القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 4
أبو غازي قضى فاقيم غازي
أبو غازي قضى فاقيم غازي / فأنطَقنا التهاني والتعازي
وأطلقنا المدائح والمرائي / بإنشاد لهنّ وبارتجاز
وجئنا حاشدين بصدر يوم / حكى يومي عكاظ وذي المجاز
غداة قلوبنا امتلأت سروراً / وحزناً يجريان على التوازي
فهنّ بعاملَي فرح وحزن / خوافق في جوانحنا نواز
فكنّ من ابتهاج في هدوءٍ / وكنّ من اهتياج في اهتزاز
قضى بدر المكارم والمعالي / وحيدرة المعارك والمغازي
فياَ لله يوم نعاه ناعٍ / لمرزئة محت كل المرازي
رزئنا ابن الحسين فنحن منه / برزءٍ للحسين أولو اجتياز
فما ميز المحرم من جمادى / بفرق في البكاء ولا امتياز
له كفّ تفيض ندىً ونبلاً / لها بهما غنىً عن حَزو حازي
بني مجداً عراقياً جديداً / فأسسه على المجد الحجازي
وسار من السياسة في طريق / بحسن الرأي معلمة الطراز
فما ترك الجهود بلا نجاح / ولا فرصاً تمرّ بلا انتهاز
إذا اعتزم الأمور مضى وأمضى / وإن سلّ المهنّد قال ماز
أبا غازي فقدنا منك قرماً / يناجز دوننا يوم النجاز
حللت من العراق وأنت ركز / بحيث الأرض جيّدة الركاز
فحل اليمن منذ حللت فيه / وقبلاً كان عنه ذا انحياز
لقد وفقت بالقلم المعلّى / كما وقفت بالسيف الجراز
ومّهدت الأمور لنا ففزنا / من الآمال بالغرر العزاز
ودرت ذات أيدينا وكانت / كحلب النوق أيام الغراز
ولولا سعيك المشكور كنّا / كذي سفر يسير بلا جواز
إذا المكّاء أوتي منك حظاً / يطير إلى العلا بجناح باز
لأهل الرافدين عليك حزن / له بقلوبهم فضل ارتكاز
فأنت هديتهم سبل المعالي / كما جنّبتهم طرق المخازي
لئن لبسوا الحداد عليك حزناً / فقد ألبستهم ثوب اعتزاز
وما هم بالبكاء جزوَك شيئاً / ولكن الإله هو المجازي
لقد قوّيتنا من بعد عجز / به كنّا نحيد عن البراز
وكنّا كالبغات فقمت فينا / بما صرنا به مثل البوازي
فنحن اليوم إذ دهمت خطوب / نظرنا للخطوب بطرف هازي
نقوم إلى الهياج بلا توان / ونبتدر النزال بلا احتراز
فلسنا من صروف الدهر نخشى / عوادي ذات سلب وابتزاز
ونحن من الألى في كل عصر / عزاهم للمكارم كل عاز
نراعي الحق في سلم وحرب / ونترك في مغارمنا التجازي
ولو شكت الحقيقة لانتزعنا / شكايتها بتضحية المجاز
وقد علمت بنو آثور أنا / أولو عزم يعرقب كل ناز
فنحن بسيفك الماضي جززنا / نواصي جمعهم أيّ اجتزاز
أ فيصل ثم بقبرك مستريحاً / فإن الملك بعدك ملك غازي
أن من حاز في العلوم إجازه
أن من حاز في العلوم إجازه / لجدير برتبة ممتازه
وخليق بعيشة مُرتضاة / وافتخار بفضل ما قد حازه
إنما هذه الأجازة صك / بيد المرء ضامن اعزازه
وهي تَعوِيذة له من عيون / بالمَساوي هَمّازة غَمّازه
فهنيئاً لمن اجيز وشكراً / للذي في علومه قد أجازه
معهد العلم وهو حِرزٌ يفوق ال / أبلقَ الفرد مَنعةً وحرازه
تلجأ الناس في الحياة إليه / هَرَباً من جهالة وخّازه
حبّذا العلم يُكسِب المرء عزّاً / ويَقيه في عيشه أعوازه
في نفوس الذين لم يُرزَقوه / حسرات وفي القلوب حزازه
إنما العلم من معاجز عيسى / كم جهول أحياه وهو جنازه
صاحب العلم يَركب المْجد طِرفاً / جاعلاً غاية العلا مِهمازه
ويهُزّ الدنيا رجاء وخوفاً / بيدٍ من دِراية هزّازه
نحن سَفْرٌ وما الرواحل والزا / دُ سوى العلم والحياة مفازه
كل من لم يُعِدّه لاجتياز / لم تُيسّر يد النجاح اجتيازه
إن عقل الفتى ليصبح بالعل / م رزيناً بكفّ من قد رازه
والطباع العرجاء في كل شخص / تقتضي من ثقافة عُكازه
ألغز الدهر في الحقائق لكن / أفهم العلمُ أهلَه الغازه
وإذا الأمر قد غشته الغواشي / ضمن العلم للورى ابرازه
كان للعلم في القديم طريق / غير رحب يَشُقّ أن نجتازه
فجرى اليوم في طريق جديد / جُعل الشك واليقين طرازه
هو صيد ولم يَعُد يجعل المُص / طادُ منه غير التجاريب بازه
قد عرفنا حقيقة القول فيه / وتركنا للغافلين مجازه
وبحثنا عن جوهر الحق فيه / فبلغنا دفينه وركازه
بله أطناب شرحه بقياس / أن في تجرباته أيجازه
هو في الناس قدره متعالٍ / لم يَطُل صرح إيفلٍ أنشازه
وإذا المُلك لم يؤيده علم / فارتقِب سلبه ورَجّ ابتزازه
وإذا العلم فاه يوماً بوعد / ذهب اليأس آملاً أنجازه
وإذا أنشط الجبان لحرب / صال يرغو حماسة وحمازه
قلم المرء في بلوغ المعالي / فائق في وغي الحروب جُرازه
صاحب العلم في الأمور أمير / قد غدا كل حادث جلوازه
يبصر الخطب من هواديه حتى / ينتهي فيه مبصراً أعجازه
فلهذا نعم لهذا أهنّي / كل من حاز في العلوم أجازه
قل للحكومات في البلقان هل علقت
قل للحكومات في البلقان هل علقت / آمالهم من مواعيدٍ بإنجاز
إن الذي تُضمرون اليوم من طمع / أمسى لأشعب يعزو مثله العازي
لم تعرفوا مذ لمستم عِرق نَخوتنا / إذ لمستم بكفّ ذات قفاز
إنا لنعرف لُغزاً في سياستكم / وما السياسة إلاّ بيت ألغاز
ألم تَرْوا أننا مستوفِزون لكم / إذ نحن منكم على حِذْر وأوفاز
زار المليك بلاد الروم حيث غدا / يُلقي الدسائس منكم كل هَمّاز
فزال كل فساد كان منتشراً / من عندكم بين إغراء وإيعاز
حتى اطمأنّت قلوب الناس هادئة / وكل قلب لكم من غَيظه ناز
وأصبح المتَرَجّى من مطامعكم / يرنو إليكم بطرف ساخر هازي
ولا عَبت نسمات الحب ألويةً / من الرشاد أقيمت فوق أنشاز
يا أيها الملك السامي بحكمته / والمُبدل الناس من ذُلّ بإعزاز
قد عَيّ عن وصف ما أوتيتَ من حِكم / كلا كلامَيّ أطنابي وإيجازي
غزوت غزو سلام دون غايته / غَزو الحروب فأنت الفاتح الغازي
ملكت بالعفو والإحسان أفئدة / كانت إلى السيف فيها بعض أعواز
وأنت لو شئت إرهاباً لجئتهم / بصارم لنواصي القوم حزّار
لكنما جئتهم بالعفو تأخذهم / والعفو أفضل ما يجزي به الجازي
فاغمد سُيوفك إن العفو منصلت / واهنأ بشعب محبّ غير مُنحاز
بالترك بالروم بالألبان قاطبة / بالأرمنيين بالبلغار باللاز
أما بنو العرب فالإخلاص يرفعهم / إلى مقام على الأقوام ممتاز
إن هم عماد لعرش أنت ماسكه / فاضرب بغاث العدى منهم بأبواز
ورُض بهم كل صعب إنهم فئةٌ / تبغى الصدور ولا ترضى بأعجاز
وهم ركاز العلا لو زرت أرضهم / يوماً لأركزت فيها أيَّ أركاز
إن يعجز الأمر عن مشىٍ فهم سندٌ / لو كنت مُسنده منهم بُعكّاز
وإن خشِيت على البلدان جِنّتها / فنُط بها من نُهاهم بعض أحراز
وسيف ملكك إن رثّت حمائله / أغنَوْك في رَأبها عن كل خرّاز
زُر أيها الملك المحبوب موطنهم / ولو زيارة عجلان ومُجتاز
وانظر إليه بعين منك شافية / ما نابه اليوم من جهل وإعواز
اشئم وأعرق ورح من بعد محتجزاً / وايمننّ بعزم غير هزهاز
ماذا على ملك الدستور من وطن / لو جال منه بأطرافٍ وأجواز
أهلاً بأضياف العرا
أهلاً بأضياف العرا / ق أتوه من مصر العزيزه
سروات مصر في العلا / ء لهم على السروات ميزه
من مثل طلعتهم نشاطاً / في فعائله الحريزه
هو في النشاط كمرجل / يغلي فيسمعنا أزيزه
قد يعجز الصرّيع عنه / إذا يحاول أن يروزه
ذو همّة فعّالة / ترك الجبال بها هزيزه
لو سار في شدق الهزَبر / بها لأمكن أن يجوزه
كم في معادن سعيه / لبني المواطن من ركيزه
أعماله للملقين / بمصر قد فتحت كنوزه
لو سار في يبس لأبدي / من مواطئه نزيزه
لم يثنه عن كل ما / قد رام إلاّ أن يحوزه
ومهذّب لم تلق في / أوصاف سيرته غميزه
زار العراق تفضّلاً / والفضل من كرم الغريزه
فعسى زيارته تكون / طويلة ليست وجيزه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025