القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الرُّومِي الكل
المجموع : 82
وذاك الذي ألقاك من خطَراته
وذاك الذي ألقاك من خطَراته / هوانا فلم يخطرك بالبال هاجسا
أصمُّ صُمَيميتٌ إذا ما سألتَه / حسِبتك ساءلتَ الرسومَ الدوارسا
يفي بإبطاءِ جَنى ال
يفي بإبطاءِ جَنى ال / نخل إذا ما غُرسا
عُقبَى له محمودةٌ / إذا تَعالى وَرسا
يَبْقى على الدهر إذا / عُودُ سواه يَبسا
جرى مع الزرع إلى ال / فضلِ فكان الفرسا
كل داع لعليٍّ
كل داع لعليٍّ / إنما يدعو لنفسِهْ
وعلى من يتمنّى / يومه مرجوعُ وكسِه
قد رأى من قد رأى يو / مَ عليٍّ يوم تعسه
وَدَّ حُسّادُ عليٍّ / أنهم حَشْوٌ لرمسه
أي وصافِ عليٍّ / لا يُقرّون بنحسه
وصاحب لم أكُ من جنسِهِ
وصاحب لم أكُ من جنسِهِ / ما زلتُ أوفيه على بَخسِهِ
ولَّى وما أوليتُهُ سيئاً / أتبعه اللَه قفا أمسِه
بل أحسنَ اللَه مجازاتَه / على الذي استثمر من غَرسه
أخلقت نفسي بمصافاته / فصانني بالصَرم عن نفسه
ترحَّل من هوِيت وكل شمسِ
ترحَّل من هوِيت وكل شمسِ / ستكْسِفُ أو ستغرب حين تُمسي
وما ألهاك عن ذكرى حبيبٍ / كعدِّك أمسَ يومٍ بعد أمس
رأيتُ الدهر يجرح ثم يأسو / يؤسِّي أو يعوِّضُ أو يُنَسِّي
أبت نفسي الهُلاع لرزء شيءٍ / كفى شجواً لنفسي رزءُ نفسي
أتهلعُ وحشةً لفراقِ إلفٍ / وقد وطنتُها لحلول رَمْس
سأتخذ الزَّماعَ خليل صدقٍ / يرادفني على وجناءَ عَنس
إلى ملك يَهشُّ إلى المعالي / ولا يبتاع مكرمةً ببخس
أبي أيوبَ قرم بني زُريقٍ / وكل قبيلة تسمو برأس
بَدا فبدت مَخايلُ من كريمٍ / طويل الباع أروعَ غير نكس
كأن عَجاج موكبه تجلَّى / هناك بوجهه عن قَرنِ شمس
يحفُّ بشخصه من أقربِيه / غيوثُ مَفاقرٍ وليوثُ بأس
مَرَوا دِرَرَ الحروب دماً وقاسوا / من الهيجاء ضِرساً بعد ضرس
فما نيلتْ أنوفهُمُ بذمٍّ / ولا رِيمت رؤوسهُمُ بعَكس
تراهم في النديِّ إذا نَدَوه / كأن حلومهم هضباتُ حَرْس
وإن لاقيتَهم في يوم روعٍ / لقيت الجن في أشباح إنس
همُ الجبل الذي لو زال يوماً / لأضحى الملكُ لا يُرسيه مُرْسي
ألم يَرني الأمير حبستُ شعري / عليه ولم أُذِله بمدح جِبس
ولم أكُ شارباً إلا بعذب / وإن أعطِشت خمساً بعد خمس
فداه معاشرٌ نكَّبتُ عنهمْ / وما أفديه بالعرَض الأخس
إذا امتُدِحوا وإن لم يُستثابوا / حسبتَ وجوهَهم طُليت بوَرْس
وما جَربتُهم إلا بغيري / وما استخشنتُ جانبهم بلمسي
إليه بعثتها ترمي بشخصي / ولم أكُ قبل ذاك لها بحِلس
على ثقةٍ بأن لها لديه / مُناخاً بالسعادة غير شأس
وأن سَيريش ما أبريه منها / بشحم مثل هُدَّاب الدِمَقس
وكان إذا عَراه الحق أعطى / بخمس من أنامله وخمس
عطايا بين بشر واعتذارٍ / وليست بين إذلالٍ وعبس
أهابت بالرجاء لُهَى يديه / إليَّ إليَّ لات أوانَ يأس
لعَمْرُ محامد حُمِلت إليه / لمَا بيعت بضائعُها بوكْس
جعلتُ على ملوك الأرض طُراً / مجازَ مطيتي وعليه حَبْسي
ليهْنك لبس المِهرجان وإن غدا
ليهْنك لبس المِهرجان وإن غدا / تُهنِّئه الدنيا بأنك لابسُهْ
وأنك ركنُ الملك والملِك الذي / تطول مقاييسَ الملوك مقَايسُهْ
ويَهنيك أنْ لم يبقَ مجدٌ ترومُهُ / يداك وأن لم تبق كف تُنافسه
وأنك ذلَّلت الخطوبَ فأذعنتْ / لعزِّك حتى ليس خَطْبٌ يمارسه
فقد فرَّغتك الشاغلاتُ وحبَّذا / فَراغُك من أحكام ما أنت سائسه
ألا فالْهُ لهوَ المرء مثلِك إنهُ / مُدارسُ علمٍ لا تُملُّ مَدارسه
تظل له من ذاتِ نفسك قادِحاً / وليس يُداني قادحَ العلم قابسه
وبذل كريم ليس ينفكُّ مالُهُ / كرائمُهُ مبذولةٌ ونفائسه
لكل جليسٍ من يديه ووجهه / يدَ الدهرِ يومٌ غائمُ الجو شامسه
تطيب مَجانيه جميعاً وإنما / تطيب مجاني من تطيب مَغارسه
وأخذٌ بحظٍّ من سماعٍ إذا التقى / وهمُّ الفتى المهموم ماتت هَواجِسه
تسيرُ بك الدنيا إذا ما تَنازَعتْ / نَواطقُة ألحانَهُ وخوارسُه
وشربُ شَمول أطلق اللَهُ شُربَها / تَدين لها بِكرُ الشباب وعانِسه
من الكُمت ألواناً ولولا اصْطِلاؤها / عَلاها قميصٌ أصفر اللون وارِسه
وقَتْ شاربيها النارَ عمداً بنفسها / وما كان جسمُ النار جسماً تُلامسه
فقاست أليمَ الطبخ يوماً مُكَمَّلاً / يخالسُها أجزاءها وتُخالسه
فلما تجلَّى حِلُّها من حرامها / وزالت عن المرتاب فيها وساوسه
ثوتْ في قَرار الدَنِّ حتى تهلهلت / ملابسُها عنِ صَفْوها وملابسه
وزُفَّت إلى شَربِ كرام فمهْرجوا / بها مِهْرجاناً غاب عنه مَناحسه
وحَفَّته في أفقِ السماءِ سُعودُهُ / وفي الأرض خِيريَّاته ونَراجسه
لدى ملك يأبَى له الزَّهوَ قَدْرُهُ / ويُزهَى به جُلاسه ومَجالسه
له راحة لو مستِ الصخر أنبعت / جوانبُه ماءً وأورق يابسه
إذا وجهُهُ أو رأيُهُ أو فَعالُهُ / تبلَّجن فيِ ليلٍ تجلّتْ حَنادِسه
رأى الراح قدْماً والسماع ولم تزل / مسدَّدةً آراؤُهُ ومَحادسه
شعارَين يهتز الكريمُ عليهما / كما اهتزَّ صَمْصَامٌ جلتْه مَداوِسه
إذا خامرا نفسَ امرئٍ زيّنا له / سدى أو ندى أو وِرْدَ موتٍ يُغامسه
فضافاهما للمجد لا أن نفسهُ / إذا لم يَهزّاها لمجدٍ تُشاكسه
وما البحر أضحى والبحارُ شعابه / ولا الليث أمسى والليوثُ فرَائسه
بأصدق جوداً منه في كل أزمة / وبأساً إذا ما الروْع ريعت فَوارسه
به أعتب الدهرُ المذمَّم أهله / فأثَّل راجيه وَأَمَّل يائسه
غدا يَبتني ما يبتني ولو اكتفى / كفاه من المجد الحديثِ قَدامِسه
ولكن أبَى إلا فعالاً بمثله / إذا ضاع إرثٌ يحرس الإرثَ حارسه
فيا قائل السوءَى لتُطفِئَ نورَه / وذلك نورٌ لا تبوخ مَقابسه
نَل النجمَ فاطمسْه وأنَّى تنالُه / ولو نلتَه ما خلتُ أنك طامسه
أبا أحمدٍ لا زال مجدك غُصّةً / لكل حسودٍ أو يواريه رامسه
حلفتُ لأنت القائلُ الفاعل الذي / غدا المجدُ محبوساً عليه حَبائسه
يراك إذا نال النظيرُ نظيرَهُ / نَظيرك مثلُ النجم عَزّت مَلامسه
رأستَ بني الدنيا وليس بنازل / بمنزلةِ المرؤوس من أنت رائسه
ألا رُب قول قلتَهُ يا ابن طاهرٍ / أصاختْ له بعد الهدير قَناعسه
وفعل رآك الفاعلون فعلتَهُ / فأغضوا وكلٌّ ذلُّه لك عاكسه
لك القولُ يستحيي ذوو القول بعدَهُ / من القول حتى يترك النبسَ نابسه
إلى الفعل يَستخذي له كل فاعل / من الناس حتى الأصيد الرأس ناكسه
عجبتُ لمن أهدى لك الشعرَ تحفة / ومن قال شعراً وهو دونك خانسه
أيهدي إليك الشعرَ بعد سماعِه / بشعرِك إلا غافِلُ القلب ناعسه
وأنت الذي يدعو الكلامَ بقدرةٍ / فيأتيه وَحْشي الكلام وآنسه
أذلك أم يَزويه عنك وقد رأى / عطاياك إلا عاثرُ الجَدّ ناعِسه
وأنت الذي سحَّ النوالَ بَنانُهُ / كما سحَّ غيثٌ ضاحك المزنِ راجسه
تكاد تعوق الشعرَ عنك عوائق / إذا قاسه يوماً بشعرك قائسه
فيَحدو به أنْ ليس للحمدِ بائع / يراك وإن أغْلى عليك تُماكسه
تقول الذي ينهى عن الشعر أهلَه / بكل طِرازٍ لم يَرَوا ما يجانسه
وتفعل ما يدعو إليه فكلُّهم / يكرُّ عليه عائداً فيُلابسه
فتركهُمُ إياه إقرار أنفُس / بأنك دون الإنس والجن فارِسه
وقولُهُمُ إياه شكر تقودهم / إليه بفعل لم تَشنْه خَسائسه
عوائدُ عُرْفٍ يوقظ الشكرَ نخسُه / وكيف ينام الشكرُ والعرفُ ناخسه
على أنهم مَنْ أحسن القول منهمُ / فمنك ومن آثارِك امتار هاجسه
تعلَّم ما قد قلتَهُ وفعلتهُ / فأهدى جنى الغرس الذي أنت غارسه
لئن نَفِس الأعداءُ حظك إنه / لحَظّ جزيل لا يعنَّف نافسه
وإن بخسَ المُطْرون حقك إنهُ / لحق ثقيل لا يُظلَّم باخسه
فعِش أبداً في خفض عيشٍ وغبطةٍ / وإن رَغمت من ذي شقاقٍ مَعاطسه
ولا زلتَ في يوم ترنُّ قيانه / فكم لك من يوم أرنت معاجِسه
يُصلِّي لقرن الشمس ميلاً رؤوسه / إليها إذا لم يتبع الريحَ مائسه
فطوراً تُولِّيه المجوسَ صلاتُة / وطوراً توليه النصارى بَرانسه
على أنه يُثني على اللَه نشْرُهُ / بنُعمى غدٍ إذ لم يزل وهو غارِسه
حَياً جاده وَسميُّهُ ووليُّهُ / يراوحه طوراً وطوراً يُغالسه
إذا لم يُصِبه وابلٌ طلَّه الندى / فغادَره خُضراً حِساناً طنافسه
وكنتَ إذا ما الشعر صينت بناتُهُ / حقيقاً بأن تُجلَى عليك عرائسه
تقاعس شعري عن سواك فسقْتُهُ / إليك فأضحى مُعْنِقاً مُتقاعِسه
ومُدامةٍ كحشاشة النفسِ
ومُدامةٍ كحشاشة النفسِ / لَطُفت عن الإدراك باللمسِ
لنسيمها في قلبِ شاربها / رَوْح الرجاءِ وراحة اليأس
وتَمدُّ في أمل ابن نشوتها / حتى يؤمل مرجعَ الأمس
ومهَفهَفٍ تمت محاسِنُهُ
ومهَفهَفٍ تمت محاسِنُهُ / حتى تجاوز منيةَ النفسِ
تصبو الكؤوس إلى مَراشفِه / وتَهشُّ في يده إلى الحبسِ
أبصرتُه والكأسُ بين فمٍ / منه وبين أنامل خمس
فكأنها وكأن شاربَها / قمر يقبّل عارض الشمس
خِوانُ عيسى من نصف ترمسةٍ
خِوانُ عيسى من نصف ترمسةٍ / وصحفتاه من فِلْقتي عدَسَهْ
ذلك فضل الإله يمنحُهُ / من شاء لا ذاك حظ من نَفِسَهْ
من ذَرةٍ ذرة جَرادقه / تخفى على العين فهْي مُلتمسَهْ
لو نُخِلَت بالحريرِ لانسربت / من خَلَلِ النسج غير محتبسَهْ
إذا افترستَ الرغيف أنَّ لهُ / كأن ليثاً هنالك افترسَهْ
حتى إذا ما طَفِقتَ تأكلهُ / صَعَّد من فرطِ حسرةٍ نَفَسَهْ
كأنما كل لقمةٍ أكلتْ / منزوعةٌ من يديه مختلسَهْ
مغَفَّلٌ عن أمور نسوته / مُذْلٍ على بيت خبزِهِ حَرَسَهْ
يَقتبس الجارُ ناره فيرى / نار سِراجَي هُداه مقتبَسَهْ
وإن رأى أو أحس آونةً / دخانَ نارٍ لجاره كَبَسَهْ
لهوتُ عن وصف الطلول الدارسَهْ
لهوتُ عن وصف الطلول الدارسَهْ / بروضِةِ عذراءَ غير عانسَهْ
جادتْ لها كل سماءٍ راجسه / رائحة بالغيث أو مُغالسه
فأصبحتْ من كل وشيٍ لابسه / خضراءَ ما فيها خَلاة يابسه
كأنما الألسنُ عنها لاحسه / ضاحكة النوار غير عابسه
كأنها معشوقة مُؤانسه / فيها شموسٌ للبهارِ وارسه
كأنها جَماجم الشَمامسه / ذوي القدود من ذوي القَمامسه
تروقك النَورة منها الناكسه / بعينِ يقظى وبجيدِ ناعسه
لؤلؤةُ الطَّلِّ عليها قارسه / وخُرَّمٌ في صبغة الطيالسه
يحكي الطَواويس غدت مطاوِسه / كأنما تلك الفروع المائسه
تَغْمسها في اللازوَرْد غامسه / وصفوة النعمان والقوابسه
من ناصع الحمرة رَيّا قالسه / تكاد تحت الظلمات الدامسه
تهوي إليها كل كفٍّ قابسه / لنعمة الخُلة والمجالسه
في نفس من شمْألٍ مسالسه / ليِّنة الهَزهاز لا معافسه
نَضّاخة بالطَل غير رامسه / والجدُّ عالٍ والكؤوس كائسه
دع ذا وذُدْ عنك الهموم الهالسه / ونهسَ ذُؤبان الخطوب الناهسه
بِمدرهٍ كلتا يديه تارسه / يأوي إلى عادية قُدامسه
جذْل حكاكٍ في الأمور المائسه / ذي شهب ترمى بها الأبالسه
خلافةُ الله بها مُرادِسَه / أقلامُهُ كفءُ الرماح الداعسه
عند الخطوب والحروب الضارسه / من آل وهبٍ طالت المقايسه
وقل لأهل الأعينِ المشاوِسه / هل نابسٌ يبرز لي أو نابسه
أو هامس يُكذِبُني أو هامسه / عزَّ القضاءُ الأيديَ المُخالسه
أضحتْ وما يَندِس قولي نادسه / نفسُ أبي مُحمدٍ منافسه
في كل مجد وله مُلابسه / وللمساعي دونه ممارِسه
وللوصايا والنهَى مُدارسه / وللعلوم كلها مُداوِسه
بل للغيوب في الصدور جائسه / كأنما السبعة غير الطامسه
جارية عن أمرها وكانسه / من علمها بالخطرات الهاجسه
لا تخطىء المكنونَ وهي حادسه / يا لكِ نفساً ما لها مجانسَه
بكل وحشيٍّ جميلٍ آنسَه / من كل مألوفٍ قبيح شامسه
تقوم بالفادح وهي جالسه / وافيةً بالعهد غير خائسه
مبخوسةً في الشكر غير باخسه / في العرف تُسْديه ولا مماكسه
كَيّسة في ذاك لا مُكايسه / ماركَسَتْها في ضلال راكسه
ولا تعدَّت سنَناً مُشاخسه / ليست لها شريكة مشاكسه
من ذاتها بالمنفساتِ نافسَهْ / نفسُ كريمٍ للعلا مُلامسه
وفي الغِمار دونها مغامسه / فيه سجايا للعطايا ناخسه
فوَفرُهُ في وقعاتٍ حامسه / ووفْدُه في هَيسَاتٍ هائسه
نالت يداه كلَّ كفٍّ يائسه / ففات طَولاً كلَّ كفٍّ لامسه
ومر يجري والجياد خانسه / ليست له دون قصيٍّ حابسه
ولا لَهُ دون عليٍّ عاكسه / أشهمُ من نجم السماء الخامسه
أكرم من نجم السماء السادسه / أذكى حجًا من هِرْمس الهرامسه
أنكا شَبا من ضَيغمٍ خُنابسه / أعذب من صفو النِّطاف القارسه
من غير أن تبأسَ منه بائسه / قد أفلتْ عنك النجومُ الناحِسَه
فلا تخف تعس الجدود التاعسه / قد كَذّب اللَه النفوس اليائسه
بشيمةٍ منه وكفٍّ آئسه / ما برِحتْ للمكرمات سائسه
وللغُروس المثمرات غارسه / غاذيةً أطفالَهنّ كانسه
عينٌ من اللَّه عليها حارسه / فإنها في كل فضل رائسه
دونكها من صنعةِ الفَلافسه / وانظر أجمَّتك الأكفُّ الخالسه
هل أرضتِ النحلُ الشفاه اللائسه / جزاءَ ما أضحتْ وأمست جارسه
قل لأبي سهل الذي ورِث ال
قل لأبي سهل الذي ورِث ال / رُوم لطيف العلوم والفُرُسَا
أمَّا عهودي فلم تزل حبساً / عليك فاجعل إزاءها حُبُسا
كم وقفةٍ منك كنتُ أعهدُها / أعتدُّها حين نلتقي أنسا
فما لها بُدِّلت وأعقبها / رَيبٌ يُريب الخلائق الشُمُسا
أمَتَّ ما حيَّ من مَودَّتِنا / ظلماً فأعقِبْ من مأتم عُرُسا
أنت طبيبٌ فلا تكن شكِساً / والطب يأبى الخلائقَ الشُكسا
ودعْ وداداً يصح من سَقمٍ / ولا تجدد لدائه نكسا
عاتبتُ شحّاً عليك لا عبَثاً / كيما أجِدَّ المعاهد اللُبسا
ولم تزل هكذا طريقة من / ثَقَّف أقواله ومن فَرُسا
مَعاتِبُ المخلصين ناطقةٌ / ولا أحب المَعاتب الخرُسا
يا قمر الموكب والمجلسِ
يا قمر الموكب والمجلسِ / أفْطِر على القهوةِ والنرجسِ
أما ترى مونقَ أنوارِه / كأنه الأنوارُ في الحِندس
سَقياً له إن ابتساماته / تحكي ابتساماتِكَ في المجلس
ونشره نشرك لكنّهُ / دونك في الأصل وفي المَغرِس
وحقُّهُ الشرب على وجههِ / مع السماع المعجبِ المنفِس
اشرب عليه إنه مؤنسٌ / وإنه في زمنٍ مؤنس
في زمن الغيث الذي لم يزل / يحكيك في الجود ولم أعكس
واسمع وأسمِعنا بما لم تزل / من شهرنا الظاعن في محبِس
جزاك عنا اللَه من سيد / مثوبةَ المُربح لا الموكِس
فأيُّ أموالكَ لم تعطنا / وأي أنوارِك لم تُقبس
أنتَ الذي قلتُ بآلائه / علماً ولم أظنن ولم أحدِس
زاولتُ تمجيدَك في ساعةٍ / فأيُ معنى فيك لم يهجس
لكنني قصرتُ مستيئساً / من نيل شأوٍ فائتٍ مُؤْيس
شأوَك إن الله أجراكَهُ / ومن يجاودْ ربه يُفْلس
لا تحبسن الكأسَ فيما تحبسُ
لا تحبسن الكأسَ فيما تحبسُ / واشرب معتّقةً تضيءُ وتُقبِسُ
طوت السنين فمات عنها هدْرُها / ونسيمُها حيٌّ لها متنفسُ
حياكَ فِطركَ بالعروس وبالذي / يحكيه في النفحات وهو النرجس
فاشربْ على الحسْنين كأساً حسنها / شكل لحسنهما وتمّ المجلس
يا أيها الملك السعيد المُعرِسُ
يا أيها الملك السعيد المُعرِسُ / لا زِلْتَ تُخلِق ما كساك المُلبِسُ
إن يُهدِ مُنفِسة إليك وليُّها / فلقد أتيح لها الكفِيّ المنْفِسُ
وبحقكمْ وبحقها قدِرتْ لكم / ومن الحقوق مُبَيَّنٌ وملبَّس
من غرس أيديكم جنت أيديكُمُ / كَرُمتْ مَجانيكمْ وطاب المغرِس
لا تَقْصِدنَّ لحاجةٍ
لا تَقْصِدنَّ لحاجةٍ / إلا امرأً فَرِحاً بنفسِهْ
أنَّى يُسَرُّ بمدحه / من لا يُسر بضوء شمسِهْ
أم كيف يهتز امرؤٌ / غَرِضٌ بمهجته وعِرسه
نكَّب هُدِيتَ من الرجا / ل يُوقَّ جدُّك جُلَّ تعسه
مِمراضَهُمْ وذميمَهم / وقريبَهُم من وِردِ رمسه
وعلى ذوي عاهاتهم / يوم يدمرهم بِنحسه
ومُشَهّريهم في الأنا / م بظلم آملِهم وبخسه
سخِطَ الإله على أُولَ / ئك إنهم من شر غرسه
وعدا الزمان عليهم / طُراً فألحقهم بأمسه
فهمُ الألى ما منهمُ / أحد يمس ندىً بخمسه
لَلْنجم أقربُ منهمُ / من كف ملتمسٍ ولمسه
ومتى كسوتهمُ الهجا / ء فإنه بَهجٌ بلُبسِه
قد عُوّدوا مسَّ الهوا / ن فمالهم حَفلٌ بمسه
يفدون كل سمَيْدعٍ / لم يَشْق سائله بعبسه
كأبي المهند إنه / كيقينِ راجيه وحدسه
ملكٌ يعجّل بالعطا / ء ولا يرى إعمالَ حبسه
وإلى الأجلِّ من الفعا / ل تراه يجنح لا أخَسِّه
يبني على آساسه / وَقِوامُ بنيانٍ بِأُسِّه
ألقى هواه على البريْ / يةِ إنَهم أبناء جنسه
ومتى استُثير عُرامُه / لقي الأسود جهيزَ فَرسه
قبلَ الجِلادِ عناقُهُ / وجلادهُ من قبل دعسه
وطعانهُ قبل النضا / ل يُمرُّ ذلك طولَ حرسه
فترى الليوثَ هوارباً / منه إذا نذِرتْ بجرسِه
وإذا خلا من مَغرمٍ / ضخمٍ فذلك يومُ وَكسه
وإذا اجتلى من مَدْحه / بِكراً فذلك يومُ عُرسه
جعل الإله عليه وا / قيةً تقيه مثلَ باسه
وثنى إليه عن الخلي / فة وجهَ ممتاح وعَنْسِه
فهما هواه وهمُّه / وإمامه من قبل درسه
همَسَتْ إليَّ بفضله / آثارهُ من قبل همسه
مثل المغني أنبأتْ / عن حذقه نغماتُ جَسِّه
من كان يُعكَس مدحُهُ / فالمدح فيه بغير عكسه
لا يفخرنَّ ذوو العلا / إن المفاخرَ تاجُ رأسه
وخضراءَ من حَوكِ الربيع شهدتها
وخضراءَ من حَوكِ الربيع شهدتها / مغيمةَ شمس اليوم معهودةَ الأمس
سقاها الحيا ثم استحار جَهامُهُ / عليها فلم تظمأ ولم تَضْحَ للشمس
زُفَّتْ إلى بدر الدجى الشمسُ
زُفَّتْ إلى بدر الدجى الشمسُ / ولاح سعد وخبا نحسُ
وأقبلتْ نفس إلى مُنيةٍ / بِمثلها تغتبط النفسُ
سيدة تُهدَى إلى سيدٍ / لم يُمس في سُؤدده لَبْس
ذلك عرس الدهر من أجله / حَنّ غدٌ والتَفَت الأمس
جفتني أنْ صددتُ ولي لديها
جفتني أنْ صددتُ ولي لديها / أسيرا ذِلّةٍ بدنٌ ونفسُ
وأغضبها انصرافُ الطرفِ عنها / وفيه عليَّ خُسران ووكسُ
ولكني عشِيتُ لنورِ شمس / ملاحظتي لها سَرقٌ وخَلْس
وأنَّى لي بنظرةِ مستديم / إذا ما قابلتْ عينيَّ شمس
وكم صدَّتْ وإن لم أجنِ ذنباً / وأعقبَ صدَّها قَطْبٌ وعبْس
فلم أعتب لذاك وإن أضاقت / عليَّ الأرضَ حتى قلت حبْس
أيا شمس النهارِ سَناً وعزّاً / يقصِّر عنهما نظرٌ ولمسُ
أحِلٌّ أن تنامي عن سهادي / ولي مذ بانَ عني النومُ خمس
ولم آمل غداً لكِ فيه عدل / وإلا قلتُ خير منه أمس
أبشُّ وتعبسين وذاك بخسٌ / وليس يحل في الإسلام بخس
تطيعين الوشاةَ إذا وشَوْا بي / وأكثرُ قيلهم دَحْسٌ وحدس
وكم واشٍ وشى بكِ غير آلٍ / فآب وحظُه تَعْس ونكس
أميّز كل شيءٍ من أموري / سوى أمري لديكِ ففيه لبس
أيسفكُ للوشاة دم ثمينٌ / وقيمةُ كل ما يَحكون فَلسُ
غرستِ هوى فَربيه بحفظٍ / فليس يُرَبّ بالتضييع غرس
وجهي يرق عن اقتضائكَ حاجتي
وجهي يرق عن اقتضائكَ حاجتي / وإذا سكتُّ نسيتَ أو تتناسَى
وإذا اقتضيتُ مطلتني ولويتَني / فلقيتُ منك شكاسة ومِراسا
أعْرَيتني من فضل كفكَ كله / يا من جعلتُ له الثناء لباسا
وإخال أني جاعل فمعجّلٌ / بيني وبينك عفتي والياسا
أطلقْ أبا العباس وجهك ضاحكاً / فلَما عهدتُك مرّة عباسا
أعلِمْ ملالكَ أن نفسي حرّةٌ / هجرتْ أناساً قبله وأناسا
ألوَى بقلبك من غُصون الناسِ
ألوَى بقلبك من غُصون الناسِ / غصنٌ يتيه على غصون الآسِ
بل شادن ذو نعمةٍ في نعمةٍ / يكتنُّ منها في أكنِّ كناس
ظبي يصيد ولا يُصاد مُحاذرٌ / نَبْلَ الهوى وحبَائل الإيناس
غِرٌّ شَموسٌ إن أحسَّ بريبةٍ / أعجِبْ بجامع غِرّةٍ وشماس
يسبي القلوبَ بمقلةٍ مكحولةٍ / بفتورِ غُنْجٍ لا فتور نعاس
ومُقَبَّلٍ عذب كأن نسيمَهُ / وَهْناً نسيمُ منابت البَسباس
أثني عليه بطيب فيه ولم أنل / منه نوالاً قط غير خِلاس
قمر يجود بأن أراه حسرةً / ويضن بالإرشاف والإلماس
يُذكي الجوى ويذودني عن مشرب / خَصر العُلالةِ للجوى مسّاس
وإذا شكوت إليه طول عذابه / فأقلُّ قاسٍ رحمةً لمُقاسي
لقد استوى تَقْويمه ولقد غَدا / لا تستوي حالاهُ عند قياس
يتحمل الأوزارَ لا يعيَى بها / في كل مأسورٍ بدار تناسي
وإذا خطا أعياه ثقْل مؤَزَّرٍ / يرتَجُّ تحت موشَّحٍ ميّاس
فتراه يمشي في الدِّهاس وإنما / يمشي فيجذبه كثيبُ دَهاس
يا للرجال ألا معينَ لأيِّدٍ / صبِّ الفؤاد على ضعيفٍ قاس
أيَضيمُني خَنِثُ الشمائل لو نضا / عنه غِلالته حَساهُ حاس
ومن العجائب أن تحل ظُلامةٌ / بفتى أناس من فتاة أناس
ولقد ينال من القويِّ ضعيفُهُ / ككُليبٍ الطاغي وكالجسّاس
إن أصلَ من نارَيْ هواه وهجرِهِ / ما قد أملَّ حديثُه جُلّاسي
فقد اصطلى نارَيْ هوىً وعقوبةٍ / قبلي سُحيمٌ في ابنة الحَسْحاس
إن الكتابة أصبحت عربيةً / زهراء ترغب عن بني الأكداس
خطبت شريفاً طاهراً وتنزهت / عن أدنياءَ علمتُهم أرجاس
قد كانت الأقلام في أيامهم / حُمُراً فعادت أيما أفراس
تجري إلى الغايات في حَلَباتها / وتجوسُ دار الكفرِ كلَّ مَجاس
بأغرَّ أبلجَ لم تزل أيامُهُ / مشغولةً بالكَيس لا بالكاس
بين الحداثة والرثاثة سِنُّهُ / وكذاك سن البازل القِنعاس
لقي التجارب غانياً عن عُونها / بقريحةٍ أذكى من النبراس
ذاك الذي استكفاه رِعيةَ أمره / كافي الخلائف من بني العباس
فغدا له في زَينه وغنائه / كالعين وهي أعز ما في الراس
ألقى مراسيَهُ لديه ومَا لَهُ / إلا المحبة والوفاء مَراسي
يُمضي مكائدهُ إلى أعدائِه / كالنبل صادرةً عن الأعْجاس
بل كالمقادر إن تحصن دونها / مُتحصِّنٌ هجمتْ مع الأنفاس
لله إسماعيلُ واحد عصره / من جارح في النائبات وآس
المستضاءُ الوجه في بُهَم الدجى / والمستضاء الرأي في الألباس
تجري الأمورُ على السداد إِذا جرت / أقلامُهُ في ساحةِ القِرطاس
أقلامُ ميمونِ النقيبه حازم / يجرين بالإنعام والإبئاس
ما انْفكَّ يُرعِفها دماً ويمجّها / عسلاً مدادهما من الأنفاس
يا سائِلي عنه سألتَ عن امرئٍ / تلْقاهُ وهو من الفضائل كاس
تلقى مُغِيماً مُشمِساً في حالةٍ / هَطِل الإغامة نيِّر الإشماس
فلنا ندى من كفِّه ولنا هدىً / من رأيه في الليل ذي الأغباس
ما ضرَّ مهتدياً به في حندسٍ / عُدمُ الهداةِ وغيبةُ الأقباس
ماء بلا رنقٍ إذا ما استُعرضت / أخلاقُهُ نار بغير نُحاس
جمع السلامةَ والشهامة إنه / شخصٌ يحوز محاسنَ الأجناس
لَذكاؤه لهبُ الحريقِ وحلمُهُ / أندى وأبرد من ندى الأغلاس
وترى شهيداً ظاهراً من جوده / بمغيَّبٍ من جوده هجاس
قد قلت حين رأيتُ باطن كفِّه / أندى منَ المتحلِّب الرجاس
ورأيت جمرةَ ذهنه ولهيبَها / في ساعةِ التبليد والإبلاس
عجباً لأقلام الوزير وكيف لا / تستبدل الإيراق بالإيباس
بل كيف لا تأتجُّ في آلاته / نيرانُ هاجسةٍ بغير مساس
لَحَقَقْنَ أن يُورِقن من ذاك النَدى / أو يحترقن بذلك المِقباس
قدِّمه إن ذكر المكارِمَ ذاكرٌ / فحظوظه منهن غير خِساس
قصد المحامدَ حين أكسد تجْرها / فابتاع كاسدها بغير مِكاس
ورأى العلا مهجورةً فأوى لها / وحنى عليها والقلوبُ قَواس
وأما وإسماعيلَ حلفة صادقٍ / راعي الرعاةِ وسائِس السُّواس
لولا شجاعتهُ لهاب طريقةً / خشناء مقفرةً من الأُنَّاس
ولمثلُه رَكِبَ المهيبةَ وحدَهُ / وتحمَّلَ العظمى بغير مَواس
فيه اثنتان يقلّ من يحويهما / في دهرنا ويجل في المقياس
ينسى صنيعته ويذكر وعدَهُ / أكرِمْ بذلك من ذَكورٍ ناس
أضحت به الدنيا رياضاً كلها / والدهر كالأعياد والأعراس
وكأنما آباؤهُ وجدوده / نُشِروا به طراً من الأرماس
برجائه اكتست الركابُ رحالها / وبجودِه عَريتْ من الأحلاس
صرف السماعُ نوى المقلِّد نحوهُ / وحدا القياسُ إليه بالقَيَّاس
فكلاهما صَدَقَتْهُ عنه شُهودُهُ / واستبدل الإدراكَ بالإيجاس
عند امرئٍ حُرِسَ الأنامُ بحزمه / وكأن ثروته بلا أحراس
يا أيها الغيث الذي بغياثه / أضحت عَواري الأرض وهي كَواس
أنا من سؤالك بين ميسور الغنى / لا شكَّ فيه وبين مُلك الياس
ستُنيلُني الآمال أو ستردني / ملكاً بيأس من جميع الناس
من ذا تخيِّبُهُ فتطمع نفسُهُ / في رفد غيرِك آخرَ الأحراس
أم من تَهشُّ له فيرجفُ قلبُهُ / خَوفَ المفاقر غير ذي وسواس
أعتقتَ من أعطيته وحرمتهُ / من مطمع أبداً ومن إفلاس
من تُعْطه يسعدْ ومن لا تُعطه / يسعدْ بصَوْنِكَهُ عن الأدناس
وكذا الكريمُ حباؤهُ وإباؤهُ / أمران ما بكليهما من باس
وهابُ يأس أو إياس مُنفِسٍ / ولرب يأس قد وَفَى بإياس
والرفدُ يُمنَحَه الفتى حظاً له / واليأسُ يُكْساهُ أعزَّ لِباس
أنت الذي إن جادَ عاد وإن أبى / ترك الكِذاب لمعشرٍ أنكاس
يَعِدون راجيهم مَواعدَ لا يَني / منهن في تعبٍ وطولِ مِراس
ويَدرُّ درُّكَ للألى يبغونَهُ / عفواً بلا مسح ولا إبساس
مهما أتيتَ فأنت فيه مسددٌ / سهمَ الصوابِ لكفةِ البُرجاس
فالناس من تكرارِ وصفك بالحجا / ومن الثناء عليك في مدراس
من قائل أكرِمْ به أو قائل / أحزِم به في المتْح والإمراس
إلا عدوّاً أخرستْهُ ضغينةٌ / لا زال منها الدهرَ في إخراس
ولقد أقول لحاسدٍ لك لن يرى / عُتبَى سوى الإرغام والإتعاس
ما أنت ويبكَ من أبي الصقر الذي / تركتْ تَعَاطيه مُنى الأكياس
سلِّم لإِسماعيل إني ناصحٌ / لك والْهُ عن وَسْواسِك الخناس
حاوِلْ مَعاطِفهُ فهن نواعمٌ / واترك مَكاسِرهُ فهن عَواس
وكذا عهدتك ليناً ذا ميعةٍ / يَسَر الخلائق مُحصد الأمراس
ممن تراعى الوحشُ حول فنائه / وتُراعُ منهُ الأسد في الأخياس
يهتز عودك للنسيم وإن جرت / نُكبَاً معصِّفةً فعودك عاس
وتخفُّ للداعي اللهيف وإن بدا / روعٌ يخف له فطودُك راس
كم خفَّ نهضُك للدعاة وكم رَسَتْ / قدماك في يومٍ عَراك عماس
لك عدلُ ذي تقوى وظلم أخي ندى / لا ظلم غصّابٍ ولا بخّاس
فإذا وهبت ظلمت مالك مُحسناً / وإذا حكمت وزَنْت بالقسطاس
إن كنتَ يوماً مدرِكي بإغاثةٍ / فاليوم يا ابن السادة الرُّواس
أنا بين أظفار الزمان وخائف / منه شبا الأنياب والأضراس
والنائبات لمن نسيت ذواكرٌ / لكنهن لمن ذكرتَ نَواس
فامنُنْ علي بنظرةٍ تنجِي بها / شِلوي من الفَراسة النهّاس
فكم اشتليتَ من امرئٍ مُستلحمٍ / وفرستَ من مستأسدٍ فرّاس
وهب الإله لما بنيتَ من البُنا / شَرَف الذرى ووثاقة الآساس
خذها وإن قلت لمثلك تُحفةً / من فاخرات ملابس اللُّبّاس
إن شئت قلت مليحةٌ ما ضرها / أن لم يقلها المكتني بنُواس
أو شئتَ قلتَ جميلةٌ ما عابها / أنْ لم يقلها المكتنِي بفراس
يا حُسنها بكراً وعند ولادها / ما أنت مانحها وذاتَ نِفاس
هل أنتَ ذاكرُ موعدٍ قدَّمتَه / أم أنت ناسٍ ذاك أم متناس
بي من درورِكَ واختصاصك جانبي / بالجدب حَرُّ صَلاً وحَزُّ مَواس
طال الغليل وقد سقيتَ معاشراً / دوني وما صبروا على الإخماس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025