القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو حَيّان الأندَلـُسي الكل
المجموع : 47
فُتِنتُ بِمَن لَو نورُها لاحَ لِلوَرى
فُتِنتُ بِمَن لَو نورُها لاحَ لِلوَرى / لأَغناهُم عَن بَهجَة الشَمسِ وَالقَمَر
فَتاة مِن الفردوسِ فَرَّت إِلى الدُنى / لِيُعلَمَ ما فيها مِن الحُسنِ في الصُوَر
كَأَنَّ النَقا وَالغُصنَ وَالبَدرَ وَالدُجى / مَعاً رِدفُها وَالقدُّ وَالوَجهُ وَالشَعَر
أَجَنَةُ عَدنٍ قَد بَدا لي حورها
أَجَنَةُ عَدنٍ قَد بَدا لي حورها / أَم الخَيمَةُ الزَرقاءُ لاحَت بدُورُها
أَم المُقلَةُ الوَسنى تَزورُ حَبيبَها / فَلَمّا اِنثَنَت يَقظَى تَبيَّنَ زُورُها
فُتِنّا بِآرامٍ دَواعي صَبابَةٍ / سَواجِي لِحاظٍ قَد سَبانا فُتورُها
أَوانسَ فارَقنَ الكِناسَ فَأَصبَحَت / نَوافِرَ قَد عَزَّت عَلى مَن يَزُورُها
يُدِرنَ مِن الأَحداقِ أَقداحَ قَهوَةٍ / ثَمِلنا بِها لَكن عَدانا سُرورُها
وَيَنصُبنَ بِالأَهدابِ إِشراكَ فِتنةٍ / تَصيدُ بِها الآسادَ بادٍ زَئيرُها
وَأَسفَرنَ عَن مِثلِ الشُموسِ طَوالِعاً / بِأَعيُنِ عِينٍ عَزَّ مِنها نُفورُها
وَهَب أَنَّ أَغصانَ النَقا شِبهُ قَدِّها / فَأَنّى لَها مُرخىً عَلَيها شُعورُها
تَلَفَّعنَ في داجٍ مِن الوَحفِ سائِلٍ / إِلى كَعبِها يَنجرُّ مِنها صَغيرها
فَمَن يَسرِ خَلفاً ضَلَّ في ظُلمَةٍ وَمَن / يَسيرُ أَماماً فَهوَ يَهديهِ نورُها
وَيَبهرنَ كُلَّ النَيِّراتِ بِغُرَّةٍ / تَلألأ مِنها ضوؤُها وَسُفورُها
وَيُقعِدنَها الأَردافُ رَيّا ثَقيلَةً / فَتنهِضُها ظَمأى خِفافاً خُصورُها
وَتَجلو لآلي ثَغرِها وَتمجّها / جَنى شَهدَةٍ أَضحى الأَراك يَشورُها
أَظَبيَ الفَلا قُل لِي بِأَيَّةِ حيلَةٍ / تَحيَّلتَ حَتّى عَينها تَستَعيرها
وَيا دُرَّةَ الغَوّاصِ زِدتَ مَلاحَةً / إِلى العَين لَمّا أَشبَهتك ثُغُورُها
وَيا حقّي العاجِ الَّذي اِزدانَ حِلةً / مَتى أَمكَنَت مِن خَرطِ نهدٍ نُحُورُها
أَبى نَهدُها مِن مَسِّ وَشيٍ لِجسمِها / كَذا الرِدفُ يَأَبى مَسَّ وَشيٍ ظُهورُها
أَثَرنَ بِقَلبي لَوعَةً إِثرَ لَوعَةٍ / كَذَلِكَ حُبُّ الغانياتِ يُثِيرُها
علِقتُهُ سَبَجِيَّ اللَونِ فاحِمَةُ
علِقتُهُ سَبَجِيَّ اللَونِ فاحِمَةُ / ما ابيضَّ مِنهُ سِوى ثَغرٍ حَكى الدُرَرا
قَد صاغَهُ مِن سَوادِ العَينِ خالِقُهُ / فَكُلُّ عَينٍ إِلَيهِ تُدمِنُ النَظَرا
كَأَنَّما هُوَ مرآةٌ تُقابلُهُ / مِنَ الوَرى أَنفُسٌ قَد أُودِعَت صُوَرا
تِلكَ اللَواتي غَدَت في الحُسنِ مُشرِقَةً / لَفاقَتِ النَيِّرَينِ الشَمسَ وَالقَمَرا
تَقَسَّمت لَونَهُ الأَبصارُ وَالِهَةً / في حُسنِهِ فَإِذا إِنسانُها بَصَرا
لَولا سَوادٌ بِها مِنهُ لَما نَظَرَت / وَلَم يَكُن عاشِقٌ بِالعَينِ قَد سُحِرا
نُوبِيُّ جِنسٍ فُؤادي مِنهُ في نُوَبٍ / مُستَعجِمٌ أَفصَحَت في وَصفِهِ الشُعَرا
مِن آلِ حامٍ أَخي سامٍ وَيافثِهِ / بِحُسنِهِ استعبَدَ السامِينَ وَالخَزَرا
مُكَمَّلُ الخَلقِ مِن فَرقٍ إِلى قَدَمٍ / مُذَلَّلُ الخُلقِ مِطواعٌ إِذا أُمِرا
وَمَلّكتُ روحي لِلحَبيبِ تَطَوُّعاً
وَمَلّكتُ روحي لِلحَبيبِ تَطَوُّعاً / فَها أَنا ذا ساخٍ بِهِ وَهوَ ساخِرُ
وَيا عَجَباً أَنّي أُسَرُّ بِحُبِّه / وَروحيَ عَن جُثمانِيَ اليَومَ سائِرُ
تَقَسَّمت الأَزمانَ فيهِ مَحَبَّتي / فَوَجدِي بِهِ ماضٍ وَآتٍ وَحاضِرُ
وَقابَلَني بِالحُسنِ أَبيَضُ ناعِمٌ
وَقابَلَني بِالحُسنِ أَبيَضُ ناعِمٌ / وَأَسمَرُ حُلوٌ أَصبَحا فِتنَةَ الوَرى
فَذا سَلَّ مِن جَفنَيهِ للضَربِ أَبيَضاً / وَذا هَزَّ مِن عِطفَيهِ لِلطَعنِ أَسمَرا
وَقَد صارَ لي شُغلٌ بِحبيهِما مَعاً / فَأَيُّهما يَنأى فَصفوي تَكَدَّرا
وَإِن يَقرُبا كانَت حَياتي لَذيذَةً / وَإِن يبعُدا عَنّي أَرى المَوتَ أَحمَرا
فَيا لَيتَ قَلبي قَد تَعَنّى بِواحِدٍ / فَيَغنى بِه لَكن فُؤادِي تَشَطَّرا
فَشَطرٌ لَدى مَن لا شُعورَ لَهُ بِهِ / وَشَطرٌ لَدى ريمٍ دَرى مِنهُ وَما دَرى
فَيا عَجَباً للصَّبِّ قَسَّمَ قَلبَه / هَوى اِثنينِ هَذا القَلبُ أَعجَبُ ما يُرى
تَذكَّرَ بُعداً مِن نُضار فَما صَبر
تَذكَّرَ بُعداً مِن نُضار فَما صَبر / حَليفُ أَسىً رامَ السُلُوَّ فَما قَدَر
فَأَضرَمَ ناراً في الحَشا قَد تَسعَّرَت / وَأَمطَرَ شُؤبوبُ المَدامعِ كَالمَطَر
نضارُ لَقَد أَسقَيتِني كأسَ لَوعَةٍ / هِيَ الصبرُ المَكروه أَو طَعمُها أَمَر
نضارُ لَقَد خَلَّفتني ذا مَصائِبٍ / إِذا شَرَعَت تَنأى تَداعَت لَها أُخَر
نضارُ اِعلَمِي أَنّي بِقَلبي وَقالِبي / لَدَيكِ مُقيماً لا يَقُرُّ لِيَ السَفَر
وَأَتلُو كِتابَ اللَهِ سِرّاً وَجَهرَةً / عَلَيكِ وَأَدعُو بِالأَصائِلِ وَالبُكَر
وَأَبكيكِ ما إِن دامَ بِالجِسمِ روحُهُ / وَما لاحِقِي يَوماً مَلالٌ وَلا ضَجَر
وَلَستُ كَمَن بَكّى حَبيبَيهِ حِقبَةً / فَقالَ وَقَد مَلَّ البُكا مِنهُ وَالسَهَر
إِلى الحَولِ ثُمَ اسمُ السَلامِ عَلَيكُما / وَمَن يَبكِ حَولاً كامِلاً فَقَد اِعتَذَر
وَلَكِنَّني أَبكيكِ إِذ نَلتَقي مَعاً / فَتُبصِر عَيني وَجهَكِ الزاهرَ القَمَر
وَأَحظى بِحُسنٍ مِن حَديثكِ إِنَّما / حَديثُكِ أُنسُ القَلبِ وَالسَمعِ وَالبَصَر
وَما كَنُضارٍ في البَناتِ وَما لَها / شَبيهٌ يُرى لا في البَداوَةِ وَالحَضَر
رَزينَةُ عَقلٍ لَو يُقاسُ بِمثلِها / حِجىً كانَت الياقوت قَد قِيس بِالحَجَر
وَتَلاءةٌ آيَ القُرآنِ يَزينُها / فَإِعرابُهُ زَين القِراءةِ بِالدُّرَر
وَرِاويةٌ عَن سَيِّدِ الرُسلِ ما رَوَت / ثِقاتٌ بِما قَد صح مِن مُسنَدِ الخَبَر
وَكاتِبَةٌ خَطّاً يَزينُ يَراعَها / بَراعَتُهُ فيهِ اِبتِهاجٌ لِمَن نَظَر
وَلَيسَت مِن اللآئي شُغلنَ بِزينَةٍ / فَتكحَلَ مِنها العَينُ أَو تَلبَسَ الحَبَر
وَلَكن لَها شُغلٌ بِأَجرٍ تُعِدُّهُ / لِيَوم معادٍ حينَ ينفَخُ في الصُوَر
إِغاثةُ مَلهوفٍ وَإِطعامُ جائِعٍ / وَكُسوَةُ عارٍ وَانتِفاعٌ بِلا ضَرَر
أَلا رَحِمَ الرَحمَنُ نَفساً زَكِيَّةً / لَدى العالمِ العُلويِّ كانَ لَها مَقَر
نَداكَ هُوَ البَحرُ الخِضَمُّ لآمِلٍ
نَداكَ هُوَ البَحرُ الخِضَمُّ لآمِلٍ / أَلَستَ تَراهُ الدَّهر يَلفِظُ بِالدُّرِّ
وَقالوا نَدى كَفَّيكَ سُحبٌ هَواطِلٌ / أَما علِموا أَنَّ السَحابَ مِن البَحرِ
أَنارَت مُحَيّاً إِذ دَجا مِنهُ فرعه
أَنارَت مُحَيّاً إِذ دَجا مِنهُ فرعه / وَأَخصَبَ مِنها الرِدفُ إِذ أَجرد الخَصرُ
إِذا ما مَشَت تَختالُ بَينَ لِداتِها / رَأَيتَ مَلاكَ الدَّجنِ تَكنَفُهُ الزَّهرُ
وَأَعجَبُ مِن ضِدَّينِ فيَّ تَجمَّعا / فَمِن مُقلَتي قَطرٌ وَمِن مُهجَتِي جَمرُ
ذو لِحاظٍ بِهِ سَقامُ فتورٍ
ذو لِحاظٍ بِهِ سَقامُ فتورٍ / لِصِحاحِ القُلوبِ مِنهنَّ كَسرُ
فَلأَنفاسِهِ وَثَغرٍ وَريقٍ / نُسِبَت مِسكَةٌ وَدُرٌّ وَخَمرُ
وَلقَدٍّ وَشعرِهِ وَالمُحيّا / أَشبَهَت خُوطةٌ وَلَيلٌ وَبَدرُ
أَسُهادٌ وَأَدمُعٌ وَزَفيرُ
أَسُهادٌ وَأَدمُعٌ وَزَفيرُ / بَعضُ هَذا عَلى المُحبِّ كَثيرُ
ما تَذَكَّرتُ وَصلَ حُبّيَ إِلّا / كادَ قَلبي شَوقاً إِلَيهِ يَطيرُ
سَكَنوهُ وَأَودَعُوهُ غَراماً / عَجَباً فيهِ جَنَّةٌ وَسَعيرُ
هَنيئاً لِزَينِ الدينِ بِالفَرَحِ الَّذي
هَنيئاً لِزَينِ الدينِ بِالفَرَحِ الَّذي / بِهِ جُلِيَت شَمسُ الضّحاءِ عَلى البَدرِ
أَنارَت بِهِ الأَفلاكُ حَتّى أَثيرُها / بِغُرَّةِ بَدرٍ لاحَ في لَيلَةِ القَدرِ
وَسُرَّ بِهِ الأَحبابُ إِذ سارَ نَحوَهُم / طَعامٌ مِن المَشويِّ أَو مُنضَجِ القِدرِ
وَمِن صادقِ الحَلواءِ زانَت صُدورُها / صدورَ أُناسٍ في الأَنامِ سِوى صَدري
وَخُصُّوا بِها دُوني وَأُهمِلتُ مِنهُم / وَذا شيمَةٌ مِنكُم عَرَفتُ بِها قَدري
حُروفُهُم أَصلٌ وَحَرفي زائِدٌ / كَأَنّي وَاوٌ أَلحِقَت مُنتَهى عَمرُو
عَلى أَنَّني ذاكَ الخَليلُ الَّذي غَدا / مُفيداً لآدابٍ بَريئاً مِن الغَدرِ
يا بَها دُرٍّ سُدتَ إِذ كُنتَ مَولىً
يا بَها دُرٍّ سُدتَ إِذ كُنتَ مَولىً / لإِمامٍ أَضاءَ للدينِ بَدرا
لا أُهنِّيكَ بِالمَلابسِ فَاعلَم / بَل أُهَنّي بِكَ المَلابسَ تَترى
إِن تَكُن خِلعَةً تَزينُ فَهَذِي / زِنتَها وَاكتَسَت بَهاءً وَدُرّا
إِنَّ قاضي القُضاةِ مَن يَصطَفيهِ / نالَ عِندَ المُلوكِ جاها وَقَدرا
لَمّا حَجَبَت جَمالَها عَن نَظَري
لَمّا حَجَبَت جَمالَها عَن نَظَري / أَضحى بَصَرِي مُراقِباً للقَمَرِ
هَب أَنَّهُّما بِناظِريَّ اشتَبَها / نُوراً فَهُما شِبهٌ لَها في الخَفَرِ
ما كانَ لَنا نُحِبُّها مِن غَرَضٍ / لَكن قَدَرٌ أَتاحَهُ عَن نَظَري
سَمراءُ لَها بِمُهجَتي مُعتَلَقٌ / فَالعَينُ لَها مُديمَةٌ بِالسَّمَرِ
مَهما نَسمت فَمِسكَةٌ في أَرَجٍ / أَو ما بَسمَت فَرِقَّةٌ في دُرَرِ
شَمسٌ سَفَرت كَم أَخجَلَت مِن قَمَر / رَودٌ نَظَرت بِسِحرِها في الحَوَرِ
غابَت زَمَناً فَخاطِري في قَلَقٍ / مِنها وَجَوانِحي غَدَت في سَعَرِ
راحَت وَلَها تَشَوُّقٌ أَزعَجَها / للحَجِّ فَما تَقاعَدَت في السَفَرِ
حَجَّت وَقَضَت زِيارَةً وافَقَها / سَعدٌ وَأَتَت سَليمَةً مِن ضَرَرِ
فَالدارُ بِها مُضِيئَةٌ مُذ وَرَدَت / وَالرُوحُ لَها مُطيعَةٌ في العُمُرِ
يَرشُفُنا مِن ريقِهِ مُدامَةً
يَرشُفُنا مِن ريقِهِ مُدامَةً / نَكهَتُها تَهزَأُ بِالعَبيرِ
وَنَجتَلي دِعصاً مَهيلاً فَوقَهُ / أَملَدُ تَحتَ قَمَرٍ مُنيرِ
وَانحَدَرَت ذُؤابَةٌ مِن شعرِهِ / فَانظُر ورُودَ الصِلِّ للغَديرِ
يَلفِتُ مِن طَرفٍ خَفِيّ خَجَلاً / يَبغَمُ مثلَ الشادِنِ الغَريرِ
هَنيئاً لَكَ النَجلُ السَعيدُ الَّذي بِهِ
هَنيئاً لَكَ النَجلُ السَعيدُ الَّذي بِهِ / سَعدِنا لَقَد وافاكَ بِالبِشرِ وَالبُشرى
لَئِن كُنتَ قَد جَفَّت بِرَوضِكَ زَهرَةٌ / فَقَد أَطلَعَ الرَحمَنُ في أُفقِكُم بَدرا
قالوا وَفَدتَ مِن البَيتِ الحَرامِ وَمِن
قالوا وَفَدتَ مِن البَيتِ الحَرامِ وَمِن / زِيارَةِ المُصطَفى للعَودِ مُختارا
فَزارَكَ الناسُ أَرسالاً وَبَعضُهُم / قَد اِزدَراكَ اِنتخاءً مِنهُ ما زارا
وَما اِزدراكَ سِوى غَمرٍ أَخي حَسَدٍ / يَرى بِكَ الشَمسَ إِحراقاً وَإنوارا
لَو أَنَّهُ كُنتَ رِجساً مِن مُسالَمَةٍ / وَافى مِن القُدسِ كانَ الغُمر زوّارا
إِن يُترَكُوا فَقَديماً زارَ أَكبَرُهُم / قَدراً وَأَكثَرُهُم في الشَرعِ آثارا
المالِكي وَالحَنِيفِيُّ اللَذانِ هُما / في العَصرِ كانا أَجَلَّ الناسِ مِقدارا
التابعانِ الإِمامَينِ اللَذَينِ هُما / أَصلُ الشَريعةِ إِخباراً وَتَنظارا
الأَصبَحِيُّ وَنُعمانٌ فَلا بَرِحا / يَسقِي ضَريحَهُما الرَحمَنُ مِدرارا
يا صَبوة قَد أَتَتني آخر العُمُرِ
يا صَبوة قَد أَتَتني آخر العُمُرِ / تَذكر القَلب ما قَد كانَ في الصِغَرِ
إِني كَلفت بِريم قَد تَقنصني / إشراك مقلته
أَباحَ لي قَطفَ وَردٍ يانِعٍ نَضِرٍ / وَرَشف شهدٍ شَهيّ عاطرٍ خَصِرِ
يا حُسنَه وَأَريجَ الراح في فَمه / كَالمسك ذُرَّ عَلى صافٍ مِن الدُرَرِ
وَحَبَّذا زَغَبٌ في وَجنَتَيهِ بَدا / هُوَ السياجُ عَلى رَوضٍ مِن الزَهَرِ
وَرد يُضاعف حبيه مُضاعَفة / وَنَرجس زين بالتذييل وَالحوَرِ
وَفيهِ مَعنى لَطيف لَيسَ يُدركه / إِلا فَتى مُؤثر للعقل لا الصُوَرِ
تَوكَّدَت بَينَ روحينا مُناسَبَةٌ / لِذَلِكَ اِتَفَقا في الوِرد وَالصَدَرِ
وَفي تَعانُق جسمينا تَرى عَجَباً / إِثنان قَد ظَهَرا فَرداً لِذي النَظَرِ
وَقَد غنيت بِهِ عَن كُل غانِيَةٍ / مَن أَدرَك العَين لا يَعتَدُّ بِالأثَرِ
شَرَفَ الدينِ قَد تَشَرَّفَ قَدري
شَرَفَ الدينِ قَد تَشَرَّفَ قَدري / بِنظامٍ يَبأى عَلى كُلِّ شِعرِ
سِلكُ دُرٍّ سَلَكتَ فيهِ طَريقاً / أَعجَزَ الناسَ في نِظامٍ وَنَثرِ
لا عَجيبٌ مِن كَون لَفظِكَ دُرّاً / أَنتَ بَحرٌ وَالبَحرُ يَرمِي بِدُرِّ
هُوَ فَرقٌ ما بَينَ ضادٍ وَظاءٍ / وَهوَ جَمعٌ ما بَينَ زَهرٍ وَزَهرِ
أَيُّ سِلكٍ بِهِ الزَمانُ تَجلّى / أَيُّ سِحرٍ أَربى عَلى كُلِّ سِحرِ
وَبِالقَلبِ ريمٌ لا يَريمُ وِدادُهُ
وَبِالقَلبِ ريمٌ لا يَريمُ وِدادُهُ / وَلَو أَنَّهُ ما عِشتُ يَجفو وَيَهجُرُ
مِن التُركِ إِن قابَلتَ فَالبَدرُ طالِعٌ / لِنِصفٍ وَإِن قاتَلتَ فَاللَيثُ مخدَرُ
تناسَبَ مِنهُ الخَلقُ أَمّا قِوامُهُ / فَغُصنٌ وَلَكن بِالأَهِلَّةِ يُثمِرُ
وَيُشرِعُ لي مِن قَدِّهِ سَمهَرِيَّةً / وَلَكن سِنانُ السَمهَرِيَّةِ أَحوَرُ
تَعِبتُ وَقَد حصَّلتُ أَشياءَ جَمَّةً
تَعِبتُ وَقَد حصَّلتُ أَشياءَ جَمَّةً / مِن العلمِ قَد أَعيَت عَلى الجَهبَذِ الحبرِ
حَديثٌ وَقُرآنٌ وَنحوٌ منقّحٌ / وَفقهٌ وَآداب مِن النَظمِ وَالنَثرِ
وَقَد جُلتُ ما بَينَ الحِجاز وَمَغرِبٍ / وَأَندَلُسٍ مَع مِصرَ في البَرِّ وَالبَحرِ
فَلَم أَرَ في الدُنيا اِمرءاً هُوَ يُرتَجى / لِنَفعٍ وَلا يُدعى ليَكشِفَ من ضرِّ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025