المجموع : 47
فُتِنتُ بِمَن لَو نورُها لاحَ لِلوَرى
فُتِنتُ بِمَن لَو نورُها لاحَ لِلوَرى / لأَغناهُم عَن بَهجَة الشَمسِ وَالقَمَر
فَتاة مِن الفردوسِ فَرَّت إِلى الدُنى / لِيُعلَمَ ما فيها مِن الحُسنِ في الصُوَر
كَأَنَّ النَقا وَالغُصنَ وَالبَدرَ وَالدُجى / مَعاً رِدفُها وَالقدُّ وَالوَجهُ وَالشَعَر
أَجَنَةُ عَدنٍ قَد بَدا لي حورها
أَجَنَةُ عَدنٍ قَد بَدا لي حورها / أَم الخَيمَةُ الزَرقاءُ لاحَت بدُورُها
أَم المُقلَةُ الوَسنى تَزورُ حَبيبَها / فَلَمّا اِنثَنَت يَقظَى تَبيَّنَ زُورُها
فُتِنّا بِآرامٍ دَواعي صَبابَةٍ / سَواجِي لِحاظٍ قَد سَبانا فُتورُها
أَوانسَ فارَقنَ الكِناسَ فَأَصبَحَت / نَوافِرَ قَد عَزَّت عَلى مَن يَزُورُها
يُدِرنَ مِن الأَحداقِ أَقداحَ قَهوَةٍ / ثَمِلنا بِها لَكن عَدانا سُرورُها
وَيَنصُبنَ بِالأَهدابِ إِشراكَ فِتنةٍ / تَصيدُ بِها الآسادَ بادٍ زَئيرُها
وَأَسفَرنَ عَن مِثلِ الشُموسِ طَوالِعاً / بِأَعيُنِ عِينٍ عَزَّ مِنها نُفورُها
وَهَب أَنَّ أَغصانَ النَقا شِبهُ قَدِّها / فَأَنّى لَها مُرخىً عَلَيها شُعورُها
تَلَفَّعنَ في داجٍ مِن الوَحفِ سائِلٍ / إِلى كَعبِها يَنجرُّ مِنها صَغيرها
فَمَن يَسرِ خَلفاً ضَلَّ في ظُلمَةٍ وَمَن / يَسيرُ أَماماً فَهوَ يَهديهِ نورُها
وَيَبهرنَ كُلَّ النَيِّراتِ بِغُرَّةٍ / تَلألأ مِنها ضوؤُها وَسُفورُها
وَيُقعِدنَها الأَردافُ رَيّا ثَقيلَةً / فَتنهِضُها ظَمأى خِفافاً خُصورُها
وَتَجلو لآلي ثَغرِها وَتمجّها / جَنى شَهدَةٍ أَضحى الأَراك يَشورُها
أَظَبيَ الفَلا قُل لِي بِأَيَّةِ حيلَةٍ / تَحيَّلتَ حَتّى عَينها تَستَعيرها
وَيا دُرَّةَ الغَوّاصِ زِدتَ مَلاحَةً / إِلى العَين لَمّا أَشبَهتك ثُغُورُها
وَيا حقّي العاجِ الَّذي اِزدانَ حِلةً / مَتى أَمكَنَت مِن خَرطِ نهدٍ نُحُورُها
أَبى نَهدُها مِن مَسِّ وَشيٍ لِجسمِها / كَذا الرِدفُ يَأَبى مَسَّ وَشيٍ ظُهورُها
أَثَرنَ بِقَلبي لَوعَةً إِثرَ لَوعَةٍ / كَذَلِكَ حُبُّ الغانياتِ يُثِيرُها
علِقتُهُ سَبَجِيَّ اللَونِ فاحِمَةُ
علِقتُهُ سَبَجِيَّ اللَونِ فاحِمَةُ / ما ابيضَّ مِنهُ سِوى ثَغرٍ حَكى الدُرَرا
قَد صاغَهُ مِن سَوادِ العَينِ خالِقُهُ / فَكُلُّ عَينٍ إِلَيهِ تُدمِنُ النَظَرا
كَأَنَّما هُوَ مرآةٌ تُقابلُهُ / مِنَ الوَرى أَنفُسٌ قَد أُودِعَت صُوَرا
تِلكَ اللَواتي غَدَت في الحُسنِ مُشرِقَةً / لَفاقَتِ النَيِّرَينِ الشَمسَ وَالقَمَرا
تَقَسَّمت لَونَهُ الأَبصارُ وَالِهَةً / في حُسنِهِ فَإِذا إِنسانُها بَصَرا
لَولا سَوادٌ بِها مِنهُ لَما نَظَرَت / وَلَم يَكُن عاشِقٌ بِالعَينِ قَد سُحِرا
نُوبِيُّ جِنسٍ فُؤادي مِنهُ في نُوَبٍ / مُستَعجِمٌ أَفصَحَت في وَصفِهِ الشُعَرا
مِن آلِ حامٍ أَخي سامٍ وَيافثِهِ / بِحُسنِهِ استعبَدَ السامِينَ وَالخَزَرا
مُكَمَّلُ الخَلقِ مِن فَرقٍ إِلى قَدَمٍ / مُذَلَّلُ الخُلقِ مِطواعٌ إِذا أُمِرا
وَمَلّكتُ روحي لِلحَبيبِ تَطَوُّعاً
وَمَلّكتُ روحي لِلحَبيبِ تَطَوُّعاً / فَها أَنا ذا ساخٍ بِهِ وَهوَ ساخِرُ
وَيا عَجَباً أَنّي أُسَرُّ بِحُبِّه / وَروحيَ عَن جُثمانِيَ اليَومَ سائِرُ
تَقَسَّمت الأَزمانَ فيهِ مَحَبَّتي / فَوَجدِي بِهِ ماضٍ وَآتٍ وَحاضِرُ
وَقابَلَني بِالحُسنِ أَبيَضُ ناعِمٌ
وَقابَلَني بِالحُسنِ أَبيَضُ ناعِمٌ / وَأَسمَرُ حُلوٌ أَصبَحا فِتنَةَ الوَرى
فَذا سَلَّ مِن جَفنَيهِ للضَربِ أَبيَضاً / وَذا هَزَّ مِن عِطفَيهِ لِلطَعنِ أَسمَرا
وَقَد صارَ لي شُغلٌ بِحبيهِما مَعاً / فَأَيُّهما يَنأى فَصفوي تَكَدَّرا
وَإِن يَقرُبا كانَت حَياتي لَذيذَةً / وَإِن يبعُدا عَنّي أَرى المَوتَ أَحمَرا
فَيا لَيتَ قَلبي قَد تَعَنّى بِواحِدٍ / فَيَغنى بِه لَكن فُؤادِي تَشَطَّرا
فَشَطرٌ لَدى مَن لا شُعورَ لَهُ بِهِ / وَشَطرٌ لَدى ريمٍ دَرى مِنهُ وَما دَرى
فَيا عَجَباً للصَّبِّ قَسَّمَ قَلبَه / هَوى اِثنينِ هَذا القَلبُ أَعجَبُ ما يُرى
تَذكَّرَ بُعداً مِن نُضار فَما صَبر
تَذكَّرَ بُعداً مِن نُضار فَما صَبر / حَليفُ أَسىً رامَ السُلُوَّ فَما قَدَر
فَأَضرَمَ ناراً في الحَشا قَد تَسعَّرَت / وَأَمطَرَ شُؤبوبُ المَدامعِ كَالمَطَر
نضارُ لَقَد أَسقَيتِني كأسَ لَوعَةٍ / هِيَ الصبرُ المَكروه أَو طَعمُها أَمَر
نضارُ لَقَد خَلَّفتني ذا مَصائِبٍ / إِذا شَرَعَت تَنأى تَداعَت لَها أُخَر
نضارُ اِعلَمِي أَنّي بِقَلبي وَقالِبي / لَدَيكِ مُقيماً لا يَقُرُّ لِيَ السَفَر
وَأَتلُو كِتابَ اللَهِ سِرّاً وَجَهرَةً / عَلَيكِ وَأَدعُو بِالأَصائِلِ وَالبُكَر
وَأَبكيكِ ما إِن دامَ بِالجِسمِ روحُهُ / وَما لاحِقِي يَوماً مَلالٌ وَلا ضَجَر
وَلَستُ كَمَن بَكّى حَبيبَيهِ حِقبَةً / فَقالَ وَقَد مَلَّ البُكا مِنهُ وَالسَهَر
إِلى الحَولِ ثُمَ اسمُ السَلامِ عَلَيكُما / وَمَن يَبكِ حَولاً كامِلاً فَقَد اِعتَذَر
وَلَكِنَّني أَبكيكِ إِذ نَلتَقي مَعاً / فَتُبصِر عَيني وَجهَكِ الزاهرَ القَمَر
وَأَحظى بِحُسنٍ مِن حَديثكِ إِنَّما / حَديثُكِ أُنسُ القَلبِ وَالسَمعِ وَالبَصَر
وَما كَنُضارٍ في البَناتِ وَما لَها / شَبيهٌ يُرى لا في البَداوَةِ وَالحَضَر
رَزينَةُ عَقلٍ لَو يُقاسُ بِمثلِها / حِجىً كانَت الياقوت قَد قِيس بِالحَجَر
وَتَلاءةٌ آيَ القُرآنِ يَزينُها / فَإِعرابُهُ زَين القِراءةِ بِالدُّرَر
وَرِاويةٌ عَن سَيِّدِ الرُسلِ ما رَوَت / ثِقاتٌ بِما قَد صح مِن مُسنَدِ الخَبَر
وَكاتِبَةٌ خَطّاً يَزينُ يَراعَها / بَراعَتُهُ فيهِ اِبتِهاجٌ لِمَن نَظَر
وَلَيسَت مِن اللآئي شُغلنَ بِزينَةٍ / فَتكحَلَ مِنها العَينُ أَو تَلبَسَ الحَبَر
وَلَكن لَها شُغلٌ بِأَجرٍ تُعِدُّهُ / لِيَوم معادٍ حينَ ينفَخُ في الصُوَر
إِغاثةُ مَلهوفٍ وَإِطعامُ جائِعٍ / وَكُسوَةُ عارٍ وَانتِفاعٌ بِلا ضَرَر
أَلا رَحِمَ الرَحمَنُ نَفساً زَكِيَّةً / لَدى العالمِ العُلويِّ كانَ لَها مَقَر
نَداكَ هُوَ البَحرُ الخِضَمُّ لآمِلٍ
نَداكَ هُوَ البَحرُ الخِضَمُّ لآمِلٍ / أَلَستَ تَراهُ الدَّهر يَلفِظُ بِالدُّرِّ
وَقالوا نَدى كَفَّيكَ سُحبٌ هَواطِلٌ / أَما علِموا أَنَّ السَحابَ مِن البَحرِ
أَنارَت مُحَيّاً إِذ دَجا مِنهُ فرعه
أَنارَت مُحَيّاً إِذ دَجا مِنهُ فرعه / وَأَخصَبَ مِنها الرِدفُ إِذ أَجرد الخَصرُ
إِذا ما مَشَت تَختالُ بَينَ لِداتِها / رَأَيتَ مَلاكَ الدَّجنِ تَكنَفُهُ الزَّهرُ
وَأَعجَبُ مِن ضِدَّينِ فيَّ تَجمَّعا / فَمِن مُقلَتي قَطرٌ وَمِن مُهجَتِي جَمرُ
ذو لِحاظٍ بِهِ سَقامُ فتورٍ
ذو لِحاظٍ بِهِ سَقامُ فتورٍ / لِصِحاحِ القُلوبِ مِنهنَّ كَسرُ
فَلأَنفاسِهِ وَثَغرٍ وَريقٍ / نُسِبَت مِسكَةٌ وَدُرٌّ وَخَمرُ
وَلقَدٍّ وَشعرِهِ وَالمُحيّا / أَشبَهَت خُوطةٌ وَلَيلٌ وَبَدرُ
أَسُهادٌ وَأَدمُعٌ وَزَفيرُ
أَسُهادٌ وَأَدمُعٌ وَزَفيرُ / بَعضُ هَذا عَلى المُحبِّ كَثيرُ
ما تَذَكَّرتُ وَصلَ حُبّيَ إِلّا / كادَ قَلبي شَوقاً إِلَيهِ يَطيرُ
سَكَنوهُ وَأَودَعُوهُ غَراماً / عَجَباً فيهِ جَنَّةٌ وَسَعيرُ
هَنيئاً لِزَينِ الدينِ بِالفَرَحِ الَّذي
هَنيئاً لِزَينِ الدينِ بِالفَرَحِ الَّذي / بِهِ جُلِيَت شَمسُ الضّحاءِ عَلى البَدرِ
أَنارَت بِهِ الأَفلاكُ حَتّى أَثيرُها / بِغُرَّةِ بَدرٍ لاحَ في لَيلَةِ القَدرِ
وَسُرَّ بِهِ الأَحبابُ إِذ سارَ نَحوَهُم / طَعامٌ مِن المَشويِّ أَو مُنضَجِ القِدرِ
وَمِن صادقِ الحَلواءِ زانَت صُدورُها / صدورَ أُناسٍ في الأَنامِ سِوى صَدري
وَخُصُّوا بِها دُوني وَأُهمِلتُ مِنهُم / وَذا شيمَةٌ مِنكُم عَرَفتُ بِها قَدري
حُروفُهُم أَصلٌ وَحَرفي زائِدٌ / كَأَنّي وَاوٌ أَلحِقَت مُنتَهى عَمرُو
عَلى أَنَّني ذاكَ الخَليلُ الَّذي غَدا / مُفيداً لآدابٍ بَريئاً مِن الغَدرِ
يا بَها دُرٍّ سُدتَ إِذ كُنتَ مَولىً
يا بَها دُرٍّ سُدتَ إِذ كُنتَ مَولىً / لإِمامٍ أَضاءَ للدينِ بَدرا
لا أُهنِّيكَ بِالمَلابسِ فَاعلَم / بَل أُهَنّي بِكَ المَلابسَ تَترى
إِن تَكُن خِلعَةً تَزينُ فَهَذِي / زِنتَها وَاكتَسَت بَهاءً وَدُرّا
إِنَّ قاضي القُضاةِ مَن يَصطَفيهِ / نالَ عِندَ المُلوكِ جاها وَقَدرا
لَمّا حَجَبَت جَمالَها عَن نَظَري
لَمّا حَجَبَت جَمالَها عَن نَظَري / أَضحى بَصَرِي مُراقِباً للقَمَرِ
هَب أَنَّهُّما بِناظِريَّ اشتَبَها / نُوراً فَهُما شِبهٌ لَها في الخَفَرِ
ما كانَ لَنا نُحِبُّها مِن غَرَضٍ / لَكن قَدَرٌ أَتاحَهُ عَن نَظَري
سَمراءُ لَها بِمُهجَتي مُعتَلَقٌ / فَالعَينُ لَها مُديمَةٌ بِالسَّمَرِ
مَهما نَسمت فَمِسكَةٌ في أَرَجٍ / أَو ما بَسمَت فَرِقَّةٌ في دُرَرِ
شَمسٌ سَفَرت كَم أَخجَلَت مِن قَمَر / رَودٌ نَظَرت بِسِحرِها في الحَوَرِ
غابَت زَمَناً فَخاطِري في قَلَقٍ / مِنها وَجَوانِحي غَدَت في سَعَرِ
راحَت وَلَها تَشَوُّقٌ أَزعَجَها / للحَجِّ فَما تَقاعَدَت في السَفَرِ
حَجَّت وَقَضَت زِيارَةً وافَقَها / سَعدٌ وَأَتَت سَليمَةً مِن ضَرَرِ
فَالدارُ بِها مُضِيئَةٌ مُذ وَرَدَت / وَالرُوحُ لَها مُطيعَةٌ في العُمُرِ
يَرشُفُنا مِن ريقِهِ مُدامَةً
يَرشُفُنا مِن ريقِهِ مُدامَةً / نَكهَتُها تَهزَأُ بِالعَبيرِ
وَنَجتَلي دِعصاً مَهيلاً فَوقَهُ / أَملَدُ تَحتَ قَمَرٍ مُنيرِ
وَانحَدَرَت ذُؤابَةٌ مِن شعرِهِ / فَانظُر ورُودَ الصِلِّ للغَديرِ
يَلفِتُ مِن طَرفٍ خَفِيّ خَجَلاً / يَبغَمُ مثلَ الشادِنِ الغَريرِ
هَنيئاً لَكَ النَجلُ السَعيدُ الَّذي بِهِ
هَنيئاً لَكَ النَجلُ السَعيدُ الَّذي بِهِ / سَعدِنا لَقَد وافاكَ بِالبِشرِ وَالبُشرى
لَئِن كُنتَ قَد جَفَّت بِرَوضِكَ زَهرَةٌ / فَقَد أَطلَعَ الرَحمَنُ في أُفقِكُم بَدرا
قالوا وَفَدتَ مِن البَيتِ الحَرامِ وَمِن
قالوا وَفَدتَ مِن البَيتِ الحَرامِ وَمِن / زِيارَةِ المُصطَفى للعَودِ مُختارا
فَزارَكَ الناسُ أَرسالاً وَبَعضُهُم / قَد اِزدَراكَ اِنتخاءً مِنهُ ما زارا
وَما اِزدراكَ سِوى غَمرٍ أَخي حَسَدٍ / يَرى بِكَ الشَمسَ إِحراقاً وَإنوارا
لَو أَنَّهُ كُنتَ رِجساً مِن مُسالَمَةٍ / وَافى مِن القُدسِ كانَ الغُمر زوّارا
إِن يُترَكُوا فَقَديماً زارَ أَكبَرُهُم / قَدراً وَأَكثَرُهُم في الشَرعِ آثارا
المالِكي وَالحَنِيفِيُّ اللَذانِ هُما / في العَصرِ كانا أَجَلَّ الناسِ مِقدارا
التابعانِ الإِمامَينِ اللَذَينِ هُما / أَصلُ الشَريعةِ إِخباراً وَتَنظارا
الأَصبَحِيُّ وَنُعمانٌ فَلا بَرِحا / يَسقِي ضَريحَهُما الرَحمَنُ مِدرارا
يا صَبوة قَد أَتَتني آخر العُمُرِ
يا صَبوة قَد أَتَتني آخر العُمُرِ / تَذكر القَلب ما قَد كانَ في الصِغَرِ
إِني كَلفت بِريم قَد تَقنصني / إشراك مقلته
أَباحَ لي قَطفَ وَردٍ يانِعٍ نَضِرٍ / وَرَشف شهدٍ شَهيّ عاطرٍ خَصِرِ
يا حُسنَه وَأَريجَ الراح في فَمه / كَالمسك ذُرَّ عَلى صافٍ مِن الدُرَرِ
وَحَبَّذا زَغَبٌ في وَجنَتَيهِ بَدا / هُوَ السياجُ عَلى رَوضٍ مِن الزَهَرِ
وَرد يُضاعف حبيه مُضاعَفة / وَنَرجس زين بالتذييل وَالحوَرِ
وَفيهِ مَعنى لَطيف لَيسَ يُدركه / إِلا فَتى مُؤثر للعقل لا الصُوَرِ
تَوكَّدَت بَينَ روحينا مُناسَبَةٌ / لِذَلِكَ اِتَفَقا في الوِرد وَالصَدَرِ
وَفي تَعانُق جسمينا تَرى عَجَباً / إِثنان قَد ظَهَرا فَرداً لِذي النَظَرِ
وَقَد غنيت بِهِ عَن كُل غانِيَةٍ / مَن أَدرَك العَين لا يَعتَدُّ بِالأثَرِ
شَرَفَ الدينِ قَد تَشَرَّفَ قَدري
شَرَفَ الدينِ قَد تَشَرَّفَ قَدري / بِنظامٍ يَبأى عَلى كُلِّ شِعرِ
سِلكُ دُرٍّ سَلَكتَ فيهِ طَريقاً / أَعجَزَ الناسَ في نِظامٍ وَنَثرِ
لا عَجيبٌ مِن كَون لَفظِكَ دُرّاً / أَنتَ بَحرٌ وَالبَحرُ يَرمِي بِدُرِّ
هُوَ فَرقٌ ما بَينَ ضادٍ وَظاءٍ / وَهوَ جَمعٌ ما بَينَ زَهرٍ وَزَهرِ
أَيُّ سِلكٍ بِهِ الزَمانُ تَجلّى / أَيُّ سِحرٍ أَربى عَلى كُلِّ سِحرِ
وَبِالقَلبِ ريمٌ لا يَريمُ وِدادُهُ
وَبِالقَلبِ ريمٌ لا يَريمُ وِدادُهُ / وَلَو أَنَّهُ ما عِشتُ يَجفو وَيَهجُرُ
مِن التُركِ إِن قابَلتَ فَالبَدرُ طالِعٌ / لِنِصفٍ وَإِن قاتَلتَ فَاللَيثُ مخدَرُ
تناسَبَ مِنهُ الخَلقُ أَمّا قِوامُهُ / فَغُصنٌ وَلَكن بِالأَهِلَّةِ يُثمِرُ
وَيُشرِعُ لي مِن قَدِّهِ سَمهَرِيَّةً / وَلَكن سِنانُ السَمهَرِيَّةِ أَحوَرُ
تَعِبتُ وَقَد حصَّلتُ أَشياءَ جَمَّةً
تَعِبتُ وَقَد حصَّلتُ أَشياءَ جَمَّةً / مِن العلمِ قَد أَعيَت عَلى الجَهبَذِ الحبرِ
حَديثٌ وَقُرآنٌ وَنحوٌ منقّحٌ / وَفقهٌ وَآداب مِن النَظمِ وَالنَثرِ
وَقَد جُلتُ ما بَينَ الحِجاز وَمَغرِبٍ / وَأَندَلُسٍ مَع مِصرَ في البَرِّ وَالبَحرِ
فَلَم أَرَ في الدُنيا اِمرءاً هُوَ يُرتَجى / لِنَفعٍ وَلا يُدعى ليَكشِفَ من ضرِّ