المجموع : 4
أبو غازي قضى فاقيم غازي
أبو غازي قضى فاقيم غازي / فأنطَقنا التهاني والتعازي
وأطلقنا المدائح والمرائي / بإنشاد لهنّ وبارتجاز
وجئنا حاشدين بصدر يوم / حكى يومي عكاظ وذي المجاز
غداة قلوبنا امتلأت سروراً / وحزناً يجريان على التوازي
فهنّ بعاملَي فرح وحزن / خوافق في جوانحنا نواز
فكنّ من ابتهاج في هدوءٍ / وكنّ من اهتياج في اهتزاز
قضى بدر المكارم والمعالي / وحيدرة المعارك والمغازي
فياَ لله يوم نعاه ناعٍ / لمرزئة محت كل المرازي
رزئنا ابن الحسين فنحن منه / برزءٍ للحسين أولو اجتياز
فما ميز المحرم من جمادى / بفرق في البكاء ولا امتياز
له كفّ تفيض ندىً ونبلاً / لها بهما غنىً عن حَزو حازي
بني مجداً عراقياً جديداً / فأسسه على المجد الحجازي
وسار من السياسة في طريق / بحسن الرأي معلمة الطراز
فما ترك الجهود بلا نجاح / ولا فرصاً تمرّ بلا انتهاز
إذا اعتزم الأمور مضى وأمضى / وإن سلّ المهنّد قال ماز
أبا غازي فقدنا منك قرماً / يناجز دوننا يوم النجاز
حللت من العراق وأنت ركز / بحيث الأرض جيّدة الركاز
فحل اليمن منذ حللت فيه / وقبلاً كان عنه ذا انحياز
لقد وفقت بالقلم المعلّى / كما وقفت بالسيف الجراز
ومّهدت الأمور لنا ففزنا / من الآمال بالغرر العزاز
ودرت ذات أيدينا وكانت / كحلب النوق أيام الغراز
ولولا سعيك المشكور كنّا / كذي سفر يسير بلا جواز
إذا المكّاء أوتي منك حظاً / يطير إلى العلا بجناح باز
لأهل الرافدين عليك حزن / له بقلوبهم فضل ارتكاز
فأنت هديتهم سبل المعالي / كما جنّبتهم طرق المخازي
لئن لبسوا الحداد عليك حزناً / فقد ألبستهم ثوب اعتزاز
وما هم بالبكاء جزوَك شيئاً / ولكن الإله هو المجازي
لقد قوّيتنا من بعد عجز / به كنّا نحيد عن البراز
وكنّا كالبغات فقمت فينا / بما صرنا به مثل البوازي
فنحن اليوم إذ دهمت خطوب / نظرنا للخطوب بطرف هازي
نقوم إلى الهياج بلا توان / ونبتدر النزال بلا احتراز
فلسنا من صروف الدهر نخشى / عوادي ذات سلب وابتزاز
ونحن من الألى في كل عصر / عزاهم للمكارم كل عاز
نراعي الحق في سلم وحرب / ونترك في مغارمنا التجازي
ولو شكت الحقيقة لانتزعنا / شكايتها بتضحية المجاز
وقد علمت بنو آثور أنا / أولو عزم يعرقب كل ناز
فنحن بسيفك الماضي جززنا / نواصي جمعهم أيّ اجتزاز
أ فيصل ثم بقبرك مستريحاً / فإن الملك بعدك ملك غازي
أن من حاز في العلوم إجازه
أن من حاز في العلوم إجازه / لجدير برتبة ممتازه
وخليق بعيشة مُرتضاة / وافتخار بفضل ما قد حازه
إنما هذه الأجازة صك / بيد المرء ضامن اعزازه
وهي تَعوِيذة له من عيون / بالمَساوي هَمّازة غَمّازه
فهنيئاً لمن اجيز وشكراً / للذي في علومه قد أجازه
معهد العلم وهو حِرزٌ يفوق ال / أبلقَ الفرد مَنعةً وحرازه
تلجأ الناس في الحياة إليه / هَرَباً من جهالة وخّازه
حبّذا العلم يُكسِب المرء عزّاً / ويَقيه في عيشه أعوازه
في نفوس الذين لم يُرزَقوه / حسرات وفي القلوب حزازه
إنما العلم من معاجز عيسى / كم جهول أحياه وهو جنازه
صاحب العلم يَركب المْجد طِرفاً / جاعلاً غاية العلا مِهمازه
ويهُزّ الدنيا رجاء وخوفاً / بيدٍ من دِراية هزّازه
نحن سَفْرٌ وما الرواحل والزا / دُ سوى العلم والحياة مفازه
كل من لم يُعِدّه لاجتياز / لم تُيسّر يد النجاح اجتيازه
إن عقل الفتى ليصبح بالعل / م رزيناً بكفّ من قد رازه
والطباع العرجاء في كل شخص / تقتضي من ثقافة عُكازه
ألغز الدهر في الحقائق لكن / أفهم العلمُ أهلَه الغازه
وإذا الأمر قد غشته الغواشي / ضمن العلم للورى ابرازه
كان للعلم في القديم طريق / غير رحب يَشُقّ أن نجتازه
فجرى اليوم في طريق جديد / جُعل الشك واليقين طرازه
هو صيد ولم يَعُد يجعل المُص / طادُ منه غير التجاريب بازه
قد عرفنا حقيقة القول فيه / وتركنا للغافلين مجازه
وبحثنا عن جوهر الحق فيه / فبلغنا دفينه وركازه
بله أطناب شرحه بقياس / أن في تجرباته أيجازه
هو في الناس قدره متعالٍ / لم يَطُل صرح إيفلٍ أنشازه
وإذا المُلك لم يؤيده علم / فارتقِب سلبه ورَجّ ابتزازه
وإذا العلم فاه يوماً بوعد / ذهب اليأس آملاً أنجازه
وإذا أنشط الجبان لحرب / صال يرغو حماسة وحمازه
قلم المرء في بلوغ المعالي / فائق في وغي الحروب جُرازه
صاحب العلم في الأمور أمير / قد غدا كل حادث جلوازه
يبصر الخطب من هواديه حتى / ينتهي فيه مبصراً أعجازه
فلهذا نعم لهذا أهنّي / كل من حاز في العلوم أجازه
قل للحكومات في البلقان هل علقت
قل للحكومات في البلقان هل علقت / آمالهم من مواعيدٍ بإنجاز
إن الذي تُضمرون اليوم من طمع / أمسى لأشعب يعزو مثله العازي
لم تعرفوا مذ لمستم عِرق نَخوتنا / إذ لمستم بكفّ ذات قفاز
إنا لنعرف لُغزاً في سياستكم / وما السياسة إلاّ بيت ألغاز
ألم تَرْوا أننا مستوفِزون لكم / إذ نحن منكم على حِذْر وأوفاز
زار المليك بلاد الروم حيث غدا / يُلقي الدسائس منكم كل هَمّاز
فزال كل فساد كان منتشراً / من عندكم بين إغراء وإيعاز
حتى اطمأنّت قلوب الناس هادئة / وكل قلب لكم من غَيظه ناز
وأصبح المتَرَجّى من مطامعكم / يرنو إليكم بطرف ساخر هازي
ولا عَبت نسمات الحب ألويةً / من الرشاد أقيمت فوق أنشاز
يا أيها الملك السامي بحكمته / والمُبدل الناس من ذُلّ بإعزاز
قد عَيّ عن وصف ما أوتيتَ من حِكم / كلا كلامَيّ أطنابي وإيجازي
غزوت غزو سلام دون غايته / غَزو الحروب فأنت الفاتح الغازي
ملكت بالعفو والإحسان أفئدة / كانت إلى السيف فيها بعض أعواز
وأنت لو شئت إرهاباً لجئتهم / بصارم لنواصي القوم حزّار
لكنما جئتهم بالعفو تأخذهم / والعفو أفضل ما يجزي به الجازي
فاغمد سُيوفك إن العفو منصلت / واهنأ بشعب محبّ غير مُنحاز
بالترك بالروم بالألبان قاطبة / بالأرمنيين بالبلغار باللاز
أما بنو العرب فالإخلاص يرفعهم / إلى مقام على الأقوام ممتاز
إن هم عماد لعرش أنت ماسكه / فاضرب بغاث العدى منهم بأبواز
ورُض بهم كل صعب إنهم فئةٌ / تبغى الصدور ولا ترضى بأعجاز
وهم ركاز العلا لو زرت أرضهم / يوماً لأركزت فيها أيَّ أركاز
إن يعجز الأمر عن مشىٍ فهم سندٌ / لو كنت مُسنده منهم بُعكّاز
وإن خشِيت على البلدان جِنّتها / فنُط بها من نُهاهم بعض أحراز
وسيف ملكك إن رثّت حمائله / أغنَوْك في رَأبها عن كل خرّاز
زُر أيها الملك المحبوب موطنهم / ولو زيارة عجلان ومُجتاز
وانظر إليه بعين منك شافية / ما نابه اليوم من جهل وإعواز
اشئم وأعرق ورح من بعد محتجزاً / وايمننّ بعزم غير هزهاز
ماذا على ملك الدستور من وطن / لو جال منه بأطرافٍ وأجواز
أهلاً بأضياف العرا
أهلاً بأضياف العرا / ق أتوه من مصر العزيزه
سروات مصر في العلا / ء لهم على السروات ميزه
من مثل طلعتهم نشاطاً / في فعائله الحريزه
هو في النشاط كمرجل / يغلي فيسمعنا أزيزه
قد يعجز الصرّيع عنه / إذا يحاول أن يروزه
ذو همّة فعّالة / ترك الجبال بها هزيزه
لو سار في شدق الهزَبر / بها لأمكن أن يجوزه
كم في معادن سعيه / لبني المواطن من ركيزه
أعماله للملقين / بمصر قد فتحت كنوزه
لو سار في يبس لأبدي / من مواطئه نزيزه
لم يثنه عن كل ما / قد رام إلاّ أن يحوزه
ومهذّب لم تلق في / أوصاف سيرته غميزه
زار العراق تفضّلاً / والفضل من كرم الغريزه
فعسى زيارته تكون / طويلة ليست وجيزه