القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حافِظ إِبراهِيم الكل
المجموع : 6
أَتَيتُ سوقَ عُكاظٍ
أَتَيتُ سوقَ عُكاظٍ / أَسعى بِأَمرِ الرَئيسِ
أُزجي إِلَيهِ قَوافٍ / مُنَكَّساتِ الرُؤوسِ
لَيسَت بِذاتِ رُواءٍ / تُزهى بِهِ في الطُروسِ
وَلا بِذاتِ جَمالٍ / يَسري بِها في النُفوسِ
لَم يَحبُها فَضلُ شَوقي / بَقِيَّةً مِن نَسيسِ
فَهُنَّ قَفرٌ خَوالٍ / مِن كُلِّ مَعنىً نَفيسِ
وَهُنَّ جُهدُ مُقِلٍّ / حَليفَ هَمٍّ وَبوسِ
قالَ الرَئيسُ وَمَن ذا / يَقولُ بَعدَ الرَئيسِ
سَقى الحُضورَ شَراباً / يُنسى شَرابَ القُسوسِ
مُعَتَّقاً قَبلَ عادٍ / في مُظلِماتِ الحُبوسِ
تُذكي الدِياراتُ مِنهُ / ناراً كَنارِ المَجوسِ
يُريكَ وَاللَيلُ داجٍ / شُموسَهُ في الكُؤوسِ
بَناتُ أَفكارِ شَوقي / في جَلوَةٍ كَالعَروسِ
تُزهى بِمَعنىً سَرِيٍّ / أَتى بِمَعنىً شَموسِ
وَلَيلَةٍ مِن عُكاظٍ / ضَمَّت حُماةَ الوَطيسِ
أَحيا بِها ذِكرَ عَهدٍ / آثارُهُ في الطُروسِ
عَهدٌ سَما الشِعرُ فيهِ / إِلى مَجالي الشُموسِ
وَوِردُهُ كانَ أَصفى / مِن مَورِدِ القاموسِ
فَجِئتُها بِحَديثٍ / أَسوقُهُ لِلجُلوسِ
قَد زُرتُ مُتحَفَ مِصرٍ / في ظُهرِ يَومِ الخَميسِ
في زُمرَةٍ مِن رِفاقٍ / غُرِّ الشَمائِلِ شوسِ
فَضِقتُ ذَرعاً بِأَمرٍ / عَلى النُفوسِ بَئيسِ
وَكِدتُ أُصرَعُ غَمّاً / لِحَظِّها المَعكوسِ
وَصَرعَةُ الغَمِّ أَدهى / مِن صَرعَةِ الخَندَريسِ
رَأَيتُ جُثَّةَ خوفو / بِقُربِ سيزوستَريسِ
فَقُلتُ يا قَومُ هَذا / صُنعُ العَقوقِ الخَسيسِ
أَجسادُ أَملاكِ مِصرٍ / وَشائِدي مَنفيسِ
مِن بَعدِ خَمسينَ قَرناً / لَم تَستَرِح في الرُموسِ
أَرى فَراعينَ مِصرٍ / في ذِلَّةٍ وَنُحوسِ
مَعروضَةً لِلبَرايا / أَجسادُهُم بِالفُلوسِ
عَنهُم نَبَشنا زَماناً / في مُظلِماتِ الدُروسِ
فَديسَ ظُلماً حِماهُم / وَكانَ غَيرَ مَدوسِ
لَعَلَّهُم حَصَّنوهُم / مِن هادِماتِ الفُؤوسِ
عِلماً بِأَن سَوفَ يُمنى / بِيَومِ شَرٍّ عَبوسِ
لَو أَنَّ أَمثالَ مينا / في الغَربِ أَو رَمسيسِ
بَنوا عَلَيهِم وَخَطّوا / حَظائِرَ التَقديسِ
أَنا في الجيزَةِ ثاوٍ
أَنا في الجيزَةِ ثاوٍ / لَيسَ لي فيها أَنيسُ
أَنكَرَ الأُنسُ مَكاني / وَنَأى عَنّي الجَليسُ
لَيسَ يَدري مَن رَآني / أَطَليقَ أَم حَبيسُ
أَوشَكَ الديكُ أَن يَصيحَ وَنَفسي
أَوشَكَ الديكُ أَن يَصيحَ وَنَفسي / بَينَ هَمٍّ وَبَينَ ظَنٍّ وَحَدسِ
يا غُلامُ المُدامَ وَالكاسَ وَالطا / سَ وَهَيِّئ لَنا مَكاناً كَأَمسِ
أَطلِقِ الشَمسَ مِن غَياهِبِ هَذا الدَن / نِ وَاِملَإ مِن ذَلِكَ النورِ كَأسي
وَأَذَنِ الصُبحَ أَن يَلوحَ لِعَيني / مِن سَناها فَذاكَ وَقتُ التَحَسّي
وَاِدعُ نَدمانَ خَلوَتي وَاِئتِناسي / وَتَعَجَّل وَأَسبِل سُتورَ الدِمَقسِ
وَاِسقِنا يا غُلامُ حَتّى تَرانا / لا نُطيقُ الكَلامَ إِلّا بِهَمسِ
خَمرَةً قيلَ إِنَّهُم عَصَروها / مِن خُدودِ المِلاحِ في يَومِ عُرسِ
مُذ رَآها فَتى العَزيزِ مَناماً / وَهوَ في السِجنِ بَينَ هَمٍّ وَيَأسِ
أَعقَبَتهُ الخَلاصَ مِن بَعدِ ضيقٍ / وَحَبَتهُ السُعودَ مِن بَعدِ نَحسِ
يا نَديمي بِاللَهِ قُل لي لِماذا / هَذِهِ الخَندَريسُ تُدعى بِرِجسِ
هِيَ نَفسٌ زَكِيَّةٌ وَأَبوها / غَرسُهُ في الجِنانِ أَكرَمُ غَرسِ
هِيَ نَفسٌ تَعَلَّمَت حُسنَ أَخلا / قِ المولِحِيِّ في صَفاءٍ وَأُنسِ
خَصَّهُ اللَهُ حَيثُ يُصبِحُ بِالإِق / بالِ وَالعِزِّ وَالعُلا حَيثُ يُمسي
يَأَيُّها الحُبُّ اِمتَزِج بِالحَشى
يَأَيُّها الحُبُّ اِمتَزِج بِالحَشى / فَإِنَّ في الحُبِّ حَياةَ النُفوس
وَاِسلُل حَياةً مِن يَمينِ الرَدى / أَوشَكَ يَدعوها ظَلامُ الرُموس
أَجادَ مَطرانٌ كَعاداتِهِ
أَجادَ مَطرانٌ كَعاداتِهِ / وَهَكَذا يُؤثَرُ عَن قُسِّ
فَإِن أَقِف مِن بَعدِهِ مُنشِداً / فَإِنَّما مِن طِرسِهِ طِرسي
وَإِن رَأَيتُم في يَدي زَهرَةً / فَإِنَّها مِن ذَلِكَ الغَرسِ
رَثى حَبيباً وَرَثى بَعدَهُ / لِذَلِكَ الموفي عَلى الرِمسِ
كانا إِذا ما ظَهَرا مِنبَراً / حَلّا مِنَ السامِعِ في النَفسِ
فَأَصبَحا هَذا طَواهُ الرَدى / وَذاكَ نَهبٌ في يَدِ البُؤسِ
لَولا سَليمٌ لَم يَقُل قائِلٌ / وَلَم يَجُد مَن جادَ بِالأَمسِ
لِلَّهِ ما أَشجَعَهُ إِنَّهُ / ذو مِرَّةٍ فينا وَذو بَأسِ
يَقومُ في مَشروعِهِ نافِذاً / كَأَنَّهُ عَنتَرَةُ العَبسي
تَلقاهُ في الجِدِّ كَما تَبتَغي / وَتارَةً تَلقاهُ في الهَلسِ
سَركيسُ إِن راقَكَ ما قُلتُهُ / في مَعرِضِ الهَزلِ فَقُل مِرسي
أُقسِمُ بِاللَهِ وَآلائِهِ / بِعَرشِهِ بِاللَوحِ بِالكُرسِي
بِالخُنَّسِ الكُنَّسِ في سَبحِها / بِالبَدرِ في مَرآهُ بِالشَمسِ
بِأَنَّ هَذا عَمَلٌ صالِحٌ / قامَ بِهِ هَذا الفَتى القُدسي
ذَكَّرَنا وَالمَرءُ مِن نَفسِهِ / وَعَيشِهِ في شاغِلٍ يُنسي
بِالواجِبِ الأَقدَسِ في حَقِّ مَن / باعَتهُ مِصرٌ بَيعَةَ الوَكسِ
هَذا أَبو العَدلِ فَمَن خالَهُ / حَيّاً فَما خالَ سِوى العَكسِ
كانَت لَهُ في حَلقِهِ ثَروَةٌ / مِن نَبرَةٍ تُشجي وَمِن جَرسِ
فَغالَها الدَهرُ كَما غالَهُ / حَتّى غَدا كَالطَلَلِ الدَرسِ
فَاِكتَسِبوا الأَجرَ وَلا تَبتَغوا / شِراءَهُ بِالثَمَنِ البَخسِ
إِنّي أَرى التَمثيلَ في غَمرَةٍ / غامِرَةٍ تَدعو إِلى اليَأسِ
لَم يَرمِهِ في شَرخِهِ ما رَمى / لَو كانَ مَبنِيّاً عَلى أُسِّ
أَكُلَّما خَفَّت بِهِ صَحوَةٌ / مِن دائِهِ عوجِلَ بِالنَكسِ
إِن تُغفِلوا دارِسَ آثارِهِ / عَفّى عَلَيها الدَهرُ بِالطَمسِ
أَعجَزَها النُطقُ فَجاءَت بِنا / نَنوبُ عَن أَلسُنِها الخُرسِ
إِنَّ يَومَ اِحتِفالِكُم زادَ حُسناً
إِنَّ يَومَ اِحتِفالِكُم زادَ حُسناً / وَجَلالاً بِيَومِ عيدِ الجُلوسِ
فَاِقتِرانُ اليَومَينِ رَمزٌ إِلى اليُم / نِ وَبُشرى تَسُرُّ رَهنَ الحُبوسِ
فَكَأَنّي أَشيمُ عاطِفَةَ البِر / رِ عِياناً تَجولُ بَينَ الجُلوسِ
وَأَرى في الوُجوهِ سِيَما اِرتِياحٍ / وَاِبتِهاجٍ لِسَعيِ تِلكَ العَروسِ
إِنَّ حَقَّ الضَريرِ عِندَ ذَوي الأَب / صارِ حَقٌّ مُستَوجِبُ التَقديسِ
لَم يَضِرهُ فُقدانُهُ نورَ عَينَي / هِ إِذا اِعتاضَ عَنهُما بِأَنيسِ
آنِسوا نَفسَهُ إِذا أَظلَمَ العَي / شُ بِعِلمٍ فَالعِلمُ أُنسُ النُفوسِ
وَجِّهوهُ إِلى الفَلاحِ يُفِدكُم / فَوقَ ما يَستَفيدُهُ مِن دُروسِ
أَكمِلوا نَقصَهُ يَكُن عَبقَرِيّاً / مِثلَ طَهَ مُبَرَّزاً في الطُروسِ
كَم رَأَينا مِن أَكمَهٍ لا يُجارى / وَضَريرٍ يُرجى لِيَومٍ عَبوسِ
لَم تَقِف آفَةُ العُيونِ حِجازاً / بَينَ وَثباتِهِ وَبَينَ الشُموسِ
عَدِمَ الحِسَّ قائِداً فَحَداهُ / هُدى وِجدانِهِ إِلى المَحسوسِ
مِثلُ هَذا إِذا تَعَلَّمَ أَغنى / عَن كَثيرٍ وَجاءَنا بِالنَفيسِ
ذاكَ أَنَّ الذَكاءَ وَالحِفظَ حَلّا / في جِوارِ النُهى بِتِلكَ الرُؤوسِ
فَعَلى كُلِّ أَكمَهٍ وَبَصيرٍ / شُكرُ أَعضائِكُم وَشُكرُ الرَئيسِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025