قرأنا على الأيام أهوالها درساً
قرأنا على الأيام أهوالها درساً / ومن قبل هذا الدرس نعرفها حدسا
إذا نحن قلنا أصبح الكون هادئاً / تضارب مهتزاً واضحى كما أمسى
شعوب أحست بالدخان وخلفه / مقاييس لا تبقي شعوراً ولا حسا
فلم تدر من أي النواحي ينالها / فهل هو من نار المطار أو المرسى
دخان أثارته القذائف من عل / فلم يرمن في الأرض بدراً ولا شمسا
إذا أرعدت فوق الفيالق بادروا / يلفون تحت الرعد ألوية نكسا
فسل خوذ الفولاذ أين أضاعها / ذووها واين استودعوا القوس والترسا
وسل وائلاً أين استقل كليبها / وعنترة سل عنه اخوته عبسا
وعن منطق الطير الجديد هديرها / علا فأخاف الجن في الأرض والانسا
يحدثهم في الغرب والشرق مطرق / ولم يحو كالإنسان روحاً ولا نفسا
فيجهر بالأنباء حيناً وتارة / يسر إلى الآذان انباءه همسا
يراقبها الجمهور حتى كأنما / يراعي لنجواها فرائضه الخمسا
إذا زاولت فصحى اللغات فقل أنت / بما يعجز المنطيق ناطقة خرسا
وما اضطربت في نطقها أو تلكنت / فصاحتها إلا إذا اضطربت طقسا
فقل للألى داسوا مفارق غيرهم / غروراً بأوهام الحظوظ ألا تعسا
أرى أمم الدنيا تخالف أمرها / فمكسوة تعرى وعارية تكسى
وغالبة طابت حياة ونعمة / ومغلوبة عاشت بشقوتها بؤسا
فما أطلع الاقبال سعداً موقتا / على جبهة إلا وأبدله نحسا
ولم أر كالقوم الذين غرستهم / بعيني فما طابوا لإنسانها غرسا
تخيرتهم شيحا فكانوا صريمة / إذا وسنت عيني تؤلمها نخسا
تفاقمت الحرب الضروس فلم تدع / نوائبها نابا لشعب ولا ضرسا