المجموع : 6
سَقَى اللهُ أيَّامَ الصَّبَابَةِ وَالهَوَى
سَقَى اللهُ أيَّامَ الصَّبَابَةِ وَالهَوَى / وَعًصرَ الشّبابِ الغَضِّ أكرِم بِهِ عَصرَا
سَحَاباً يدِرّ المَاءَ في مَحلِ رَوضِهَا / وَيُنبِتُ فِي أَغصَانِهَا الوَرَقَ الخُضرَا
وَجَادَ أَصِيلاً بالقصيبَة لَم يُضَف / إِلَى حُسنِهِ عَيبٌ سِوَى أنَّهُ مَرّا
إِذِ الشَّمسُ تَحكِينِي وَتَحكِي مُعَذِّبي / بِما احمَرَّ مِنهَا لِلغُرُوبِ وَمَا اصفَرّا
وراحَةُ مَن أهوَى وبَارِقُ ثَغرِهِ / وَلَحظَتُهُ الوَطفَاءُ تَمزِج لِي خَمرَا
فَقَامَت بِهِ حَولِي سقاةٌ كَثِيرَةٌ / مُنَى كُلِّ ساقٍ أن أمِيدَ لَهُ سُكرَا
فَلَم أدرِ مِمَّا كنت أُسقَى هَل الهَوَى / شَرِبتُ أمِ الصَّهبَاءَ صِرفاً أمِ السِّحرَا
سلامٌ عَلَى ذَاكَ الأَصِيلِ وَطِيبِهِ / يُرَدَّدُ مَا مَرَّ الأصِيلُ وَمَا مَرَّا
يَا مَن يَخُطُّ كِتَابَ اللهِ وَهوَ لَهُ
يَا مَن يَخُطُّ كِتَابَ اللهِ وَهوَ لَهُ / مُخَالِفٌ فِي مُعَادَاتِي وِإضراري
في أيِّ آيَاتِهِ أَلفَيتَ سَفكَ دَمِي / حلا بلا دِيَةٍ تُرضِي ولا ثَارِ
أعاذَ طَرفَكَ رَبِّي أَن يُقَدِّمَ مِن / قَتلِي لِنَفسِكَ قُربَاناً مِنَ النَّارِ
يا أهلَ تُدمِيرَ إنَّ جَارَكُمُ
يا أهلَ تُدمِيرَ إنَّ جَارَكُمُ / صِيدَ على مَا تَرَونَ مِن حَذَرِه
أسلَمَهُ حُبُّهُ إِلَى رَشَإِ / تَعذِيبُ قَلبِ المُحِبِّ من وَطَرِه
يَهتَزُّ فِي بُردَتَي ملاحتِهِ / كَمَا يَميسُ القَضِيبُ فِي بَهَرِه
وكَانَ شَوقِي إلَى تَحِيَّتِهِ / شَوقَ رِيَاضِ الرُّبَى ِإلَى مَطَرِه
فَضَنَّ حَتَّى بِهَا فَوَا أسَفاً / قَد عَادَ صَفوُ الهَوَى إِلَى كَدَرِه
يَا حَبَّذَاهُ وَإِن جَفَا وَسَطَا / أَرضَاهُ فِي وِردِهِ وَفِي صَدرِه
يُقنِعُنِي منهُ أن أرَاهُ وَأَن / أمشِي إِذَا مَا مَشَى عَلَى أثَرِه
يَا لَيلَةً جادَتِ اللَّيالي
يَا لَيلَةً جادَتِ اللَّيالي / بِها عَلَى رَغمِ أَنفِ دَهرِي
لِلسَّيلِ فِيهَا عَلَيَّ نُعمَى / يَقصُرُ عَنهَا لِسَانُ شُكرِي
أبَاتَ فِي مَنزِلي حَبيبِي / وقامَ في أهلِهِ بِعُذرِ
فبتُّ لا حالَةٌ كَحَالِي / ضَجيحَ بَدرٍ صَرِيعَ سُكرِ
يَا لَيلَة القَدرِ فِي اللَّيَالِي / لأنتِ خَيرٌ مِن أَلفِ شَهرِ
لَم تَبقَ عِندِي لِلصِّبَا لَذَّةٌ
لَم تَبقَ عِندِي لِلصِّبَا لَذَّةٌ / إلا الأحَادِيثَ عَلَى الخَمرِ
سَل حارسي روضةِ الجمالِ
سَل حارسي روضةِ الجمالِ / وصَولَجَي ذلك العِذَار
مَن تَوَّجَ الغصنَ بالهلالِ / وأنبتَ الورد في البَهَار
أيُّ أقاحٍ وجُلّنارِ / حاما على مَنهلِ الرَّباب
وأيُّ صِلَّين مِن عِذارٍ / دَبّا كَلامَين في كتاب
وأيُّ ماءٍ وأيُّ نارِ / ضمَّتهُما نعمة الشَّباب
فقُل حيا مَوردٍ زلالِ / يحرسه الثغرُ بالشِّفار
وقُل جِنانٌ وقُل لآلِ / يُعَلُّ بالمِسكِ والعُقار
مَن لي به والمُنَى غُرورُ / وسنانُ طاوي الحَشا غَرير
النَّورُ من خدِّه منيرُ / علَى فؤادي ولا نصير
يَا نَفسُ ما مِنكِ بالوصَالِ / بُدٌّ ولا مِنّي انتصار
فقد دعا جفنُه نَزالِ / فأين مِن فتكِه الفِرار
يا قلبيَ المُبتلَى بحبِّه / ياعتك عيني بلا شِرا
مِن باخلٍ فِي الهَوَى بقربِه / حتى على الطيفِ بالكَرَى
صبراً على هجرِه وعَتبِه / فليس إلا الذي تَرَى
لعلّ رِفقاً مِن الوِصَالِ / يُدال مِن قسوةِ النِّفار
أو بعضَ ما تُحدِث الليالي / يفكُّ من ذلك الإِسار
وناصحٍ قال يَا غَريبُ / أسرفتَ في البَثِّ والحَزَن
للمرءِ مِن دمعهِ نصيبُ / والروحُ ما إن له ثمن
وَيحَك لا عيشةٌ تطيبُ / ولا نديمٌ ولا سَكَن
فخلِّ عينيَّ في انهمالِ / يقرّ للدمعِ من قرار
وابكِ معي رقّةً لحالي / بكاءَ غَيلانَ في الديار
جَعلتُ لبسَ الهَوَى شعارا / واختلتُ في بردهِ القشيب
ولي حبيبٌ سطا وجارا / بالنفس أفديه مِن حبيب
شدوتُ إذ مرَّ بي سِرارا / من خَشيَةِ السامعِ الرقيب
محمدُ اللّنقُ يا غزالي / يا صاحبَ العَينَين الكِبار
قطفتَ قلبي ولم تُبالِ / لس ذَا عَلَيك يا حبيبي عار