ودارِ عَلاً لم يكن غيرُها
ودارِ عَلاً لم يكن غيرُها / لدائرة الفخر من مركزِ
بها قد تضمَّن صدرُ النديّ / فتىً ليديه الندى يَعتزي
صليبُ الصفاة صليبُ القناةِ / عودُ معاليه لم يُغمَزِ
أرى المدحَ يقصُرُ عن شأوهِ / فأَطنب إذا شئت أو أوجز
فلستَ تحيطُ بوصف امرءٍ / نشا هو والمجدُ في حيِّز
ربيبُ المكارمِ تِرب السماح / قِرى المعتفي ثروةُ المُعوِز
فأيَّ العوارفِ لم يبتدئ / وأيّ المواعيد لم يُنجِز
فتىً في صريح العُلى ليس فيه / لكاشحِ علياهُ من مغمز
وذو هاجسٍ أينما رجَّه / فما طلبُ الغيبِ بالمعجز
تراه خبيراً بلحنِ المقالِ / بصيراً بتعميةِ المُلغَز
نسجنَ المكارمُ أبرادَهُ / وقلنَ لأيدي الثنا طرِّزي
ترى الدهر يحلبُ من كفِّه / لبونَ ندىً قطُّ لم تعزز