأَنتَ عَينُ المُفلِسِ
قَد كانَ حَقُّكَ أَن تُغَلِّسَ في الغِنى / بِمُغَلِّسِ بنِ حُذَيفَةَ بنِ مُغَلِّسِ
بِصَديقِكَ الصِدقِ الَّذي جَمَعَتكُما / قِدَمُ الفُتوَّةِ وَاِرتِضاعُ الأَكؤُسِ
يا أَبا نَهشَل وَداعَ مُقيمٍ
يا أَبا نَهشَل وَداعَ مُقيمٍ / ظاعِنٍ بَينَ لَوعَةٍ وَرَسيسِ
لا أُطيقُ السُلُوَّ عَنكَ وَلو أَنَّ / فُؤادي مِن صَخرَةٍ مَرمَريسِ
فَقدُكَ المُرُّ يا اِبنَ عَمّي أَبكا / ني لافَقدُ زَينَبٍ وَلَميسِ
لَيسَ حُزني عَلى العِراقِ وَما يُل / بِسُها الدَهرُ مِن نَعيمٍ وَبوسِ
ما تُرابُ العِراقِ بِالعَنبَرِ الوَر / دِ وَلا ماءُ دِجلَةَ بِمَسوسِ
غَيرَ أَنّي مُخَلِّفٌ مِنكَ في آ / خِرِ بَغدادَ فَضلَ عِلقٍ نَفيسِ
فَسَلامٌ عَلى جَنابِكَ وَالمَن / هَلِ فيهِ وَرَبعِكَ المَأنوسُ
حَيثُ فِعلُ الأَيّامِ لَيسَ بِمَذمو / مِ وَوَجهُ الزَمانِ غَيرُ عَبوسِ
وَلَئِن كُنتَ راحِلاً لَبِوُدٍّ / وَثَناءٍ وَقفٍ عَلَيكَ حَبيسِ
لَستُ أَنسى شَمائِلاً مِنكَ كَالنَو / وارِ حُسناً لَم تَجتَمِع لِرَئيسِ
سَتَروحُ الأَحشاءُ مِنّي وَتَغدو / في جَديدٍ مِنَ الأَسى وَلَبيسِ
إِنَّ يَومَ الخَميسِ يُفقِدُني وَج / هَكَ قَسراً لا كانَ يَومُ الخَميسِ
طُويتَ في أَمرِها عَلى لَبَسِ
طُويتَ في أَمرِها عَلى لَبَسِ / وَاِزدَدتَ فيها عَجزاً وَلَم تَكِسِ
عَطشانَةٌ أَخلصَت مَوَدَّتَها / لِمَن سَقاها كوبَينِ في نَفَسِ
تَلومُها ضَلَّةً وَقَد جَعَلت / تَختارُ بَين الحِمارِ وَالفَرَسِ
وَصاحِبُ البَيتِ إِن أَلَمَّ بِهِ / ضَيفانِ مِن مُطلَقٍ وَمُحتَبَسِ
خَلَّفتَها وَإِنصَرَفتَ وَهيَ عَلى ال / مَنصَفِ بَينَ الإِملاكِ وَالعُرسِ
إِن كُنتَ أُنسيتَها فَلا عَجَبٌ / قَد عاهَدَ اللَهَ آدَمٌ فَنَسي
قُل لِلأُرُندِ إِذا أَتى الروحينَ لا
قُل لِلأُرُندِ إِذا أَتى الروحينَ لا / تَقرا السَلامَ عَلى أَبي مَلبوسِ
دارٌ بِها جُهِلَ السَماحُ وَأُنكِرَ ال / مَعروفُ بَينَ شَمامِسٍ وَقُسوسِ
لَم يَسمَعوا بِالمَكرُماتِ وَلَم يُنِخ / في دارِهِم ضَيفٌ سِوى إِبليسِ
آذانُهُم وَقرٌ عَنِ الداعي إِلى ال / هَيجاءِ مُصغِيَةٌ إِلى الناقوسِ
ما إِن يَزالُ عَدُوُّهُم في نِعمَةٍ / مِن مالِهِم وَصَديقُهُم في بوسِ
أَسيافُهُم خَشَبٌ وَحِلفُ نِسائِهِم / إِمّا صَدَقنَ بِفَيشَةِ القِسّيسِ
وَإِذا فَلَيتَ أُصولَهُم رَجَعوا إِلى / نَسَبٍ كَرَيعانِ السَرابِ لَبيسِ
إيهاً مَلامَ بَني عُصَيرٍ إِنَّهُم / ذَهَبوا بِلُؤمِ مَناصِبٍ وَنُفوسِ
فَعَلى وُجوهِهِم لِباسُ خَزايَةٍ / وَعَلى رُؤوسِهِمِ قُرونُ تُيوسِ
لا تَدعُوَنَّ أَبا الوَليدِ لِنائِلِ / خُلُقَ الحِمارِ وَخِلقَةَ الجاموسِ
شاهَدتُ مَسعودَ في مَجلِسٍ
شاهَدتُ مَسعودَ في مَجلِسٍ / فَلَمّا اِنتَحَينا لِشُربِ الغَلَس
تَغَنّى وَنَحنُ عَلى لَذَّةٍ / فَأَرعَدَ بَعضٌ وَبَعضٌ نَعَس
أَقامَ كُلُّ مُلِثِّ الوَدقِ رَجّاسِ
أَقامَ كُلُّ مُلِثِّ الوَدقِ رَجّاسِ / عَلى دِيارٍ بِعُلوِ الشامِ أَدراسِ
فيها لِعَلوَةِ مُصطافٌ وَمُرتَبَعٌ / مِن بانَقوسا وَبابِلّي وَبِطياسِ
مَنازِلٌ أَنكَرَتنا بَعدَ مَعرِفَةٍ / وَأَوحَشَت مِن هَوانا بَعدَ إيناسِ
ياعَلوَ لَو شِئتِ أَبدَلتِ الصُدودَ لَنا / وَصلاً وَلانَ لِصَبٍّ قَلبُكِ القاسي
هَل مِن سَبيلٍ إِلى الظُهرانِ مِن حَلَبٍ / وَنَشوَةٍ بَينَ ذاكَ الوَردِ وَالآسِ
إِذ أَقبَلُ الراحَ وَالأَيّامُ مُقبِلَةٌ / مِن أَهيَفٍ خَنِثِ العِطفَينِ مَيّاسِ
أَمُدُّ كَفّي لِأَخذِ الكَأسِ مِن رَشَأِ / وَحاجَتي كُلُّها في حامِلِ الكاسِ
بِبَردِ أَنفاسِهِ يَشفي الغَليلَ إِذا / دَنا فَقَرَّبَها مِن حَرِّ أَنفاسي
إِذا تَعاظَمَني أَمرٌ فَزَعتُ إِلى / شِعري وَوَجَّهتُ أَجمالي وَأَفراسي
هَل مِن رَسولٍ يُؤَدّي ما أُحَمِّلُهُ / إِلى الأَميرِ أَبي موسى بنِ عَبّاسِ
عَبّاسٌ بنُ سَعيدٍ في أَرومَتِهِ / يَحكي أَرومَةَ عَبّاسِ بنِ مِرداسِ
أَيهاتِ مِنكَ لَقَد أُعطيتَ مَأثُرَةً / مَأثورَةً عَن جُدودٍ غَيرِ أَنكاسِ
آباؤُكَ الصيدُ تَحميهِم وَتَجمَعُهُم / مَنازِلُ العِزِّ مِن غَيلٍ وَأَخياسِ
المُقعِصونَ زُهَيراً عَن غَنِيِّهِمِ / وَقَد سَقاها كُؤوسَ المَوتِ في شاسِ
وَأَنتَ مُنهَرِتُ الشِدقَينِ تَلحَظُني / إيماضَ بارِقَةٍ أَو ضَوءَ مِقباسِ
هَل فيكُمُ مِن واقِفٍ مُتَفَرِّسِ
هَل فيكُمُ مِن واقِفٍ مُتَفَرِّسِ / يُعدي عَلى نَظَرِ الظِباءِ الأُنَّسِ
أَثَّرنَ في قَلبِ الخَلِيِّ مِنَ الجَوى / وَمَلَكنَ مِن قَودِ الأَبِيِّ الأَشوَسِ
مِن كُلِّ مُرهَفَةِ القَوامِ غَريرَةٍ / جُعِلَت مَحاسِنُها هَوىً لِلأَنفُسِ
تَغدو بِعَطفَةِ مُطمِعٍ حَتّى إِذا / شُغِلَ الخَلِيُّ ثَنَت بِصَدفَةِ مُؤيِسِ
شاهَدتُ أَيّامَ السُرورِ فَلَم أَجِد / يَوماً يَسُرُّ كَيَومِ دَعوَةِ يونِسِ
أَدنى مَزارٍ وَسطَ أَحسَنِ بُقعَةٍ / وَأَجَلَّ زُوّارٍ لِأَبهى مَجلِسِ
في رَوضَةٍ خَضراءَ يُشرِقُ نَورُها / تُسقى مُجاجاتِ الغُيومِ البُخَّسِ
فَخَرَ الرَبيعُ عَلى الشِتاءِ بِحُسنِها / وَكَفى حُضورُ الوَردِ فَقدَ النَرجِسِ
لا تَسقِياني بِالصَغيرِ فَإِنَّهُ / يَومٌ تَليقُ بِهِ كِبارُ الأَكؤُسِ
إِسعَد أَميرَ المُؤمِنينَ بِدَولَةٍ / تَغدو عَلَيكَ بِكُلِّ حَظٍّ مُنفِسِ
فَلِحُسنِ وَجهِكَ في القُلوبِ مَحَلَّةٌ / خُصَّت إِلى جَذَلٍ بِها مُتَلَبِّسِ
بَدرٌ لَنا فَمَتى عَرَتنا وَحشَةٌ / جَلَّيتَها بِضِياءِ وَجهٍ مُؤنِسِ
صُنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي
صُنتُ نَفسي عَمّا يُدَنِّسُ نَفسي / وَتَرَفَّعتُ عَن جَدا كُلِّ جِبسِ
وَتَماسَكتُ حينَ زَعزَعَني الدَه / رُ إِلتِماساً مِنهُ لِتَعسي وَنَكسي
بُلَغٌ مِن صُبابَةِ العَيشِ عِندي / طَفَّفَتها الأَيّامُ تَطفيفَ بَخسِ
وَبَعيدٌ مابَينَ وارِدِ رِفَهٍ / عَلَلٍ شُربُهُ وَوارِدِ خِمسِ
وَكَأَنَّ الزَمانَ أَصبَحَ مَحمو / لاً هَواهُ مَعَ الأَخَسِّ الأَخَسِّ
وَاِشتِرائي العِراقَ خُطَّةُ غَبنٍ / بَعدَ بَيعي الشَآمَ بَيعَةَ وَكسِ
لاتَرُزني مُزاوِلاً لِإِختِباري / بَعدَ هَذي البَلوى فَتُنكِرَ مَسّي
وَقَديماً عَهِدَتني ذا هَناتٍ / آبِياتٍ عَلى الدَنِيّاتِ شُمسِ
وَلَقَد رابَني اِبنُ عَمّي / بَعدَ لينٍ مِن جانِبَيهِ وَأُنسِ
وَإِذا ماجُفيتُ كُنتُ جَديراً / أَن أَرى غَيرَ مُصبِحٍ حَيثُ أُمسي
حَضَرَت رَحلِيَ الهُمومُ فَوَجَّه / تُ إِلى أَبيَضَ المَدائِنِ عَنسي
أَتَسَلّى عَنِ الحُظوظِ وَآسى / لِمَحَلٍّ مِن آلِ ساسانَ دَرسِ
أَذكَرتِنيهُمُ الخُطوبُ التَوالي / وَلَقَد تُذكِرُ الخُطوبُ وَتُنسي
وَهُمُ خافِضونَ في ظِلِّ عالٍ / مُشرِفٍ يَحسِرُ العُيونَ وَيُخسي
مُغلَقٍ بابُهُ عَلى جَبَلِ القَب / قِ إِلى دارَتَي خِلاطَ وَمُكسِ
حِلَلٌ لَم تَكٌ كَأَطلالِ سُعدى / في قِفارٍ مِنَ البَسابِسِ مُلسِ
وَمَساعٍ لَولا المُحاباةُ مِنّي / لَم تُطِقها مَسعاةُ عَنسٍ وَعَبسِ
نَقَلَ الدَهرُ عَهدَهُنَّ عَنِ ال / جِدَّةِ حَتّى رَجَعنَ أَنضاءَ لُبسِ
فَكَأَنَّ الجِرمازَ مِن عَدَمِ الأُن / سِ وَإِخلالِهِ بَنِيَّةُ رَمسِ
لَو تَراهُ عَلِمتَ أَنَّ اللَيالي / جَعَلَت فيهِ مَأتَماً بَعدَ عُرسِ
وَهوَ يُنبيكَ عَن عَجائِبِ قَومٍ / لايُشابُ البَيانُ فيهِم بِلَبسِ
وَإِذا مارَأَيتَ صورَةَ أَنطا / كِيَّةَ إِرتَعتَ بَينَ رومٍ وَفُرسِ
وَالمَنايا مَواثِلٌ وَأَنوشَر / وانَ يُزجى الصُفوفَ تَحتَ الدِرَفسِ
في اِخضِرارٍ مِنَ اللِباسِ عَلى أَص / فَرَ يَختالُ في صَبيغَةِ وَرسِ
وَعِراكُ الرِجالِ بَينَ يَدَيهِ / في خُفوتٍ مِنهُم وَإِغماضِ جَرسِ
مِن مُشيحٍ يَهوى بِعامِلِ رُمحٍ / وَمُليحٍ مِنَ السِنانِ بِتُرسِ
تَصِفُ العَينُ أَنَّهُم جِدُّ أَحيا / ءٍ لَهُم بَينَهُم إِشارَةُ خُرسِ
يَغتَلي فيهِم إِرتِابي حَتّى / تَتَقَرّاهُمُ يَدايَ بِلَمسِ
قَد سَقاني وَلَم يُصَرِّد أَبو الغَو / ثِ عَلى العَسكَرَينِ شَربَةَ خُلسِ
مِن مُدامٍ تَظُنُّها وَهيَ نَجمٌ / ضَوَّأَ اللَيلَ أَو مُجاجَةُ شَمسِ
وَتَراها إِذا أَجَدَّت سُروراً / وَاِرتِياحاً لِلشارِبِ المُتَحَسّي
أُفرِغَت في الزُجاجِ مِن كُلِّ قَلبٍ / فَهيَ مَحبوبَةٌ إِلى كُلِّ نَفسِ
وَتَوَهَّمتُ أَنَّ كِسرى أَبَروي / زَ مُعاطِيَّ وَالبَلَهبَذَ أُنسي
حُلُمٌ مُطبِقٌ عَلى الشَكِّ عَيني / أَم أَمانٍ غَيَّرنَ ظَنّي وَحَدسي
وَكَأَنَّ الإيوانَ مِن عَجَبِ الصَن / عَةِ جَوبٌ في جَنبِ أَرعَنَ جِلسِ
يُتَظَنّى مِنَ الكَآبَةِ إِذ يَب / دو لِعَينَي مُصَبِّحٍ أَو مُمَسّي
مُزعَجاً بِالفِراقِ عَن أُنسِ إِلفٍ / عَزَّ أَو مُرهَقاً بِتَطليقِ عِرسِ
عَكَسَت حَظُّهُ اللَيالي وَباتَ ال / مُشتَري فيهِ وَهوَ كَوكَبُ نَحسِ
فَهوَ يُبدي تَجَلُّداً وَعَلَيهِ / كَلكَلٌ مِن كَلاكِلِ الدَهرِ مُرسي
لَم يَعِبهُ أَن بُزَّ مِن بُسُطِ الدي / باجِ وَاِستَلَّ مِن سُتورِ المَقسِ
مُشمَخِّرٌ تَعلو لَهُ شُرُفاتٌ / رُفِعَت في رُؤوسِ رَضوى وَقُدسِ
لابِساتٌ مِنَ البَياضِ فَما تُب / صِرُ مِنها إِلّا غَلائِلَ بُرسِ
لَيسَ يُدرى أَصُنعُ إِنسٍ لِجِنٍّ / سَكَنوهُ أَم صُنعُ جِنٍّ لِإِنسِ
غَيرَ أَنّي يَشهَدُ أَن لَم / يَكُ بانيهِ في المُلوكِ بِنِكسِ
فَكَأَنّي أَرى المَراتِبَ وَالقَو / مَ إِذا ما بَلَغتُ آخِرَ حِسّي
وَكَأَنَّ الوُفودَ ضاحينَ حَسرى / مِن وُقوفٍ خَلفَ الزِحامِ وَخِنسِ
وَكَأَنَّ القِيانَ وَسطَ المَقاصي / رِ يُرَجِّعنَ بَينَ حُوٍ وَلُعسِ
وَكَأَنَّ اللِقاءَ أَوَّلَ مِن أَم / سِ وَوَشكَ الفِراقِ أَوَّلَ أَمسِ
وَكَأَنَّ الَّذي يُريدُ إِتِّباعاً / طامِعٌ في لُحوقِهِم صُبحَ خَمسِ
عُمِّرَت لِلسُرورِ دَهراً فَصارَت / لِلتَعَزّي رِباعُهُم وَالتَأَسّي
فَلَها أَن أُعينَها بِدُموعٍ / موقَفاتٍ عَلى الصَبابَةِ حُبسِ
ذاكَ عِندي وَلَيسَت الدارُ داري / بِإِقتِرابٍ مِنها وَلا الجِنسُ جِنسي
غَيرَ نُعمى لِأَهلِها عِندَ أَهلي / غَرَسوا مِن زَكائِها خَيرَ غَرسِ
أَيَّدوا مُلكَنا وَشَدّوا قُواهُ / بِكُماةٍ تَحتَ السَنَّورِ حُمسِ
وَأَعانوا عَلى كَتائِبِ أَريا / طَ بِطَعنٍ عَلى النُحورِ وَدَعسِ
وَأَراني مِن بَعدُ أَكلَفُ بِالأَش / رافِ طُرّاً مِن كُلِّ سِنخِ وَأُسِّ
بِالأَعوَرَينِ المُعوِرَينِ أَخَلَّ بي
بِالأَعوَرَينِ المُعوِرَينِ أَخَلَّ بي / أَمَلي وَعاوَدَني تَمَكُّن ياسي
وَمِنَ الضَلالَةِ أَن رَجَوتُ لِحاجَتي / إِخلاصَ مَسعودٍ وَرِفدَ طِماسِ
لا يَبرَحُ المَضّاضُ كُحلَ صَحيحَتي / رِجسَينِ مَرذولَينِ في الأَرجاسِ
وَإِذا عَدَدتُ عَلى طِماسٍ عَيبَهُ / لَم أَرضَ أَلفاظي وَلا أَنفاسي
أَدنو وَأُقصِرُ عَن مَداهُ وَإِنَّما / أَرمي مِنَ المَلعونِ في بُرجاسِ
هَلّا أَبو الفَرَجِ اِستَعارَ مَدائِحي / أَو رَدَّنا فيها إِلى العَبّاسِ
قَمَرٌ جَلا ظُلَمَ الخُطوبِ ضِياؤُهُ / عَنّا وَبَدرٌ راهِنُ الإيناسِ
لَم أَنسَ ما سَبَقا إِلَيهِ وَلَم أَكُن / لِيَدِ الصَديقِ المُستَماحِ بِناسِ
وَنُبُوَّ ضِدِّهِما وَلَستُ بِواجِدٍ / عِندَ الكِلابِ رَضِيَّ فِعلِ الناسِ
ضَعَةٌ لِلزَمانِ عِندي وَعَكسُ
ضَعَةٌ لِلزَمانِ عِندي وَعَكسُ / إِذ تَوَلّى بِزُرجَسابورَ جِبسُ
شَخصُهُ المُزدَرى عِندي وَمَخبَرُهُ المَش / نوءُ قُبحاً وَرَأيُهُ المُستَخَسُّ
يَتَعاطى القَريضَ وَهوَ جَمادُ ال / ذِهنِ يَجفو عَنِ القَريضِ وَيَعسو
سَمِعَ الضارِطونَ فيهِ فَأَنشا / بِغَباءٍ مِنَ الجَهالَةِ يَفسو
سَهَرٌ أَصابَكَ بَعدَ طولِ نُعاسِ
سَهَرٌ أَصابَكَ بَعدَ طولِ نُعاسِ / لِصُدودِ أَغيَدَ فاتِنٍ مَيّاسِ
مِثلُ القَضيبِ عَلى الكَثيبِ مُهَفهَفٌ / مِن بانَةٍ أَو مِن فُروعِ الآسِ
كَالبَدرِ يَأتَلِقُ الضِياءُ بِوَجهِهِ / ما شانَ وَجنَتَهُ سَوادُ نُحاسِ
يَرمي فَما يَشوي وَيَقتُلُ مَن رَمى / بِسِهامِ لا هَدَفٍ وَلا بُرجاسِ
كَم لَيلَةٍ أَحيَيتُها بِحَديثِهِ / وَلَذيذِ رَشفٍ عِندَ ذَوقِ الكاسِ
ما غَمَّضَت عَينٌ لِفَقدِ خَيالِهِ / وَالقَلبُ فيهِ بَلابِلُ الوَسواسِ
كُلُّ الدَلالِ مِنَ الحَبيبِ مُعَشَّقٌ / إِلّا دَلالُ صُدودِهِ وَالياسِ
إِن كانَ جِدّاً مِنهُ سالَت مُهجَتي / أَو كانَ هَزلاً ما بِهِ مِن باسِ
وَلَسَوفَ يَذكُرُ خالِياً أُنسي بِهِ / وَخَلاءَهُ مِنّي وَمِن إيناسي
وَتَرُدُّهُ سَهلاً إِلَيَّ عَطائِفٌ / كَم قَد عَلِقنَ لَنا بِقَلبٍ قاسِ
وَلَقَد شَرِبتُ بِطارِفي وَبِتالِدي / وَسَبَأتُها بِكراً بِغَيرِ مِكاسِ
وَلَقَد أُنادِمُ خَيرَ شَربٍ كُلُّهُم / دَجَنوا بِحُسنِ خَلائِقِ الجُلّاسِ
أَموالُهُم مَبذولَةٌ لِضُيوفِهِم / إِنَّ الكَريمَ مُسامِحٌ وَمُواسِ
وَلَقَد أَلِفتُ خَلائِفاً وَبَطارِقاً / أَنِسوا بِكِتماني لِلِاستِئناسِ
وَلَقَد صَبَرتُ عَلى صَديقٍ فاسِدٍ / ناهيكَ مِن نَكسٍ وَمِن إِتعاسِ
إِن قُدتَهُ يَأبى عَلَيكَ حِرانُهُ / أَو لِنتَ عَضَّ عَلى شَكيمِ الفاسِ
لا يَحمَدُ الرَجَلُ المُحِبُّ صَديقَهُ / مِثلَ الزُلالِ لِذائِقٍ أَو حاسِ
حَتّى يَراهُ لِغَيظِهِ مُتَجَرِّعاً / يَحبوهُ في يُسرٍ وَفي إِفلاسِ
وَلَقَد أَقولُ لِمَن يُسَدِّدُ رُمحَهُ / خُذها كِفاحاً مِن يَدَي جَسّاسِ
وَلَقَد شَدَدتُ إِذا الهُمومُ تَضَيَّفَت / رَحلي بِكورِ عُذافِرٍ جِرفاسِ
قَرمٍ إِذا نَكِرَتهُ أُمٌّ مَرَّةً / عَرَفَتهُ أُخرى في دِيارِ أُناسِ
دَرَّت عَلَيهِ غَزيرَةً ضَرّاتُها / تُروي الهُيامَ بِمِحلَبٍ وَعِساسِ
وَلَقَد رَكِبتُ البَحرَ في أَمواجِهِ / وَرَكِبتُ هَولَ اللَيلِ في بَيّاسِ
وَقَطَعتُ أَطوالَ البِلادِ وَعَرضَها / ما بَينَ سِندانٍ وَبَينَ سِجاسِ
وَلَقَد رَأَيتُ وَقَد سَمِعتُ بِمَن مَضى / فَإِذا زُرَيقٌ سَيِّدُ السُوّاسِ
فَاِفخَر بِهِ وَبِمِصعَبٍ وَحَليفِهِ / إِنَّ الحُسَينَ أَجَلُّ مِن نَشناشِ
لَولا الحُسَينُ وَمُصعَبٌ وَقَبيلُهُ / ما قامَ مُلكٌ في بَني العَبّاسِ
وَبِذي اليَمينَينِ الَّذي ما مِثلُهُ / لِمُشيرِ أَخماسٍ إِلى أَسداسِ
يَبغي عَلِيّاً إِذ أَتى في جَحفَلٍ / حِنقينَ أَهلِ شَراسَةٍ وَمِراسِ
فَبَدا بِجَدِّهِمُ فَدَقَّ شَباتَهُ / داسوا أَبا يَحيى أَشَدَّ دِياسِ
وَاِنحَطَّ يَطلُبُ بابِلاً وَمَليكَها / فَأَحاطَ بِالمَلِكِ الخَليعِ الناسي
داجاهُ حيناً عَلَّهُ أَن يَرعَوي / فَأَبى وَمالَ إِلى الهِجَفِّ الجاسي
قَد كانَ حِلمُ أَخيهِ حِلماً واسِعاً / غَمَرَ المُلوكَ وَسائِرَ الأَجناسِ
لكِنَّهُ أَصغى لِهَرثَمَةَ الَّذي / خَلّاهُ بَينَ صِرارِيٍ أَطفاسِ
فَأَتَت قَوارِبُ طاهِرٍ فَتَشَبَّثَت / بِخَليفَةِ الخِصيانِ وَالنَسناسِ
لا كَوثَرٌ أَغنى وَلا أَشياعُهُ / مِن رَهطِ بَيدونٍ وَلا فِرناسِ
فَرَمى الأَمينُ بِنَفسِهِ في دِجلَةٍ / يَرجو النَجاءَ فَصارَ في الديماسِ
مَن كانَ يَدري أَنَّ آخِرَ أَمرِهِ / يَبقى أَسيراً في يَدِ الحُرّاسِ
بَل كَيفَ يَنجو وَالمُطالِبُ طاهِرٌ / بِمَواقِفِ الأَرصادِ وَالأَحراسِ
فَسَعى إِلَيهِ مُبَشِّراً بِمُحَمَّدٍ / عَجِلاً فَقالَ لَهُ اشفِني بِالراسِ
ما فَوقَ ذا مَجدٌ يَصولُ بِهِ امرُؤٌ / فَرَّ المُماجِدُ مِن مُدى الأَحراسِ
ما حَلَّ مُذ عَقَدَ الزُرَيقُ إِزارَهُ / حَتّى اِستَقَرَّت كَرَّةُ الأَفراسِ
هَذي المَكارِمُ لا عَروسٌ هَمُّهُ / عَزفٌ وَقَصفٌ طاعِمٌ أَو كاسِ
وَأَبوكَ هَدَّ جُموعَ نَصرٍ كُلَّها / وَاِبنِ السَرِيِّ وَعَسكَرى قِرياسِ
فَتَحَ البِلادَ صَغيرَها وَكَبيرَها / مِنها الطُوانُ إِلى مَحَلِّ الماسِ
مَلَكَ المَشارِقَ وَالمَغارِبَ عَنوَةً / يُدعى لَهُ بِمَنابِرٍ وَكَراسي
حَتّى إِذا سَلِمَت مَغارِبُها لَهُ / وَصَفَت مِنَ الفُجّارِ وَالأُنّاسِ
زارَ العِراقَ وَلَم يَطِنها مَنزِلاً / وَأَتى الشَراةَ فَأَمسَكَت بِحِداسِ
فَأَقامَ حَتفاً لِلمُسيءِ وَرَوضَةً / لِلمُحسِنينَ كَرَوضَةِ البَسباسِ
لَو لَم يَقُم في الناسِ إِلّا واحِدٌ / ما قامَ مِثلُ أَبيكَ بِالقِسطاسِ
لَو عُدَّ فَتحُ المازِيارِ وَمِثلِهِ / أَفنى العِدادُ كَراسِفَ الأَنقاسِ
وَثَوى أَخوكَ وَقَد تَوافى عِندَهُ / كَرَمُ الكِرامِ وَبَأسُ أَهلِ الباسِ
ما طاهِرٌ إِلّا أَبوهُ وَجَدُّهُ / بَرَعوا ثَلاثَتُهُم عَلى ذا الناسِ
وَلَقَد لَحِقتَ وَلَم تُقَصِّر دونَهُم / بَل قَد عَلِقتَ بِثُغرَةِ الأَضراسِ
وَلَقَد لَبِستَ عَساكِراً بِعَساكِرٍ / بِالغورِ فيها سادَةُ الوَسواسِ
فَرَمَوا وَجالوا بِالقَنا وَتَثاقَفوا / بِسُيوفِهِم مِن بَعدِ طولِ دِعاسِ
وَتَعافَسوا مَن كانَ طاحَ سِلاحُهُ / وَالنَفسُ تَتلَفُ عِندَ كُلِّ عِفاسِ
وَالخَيلُ تُجمِرُ بِالفَوارِسِ وَالقَنا / يَخلُجنَ خَلجَ البِئرِ بِالأَمراسِ
وَالمَوتُ يَأشِرُ بِالسُيوفِ كَأَنَّها / بَرقٌ يَلوحُ عَلى ظُهورِ تِراسِ
وَتَرى المَنِيَّةَ كالِحاً أَنيابُها / ثَكلى تَمَخَّضُ مُطفِلاً بِنِفاسِ
فَقَتَلتَ جَيشَهُمُ وَجِئتَ بِسَيبِهِم / وَتَرَكتَهُم بِالغورِ كَالأَكداسِ
وَمَتى يَهيجُ مَعاشِرٌ تَرعاهُمُ / عَلِقوا بِشَغبِ وَساوِسِ الخَنّاسِ
نَكَّلتَ بِالرُؤَساءِ مِنهُم جَهرَةً / كَي ما تُسَكِّنَ شِرَّةَ الرَجّاسِ
وَلَقَد يَقولُ ذَوُ الحِجى لِسَفيرِهِم / حُثَّ المَطِيِّ بِواضِحٍ مَرّاسِ
فَإِذا لَقيتَ مُحَمَّداً فَاسجُد لَهُ / لا غَروَ مَن صَلّى أَبا العَبّاسِ
مَلِكٌ تَرى الأَملاكَ حَولَ رِكابِهِ / يَمشونَ قَد حَبَسوا مِنَ الأَنفاسِ
يَقضي الأُمورَ وَلَيسَ يُسمَعُ نَبسَةٌ / بِخِلالِ أَشوَسِ في المَحَلِّ الشاسي
كَالدَهرِ صِرفُ ثَوابِهِ وَعِقابِهِ / في العالَمينَ لِجارِحٍ أَو آسِ
وَلَقَد عَلا فَوقَ الفَراقِدِ بَيتُهُ / وَعَلى الحَضيضِ قَواعِدُ الآساسِ
وَسَما فَنالَ المَجدَ حَتّى مالَ لي / حَيٌّ سِواهُ طَلائِحَ الأَحلاسِ
وَجَرى فَأَحرَزَ كُلَّ رَهنٍ فاخِرٍ / وَرَمى فَأَحرَزَ غُرَّةَ القِرطاسِ
لَو نالَ قَرنَ الشَمسِ حَلّوا بَيتَهُ / شَرَفاً عَطاءَ شَوامِخٍ وَرَواسِ
وَالعَبدَلِيّونَ المِراضُ مِنَ الحَيا / مِثلَ اللُيوثِ تَميدُ في الأَخياسِ
أَحلامُ عادٍ في النَدى إِذا اِحتَبَوا / وَالجِنُّ يَصطَرِمونَ نَومَ حِماسِ
في الحَربِ لُبسُهُمُ الحَديدُ مُضاعَفاً / وَالسِلمُ لُبسُهُمُ جَميلُ لِباسِ
الأَحسَنونَ مِنَ النُجومِ وُجوهُهُم / بَهَروا بِأَكرَمِ عُنصُرٍ وَنُحاسِ
وَلَقَد خَدَمتُكَ بِالرُصافَةِ بُرهَةً / وَخَدَمتُ شَيخَكَ في قُرى بِطياسِ
لي حُرمَةٌ مُذ أَربَعونَ أَعَدُّها / حِجَجاً وَلَستُ عَنِ القَديمِ بِناسِ
وَلَقَد رَجَعتُ إِلَيكَ بَعدَ مِلاوَةٍ / فَقَبَلتُ رَجعَةَ وامِقٍ مُستاسِ
فَاخفِض جَناحَكَ لي وَصُنّي إِنَّني / كَالسامِرِيِّ مَحَرَّمٌ بِمِساسِ
أَو لَاتُّرِكتُ لَقاً لِكُلِّ خَساسَةٍ / كَقَبيصَةَ الطائِيِّ أَو كَإِياسِ
يَهنيكَ جَلوَتُها فَخُذها عاتِقاً / فَوقَ المِنَصَّةِ شَمسَةَ الأَعراسِ
قَد قُلتُ لَمّا أَن نَظَمتُ حُلِيَّها / وَالشِعرُ يَبعَثُ فِطنَةَ الأَكياسِ
لَو لِلفُحولِ تَعِنُّ لَافتَخَروا بِها / وَلِجَروَلٍ لَحَبا بَني شَمّاسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025