القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : محمّد سَعيد الحَبّوبي الكل
المجموع : 11
حبذا من طالع عصر الشباب
حبذا من طالع عصر الشباب /
لاث لي من دونه الشيب نقاب /
ذهبت أيامه أي ذهاب /
بعت منها باللجين الذهبا / والقنا اللدن بمعوج القسي
بيعةً ما أربحت من كسبا / بعد أن عاد بكفي مفلس
يا خليلي على تلك القباب /
عرجاً بي نقتفي خط الشباب /
إن فيها من بني الفرس كعاب /
حلفت أن تسترق العربا / حين سامت مهرها بالأنفس
وارتضينا رقها واعجبا / يرتضي بالرق من لم يدنس
كسرويات على دين المجوس /
حاكمتنا فسبت منا النفوس /
طالعتنا فحسبناها شموس /
فارتقبنا نحوها مرتقبا / فإذا نحن بواد مشمس
نلتظي من دونه ملتهبا / دونه النار التي لم تمسس
يا بنفسي من ظبيات الكناس /
ظبية مال بعطفيها النعاس /
خالستها النظر العين اختلاس /
إذ تراءت فتلقت غضبا / غيرة من نظر المختلس
قلت بالكعبة أن أدنو الخبا / منك قالت لا وبيت المقدس
غردي عاذرةً ذات الجناح /
ما على من شفه الحب جناح /
إن من ديني أن نهوى الملاح /
سنة لا أختشيها مذهبا / دين من قد كان بالأندلس
بعث اللَه العليم الكتبا / قبل أن يبعث روح القدس
فسل الفرقان عما قد حكى /
من هوى يوسف لما ملكا /
وسلن آدم ممن قد بكى /
حينما عن وجه حوا احتجبا / إذ يقاسي حيرة الملتمس
أيها المظهر مني عجباً / تحسب الماضي قديماً قد نسي
أو فسل مدين فيها من ولج /
واصطفى الوصل على سبع حجج /
وعلى من تحسب الصرح لجج /
بعد ما قد ملكت قوم سبا / إذ أتت ذات قياد سلس
سل سليمان بها كم قد صبا / لا هياً عن جنه والأنس
فبروحي من بها لست أبوح /
أبدا ما دام في جنبي روح /
أبذل الدمع بها وهو سفوح /
وأروض القلب أن يضطربا / لا يحس السر من يحسس
علق القلب هواها أشيبا / فهو من علقتها في يأس
أجتدي الغيث وقد عز المغيث /
لجوى يا سلم بالقلب يعيث /
فحديثي فيك ما أشقى الحديث /
جذوة شبت فعادت لهبا / كشهاب بيدي مقتبس
فأنا من فوق أعلام الربى / علم الخنساء للمغلتس
أعجبت عز بأشواق كثير /
وبثين من جميل ليسير /
أنا يا سلم وإن كنت الأخير /
قد ركبت اليوم ما لن يركبا / مصعب الهجر بشوق أهيس
ورجائي دون ما قد طلبا / ولئن كانت جموحاً فرسي
قادها حبك مرخاة الزمام /
ليس يثنيها عن الحب الجام /
لا وعيش لك في دار السلام /
ألبست نعماه أكناف الربى / من رياض حلة لم تلبس
برقت تصقلها كف الصبا / فهي من استبرق أو سندس
هي مما غزلت أيدي الرباب /
نسجتها فوق كرسي الشعاب /
الحمت ماء وسدته تراب /
ثم حاكته تباهي قعضبا / إذ أتت حسا بما لم يحدس
أتنجت من ذا وهذا عجبا / من عقيم الشكل شكل النرجس
نشرت للبشر أعلام الفرح /
فانطوى الأفق لها قوس قزح /
وعليها موكب الريح انسرح /
وتغشاها الحيا فانسكبا / مطرباً يرنو بلحظ منكس
قد تطوى خجلاً فاحدودبا / فهو من فرط انحناء كالقسي
لو تراه وهو في متن الغمام /
خلت أن الزهر في البيد سهام /
إذ تخال الأكم الخضر خيام /
والربيع الحزن فيها طنبا / مؤذناً في يوم حرب أنحس
حيث طبل الرعد فيها ضربا / سائقاً جيش الغمام المكدس
زهر ما أدرعت تلك البطاح /
والغصون اشتبكت فيها رماح /
وجفون البيض عن بيض الصفاح /
صافحت للبرق سيفاً فنبا / حده عن حدة المحترس
ما بها فل تفل اليلبا / لا تبالي مدرعاً من مترس
أرحب البرق وقد شب التهاب /
فانطوى ناراً بأحشاء السحاب /
فرزت فيها حواياها فذاب /
فهو إذ ينهل ذوباً صببا / كفؤاد المستهام اليئس
غالب الشقوة كان الأغلبا / فتولى بشقاء الملبس
جحفل يحسبه الطرف منيع /
نمنمت في جيشه زهر الربيع /
شربت شامته منه النجيع /
وغدت تصبغ كفاً خضبا / فيه صبغ الأرجوان الأنفس
سقت القمري كأساً مذهبا / فتغنى بذهاب الأنفس
يا بنفسي وسليماها الربوع /
كم حنيناً بمحانيها الضلوع /
إذ حمت سلم مريعاً عن مروع /
يجتلي مغناه ورداً أطيبا / ويقاسي منه شوك الملمس
كم رعيناه مخصباً / وارتعينا بالهشيم اليبس
كم على وجدي على دار السلام /
لا مين سعد ومن عوفي لام /
أنا يا سعد وإن طال السقام /
لست أبغي بالحمى منقلبا / فأطلق اللوم به أو فاحبس
لا ومن يلقي عليك الكثبا / إذ تناجي جندل المرتمس
سل سمير الليل كم كان السمير /
ليلة طال بها الليل القصير /
بات مرتاحاً على جنب الغدير /
مازجاً بالجد مني اللعبا / عل أن أجفانه لم تنعس
راعه النجم إذا ما غربا / فهو يرميه بلحظ أشوس
إن نسلني علم أخبار النجوم /
فعلى خبرتها جم العلوم /
سل أحدثك أحاديث الرجوم /
إنها يشهد عن عنها كبا / نفسات خلقت من نفسي
لجوىً كلمت فيه الشهبا / فهي مما أشتكي في حرس
قتل العيوق كم كان الرقيب /
رصداً لليل يخشى أن يغيب /
ما لنا للحشر في الوصل نصيب /
إذ له الميزان مهما انتصبا / دلس الصبح وماء الغلس
لا جزاك اللَه عنا كوكبا / ولحاك اللَه من مدلس
في عهود سلفت حيث الحمى /
كنت أشهدت عليه الأنجما /
أقذف الدمع عليهن دما /
من جفون شفها ما ذهبا / فهي شيئاً بعده لم تؤنس
عندها سيان مهما نسبا / وضح الصبح وليل الحندس
كم لها قاسيت عين الأرمد /
غب يوم غبه لم يحمد /
ليت يومي كان في سعد غدي /
إذ سقاني ما أطيبا / خمرة الريق بكأسٍ ألعس
فحمى عن مسه ما ذهبا / حين وافى بشفيع الغلس
وشع الحسن جلنارا وآسا
وشع الحسن جلنارا وآسا / من عذار خلال خديك جاسا
قابلت وجهك السماء فأبدت / صورة البدر من سناك انعكاسا
وسبى ثغرك الثريا فأبدت / بالدراري تشبها وجناسا
وتمنى الهلال لو صيغ طوقا / لك فاستام حليك الوسواسا
والتوى الصدغ حارساً وجنات / أشكل الورد عندهن التباسا
كم أردنا من وردهن اقتطافا / فاصطلينا من جمرهن اقتباسا
يا غزال الحمى وقلت غزالا / حين أبصرت في ضلوعي كناسا
حسبو غند مقلتيك نعاسا / ومن الغنج ما يخال نعاسا
أتها المرتمي ارتم فسديد / أنت واستهدف الحشا قرطاسا
أبلحظ وحاجب ثعلي / قد فضحت النبال والأقواسا
لك يا واهن الحشا أي بطش / فيه تقوى على الأسود افتراسا
من كسا خدك الشقيق كساني / من بهار الضنا عليك لباسا
موج ماء الصبا بخديك أجرى / سحب عيني تدفقاً وانبجاسا
وغذا ما اختلست نظرة عين / منك سلت مني الفؤاد اختلاسا
هب جميع الورى أحبتك حبي / غير أني قاسيت ما لا يقاسى
يا خليلي بالضنا واسياني / لست أوسي فعلني أن أواسى
فاسقني لا عطشت ريقاً وثغرا / يوم تسقي النديم خمراً وكاسا
وارع لي ذمة لديك وعهدا / يوم تنسى العهود أو تتناسى
وبذاك الفريق ساقي حميا / إن دجا الليل شبهاً نبراسا
ملء برديه عفة ودلال / حرس اللَه قده المياسا
وقر الكبر مشيه فتولت / عطفه نشوة الدلال فماسا
يتهادى بين الربى حاليات / ما رستها غفر الظباء مراسا
عاقدات من لؤلؤ الطل تاجا / ناشرات وشي الرياض لباسا
وهو يجلو سوالفاً وسلافا / بأباريقها وجاماً وطاسا
لي طبع يروض فيك القوافي / طيعات إذا تلوت شماسا
ولكم لي بديعة مثل هذي / فيك غنت بها أناس أناسا
هي سكر النديم دون الحميا / إذ يحيي النديم والجلاسا
هي مثل العروس تحلو فتجلو / بجلاها الأعياد والأعراسا
بك شبهتها وفي عرس هادي / بالتهاني أزرتها العباسا
قمر مشرق بهالة سعد / ما رأته الأقمار إلا التماسا
و لأنواره الفقاهة أهدت / مثل أنوارها فنال اقتباسا
وهو البغية التي تبتغيها / والمعاني مؤلفات جناسا
هو من غرسها كما هي منه / غصناً دوحة تطيب غراسا
لا تقس فضله بفضل سواه / رب فضل بفضله لن يقاسا
وكذاك الورى معادن شتى / فنضاراً بها ترى ونحاسا
بأهلي وبي فرد المحاسن أغيدا
بأهلي وبي فرد المحاسن أغيدا / بقلبي من خديه جذوة مقباس
بعينيه معنى السكر من نشوة الطلى / وفي فيه ذوق الخمر من مزة الكاس
هو البدر في أوصافه ومناله / سوى أنه دان إلى أعين الناس
نعم قبلت منه النواظر وجنة / قد احمر منها الورد في خضرة الآس
وماذا يضر البدر لو نظر الورى / إليه ولم تلمسه أنمل لماس
قد انعطفت منه على غير ريبة / معاطف غصن لين العطف مياس
فبتنا كما شاء العفاف بملعب / من اللهو فيه رق لي قلبه القاسي
وناولني في كفه عنبية / إذا احتسيت طابت بها نكهة الحاسي
أثار بها التصفيق منها فواقعا / كرضراض در أو مباسم عباس
جاءتك ترقص من تلقاء بلقيس
جاءتك ترقص من تلقاء بلقيس / هيفاء ترفل في مثل القنا الميس
ريم من الريم ما شدت ذوائبها / نيبٌ من النيب من بزل مقاعيس
جاءتك ترقص من بلقيس تحسبها / شمس النهار عداها ليل تغليس
فبالصليب وأعياد الصليب وبال / غر الكرام البهاليل النواميس
وبالرهابين يطوون الدجى سهراً / وبالضحى بين تعليم وتدريس
وبالهياكل والأعياد قاطبة / أن الهياكل كانت صنع إدريس
وبالأناجيل إذ تتلى مرتلة / وبالنواقيس أو ضرب النواقيس
بيضاء ما حل أهلوها على شرف / من اليفاع ولا شدوا على عيس
لم ترع في إبل يوماً ولا غنم / تنجو المراتع في بيداء أمليس
أو ميضٌ يشع أم مقباس
أو ميضٌ يشع أم مقباس / أم على دير راهب نبراس
أم تخيلت والخيال كليلٌ / وبعينيك إذ نظرت التباس
نار موسى تأججت فاقتبس لي / من سناها إن أمكن الاقتباس
وربوع الرباب هذي ولكن / قد تعفت وعمها الأندراس
رشأ كأن الخال في خده
رشأ كأن الخال في خده / نقطة حبر فوق قرطاس
وعقرب الصدغ على خده / يحمي من الجنة والناس
أقوت معاهد سلمى فهي أدراس
أقوت معاهد سلمى فهي أدراس / تعتادها من رياح البين أنفاس
أمست خلاء المغاني لا يطوف بها / إلا ممر خلال الدار جواس
لا يهتدي الطير فيها أين موكره / وإن بدا من ضياء الأفق نبراس
كانت بساكنها تحمي جوانبها / حتى الظبى وصدور الرمح حراس
فما لها أقلعت تلك السحائب عن / أرجائها وجفاها الجود والباس
ونارجيلة تهدي بكف رشا
ونارجيلة تهدي بكف رشا / حلو الدلال رشيق القد مياس
حتى إذا جاد لي فيها بثثت بها / وجدي عياناً تراه أعين الناس
حيث الدخان إذا ما جاس في كبدي / موهت في نفخه تصعيد أنفاسي
جاءت تزر فويق الماء منزرها / وفوق مفروقها لألاء مقباس
أعديتها داء برحائي معاكسة / فالدمع في قلبها والنار في الراس
لست أنسى عهدك الماضي وإن
لست أنسى عهدك الماضي وإن / مر بالعين خيالاً لست أنسى
طفت سبعاً حول مغناك كما / قمت أقضي صلوات الشوق خمسا
أنت كالشمس دنت أنوارها / لعيون وعدتها الكف لمسا
إن شربت الكاس لا يمزجها / لك ريق لا سقاني اللَه كأسا
روض الصخر رواء مدمعي / وزفيري عاد فيه الروض يبسا
إن داء الوجد لو أبرأته / عاد ذاك الداء بالمشتاق نكسا
أصات الركب تغليسا
أصات الركب تغليسا / وزجوا للسرى العيسا
فهل يسطيع سائقهم / يرد العيس تنكيسا
ويلويهن مبتدلاً / عن الإدلاج تعريسا
فيا لله من صنمٍ / لم أصبحت قسيسا
رميت القلب في كرب / فهل تسطيع تنفيسا
السيف والخنجر أزهارنا
السيف والخنجر أزهارنا / أف على الريحان وآلاس
شرابنا من دم أعدائنا / وكأسنا جمجمة الراس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025