القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابن الدَّهّان المَوصِلي الكل
المجموع : 10
ما نامَ بعدَ البين يَستَحلي الكرى
ما نامَ بعدَ البين يَستَحلي الكرى / إِلّا ليطرُقَه الخَيالُ إِذا سَرى
كَلِفٌ بِقُربكَمُ فَلمّا عاقَهُ / بُعدُ المَدى سَلَك الطَريقَ الأَخصَرا
وَإِذا تَصوَّرَ أَن يُصورك الكَرى / فَمِن الظَلالِ لمقلَةٍ أَن تَسهَرا
كَم نافِرٍ لا يُستَطاعُ كَلامُه / داريتَه بكرىً فَزارَ وَما دَرى
وَمُهَفهِفٍ ثِمِل القَوامِ وَحَقُّ مَن / حَملَ المُدامَةَ دائماً أَن يَسكَرا
رَيّانَ أَورقَ بالظَلامِ قَضيبُهُ / حُسناً فأزهر بِالصَباحِ وَنَورا
عَنفَ العَذولُ وَما رآهُ جَهالَةً / وَأَغارُ وَجداً أَن يَراهُ فَيُعذَرا
وَأَطالَ عَتبي لاحياً وَلَو أَنَّهُ / عَرفَ الَّذي يُلحي عَليهِ لأقصرا
فارَقته وَعدمتُ صَبري بَعدَهُ / فَفَقَدتُهُ وَفَقدتُ أَن أَتَصَبَّرا
لا تَنكرن فيضَ الدُموعِ فمنكَرٌ / أَن لا يَكونَ نَواهُ نَوءاً مُمطِرا
أَبكي لِذِكرِ العيشِ عِزَّ طِلابِهِ / وَالعَيشُ ما أَبكاكَ أَن يُتَذَكَرّا
يا طالِباً بالبين قَتلي عامِداً / أَحسَبتَني أَبقى عَلى أَن تَهجُرا
وَموَدُعٍ أَم التفرّقُ دمعَهُ / وَنَهَتهُ رِقبَةُ كاشِحٍ فَتَحيَّرا
يَبدو هِلالٌ مِن خِلالِ سُجوفِه / لَو مُراقبةُ العُيونِ لأَبدَرا
حَذر العُيونِ فَلَيسَ يُلقى سافِراً / مِن حُسنِ وَجهٍ لَيسَ يَفتأ مُسفِرا
مَنَعَت مُحاذَرةُ الوِشاةِ ظُهورَهُ / فَأَبى خَفيُّ الوَجدِ أَن لا يَظهَرا
وَرَمى فَأنفذ في الحَديدِ مُسرّداً / سَهماً وَما نَفَذ الحَريرَ مُسَتَرا
سَحَرت وَقَد قَتَلت لِحاظ جُفونُه / أَوَما كَفاها القَتل حَتّى تَسحَرا
فَحَذارِ أُسدَ الغابِ رَبربَ عالِجٍ / وَحَذارِ ثُمَّ حَذارِ ذاكَ الجؤذَرا
وَيلاهُ مِن واهي القُوى ذي رِقَّةٍ / قَويت عِلاقَةُ حُبّه فَتَحَيَّرا
فسأغتدي مِن يُوسُفيٍ مُقتَدٍ / بِعَزيز مصرٍ يوسُفٍ مستَنصرا
مَلِكٌ اذا أَبصرتَه فَلَقيتَهُ / أَبصرتَ بِشراً بالنَجاحِ مُبشِّرا
ردفُ الأَكارِم في مَدى بَذلِ النَدى / وَجَزى فَكانَ السابِقَ المُتأخِّرا
وَفَتىً اذا عَدوا السِنينَ فانَّهُم / عدوا السنى فَكانَ الأَكبَرا
كسبَ الَكارِمَ فاكتَساها لابِساً / مُلكاً وَكانَت تُستَعارُ وَتُشتَرى
في وَجهِهِ اِجتَمَعَ الجَمالُ وَسَيفُهُ / حَتفٌ وَكَفُّهُ غَيث الوَرى
ما حَلَّ رَبعَ المحلِ أَغبرَ قاتِماً / إِلّا وَأَصبَحَ مِن نَداهُ أَخضَرا
أَو سَلَّ يَومَ الرَوع أَبيضَ صارِماً / إِلّا وَعادَ مِن الأَعادي أَحمَرا
أَو هَزَّ في الهَيجاءِ أَسمَرَ ذابِلاً / إِلّا وَآلَ بِرأسِ طاغٍ مُثمِرا
تُردي الكَتائِبَ كُتبُه فاذا مَضَت / لم نَدرِ أَنَفَذ أَسطُراً أَم عسكرا
لَم يحسُنِ الأَترابُ فَوقَ سُطورِها / إِلّا لأَنَّ الجَيش يَعقُد عِثيرا
يا شاري المَدحِ الثَمين مُغالِياً / لَولاكَ أَصبحَ كاسِداً لا يُشتَرى
أَفنيت مالك واِقتنيتَ مَحامِداً / تَبقى مَدى الدُنيا وَتُفني الأَعصُرا
فسموتَ مُنتعِل السِماك وَتارِكاً / تَحتَ الثَرى مَن ماله تَحتَ السَرى
وَجعلتَ للآدابِ رَبعاً آهلاً / بنَدى يَدَيكَ وَكانَ رسماً مقفِرا
بَهَرَت صِفاتُكَ مادِحيك وَطالَما / وَقَد جاوَزَ الاحصاءَ أَن لا يبهرا
فَأَتاكَ مُقلا واِنثَنى المُشنى / المبرز قاصِراً لا مُقصِرا
وَالشامُ قَد أَضحى حِمىً بِكَ بَعدَما / أَشفى وَأَمّلت العِدى أَن تَظفِرا
أَمسى لِنورِ الدينِ لَيلاً مُظلِماً / حَتّى أَتيتَ فَكانَ صُبحاً نَيّرا
فَكأَنَّهُ داعٍ أُجيبَ دُعاؤُهُ / أَو كانَ خُيِّرَ في الوَرى فَتَخيّرا
وَأَتاكَ منشورُ الخَلافَةِ شاكِراً / لَكَ أَن أَعدتَ الحَقَّ حَيّاً منشرا
لما أعدتَ الحقَّ في أَربابِهِ / وَرددتَ لِلمستَوجبيهِ المِنبَرا
بَعث الامامُ لكَ الشعارَ مُصوِّراً / لِلناسِ أَنَّكَ في الضَميرش مُصورا
وَأَراهُم أَنَّ الخِلافَةَ مُقلَةٌ / أَصبحتَ أَنتَ سَوادَها وَالمحجَرا
فاِفخر بِما فَعَل الامامٌ عَلى الوَرى / وَكَفى بِما فَعَلَ الخَليفَةُ مفخرا
خِلَعٌ أَتَتكَ وَللعُلى في طَيِّها / نَشرٌ وَطَيّ عِداك في أَن تنشرا
وَأَحَقُّ مَن خَلعت عَلَيهِ مؤيد / خِلَعَ الَّذين بَغَوا عليهم أَعصُرا
أَضحى بَنو العَبّاسِ يَضحك مُلكُهُم / أَمناً وَأَنتَ سَدادُهُ أَن يُثغَرا
ما زَفَّ في عَصرٍ لِلَلِكٍ مثلَما / زَفَّ الحِسانُ إِلَيك بِكراً مُعصِرا
عِقدٌ ثَمين أَنتَ عارِفُ قَدرِهِ / وَلَدَيكَ قَومٌ يَعرِفونَ الجَوهَرا
ما مَن يَرى ضدَّ الَّذي قَد قالَه / مِثلَ الَّذي ما قالَ إِلّا ما سَرى
مِدح المُلوكِ فِرىً وَيوسفُ يوسِفٌ / ما مَدحُهُ الوافي حَديثاً يفترى
عاتِباهُ في فَرطِ ظُلمي وَهَجري
عاتِباهُ في فَرطِ ظُلمي وَهَجري / واِسئلاهُ عَساهُ يَرحَم ضُرّي
والطفا ما قَدرتُما في حَديثي / واِحرِصا أَن تُغنياه بِشِعري
واذكُراني فان بَدا لَكمامنه / نُفورٌ فأجريا غَيرَ ذِكري
وَدَعاني وَشَقوَتي في هَواهُ / فَلِحَيني عَشقت عاشِقَ هَجري
وَهَواهُ لَو كانَ ذَنبي اليه / غيرَ حُبّي لَه لأوضَحت عُذري
قَد كَتَمتُ الهَوى وان نَمَّ دَمعي / وَحَملتُ الجَفا وان عيلَ صَبري
ما مادرى جِميَ المُعنّى بِمَن / يَضنى وَلا مَدمَعي لِمَن باتَ يَجري
سِرُّهُ في الحَشا عَن الخلقِ مَستورٌ / مَستورٌ فَماذا عليه في هَتكِ سِتري
ليت أَيامَنا ببَرزةَ فالتُرب مِنها / يَعودُ يَومٌ بِعُمري
صِمتُ مِن بَعدِها برغمي عَن اللَهوِ / فَهَل لي يَعود بِها عَيدُ فِطرِ
لَستُ أَنفكَ مِن تذكر قَوم / لَيسَ يَجري بِبالِهم قَطُّ ذِكري
يا غَزالاً قَد لَجَّ في الهَجرِ عَمداً / كَم دَماً قَد سَفكتَ لَو كنت تَدري
كُلُّ رَدفٍ مِثلُ الكَثيبِ مِن / الرَملِ مَهيل يَميسُ زَهواً
قَد حَمى ثَغره بِناعِس طَرف / يالَه ناعِساً يُحاذِرُ ثَغري
وَبِفيهِ مُدامَةٌ كُلَّما حليتُ عَن شُربِ / كأسهِادام سُكري
أَبَداً ظامىءٌ إِلى خَمرِ فيهِ / وَكأَنّي لِلسُكرِ شارِب خَمرِ
ظالِمٌ لَجَّ في القَطيعَة حَتّى / لا مَزارٌ يَدنو وَلا الطيف يَسري
كانَ لا يَستَطيعُ عَنّيَ صَبراً / لَيتَ شِعري لم يَلحني لَيتَ شِعري
رَشأٌ مِن صُدودِهِ كُلُّ شَكوى / وَلِنُعمى مُحَمَّدٍ كُلُّ شُكري
كَم حَوى واِستَباحَ بيضاً وَسُمراً / وَحَمى مثلها بيضٍ وَسُمرِ
مَولايَ لا بِتَّ في ضُري وَفي سَهَري
مَولايَ لا بِتَّ في ضُري وَفي سَهَري / وَلا لَقيتَ الَّذي أَلقى مِنَ الفِكَرِ
باتَت لِوَعدِكَ عَيني غَيرَ راقِدَةٍ / وَاللَيلُ حَيُّ الدَياجي مَيِّت السَحَر
أَوَدُّ مِن قَمَرٍ في الأَرضِ غَيبَتَهُ / وَأَرقَبُ الشَمسَ مِن شَوقي إِلى القَمَرِ
هَذا وَقَد بِتُّ مِن وَصلِ عَلى ثِقَة / فَكَيفَ لَو بِتُّ مِن هَجرِ عَلى خَطَر
وَميضُ ثَغر يَفترُّ بالثَغرِ
وَميضُ ثَغر يَفترُّ بالثَغرِ / أَسفر في رامَة عَلى السَفَرِ
فاِستَيقِظوا وَالنُجومُ ما عَهِدوا / في الشَرقِ وَاللَيل أَبيض الأُزرِ
قُلتُ سَنا البَدرِ كَي أُغالِطَهُم / وَلَيسَ من ثَمّ مَطلعُ البَدرِ
أُغمِض العَينَ حينَ لاحَ وَما / ذَلِكَ إِلّا لِخَوف مَن تَدري
وَأَرفَعُ الصَوتَ بِالحَديث عَسى / يَخفى وَجيبُ الفُؤادِ في الصَدرِ
كَيفَ بِأخواله الصُدور وَهُم / يَرونَ في القَتلِ أَعظمَ الذِكرِ
وَحَلَّلوا زينَةً وَعِندَهُمُ / مُحَرَّم الخَمرِ شِدَةِ السُكر
أَنتَ عَلى أَن أَعيشَ مُقتَدِراً / يا قاتِلي لَو رَعَيتَ في الأَجرِ
كَم في العِذار إِلى العُذّالِ مِن عُذُرٍ
كَم في العِذار إِلى العُذّالِ مِن عُذُرٍ / وَكَم يُحاوِرُهُم عَن لَومي الحَوَرُ
وَكَم أَرى عِندهم مِن حُبّه خَبَراً / يَرويه عَن مُقلَتيَّ الدَمعُ وَالسَهَرُ
يَبغونَ بالعَذل بُرئي مِن عَلاقتِهِ / وَالقَولُ يُصلِحُ مَن لَم يجرحِ النَظَرُ
قالوا تَرَكتَ البَوادي قلت جُبُّهُم / مُحَرَّمٌ حَظَّرَتهُ التُركُ وَالحَضَرُ
ما يَنزِلُ الحَيُّ مِن قَلبي بِمَنزِلَة / وَلا لآثار ظَعنٍ عنده أَثَرُ
وَلا أُعلّقُ مَحبوباً يُساعِدُهُ / عَلى الصُدود سُتور الخِدرِ وَالخُمرُ
أَميلُ عَن حُسنِ وَجهِ الشَمس مُستَتِراً / إِلى مَحاسنَ يَجلوها ليَ القَمَرُ
قَضيبُ بانٍ عَلى أَعلاه بَدرُ دُجىً / مِن أَينَ لِلبانِ هَذا الزَهرُ وَالثَمَرُ
لا يَبخِلونَ بِزادِهم عَن سائِلٍ
لا يَبخِلونَ بِزادِهم عَن سائِلٍ / عَدَل الزَمانُ عَليهمُ أَو جارا
وَإِذا الصَريخُ دَعاهُمُ لِمُلمَّة / بَذَلوا النُفوسَ وَفارَقوا الأَعمارا
وَإِذا زِنادُ الحَربِ أَخمدَ نارَها / قَدَحوا بِأَطراف الأَسِنَّةِ نارا
فمن اِستَغاثَهُمُ اِستَغاثَ ضَراغماً / وَمَن اِستَماحَهُمُ اِستَماحَ بحارا
يا مالِكي بِعَوائِد البِرِّ
يا مالِكي بِعَوائِد البِرِّ / وَبِذاكَ تَملِكُ رِبقةَ الحُرِّ
أَنصَفتَني وَالناسُ تَظلِمُني / فَلأشكرَنَّكَ آخِرَ الدَهرِ
مِنَنٌ عَل مِنَن تُتابِعها / خَفَّت عَليك وَأَثقلَت ظَهري
فلأشكرنَّ صَنائِعاً سَلَفَت / فَعَسى يَقومُ بِبَعضِها شُكري
وَكشفت ما سَتَروهُ مِن أَمري / وَعَرفت ما جَهَلوهُ مِن قَدري
فلأنشرَنَّ عليك من مِدَحي / شُكر الرِياضِ الغَيثَ بالنَشرِ
أَتَرحَلُ يا رَبيع وَلا رَبيعٌ
أَتَرحَلُ يا رَبيع وَلا رَبيعٌ / لَدَينا مِن نَداكَ وَلا غَديرُ
يَقِلّ نَوال أَبناء القَوافي / وَعندَ ابنِ السَبيل نَدىً كَثيرُ
فان تَسمَع لِشعر أَو لِفَقر / فانّي شاعِرٌ رَجُلٌ فَقيرُ
إِذا ما قيلَ ما أَعطى وَأَغنى / فَلا عُرفٌ لَديَّ وَلا نَكيرُ
أَكذبٌ في المَديحِ وَفي العَطايا / لَعمرِكَ ذاكَ خُسرانٌ كَبيرُ
وَلَيتَكَ لَم تَجِد فَعَقلتُ شِعري / إِلى مَن عِندَهُ الخَيرُ الكَثيرُ
أَهَذا كَيفَ لا آتي بَخيلٍ / وَغِلمان وَلا يُغنى الأَميرُ
وَأَعطيتَ الدَراهِمَ زائِفاتٍ / أَجَدّك هَكَذا تُعطى المُهور
فَطَلِّقها لأُنكحَها سَحاباً / يَجودُ عَليَّ عارِضُهُ المَطيرُ
وَإِذ أَعطَيتَها المهرَ المُوفّى / فَأَنتَ بِكُلِّ مَكرُمَةٍ جَديرُ
قُطِعَت يَدٌ قطَعت ذَوائِبَ شَعره
قُطِعَت يَدٌ قطَعت ذَوائِبَ شَعره / لِم طاوَعَت ذا أَمرَها في أَمرِهِ
قَطَعوا ذَوائِبَه لِيَمحوا حُسنَه / فَجَلوا غَياهِبَ لَيلِهِ عَن ثَغرِهِ
هَلَّت بَشائِرُ تالياتِ بشائرِ
هَلَّت بَشائِرُ تالياتِ بشائرِ / وَعَساكِرٌ تأتي بِغُنم عَساكِرِ
في سَوابِغ نِعمٍ / جَعَلت أَوابِدَها بِغَيرِ أَواخِرِ
كالدُرِّ يُعجِزُ نَظمُها / نَثرَ الخَطيبِ وَحُسنَ نَظمِ الشاعِرِ
عَن الداني قَريبَةٌ / مدَّت إِلى فَلَك السَماء الداثرِ
بُشِّر باللُهى / بِشر البَوارقِ بالسَحابِ الماطرِ
ما إِن نظرتَ وَميضَ ثَغرٍ باسِمٍ / إِلّا لِيَستر غلَّ قَلبٍ باسِرِ
قَلَّ الوَفاءُ فَلَستَ تَبلو باطِناً / إِلّا وَتُلفيه خِلافَ الظاهِرِ
أَم كَيفَ يأَمَلُ نَيلَ غايَةِ أَوَّلٍ / مَن لَيسَ يُدرِكُ هَبوةً لِلعابِر
عَضُد الأَنامِ إِذا تُلِمّ مُلِمَّةٌ / زَينُ السَلاطين الأَجلِّ الناصرِ
بالعادِل الأَفعالِ إِلّا أَنَّه / في القَتلِ وَالأَعداءِ أَجور جائِر
مِن كُلِّ بادي الذُلِّ مَصفودٍ تَرى / في القَتلِ أَكبرَ مِنة للآسرِ
كانوا الفَراشَ تَهافَتوا في نارِهِ / وَالصعق في اِنقِضاض الكاسِر
مُذ كانَ ذَلولا حرداً / فَأَتى عَلى ظَهر الأقبِّ النافِرِ
أَوَ ما تَرى كَم خائِنٍ لَكَ فيهُمُ / وَمُضارِعُ الماضي عِظاتُ الآخرِ
أَعرَضتَ عَنه حافِزاً مُستَعصِماً / حَتّى طَغى فَسَطوتَ سَطوةَ قادِرِ
وَبَدَت تَوابِعُ جَهلِهِ فَرَميتَهُ / بِقَنا حُروب جمَّةٍ وَمَناسِر
وَسمت بِبهرامَ الجُدود فَمُذ نَوى / غَدراً عَثرنَ وَلا لَعاً لِلعاثِر
وَرَجا الفِرارَ وَأَينَ يَنجو هارِبٌ / مِن كُلِّ لَيث فَوقَ صَهوة طائِرِ
قَسٌّ إِذا اللُدُّ الخُصومُ تَشاجَرَت / ثَقِفٌ لَدى يَوم القَنا المُتَشاجرِ
الطاعِنينَ بِكُلِّ اَسمَرَ ناظِم / وَالضارِبينَ بِكُلِّ أَبيضَ باترِ
تَعَبٌ لِغَيرِكَ لَيسَ مُجدٍ طائِلاً / الّا العَناءَ تَطاولٌ مِن قاصِرِ
هَيهاتَ هَل تَدنو السَماءُ للآمسٍ / هَيهاتَ وَهيَ بَعيدَةٌ من ناظِر
إِنّي لأَعجَبُ من جَهالَةِ غادر / ما زالَ يُبصِرُ سوءَ مَصرع غادِرِ
يُدني يَداً لِخفوقِ قَلبٍ طائِرٍ / وَيَغضُّ جَفناً فَوقَ طَرفٍ حائِرِ
يَخشى عَواديَ قاهِرٍ حَتّى إِذا / مَلكَت يَداكَ عَوائِد غافِرِ
وُلِدَ الجَلالُ اليَومَ يُؤنِسُ خَيرُهُ / ماذا الَّذي يُرجى مِن ابن العاهِر
أَم كَيفَ يُصبِحُ أَمرَ حِفظ صَنيعَةٍ / من ما اِستَهَلَّ وَراءَ ذَيل طاهِر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025