المجموع : 3
ماذا تَذَكَّرُ مِن هُنَيدَةَ بَعدَما
ماذا تَذَكَّرُ مِن هُنَيدَةَ بَعدَما / قَطَعَ التَجَنُّبُ هاجَ مَن يَتَذَكَّرُ
وَسَعى الوُشاةُ فَأَنجَحوا وَتَغَيرَت / وَتَعَهَّدوا وُدّي فَما أَتَغَيَرُ
وَرَأى الَّذي طَلبَ الوِشايَةَ مِنهُمُ / ما كُنتَ مِن نُجحِ الصَبابَةِ تَحذَرُ
كِدتَ العَشيرَةَ تَعتَريكَ صَبابَةٌ / لَو أَنَّ مِثلَكَ في الصَبابَةِ يَعذُرُ
وَأَرَتكَ عَن أَهلِ الجَواءِ وَدونَها / عَرضُ الكُثابِ فَمُسحَلانُ فَعَرعَرُ
وَمَحَلُّها رَوضُ الجَواءِ فَصارَةٌ / فَالوادِيانِ لِأَهلِها مُتَدَيَّرُ
وَلَها إِذا رَمَضَ الجَنادِبُ وَالحَصى / بِالوابِشِيَّةِ أَو بِجُرثُمَ مَحضَرُ
وَلَقَد جَرى لَكَ لَو زَجَرتَ مَمَرَّهُ / بِمَمَرِّها حَرِقٌ القَوادِمِ أَعوَرُ
شَمٌّ أَتاكَ عَن الشِمالِ كَأَنَّهُ / حَنِقٌ عَلَيكَ بِبَينِها مُستَبشِرُ
قَطَعَ الهَوى أَلّا أَزالَ بِقَفرَةٍ / يَطوي أَقاصِيَها هِبَلٌّ مُجفَرُ
تُضحي إِذا ما القَومُ كَمَّشَ حاذَهُم / سَيرٌ بِأَجوازِ القِلاةِ عَذَوَّرُ
أَو رَسلَةٌ تَقِصُ الحُزومَ كَأَنَّها / طاوٍ تَرَيَّعَ بِالسَليلَةِ مُقفِرُ
صَعراءُ ناجِيَةً يَظَلُّ جَديلُها / وَهِلاً كَما هَرَبَ الشُجاعُ المُنفَرُ
وَكَأَنَّ خَلفَ حِجاجِها مِن رَأسِها / وَأَمامَ مَجمَعِ أَخدَعَيها قَهقَرُ
بَل أَيُّها الرَجُلُ المُعِرِّضُ نَفسَهُ / وَبِما تُفاخِرُني وَما لَكَ مَفخَرُ
إِنّي نَمَتني لِلمَكارِمِ نَوفَلٌ / وَالخالِدانِ وَمَعبَدٌ وَالأَشتَرُ
وَتَعَطَّفَت أَسَدٌ عَلَيَّ فَكُلُّها / شَرعٌ إِلَيَّ فَعالُهُ المُتَخَيِّرُ
وِإِذا اِفتَخَرتَ بِمُنقِذٍ أَو فَقعَسٍ / مَدَّت لِأَبحُرِهِم بُحورٌ تَزخَرُ
وَإِذا القَبائِلُ جَمهَروا آباءَهُم / يَومَ الفَخارِ فَإِنَّني أَتَمَضَّرُ
نَحنُ الَّذينَ عَلِمَت مِن أَيّامِهِم / وَرَأَيتَ حينَ يُقالُ أَينَ العُنصُرُ
الطالِعونَ إِذا الطَلائِعُ أَحصَرَت / وَالعالِمونَ يَقينَ ما يُتَخَيَّرُ
المُقدِمونَ إِذا الكَتائِبُ أَحجَمَت / وَالعاطِفونَ إِذا اِستَضافَ المُجحَرُ
النازِلونَ بِكُلِّ دارِ حَفيظَةٍ / عَرَضٍ تُراحُ بِها العِشارُ وَتُنحَرُ
وَالضارِبونَ رَئيسَ كُلِّ كَتيبَةٍ / قَوّادَ مَملَكَةٍ عَلَيهِ المِغفَرُ
وَالطاعِنونَ زُوَيرَ كُلِّ كَتيبَةٍ / حَتّى يُضَرِّجَهُ النَجيعُ الأَحمَرُ
فَاِعجَل فَإِنَّكَ حَيثُ يُلتَقَطُ الحَصى / فَاُنظُر هُنالِكَ مَن يُجابُ وَيُنصَرُ
فَخرُ المُلوكِ بِجَوفِ يَثرِبَ فَخرُنا / وَلَنا المَساجِدُ كُلُّها وَالمِنبَرُ
وَأَغَرَّ جَبّارٍ ضَرَبنا رَأسَهُ / وَكَذاكَ نَضرِبُ رَأسَ مَن يَتَجَبَّرُ
ما رامَنا مُتَجَبِّرٌ ذو ثَورَةٍ / إِلّا سَيُقتَلُ عَنوَةً أَو يوسَرُ
إِنّا لَنُحمُدُ في الصَباحِ إِذا بَدا / يَومٌ أَغَرُّ مِنَ القِتالِ مُشَهَّرُ
وَنَكُرُّ في يَومِ الوَغى وَرِماحُنا / حُمرُ الأَسِنَّةِ حينَ يُغشى المُنكَرُ
وَنَكُرُ مَحمِيَةً وَيَمنَعُ سِربَنا / جُردٌ تُلَوِّحُها المَقانِبُ ضُمَّرُ
وَمساعِرٌ حَلَقُ الحَديدِ لَبوسُهُم / وَالمَشرَفِيَّةُ وَالوَشيجُ الأَسمَرُ
وَتَرى لِعارِضِنا عَلى أَعدائِنا / رَهَجاً يَثورُ لَهُ عَجاجُ أَكدَرُ
إِنّا إِذا اِجتَمَعَ النَفيرُ بِمَجمَعٍ / يَنفي الأَذَلَّ بِهِ الأَعَزُّ الأَكثَرُ
نَحمي حَقيقَتَنا وَيُدرِكُ حَقَّنا / إِذا اِجتَمَعَ الجَماجِمُ مِجهَرُ
ولا أبَ وابناً مثل مروان وابنهِ
ولا أبَ وابناً مثل مروان وابنهِ / إذا هو بالمجد ارتدى وتأزرا
لا خيرَ في عمرو بن مر
لا خيرَ في عمرو بن مر / رَة غيرها خلقٍ ومنظر
ودراهمٍ كثرَت يشد / دُعلى خواتمها وتُطمَر
وسوارحٍ مثل الدبا / وصوافن كالريح ضُمَّر
هي نُهزةٌ للسائلي / نَ وعن حقوق الحي تُحظَر
والدَّهر يهدِمُ ما بنى / ويذلُّ عزَّة من تجبَّر