كم احترزتُ لو وَقَى احترازي
كم احترزتُ لو وَقَى احترازي / عيون عين الربرب الجوَّاز
سفحنّ لكن ما منحنَ ذا هوىً / غير جَوىً جَدَّ وكان هازِي
يا حابس الظَّعْن وتلك وقفة / تدعو بني السلم إلى البراز
سر بالمهارى الناجيات لا نجت / بالركب عن سرب المها المجتاز
سرب مهاً تهمي عيون عينها / بيض ظباً تَدِينُ بالإجهاز
غازلني أغيدُ من غزلانها / فلم أفز وهو على أَوْفاز
وما ظننت أن جفناً فاتراً / يفتك فتك الصارم الجراز
فيالها لواحظاً وعودها / بفتكها معربة الإنجاز
لها على قلوبنا تسلُّط / تسلُّط الحق على المجاز
كأنها يوم الوغى قواضبٌ / يسطو بها جيش الغياث الغازي
الظاهر بن الناصر المسهب في / مناقب جلَّت عن الإيجاز
مَلْك إذا كررت آيَ حمده / أطرب ما فيها من الإعجاز
تنزهت علياه عن مُماثل / له من الأملاك أو مُواز
وأين هم من يوسفيٍّ سعيه / في المجد يثنيهم عن الجواز
تهزهم ريح سطاه قبل أن / يمطر برق سيفه الهزهاز
إن رقدت عيونهم عن سؤدد / جاز مدى الفرصة بانتهاز
أهل يضاهيه ملوك ليس في / أعظمهم لصنعة مجاز
لِلَّه مرهوب السَّطا مبتسم / عند عبوس الباسل اللَّزْلاَز
ردىً لباغ وندىً لمبتغ / والعدل في الإذلال والإغراز
يفديه قوم إن عُلاه ذُكِرَتْ / كانت عُلاهمْ عندها مَخَازي
رمدٌ إذا ما مُدِحوا كأنما / تُسْمِعهم مُدَّاحُهم تعازي
يا محرز العلياء بالسعي الذي / أحيا العلا بذلك الإحراز
أوف الرماح حقَّها فإنها / من عشقها للطعن في اهتزاز
فقد عرتها جنة فانظم على / خرصانها القلوب كالأجراز
وفتية ملّوا السرى من طول ما / جابوا من الآكام والأنشاز
نزت بهم عيسهمُ والشهب من / خُفوقها كأنها نواز
فقد نضى مسحَ الغراب ليلُهم / ولبس الصبح قميص الباز
قلت لهم أُموا بآمالكمُ / حيث مقر الملك في عزاز
ودونكم أبلج فيض جوده / ليس على العافين بالمنحاز
يوضح بر جوده رمز المنى / وإن أتى مختلف الألغاز
أما وسُغْبٍ تحت شُعْثٍ قطعوا / مفاوزاً تُشعر بالمفاز
حنت إلى البيت الحرام وانثنت / شوقاً فلم تُحْجَزْ عن المجاز
حتى انتحت يمنى منى أمنية / ولم تكد تجوز ذا المجاز
لتملكن الأرض ملك رأفة / تحصر دين الله باعتزاز
بحيث تجتاز الأقاليم فما / أحوجها منك إلى اجتياز
فاستجلها يا من أجاز بالندى / ما كنت أشكوه من الإعواز
كروضة ربعية أو حلة / موشية مذهبة الطراز
صدت عن البحر الطويل وانبرت / تحدو لك الحمد مع الرُّجَّازِ