المجموع : 13
يا صاحِ هَذا المَشهدُ الأَقدسُ
يا صاحِ هَذا المَشهدُ الأَقدسُ / قَرَّت به الأَعينُ والأنفُسُ
وَالنّجفُ الأَشرفُ بانَت لَنا / أَعلامُهُ وَالمَعهَدُ الأَنفَسُ
والقبَّةُ البَيضاءُ قد أَشرقَت / يَنجابُ عن لألائِها الحِندِسُ
حضرةُ قُدسٍ لم يَنَل فضلَها / لا المَسجد الأَقصى ولا المقدِسُ
جلَّت بِمَن حلَّ بها رتبةً / يقصرُ عنها الفَلَكُ الأَطلسُ
تودُّ لو كانَت حَصى أَرضِها / شهبُ الدُجى والكُنَّسُ الخُنَّسُ
وَتحسدُ الأقدامَ منّا عَلَى الس / سَعي إلى أَعتابِها الأرؤسُ
فقف بها واِلثم ثرى تُربها / فَهي المقامُ الأَطهَرُ الأَقدَسُ
وَقل صَلاةٌ وَسَلامٌ عَلى / من طابَ منه الأَصلُ والمَغرِسُ
خَليفةُ اللَهِ العَظيم الَّذي / من ضوئِه نورُ الهدى يُقبَسُ
نَفسُ النَبيِّ المُصطَفى أَحمَدٍ / وَصنوه وَالسيِّدُ الأرأَسُ
العلمُ العَيلمُ بحرُ النَدى / وَبرُّهُ وَالعالِمُ النِقرِسُ
فَليلُنا من نورِه مُقمِرٌ / وَيَومُنا من ضَوئه مُشمِسُ
أَقسِمُ باللَه وآياتِهِ / أَليَّةً تنجي ولا تُغمِسُ
أَنَّ عليَّ بن أَبي طالبٍ / منارُ دينِ الحقِّ لا يُطمَسُ
ومن حباهُ اللَه أَنباءَ ما / في كُتبه فهو لها فِهرِسُ
أَحاطَ بالعِلم الَّذي لم يُحِط / بمثله بليا ولا هرمسُ
هَذا أَميرُ المؤمنين الَّذي / شَرائعُ اللَه به تُحرَسُ
وحجَّةُ اللَه الَّتي نورُها / كالصُبح لا يَخفى ولا يبلسُ
تاللَه لا يَجحَدها جاحِدٌ / إلّا اِمرؤٌ في غيِّه مُركَسُ
المعلِنُ الحقَّ بلا خَشيَةٍ / حَيثُ خَطيبُ القوم لا يَنبِسُ
وَالمقحمُ الخَيلَ وَطيسَ الوغى / إِذا اِتَّقاها البطلُ الأحوسُ
جلبابُه يومَ الفَخارَ التُقى / لا الطيلسانُ الخزُّ والبُرنُسُ
يرفلُ من تَقواه في حُلَّةٍ / يحسدُها الدِيباجُ والسُندسُ
يا خيرة اللَه الَّذي خَيرُه / يشكرُه الناطِق والأخرسُ
عبدُك قد أَمَّك مُستَوحِشاً / مِن ذَنبِه للعفو يَستأنِسُ
يَطوي إليكَ البحرَ والبرَّ لا / يُوحشُه شيءٌ ولا يؤنِسُ
طوراً على فُلكٍ به سابحٍ / وَتارة تَسري به عِرمسُ
في كُلِّ هَيماءَ يَرى شَوكُها / كأَنَّه الريحانُ والنرجسُ
حتّى أَتى بابَك مُستَبشِراً / ومن أَتى بابَك لا يَيأسُ
أَدعوكَ يا مَولى الورى موقناً / أَنَّ دعائي عنك لا يُحبَسُ
فنجِّني من خطب دَهرٍ غدا / لِلجسم منّي أَبَداً يَنهَسُ
هَذا وَلَولا أَمَلي فيكَ لَم / يقرَّ بي مثوىً ولا مجلِسُ
صَلّى عليك اللَه من سَيِّدٍ / مَولاهُ في الدارين لا يُوكَسُ
ما غرَّدت وَرقاءُ في رَوضَةٍ / وَما زهت أَغصانُها الميَّسُ
يا طودَ مَجدٍ في المَكارِم راسِ
يا طودَ مَجدٍ في المَكارِم راسِ / سامي العماد موطَّد الآساسِ
لا غرو إِن سقط الجوادُ لعثرةٍ / عثرت لَها قدمُ النَدى والباسِ
فَلَقَد حملتَ عليه أَثقالَ العُلى / فَغَدا ذَلولاً بعد طولِ شِماسِ
حتّى إِذا أَلقيتَ فضلَ عِنانِه / سَبقاً إِلى الغايات قَبلَ الناسِ
لَم يَستَطِع حَملاً لما أَوقَرتَه / فَهوى كَما يَهوي العَظيمُ الراسي
هَيهات أَن يَسطيعَ يحملُ راكِضاً / جبلَ العُلى فرسٌ من الأَفراسِ
فَليذهَب النَغلُ الحَسودُ لما به / وَليحظَ مِمّا رامَه بالياسِ
واِسلم على مرِّ اللَيالي راتعاً / في طيبِ عيشٍ طيِّب الأَنفاسِ
ماسَت فأزرت بالغصون الميَّسِ
ماسَت فأزرت بالغصون الميَّسِ / وأَتَتكَ تخطرُ في غلالةِ سُندسِ
وَتبرّجت جُنحَ الظَلام كأَنَّها / شَمسٌ تجلَّت في دياجي الحِندِسِ
تَختال بين لِداتِها فتخالها / بَدراً بدا بين الجواري الكُنَّسِ
أَرِجَت بريّاها الصَبا وتضوَّعت / أَنفاسُها وَالصبحُ لم يَتنفَّسِ
وَوفت بمَوعِدها وَباتَ وشاتُها / للوجد بين عَمٍ وآخر أَخرسِ
وَالبَرقُ يخفقُ قَلبُه من غَيرةٍ / وَالنجمُ يَرمُقُنا بمقلةِ أَشوسِ
يا طيبَ لَيلَتِنا بمُنعَرَج اللِوى / وَمبيتنا فوق الكَثيب الأَوعسِ
إِذ باتَ شَملي في ضَمانِ وِصالها / وَالقربُ يُبدلُ وحشَتي بتأَنُّسِ
وَاللَيلُ يكتمُ سِرَّنا وَنجومُه / تَرنو إِلينا عن لحاظٍ نُعَّسِ
وَسَنى المجرَّة في السَماءِ كأَنَّه / نهرٌ تدفَّق في حديقَةِ نَرجسِ
باتَت تُدير عليَّ من أَلحاظها / كأساً وأخرى من لَماها الألعسِ
حتّى إِذا رقَّ النَسيمُ وأَخفقت / من أفق مجلِسنا نجومُ الأكؤسِ
قالَت وقد واليتُ هَصرَ قوامِها / ضاقَ الخناقُ من العِناق فنفِّسِ
ثمَّ اِنثَنَت حذرَ الفراق مروعةً / في هيئَة المُستَوحِش المستأنسِ
تتَنَفَّسُ الصُعَداء من وَجدٍ وَقَد / غصَّ الظَلامُ بصُبحِه المتنفِّسِ
واِستعجلَت شدَّ النِطاق وودعت / توديعَ مختلسٍ بحَيرةِ مُبلِسِ
لِلَّه غانيةٌ عَنَت لضيائِها / شَمسُ الضحى إِذ أَشرقت في الأطلسِ
سلبت نفوسَ أولي الغَرام صَبابةً / بجمالها الباهي السنيِّ الأَنفسِ
وَسأَلتُها نَفسي فَقالَت حيرةً / لا كانَ من يَنسى الأَحبَّة أَو نسي
لَم أَنسَها فأذكرَ أَنسَها / عَلِقت يَدي منه بودٍّ أَقعَسِ
هَذا الحسينُ بنُ الحسينِ أَخو العُلى / عَلِقت يدي منه بودٍّ أقعسِ
لَم يُنسِهِ بُعدُ الدِيارِ مَودَّتي / يوماً وعهدي عنده لم يبخسِ
وَسِواه يُظهرُ ودَّه بِلسانِه / وَخميرُه كصحيفةِ المتلمِّسِ
هَذا الوفيُّ الهاشميُّ المجتبى / غَوثُ الجَليس له وبدرُ المجلِسِ
طابَت أرومةُ مجده فزكت به / وَالغرسُ يُعربُ عَن زَكاء المغرسِ
إِيهٍ أَخا المَجدِ المؤثَّل وَالعُلى / لِلَّه درُّك من أَديبٍ أَكيسِ
وافت قصيدتُكَ الَّتي فعلت بنا / فعلَ المُدامة بالنُهى والأرؤسِ
أَلبستَها وشيَ الكلام فأَقبلت / مختالةً تَزهو بأَبهى مَلبَسِ
ما ضَرَّ سامعَها وقد جُليَت له / أَن لا يُجيلَ كؤوسَها أَو يَحتَسي
جدَّدتَ لي عَهدَ الصِبا بنسيبها / وربوع عهدي بالصِبا لم تدرسِ
وَإِليكها غَرّاء تَستلبُ الحجا / وَتَروضُ كلَّ جَموح طَبعٍ أَشرَسِ
نضَّدتُ عِقدَ نِظامها وبعثتُها / دُرَراً تَفوقُ على الدّراري الخُنَّسِ
وَكسوتُها من وصف ودِّك حُلَّةً / هَزَّت لها عِطف المحلّى المكتسي
تُجلى عليك وَنجمُ سعدِك مُشرِقٌ / في قِمَّة الفَلَكِ الرَفيع الأطلسِ
طافَ بَدرُ الدُجى بِشَمسِ الكؤوسِ
طافَ بَدرُ الدُجى بِشَمسِ الكؤوسِ / في نُجومٍ من النَدامى جلوسِ
فَكأَنَّ المُدام في الكأس إذ تُج / لى سِراجُ يُضيء في فانوسِ
قَهوةٌ عسجديَّةٌ مِن كُناها / بنت رأسٍ مَقرُّها في الرؤوسِ
هي لَهوٌ لنا إذا حلَّت الكأ / س ولاةٌ في دَنِّها للمجوسِ
لُقِّبت بالعَجوز وهي عَروسٌ / فاِعجب اليوم للعَجوز العَروسِ
قامَ يَسعى بها كميتاً كعينِ الد / ديكِ ساقٍ في حُلَّة الطاووسِ
ذو دَلالٍ يُبدي نفيسَ جَمالٍ / فيُفدّى بغالياتِ النُفوسِ
راضه السُكرُ فاِقتَني الرَشأ الوح / شيّ أنساً من خُلقه المأنوسِ
بَين حورٍ من الحِسانِ بدورٍ / وَحَوالٍ من الغَواني شُموسِ
وَرياضٍ لها الأَقاح ثُغورٌ / يتبسَّمنَ في الزَمانِ العَبوسِ
يا لَيالي الهَنا إِلينا فإنّا / في ضمان المُدام من كُلِّ بوسِ
قد حَسونا من السُلافِ رُضاباً / وَرَشفنا الثغورَ رشفَ الكؤوسِ
وجمَحنا عَن الهُموم شِماساً / مذ غَدونا على الكميتِ الشَموسِ
يا نَدامايَ للمُدامَةِ هُبّوا / قبلَ قرع القِسِّيس للنّاقوسِ
بادِروا الصُّبحَ بالصَّبوح وثو / بُ اللَّيل مُلقىً كالمُنهَجِ المَلبوسِ
وَسماءُ الدُجى تُشيرُ إلينا / بعيونٍ من الكواكِب شوسِ
سَقى صوبُ الغَمام عريشَ كَرمٍ
سَقى صوبُ الغَمام عريشَ كَرمٍ / جَنينا من جَناهُ العذب أنسا
وأَمسى عاصرُ العُنقودِ منه / يُكسِّر أَنجما وَيصوغُ شَمسا
قُم هاتِها في جُنح لَيلٍ دامسِ
قُم هاتِها في جُنح لَيلٍ دامسِ / راحاً حكت في الراح شُعلةَ قابسِ
واِطرُد بها سَرحَ الكَرى عن ناظري / رَشأ يُغازِلُنا بِطَرفٍ ناعسِ
وأَجِل كؤوسَكَ بالمسرَّة واِجلُها / من كفِّ أَغيدَ كالقَضيبِ المائِسِ
عَذراءُ تَضحَكُ في وجوه سُقاتها / وَتَروضُ كلَّ جَموح طَبعٍ شامِسِ
زُفَّت إِلى ماءِ السَماءِ فأَصبحَت / تَهزو بكلِّ مَهاةِ خدرٍ عانسِ
ماذا على من قابَلَته بِبشرِها / أَلّا يقابلها بوجهٍ عابسِ
تَنفي الكروبَ عَن القلوب ولَم تَزَل / تُهدي الرَجاءَ إلى فؤاد اليائسِ
رَقَّت فَلَولا الكأسُ لم تُبصِر لَها / جِسماً ولَم تُلمَس براحة لامِسِ
فَكأَنَّها عِندَ المزاج لطافةً / وَهمٌ يخيِّلُه توهُّمُ هاجسِ
طابَت مغارسُها فَبُوركَ في يَدَي / جانٍ جَنى تلك الكُروم وغارسِ
قِف إِن وَقَفتَ بحانِها حيناً وَدَع / عنك الوقوفَ بكلِّ رَبعٍ دارسِ
قُل لِلمَليحَةِ في القباءِ الأَطلسِ
قُل لِلمَليحَةِ في القباءِ الأَطلسِ / أَفسدتِ عَقلَ أَخي التُقى المتقدِّسِ
أَو ما كَفاكِ لِباسُ حُسنك والبَها / حتّى برزتِ لنا بأَبهى ملبَسِ
أَخجلتِ ولدانَ الجنانِ وحورها / وَخطرتِ من أَثوابها في سُندُسِ
إِن كانَ لا يُرضيكِ إلّا فِتنَتي / فَرِضاكِ فَرضٌ يا حياةَ الأنفسِ
هَذا مُحبُّكِ ناصباً أَحشاءَه / غَرَضاً لأسهم مقلتيكِ فَقَرطسي
لمن سارياتٌ بين وَهنٍ وَتَغليسِ
لمن سارياتٌ بين وَهنٍ وَتَغليسِ / تزفُّ زَفيفَ الطَّير في صُورِ العيسِ
إِذا أَنشقَتها طيب نَجدٍ وَرندِه / صَباً نفَّست من كَربِها بعض تَنفيسِ
وإِن نَفحَتها نَسمةٌ حاجريَّةٌ / أَبَت من غَرام أَن تَميلَ لِتَعريسِ
يُطرِّبُها جرسُ الحُداة فَتَنثَني / تقلِّبُ قَلباً بين وَجدٍ وَتأنيسِ
سرت تَتَهادى بالحدوج كأَنَّها / بُروجُ نجومٍ أَو وكورُ طَواويسِ
عَلى كُلِّ فتلاءِ المَرافق هَودجٌ / تَقيسُ به في حُسنه عرشَ بِلقيسِ
حَوى قَمَراً من دونه لَيلُ عِثيرٍ / وَظبيَ كِناسٍ دونَه لَيثُ عرِّيسِ
إِذا رقَّ لي مِمّا أُقاسي صَبابَةً / تنمَّر لي من قَومه كُلُّ غِطريسِ
وإِن قُلتُ عج بي قالَ عُجبي يَصدُّني / فَيُبدي بديعُ الحسنِ أَحسن تَجنيسِ
وَكَم عاذِلٍ فيه يُنمِّق عذلَه / وَواشٍ يَشي تَنميسَ إِفكٍ بِتَدليسِ
فَلِلَّهِ قَلبٌ لا يَزال معذَّباً / بِتَنميقِ عَذلٍ في الغَرام وَتَنميسِ
وَلَم أَنسَ أَيّاماً نعِمتُ بقُربِه / وَغيسانُ عُمري منه في نعم عيسِ
وَلَيلَة أُنسٍ للوصال كأَنَّما / تزيَّن ثغرُ الدَهرِ منها بتَلعِيسِ
تَجلّى فجلّى للنَدامى ظَلامَها / بِبكرِ مدام لا تُعاب بتَعنيسِ
سُلافٌ كست ضوءَ البُدور كؤوسُها / وَبَزَّت ضياءَ الشَمسِ في حال تَشميسِ
إِذا اِفترَّ للنَدمانِ ثَغرُ حَبابِها / يُقابلُ مِنها البشر كلٌّ بتَعبيسِ
عَمَرنا بِها ربعَ السُرورِ وَلَم نزل / نؤسِّسُ بُنيانَ الهوي أَيَّ تأسيسِ
أَما وَالشِفاه اللُعس والأَعين النُعسِ
أَما وَالشِفاه اللُعس والأَعين النُعسِ / لَقَد جُبِلت طَبعاً على حبِّها نَفسي
يؤنِّبني اللوّامُ فيها سَفاهةً / وَلا وَحشَتي للائمين ولا أنسي
يَقولونَ قد غاليتَ في عِشقك الدُمى / وهل مُشتَرٍ للحسن بالثَمن البَخسِ
وَبي مَن إِذا ما رنَّحت عِطف قدِّها / فَما رنَّحت إِلّا قَضيباً على دِعسِ
وإِن نشرت يَوماً ذوائبَ فرعها / فَما نشرت إلّا ظَلاماً على شَمسِ
تَقولُ إِذا ما جرَّدت سيفَ لحظِها / خُذوا حِذركم يا معشر الجنِّ والإِنسِ
جنيتُ ثِمار الوَصلِ من روض حسنِها / فَفزتُ بحلوِ المُجتَنى طيِّبِ الغَرسِ
وَكَم لَيلةٍ عرَّستُ فيها برَبعِها / فَفاقَت بطيب المُلتَقى ليلة العرسِ
وَنادَمتُها قَبلَ المزاج وبعده / بحمراءَ مثل الوَرد صَفراء كالوَرسِ
أَدَرت تِلكَ الدُمى أَيَّ دِما
أَدَرت تِلكَ الدُمى أَيَّ دِما / سفكتها باللِحاظ النُعَّسِ
وأسالت مِن جفوني عَندما / عِندَما سارَت بِتلكَ الأَنفسِ
أَلَّفت ما بين شملي والنَوى / وَسرَت وَالبيتُ للقلب أَسَر
وَقضَت لي بتباريح الجوى / وأَحالَتني على حُكم القدر
أَنجزت قَتلي جهاراً في الهَوى / وغدت تسأَلُ عنّي ما الخَبَر
لَو أَرادت سَلمُ لي أَن أَسلما / أَترعت قبلَ التنائي أكؤسي
وأَزالَت ما بِقَلبي من ظَما / وَسَقتني من لَماها الأَلعَسِ
ليتَها إِذ لَم تَجُد لي باللِقا / وعدَتني وصلَها بالحُلُمِ
كَيفَ يأتي الطيفُ صبّاً قَلِقا / أَيَزورُ الطيفُ من لم يَنَمِ
وَلَقَد بتُّ من الشوق لقى / وَضجيعي طولَ لَيلي أَلَمي
هَكَذا كلّ معنّىً بالدُمى / ليت شعري والجواري الكُنَّسِ
أَم أَنا المخصوصُ منهنَّ بما / قد برى نَفسي وأَورى نَفَسي
القَمَر في العقرب
القَمَر في العقرب / وجهُ خلّي البَدري
في العذار الآسي /
مَن محلُّه أَقرب / في حَنايا صَدري
مِن فؤادي الآسِ /
شأ أَهيم وأَطرب / في هَوى ذا العذري
واِغتَنِم إيناسي /
واِصطَبح لي واِشرب / مِن رَحيق الثَغرِ
لا رَحيق الكاسِ /
إن خَطر في أزرق / قُلتُ بَدرٌ أَشرف
في سَماء الحُسن /
أَو بَدا في اِستبرَق / قلت غصنٌ أَورق
في حدائق عَدن /
للمعنّى أَغرق / في الهَوى واِستغرق
بالطرب والحُزن /
ما لَهُ من مهرب / عن قبول الأَمرِ
في الرجا والياسِ /
بَدا كغصنٍ مائِسِ
بَدا كغصنٍ مائِسِ / في أَفخر الملابسِ
بدرٌ إذا لاحَ لنا / جلّا دُجى الحنادسِ
يدير من رُضابه / شَهداً ومن أَكوابِهِ
راحاً حكت بكفِّه / ناراً بكفِّ قابسِ
أَفديه من مهفهف / لَدن القَوام أَهيَفِ
كأَنَّما مقلتُهُ / مقلةُ ظبيٍ ناعسِ
تخاله إذا بَدا / شمساً له الشَمسُ فِدا
وَالفرعُ منه فاحِمٌ / كَجُنح لَيلٍ دامسِ
هواهُ حلَّ في الحَشا / ومن حُميّاه اِنتَشى
عَقلي إذا نادمتُه / في أَشرف المجالسِ
وَلَئن قَضيتَ لنا بشرب مدامة
وَلَئن قَضيتَ لنا بشرب مدامة / يا ربّ فلتَكُ من لَماهُ الأَلعَسِ