المجموع : 12
أيها الماجد السميذعُ عذراً
أيها الماجد السميذعُ عذراً / صرفي البرّ انما كان برا
حاش اللَه أن اجيح كريما / يتشكى فقرا وكم سدّ فقرا
لا أزيد الجفاء فيه شقوقا / غدر الدهر بي لئن رمتُ غدرا
ليت لي قوةً أو آوي لركنٍ / فترى للوفاء مني سراً
انت علمتني السيادة حتى / ناهضت همتي الكواكب قدرا
ربحت صفقة ازيل برودا / عن أديمي بها وألبس فخرا
وكفاني كلامك الرطب نيلا / كيف ألقي دراً وأطلب تبرا
لم تمُت انما المكارم ماتت / لا سقى اللَه بعدك الارض قطرا
يا ذا الذي حجّ في عهد الصبا فمضى
يا ذا الذي حجّ في عهد الصبا فمضى / عنا هلالاً ووافى نيّراً قمرا
أما الجمار فمن قلبي رميت بها / يا من بآخر عمري كنت معتمرا
صف المنازل لي كيف انتقلت بها / فما نقلت لبدر بعدك البصرا
عن بئر زمزم حدثني فبي ظمأ / وانّ في فيك منه الري والحَصَرا
وشفّع الحجة الاولى بثانيةٍ / بأن أقبل ثغرا قبل الحجرا
والورد تحت الطل فيها مشبه
والورد تحت الطل فيها مشبه / خدا يذوب من الحياء فيقطرُ
وكأن نرجسها أصيب بروعتي / فعلاه لون مثل لوني أصفر
فكأنما الريحان روحي كلما / تتغير الأشياء لا تتغيَى
أما علم المعتد باللَه أنني
أما علم المعتد باللَه أنني / بحضرته في جنة شقها نهر
وما هو نهر أعشب النبت حوله / ولكنه سيف حمائله خضر
تذكرت عهداً للصبا لو سقيته
تذكرت عهداً للصبا لو سقيته / حيا المزن ما أروته تلك المواطر
زمانٌ لياليه تكنفها الصبا / ستاراً وهنَّ الواضحات الزواهر
ولي في التصابي والركون الى الهوى / عواذل الا أنهن عواذر
فيأبى هوى ملء العنان لهزةٍ / من العيش غض قاطر الماء ناضر
فأقبلن يلهين الفؤاد على الهوى / وهن بما مرضن مني اوامر
وَعَمرتَ بالاحسان أفق ميورقةٍ
وَعَمرتَ بالاحسان أفق ميورقةٍ / وبنيت فيها ما بنى الاسكندر
فكأنها بغداد أنت رشيدها / ووزيرها وله السلامة جعفر
شكى لشكواك حتى الشمس والقمرُ
شكى لشكواك حتى الشمس والقمرُ / وبات درّ الدراري الزهر ينتشر
وراحت الريح لا يذكو لها عبق / وأصبح الروض لا يندى له زهر
وقلّص الظل في فصل الربيع لنا / فكادت الارض بالرمضاء تستعر
والماء غاض لنا غيضاً فما نبعت / عين ولا سال في بطحائها نهر
والسحب صاحبها ذعر فما نشأت / ولا استهل لها فوق الربى مطر
ومعدن الدر والياقوت غيض بها / فلم يصب فيه من احجاره حجر
وحل بالطيب في دارين دايرة / فظل يمسك عنها مسكها الدفر
يومان غِبتَ فغاب الأنس أجمعه / وأي أنس اذا ما غِبتَ ينتظر
يا ناصر الملك ان الملك وجهُ عُلىً / وليس غيرك فيه السمع والبصر
ابلال جمسك أهدانا بليل صبا / فعاد عهد الصبا واستبشر البشر
يا رب ربة خدرٍ زرت مضجعها
يا رب ربة خدرٍ زرت مضجعها / والدجى الغريب معتبر
ضممتها ضم مشتاق الى كبدي / حتى توهمت أن الحلي ينكسر
تعجبت من ضنى جسمي فقلت لها / على هواك فقالت عندي الخبر
ومَن رمته من الأيام حادثة / فليس غير ابن عباد لها وزر
ملك غدا الرزق مبعوثاً على يده / وظل يجرى على أحكامه القدر
مقدّم السبق يحكى في بسالته / عَمرواً ولكنه في عدله عمر
يجلى علينا بدوراً من محاسنه / وتستهل لنا من كفّه بدر
لا غروفي أن تحلى غيرهم بعلىَ / وما لهم في العلى رأي ولا نظر
فقد يسمى سماءَ كل مرتفع / وانما الفضل حيث الشمس والقمر
يا مَن قضى اللَه أن الأرض يملكها / عجّل ففي كل قطر أنت منتظر
كم جاعل قصري عيباً أعاب به / وهل يضرُّ طويل الساعد القصرُ
لما تناهيت علماً ظل ينقصه / عند الكمال نصيب
ان ضعتُ والشعر مما قد شهرت به / ونال جودُك أقواماً وما شعرو
فأنت كالغيث اذ تُسقى بصيّبه / شوكُ القتاد ولا يسقى به الزهرُ
أبثك البثّ عن قلب به حرقٌ / وليس عن غير نار يرتمي الشرر
ان لم تكن أهل نعمى أرتجيك لها / كالسلك خيط وفيه تنظم الدرر
كلني الى أحد الأبناء ينعشني / ما لم يكن منك بحر فليكن نهر
قد طال بي أقطع البيداء متصلاً / وليس يسفر عن وجه المنى سفر
كأنما الأرض عني غير راضية / فليس لي وطن فيها ولا وطر
ان الهموم مع الأعمار ناشئة / لا ينقضي الهمّ حتى يتقضي العمر
جد بالقليل وما تدرى تجود به / يا ماجداً يهب الدنيا ويعتذر
يوم تكاثف غيمُه فكأنه
يوم تكاثف غيمُه فكأنه / دون السماء دخان عود أخضرِ
والطل مثل برادة من فضة / منثورة في تربة من عنبر
والشمس في حجب السماء كأنها / حسناً تستر تحت كلّةِ تُستُرِ
نسيمك حتام لا ينبرى
نسيمك حتام لا ينبرى / وطيفك حتام لا يعترى
أعيذك من عَرَضٍ أن يكون / وأنت الذي كنت من جوهر
أتذكر أيامنا بالحمى / وأيامنا بذوى الأعصر
ألا رأفة من وفيّ صفيّ / ألا عطفة من سنيّ سرى
رمى زحل في أظفاره / وحل يرا عَني المشتري
عطارد هل لك من عودة / فأرجع منك الى عنصري
سيطلبني الملك مهما أراد / لباس نسيج من المفخر
ولو أن كل حصاة تزين / لما جعل الفضلُ للجوهر
سقطت من الوفاء على خبير
سقطت من الوفاء على خبير / فذرني والذي لك في ضميري
تركتُ هواك وهو شقيق ديني / لئن شُقَّت برودي عن غدور
ولا كنت الطليق من الرزايا / لئن أصبحت أجحف بالأسير
أسير ولا أسيرُ الى اغتنام / معاذ اللَه من سوء المصير
اذا ما الشكر كان وان تناهي / على نعمى فما فضل الشكور
جذيمةُ أنت والزبّاء خانت / وما أنا من يقصّر عن قصير
أنا أدرى بفضلك منك أني / لبست الظلّ منه في الحرور
غنيُّ النفس أنت وان ألحت / على كفيك حالات الفقير
تصرف في الندى حيل المعالي / فتسمُحُ من قليل بالكثير
أحدث منك عن نبعٍ غريبٍ / تفتح عن جنى زهر نضير
وأعجب منك أنك في ظلام / وترفع للعُفاة منار نور
رويدك سوف توسعني سرورا / اذا عاد ارتقاؤك للسرير
وسوف تُحلني رتب المعالي / غداة تَحلُّ في تلك القصور
تزيد على ابن مروانٍ عطاء / بها وأنيف ثمَّ على جرير
تأهب أن تعود إلى طلوع / فليس الخسفُ ملتزم البدور
وضحت وقد فضحت ضياء النّيرِ
وضحت وقد فضحت ضياء النّيرِ / فكأنما التحفت ببشر مُبشرِ
وتبسمت عن جوهر فحسبته / ما قلدته محامدي من جوهر
وتكلمت فكأن طيب حديثها / متعت منه بطيب مسك اذفر
هزت بنغمة لفظها نفسي كما / هزت بذكراه أعالي المنبر
اذ نبتُ واستغفرتها فجرت على / عاداته في المذنب المستغفر
جادت على بوصلها فكأنه / جدوى يديه على المقل المُقتر
ولثمت فاها فاعتقدتُ بانني / من كفّه سوغت لثم الخِنصِر
سمحت بتعنيقي فقلت صنيعة / سمحت علاه بها فلم تتعذر
نهدٌ كقسوة قلبه في معرك / وَحَشاً كلين طباعه في محضر
ومعاطف تحت الذوائب خلتها / تحت الخوافق ماله من سمهري
حسنت أمامي في خمار مثل ما / حسن الكميُّ أمامه في مغفر
وتوشحت فكأنه في جوشنٍ / قد قام عَنبره مقام العثيَرِ
غمزت ببعض قسيه من حاجب / ورنت ببعض سهامه من مَحجر
أومت بمصقول اللحاظ فخلته / يومي بمصقول الصفيحة مُشهَر
وضعت حشاياها فويق أرائك / وضع السروج على الجياد الضُّمر
من رامةٍ أورُومةٍ لاعلم لي / أأنت عن النعمان أم عن قيصر
بنت الملوك فقل لكسرى فارسٍ / تُعزَى والاقُل لتُبّع حمير
عاديت فيها عزّ قومي فاغتدوا / لا أرضهم أرضى ولا هم معشري
وكذلك الدنيا عهدنا أهلها / يتعافرون على الثريد الأعفر
طافت علي بجمرةٍ من خمرةٍ / فرايت مرِّيخاً براحة مشتري
فكأن أنملها سيوف مبشرٍ / وقد اكتست علق النجيع الأحمر
ملكٌ أزرة بُرده ضُمّت على / باس الوصي وعزمة الاسكندر