أَلَمْ أَكُ لِلْقَوافِي الْغُرِّ خدْناً
أَلَمْ أَكُ لِلْقَوافِي الْغُرِّ خدْناً / وَقِرْناً لَنْ يُرامَ وَلَنْ يُرازا
أَبِيتُ أَرُوضُها طَوْراً وَطَوْراً / أُذَلِّلُها صِعاباً أَوْ عِزازا
تَكادُ تَئِنُّ مِنْ أَلَمٍ إِذا ما / ثِقافُ الْفِكْرِ عاصَرَها لِزازا
أَلَسْتُ إِلى النَّدى أُنْمى اعْتِزاءً / أَلَمْ أَكُ بِالنَّدى أُحْمى اعْتِزازا
أَلَمْ تُثْمِرْ يَدُ الْمَعْرُوفِ عِنْدِي / وَقَدْ طابَتْ غِراساً أَوْ غِرازا
فَكَيْفَ يَجُوزُ أَنْ أَعْدُو صَنِيعاً / عَدا حَدَّ السَّماحِ بِهِت وَجازا
وَكَمْ مِنْ جاهِدٍ قَدْ رامَ عَفْوِي / فَما بَلَغَتْ حَقِيقَتُهُ الْمَجازا
يَرُومُ بِعَجْزِهِ الإِعْجازَ جَهْلاً / وَكَيْفَ يَصِيدُ بِالْكَرَوانِ بازا
سأَبْسُطُ فِي الثَّناءِ لِسانَ صِدْقٍ / يَطُولُ بِهِ ارْتِجالاً وارْتِجازا
يَعُبُّ عُبابُهُ بَحْراً خِضَمَّاً / وَيَبِتُكُ حَدُّهُ عَضْباً جُرازا
لَعَلِّي أَنْ يَفُوزَ بِسَعْدِ مَدْحِي / فَتىً سَعِدَ الزَّمان بِهِ وَفازا
فَأَجْزِيَ سَيِّدَ الرُّؤَساءِ نُعْمى / لَهُ عِنْدِي وَجَلَّتْ أَنْ تُجازا
وَمَنْ لِي أَنْ أَقُومَ لَها بِشُكْرٍ / وَأَنْ أُغْرِي بِما أَعِدُ النّجازا
عَنَتْنِي لا الثَّناءَ لَها مُطِيقاً / وَلا كُفْرانُها لِي مُسْتَجازا
رَأَى بَيْنِي وَبَيْنَ الدَّهْرِ حَرْباً / أُكابِدُها نِزالاً أَوْ بِرازا
تَتُوقُ إِلى الْغُمُودِ الْبِيضُ فِيها / وَتَشْتاقُ الرِّماحُ بِها الرِّكازا
فَأَصْلَتَ مِنْ مَكارِمِهِ حُساماً / يَجُبُّ غَوارِبَ النُّوَبِ احْتِزازا
حَمى وَهَمى فَعُذْتُ وَلُذْتُ مِنْهُ / بِأَكْرَمِ مَنْ أَجارَ وَمَنْ أَجازا
وَإِنِّي مُذْ تَحَدَّتْنِي اللَّيالِي / لَمُنْحازٌ إِلى الْكَرَمِ انْحِيازا
إِلى مُتَوَحِّدٍ بِالْحَمْدِ فاتَ الْ / كِرامَ بِهِ اخْتِصاصاً وامْتِيازا
أَعَمُّهُمُ إِذا كَرُمُوا سماحاً / وَأَثْقَلُهُمْ إِذا حَلُمُوا مَرازا
عَلِيٌّ أَنْ يُطاوَلَ أَوْ يُساما / أَبِيٌ أَنْ يُماثَلَ أَوْ يُوازا
أَقَلُّ النّاسِ بِالْمالِ احْتِفالاً / وَأَكْثَرُهُمْ عَلى الْمَجْدِ احْتِرازا
تَهُونُ طَرِيقُ سائِلِه إِلَيْهِ / وَإِنْ عَزَّ احْتِجاباً وَاحْتِجازا
فَتىً لَمْ يَسْتَكِنْ لِلدَّهْرِ يَوْماً / وَلَمْ تَضِقِ الْخُطُوبُ بِهِ الْتزازا
وَلَمْ يَكُ جُودُهُ فَلَتاتِ غِرٍّ / أُبادِرُ فُرْصَةً مِنْها انْتِهازا
صَلِيبٌ حِينَ تَعْجُمُهُ اللَّيالِي / وَغَيْرُ النَّبْعِ يَنْغَمِزُ انْغِمازا
يُغالِبُها اقْتِداراً واقْتِساراً / وَيَسْلُبُها ابْتِذالاً وابْتِزازا
عُلىً تُقْذِي الْعُيُونَ مِنَ الأَعادِي / وَتُنْبِتُ فِي قُلُوبِهِمُ الْحَزازا
أَبا الذَّوادِ كَمْ لِي مِنْ مَقامٍ / لدَيْكَ وَكَمْ أَفادَ وكَمْ أَفازا
أُغِيرُ عَلَى نَداكَ وَكانَ حَقَّاً / لِجُودِكَ أَنْ يُغاوَرَ أَوْ يُغازا
وَما لِسَوامِ وَفْرِكَ مِنْكَ حامٍ / فَيَأْمَنَ سَرْحُهُ مِنِّي اخْتِزازا
عَمَمْتَ الشّامَ صَوْبَ حَياً فَلمّا / تَرَوّى الشّامُ ناهَضْتَ الْحِجازا
أُتِيحَ لَهُ وَقُيِّضَ مِنْكَ غَيْثٌ / حَوى خِصْبَ الزَّمانِ بِهِ وَحازا
فَأَمْطَرَهُ النَّدى لا ماءَ مُزْنٍ / وَأَنْبَتَهُ الْغِنى لا الْخازَبازا
سَقى بَطْحاءَ مَكَّةَ فَالْمُصَلّى / وَرَوَّضَ سَهْلَ طَيْبَةَ وَالْعَزازا
وَكُنْتَ إِذا وَطِئْتَ تُرابَ أَرْضٍ / رَبا بِنَداكَ واهْتَزَّ اهْتِزازا
إِذا لَمْ تَرْوِها الأَنْواءُ قَصْداً / كَفاها أَنْ تَمُرَّ بِها اجْتِيازا
رَأَى الْحُجّاجُ يَوْمَ حَجَجْت بَدْراً / وَبَحْراً لَنْ يغامَ وَلَنْ يُجازا
سُقُوا وَرُعُوا بِجُودِكَ لا اسْتِقاءً / أَيا جَمَّ السَّماحِ وَلا احْتِيازا
أَجَزْتَهُمُ الْمَخافَةَ لَمْ يُرابُوا / بِها رَيْباً وَمِثْلُكَ مَنْ أَجازا
وَأَرْهَبُ ما يَكُونُ السَّيْفُ حَدَّاً / إِذا ما فارَقَ السَّيْفُ الجَهازا
وَكَمْ لَكَ حِجَّةً لَمْ تَدْعُ فِيها / إِلى الْوَخْدِ الْمُضَبَّرَةَ الْكِنازا
صَنائِعُ كَمْ رَفَعَتَ بِها مَناراً / لِفَخْرٍ واتَّخَذْتَ بِها مَفازا
وَما جاراكَ فِي فَضْلٍ فَخارٌ / فَلَمْ تَجْتَزْ مَدى الْفَضْلِ اجْتِيازا
وَلا ساماكَ فِي عَلْياءَ إِلاّ / وَفُزْتَ بِها انْفِراداً وَانْفِرازا
لَبِسْتَ مِنَ الْفَضائِلِ ثَوْبَ فَخْرٍ / وَلكِنْ كُنْتَ أَنْتَ لَهُ الطِّرازا