لائمي قد سَدَدْتُ بابَ التعزّي
لائمي قد سَدَدْتُ بابَ التعزّي / كلّ لَوْمٍ في لوعتي غيرُ مُجْزِ
لَستُ أُصغي إِلى ملامِك فَاِعمد / غير وانٍ إلى هجائي وبزّي
أنا ممَّنْ أعاره الدَّهرُ ثوبَ ال / عَيْشِ حِيناً وبزّه شرّ بَزِّ
كُنتُ يَوماً في بابِ جَيْرُون أَتلو / آيةَ الدّين عند بيّاعِ خُبْزِ
فإذا وقْعُ بَغْلَةٍ وغُلامٌ / يُفَرِّجُ الناسَ بين دَفْعٍ ولَهْزٍ
وعليها فتىً ضئيلُ المُحيَّا / مُكْثِرٌ من مُلَوّنَاتٍ وطرزِ
قلت مَنْ ذا فقيل قاضٍ جليلٌ / لقَّبُوهُ في بيته بالأعزِّ
وَهوَ يَأوي إِلى ذكاءٍ وفضلٍ / قلت يا نفسُ قد ظَفِرْتِ بِكَنْزِ
فتدانَيْتُ ثمَّ سلَّمْتُ فاسْتَف / رسَ حَتّى اِستَبانَ جَمعي وفَرْزي
ثمَّ نادى بِيا بخانا فَبادَر / تُ كأنّيَ ذِئبٌ تَلاقَى بعَنزِ
عادِياً كالمجنون أصدم مَن ألقى / بوَثْبٍ من النَّشاطِ وجَمْزِ
وهو ثانٍ إليَّ عِطْفاً فلا يط / رُفُ طَرْفاً عَنِ اِحتِشائي وحَفْزِي
فدخلنا الدِّهْليزَ وابتدر الإذ / نَ فَغَرِقْتُ في دِمَقْسٍ وخزِّ
بين دَسْتٍ وسَلَّةٍ ودَوَاةٍ / ورقيقٍ من تُسْترِيٍّ وقَزِّ
ودعا بالطّعام فامْتَرْتُ من حُلْوٍ / ومن حامضِ المَذَاقِ ومزِّ
قَالَ لمّا أنْ قد اِكتفيتُ وقَد أَي / قَنَ أنّي قد صرت زاداً بكرزِ
ما تُعاني من الصَّنائع قلت / النَّحْوُ والشِّعْرُ والتَرَسُّلُ خُبْزي
قال أحسنْتَ وافَقَ الطَّبْقُ لشن / نٍ وزَجَّ القناةَ موضع رِكْزِ
أنت منّا فما تقول بدسّ ال / حرف في الحرف باصطكاكٍ ولِزِّ
قلت هذا شُغُلي فما زال يُدْ / ني ويحتال لي بفَرْكٍ ولَكْزِ
ثمَّ أَهوى وَقالَ دونَكَ والتَغ / ميز من بعد كَسْرِ جَفْنٍ وغَمْزِ
فَتَناولته وقَد قامَ شاقو / لي قيامَ الحبابِ هَمَّ بِنكزِ
فرماني بطَرْفه ثم نادا / ني حملتَ أمْ لتّ شكزِ
فَاِعتَراني مِثلَ الحَيا وجمعت / ثيابي فحين أيقن عجزي
صاح يا نصف سيبَوَيْه لقد أح / رَزتَ عِلمَ الإِعراب في غَيرِ حرزِ
أنا خفْضٌ وأنت رَفْعٌ وذا / نصْبٌ فلِم تخفِّف هَمزي
قَد صَحِبتُ النُّحَاةَ قَبلَكَ وَاِستَو / عَبتُ ما كان من مُعَمَّى ولُغْزِ
وَأراهُم قَد أَدخلوا ألِفَ الوَصلِ / على وأنتَ كالمشمئِزِّ
قلت هذَاك للضَّرورة فاسْتَضْ / حَكَ تِيهاً وقال كالمُستهزي
فَاِحسِبنها ضرورةً واِتبعِ القَو / مَ فَقَد بانَ فيك مَعنى التَّنَزِّي
ما مَدَدْتَ المقصورَ في بابِ عين ال / فِعْلِ إلّا وَأَنتَ تَطلُب طعزي
فاجْزُمْ الآنَ سينَ جعسي وسكّنْ / راءَ ناري وِاِفتحْ بِهِ دالَ دَرْزي
لا تهابَنَّ مُرَقَّعتي ودواتي / وفرائي المُسَنْجَبَاتِ وطَرْزي
أَنا بَيتٌ أَنا العَرُوض فلا يش / بِهُ صَدري لِمَن تَأمَّل عَجُزِي
لي قُبُلٌ عَفٌّ وطَمُوحُ ال / عينِ مُغْزىً بكلّ جأشِ المهزِّ
فإذا بشَعْرٍ عليه مَن أَح / سبه ما لم يَكُن لِقصر المعزِ
جوسقٌ مشرفٌ وزلاقةٌ مل / ساء مرصوفةٌ بطينٍ ومَزِّ
وَرواقٌ وبادَهنج وَسابا / طٌ وكَرْمٌ معرِّشٌ فوق نَشْزِ
بات مكردناً منه في تنّور / نارٍ يشويه شَيَّ الأَرُزِّ
ثُمَّ لَمّا أَخرجت متْحاً ونزْحاً / مِن قُشوري وَصَحَّ نَزوي ونقزي
قالَ لي قَد خَدمتني وَلَكَ الخد / مة هذه داري وخَزّي وبَزّي
وعيالي وأَعْبُدِي ودوابّي / لَكَ مِن غَيرِ لَهوٍ وطنزِ
يا صديقي ويا حَبيبَ قلبي / والِدي شاطَني فَأَنضج رُزّي
أَنت يا شَيخَ الشُّعراءِ / اليَّومَ عِندي أظنُّك الخُبْزَأَرُزّي
يا ضَعيفَ اليَقينِ عَطعط عَلى فَق / رِك مِن بَعدِها وَاِلغِ التجزّي
عِش غَنِيّاً ما دُمتَ تَذرّ حوضي / وتُنقّي بيري وَتقصر برزي
لا تَخَلْ أنَّني بَخيلٌ فجُودي / يَفجَأُ القاصدين مِن قَبلِ هزّي
عَربيّ أبي تَميم بنِ مُرٍّ / خير بيتٍ يُعْزى إليه ونُعْزِي
وهيَ عُرْسِي وَأمُّ اِبنَتي ورَيْحا / نة صدري وخير ما ضمّ حِرْزي
قلت يا سَيِّدي أنا لَكَ كَالبِكْ / رِ زِمامي طَوعٌ لَدَيكَ وغَرْزي
كَيفَ صَرَفتَني اِنسلَلت فَلا تَخْ / ش حِمامي ولا تؤثر فزّي
فَمَضى يَومُنا قَصيراً بِضمٍّ / والتزامٍ وَقرْص جِلْدٍ ونقْزِ
وَاِفتَرقنا فراق غير ثقالٍ / عن تَرَاضٍ والدهر يحنو ويُرْزي
وَجَرى بَينَنا اِجتِماعٌ مراراً / فمُهَنٍّ طوراً وطَوْراً مُعَزّي
فَهوَ إِنْ غابَ حَنَّ إِليهِ / وإذا غبت حنّ موضع حزّي
يا صَديقاً أغلقت بابَ سُروري / مُذ تَناءَيْتَ وَضاعَ مِفتاحُ غزّي
أتُرَى يسمح الزمان لنا يو / ماً فنشفي من الفراق ونجزِي