المجموع : 5
رمتني النائبات بقر كليسا
رمتني النائبات بقر كليسا / فلم أرقط لي فيها أنيسا
بلاد عريت من كل خير / وجل بنائها اضحى دريسا
غزاها عسكر البلغار يوماً / فأحرقها وصيرها وطيسا
فلم تبرح أماكنها خراباً / تكدر عند رؤيتها النفوسا
ومعظم أهلها روم ولكن / من الأذناب ما عرفوا الرؤوسا
عجبت لهم خلوا من كل ودّ / وقد عرف الوداد بال عيس
وبينهم طوائف من يهود / مهدلة اللحي تحكي التيوسا
لهم في سلب مال الناس سحر / فأين عصا نبي اللَه موسى
وأما المسلمون فهم قليل / يضاهي العشران تحصي النفوسا
فكم فيهم جهولاً لا يبالي / إذا علنا تعاطي الخندريسا
كأن الدين بينهم غريب / لقد حرم المرافق والجليسا
ومنهم من إلى العربي يرنو / بطرف لم يكن إلا عبوسا
كأن بمقلتيه ضرام نار / إلا فلتخسأوا لسنا مجوسا
فلم أر بينهم أهلاً لود / سوى المفتي أفديه رئيسا
همام حاز أخلاقاً حسانا / ولطفاً فيه جرح القلب يوسى
جزاه اللَه عنا كل خير / ولا لاقى مدى الأيام بوسا
غدونا في ديار نائيات / عن العمران تحسبها رموسا
إذا جن الظلام بها علينا / وهيج من ضمائرنا الرسيسا
خلعنا سابغات الصبر عنا / وصيرنا الدموع لنا لبوسا
وبتنا تندب الأوطان وجداً / ونذكر عيشة كانت عروسا
وأياماً مع الأحباب ولّت / لقد كانت لياليها شموسا
فيا رباه كم يلقى فؤادي / وقد أصبحت من صبري يؤوسا
سقاني الدهر كأس الهون حتى / أذاقني الأداهم والحبوسا
خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا
خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا / واجعل سواد عيون العين انقاسا
ومن أشعة نور الشمس خذ قلما / واقبس لنفسك من حسان انفاسا
وانظم نجوم السما واشمخ بشعرك عن / جواهر الأرض ان درا وان ماسا
عساك تبلغ ما يرضى العلى بثنا / أكارم بثناهم نرفع الراسا
اقطاب مجد أقاموا للعلى فلكا / تسبيك انجمه سرجا وحراسا
وأولت الأدب العالي فضائلهم / روحا اعادته نضر الغصن مياسا
تواضعوا لك بالتكريم عن كثب / شأن الكريم بمرجو الندى واسى
ومن نأى جاد عن بعد بعاطفة / تنسي المعنى من الأيام ما قاسى
واشكر حكومة لبنان فقد جمعت / اسدا حوت شرف الأخلاق أخياسا
رئيسها الندب قد أولاك عارفة / اضحت حيال سناها الشهب اخناسا
والبس الوطن الغالي بغيرته / عزاً على الفلك الدوار دواسا
وأنت ان لم تكن أهلاً لفضلهم / فالغيث يسقي الربى خضرا وايباسا
ومن لنصرِكِ يا أم اللغات سوى / أبنائك الغر اجواداً واحماسا
واللَه أغناك باللفظ الرشيق وبال / معنى الرقيق فكنت الراح والكاسا
وقد أمدك من نور الجلالة ما / تود منه لغات الكون اقباسا
والشعر لولاك لم تعشق لطافته / ولا غدا في خلال النفس جواسا
هو القريض على عرش الجمال سما / وفضله جاوز الجوزاء واجتاسا
شادت به العرب الاجواد بيت على / سامي الذرى ورسا في المجد آساسا
قد كان مفخرة الأجيال عندهم / وبهجة النفس اصباحاً واغلاسا
سحر البيان تجلى فيه فانقلبت / بسره وحشة الأقوام ايناسا
وكم معلقة منه لها سجدوا / عرفان فضل به عطف النهى ماسا
وكم روائع اجرى العرب سلسلها / ينبتن في الجلمد الريحان والآسا
أهل الفصاحة زان اللَه السنهم / سادوا بها الخلق أجناسا فأجناسا
لهفي على زمن عمت سيادتهم / به وكانوا لأهل الأرض سواسا
ليت الليالي التي مذ ثار ثائرها / أردت كليباً وغالبت بعد جساسا
قد أخلفت كالموالي من بني مضر / وآل قحطان اقيالا واكياسا
ممن أفادوا بني الدنيا هدى وندى / ومن أقاموا بها للعدل قسطاسا
توارثوا المجد عن أسلافهم وسروا / مسراهم فزكوا زهرا واغراسا
وصاحبوا العلم نضرا والتقى ارجا / والحلم والزهر والاخلاق أقداسا
أولئك القوم لولا ذكرهم أبدا / يبني قصور الرجا اصبحن أدراسا
يا ابن العروبة جدد مجدها واقم / له العماد بعزم يطرد الياسا
اسلك اليه سبيل العلم مجتهداً / طول الحياة تنل جاها وارغاسا
وخل نهج الكسالى ان تكن فطنا / فالنصل تكسبه الاصداء ادناسا
اهل البطالة أوهى اللَه أنفسهم / ولم يدع في ديار العز أحلاسا
والجهل ان ساد في الأقوام بدلهم / من السعود وقاك اللَه اتعاسا
ناج الحقيقة واهجر كل مختبل / يدق للوهم أبواقاً وأجراسا
وان ضربت بسهم في سبيل على / فكن معداً لها بالحزم أقواسا
كم ذلل الحزم صعباً كان امنع من / صيد اقر عليه الليث أضراسا
أخو الحصافة يلقى الهول مبتسماً / كأنما شد للافراح أفراسا
وعادم الرأي لا ينفك مبتئساً / حيران يضرب للأسداس أخماسا
واذكر ماثر أسلاف حضارتهم / كانت لدى ظلمة التاريخ نبراسا
في كل علم وفن طال باعهم / حتى جلوا عن طريق النجح أغلاسا
واصبحوا قدوة للخلق نافعة / والناس خيرهم من ينفع الناسا
فاعمل لاحياء ما شاد الجدود ولا / تقم على الجهل ان ما كنت حسّاسا
عسى مع العالم الراقي يكون لنا / حظ يعيد حواشي العيش أملاسا
ولا تعش يائساً في الدهر من أمل / قد يبسم الدهر مهما كان عبّاسا
وليس ينساك من نجاك من زمن / قسا وشد على الاعناق أمراسا
وما رميت ولكن الإله رمى / وليس يخطئ سهم اللَه برجاسا
ما تصلح الدنيا ولا ناسها
ما تصلح الدنيا ولا ناسها / ما لم يل الأقوام أجناسها
ولا ترقى أمة لم يكن / محرراً بالعدل قسطاسها
فالظلم باب الظلمات التي / يقضي على العالم أغلاسها
وشر ما الأنفس تعيا به / ان يحكم الأمة اشراسها
يا رحمة اللَه على أمة / أوشك ان يودي بها ياسها
تجاوز الترك على حقها / والترك قوم ضاع احساسها
هيهات ان تبقى وقد زلزلت / بمعول الأحزاب آساسها
وانقلب القوم على بعضهم / والغِل في الأحشاء يجتاسها
بمثل ذا باد بنو وائل / كليبها طاح وجساسها
ما غضب اللَه على أمة / إلا وأضحى بينها باسها
هبوا بني العرب إلى م الكرى / وقد دها الآمال دهاسها
طلبتم الاصلاح من عصبة / توتر بالافساد أقواسها
هم عصبة اللادين ويل أمها / حيّات واد لم يدس راسها
باسم اتحاد وترق لقد / غرتكم والخدع اغراسها
هيهات منها مبتغاكم ولو / شدت على الاعناق امراسها
فكم تقيمون على ذلة / وروضة الصبر ذو آسها
الستم نسل القروم الأولى / تنتعل الهامات أفراسها
الملبسي الأعداء يوم الوغى / رعباً به تصطك اضراسها
والتاركي الأملاك من خوفها / تضرب للاسداس أخماسها
فجردوا العزم الذي طالما / شق صدورا طال وسواسها
وجددوا مجد بني يعرب / فالعار ان يطفا مقباسها
وأرجعوا الترك إلى أصلها / يرن في الحمام جنطاسها
ان المماليك إذا ملكت / طف بأنواع الجفا طاسها
كنا نرى طاعتها عصر ما / كانت تلى الأحكام أقداسها
فقاست اليوم على ما مضى / عمري لقد أخطأ مقياسها
رحماك ربي ما الذي ضرها / لو ساير الانصاف سواسها
تحسب ان العرب اعداؤها / وهم مدى الأيام حراسها
عون على السلم وان حاربت / فهم مواضيها واتراسها
تزعم حب الدين لكن كما / يروج السلعة دلاسها
لو تألف القرآن ما حاربت / لسانه حتى التوى فاسها
ضيعت الحزم وهل دولة / يورى بغير الحزم نبراسها
من يمنع الأعداء عنا متى / جاس خلال الدار جواسها
هذي طرابلس وأبطالها / وبرقة الغرا وأشواسها
نالت بها الطليان آمالها / وطن في الواحات أجراسها
عار على العرب الكُماة الألى / تابى قبول الضيم احماسها
ان تغتدي يحكمها امرد / مهفهف القامة مياسها
أو طمطمي شاب مستغرباً / في خندريس دينه كاسها
اسافل لا أصل يدرى لها / وعرض أهل الأصل برجاسها
ماء الحيا قد جف منها فما / ترجى لغير النار أكداسها
ما همها في دار احكامها / آلا بأن تملأ أكياسها
من عظم ما جارت بأنحائنا / انحى على الأمة أفلاسها
ان رجال العدل ان اوطنوا / مناز لا تخضر أيباسها
وهؤلاء استنزفوا مالنا / وضاعت الدور واحلاسها
أفاطم لم تدرين ما فعل الحبس
أفاطم لم تدرين ما فعل الحبس / بجسمي وقد غالى به الضعف والنكس
لأبصرت شيخاً أوهن الدهر عظمه / وقد أزهر الفودان واشتعل الرأس
إذا جنه الليل استفاق إلى البكا / فأدمعه راح وراحته كأس
وبات يناجي الليل في شرح حاله / وهل في نجوم الليل للجرح من يأسو
على سجنه الحراس يخشى سفاههم / فوا أسفا ان يحصر الأسد النمس
إذا رام شكوى أعوزته يراعه / وقد منعت عنه المهارق والطِرس
وطوراً يزيد الضغط حتى لو أنني / توخيت لمس الباب ما رخص اللمس
وليس يطاق الحبس لو كان جنة / سماواتها نور وساحاتها قُدس
لقيت تصاريف القضا بشكيمة / إذا لم أهن لانت وان اضطهد تقسو
وعودت حمل النائبات فلم يكد / يكل لدى البأساء عزمي والبأس
ولم لا وقومي بالنجابة في الورى / لقد عرفوا والفخر من كأسهم يحسو
أقاموا عماد العلم والفضل وانتهى / إليهم عفاف النفس والخلق السلس
وشاد أبو حفص لهم بيت سؤدد / له الدين سقف والصلاح له أس
وكان لهم منه مدى الدهر غيرة / يقصر عن أدراك سلطانها الحدس
وكل عدو مسهم باذية / يعود عليهم بالردى ذلك المس
فقل للألى جاروا علينا تمهلوا / قليلاً سيدري المعتري لمن التعس
أتيتم من الأسواء ما لو تسطرت / تلهبت الأقلام واشتعل الطرس
رقصتم كما شءتم وكم من رواقصي / دهتها الليالي قبل أن ينتهي العرس
هو الدهر لا يبقى على حالة فما / ترى أخضرا الا وينتابه اليبس
ومن عادة الدنيا تدور بأهلها / فدور الرخا لا بد يعقبه البؤس
ولا بد للأفلاك من دورة بها / تغل يد العادي وينكسر الفأس
وكل امرئ يجزى بأفعاله فما / جنى غارس إلا الذي يُثمر الغرس
سريت بها والليل داجي الحنادس
سريت بها والليل داجي الحنادس / وللوجد في الأحشاء شعلة قابس
سبوح بقاموس الظلام كأنما / قوائمها هوج الرياح الدواهس
سلكت بها وعر الفدافد فانبرت / تكر على الغبراء كرة داحس
سلى جسمها طول الكلال فأصبحت / وأعضاؤها مثل الطلول الدوارس
سلوتي عنها ما الذي قد أهاجها / ونبه منها كامنات الهواجس
سرى بعض ما بي يا أميم لها فلا / وجدك لم تصبر لتلك النواخس
سعير غرام في سحاب مدامع / وسهد طويل في ليال دوامس
سئمت من البين المشت وإن لي / لصبر بسيما في الخطوب العوابس
سلوا عن دمي سهم العيون فما جنى / علي سوى سهم العيون النواعس
سكارى أراد الحسن إنفاذ حكمها / فساعدها سمر القدود الموائس
سلبت بها يا سعد مصطبري فما / أشد عنائي في الظباء الأوانس
سبين فؤادي بالدلال فمن رأى / ظباء لها الآساد بعض الفرائس
سواحر ألحاظ مراض وإنها / على ضعفها تردى ليوث الفوارس
سفرن بدو راقي ليال سوالف / أرتنا ملوك الحسن سود الملابس
سلام على تلك الجآزر كم كوت / قلوبا وشلت دونها كف لامس
سألن وقد أقلعت عنهن عندما / أبحن رضابا دونه ألف حارس
سلوت لحاك الله أم ملت للسوى / فقلت مقال المستعز المنافس
سلوت الهوى لما تعلق خاطري / بمدح الرفاعي ملتجى كل بائس
سليل أجل المرسلين وخير من / بأخلاقه افترت ثغور النفائس
سما بين أهل الله فضلا وسوددا / ودانت لعلياه قروم الأشاوس
سرى سره في كل فج وأشرقت / شموس هداه في جميع الأمالس
سواطع في أوج القلوب فكم جلت / مشارقها منها ظلام الوساوس
سعى من طريق الذل لله فانتهى / لعز تلاشى عنده ملك فارس
سطا بأسه في الكائنات وطأطأت / لهيبته غير الأسود القناعس
شددت طريق الخطب عني بحبه / وذللت أخطار الزمان المعاكس
سعيت إلى أعتابه بمدائح / زهت بحلى أوصافه كالعرائس
سوائر في أوج الثناء كأنها / نجوم ولكن نزهت عن مجانس
سبت بشذاها كل عطر وأوشكت / تنشقها الآذان قبل المعاطس
سعدت بها يا سعد إن هي أحرزت / رضاه وطابت بالقبول مغارس