القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الفاضِل الكل
المجموع : 110
أَمَطلَعَ شَمسِ الحُسنِ لا مَطلَعَ الفَجرِ
أَمَطلَعَ شَمسِ الحُسنِ لا مَطلَعَ الفَجرِ / جَلَوتَ ظَلامَ اللَيلِ بِالكَأسِ وَالثَغرِ
وَلَم يَنتَقِصهُ الثَغرُ مِثقالَ ذَرَّةٍ / وَشُهدُ اللَمى جَرَّ الدَبيبَ مِنَ الذَرِّ
وَقَلبِيَ مِن صَخرٍ وَلَكِن عَدِمتُهُ / فَعَينِيَ كَالخَنساءِ تَبكي عَلى صَخرِ
أَخا طُرَّةٍ بي مِن عَجائِبِ ثَغرِهِ / سَلِ العَينَ إِنَّ العَينَ حاضِرَةُ البَحرِ
سالَت جُفونُ الهَوى عَلى قَدَرِ
سالَت جُفونُ الهَوى عَلى قَدَرِ / فلَم يَدَع سَيلُها وَلَم يَذَرِ
فَمَرَّ عَنّا بِهِ المَلامُ فَما / عِندي لَهُ حَيثُ مَرَّ مِن خَبَرِ
هَذي سُيولٌ أَنّى يَقومُ لَها ال / عَذلُ وَما قامَ قائِمُ الحَجَرِ
يَبيتُ كُلُّ الوَرى لَهُ قَمَرٌ / غَيري وَما لِيَ بِاللَيلِ مِن قَمَرِ
سافَرَ عَنّي وَلا أَرى قَمَراً / أُفْقاً وَأَرضاً إِلّا عَلى سَفَرِ
وَكُلُّ لَيلٍ يُرجى لَهُ سَحَرٌ / وَلَيلُ مَن فارَقوا بِلا سَحَرِ
أَما وَمِنهُ لا يَنقَضي وَطَري / فَقَد صَحِبتُ الدُنيا بِلا وَطَرِ
لي لَمَحاتٌ عَلى مُحَبَّرِها / أَحفَل مِن أَدمُعي عَلى بَصَري
أُقسِمُ يا بَدرُ لَو عَقَلتَ وَقَد / أَبصَرتَ تِلكَ الأَنوارَ لَم تُنِرِ
سِر لا تَقِف وَاِستَعِن بِأَجنِحَةِ ال / سُحبِ إِلى وَكرِ مَغرِبٍ وَطِرِ
وَعَورَةٌ أَنتَ في العُيونِ وَإِن / رَأَيتَ أَلّا تَراكَ فَاِستَتِر
ما أَنتَ يا شَيخَنا الكَبيرَ كَمَن / أَضحى كَبيرَ الجَمالِ في الصِغَرِ
كادَ العَذولُ يُضِلُّني
كادَ العَذولُ يُضِلُّني / عَن حُكمِهِ لَولا اِصطِباري
لا يَبقَ لِلعُشّاقِ بَع / دَ تَبَصُّري فيهِ اِغتِراري
أنا في الهَوى مِمَّن يُقا / رَنُ بِالفَلاسِفَةِ الكِبارِ
أَثارَهُ سودٌ بِقَل / بي وَهْيَ بيضٌ في عِذاري
كَم ذا التَغاضي وَالتَنَص / صُحُ بَينَ سِرٍّ أَو جِهارِ
حُرَقُ الغَرامِ لَذيذَةٌ / لا بِتَّ مُحتَرِقاً بِناري
نَعَم سَهِرتُ نَديمَ الكَأسِ وَالوَتَرِ
نَعَم سَهِرتُ نَديمَ الكَأسِ وَالوَتَرِ / وَاللَيلُ يَقظانُ عَينِ الزُهْرِ وَالزَهَرِ
يا نائِمَ اللَيلِ ماذا فاتَ نائِمَهُ / مِن لَذَّةٍ تَشتَريها العَينُ بِالسَهَرِ
لا بُدَّ بَينَ الرِضا وَالسُخطِ مِن سَهَرٍ / يُقَلِّبُ اللَيلَ بَينَ الطولِ وَالقِصَرِ
وَأَنتَ يا قَمَري لا بُدَّ مِنكَ وَلَو / بَنَيتَ دارَكَ لي في دارَةِ القَمَرِ
يا مَورِدَ العَيشِ لَم يَترُكْهُ وارِدُهُ / عَلى الصَفاءِ وَلَم يَهجُرْهُ لِلكَدَرِ
ظَبيٌ إِذا ما أَدارَ الخَمرَ قُلتُ لَهُ / هَذا الَّذي لَم تُدِرهُ ظَبيَةُ الخَمَرِ
إِن نامَ زُرتُ خَيالاً أَو يَهُبَّ أَزُر / أَو يَمشِ أَسعَ وَإِن خَبَّ الخُطى أَطِر
أَمّا الَّذي يُخفي الفُؤادُ فَأَكبَرُ
أَمّا الَّذي يُخفي الفُؤادُ فَأَكبَرُ / مَمّا أَقولُ لَهُ وَمِمّا يَظهَرُ
لا حيلةٌ في ذُلِّ دَمعيَ فيكُمُ / عَهدي بِهِ مِن قبلكم يَتكَبَّرُ
واللَّه لا بَرِحَت سُيوفُ جُفونِكُم / حتّى يَفيضَ مِنَ الجُفونِ الأَحمَرُ
لا يَحسَبُ العذَّالُ أَنِّيَ مُفرداً / أَلقاهُمُ فالحسنُ فيهِ عَسكَرُ
ولَقَد نَجوتُ وللأَخامِصِ مِنهُمُ / خلفِي العثارُ وللوُجُوهِ العِثيَرُ
صَمَتَ العَذولُ وَصَمتُهُ إِقرارُ
صَمَتَ العَذولُ وَصَمتُهُ إِقرارُ / صَمَتَ المُحِبُّ وصمتُهُ إِصرارُ
الحبُّ نارٌ وَالمَلامُ مُثيرُهُ / والجَفنُ زَندٌ وَالدُّموعُ شَرارُ
لا تَلحَ واعذِر إِنَّها الأَهواءُ إِن / عَذَرت وإِلّا إِنَّها الأَقدارُ
أُدافِعُ مِنكَ العَذلَ منِّيَ بالعُذرِ
أُدافِعُ مِنكَ العَذلَ منِّيَ بالعُذرِ / وَمَن لَم يَلِن لِلِّينِ لَانَ عَلى القَسرِ
فَإِن كانَ أَمري في يَدي فَكَما تَرى / وَإِلّا فَدَبِّرهُ وَلا تُسمِهِ أَمري
وَما الصَبرُ إِلّا مُعقِبٌ ما أُريدُهُ / وَلَكِنَّني اِستَبطَأتُ عاقِبَةَ الصَبرِ
وَقُلتُ لَهُ يا صَبرُ إِن كُنتَ مُعقِباً / بِعُقبى فَمِن قَبلِ الخُروجِ مِنَ العُمرِ
كَمِ اِستَأذَنَت عُقبى عَلى المَرءِ مَيِّتاً / فَما أَذِنَت حُجبٌ عَلَيهِ مِنَ القَبرِ
واصِلُ طَيفِ الحِبِّ كَالهاجِرِ
واصِلُ طَيفِ الحِبِّ كَالهاجِرِ / وَلا أُحِبُّ الزورَ مِن زائِرِ
بِخَفقَةِ الطائِرِ لا يَشتَفي / مَن في حَشاهُ خَفقَهُ الطائِرِ
يا قَمَراً مَطلَعُهُ مُطمِعي / في فَلَكٍ مِن فِكرِهِ دائِرِ
يا عَينُ بَل إِنسانَ عَينٍ بَدا / في أَسوَدَي قَلبِيَ وَالناظِرِ
تَصيدُ بِالإِعراضِ قَلبي فَما / أَعجَبَ ذاكَ الصَيدَ مِن نافِرِ
يا طَيفُ دَمعي قَد حَمى ناظِري / وَزَفرَتي قَد أَحرَقَت خاطِري
طَبِّق بِسَيلِ الدَمعِ طُرقَ اللِقا / مَرَرتَ مِن قَلبي عَلى الحاجِرِ
فَأَنتَ في عُذرٍ إِذا لَم تَكُن / طَريقُكَ اليَومَ عَلى ناظِري
يا جارَ قَلبي ما رَعى حَقَّهُ / واحَرَبي مِن جارِهِ الجائِرِ
يا حاكِماً في مُهجَتي قَلبُهُ / بِكُلِّ حُكمِ جائِزٍ جائِرِ
لا يَقبَلُ الرِشوَةَ في حُكمِهِ / وَلا يُبالي غَبَنَ الخاسِرِ
يا يوسُفَ الحُسنِ وَفي سِجنِهِ / أسيرُهُ المشغوفُ بالآسِرِ
كم عاذِرٍ إن مِتُّ مِن حُبِّهِ / وَلَيسَ لي إِن عِشتُ مِن عاذِرِ
رُهِنتَ يا قَلبُ فَمَن ذا الَّذي / يَقبِضُ دَينَ الراهِنِ الخاسِرِ
يا مُفلِساً أُودِعَ سِجنَ الهَوى / وَيا يَتيماً في يَدِ الحاجِرِ
وَمُتلِفِ الرَهنِ فَما حيلَتي / وَالقَولُ قَولُ المُتلِفِ الغادِرِ
لا لَومَ في الحُكمِ عَلى حاكِمٍ / وَالأَصلُ في الحُكمِ عَلى الظاهِرِ
وَما مَعي مِنّي سِوى أَعظُمٍ / وَسائِري في رِكبِكَ السائِرِ
مِن هامَةِ الشارِبِ قَد أَدرَكَت / ما وَتَرَت مِن قَدَمِ العاصِرِ
مُعَذِّبي كَالخَمرِ في أَخذِهِ / قَلبي بِما يُجري مِنَ الناظِرِ
لَم تَعرُ جِسمَكَ عِلَّةٌ بَل صِحَّةٌ
لَم تَعرُ جِسمَكَ عِلَّةٌ بَل صِحَّةٌ / خَلَعَت عَلَيكَ نُضارَها لِلناظِرِ
مَن عابَ صُفرَتَهُ عَلَيكَ فَقُل لَهُ / أَيَكونُ أَشرَفُ مِن شِعارِ الناصِرِ
إِن كانَ مُلتَهِباً فَذاكَ لِطولِ ما / أَلِفَ الإِقامَةَ في غَليلِ خَواطِري
عَرَقٌ جَرى نَهراً مُحَيّاهُ بِهِ / كَصَحيفَةٍ قَد أُلقِيَت في كافِرِ
أَسُمَيرَةٌ مَسَّتهُ مِنها بِالأَذى / إِيّاكِ عَنهُ فَلا مَساسَ لِسامِري
يُلامُ لِما لا يَستَطيعُ وَيُعذَرُ
يُلامُ لِما لا يَستَطيعُ وَيُعذَرُ / وَيُسهَبُ فيهِ القَولُ أَو فَيُقَصَّرُ
وَأَفعالُكُم تَنهاهُ لَو كانَ يَنتَهي / وَما غابَتِ الآراءُ لَو كانَ يَحضُرُ
لِساني بِأَمري وَهوَ مِنّي وَمِنكُمُ / عَنِ البَثِّ يُنهى أَو فَبالكَتمِ يُؤمَرُ
فَأَمّا جُفوني فَهيَ بَينَ يَدَيكُمُ / ضَميري بِها يَبدو وَسِرِّيَ يَظهَرُ
صَبَرتُ وَكانَ الصَبرُ مِنِّيَ عادَةً / وَما صَبَرَ الدَمعُ الَّذي يَتَفَجَّرُ
وَقالَ اِستَدِم صَبري عَلَيكَ فَإِنَّني / وَإِن كُنتُ أَبدَيتُ السَرائِرَ أَستُرُ
أَيَسكُتُ عَن شَكوى الهَوى بِكَ مَنطِقٌ / وَتُعدَى جُفوني بِالسُّكوتِ وَتُحصَرُ
وَمَن ذا الَّذي يُملا بِهِ خَلوَةُ الهَوى / وَفي رَوضَةِ التَذكارِ ماذا يُفَجَّرُ
وَمَن ذا عَلى قَلبِ الحَبيبِ وَدونَهُ / مِنَ الغَيظِ أَغلاقٌ تُرى يَتَسَوَّرُ
أَغَيرِيَ مَن يُدعى لِيَومِ كَريهَةٍ / وَساعَةِ شَكوى مِن حَبيبٍ فَيَحضُرُ
وَما نَهَضَت مِن قَلبِهِ لَكَ رِقَّةٌ / إِذا لَم تَرَ الشَكوى فَذَيلِيَ يَعثَرُ
هَذا عَذابٌ لا يُفَتَّرْ
هَذا عَذابٌ لا يُفَتَّرْ / بِأَقَلِّهِ قَلبي تَفَطَّرْ
أَفَلا يُفَكِّرُ في المُحِب / بِ وَما دَهاهُ ألا يُفَكَّرْ
ما كانَ يَحذَرُ نالَهُ / مِنكُم وَما لا كانَ يَحذَر
أَفَلا يُرى في جَنَّةٍ / لِلوَصلِ ذا المَحروبُ يُجبَر
قَذَفوهُ في نِسيانِهِم / حَتّى وَلا بِالسوءِ يُذكَر
بِأَبي هِلالٌ مَن رَآ / هُ أَفادَ أَجراً حينَ كَبَّر
كَم صامَ قَلبٌ عَن ذُنو / بٍ ثُمَّ لاحَ لَهُ فَأَفطَر
يا وَيحَ سائِلِهِ الَّذي / يا لَيتَهُ لَو كانَ يُنهَر
يا مُنظِري بِوُعودِهِ / أَتَظُنُّني بِالحَتفِ أُنظَر
عَجِّلْ فَلي أَجَلٌ وَأَن / تَ بِهِ تَجيءُ وَما يُؤَخَّر
لي فيكَ غَرسٌ لَيتَهُ / مِن قَبلِ قَطفِيَ كانَ أَثمَر
اللَيلُ يَعلَمُ أَنَّني / في اللَيلِ لِلأَقمارِ أَسهَر
هَذا المُسامِرُ مِن نُجو / مِ اللَيلِ سارٍ أَم مُسَمَّر
أَنِسَت بِهِ عَينٌ تُشَب / بِهُهُ بِسِربِ مَهاً مُنَفَّر
وَتَكاثَرَت أَعدادُهُ / وَنُجومُ دَمعي مِنهُ أَكثَر
مُتَعَثِّراً في غَربِهِ / وَالدَمعُ فيهِ ما تَعَثَّر
لَيتَ الصَباحَ عَلى المَشا / رِقِ قَد تَهَجَّمَ أَو تَسَوَّر
قُم يا حَمامُ عَسى إِذا / غَرَّدَت لِلأَشجارِ تُسحِر
لِثُغورِ زُهرٍ أَومَضَت / وَخُدودِ وَردٍ قَد تَخَفَّر
لَطُفَ النَسيمُ فَحلَّ مِن / أَكمامِهِ ما قَد تَزَرَّر
النَهرُ مَزهُوٌّ جَلا / هُ الزَهرُ كَالسَيفِ المُجَوهَر
وَما قَضى الدَهرُ لي مِن قُربِهِ وَطَراً
وَما قَضى الدَهرُ لي مِن قُربِهِ وَطَراً / إِلّا اِقتَضى الوَطَرُ المَقضِيُّ أَوطارا
يا مَن شَقيتُ بِهِ دُنيا وَآخِرَةً / تُرى عَرَفتَ سِوى الدارَينِ لي دارا
النارُ في هَذِهِ لِلقَلبِ تَدخُلُهُ / وَتِلكَ فَالجِسمُ فيها يَدخُلُ النارا
أَشقى البَرِيَّةِ مَنظوراً وَمُنتَظِراً / هَذا الضَعيفُ الَّذي يَهواكَ جَبّارا
إِنّا إِلى اللَهِ إِن لَم يَغتَفِر زَلَلي / أَستَغفِرُ اللَهَ سَتّارا وَغَفّارا
عَرَفتُ دارَكُمُ وَالرَكبُ يُنكِرُها
عَرَفتُ دارَكُمُ وَالرَكبُ يُنكِرُها / قَلبي وَإِن جَهِلَت عَيني يُخَبِّرُها
ما كادَها الريحُ قِدماً حينَ يَنسِفُها / وَإِنَّما خَلفَهُم أَمسى يُسَيِّرُها
لَقَد عَفَت وَذُيولُ الريحِ إِن سُحِبَت / لَم يَبقَ مِن رَسمِها باقٍ يُعَثِّرُها
يا دارُ كُنتِ لِأَفلاكِ الهَوى فَلَكاً / فَما اِستَطَعتُكِ أَفلاكاً أُسَمِّرُها
ما أَنتِ إِلّا عَروسٌ وَالرَبيعُ لَها / في كُلِّ عامٍ بِما يَشري يُشَوِّرُها
وَالدارُ كَالساكِنيها حُكمُ خالِقِها / يُميتُها وَإِذا ما شاءَ يَنشُرُها
كَم لِلسَحائِبِ عِندَ الدارِ مِن مِنَنٍ / مِشكورَةٍ وَلِسانُ الرَوضِ يَشكُرُها
لَعَلَّ بَغيضَ العَذلِ يُحدِثُ لي ذِكرى
لَعَلَّ بَغيضَ العَذلِ يُحدِثُ لي ذِكرى / حَبيبٍ حَبيبِ الذِكرِ عِندي إِذا مَرّا
كَأَنَّ جُفوني السُحبُ وَالقَطرُ أَدمُعي / وَقَد أَمطَرَت فِكري فَقَد أَنبَتَ الشِعرا
وَعَرَّفَني قَدري الزَمانُ مُطالِباً / بِوِترِ زَمانٍ ما عَرَفتُ لَهُ قَدرا
وَعَقرَبٍ في الخَدِّ مِن مِسكَةٍ
وَعَقرَبٍ في الخَدِّ مِن مِسكَةٍ / أَمسَكَ أَن يَأكُلَها الجَمرُ
بَقِيَّةٌ مِن لَيلَةٍ لِلرِضا / نامَت وَما أَيقَظَها الفَجرُ
الدارُ راحِلَةٌ عَلى آثارِهِمْ
الدارُ راحِلَةٌ عَلى آثارِهِمْ / فَلِمَن أُسائِلُ بَعدُ عَن أَخبارِهِمْ
وَالنَفسُ راحِلَةٌ عَلى أَثَرَيهِما / فَإِذا الرَحيلُ بِهِم وَبي وَبِدارِهِم
يا دَهرُ ما يَشفيكَ ما أَوقَدتَ مِن / ناري وَما أَخمَدتَهُ مِن نارِهِم
وَدَمي فَمِن أَوزارِهِم وَوَدِدتُ لَو / حُمِّلتُ يَومَ الحَشرِ مِن أَوزارِهِم
يا مُتعَةَ الصَدرِ الَّذي هُم سِرُّهُ / وَيَسُرُّني التَرويحُ مِن أَسرارِهِم
اللَهُ جارُهُمُ عَلى الجَورِ الَّذي / قَسَموهُ وَاِبتَدَءوا بِحِصَّةِ جارِهِم
لَو أَنَّ عُمري خالِصٌ مِن شائِبٍ / أَهَديتُ خالِصَهُ إِلى أَعمارِهِم
مُستَأنِسَ الخَطَراتِ بِتُّ بِذِكرِهِم / مُستَوحِشَ الظَلماءِ مِن أَقمارِهِم
الدارُ أَخرَجَني الزَمانُ بِناظِري
الدارُ أَخرَجَني الزَمانُ بِناظِري / فَغَلَبتُهُ فَدَخَلتُها بِالخاطِرِ
عَرَضَ الفِراقُ مَعارِضاً فيها وَما / فارَقتُ ما اِستَعرَضتُهُ بِضَمائِري
عَجَباً لَهُ بِالأَمسِ كَيفَ أَزورُهُ / رَبعاً لَهُم وَاليَومَ أَصبَحَ زائِري
لا تَشكُرِ الدُنيا لِأَوَّلِ حالَةٍ / مِنها فَإِنَّ الحُكمَ عِندَ الآخِرِ
وَالجالِبانِ الرِبحَ وَالخَسرانَ كَم / مَضَيا فَأَشكَلَ رابِحٌ بِالخاسِرِ
لا تُنكِبَنَّ عَلى عِمارَتِها اِنطَوَت / ما يَسكُنُ الفاني فَلَيسَ بِعامِرِ
لَها نَظرَةً لا يَدَّعي فِعلَها الخَمرُ
لَها نَظرَةً لا يَدَّعي فِعلَها الخَمرُ / وَلي سَكرَةٌ لا يَقتَضي مِثلَها السُكرُ
هِيَ الدارُ في حالَي نَواها وَقُربِها / فَإِن تَدنُ فَالمَغنى وَإِن تَنأَ فَالقَفرُ
وَيَبكي دَماً إِن بِتَّ ضَيفاً لِذِكرِهِ / وَما اِسمُكَ إِلّا الضَيفُ بَيَّتَهُ الفِكرُ
وَأَمّا الدَمُ الجاري فَمِن عَقرِ قَلبِهِ / وَأَعلى كَراماتِ الضُيوفِ هَوَ العَقرُ
أَيا دَهرُ لا مَن قَد هَويتُ وَلا الصِبا / وَلَم يَبقَ لا كاسي الشَبابِ وَلا الوَفرُ
فَيا لَيتَ دَهري بَعضُ مَن قَد عَدِمتُهُ / وَيا وَيلَتي أَفنى وَما فَنِيَ الدَهرُ
سَأُبقي عَلى الأَحرارِ مِنهُ بَقِيَّةً / يَسوءُهُمُ أَلّا يُنادي لَها حُرُّ
وَإِنَّ العَذابَ الأَكبَرَ البَينُ فَاِبكِهِ / وَإِنَّ عَذاباً دونَ ذَلِكُمُ الهَجرُ
وَلِهتُ فَوَصفي لَم يُحَصِّلهُ واصِفٌ / فَلا جَزَعٌ لي يَومَ بانوا وَلا صَبرُ
وَلَو بَدَّلوني مِن مَلامٍ شَفاعَةً / إِلى مَن عَلَيهِ اللَومُ لَاِعتَدَلَ الأَمرُ
أَرى نُذُراً لِلبَينِ صَرَّحَ وَعدُها / عَلَيَّ إِذا ما الدَهرُ أَخلَفَها نَذرُ
وَلَو أَنَّني سايَرتُ رَوضَةَ حُسنِهِ / لَسايَرَها مِن بَينِ أَجفانِهِ نَهرُ
يَقولونَ إِنَّ الدَمعَ باحَ بِسِرِّهِ / وَهَل كانَ ما بَيني وَبَينَكُمُ سِرُّ
وَماذا عَلى عَينٍ تَرى الحُسنَ رَوضَةً / إِذا ما جَرى مِن فَيضِ أَدمُعِها قَطرُ
لا تَرفَعَنَّ إِلَيهِم البَصَرا
لا تَرفَعَنَّ إِلَيهِم البَصَرا / وَاِذكُر عِقابَهُمُ لِمَن سَهِرا
نَم أَيُّها السالي وَلَيسَ بِتَغ / ميضِ الجُفونِ عَلى السُلُوِّ كَرى
وَإِذا سُئِلتَ عَنِ الغَرامِ فَقُل / قَدَرٌ وَمَن ذا يَدفَعُ القَدَرا
رَجَعَ الفُؤادُ كَعَهدِهِ حَجَراً / فَعَسى السَعادَةَ تَلحَظُ الحَجَرا
بُشراكَ إِنَّ القَلبَ كانَ لَهُم / في غَيبَةٍ وَالقَلبُ قَد حَضَرا
فَاِدعو لَهُ العُذّالَ إِنَّهُمُ / في طُرقِ مَن يَسلوهُمُ الخَفَرا
قَدَحَ الزَمانُ الشَيبَ نارَ وَغىً / وَأَظُنُّها لِلمَوتِ نارَ قِرى
بَيضاءَ لِلبَيضاءِ تالِيَةٌ / لَقَد اِستَطارَت نارُهُ شَرَرا
فَسَلا العَزائِمَ ثُمَّ زادَ بِهِ / نَقصُ القُوى حَتّى سَلا الخَمِرا
في خَدِّهِ فَخٌّ لِعَطفَةِ صُدغِهِ
في خَدِّهِ فَخٌّ لِعَطفَةِ صُدغِهِ / وَالخالُ حَبَّتُهُ وَقَلبي الطائِرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025