القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَبد الحَمِيد الرّافِعي الكل
المجموع : 5
رمتني النائبات بقر كليسا
رمتني النائبات بقر كليسا / فلم أرقط لي فيها أنيسا
بلاد عريت من كل خير / وجل بنائها اضحى دريسا
غزاها عسكر البلغار يوماً / فأحرقها وصيرها وطيسا
فلم تبرح أماكنها خراباً / تكدر عند رؤيتها النفوسا
ومعظم أهلها روم ولكن / من الأذناب ما عرفوا الرؤوسا
عجبت لهم خلوا من كل ودّ / وقد عرف الوداد بال عيس
وبينهم طوائف من يهود / مهدلة اللحي تحكي التيوسا
لهم في سلب مال الناس سحر / فأين عصا نبي اللَه موسى
وأما المسلمون فهم قليل / يضاهي العشران تحصي النفوسا
فكم فيهم جهولاً لا يبالي / إذا علنا تعاطي الخندريسا
كأن الدين بينهم غريب / لقد حرم المرافق والجليسا
ومنهم من إلى العربي يرنو / بطرف لم يكن إلا عبوسا
كأن بمقلتيه ضرام نار / إلا فلتخسأوا لسنا مجوسا
فلم أر بينهم أهلاً لود / سوى المفتي أفديه رئيسا
همام حاز أخلاقاً حسانا / ولطفاً فيه جرح القلب يوسى
جزاه اللَه عنا كل خير / ولا لاقى مدى الأيام بوسا
غدونا في ديار نائيات / عن العمران تحسبها رموسا
إذا جن الظلام بها علينا / وهيج من ضمائرنا الرسيسا
خلعنا سابغات الصبر عنا / وصيرنا الدموع لنا لبوسا
وبتنا تندب الأوطان وجداً / ونذكر عيشة كانت عروسا
وأياماً مع الأحباب ولّت / لقد كانت لياليها شموسا
فيا رباه كم يلقى فؤادي / وقد أصبحت من صبري يؤوسا
سقاني الدهر كأس الهون حتى / أذاقني الأداهم والحبوسا
خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا
خذ جبهة البدر عند التم قرطاسا / واجعل سواد عيون العين انقاسا
ومن أشعة نور الشمس خذ قلما / واقبس لنفسك من حسان انفاسا
وانظم نجوم السما واشمخ بشعرك عن / جواهر الأرض ان درا وان ماسا
عساك تبلغ ما يرضى العلى بثنا / أكارم بثناهم نرفع الراسا
اقطاب مجد أقاموا للعلى فلكا / تسبيك انجمه سرجا وحراسا
وأولت الأدب العالي فضائلهم / روحا اعادته نضر الغصن مياسا
تواضعوا لك بالتكريم عن كثب / شأن الكريم بمرجو الندى واسى
ومن نأى جاد عن بعد بعاطفة / تنسي المعنى من الأيام ما قاسى
واشكر حكومة لبنان فقد جمعت / اسدا حوت شرف الأخلاق أخياسا
رئيسها الندب قد أولاك عارفة / اضحت حيال سناها الشهب اخناسا
والبس الوطن الغالي بغيرته / عزاً على الفلك الدوار دواسا
وأنت ان لم تكن أهلاً لفضلهم / فالغيث يسقي الربى خضرا وايباسا
ومن لنصرِكِ يا أم اللغات سوى / أبنائك الغر اجواداً واحماسا
واللَه أغناك باللفظ الرشيق وبال / معنى الرقيق فكنت الراح والكاسا
وقد أمدك من نور الجلالة ما / تود منه لغات الكون اقباسا
والشعر لولاك لم تعشق لطافته / ولا غدا في خلال النفس جواسا
هو القريض على عرش الجمال سما / وفضله جاوز الجوزاء واجتاسا
شادت به العرب الاجواد بيت على / سامي الذرى ورسا في المجد آساسا
قد كان مفخرة الأجيال عندهم / وبهجة النفس اصباحاً واغلاسا
سحر البيان تجلى فيه فانقلبت / بسره وحشة الأقوام ايناسا
وكم معلقة منه لها سجدوا / عرفان فضل به عطف النهى ماسا
وكم روائع اجرى العرب سلسلها / ينبتن في الجلمد الريحان والآسا
أهل الفصاحة زان اللَه السنهم / سادوا بها الخلق أجناسا فأجناسا
لهفي على زمن عمت سيادتهم / به وكانوا لأهل الأرض سواسا
ليت الليالي التي مذ ثار ثائرها / أردت كليباً وغالبت بعد جساسا
قد أخلفت كالموالي من بني مضر / وآل قحطان اقيالا واكياسا
ممن أفادوا بني الدنيا هدى وندى / ومن أقاموا بها للعدل قسطاسا
توارثوا المجد عن أسلافهم وسروا / مسراهم فزكوا زهرا واغراسا
وصاحبوا العلم نضرا والتقى ارجا / والحلم والزهر والاخلاق أقداسا
أولئك القوم لولا ذكرهم أبدا / يبني قصور الرجا اصبحن أدراسا
يا ابن العروبة جدد مجدها واقم / له العماد بعزم يطرد الياسا
اسلك اليه سبيل العلم مجتهداً / طول الحياة تنل جاها وارغاسا
وخل نهج الكسالى ان تكن فطنا / فالنصل تكسبه الاصداء ادناسا
اهل البطالة أوهى اللَه أنفسهم / ولم يدع في ديار العز أحلاسا
والجهل ان ساد في الأقوام بدلهم / من السعود وقاك اللَه اتعاسا
ناج الحقيقة واهجر كل مختبل / يدق للوهم أبواقاً وأجراسا
وان ضربت بسهم في سبيل على / فكن معداً لها بالحزم أقواسا
كم ذلل الحزم صعباً كان امنع من / صيد اقر عليه الليث أضراسا
أخو الحصافة يلقى الهول مبتسماً / كأنما شد للافراح أفراسا
وعادم الرأي لا ينفك مبتئساً / حيران يضرب للأسداس أخماسا
واذكر ماثر أسلاف حضارتهم / كانت لدى ظلمة التاريخ نبراسا
في كل علم وفن طال باعهم / حتى جلوا عن طريق النجح أغلاسا
واصبحوا قدوة للخلق نافعة / والناس خيرهم من ينفع الناسا
فاعمل لاحياء ما شاد الجدود ولا / تقم على الجهل ان ما كنت حسّاسا
عسى مع العالم الراقي يكون لنا / حظ يعيد حواشي العيش أملاسا
ولا تعش يائساً في الدهر من أمل / قد يبسم الدهر مهما كان عبّاسا
وليس ينساك من نجاك من زمن / قسا وشد على الاعناق أمراسا
وما رميت ولكن الإله رمى / وليس يخطئ سهم اللَه برجاسا
ما تصلح الدنيا ولا ناسها
ما تصلح الدنيا ولا ناسها / ما لم يل الأقوام أجناسها
ولا ترقى أمة لم يكن / محرراً بالعدل قسطاسها
فالظلم باب الظلمات التي / يقضي على العالم أغلاسها
وشر ما الأنفس تعيا به / ان يحكم الأمة اشراسها
يا رحمة اللَه على أمة / أوشك ان يودي بها ياسها
تجاوز الترك على حقها / والترك قوم ضاع احساسها
هيهات ان تبقى وقد زلزلت / بمعول الأحزاب آساسها
وانقلب القوم على بعضهم / والغِل في الأحشاء يجتاسها
بمثل ذا باد بنو وائل / كليبها طاح وجساسها
ما غضب اللَه على أمة / إلا وأضحى بينها باسها
هبوا بني العرب إلى م الكرى / وقد دها الآمال دهاسها
طلبتم الاصلاح من عصبة / توتر بالافساد أقواسها
هم عصبة اللادين ويل أمها / حيّات واد لم يدس راسها
باسم اتحاد وترق لقد / غرتكم والخدع اغراسها
هيهات منها مبتغاكم ولو / شدت على الاعناق امراسها
فكم تقيمون على ذلة / وروضة الصبر ذو آسها
الستم نسل القروم الأولى / تنتعل الهامات أفراسها
الملبسي الأعداء يوم الوغى / رعباً به تصطك اضراسها
والتاركي الأملاك من خوفها / تضرب للاسداس أخماسها
فجردوا العزم الذي طالما / شق صدورا طال وسواسها
وجددوا مجد بني يعرب / فالعار ان يطفا مقباسها
وأرجعوا الترك إلى أصلها / يرن في الحمام جنطاسها
ان المماليك إذا ملكت / طف بأنواع الجفا طاسها
كنا نرى طاعتها عصر ما / كانت تلى الأحكام أقداسها
فقاست اليوم على ما مضى / عمري لقد أخطأ مقياسها
رحماك ربي ما الذي ضرها / لو ساير الانصاف سواسها
تحسب ان العرب اعداؤها / وهم مدى الأيام حراسها
عون على السلم وان حاربت / فهم مواضيها واتراسها
تزعم حب الدين لكن كما / يروج السلعة دلاسها
لو تألف القرآن ما حاربت / لسانه حتى التوى فاسها
ضيعت الحزم وهل دولة / يورى بغير الحزم نبراسها
من يمنع الأعداء عنا متى / جاس خلال الدار جواسها
هذي طرابلس وأبطالها / وبرقة الغرا وأشواسها
نالت بها الطليان آمالها / وطن في الواحات أجراسها
عار على العرب الكُماة الألى / تابى قبول الضيم احماسها
ان تغتدي يحكمها امرد / مهفهف القامة مياسها
أو طمطمي شاب مستغرباً / في خندريس دينه كاسها
اسافل لا أصل يدرى لها / وعرض أهل الأصل برجاسها
ماء الحيا قد جف منها فما / ترجى لغير النار أكداسها
ما همها في دار احكامها / آلا بأن تملأ أكياسها
من عظم ما جارت بأنحائنا / انحى على الأمة أفلاسها
ان رجال العدل ان اوطنوا / مناز لا تخضر أيباسها
وهؤلاء استنزفوا مالنا / وضاعت الدور واحلاسها
أفاطم لم تدرين ما فعل الحبس
أفاطم لم تدرين ما فعل الحبس / بجسمي وقد غالى به الضعف والنكس
لأبصرت شيخاً أوهن الدهر عظمه / وقد أزهر الفودان واشتعل الرأس
إذا جنه الليل استفاق إلى البكا / فأدمعه راح وراحته كأس
وبات يناجي الليل في شرح حاله / وهل في نجوم الليل للجرح من يأسو
على سجنه الحراس يخشى سفاههم / فوا أسفا ان يحصر الأسد النمس
إذا رام شكوى أعوزته يراعه / وقد منعت عنه المهارق والطِرس
وطوراً يزيد الضغط حتى لو أنني / توخيت لمس الباب ما رخص اللمس
وليس يطاق الحبس لو كان جنة / سماواتها نور وساحاتها قُدس
لقيت تصاريف القضا بشكيمة / إذا لم أهن لانت وان اضطهد تقسو
وعودت حمل النائبات فلم يكد / يكل لدى البأساء عزمي والبأس
ولم لا وقومي بالنجابة في الورى / لقد عرفوا والفخر من كأسهم يحسو
أقاموا عماد العلم والفضل وانتهى / إليهم عفاف النفس والخلق السلس
وشاد أبو حفص لهم بيت سؤدد / له الدين سقف والصلاح له أس
وكان لهم منه مدى الدهر غيرة / يقصر عن أدراك سلطانها الحدس
وكل عدو مسهم باذية / يعود عليهم بالردى ذلك المس
فقل للألى جاروا علينا تمهلوا / قليلاً سيدري المعتري لمن التعس
أتيتم من الأسواء ما لو تسطرت / تلهبت الأقلام واشتعل الطرس
رقصتم كما شءتم وكم من رواقصي / دهتها الليالي قبل أن ينتهي العرس
هو الدهر لا يبقى على حالة فما / ترى أخضرا الا وينتابه اليبس
ومن عادة الدنيا تدور بأهلها / فدور الرخا لا بد يعقبه البؤس
ولا بد للأفلاك من دورة بها / تغل يد العادي وينكسر الفأس
وكل امرئ يجزى بأفعاله فما / جنى غارس إلا الذي يُثمر الغرس
سريت بها والليل داجي الحنادس
سريت بها والليل داجي الحنادس / وللوجد في الأحشاء شعلة قابس
سبوح بقاموس الظلام كأنما / قوائمها هوج الرياح الدواهس
سلكت بها وعر الفدافد فانبرت / تكر على الغبراء كرة داحس
سلى جسمها طول الكلال فأصبحت / وأعضاؤها مثل الطلول الدوارس
سلوتي عنها ما الذي قد أهاجها / ونبه منها كامنات الهواجس
سرى بعض ما بي يا أميم لها فلا / وجدك لم تصبر لتلك النواخس
سعير غرام في سحاب مدامع / وسهد طويل في ليال دوامس
سئمت من البين المشت وإن لي / لصبر بسيما في الخطوب العوابس
سلوا عن دمي سهم العيون فما جنى / علي سوى سهم العيون النواعس
سكارى أراد الحسن إنفاذ حكمها / فساعدها سمر القدود الموائس
سلبت بها يا سعد مصطبري فما / أشد عنائي في الظباء الأوانس
سبين فؤادي بالدلال فمن رأى / ظباء لها الآساد بعض الفرائس
سواحر ألحاظ مراض وإنها / على ضعفها تردى ليوث الفوارس
سفرن بدو راقي ليال سوالف / أرتنا ملوك الحسن سود الملابس
سلام على تلك الجآزر كم كوت / قلوبا وشلت دونها كف لامس
سألن وقد أقلعت عنهن عندما / أبحن رضابا دونه ألف حارس
سلوت لحاك الله أم ملت للسوى / فقلت مقال المستعز المنافس
سلوت الهوى لما تعلق خاطري / بمدح الرفاعي ملتجى كل بائس
سليل أجل المرسلين وخير من / بأخلاقه افترت ثغور النفائس
سما بين أهل الله فضلا وسوددا / ودانت لعلياه قروم الأشاوس
سرى سره في كل فج وأشرقت / شموس هداه في جميع الأمالس
سواطع في أوج القلوب فكم جلت / مشارقها منها ظلام الوساوس
سعى من طريق الذل لله فانتهى / لعز تلاشى عنده ملك فارس
سطا بأسه في الكائنات وطأطأت / لهيبته غير الأسود القناعس
شددت طريق الخطب عني بحبه / وذللت أخطار الزمان المعاكس
سعيت إلى أعتابه بمدائح / زهت بحلى أوصافه كالعرائس
سوائر في أوج الثناء كأنها / نجوم ولكن نزهت عن مجانس
سبت بشذاها كل عطر وأوشكت / تنشقها الآذان قبل المعاطس
سعدت بها يا سعد إن هي أحرزت / رضاه وطابت بالقبول مغارس

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025