القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ مَعصُوم المَدَني الكل
المجموع : 13
يا صاحِ هَذا المَشهدُ الأَقدسُ
يا صاحِ هَذا المَشهدُ الأَقدسُ / قَرَّت به الأَعينُ والأنفُسُ
وَالنّجفُ الأَشرفُ بانَت لَنا / أَعلامُهُ وَالمَعهَدُ الأَنفَسُ
والقبَّةُ البَيضاءُ قد أَشرقَت / يَنجابُ عن لألائِها الحِندِسُ
حضرةُ قُدسٍ لم يَنَل فضلَها / لا المَسجد الأَقصى ولا المقدِسُ
جلَّت بِمَن حلَّ بها رتبةً / يقصرُ عنها الفَلَكُ الأَطلسُ
تودُّ لو كانَت حَصى أَرضِها / شهبُ الدُجى والكُنَّسُ الخُنَّسُ
وَتحسدُ الأقدامَ منّا عَلَى الس / سَعي إلى أَعتابِها الأرؤسُ
فقف بها واِلثم ثرى تُربها / فَهي المقامُ الأَطهَرُ الأَقدَسُ
وَقل صَلاةٌ وَسَلامٌ عَلى / من طابَ منه الأَصلُ والمَغرِسُ
خَليفةُ اللَهِ العَظيم الَّذي / من ضوئِه نورُ الهدى يُقبَسُ
نَفسُ النَبيِّ المُصطَفى أَحمَدٍ / وَصنوه وَالسيِّدُ الأرأَسُ
العلمُ العَيلمُ بحرُ النَدى / وَبرُّهُ وَالعالِمُ النِقرِسُ
فَليلُنا من نورِه مُقمِرٌ / وَيَومُنا من ضَوئه مُشمِسُ
أَقسِمُ باللَه وآياتِهِ / أَليَّةً تنجي ولا تُغمِسُ
أَنَّ عليَّ بن أَبي طالبٍ / منارُ دينِ الحقِّ لا يُطمَسُ
ومن حباهُ اللَه أَنباءَ ما / في كُتبه فهو لها فِهرِسُ
أَحاطَ بالعِلم الَّذي لم يُحِط / بمثله بليا ولا هرمسُ
هَذا أَميرُ المؤمنين الَّذي / شَرائعُ اللَه به تُحرَسُ
وحجَّةُ اللَه الَّتي نورُها / كالصُبح لا يَخفى ولا يبلسُ
تاللَه لا يَجحَدها جاحِدٌ / إلّا اِمرؤٌ في غيِّه مُركَسُ
المعلِنُ الحقَّ بلا خَشيَةٍ / حَيثُ خَطيبُ القوم لا يَنبِسُ
وَالمقحمُ الخَيلَ وَطيسَ الوغى / إِذا اِتَّقاها البطلُ الأحوسُ
جلبابُه يومَ الفَخارَ التُقى / لا الطيلسانُ الخزُّ والبُرنُسُ
يرفلُ من تَقواه في حُلَّةٍ / يحسدُها الدِيباجُ والسُندسُ
يا خيرة اللَه الَّذي خَيرُه / يشكرُه الناطِق والأخرسُ
عبدُك قد أَمَّك مُستَوحِشاً / مِن ذَنبِه للعفو يَستأنِسُ
يَطوي إليكَ البحرَ والبرَّ لا / يُوحشُه شيءٌ ولا يؤنِسُ
طوراً على فُلكٍ به سابحٍ / وَتارة تَسري به عِرمسُ
في كُلِّ هَيماءَ يَرى شَوكُها / كأَنَّه الريحانُ والنرجسُ
حتّى أَتى بابَك مُستَبشِراً / ومن أَتى بابَك لا يَيأسُ
أَدعوكَ يا مَولى الورى موقناً / أَنَّ دعائي عنك لا يُحبَسُ
فنجِّني من خطب دَهرٍ غدا / لِلجسم منّي أَبَداً يَنهَسُ
هَذا وَلَولا أَمَلي فيكَ لَم / يقرَّ بي مثوىً ولا مجلِسُ
صَلّى عليك اللَه من سَيِّدٍ / مَولاهُ في الدارين لا يُوكَسُ
ما غرَّدت وَرقاءُ في رَوضَةٍ / وَما زهت أَغصانُها الميَّسُ
يا طودَ مَجدٍ في المَكارِم راسِ
يا طودَ مَجدٍ في المَكارِم راسِ / سامي العماد موطَّد الآساسِ
لا غرو إِن سقط الجوادُ لعثرةٍ / عثرت لَها قدمُ النَدى والباسِ
فَلَقَد حملتَ عليه أَثقالَ العُلى / فَغَدا ذَلولاً بعد طولِ شِماسِ
حتّى إِذا أَلقيتَ فضلَ عِنانِه / سَبقاً إِلى الغايات قَبلَ الناسِ
لَم يَستَطِع حَملاً لما أَوقَرتَه / فَهوى كَما يَهوي العَظيمُ الراسي
هَيهات أَن يَسطيعَ يحملُ راكِضاً / جبلَ العُلى فرسٌ من الأَفراسِ
فَليذهَب النَغلُ الحَسودُ لما به / وَليحظَ مِمّا رامَه بالياسِ
واِسلم على مرِّ اللَيالي راتعاً / في طيبِ عيشٍ طيِّب الأَنفاسِ
ماسَت فأزرت بالغصون الميَّسِ
ماسَت فأزرت بالغصون الميَّسِ / وأَتَتكَ تخطرُ في غلالةِ سُندسِ
وَتبرّجت جُنحَ الظَلام كأَنَّها / شَمسٌ تجلَّت في دياجي الحِندِسِ
تَختال بين لِداتِها فتخالها / بَدراً بدا بين الجواري الكُنَّسِ
أَرِجَت بريّاها الصَبا وتضوَّعت / أَنفاسُها وَالصبحُ لم يَتنفَّسِ
وَوفت بمَوعِدها وَباتَ وشاتُها / للوجد بين عَمٍ وآخر أَخرسِ
وَالبَرقُ يخفقُ قَلبُه من غَيرةٍ / وَالنجمُ يَرمُقُنا بمقلةِ أَشوسِ
يا طيبَ لَيلَتِنا بمُنعَرَج اللِوى / وَمبيتنا فوق الكَثيب الأَوعسِ
إِذ باتَ شَملي في ضَمانِ وِصالها / وَالقربُ يُبدلُ وحشَتي بتأَنُّسِ
وَاللَيلُ يكتمُ سِرَّنا وَنجومُه / تَرنو إِلينا عن لحاظٍ نُعَّسِ
وَسَنى المجرَّة في السَماءِ كأَنَّه / نهرٌ تدفَّق في حديقَةِ نَرجسِ
باتَت تُدير عليَّ من أَلحاظها / كأساً وأخرى من لَماها الألعسِ
حتّى إِذا رقَّ النَسيمُ وأَخفقت / من أفق مجلِسنا نجومُ الأكؤسِ
قالَت وقد واليتُ هَصرَ قوامِها / ضاقَ الخناقُ من العِناق فنفِّسِ
ثمَّ اِنثَنَت حذرَ الفراق مروعةً / في هيئَة المُستَوحِش المستأنسِ
تتَنَفَّسُ الصُعَداء من وَجدٍ وَقَد / غصَّ الظَلامُ بصُبحِه المتنفِّسِ
واِستعجلَت شدَّ النِطاق وودعت / توديعَ مختلسٍ بحَيرةِ مُبلِسِ
لِلَّه غانيةٌ عَنَت لضيائِها / شَمسُ الضحى إِذ أَشرقت في الأطلسِ
سلبت نفوسَ أولي الغَرام صَبابةً / بجمالها الباهي السنيِّ الأَنفسِ
وَسأَلتُها نَفسي فَقالَت حيرةً / لا كانَ من يَنسى الأَحبَّة أَو نسي
لَم أَنسَها فأذكرَ أَنسَها / عَلِقت يَدي منه بودٍّ أَقعَسِ
هَذا الحسينُ بنُ الحسينِ أَخو العُلى / عَلِقت يدي منه بودٍّ أقعسِ
لَم يُنسِهِ بُعدُ الدِيارِ مَودَّتي / يوماً وعهدي عنده لم يبخسِ
وَسِواه يُظهرُ ودَّه بِلسانِه / وَخميرُه كصحيفةِ المتلمِّسِ
هَذا الوفيُّ الهاشميُّ المجتبى / غَوثُ الجَليس له وبدرُ المجلِسِ
طابَت أرومةُ مجده فزكت به / وَالغرسُ يُعربُ عَن زَكاء المغرسِ
إِيهٍ أَخا المَجدِ المؤثَّل وَالعُلى / لِلَّه درُّك من أَديبٍ أَكيسِ
وافت قصيدتُكَ الَّتي فعلت بنا / فعلَ المُدامة بالنُهى والأرؤسِ
أَلبستَها وشيَ الكلام فأَقبلت / مختالةً تَزهو بأَبهى مَلبَسِ
ما ضَرَّ سامعَها وقد جُليَت له / أَن لا يُجيلَ كؤوسَها أَو يَحتَسي
جدَّدتَ لي عَهدَ الصِبا بنسيبها / وربوع عهدي بالصِبا لم تدرسِ
وَإِليكها غَرّاء تَستلبُ الحجا / وَتَروضُ كلَّ جَموح طَبعٍ أَشرَسِ
نضَّدتُ عِقدَ نِظامها وبعثتُها / دُرَراً تَفوقُ على الدّراري الخُنَّسِ
وَكسوتُها من وصف ودِّك حُلَّةً / هَزَّت لها عِطف المحلّى المكتسي
تُجلى عليك وَنجمُ سعدِك مُشرِقٌ / في قِمَّة الفَلَكِ الرَفيع الأطلسِ
طافَ بَدرُ الدُجى بِشَمسِ الكؤوسِ
طافَ بَدرُ الدُجى بِشَمسِ الكؤوسِ / في نُجومٍ من النَدامى جلوسِ
فَكأَنَّ المُدام في الكأس إذ تُج / لى سِراجُ يُضيء في فانوسِ
قَهوةٌ عسجديَّةٌ مِن كُناها / بنت رأسٍ مَقرُّها في الرؤوسِ
هي لَهوٌ لنا إذا حلَّت الكأ / س ولاةٌ في دَنِّها للمجوسِ
لُقِّبت بالعَجوز وهي عَروسٌ / فاِعجب اليوم للعَجوز العَروسِ
قامَ يَسعى بها كميتاً كعينِ الد / ديكِ ساقٍ في حُلَّة الطاووسِ
ذو دَلالٍ يُبدي نفيسَ جَمالٍ / فيُفدّى بغالياتِ النُفوسِ
راضه السُكرُ فاِقتَني الرَشأ الوح / شيّ أنساً من خُلقه المأنوسِ
بَين حورٍ من الحِسانِ بدورٍ / وَحَوالٍ من الغَواني شُموسِ
وَرياضٍ لها الأَقاح ثُغورٌ / يتبسَّمنَ في الزَمانِ العَبوسِ
يا لَيالي الهَنا إِلينا فإنّا / في ضمان المُدام من كُلِّ بوسِ
قد حَسونا من السُلافِ رُضاباً / وَرَشفنا الثغورَ رشفَ الكؤوسِ
وجمَحنا عَن الهُموم شِماساً / مذ غَدونا على الكميتِ الشَموسِ
يا نَدامايَ للمُدامَةِ هُبّوا / قبلَ قرع القِسِّيس للنّاقوسِ
بادِروا الصُّبحَ بالصَّبوح وثو / بُ اللَّيل مُلقىً كالمُنهَجِ المَلبوسِ
وَسماءُ الدُجى تُشيرُ إلينا / بعيونٍ من الكواكِب شوسِ
سَقى صوبُ الغَمام عريشَ كَرمٍ
سَقى صوبُ الغَمام عريشَ كَرمٍ / جَنينا من جَناهُ العذب أنسا
وأَمسى عاصرُ العُنقودِ منه / يُكسِّر أَنجما وَيصوغُ شَمسا
قُم هاتِها في جُنح لَيلٍ دامسِ
قُم هاتِها في جُنح لَيلٍ دامسِ / راحاً حكت في الراح شُعلةَ قابسِ
واِطرُد بها سَرحَ الكَرى عن ناظري / رَشأ يُغازِلُنا بِطَرفٍ ناعسِ
وأَجِل كؤوسَكَ بالمسرَّة واِجلُها / من كفِّ أَغيدَ كالقَضيبِ المائِسِ
عَذراءُ تَضحَكُ في وجوه سُقاتها / وَتَروضُ كلَّ جَموح طَبعٍ شامِسِ
زُفَّت إِلى ماءِ السَماءِ فأَصبحَت / تَهزو بكلِّ مَهاةِ خدرٍ عانسِ
ماذا على من قابَلَته بِبشرِها / أَلّا يقابلها بوجهٍ عابسِ
تَنفي الكروبَ عَن القلوب ولَم تَزَل / تُهدي الرَجاءَ إلى فؤاد اليائسِ
رَقَّت فَلَولا الكأسُ لم تُبصِر لَها / جِسماً ولَم تُلمَس براحة لامِسِ
فَكأَنَّها عِندَ المزاج لطافةً / وَهمٌ يخيِّلُه توهُّمُ هاجسِ
طابَت مغارسُها فَبُوركَ في يَدَي / جانٍ جَنى تلك الكُروم وغارسِ
قِف إِن وَقَفتَ بحانِها حيناً وَدَع / عنك الوقوفَ بكلِّ رَبعٍ دارسِ
قُل لِلمَليحَةِ في القباءِ الأَطلسِ
قُل لِلمَليحَةِ في القباءِ الأَطلسِ / أَفسدتِ عَقلَ أَخي التُقى المتقدِّسِ
أَو ما كَفاكِ لِباسُ حُسنك والبَها / حتّى برزتِ لنا بأَبهى ملبَسِ
أَخجلتِ ولدانَ الجنانِ وحورها / وَخطرتِ من أَثوابها في سُندُسِ
إِن كانَ لا يُرضيكِ إلّا فِتنَتي / فَرِضاكِ فَرضٌ يا حياةَ الأنفسِ
هَذا مُحبُّكِ ناصباً أَحشاءَه / غَرَضاً لأسهم مقلتيكِ فَقَرطسي
لمن سارياتٌ بين وَهنٍ وَتَغليسِ
لمن سارياتٌ بين وَهنٍ وَتَغليسِ / تزفُّ زَفيفَ الطَّير في صُورِ العيسِ
إِذا أَنشقَتها طيب نَجدٍ وَرندِه / صَباً نفَّست من كَربِها بعض تَنفيسِ
وإِن نَفحَتها نَسمةٌ حاجريَّةٌ / أَبَت من غَرام أَن تَميلَ لِتَعريسِ
يُطرِّبُها جرسُ الحُداة فَتَنثَني / تقلِّبُ قَلباً بين وَجدٍ وَتأنيسِ
سرت تَتَهادى بالحدوج كأَنَّها / بُروجُ نجومٍ أَو وكورُ طَواويسِ
عَلى كُلِّ فتلاءِ المَرافق هَودجٌ / تَقيسُ به في حُسنه عرشَ بِلقيسِ
حَوى قَمَراً من دونه لَيلُ عِثيرٍ / وَظبيَ كِناسٍ دونَه لَيثُ عرِّيسِ
إِذا رقَّ لي مِمّا أُقاسي صَبابَةً / تنمَّر لي من قَومه كُلُّ غِطريسِ
وإِن قُلتُ عج بي قالَ عُجبي يَصدُّني / فَيُبدي بديعُ الحسنِ أَحسن تَجنيسِ
وَكَم عاذِلٍ فيه يُنمِّق عذلَه / وَواشٍ يَشي تَنميسَ إِفكٍ بِتَدليسِ
فَلِلَّهِ قَلبٌ لا يَزال معذَّباً / بِتَنميقِ عَذلٍ في الغَرام وَتَنميسِ
وَلَم أَنسَ أَيّاماً نعِمتُ بقُربِه / وَغيسانُ عُمري منه في نعم عيسِ
وَلَيلَة أُنسٍ للوصال كأَنَّما / تزيَّن ثغرُ الدَهرِ منها بتَلعِيسِ
تَجلّى فجلّى للنَدامى ظَلامَها / بِبكرِ مدام لا تُعاب بتَعنيسِ
سُلافٌ كست ضوءَ البُدور كؤوسُها / وَبَزَّت ضياءَ الشَمسِ في حال تَشميسِ
إِذا اِفترَّ للنَدمانِ ثَغرُ حَبابِها / يُقابلُ مِنها البشر كلٌّ بتَعبيسِ
عَمَرنا بِها ربعَ السُرورِ وَلَم نزل / نؤسِّسُ بُنيانَ الهوي أَيَّ تأسيسِ
أَما وَالشِفاه اللُعس والأَعين النُعسِ
أَما وَالشِفاه اللُعس والأَعين النُعسِ / لَقَد جُبِلت طَبعاً على حبِّها نَفسي
يؤنِّبني اللوّامُ فيها سَفاهةً / وَلا وَحشَتي للائمين ولا أنسي
يَقولونَ قد غاليتَ في عِشقك الدُمى / وهل مُشتَرٍ للحسن بالثَمن البَخسِ
وَبي مَن إِذا ما رنَّحت عِطف قدِّها / فَما رنَّحت إِلّا قَضيباً على دِعسِ
وإِن نشرت يَوماً ذوائبَ فرعها / فَما نشرت إلّا ظَلاماً على شَمسِ
تَقولُ إِذا ما جرَّدت سيفَ لحظِها / خُذوا حِذركم يا معشر الجنِّ والإِنسِ
جنيتُ ثِمار الوَصلِ من روض حسنِها / فَفزتُ بحلوِ المُجتَنى طيِّبِ الغَرسِ
وَكَم لَيلةٍ عرَّستُ فيها برَبعِها / فَفاقَت بطيب المُلتَقى ليلة العرسِ
وَنادَمتُها قَبلَ المزاج وبعده / بحمراءَ مثل الوَرد صَفراء كالوَرسِ
أَدَرت تِلكَ الدُمى أَيَّ دِما
أَدَرت تِلكَ الدُمى أَيَّ دِما / سفكتها باللِحاظ النُعَّسِ
وأسالت مِن جفوني عَندما / عِندَما سارَت بِتلكَ الأَنفسِ
أَلَّفت ما بين شملي والنَوى / وَسرَت وَالبيتُ للقلب أَسَر
وَقضَت لي بتباريح الجوى / وأَحالَتني على حُكم القدر
أَنجزت قَتلي جهاراً في الهَوى / وغدت تسأَلُ عنّي ما الخَبَر
لَو أَرادت سَلمُ لي أَن أَسلما / أَترعت قبلَ التنائي أكؤسي
وأَزالَت ما بِقَلبي من ظَما / وَسَقتني من لَماها الأَلعَسِ
ليتَها إِذ لَم تَجُد لي باللِقا / وعدَتني وصلَها بالحُلُمِ
كَيفَ يأتي الطيفُ صبّاً قَلِقا / أَيَزورُ الطيفُ من لم يَنَمِ
وَلَقَد بتُّ من الشوق لقى / وَضجيعي طولَ لَيلي أَلَمي
هَكَذا كلّ معنّىً بالدُمى / ليت شعري والجواري الكُنَّسِ
أَم أَنا المخصوصُ منهنَّ بما / قد برى نَفسي وأَورى نَفَسي
القَمَر في العقرب
القَمَر في العقرب / وجهُ خلّي البَدري
في العذار الآسي /
مَن محلُّه أَقرب / في حَنايا صَدري
مِن فؤادي الآسِ /
شأ أَهيم وأَطرب / في هَوى ذا العذري
واِغتَنِم إيناسي /
واِصطَبح لي واِشرب / مِن رَحيق الثَغرِ
لا رَحيق الكاسِ /
إن خَطر في أزرق / قُلتُ بَدرٌ أَشرف
في سَماء الحُسن /
أَو بَدا في اِستبرَق / قلت غصنٌ أَورق
في حدائق عَدن /
للمعنّى أَغرق / في الهَوى واِستغرق
بالطرب والحُزن /
ما لَهُ من مهرب / عن قبول الأَمرِ
في الرجا والياسِ /
بَدا كغصنٍ مائِسِ
بَدا كغصنٍ مائِسِ / في أَفخر الملابسِ
بدرٌ إذا لاحَ لنا / جلّا دُجى الحنادسِ
يدير من رُضابه / شَهداً ومن أَكوابِهِ
راحاً حكت بكفِّه / ناراً بكفِّ قابسِ
أَفديه من مهفهف / لَدن القَوام أَهيَفِ
كأَنَّما مقلتُهُ / مقلةُ ظبيٍ ناعسِ
تخاله إذا بَدا / شمساً له الشَمسُ فِدا
وَالفرعُ منه فاحِمٌ / كَجُنح لَيلٍ دامسِ
هواهُ حلَّ في الحَشا / ومن حُميّاه اِنتَشى
عَقلي إذا نادمتُه / في أَشرف المجالسِ
وَلَئن قَضيتَ لنا بشرب مدامة
وَلَئن قَضيتَ لنا بشرب مدامة / يا ربّ فلتَكُ من لَماهُ الأَلعَسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025