المجموع : 8
يا قلب كم هذا الغرور
يا قلب كم هذا الغرور / خدع المنى كذب وزورُ
أو ما ترى الآمال يفض / ح طولها العمر القصير
وبمثل ما صرنا إليه الآن / يعتبر البصير
لو دام ملك لم يكن بعد / الملوك لنا بصير
انظر لهذي الدار كم / قد حل ساحتها وزير
ولكم تبختر آمناً / بين الصفوف بها أمير
ذهبوا فلا واللّه ما بق / ي الصغير ولا الكبير
حتى ولا أضحت ترى / بين القبور لهم قبور
ما استيقظوا من غفلة / إلا وأرؤسهم تطير
ولحومهم ممضوغة وم / ن الورى أيضاً نسور
فاصبر فلا حزن على / الدنيا يدوم ولا سرور
لا تنكرن ما قد جرى / في عصرنا فكذا العصور
كلا ولا تجزع لريب / زماننا فكذا الدهور
هذا الحسين بكربلاء / ثوى وليس له نصير
قبل الخداع وغره / من أهل دعوته الغرور
فغدا بفتيته الكرام / إلى مصارعهم يسير
حتى تلقاهم بجنب الطف / يوم قمطرير
وغدا مراق دمائهم / حوض المياه به يمور
فسقوا النجيع هناك / لما أعوز الماء النمير
وبنو أمية آمنون تد / ور بينهم الخمور
لهفي لصرعى في رجا / لهم وشيعتهم حضور
وطيت ظهورهم ورضت / بالخيول لهم صدور
بالسيف من أولاد فاطمة / ضحى فطم الصغير
وسوى الاماء ثوى لص / لب أبيه أربعة ذكور
وبنو عقيل كلهم / ما فيهم إلا عقير
ولجعفر الطيار صر / عى في دمائهم كثير
ما جدهم أبداً على / هذا لامته بشير
لكنه لهم عليه يطو / ل خزيهم نذير
إن كان فيهم مؤمنون / بزعمهم فمن الكفور
أو زخرفت عدن لهم فلم / ن ترى تذكى السعير
تباً لأفاكين عند / اللّه ذنبهم كبير
قتلوا الحسين وما است / تبت بعده لهم أمور
ما بين مصرعه وهلك / يزيديهم إِلا يسير
فكأنه ما كان قط ولم / تكن تلك الشهور
ولمثل ما صاروا إليه
ولمثل ما صاروا إليه / من الفناء غداً نصير
إن الابرار يشربون بكأس
إن الابرار يشربون بكأس / كان حقاً مزاجها كافورا
ولهم أنشأ المهيمن عيناً / فجروها عباده تفجيرا
وهداهم وقال يوفون بالنذ / ر فمن مثلهم يوفي النذورا
ويخافون بعد ذلك يوماً / هائلاً كان شره مستطيرا
يطعمون الطعام ذا اليتم / والمسكين في حب ربهم والأسيرا
إنما نطعم الطعام لوجه اللّه / لا نبتغي لديكم شكورا
غير إِنا نخاف من ربنا يوماً / عبوساً عصبصباً قمطريرا
فوقاهم آلههم ذلك اليوم / يلقون نضرة وسرورا
وجزاهم بأنهم صبروا في / السر والجهر جنة وحريرا
في اتكاء هم لا يرون لدى الجنة / شمساً كلا ولا زمهريرا
وعليهم ظلالها دانيات / ذللت في قطوفها تيسيرا
وبأكواب فضة وقوارير / قوارير قدرت تقديرا
ويطوف الولدان فيها عليهم / فيخالون لؤلؤاً منثورا
بكؤس قد مزجت زنجبيلاً / لذة الشاربين تشفي الصدورا
ويحلون بالأساور فيها / وسقاهم ربي شراباً طهورا
وعليهم فيها ثياب من السندس / خضر في الخلد تلمع نورا
إن هذا لكم جزاءاً من اللّه / وقد كان سعيكم مشكورا
في هل آتى إن كنت تقرأ هل آتى
في هل آتى إن كنت تقرأ هل آتى / ستصيب سعيهم بها مشكورا
إذ أطعموا المسكين ثمة أطعموا / الطفل اليتيم وأطعموا المأسورا
قالوا لوجه اللّه نطعمكم فلا / نبغي جزاءاً منكم وشكورا
إِنا نخاف ونتقي من ربنا / يوماً عبوساً لم يزل مجذورا
فوقوا بذلك شر يوم باسل / ولقوا بذلك نضرةً وسرورا
وجزاهم رب العباد بصبرهم / يوم القيامة جنة وحريرا
وسقاهم من سلسبيل كأسها / بمزاجها قد فجرت تفجيرا
يسقون فيها من رحيق تختم / بالمسك كان مزاجها كافورا
فيها قوارير وأكواب لها / من فضة قد قدرت تقديرا
يسعى بها ولدانها فتخالهم / للحسن منهم لؤلؤاً منثورا
آل رسول الإله قوم
آل رسول الإله قوم / مقدارهم في العلى خطير
إذ جائهم سائل يتيم / وجاء من بعده أسير
أخافهم في المعاد يوم / معظم الهول قمطرير
فقد وقوا شر ما أتقوا / وصار عقابهم السرور
في جنة لا يرون فيها / شمساً ولأثم زمهرير
يطوف ولدانهم عليهم / كأنهم لؤلؤ نثير
لباسهم في جنان عدن / سندسها الأخضر الحرير
جزاهم ربهم بهذا / وهو لما قد سعوا شكورا
واللّه أثنى عليهم
واللّه أثنى عليهم / لما وفوا بالنذور
وخصهم وحباهم / بجنة وحرير
لا يعرفون بشمس / فيها ولا زمهرير
يسقون كأساً رحيقاً / مزيجه الكافور
يا مريض القلب بالذنب
يا مريض القلب بالذنب / متى بالعفو تبرا
كلما جدد يوماً / توبة ضيعت أخرى
تشتهي الأجر ولا تفعل / ما يكسب أجرا
أترى بعد ذهاب العم / ر تستأنف عُمرا
أبى اللّه إلا أن يدين لنا الدهر
أبى اللّه إلا أن يدين لنا الدهر / ويخدمنا في ملكنا العز والنصر
علمنا بأن المال تفنى ألوفه / ويبقى لنا من بعده الأجر والذكر
خلطنا الندى بالبأس حتى كأننا / سحاب لديه البرق والرعد والقطر
ترانا إذا رحنا إلى الحرب مرة / قريناً ومن أسيافنا الذئب والنسر
كما أننا في السلم نبذل جودنا / ويرتع في إِنعامنا العبد والحر