المجموع : 8
رَدَّت صَنائِعُهُ عَلَيهِ حَياتَهُ
رَدَّت صَنائِعُهُ عَلَيهِ حَياتَهُ / فَكَأَنَّهُ مِن نَشرِها مَنشورُ
مُضِزٌّ عَلى فأسِ اللِجامِ كَأَنَّهُ
مُضِزٌّ عَلى فأسِ اللِجامِ كَأَنَّهُ / إِذا ما اِشتَكَت أَيدي الجِيادِ يَطيرُ
فَظَلَّ عَلى الصَفصافِ يَومٌ تَباشَرَت / ضِباعٌ وَذؤبانٌ بِهِ وَنورُ
فَأُقسِمُ لا يَنسى لَهُ اللَهُ أَجرَها / إِذا نُسِيَت بَينَ العِبادِ أُجورُ
إِذا الغَيثُ أَكدى وَاِقشَعَرَّت نُجومُهُ / فَغَيثُ أَميرِ المُؤمِنينَ مَطيرُ
وَما حَلَّ هارونُ الخَليفَةُ بَلدَةً / فَأَخلَفَها غَيثٌ وَكادَ يَضيرُ
إِذا ما عَدَدتَ الناسَ بَعدَ مُحَمَّدٍ / فَلَيسَ لِهارونَ الإِمامِ نَظيرُ
مَنيعُ الحِمى لَكِنَّ أَعناقَ مالِهِ / يَظَلُّ النَدى يَسطو بِها وَيَسورُ
وَقَفتُ عَلى حالَيكُما فَإِذا النَدى / عَلَيكَ أَميرَ المؤمِنينَ أَميرُ
كَرِهنَ مِنَ الشَيبِ الَّذي لَو رَأَيتَهُ
كَرِهنَ مِنَ الشَيبِ الَّذي لَو رَأَيتَهُ / بِهِنَّ رَأَيتَ الطَرفَ عَنهُنَّ أَزوَرا
أَعُمَيرُ كَيفَ لِحاجَةٍ
أَعُمَيرُ كَيفَ لِحاجَةٍ / طُلِبت إِلى صُمِّ الصُخورِ
لِلَّهِ دَرُّ عِداتِكُم / كَيفَ اِنتَسَبنَ إِلى الغُرورِ
إِنَّ اللَيالي ضِمنَني / وَوَسَمنَني سِمَةَ الكَبيرِ
أَطفأنَ نورَ شَبيبَتي / وَفَرَشنَني كَنَفَ الغَيورِ
وَلَقَد تَبيتُ أَنامِلي / يَجنينَ رُمّانَ النُحورِ
أَميرَ المؤمِنينَ إِلَيكَ خُضنا
أَميرَ المؤمِنينَ إِلَيكَ خُضنا / غِمارَ المَوتِ مِن بَلَدٍ شَطيرِ
بِخوصٍ كالأَهِلَّةِ جانِفاتٍ / تَميلُ عَلى السُرى وَعَلى الهَجيرِ
حَمَلنَ إِلَيكَ آمالاً عِظاماً / وَمِثلَ الصَخرِ وَالدرِّ النَثيرِ
فَقَد وَقَفَ المَديحُ بِمُنتَهاهُ / وَغايَتِهِ وَصارَ إِلى المَصيرِ
إِلى مَن لا تُشيرُ إِلى سِواهُ / إِذا ذُكِرَ النَدى كَفُّ المُشيرِ
يَدٌ لَكَ في رِقابِ بَني عَليٍّ / وَمَنٌّ لَيسَ بالمَنِّ اليَسيرِ
مَنَتَ عَلى ابنِ عَبدِ اللَهِ يَحيى / وَكانَ مِنَ الحُتوفِ عَلى شَفيرِ
وَقَد سَخِطَت لِسَخطَتِكَ المَنايا / عَلَيهِ فَهيَ حائِمَةُ النسورِ
وَلَو كافأتَ ما اِجتَرَحَت يَداهُ / دَلَفتَ لَهُ بِقاصِمَةِ الظُهورِ
وَلَكِن حَلَّ حِلمُكَ واجتَباهُ / عَلى الهَفَواتِ عَفوٌ مِن قَديرِ
فَعادَ كَأَنَّهُ لَم يَجنِ ذَنباً / وَقَد كانَ اِجتَنى حَسَكَ الصُدورِ
لَهُمُ رَحِمٌ تُصَوِّرُكُم عَلَيهِم / وَتَكسِرُ عَنكُمُ حُمَةَ النَكيرِ
فَإِن شَكَروا فَقَد أَنعَمتَ فيهِم / وَإِلّا فالنَدامَةُ لِلكَفورِ
أَلا لِلَّهِ دَرُّ بَني عَليٍّ / وَزورٍ مِن مَقالَتِهِم كَثيرِ
يُسَمّونَ النَبيَّ أَباً وَيأبى / مِنَ الأَحزابِ سَطرٌ في سُطورِ
وَإِن قالوا بَنو بِنتٍ فَحَقٌّ / وَردّوا ما يُناسِبُ لِلذكورِ
وَما لِبَني بَناتٍ مِن تُراثٍ / مَعَ الأَعمامِ في وَرَقِ الزَبورِ
بَني حَسَنٍ وَرَهطَ بَني حُسَينٍ / عَلَيكُم بِالسَدادِ مِنَ الأُمورِ
أَميطوا عَنكُمُ كَذِبَ الأَماني / وَأَحلاماً يَعِدنَ عِداتِ زورِ
فَقَد ذُقتُم قِراعَ بَني أَبيكُم / غَداةَ الرَوعِ بالبيضِ الذَكورِ
أَحينَ شَفوكُمُ مِن كُلِّ وِترٍ / وَضَموكُم إِلى كَنَفٍ وَثيرٍ
وَجادوكُم عَلى ظَمإٍ شَديدٍ / سُقيتُم مِن نَوالِهِمُ الغَزيرِ
فَما كانَ العُقوقُ لَهُم جَزاءً / بِفِعلِهِمُ وآدى للثُؤورِ
وَإِنَّكَ حينَ تَبلُغُهُم أَذاةٌ / وَإِن ظَلَموا لَمَحزونُ الضَميرِ
إِنَّ لِهارونَ إِمامِ الهُدى
إِنَّ لِهارونَ إِمامِ الهُدى / كَنزَينِ مِن أَجرٍ وَمِن بِرِّ
يَريشُ ما تَبري اللَيالي وَلا / تَريشُ أَيديهِنَّ ما يَبري
كَأَنَّما البَدرُ عَلى رَحلِهِ / تَرميكَ مِنهُ مُقلَتا صَقرِ
لَهفي أَتُطعِمُها قَيساً وَآكُلَها
لَهفي أَتُطعِمُها قَيساً وَآكُلَها / إِنّي إِذاً لَدَنيءُ النَفسِ وَالخَطَرِ
ما كانَ جَدّي وَلا كانَ الهُمامُ أَبي / لِيأكُلا سُؤرَ عَبّاسِ وَلا زُفَرِ
شَتّانَ مِن سُؤرِ عَبّاسٍ وَفَضلَتِهِ / وَسؤرِ كَلبٍ مُغَطّى العَينِ بالوَبَرِ
ما زالَ يَلقَمُ وَالطَبّاخُ يَلحَظُهُ / لَقَد حَسُنَت مِن قَبلُ فيكَ المَدائِحُ
لَقَد أُوقِدَت بِالشامِ نيرانُ فِتنَةٍ
لَقَد أُوقِدَت بِالشامِ نيرانُ فِتنَةٍ / فَهَذا أَوانُ الشأمِ تُخمَدُ نارُها
إِذا جاشَ مَوجُ البَحرِ مِن آلِ بَرمَكٍ / عَلَيها خَبَت شُهبانُها وَشَرارُها
رَماها أَميرُ المُؤمِنينَ بِجَعفَرٍ / وَفيهِ تَلاقى صَدعُها وَانجِبارُها
رَماها بِمَيمونِ النَقيبَةِ ماجِدٍ / تَراضى بِهِ قَحطانُها وَنِزارُها
تَدَلَّت عَلَيهِم صَخرَةٌ بَرمَكيَّةٌ / دَموغٌ لِهامِ الناكِثينَ اِنحِدارُها
غَدَوتَ تُزَجّي غابَةً في رُؤوسِها / نُجومُ الثُرَيّا وَالمَنايا ثِمارُها
إِذا خَفَقَت راضياتُها وَتَجَرَّسَت / بِها الريحُ هالَ السامِعينَ اِنبِهارُها
فَقولوا لأَهلِ الشامِ لا يَسلُبَنَّكُم / حِجاكُم طَويلاتُ المُنى وَقِصارُها
فَإِنَّ أَميرَ المؤمِنينَ بِنَفسِهِ / أَتاكُم وَإِلّا نَفسَهُ فَخيارُها
هُوَ المَلِكُ المأمولُ لِلبِرِّ وَالتُقى / وَصَولاتُه لا يُستَطاعُ خِطارُها
وَزيرُ أَميرِ المؤمِنينَ وَسَيفُهُ / وَصَعدَتُهُ وَالحَربُ تَدمى شِفارُها
وَمَن تُطوَ أَسرارُ الخَليفَةِ دونَهُ / فَعِندَكَ مأواها وَأَنتَ قَرارُها
وَفَيتَ فَلَم تَغدِر لِقَومٍ بِذِمَّةٍ / وَلَم تَدنُ مِن حالٍ يَنالُكَ عارُها
طَبيبٌ بِإحياءِ الأُمورِ إِذا التَوَت / مِنَ الدَهرِ أَعناقٌ فَأَنتَ جُبارُها
إِذا ما ابنُ يَحيى جَعفَرٌ قَصَدَت لَهُ / مُلِمّاتُ خَطبٍ لَم تَرعُهُ كِبارُها
لَقَد نَشأت بِالشامِ مِنكَ غَمامَةٌ / يُؤَمَّلُ جَدواها وَيُخشى دَمارُها
فَطوبّى لأَهلِ الشامِ أَم وَيلَ أُمِّها / أَتاها حَياها أَو أَتاها بَوارُها
فَإِن سالَموا كانَت غَمامَةَ نائِلٍ / وَغَيثٍ وَإِلّا فَالدِماءُ قِطارُها
أَبوكَ أَو الأَملاكِ يَحيى بنُ خالِدٍ / أَخو الجودِ وَالنُعمى الكِبارُ صِغارُها
كَأَيّن تَرى في البَرمَكيّينَ مِن نَدىً / وَمِن سابِقاتٍ ما يُشَقُّ غُبارُها
غَدا بِنُجومِ السَعدِ مَن حَلَّ رَحلُهُ / إِلَيكَ وَعَزّت عُصبَةٌ أَنتَ جارُها
عَذيري مِنَ الأَقدارِ هَل عَزَماتُها / مُخَلّفَتي عَن جَعفَرٍ وَاقتِسارُها
فَعَينُ الأَسى مَطروفَةٌ لِفِراقِهِ / وَنَفسي إِلَيهِ ما يَنامُ ادِّكارُها