هَيْهَاتَ لَيْسَ لِحَافِظٍ مِنْ مُشْبِهٍ
هَيْهَاتَ لَيْسَ لِحَافِظٍ مِنْ مُشْبِهٍ / فِي الْقَوْلِ غَيْرُ سَمِيِّهِ الشِّيرَازِي
جَارَاهُ فِي حُسْنِ الْبَيَانِ وَفَاتَهُ / فِي الْمَنْطِقِ الْعَرَبِيِّ بِالإِعْجَازِ
لَبِقٌ بِتَصْرِيفِ الْكَلامِ يَسُوقُهُ / مَا شَاءَ بَيْنَ سُهُولَةٍ وَعَزَازِ
فَإِذَا تَغَزَّلَ فَالنُّفُوسُ نَوَازِعٌ / وَإِذَا تَحَمَّسَ فَالْقُلُوبُ نَوَازِي
كَالصَّارِمِ الْبَتَّارِ في إِفْرِنْدِهِ / وَصِقَالِهِ وَالْمَارِنِ الْهَزْهَازِ
حَاكَ الْقَرِيضَ بِلَهْجَةٍ عَرَبِيَّةٍ / أَغْنَتْ عَنِ الإِسْهَابِ بِالإِيْجَازِ
أَلْفَاظُهَا نَمَّتْ عَلَى مَا تَحْتَهَا / وَصُدُورُهَا دَلَّتْ عَلَى الأَعْجَازِ
فَإِذَا تَلاهَا قَارِئٌ لَمْ يَشْتَبِهْ / فِي الْقَوْلِ بَيْنَ حَقِيقَةٍ وَمَجَازِ
عَبِقَتْ كَأَنْفَاسِ النَّسِيمِ تَعَلَّقَتْ / بِالرَّوْضِ غِبَّ الْعَارِضِ الْمُجْتَازِ
قَدْ كَانَ جِيدُ الْقَوْلِ عُطْلاً قَبْلَهُ / فَحَبَاهُ أَحْسَنَ حِلْيَةٍ وَطِرازِ
مَلَكَتْ مَوَدَّتُهُ الْقُلُوبَ فَأَصْبَحَتْ / تَلْقَاهُ بالتَّوْقِيرِ وَالإِعْزَازِ
لا زَالَ يَبْلُغُ شَأْوَ كُلِّ فَضِيلَةِ / بِمَضَاءِ صَمْصَامٍ وَصَوْلَةِ بَازِ