سلوان مثلك للمحب عزيز
سلوان مثلك للمحب عزيز / وعليك لوم الصب ليس يجوز
قلبي ذلول في هواك ومسمعي / فله عن العذال فيك نشوز
يا من شأى بجماله شمس الضحى / ولقدّه دان القنا المهزوز
هل للمتيم في وصالك مطمع / فلعله بالقرب منك يفوز
أنا عبدك الراضي برقي فارضني / عبداً فلي في ذلك التمييز
لا أبتغي مولى سواك من الورى / إني وجانب من ملكت حريز
لا عار يلحق في هواك لعاشق / ومحب غيرك عرضه مغموز
لا أدعي فيك الغرام مغمغماً / في مثل حبك يكُشف المرموز
يا سيد الأشراف يا من حبه / في كل قلب صادر مغروز
يا خاتم الرسل الكرام ومن به / حلل النبوة زانها التطريز
ذل الخلاف على عداتك ظاهر / ومطيع أمرك بالقبول عزيز
أبداً وليك لا يزال مقمصاً / عزا وضدك داحض معروز
نظم القريض بمدح غيرك نقده / زيفٌ ونظم مديحك الأبريز
كل العروض بحسن مدحك كامل / يحلى به المقصور والمهموز
أنت المصفى من قبائل هاشم / بك أصبحت للمكرمات تحوز
أنت الذي رفع المهيمن قدره / وعدوك الواهي العرى الملموز
أنت الذي بصرتنا بعد العمى / فبنور رشدك نهتدي ونميز
أنت المخصص بالشفاعة للورى / طراً وأنت على الصراط مجيز
برزت في نيل المقامات العلى / ولمثل مجدك يثبت التبريز
ولقد خشيت الله أعظم خشية / فلصدرك العطر الرحيب أزيز
ونصحت إذا بلغت نصحاً شافياً / ما فيه لا وهن ولا تعجيز
حتى استقام الدين وارتفعت له / عمدٌ لها في الخافقين بُروز
فأجاب واقترب المنيب المتقي / ونأى وصد الخاسر المحجوز
كسرت جنودك قاهراً سلطانها / كسرى وأُنفق ماله المكنوز
ولحزبك الأعلون حتى يخرج ال / طاغي ويمنع درهم وقفيز
ولسوف يبعثك المهيمن مقعداً / فيه لك التقريب والتعزيز
أشكو إليك جماح نفس ترتمى / في الغي وهي عن الرشاد ضموز
مخدوعة بخداع دنيا شهدها / سمٌ وتبدي الدر وهي عزوز
فتنت قلوب الخلق وهي فتيةً / ودهتهم بالخدع وهي عجوز
أنا في حبائلها رهين الأسراذ / أنا للضرورة نحوها مكزوز
فأعن ضعيفاً يتقي بك كيدها / فلنبلها وسط القلوب حزوز
بك أستجير وأستغيث وأرتجي / أني بجاهك في المعاد أفوز