المجموع : 110
أَمَطلَعَ شَمسِ الحُسنِ لا مَطلَعَ الفَجرِ
أَمَطلَعَ شَمسِ الحُسنِ لا مَطلَعَ الفَجرِ / جَلَوتَ ظَلامَ اللَيلِ بِالكَأسِ وَالثَغرِ
وَلَم يَنتَقِصهُ الثَغرُ مِثقالَ ذَرَّةٍ / وَشُهدُ اللَمى جَرَّ الدَبيبَ مِنَ الذَرِّ
وَقَلبِيَ مِن صَخرٍ وَلَكِن عَدِمتُهُ / فَعَينِيَ كَالخَنساءِ تَبكي عَلى صَخرِ
أَخا طُرَّةٍ بي مِن عَجائِبِ ثَغرِهِ / سَلِ العَينَ إِنَّ العَينَ حاضِرَةُ البَحرِ
سالَت جُفونُ الهَوى عَلى قَدَرِ
سالَت جُفونُ الهَوى عَلى قَدَرِ / فلَم يَدَع سَيلُها وَلَم يَذَرِ
فَمَرَّ عَنّا بِهِ المَلامُ فَما / عِندي لَهُ حَيثُ مَرَّ مِن خَبَرِ
هَذي سُيولٌ أَنّى يَقومُ لَها ال / عَذلُ وَما قامَ قائِمُ الحَجَرِ
يَبيتُ كُلُّ الوَرى لَهُ قَمَرٌ / غَيري وَما لِيَ بِاللَيلِ مِن قَمَرِ
سافَرَ عَنّي وَلا أَرى قَمَراً / أُفْقاً وَأَرضاً إِلّا عَلى سَفَرِ
وَكُلُّ لَيلٍ يُرجى لَهُ سَحَرٌ / وَلَيلُ مَن فارَقوا بِلا سَحَرِ
أَما وَمِنهُ لا يَنقَضي وَطَري / فَقَد صَحِبتُ الدُنيا بِلا وَطَرِ
لي لَمَحاتٌ عَلى مُحَبَّرِها / أَحفَل مِن أَدمُعي عَلى بَصَري
أُقسِمُ يا بَدرُ لَو عَقَلتَ وَقَد / أَبصَرتَ تِلكَ الأَنوارَ لَم تُنِرِ
سِر لا تَقِف وَاِستَعِن بِأَجنِحَةِ ال / سُحبِ إِلى وَكرِ مَغرِبٍ وَطِرِ
وَعَورَةٌ أَنتَ في العُيونِ وَإِن / رَأَيتَ أَلّا تَراكَ فَاِستَتِر
ما أَنتَ يا شَيخَنا الكَبيرَ كَمَن / أَضحى كَبيرَ الجَمالِ في الصِغَرِ
كادَ العَذولُ يُضِلُّني
كادَ العَذولُ يُضِلُّني / عَن حُكمِهِ لَولا اِصطِباري
لا يَبقَ لِلعُشّاقِ بَع / دَ تَبَصُّري فيهِ اِغتِراري
أنا في الهَوى مِمَّن يُقا / رَنُ بِالفَلاسِفَةِ الكِبارِ
أَثارَهُ سودٌ بِقَل / بي وَهْيَ بيضٌ في عِذاري
كَم ذا التَغاضي وَالتَنَص / صُحُ بَينَ سِرٍّ أَو جِهارِ
حُرَقُ الغَرامِ لَذيذَةٌ / لا بِتَّ مُحتَرِقاً بِناري
نَعَم سَهِرتُ نَديمَ الكَأسِ وَالوَتَرِ
نَعَم سَهِرتُ نَديمَ الكَأسِ وَالوَتَرِ / وَاللَيلُ يَقظانُ عَينِ الزُهْرِ وَالزَهَرِ
يا نائِمَ اللَيلِ ماذا فاتَ نائِمَهُ / مِن لَذَّةٍ تَشتَريها العَينُ بِالسَهَرِ
لا بُدَّ بَينَ الرِضا وَالسُخطِ مِن سَهَرٍ / يُقَلِّبُ اللَيلَ بَينَ الطولِ وَالقِصَرِ
وَأَنتَ يا قَمَري لا بُدَّ مِنكَ وَلَو / بَنَيتَ دارَكَ لي في دارَةِ القَمَرِ
يا مَورِدَ العَيشِ لَم يَترُكْهُ وارِدُهُ / عَلى الصَفاءِ وَلَم يَهجُرْهُ لِلكَدَرِ
ظَبيٌ إِذا ما أَدارَ الخَمرَ قُلتُ لَهُ / هَذا الَّذي لَم تُدِرهُ ظَبيَةُ الخَمَرِ
إِن نامَ زُرتُ خَيالاً أَو يَهُبَّ أَزُر / أَو يَمشِ أَسعَ وَإِن خَبَّ الخُطى أَطِر
أَمّا الَّذي يُخفي الفُؤادُ فَأَكبَرُ
أَمّا الَّذي يُخفي الفُؤادُ فَأَكبَرُ / مَمّا أَقولُ لَهُ وَمِمّا يَظهَرُ
لا حيلةٌ في ذُلِّ دَمعيَ فيكُمُ / عَهدي بِهِ مِن قبلكم يَتكَبَّرُ
واللَّه لا بَرِحَت سُيوفُ جُفونِكُم / حتّى يَفيضَ مِنَ الجُفونِ الأَحمَرُ
لا يَحسَبُ العذَّالُ أَنِّيَ مُفرداً / أَلقاهُمُ فالحسنُ فيهِ عَسكَرُ
ولَقَد نَجوتُ وللأَخامِصِ مِنهُمُ / خلفِي العثارُ وللوُجُوهِ العِثيَرُ
صَمَتَ العَذولُ وَصَمتُهُ إِقرارُ
صَمَتَ العَذولُ وَصَمتُهُ إِقرارُ / صَمَتَ المُحِبُّ وصمتُهُ إِصرارُ
الحبُّ نارٌ وَالمَلامُ مُثيرُهُ / والجَفنُ زَندٌ وَالدُّموعُ شَرارُ
لا تَلحَ واعذِر إِنَّها الأَهواءُ إِن / عَذَرت وإِلّا إِنَّها الأَقدارُ
أُدافِعُ مِنكَ العَذلَ منِّيَ بالعُذرِ
أُدافِعُ مِنكَ العَذلَ منِّيَ بالعُذرِ / وَمَن لَم يَلِن لِلِّينِ لَانَ عَلى القَسرِ
فَإِن كانَ أَمري في يَدي فَكَما تَرى / وَإِلّا فَدَبِّرهُ وَلا تُسمِهِ أَمري
وَما الصَبرُ إِلّا مُعقِبٌ ما أُريدُهُ / وَلَكِنَّني اِستَبطَأتُ عاقِبَةَ الصَبرِ
وَقُلتُ لَهُ يا صَبرُ إِن كُنتَ مُعقِباً / بِعُقبى فَمِن قَبلِ الخُروجِ مِنَ العُمرِ
كَمِ اِستَأذَنَت عُقبى عَلى المَرءِ مَيِّتاً / فَما أَذِنَت حُجبٌ عَلَيهِ مِنَ القَبرِ
واصِلُ طَيفِ الحِبِّ كَالهاجِرِ
واصِلُ طَيفِ الحِبِّ كَالهاجِرِ / وَلا أُحِبُّ الزورَ مِن زائِرِ
بِخَفقَةِ الطائِرِ لا يَشتَفي / مَن في حَشاهُ خَفقَهُ الطائِرِ
يا قَمَراً مَطلَعُهُ مُطمِعي / في فَلَكٍ مِن فِكرِهِ دائِرِ
يا عَينُ بَل إِنسانَ عَينٍ بَدا / في أَسوَدَي قَلبِيَ وَالناظِرِ
تَصيدُ بِالإِعراضِ قَلبي فَما / أَعجَبَ ذاكَ الصَيدَ مِن نافِرِ
يا طَيفُ دَمعي قَد حَمى ناظِري / وَزَفرَتي قَد أَحرَقَت خاطِري
طَبِّق بِسَيلِ الدَمعِ طُرقَ اللِقا / مَرَرتَ مِن قَلبي عَلى الحاجِرِ
فَأَنتَ في عُذرٍ إِذا لَم تَكُن / طَريقُكَ اليَومَ عَلى ناظِري
يا جارَ قَلبي ما رَعى حَقَّهُ / واحَرَبي مِن جارِهِ الجائِرِ
يا حاكِماً في مُهجَتي قَلبُهُ / بِكُلِّ حُكمِ جائِزٍ جائِرِ
لا يَقبَلُ الرِشوَةَ في حُكمِهِ / وَلا يُبالي غَبَنَ الخاسِرِ
يا يوسُفَ الحُسنِ وَفي سِجنِهِ / أسيرُهُ المشغوفُ بالآسِرِ
كم عاذِرٍ إن مِتُّ مِن حُبِّهِ / وَلَيسَ لي إِن عِشتُ مِن عاذِرِ
رُهِنتَ يا قَلبُ فَمَن ذا الَّذي / يَقبِضُ دَينَ الراهِنِ الخاسِرِ
يا مُفلِساً أُودِعَ سِجنَ الهَوى / وَيا يَتيماً في يَدِ الحاجِرِ
وَمُتلِفِ الرَهنِ فَما حيلَتي / وَالقَولُ قَولُ المُتلِفِ الغادِرِ
لا لَومَ في الحُكمِ عَلى حاكِمٍ / وَالأَصلُ في الحُكمِ عَلى الظاهِرِ
وَما مَعي مِنّي سِوى أَعظُمٍ / وَسائِري في رِكبِكَ السائِرِ
مِن هامَةِ الشارِبِ قَد أَدرَكَت / ما وَتَرَت مِن قَدَمِ العاصِرِ
مُعَذِّبي كَالخَمرِ في أَخذِهِ / قَلبي بِما يُجري مِنَ الناظِرِ
لَم تَعرُ جِسمَكَ عِلَّةٌ بَل صِحَّةٌ
لَم تَعرُ جِسمَكَ عِلَّةٌ بَل صِحَّةٌ / خَلَعَت عَلَيكَ نُضارَها لِلناظِرِ
مَن عابَ صُفرَتَهُ عَلَيكَ فَقُل لَهُ / أَيَكونُ أَشرَفُ مِن شِعارِ الناصِرِ
إِن كانَ مُلتَهِباً فَذاكَ لِطولِ ما / أَلِفَ الإِقامَةَ في غَليلِ خَواطِري
عَرَقٌ جَرى نَهراً مُحَيّاهُ بِهِ / كَصَحيفَةٍ قَد أُلقِيَت في كافِرِ
أَسُمَيرَةٌ مَسَّتهُ مِنها بِالأَذى / إِيّاكِ عَنهُ فَلا مَساسَ لِسامِري
يُلامُ لِما لا يَستَطيعُ وَيُعذَرُ
يُلامُ لِما لا يَستَطيعُ وَيُعذَرُ / وَيُسهَبُ فيهِ القَولُ أَو فَيُقَصَّرُ
وَأَفعالُكُم تَنهاهُ لَو كانَ يَنتَهي / وَما غابَتِ الآراءُ لَو كانَ يَحضُرُ
لِساني بِأَمري وَهوَ مِنّي وَمِنكُمُ / عَنِ البَثِّ يُنهى أَو فَبالكَتمِ يُؤمَرُ
فَأَمّا جُفوني فَهيَ بَينَ يَدَيكُمُ / ضَميري بِها يَبدو وَسِرِّيَ يَظهَرُ
صَبَرتُ وَكانَ الصَبرُ مِنِّيَ عادَةً / وَما صَبَرَ الدَمعُ الَّذي يَتَفَجَّرُ
وَقالَ اِستَدِم صَبري عَلَيكَ فَإِنَّني / وَإِن كُنتُ أَبدَيتُ السَرائِرَ أَستُرُ
أَيَسكُتُ عَن شَكوى الهَوى بِكَ مَنطِقٌ / وَتُعدَى جُفوني بِالسُّكوتِ وَتُحصَرُ
وَمَن ذا الَّذي يُملا بِهِ خَلوَةُ الهَوى / وَفي رَوضَةِ التَذكارِ ماذا يُفَجَّرُ
وَمَن ذا عَلى قَلبِ الحَبيبِ وَدونَهُ / مِنَ الغَيظِ أَغلاقٌ تُرى يَتَسَوَّرُ
أَغَيرِيَ مَن يُدعى لِيَومِ كَريهَةٍ / وَساعَةِ شَكوى مِن حَبيبٍ فَيَحضُرُ
وَما نَهَضَت مِن قَلبِهِ لَكَ رِقَّةٌ / إِذا لَم تَرَ الشَكوى فَذَيلِيَ يَعثَرُ
هَذا عَذابٌ لا يُفَتَّرْ
هَذا عَذابٌ لا يُفَتَّرْ / بِأَقَلِّهِ قَلبي تَفَطَّرْ
أَفَلا يُفَكِّرُ في المُحِب / بِ وَما دَهاهُ ألا يُفَكَّرْ
ما كانَ يَحذَرُ نالَهُ / مِنكُم وَما لا كانَ يَحذَر
أَفَلا يُرى في جَنَّةٍ / لِلوَصلِ ذا المَحروبُ يُجبَر
قَذَفوهُ في نِسيانِهِم / حَتّى وَلا بِالسوءِ يُذكَر
بِأَبي هِلالٌ مَن رَآ / هُ أَفادَ أَجراً حينَ كَبَّر
كَم صامَ قَلبٌ عَن ذُنو / بٍ ثُمَّ لاحَ لَهُ فَأَفطَر
يا وَيحَ سائِلِهِ الَّذي / يا لَيتَهُ لَو كانَ يُنهَر
يا مُنظِري بِوُعودِهِ / أَتَظُنُّني بِالحَتفِ أُنظَر
عَجِّلْ فَلي أَجَلٌ وَأَن / تَ بِهِ تَجيءُ وَما يُؤَخَّر
لي فيكَ غَرسٌ لَيتَهُ / مِن قَبلِ قَطفِيَ كانَ أَثمَر
اللَيلُ يَعلَمُ أَنَّني / في اللَيلِ لِلأَقمارِ أَسهَر
هَذا المُسامِرُ مِن نُجو / مِ اللَيلِ سارٍ أَم مُسَمَّر
أَنِسَت بِهِ عَينٌ تُشَب / بِهُهُ بِسِربِ مَهاً مُنَفَّر
وَتَكاثَرَت أَعدادُهُ / وَنُجومُ دَمعي مِنهُ أَكثَر
مُتَعَثِّراً في غَربِهِ / وَالدَمعُ فيهِ ما تَعَثَّر
لَيتَ الصَباحَ عَلى المَشا / رِقِ قَد تَهَجَّمَ أَو تَسَوَّر
قُم يا حَمامُ عَسى إِذا / غَرَّدَت لِلأَشجارِ تُسحِر
لِثُغورِ زُهرٍ أَومَضَت / وَخُدودِ وَردٍ قَد تَخَفَّر
لَطُفَ النَسيمُ فَحلَّ مِن / أَكمامِهِ ما قَد تَزَرَّر
النَهرُ مَزهُوٌّ جَلا / هُ الزَهرُ كَالسَيفِ المُجَوهَر
وَما قَضى الدَهرُ لي مِن قُربِهِ وَطَراً
وَما قَضى الدَهرُ لي مِن قُربِهِ وَطَراً / إِلّا اِقتَضى الوَطَرُ المَقضِيُّ أَوطارا
يا مَن شَقيتُ بِهِ دُنيا وَآخِرَةً / تُرى عَرَفتَ سِوى الدارَينِ لي دارا
النارُ في هَذِهِ لِلقَلبِ تَدخُلُهُ / وَتِلكَ فَالجِسمُ فيها يَدخُلُ النارا
أَشقى البَرِيَّةِ مَنظوراً وَمُنتَظِراً / هَذا الضَعيفُ الَّذي يَهواكَ جَبّارا
إِنّا إِلى اللَهِ إِن لَم يَغتَفِر زَلَلي / أَستَغفِرُ اللَهَ سَتّارا وَغَفّارا
عَرَفتُ دارَكُمُ وَالرَكبُ يُنكِرُها
عَرَفتُ دارَكُمُ وَالرَكبُ يُنكِرُها / قَلبي وَإِن جَهِلَت عَيني يُخَبِّرُها
ما كادَها الريحُ قِدماً حينَ يَنسِفُها / وَإِنَّما خَلفَهُم أَمسى يُسَيِّرُها
لَقَد عَفَت وَذُيولُ الريحِ إِن سُحِبَت / لَم يَبقَ مِن رَسمِها باقٍ يُعَثِّرُها
يا دارُ كُنتِ لِأَفلاكِ الهَوى فَلَكاً / فَما اِستَطَعتُكِ أَفلاكاً أُسَمِّرُها
ما أَنتِ إِلّا عَروسٌ وَالرَبيعُ لَها / في كُلِّ عامٍ بِما يَشري يُشَوِّرُها
وَالدارُ كَالساكِنيها حُكمُ خالِقِها / يُميتُها وَإِذا ما شاءَ يَنشُرُها
كَم لِلسَحائِبِ عِندَ الدارِ مِن مِنَنٍ / مِشكورَةٍ وَلِسانُ الرَوضِ يَشكُرُها
لَعَلَّ بَغيضَ العَذلِ يُحدِثُ لي ذِكرى
لَعَلَّ بَغيضَ العَذلِ يُحدِثُ لي ذِكرى / حَبيبٍ حَبيبِ الذِكرِ عِندي إِذا مَرّا
كَأَنَّ جُفوني السُحبُ وَالقَطرُ أَدمُعي / وَقَد أَمطَرَت فِكري فَقَد أَنبَتَ الشِعرا
وَعَرَّفَني قَدري الزَمانُ مُطالِباً / بِوِترِ زَمانٍ ما عَرَفتُ لَهُ قَدرا
وَعَقرَبٍ في الخَدِّ مِن مِسكَةٍ
وَعَقرَبٍ في الخَدِّ مِن مِسكَةٍ / أَمسَكَ أَن يَأكُلَها الجَمرُ
بَقِيَّةٌ مِن لَيلَةٍ لِلرِضا / نامَت وَما أَيقَظَها الفَجرُ
الدارُ راحِلَةٌ عَلى آثارِهِمْ
الدارُ راحِلَةٌ عَلى آثارِهِمْ / فَلِمَن أُسائِلُ بَعدُ عَن أَخبارِهِمْ
وَالنَفسُ راحِلَةٌ عَلى أَثَرَيهِما / فَإِذا الرَحيلُ بِهِم وَبي وَبِدارِهِم
يا دَهرُ ما يَشفيكَ ما أَوقَدتَ مِن / ناري وَما أَخمَدتَهُ مِن نارِهِم
وَدَمي فَمِن أَوزارِهِم وَوَدِدتُ لَو / حُمِّلتُ يَومَ الحَشرِ مِن أَوزارِهِم
يا مُتعَةَ الصَدرِ الَّذي هُم سِرُّهُ / وَيَسُرُّني التَرويحُ مِن أَسرارِهِم
اللَهُ جارُهُمُ عَلى الجَورِ الَّذي / قَسَموهُ وَاِبتَدَءوا بِحِصَّةِ جارِهِم
لَو أَنَّ عُمري خالِصٌ مِن شائِبٍ / أَهَديتُ خالِصَهُ إِلى أَعمارِهِم
مُستَأنِسَ الخَطَراتِ بِتُّ بِذِكرِهِم / مُستَوحِشَ الظَلماءِ مِن أَقمارِهِم
الدارُ أَخرَجَني الزَمانُ بِناظِري
الدارُ أَخرَجَني الزَمانُ بِناظِري / فَغَلَبتُهُ فَدَخَلتُها بِالخاطِرِ
عَرَضَ الفِراقُ مَعارِضاً فيها وَما / فارَقتُ ما اِستَعرَضتُهُ بِضَمائِري
عَجَباً لَهُ بِالأَمسِ كَيفَ أَزورُهُ / رَبعاً لَهُم وَاليَومَ أَصبَحَ زائِري
لا تَشكُرِ الدُنيا لِأَوَّلِ حالَةٍ / مِنها فَإِنَّ الحُكمَ عِندَ الآخِرِ
وَالجالِبانِ الرِبحَ وَالخَسرانَ كَم / مَضَيا فَأَشكَلَ رابِحٌ بِالخاسِرِ
لا تُنكِبَنَّ عَلى عِمارَتِها اِنطَوَت / ما يَسكُنُ الفاني فَلَيسَ بِعامِرِ
لَها نَظرَةً لا يَدَّعي فِعلَها الخَمرُ
لَها نَظرَةً لا يَدَّعي فِعلَها الخَمرُ / وَلي سَكرَةٌ لا يَقتَضي مِثلَها السُكرُ
هِيَ الدارُ في حالَي نَواها وَقُربِها / فَإِن تَدنُ فَالمَغنى وَإِن تَنأَ فَالقَفرُ
وَيَبكي دَماً إِن بِتَّ ضَيفاً لِذِكرِهِ / وَما اِسمُكَ إِلّا الضَيفُ بَيَّتَهُ الفِكرُ
وَأَمّا الدَمُ الجاري فَمِن عَقرِ قَلبِهِ / وَأَعلى كَراماتِ الضُيوفِ هَوَ العَقرُ
أَيا دَهرُ لا مَن قَد هَويتُ وَلا الصِبا / وَلَم يَبقَ لا كاسي الشَبابِ وَلا الوَفرُ
فَيا لَيتَ دَهري بَعضُ مَن قَد عَدِمتُهُ / وَيا وَيلَتي أَفنى وَما فَنِيَ الدَهرُ
سَأُبقي عَلى الأَحرارِ مِنهُ بَقِيَّةً / يَسوءُهُمُ أَلّا يُنادي لَها حُرُّ
وَإِنَّ العَذابَ الأَكبَرَ البَينُ فَاِبكِهِ / وَإِنَّ عَذاباً دونَ ذَلِكُمُ الهَجرُ
وَلِهتُ فَوَصفي لَم يُحَصِّلهُ واصِفٌ / فَلا جَزَعٌ لي يَومَ بانوا وَلا صَبرُ
وَلَو بَدَّلوني مِن مَلامٍ شَفاعَةً / إِلى مَن عَلَيهِ اللَومُ لَاِعتَدَلَ الأَمرُ
أَرى نُذُراً لِلبَينِ صَرَّحَ وَعدُها / عَلَيَّ إِذا ما الدَهرُ أَخلَفَها نَذرُ
وَلَو أَنَّني سايَرتُ رَوضَةَ حُسنِهِ / لَسايَرَها مِن بَينِ أَجفانِهِ نَهرُ
يَقولونَ إِنَّ الدَمعَ باحَ بِسِرِّهِ / وَهَل كانَ ما بَيني وَبَينَكُمُ سِرُّ
وَماذا عَلى عَينٍ تَرى الحُسنَ رَوضَةً / إِذا ما جَرى مِن فَيضِ أَدمُعِها قَطرُ
لا تَرفَعَنَّ إِلَيهِم البَصَرا
لا تَرفَعَنَّ إِلَيهِم البَصَرا / وَاِذكُر عِقابَهُمُ لِمَن سَهِرا
نَم أَيُّها السالي وَلَيسَ بِتَغ / ميضِ الجُفونِ عَلى السُلُوِّ كَرى
وَإِذا سُئِلتَ عَنِ الغَرامِ فَقُل / قَدَرٌ وَمَن ذا يَدفَعُ القَدَرا
رَجَعَ الفُؤادُ كَعَهدِهِ حَجَراً / فَعَسى السَعادَةَ تَلحَظُ الحَجَرا
بُشراكَ إِنَّ القَلبَ كانَ لَهُم / في غَيبَةٍ وَالقَلبُ قَد حَضَرا
فَاِدعو لَهُ العُذّالَ إِنَّهُمُ / في طُرقِ مَن يَسلوهُمُ الخَفَرا
قَدَحَ الزَمانُ الشَيبَ نارَ وَغىً / وَأَظُنُّها لِلمَوتِ نارَ قِرى
بَيضاءَ لِلبَيضاءِ تالِيَةٌ / لَقَد اِستَطارَت نارُهُ شَرَرا
فَسَلا العَزائِمَ ثُمَّ زادَ بِهِ / نَقصُ القُوى حَتّى سَلا الخَمِرا
في خَدِّهِ فَخٌّ لِعَطفَةِ صُدغِهِ
في خَدِّهِ فَخٌّ لِعَطفَةِ صُدغِهِ / وَالخالُ حَبَّتُهُ وَقَلبي الطائِرُ