القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبراهِيم طوقان الكل
المجموع : 15
رَأَيتُها أَلف مَرة
رَأَيتُها أَلف مَرة / فَلَم تَجد لي بِنَظره
حَتّى غَدَوتُ وَما لي / عَلى التَجلُّد قدره
فَباحَ بِالحُب دَمعي / وَنلت بِالحُب شهره
فَهَل أَتاكَ حَديثي / فَفيهِ للغيد عبره
يا غادة في جَبين / الجَمال وَاللطف غُره
مَتى تَجودين للن / نفس بِالهَنا وَالمَسَرّه
عجبت للحب إِني / أَرى الحسان بِكَثره
خَلَقنَ مِن طَلعة الفج / ر وَهُوَ يَفتَح صَدره
فَما اِبتَغيتُ وَعَيني / ك مِن هَواهنَّ ذره
لَكن لحسنك وَالل / ه فَتّح الحُب زَهره
أَنتَ الحَديث وَشُغلي / لَدى العَشي وَبُكره
لَم تَغربي يا ذَكاء ال / جَمال عنّيَ فتره
فَهَل لقلب كَئيب / يا منيتي مِن مَبَرَّه
نَبَّهتْني صوادحُ الأَطيارِ
نَبَّهتْني صوادحُ الأَطيارِ /
تَتَغَّنى على ذُرى الأَشجارِ /
وتجلت مليكة الأنوارِ /
فوق عرشِ الصبَّاحِ ترشُفُ طَلاَّ / من ثُغورِ الأَقاحِ عَلاّ ونهْلا
فتمنيْتُ لَوْ شقيقةُ روحي / باكرَتْني إلى جَنى الأَزهارِ
أنا في روضةٍ أباحَتْ جَناها /
كلَّ ذي صَبْوةٍ كئيبٍ أتاها /
ها هنا وردةٌ يفوحُ شَذاها /
ها هنا نرجسٌ يُحِّيي الأَقاحا / والدَّوالي تُعانقُ التُّفَّاحا
بادِري نَسْتَبِقْ معاً وارِفَ الظِّل / لِ ونَقْضي النَّهارَ بعدَ النَّهارِ
ضحكَ الرَّوضُ حين فاضتْ عُيونُهْ /
وترامى فوقَ الثَّرى ياسَمينُه /
هامَ صَفصافُهُ فناحتْ غُصونُه /
فسَواءٌ هُيامُه وهُيامي / غيرَ أّني أبكي على أيَّامي
فَجعَتني بكِ النَّوى حين شبَّت / لَوعةٌ في الضلوعِ ذاتُ أُوارِ
مَرَّ عامٌ أُخفي عن النَّاسِ ما بي /
مِنْ حَنينٍ مُبرَّحٍ وعذابِ /
ولقدْ يسألونَ فيمَ اكتئابي /
ويحهمْ كيفَ يُبصرون دموعي / ثمَّ لا يُدركونَ ما بضلوعي
ولقد يكتمُ المحب هواهُ / فتبوحُ الّدُموعُ بالأّسرارِ
ذاكرٌ أنتَ عهدَنا يا غديرُ /
يومَ كنَّا والعيشُ غَضٌّ نضير /
وعلى ضفّتيكَ كنّا نسير /
فروَيتَ الحديثَ عنَّا شُجونا / وأخذنا عليكَ ألاَّ تخونا
فأعِدْ لي ذاك الحديثَ فإني / أذْهلتني النَّوى عن التَّذْكار
ذاكِرٌ أنتَ والأَزاهيرُ تَندَى /
كمْ نَظمَنا مِنهنَّ للجيدِ عِقدا /
فإذا هَّبت الصَّبا فاح ندَّا /
وانقضى اللهوُ مُؤذناً بالفراقِ / فذَوى العقدُ من طويل العناقِ
لمْ يزلْ خيطُهُ يلوحُ وجسمي / يَتوارى سُقماً عن الأَبْصار
يا ابنةَ الأيْكِ غَردي أوْ فنوحي /
فعسى يلأَمُ الهديلُ جروحي /
نَفدَ الصَّبرُ عنْ شقيقةِ روحي /
فاحملي هذه الرسْالةَ عنّي / واسْجعي إنْ أتيتِها فوق غُصن
فهيَ عند الأَصيل تصغي إلى الطي / رِ عساها تروح بالأَخبار
حملتني نحو الحمى أشجاني /
فتهيّبتُ من جلال المكان /
وإذا فوق مقلتيَّ يدانِ /
فتلمّستُ نضرةً ونعيماً / وتعرَّفْتُ ما لَثمْتُ قديما
قلتُ يا مرحباً وقبَّلتُ كفاً / أنزلتني ضيفاً بأكرمِ دارِ
خطراتُ النَّسيمِ في واديكِ /
صبَّحتني بقبلةٍ منْ فِيكِ /
ثمَّ عادتْ بقبلةٍ تشفيكِ /
فسلاماً يا واديَ الرُّمَّانِ / فُزْتُ بالرُّوح منكَ والرَّيحانِ
واحنيني إلى دياركَ والرُّم / مان دانٍ يُظلُّ أهلَ الدّيار
كَيفَ عَيناك يا عُمَر
كَيفَ عَيناك يا عُمَر / أَنا أَدماهما السَهر
وَعصيّ مِن الدُمو / ع طَغى الهَم فَاِنهَمَر
وَخَيالٌ أَلَمَّ بي / مِن حَبيب لَدى السحر
طافَ حيناً بِمضجَعي / وَتَوارى عَن النَظَر
أَتبَعتُهُ جَوانِحي / مُهجَتي عِندَما نَفَر
أَينَ لَيلىعَلى شَوا / طئ بيروت يا عُمر
كانَ مِن فرعها الظَلا / م وَمِن وَجهِها القَمَر
وَسَميري مقبّلٌ / طَيّب اللثم والسمر
وَمدامي وَقَد ظَفَر / ت بِها نَشوةُ الظَفر
أَين لَهوي وَشَرَّتي / وَالزَمانُ الَّذي غَبر
حينَ لَم أَفتَكر بِهَج / ر وَلا الهاجر اِفتَكر
أَينَ لا أَين وَالحَيا / ة هِيَ اللَمح بِالبَصَر
هَكَذا يَذهب السُرور / سَريعاً إِذا حَضَر
وَداعاً سأَقتل هَذا الهَوى
وَداعاً سأَقتل هَذا الهَوى / وَأَدفنه في ضُلوع السِنين
أَردُّ رَسائلك الباكيات / فَرُدّي رَسائل قَلبي الحَزين
وَلَكن تَعالَي أَلم تغدري /
وَداعاً سَأَسحق تِلكَ المُنى / وَأَنسفها بَدداً في الفَضا
سَأَهزَأ بِالعشق وَالعاشقين / وَأَذهب مُستهتراً بِالقَضا
وَلَكن تَعالَي أَلم تغدري /
وَداعاً وَهَيهات أَن نَلتَقي / فَما أَنا بَعدُ المُحب الحَبيب
أَطيعي ذَويك بِما يَشتَهون / فَإِن لَهُم فَوقَ حَق الغَريب
وَلَكن تَعالَي أَلم تغدري /
أَين الرسالاتُ وَالشَو
أَين الرسالاتُ وَالشَو / قُ فَالجَواب تَأَخّر
كَم قُلتِ شَوقي كَثيرٌ / أَظنُّ شَوقي أَكثَر
أُسائل البَدرَ حَيرا / ن عنك إِن هُوَ أَسفَر
ذَكَرتُ وَجهك فيهِ / وَالشَيء بِالشَيء يُذكر
كَوني بودّك كَالبَد / ر فَهُوَ يَخفى وَيَظهر
لمّا تَعَرَّضَ نَجْمُك المنحوسُ
لمّا تَعَرَّضَ نَجْمُك المنحوسُ / وترنَّحت بِعُرى الحِبالِ رؤوسُ
ناح الأّذانُ وأعولَ الناقوسُ / فالليل أكدرُ والنَّهارُ عَبوسُ
طَفِقَتْ تثورُ عواصفُ / وعواطفُ
والموت حينا طائف / أو خاطفُ
والمعْولُ الأَبديّ يُمْعِن في الثرى / لِيردَّهمْ في قلبِها المتحجِّرِ
يومٌ أطلَّ على العصور الخاليَهْ / ودعا أمرَّ على الورى أمثاليَهْ
فأجاَبهُ يومٌ أجلْ أنا راويُهْ / لمحاكم التَّفتيش تلكَ الباغِيَهْ
ولقد شهدتُ عجائبا / وغرائبا
لكنَّ فيكَ مصائبا / ونوائبا
لم ألْقَ أشباهاً لها في جورِها / فاسأل سوايَ وكم بها مِنْ منكَرِ
وإذا بيومٍ راسفٍ بقيودِهِ / فأجابَ والتاريخُ بعضُ شهودهِ
أُنظرْ إلى بيضِ الرَّقيقِ وسودِهِ / مَنْ شاءَ كانوا مُلكَهُ بنقودِهِ
بشرٌ يُباعُ ويُشترى / فتحرَّرا
ومشى الزَّمانُ القهقرى / فيما أرى
فسمعتُ منْ منعَ الرَّقيقَ وبَيْعهُ / نادى على الأَحرارِ يا مَنْ يشتري
وإذا بيومٍ حالكِ الجِلْبابِ / مُتَرنّحٍ من نَشْوةِ الأوصْابِ
فأجابَ كلاّ دون ما بكَ ما بي / أنا في رُبى عاليه ضاع شبابي
وشهدتُ للسفَّاح ما / أبكى دما
ويل له ما أظلما / لكنما
لم ألْقَ مِثْلَكَ طالعاً في روعةٍ / فاذهبْ لعلَّكَ أنتَ يَومُ المحشرِ
اليومُ تُنكرهُ اللَّيالي الغابرهْ / وتظلّ تَرْمقُه بعينٍ حائره
عجباً لأحكام القضاءِ الجائرهْ / فأخفُّها أمثالُ ظُلمٍ سائره
وطن يسيرُ إلى الفناءْ / بلا رجاءْ
والداءُ ليس له دواءْ / إلا الإباءْ
إن الإباءَ مَناعةٌ إن تَشْتَمِلْ / نفسٌ عليه تَمُتْ ولَّما تُقهرِ
الكلُّ يرجو أن يُبكِّرَ عَفْوُهُ / نَدْعو له ألاّ يُكّدَّرَ صفُوهُ
إنْ كان هذا عطفُهُ وحُنُوُّهُ / عاشتْ جلاَلتُهُ وعاشَ سُموّهُ
حَمَلَ البريدُ مُفصِّلاً / ما أجملا
هَلا اكتَفَيتَ تَوَسُّلا / وَتَسَوُّلا
والموتُ في أخذِ الكلامِ وردَّهِ / فخذِ الحياةَ عن الطرَّيقِ الأقصرِ
ضاق البريدُ وما تغيَّرَ حالُ / والذّلّ بين سطورِنا أشكالُ
خُسْرانُنا الأَّرواح والأموالُ / وكرامةٌ يا حسرتا أسمالُ
أوَتُبصرونَ وتسألونْ / ماذا يكونْ
إنَّ الخداعَ له فنونْ / مثْلَ الجنونْ
هيهات فالنفس الذليلة لو غدت / مخلوقةً من أعينٍ لم تُبْصرِ
أَّنى لشاكٍ صوتُه أنْ يُسُمَعا / أَنَّى لباكٍ دمعهُ أنْ يَنفعا
صخرٌ أحسَّ رجاءَنا فتصدَّعا / وأتى الرجاءُ قلوبَهم فتقطَّعا
لا تعجبوا فمن الصخورْ / نبعٌ يفورْ
ولهم قلوبٌ كالقبورْ / بلا شعورْ
لا تلتمسْ يوماً رجاءً عندَ مَنْ / جرَّبْتَهُ فوجدتَهُ لم يَشْعُرِ
أنا ساعةُ الرّجل الصَّبورِ
أنا ساعةُ الرّجل الصَّبورِ / أنا ساعةُ القلبِ الكبيرِ
رمزُ الثَّباتِ إلى النَّها / ية في الخطيرِ من الأُمورِ
بطَلي أشدّ على لقا / ءِ المَوتِ من صمّ الصخورِ
جذلان يرتقبُ الردى / فاعجبْ لموتٍ في سرورِ
يَلْقى الإله مُخَضَّب ال / كفَّيْن في يومِ النّشورِ
صَبْرُ الشبابِ على المصابِ / وديعتي ملءُ الصّدورِ
أْنذرتُ أعداءَ البلادِ / بشرِّ يومٍ مُستطير
قسماً بروحك يا عطا / ء وجنَّةِ الملكِ القديرِ
وصغاركَ الأشبالِ تبكي / اللَّيثَ بالدّمعِ الغزير
ما أنقذَ الوطنَ المفدَّى / غيرُ صبًّارٍ جَسورِ
هواكِ جبَّارْ
هواكِ جبَّارْ / على القلب جارْ
أَمانْ أمان /
مِنْ زفرةِ الليلِ / وغمِّ النهارْ
أمانْ /
يا أملى يا نورَ مستقبلي / أوقعني صمتُكِ في مشكل
ما خبّأ الدهرُ بعينيكِ لي /
هل ابتسامٌ فيهما أم دموعْ / تُذيبُ قلبي كمداً في الضلوعْ
يا ليت مكنونهما ينجلي /
سعادُ لا يَهدأُ هذا الفؤادْ / ولنْ يذوقَ الجفنُ حُلْوَ الرقادُ
ما لمْ تصافيني الهوى يا سعادْ /
لو كان حظّي منك أن تعلمي / ما تصنع الأَشواق بالمغرمِ
لرقَّ لي قلبُك والدمع جاد /
أبصرتُ في جُنحِ الدُّجى طائِفا / كلمْحةِ البرقِ سرى خاطفا
ثم دنا يصعقُني هاتفا /
سعاد لم يخطرْ على بالها / ولم تكنْ موضعَ آمالِها
ثم تولَّى يسبقُ العاصفا /
أصبحتُ لا يَشفي غليلي ابتسامْ / ولا انحناءُ الرأسِ عند السلام
أولى بنالو نتشاكى الغرامْ /
يا حبَّذا لُقيا على موعدِ / وحبَّذا أْخذُ يدٍ في يدِ
حتَّى يقول الناسُ هامت وهامْ /
ماذا أصاب الروضَ حتى ذَوَى / والهفا والغصْنَ حتى التوى
وأيُّ بُردٍ للربيعِ انطوى /
الروضُ يملي يا سعاد العِبَرْ / في زَهَرٍ مثل الأماني انتثَرْ
يا روضةَ الحسن حذارَ الهوى /
هواكِ جبَّار / على القلب جارْ
أمانْ أمان /
من زفرةِ اللَّيل / وغمِّ النَّهارْ
أمان /
طيرُ الصَّبا ولى
طيرُ الصَّبا ولى / وكان لي جارْ
قلتُ له هلاَّ / تعود للدَّار
فقال لي كلاَّ / كلاَّ وطارْ
أظنُّه مَلاَّ / منِّي الجوارْ
خلَّفني أبكي / عهد الهوى
خلعتُ من ملكي / عرشي هوى
عاش على الفتك / قلبٌ غوى
واليومَ في ضَنْكِ / واهي القوى
قال أبو سلمى / زينُ أترابي
صِباك قدهَّما / خلِّ التصابي
فهاج لي غَّما / أقتلَ مِمّا بي
قلتُ نعم حتما / وشاب أحبابي
أطلقي ذاكَ العيارا
أطلقي ذاكَ العيارا / قَدْكِ ضيماً واصطبارا
يطلبُ العزُّ ابتدارا / يدرك المجد اقْتِسارا
أطلقي ذاك العيارا /
حطِّمي القيدَ الثقيلا / واركبي الهولَ سبيلا
عاش يا نفسُ ذليلا / بك من كان بخيلا
أطلقي ذاك العيارا /
دبري الأَمرَ نهارا / واطلبي الحقَّ جهارا
واهبطي الهيجاءَ دارا / ذلَّ من يغفل ثارا
أطلقي ذاك العيارا /
يا لأعناقِ الرجالِ / كيف مالت بالحبالِ
هاكِ أشبالي ومالي / وعنادي للقتالِ
أطلقي ذاك العيارا /
أعنَقَتْ تسري انتشارا / فكرةٌ تحملُ نارا
تهبطُ القلبُ قرارا / تُلهبُ الصَّدرَ استعارا
أطلقي ذاك العيارا /
عَلِقَتْ ثَمَّ يداهُ / بزناد فطواهُ
أضرم البيدَ سناهُ / ثم ردَّدن صداهُ
أطلقي ذاك العيارا /
انظري يوم أغارا / أيَّ أبطالٍ أثارا
أيَّ كاساتٍ أدارا / بين صرعى وسكارى
أطلقي ذاك العيارا /
احشدي البيدَ أُسودا / واملأي الشامَ حقودا
ووعوداً وعهودا / وبنوداً وبنودا
أطلقي ذاك العيارا /
المنايا تتبارى / والأمانيَّ الكبارا
طبِّقي الأَرضَ انتصارا / واعتزازاً وافتخارا
أطلقي ذاك العيارا /
اغدري غدرَ القويِّ / بالحسين بن عليِّ
لستِ بالخلِّ الوفيِّ / للحليفِ العربيَّ
فاملأي التاريخ عارا /
أُمَّتي قَدْكِ اصطبارا / فاطلبي العزَّ ابتدارا
وخذي المجد اقتسارا / هاجني الماضي ادَّكارا
أطلقي ذاك العيارا /
أُنظر لِماَ فعل المظفَّر إنه
أُنظر لِماَ فعل المظفَّر إنه / نَفَعَ القضيَّةَ غائباً لم يحضرِ
أحيى القلوب ودونهنَّ ودونَه / غرفُ الحديد وحامياتُ العسكرِ
عرضوا الكفالةَ والكرامةَ عندَه / عبثاً وهل عَرَضٌ يُقاس بجوهر
ورأى التحُّير في التخيُّرِ سُبَّةً / فَفَدى كرامته بستَّة أشهرِ
لم يخْل ميدانُ الجهاد بسَجْنه / فلقد رماه بقلبه المتسعّرِ
ولكم خلا بوجود جيشٍ زاخرٍ / يمشي إليه بِخَطْوِهِ المتعثّرِ
إنَّ المظفّر من حديدٍ جسمُه / فيما أرى وجسومُهم من سُكّرِ
بني هاشم بين المَنايا وَبَينَكُم
بني هاشم بين المَنايا وَبَينَكُم / تُراثٌ وَما تَغفو المَنايا عَن الوِترِ
مَضَت بِأَبي الأَشبالِ يَستشهد الوَغى / وَراياته فيها عَلى دول الغَدرِ
وَما نكّبَت عَن شاكر بَعد فَيصَلٍ / وَغالَت عَلياً وَاللواعج في الصَدرِ
مَقامات إقيالٍ تَغيب شُموسها / وَغارات أَبطال تُرَدّ عَن النَصرِ
بَني هاشم لا أَخمَدَت جَمراتِكُم / وَلا أَغمدت أَسيافَكُم نوبُ الدَهرِ
بِأَوجهكم تَنفضُّ حالِكَة الدُجى / وَأَيمانَكُم تَرفضُّ مجفلةُ القطرِ
وَنيطت بِعَبد اللَه آمالُ أُمَّةٍ / وَفي ظلّ غازي عَودُ أَيامِها الغرِّ
يا حسرتا ماذا دهى أهل الحمى
يا حسرتا ماذا دهى أهل الحمى / فالعيشُ ذل والمصير بَوار
أرأيتَ أيَّ كرامة كانت لهمْ / واليوم كيف إلى الاهانة صاروا
سَهُلَ الهوان على النفوس فلم يعد / للجرح من ألمٍ وخفَّ العارُ
همدتْ عزائُمهم فلو شبَّت لظى / لتثيرَها فيهم فليس تُثارُ
الظالمُ الباغي يسوس أُمورَهم / واللصُّ والجاسوسُ والسمسارُ
يا من تعلَّل بالسياسة ظنَّها / لَطُفَتْ وَلانَ عَصيُّها الجباَّرُ
ما لطفُها ما اللين ذاك وكلهم / مستعمرون وكلُّه استعمارُ
يقولون في بيروت أنتم بنعمةٍ
يقولون في بيروت أنتم بنعمةٍ / تبيعونهم تُرْباً فيعطونكم تبرا
شقيقتنا مهلاً متى كان نعمةً / هلاكُ أُلوف الناس في واحدٍ أثرى
وباذلُ هذا المال يعلم أنَّه / يسِّلم باليمنى إلى يده اليسرى
على أنها أوطاننا ما كنوزُهم / وأمواُلهم حتى تُساوَى بها قَدْرا
ولو كان قومي أهلَ بأسٍ ونخوةٍ / إذن أصبحتْ للطامعين بها قبرا
ولكنهم قد آثروا السهلَ مركباً / تسيِّره الأَهواءُ واجتنبوا الوعرا
وما حسرتي إلاَّ على متعفِّف / يقومُ لوجه الله بالنهضة الكبرى
ما لَكَ وَالذكريات تذعرها
ما لَكَ وَالذكريات تذعرها / تَثير مَكنونها وَتَنشرها
موءدة في الشُجون أَدفنها / وَفي زَوايا السِنين أَذخرها
أَذهل عَنها وَرُبَما ذَهلت / عَني وَقَد جئت بي تَذكّرها
يا مسعرَ النار كَيفَ أَطفئها / سامَحَكَ اللَه حينَ تسعرها
أَما تَراني يَدي عَلى كَبدي / أَكاد مِن زَفرَة أُطيِّرها
يا رُبّ نَفس لِلّه مُسلمة / قامَ نَبيّ الهَوى يَنصّرها
أَعيا عَلى الدَهر غمزَ جانِبِها / ما بالُ غَمز العُيون يَقهرها
كَلّفتها السَير وَالسرى شَغفاً / أَلَذّ حال الغَرام أَخطرها
خلّفت بَيروت منعماً طَلَباً / للكَرمَليات حَيث عزورُها
بَلغتها وَالظَلام مُشتمل / عَلى البَرايا وَالنَوم يَسكرها
أَلتَمسُ البابَ لا أَفوز بِهِ / أَطوف بِالدار لَست أُبصرها
حَتّى هَداني وَمِيضُ سارية / أَعقبه قاصف يَفجّرها
سَعَيت لِلباب ثمّ أَطرقه / أَقفاله الصلب لَو أَكسّرها
ما تَنثَني نَفسُ طالب وَردت / ظَمأى وَمَرعى الحِمام مَصدرها
وَانفتح الباب عَن مصلّبة / خيفة شَرّ هُناك ينذرها
قُلت مَسا الخَير هَل لملتجئ / لديك نَعمى هَيهات يَكفرها
قالَت عَلى الرَحب قلت هَل نَزَلت / آنِسَةٌ دارَكُم تَعمّرها
قالَت أَخوها فَقُلت ذاكَ أَنا / قالَت أَنسعى لَها نَخبّرها
قَد أَخَذ النَوم جفنها مَللا / بَعد اِنتَظار تَرى أَنشعرها
قُلت دَعيها غَداً أُفاجئها / أَحلامَها الغرّ لا أُنفّرها
أَقضي رقادي في غَير مضجعها / أَخشى إِذا اِستيقَظت أَسهّرها
قالَت تَرى الضوء ذاكَ مضجَعَها / كُن جارَها وَالصَباحَ تبدرها
أَراك بَرّاً بِها وَربّ أَخٍ / مغرًى بِأَخت لَهُ يُكدّرها
قَرابة المَكر أَصبَحَت ثقة / أَعشقُ بعضِ القُلوب امكَرُها
يا لَك بَلهاء وَدّعت وَمَضَت / أَثني عَلى لطفها وَأَشكرها
زَجراً وَهَيهات لاتَ مُزدجِرٍ / أَيّة نَفس هَوجاء ازجرها
صَبرَك يا نَفس لات مصطبرٍ / ما لَم تَكُن جارَتي تصبّرها
لَم أَدرِ حينَ اِنسللت أَطلبها / خطى المُحبّين مَن يَسيّرها
حورية في السَرير راقِدَة / وَدّ رفائيل لَو يُصوّرها
يا مَعدَن الحُسن أَنت مَعدنها / يا جَوهَر الحُبّ أَنتَ جَوهَرَها
إِن أَنسَ لا أَنسَ وَجهها وَبِهِ / غبّ اِنتَظاري بادٍ تَحيّرها
عاطِفَةً جيدها موسّدة / ذِراعَها وَالدُموع تَغمرها
وَالوَجه وَالصَدر بادِيان سِوى / ما اِنثالَ مِن فرعها يَخمرها
وَالشَوق بَينَ الضُلوع أَعرفه / مِن زَفرة كَالسعير تَزفرها
يَصيبُني لَفحها عَلى كبد / في بُرَح الشَوق ذابَ أَكثَرُها
وَثمَ رمانة قَد اِضطَرَبَت / وَاِقتَرَبَت تربُها تَحذّرها
تَقول اُختاه تَحتَنا لَهب / يَصهرنا دائِباً وَيَصهرها
إِن أنس لا أنس وَجَهها وَبِهِ / غبّ اِنتَظاري بادٍ تَحيّرها
أَلمح بَين الجُفون لُؤلؤة / فازَ بِها النَوم وَهُوَ يَأسرها
أَطبق أَهدابَها فَقيَّدها / لَولا اِضطِرابٌ يَكاد يَنثرها
يا مَعدَن الحُسن أَنت مَعدنها / يا جَوهَر الحُبّ أَنتَ جَوهَرَها
قَيد ذِراعي غُصون بانتها / آوي إِلى ظلّها وَأَهصرها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025