جَلَّ واللهِ ما دهاك وَعَزَّا
جَلَّ واللهِ ما دهاك وَعَزَّا / فعزاءً إن الكريمَ مُعَزَّى
والحصيفُ الكريم من إن أصابت / نكبةٌ بعد ما يَعزُّ يُعَزَّى
هي ما قد عَلِمتَ أحداثُ دَهرٍ / لم تدع عُدَّةً تُصانُ وكَنزا
قصدت دولةَ الخلافةِ جَهراً / فأبادت عمادَها والمعزا
وقديماً أَفنَت جَديساً وطَسماً / حفَّزَتهُم إلى المقابرِ حَفزا
أصغ والحظ ديارهم هل ترى من / أَحَد منهُمُ وتَسمَعُ رِكزا
ذهبَ الطِّرفُ فاحتسِب وتَصَبَّر / للرَّزايا فالحرُّ من يتعزَّى
فعلى مِثله استُطِير فؤادُ الحا / زمِ للنَّدبِ حسرةً واستُفزَّا
لم يَكُن يَسمحُ القيادَ على الهو / نِ ولا كان نافراً مُشمَئِزَّا
رُبَّ يومٍ رأيتُه بينَ جُردٍ / تتقفَّاه وَهوَ يجمِزُ جَمزا
وكأن الأبصارَ تعلق منه / بِحُسام يُهزُّ في الشَّمسِ هزَّا
وتراه يُلاعبُ العَينَ حَتَّى / تَحسَبَ العينُ أَنَّه يَتَهَزَّا
وسواءٌ عليه هجَّر أو أَس / رى أو انحَطَّ أو تَسنَّمَ نَشزَا
وكأن المِضمَارَ يبرُزُ منه / مَتنُ حِسي يَنِزُّ بالماءِ نزَّا
استراحت منه الوحوشُ وقد كا / ن يَرَاها فلا ترى منه حِرزا
كم غَزالٍ أنحى عليه وعَير / نالَ منه وكم تَصَيَّدَ فَزَّا
وصرُوفُ الزمانِ تَقصِدُ فيما / يستفيدُ الفتى الأعزُّ الأعزَّا
فإذا ما وَجَدتَ من جزعِ النَّك / بَة في القَلبِ والجوانح وَخزَا
فتَذَكَّر سَوَابقاً كان ذا الطَّ ر / ف إليهنَّ حين يُمدحُ يُعزَى
أين شقٌ وداحسٌ وضبيبٌ / غَمَزتها حوادتُ الدَّهرِ غَمزا
غُلنَ ذا اللِّمَّةِ الجواد ولَزَّت / ظرباً واللِّزَازَ والسَّكبَ لَزَّا
ولقد بَزَّتِ الوجيهَ ومكتُو / م بَنى أعصرٍ وأعوجَ بزَّا
وتَصَدَّت للاحقٍ فَرَمَته / وغرابٍ وزهدَمٍ فاستَفَزَّا
فاحمدِ الله إنَّ أهونَ تُر / زأُ ما كنتَ أنتَ فيه الُمعزَّى
قد رَثَينا ولم نُقَصِّر وبالغ / نا وفي البعض ما كفَاه وأجزى
ومن العدلِ أن تُثابَ أبا عي / سى على قَدرِ ما فعلنا ونُجزى