المجموع : 5
إن ذلي في حب علوة عزُّ
إن ذلي في حب علوة عزُّ / فالطفوا في المنام أو فاستفزوا
يا نفوساً بالجهل منتكسات / يعتريها إن شمَّت الحق وخز
اخسئي لا تجاوزي قدْرَ وهمٍ / هو طرزٌ والفهم في الله طرز
نظرت بالعيون منا سعاد / فسواها نفوسنا تشمئز
وحَّدُوها في غيبها وعجيب / أشركوا حين أقبلت تهتز
إن جسمي هو الجدار عليها / وهو منها وتحته هي كنز
ظهرت بالقدود منعطفات / وعيون فيهن للسحر رمز
وغرامي على هواها غرامي / ما اعتراني عيٌّ ولا حل عجز
لا تقل أنك المروع منها / هي أمن للخائفين وحرز
ولها من ذواتنا إيماء / ولها بالعقول منا غمز
ألف الحق في الغيوب استقامت / وهي في الكون بالتحرك همز
من أين للسعد ما ندري وللرازي
من أين للسعد ما ندري وللرازي / فيما نحاول من كشف وإبراز
هما يقولان عن إدراك عقلهما / في الله تقييس بنيان بهنداز
من عصبةٍ واجهوا بحر الشريعة مع / دعوى النفوس فنالوا مِلْءَ أكواز
وينقل البعض عن بعض ويكنز ما / يروي فهم بين نقَّال وكناز
حتى إذا فهموا أقوال من سلفوا / وحرروها بتطويل وإيجاز
قالوا الجهابذة النقاد نحن فمن / لنا يساوي وأين البوم والبازي
كبائع الخبز لا يدري العجين ولا / طحن الدقيق ولا نيران خباز
سوى التناول مع تصفيف أرغفة / والبيع للغير في شام وأهواز
وفاض نحن عليها البحر فامتلأت / به بواطننا من غير إعواز
والحق واجهنا في كل ما علمت / حواسنا ثم لم نحتج لإجهاز
وزال لبس العمى عنا بطلعته / بنا وهم أسر إلباس وإلغاز
ونحن قلنا عن الفتح المبين وعن / نطق الوجود مقالاً ليس بالخازي
لنا الحقيقة سر الغيب نكشفه / عن المعاني التي في طيِّ إعجاز
بالفقر قمنا على أبواب عزة من / عنه صدرنا بتقدير وإفراز
كالبرق نلمع عن توجيه قدرته / مصورين به فيه بإحراز
والسعد يدرك والرازي ونحوهما / جمود ما هم به كالهازل الهازي
والحق حاجبهم عنه بأنفسهم / مقيدين بألقاب وأنباز
وأمرهم عنه ممتاز بما زعموا / وأمرنا نحن عنه غير ممتاز
معلقين به في كل حالتنا / نلجا إليه بإكرام وإعزاز
وهم يظنون ما هم فيه محض هدى / وغيره قول هماز ولماز
وعلمهم قطرة من علمنا مزجوا / بها مقالات طاغي الدين غماز
من رأي فلسفة حمقى مزخرفة / بادت بسيف من الإسلام هزهاز
علم الكلام الذي باعوا به وشروا / من الكلام كثيراً بيع بزاز
وقد نهى السلف الماضون عنه وهم / لم ينتهو حيث لا يغزوهمو غازي
لو لم تكن فيه سمعياته لغدت / منه مقالاته أقوال طناز
ولقبوه أصول الدين حيث لهم / فيه مباحث سمعيات مجتاز
والدين ما أصله إلا الكتاب وما / في سنة المصطفى وعداً بإنجاز
فخذ عن الله ما جاء الكتاب به / من العقائد مع إيمانك الشاز
وما به السنة الغراء قد وردت / على مرادهما إيقان فواز
تظفر بمعنى أصول الدين أجمعها / وتسترح من كلام فيه أزّاز
زينة الله في العوالم رمزُ
زينة الله في العوالم رمزُ / وهي من عين عين عينك غمزُ
سرها ظاهر بها وخفيٌّ / وهي مدح طوراً وذم ولمز
طالعات نجومها في وجوه / أسفرت أو تعبست تستفز
ما لقلبي سلوى لمن باللقا منّ
ما لقلبي سلوى لمن باللقا منّ /
وسقاني هواه صافية الدنّ /
أو يلقى الهوان قلبي وإن أنّ /
لا وحقِّ الجمال ما ذل من أن / ت مليك الجلال في الدهر عزُّهْ
غرس نعماك فاق فضلا ومنّا /
وهو بالنصر لم يزل مطمئنا /
لا يهاب الردى إذا الليل جنّا /
لا ولا يتقي العداة وأنّى / يختشيهم وسوح نصرك حرزُهْ
جذبتنا إليك نفحة رندِ /
وحمانا سيفٌ صقيلُ الفرندِ /
أَفَأُغْتَالُ والعناية جندي /
من يشاني ذويك لا ريب عندي / أن أسيافك الرقاق تحزُّهْ
نحن قوم لنا الجمال تبدّى /
هالك كل من علينا تعدّى /
حافر البئر فيه ذاك تردّى /
لا يغر العدوَّ بُرْدٌ تردّا / هُ وعِطفٌ بين الأنام يهزُّهْ
لا تقل من بغى عليك استداما /
سوف يأتي الضيا فيمحو الظلاما /
من يراه نجا رأى الأوهاما /
فهي كالزرع في المبادي إذا ما / جاء وقت الحصاد أُحكمَ جزُّهْ
إن بيت الهدى عظيم ثناءٍ /
كن به واثقاً بغير عناءٍ /
وإذا رمت تحتمي بالتجاءٍ /
فالزم الباب خاضعا في رجاءٍ / لأناسٍ لهم من السر رمزُهْ
تلك ساداتنا كرام المحلِّ /
آل بيت الصدّيق سر التملي /
ليتني لو دنيت منه ومن لي /
فهمو دائماً بيوت التجلي / وهمو معدن التحلي وكنزُهُ
زينة الله منه حرزٌ حريزُ
زينة الله منه حرزٌ حريزُ / للبرايا وهي الكتاب العزيز
زبرتها لهم صفات التجلي / وبها الكل ظاهر معزوز
زهد القوم في هواها ومالوا / للذي خلفها بها محروز
زاد منهم إليه فرط اشتياق / وبه كل ذي اشتياق يفوز
زجروا العيس نحوه وأناس / قد نسوا الله مالهم تمييز
زهرة العاجل التي فتنتهم / حبها في نفوسهم مركوز
زارني من أحب والكون ليل / فاستبان الضيا وفكت رموز
زينب المقتضى فنائي بقاها / كل شيء لديه منها كنوز
زمزم القرب قد رميت بدلوي / فيه حتى امتلا الإنا والكوز
زفرة بعد زفرة لفؤادي / كل حين ولاصطباري نشوز