المجموع : 10
ما نامَ بعدَ البين يَستَحلي الكرى
ما نامَ بعدَ البين يَستَحلي الكرى / إِلّا ليطرُقَه الخَيالُ إِذا سَرى
كَلِفٌ بِقُربكَمُ فَلمّا عاقَهُ / بُعدُ المَدى سَلَك الطَريقَ الأَخصَرا
وَإِذا تَصوَّرَ أَن يُصورك الكَرى / فَمِن الظَلالِ لمقلَةٍ أَن تَسهَرا
كَم نافِرٍ لا يُستَطاعُ كَلامُه / داريتَه بكرىً فَزارَ وَما دَرى
وَمُهَفهِفٍ ثِمِل القَوامِ وَحَقُّ مَن / حَملَ المُدامَةَ دائماً أَن يَسكَرا
رَيّانَ أَورقَ بالظَلامِ قَضيبُهُ / حُسناً فأزهر بِالصَباحِ وَنَورا
عَنفَ العَذولُ وَما رآهُ جَهالَةً / وَأَغارُ وَجداً أَن يَراهُ فَيُعذَرا
وَأَطالَ عَتبي لاحياً وَلَو أَنَّهُ / عَرفَ الَّذي يُلحي عَليهِ لأقصرا
فارَقته وَعدمتُ صَبري بَعدَهُ / فَفَقَدتُهُ وَفَقدتُ أَن أَتَصَبَّرا
لا تَنكرن فيضَ الدُموعِ فمنكَرٌ / أَن لا يَكونَ نَواهُ نَوءاً مُمطِرا
أَبكي لِذِكرِ العيشِ عِزَّ طِلابِهِ / وَالعَيشُ ما أَبكاكَ أَن يُتَذَكَرّا
يا طالِباً بالبين قَتلي عامِداً / أَحسَبتَني أَبقى عَلى أَن تَهجُرا
وَموَدُعٍ أَم التفرّقُ دمعَهُ / وَنَهَتهُ رِقبَةُ كاشِحٍ فَتَحيَّرا
يَبدو هِلالٌ مِن خِلالِ سُجوفِه / لَو مُراقبةُ العُيونِ لأَبدَرا
حَذر العُيونِ فَلَيسَ يُلقى سافِراً / مِن حُسنِ وَجهٍ لَيسَ يَفتأ مُسفِرا
مَنَعَت مُحاذَرةُ الوِشاةِ ظُهورَهُ / فَأَبى خَفيُّ الوَجدِ أَن لا يَظهَرا
وَرَمى فَأنفذ في الحَديدِ مُسرّداً / سَهماً وَما نَفَذ الحَريرَ مُسَتَرا
سَحَرت وَقَد قَتَلت لِحاظ جُفونُه / أَوَما كَفاها القَتل حَتّى تَسحَرا
فَحَذارِ أُسدَ الغابِ رَبربَ عالِجٍ / وَحَذارِ ثُمَّ حَذارِ ذاكَ الجؤذَرا
وَيلاهُ مِن واهي القُوى ذي رِقَّةٍ / قَويت عِلاقَةُ حُبّه فَتَحَيَّرا
فسأغتدي مِن يُوسُفيٍ مُقتَدٍ / بِعَزيز مصرٍ يوسُفٍ مستَنصرا
مَلِكٌ اذا أَبصرتَه فَلَقيتَهُ / أَبصرتَ بِشراً بالنَجاحِ مُبشِّرا
ردفُ الأَكارِم في مَدى بَذلِ النَدى / وَجَزى فَكانَ السابِقَ المُتأخِّرا
وَفَتىً اذا عَدوا السِنينَ فانَّهُم / عدوا السنى فَكانَ الأَكبَرا
كسبَ الَكارِمَ فاكتَساها لابِساً / مُلكاً وَكانَت تُستَعارُ وَتُشتَرى
في وَجهِهِ اِجتَمَعَ الجَمالُ وَسَيفُهُ / حَتفٌ وَكَفُّهُ غَيث الوَرى
ما حَلَّ رَبعَ المحلِ أَغبرَ قاتِماً / إِلّا وَأَصبَحَ مِن نَداهُ أَخضَرا
أَو سَلَّ يَومَ الرَوع أَبيضَ صارِماً / إِلّا وَعادَ مِن الأَعادي أَحمَرا
أَو هَزَّ في الهَيجاءِ أَسمَرَ ذابِلاً / إِلّا وَآلَ بِرأسِ طاغٍ مُثمِرا
تُردي الكَتائِبَ كُتبُه فاذا مَضَت / لم نَدرِ أَنَفَذ أَسطُراً أَم عسكرا
لَم يحسُنِ الأَترابُ فَوقَ سُطورِها / إِلّا لأَنَّ الجَيش يَعقُد عِثيرا
يا شاري المَدحِ الثَمين مُغالِياً / لَولاكَ أَصبحَ كاسِداً لا يُشتَرى
أَفنيت مالك واِقتنيتَ مَحامِداً / تَبقى مَدى الدُنيا وَتُفني الأَعصُرا
فسموتَ مُنتعِل السِماك وَتارِكاً / تَحتَ الثَرى مَن ماله تَحتَ السَرى
وَجعلتَ للآدابِ رَبعاً آهلاً / بنَدى يَدَيكَ وَكانَ رسماً مقفِرا
بَهَرَت صِفاتُكَ مادِحيك وَطالَما / وَقَد جاوَزَ الاحصاءَ أَن لا يبهرا
فَأَتاكَ مُقلا واِنثَنى المُشنى / المبرز قاصِراً لا مُقصِرا
وَالشامُ قَد أَضحى حِمىً بِكَ بَعدَما / أَشفى وَأَمّلت العِدى أَن تَظفِرا
أَمسى لِنورِ الدينِ لَيلاً مُظلِماً / حَتّى أَتيتَ فَكانَ صُبحاً نَيّرا
فَكأَنَّهُ داعٍ أُجيبَ دُعاؤُهُ / أَو كانَ خُيِّرَ في الوَرى فَتَخيّرا
وَأَتاكَ منشورُ الخَلافَةِ شاكِراً / لَكَ أَن أَعدتَ الحَقَّ حَيّاً منشرا
لما أعدتَ الحقَّ في أَربابِهِ / وَرددتَ لِلمستَوجبيهِ المِنبَرا
بَعث الامامُ لكَ الشعارَ مُصوِّراً / لِلناسِ أَنَّكَ في الضَميرش مُصورا
وَأَراهُم أَنَّ الخِلافَةَ مُقلَةٌ / أَصبحتَ أَنتَ سَوادَها وَالمحجَرا
فاِفخر بِما فَعَل الامامٌ عَلى الوَرى / وَكَفى بِما فَعَلَ الخَليفَةُ مفخرا
خِلَعٌ أَتَتكَ وَللعُلى في طَيِّها / نَشرٌ وَطَيّ عِداك في أَن تنشرا
وَأَحَقُّ مَن خَلعت عَلَيهِ مؤيد / خِلَعَ الَّذين بَغَوا عليهم أَعصُرا
أَضحى بَنو العَبّاسِ يَضحك مُلكُهُم / أَمناً وَأَنتَ سَدادُهُ أَن يُثغَرا
ما زَفَّ في عَصرٍ لِلَلِكٍ مثلَما / زَفَّ الحِسانُ إِلَيك بِكراً مُعصِرا
عِقدٌ ثَمين أَنتَ عارِفُ قَدرِهِ / وَلَدَيكَ قَومٌ يَعرِفونَ الجَوهَرا
ما مَن يَرى ضدَّ الَّذي قَد قالَه / مِثلَ الَّذي ما قالَ إِلّا ما سَرى
مِدح المُلوكِ فِرىً وَيوسفُ يوسِفٌ / ما مَدحُهُ الوافي حَديثاً يفترى
عاتِباهُ في فَرطِ ظُلمي وَهَجري
عاتِباهُ في فَرطِ ظُلمي وَهَجري / واِسئلاهُ عَساهُ يَرحَم ضُرّي
والطفا ما قَدرتُما في حَديثي / واِحرِصا أَن تُغنياه بِشِعري
واذكُراني فان بَدا لَكمامنه / نُفورٌ فأجريا غَيرَ ذِكري
وَدَعاني وَشَقوَتي في هَواهُ / فَلِحَيني عَشقت عاشِقَ هَجري
وَهَواهُ لَو كانَ ذَنبي اليه / غيرَ حُبّي لَه لأوضَحت عُذري
قَد كَتَمتُ الهَوى وان نَمَّ دَمعي / وَحَملتُ الجَفا وان عيلَ صَبري
ما مادرى جِميَ المُعنّى بِمَن / يَضنى وَلا مَدمَعي لِمَن باتَ يَجري
سِرُّهُ في الحَشا عَن الخلقِ مَستورٌ / مَستورٌ فَماذا عليه في هَتكِ سِتري
ليت أَيامَنا ببَرزةَ فالتُرب مِنها / يَعودُ يَومٌ بِعُمري
صِمتُ مِن بَعدِها برغمي عَن اللَهوِ / فَهَل لي يَعود بِها عَيدُ فِطرِ
لَستُ أَنفكَ مِن تذكر قَوم / لَيسَ يَجري بِبالِهم قَطُّ ذِكري
يا غَزالاً قَد لَجَّ في الهَجرِ عَمداً / كَم دَماً قَد سَفكتَ لَو كنت تَدري
كُلُّ رَدفٍ مِثلُ الكَثيبِ مِن / الرَملِ مَهيل يَميسُ زَهواً
قَد حَمى ثَغره بِناعِس طَرف / يالَه ناعِساً يُحاذِرُ ثَغري
وَبِفيهِ مُدامَةٌ كُلَّما حليتُ عَن شُربِ / كأسهِادام سُكري
أَبَداً ظامىءٌ إِلى خَمرِ فيهِ / وَكأَنّي لِلسُكرِ شارِب خَمرِ
ظالِمٌ لَجَّ في القَطيعَة حَتّى / لا مَزارٌ يَدنو وَلا الطيف يَسري
كانَ لا يَستَطيعُ عَنّيَ صَبراً / لَيتَ شِعري لم يَلحني لَيتَ شِعري
رَشأٌ مِن صُدودِهِ كُلُّ شَكوى / وَلِنُعمى مُحَمَّدٍ كُلُّ شُكري
كَم حَوى واِستَباحَ بيضاً وَسُمراً / وَحَمى مثلها بيضٍ وَسُمرِ
مَولايَ لا بِتَّ في ضُري وَفي سَهَري
مَولايَ لا بِتَّ في ضُري وَفي سَهَري / وَلا لَقيتَ الَّذي أَلقى مِنَ الفِكَرِ
باتَت لِوَعدِكَ عَيني غَيرَ راقِدَةٍ / وَاللَيلُ حَيُّ الدَياجي مَيِّت السَحَر
أَوَدُّ مِن قَمَرٍ في الأَرضِ غَيبَتَهُ / وَأَرقَبُ الشَمسَ مِن شَوقي إِلى القَمَرِ
هَذا وَقَد بِتُّ مِن وَصلِ عَلى ثِقَة / فَكَيفَ لَو بِتُّ مِن هَجرِ عَلى خَطَر
وَميضُ ثَغر يَفترُّ بالثَغرِ
وَميضُ ثَغر يَفترُّ بالثَغرِ / أَسفر في رامَة عَلى السَفَرِ
فاِستَيقِظوا وَالنُجومُ ما عَهِدوا / في الشَرقِ وَاللَيل أَبيض الأُزرِ
قُلتُ سَنا البَدرِ كَي أُغالِطَهُم / وَلَيسَ من ثَمّ مَطلعُ البَدرِ
أُغمِض العَينَ حينَ لاحَ وَما / ذَلِكَ إِلّا لِخَوف مَن تَدري
وَأَرفَعُ الصَوتَ بِالحَديث عَسى / يَخفى وَجيبُ الفُؤادِ في الصَدرِ
كَيفَ بِأخواله الصُدور وَهُم / يَرونَ في القَتلِ أَعظمَ الذِكرِ
وَحَلَّلوا زينَةً وَعِندَهُمُ / مُحَرَّم الخَمرِ شِدَةِ السُكر
أَنتَ عَلى أَن أَعيشَ مُقتَدِراً / يا قاتِلي لَو رَعَيتَ في الأَجرِ
كَم في العِذار إِلى العُذّالِ مِن عُذُرٍ
كَم في العِذار إِلى العُذّالِ مِن عُذُرٍ / وَكَم يُحاوِرُهُم عَن لَومي الحَوَرُ
وَكَم أَرى عِندهم مِن حُبّه خَبَراً / يَرويه عَن مُقلَتيَّ الدَمعُ وَالسَهَرُ
يَبغونَ بالعَذل بُرئي مِن عَلاقتِهِ / وَالقَولُ يُصلِحُ مَن لَم يجرحِ النَظَرُ
قالوا تَرَكتَ البَوادي قلت جُبُّهُم / مُحَرَّمٌ حَظَّرَتهُ التُركُ وَالحَضَرُ
ما يَنزِلُ الحَيُّ مِن قَلبي بِمَنزِلَة / وَلا لآثار ظَعنٍ عنده أَثَرُ
وَلا أُعلّقُ مَحبوباً يُساعِدُهُ / عَلى الصُدود سُتور الخِدرِ وَالخُمرُ
أَميلُ عَن حُسنِ وَجهِ الشَمس مُستَتِراً / إِلى مَحاسنَ يَجلوها ليَ القَمَرُ
قَضيبُ بانٍ عَلى أَعلاه بَدرُ دُجىً / مِن أَينَ لِلبانِ هَذا الزَهرُ وَالثَمَرُ
لا يَبخِلونَ بِزادِهم عَن سائِلٍ
لا يَبخِلونَ بِزادِهم عَن سائِلٍ / عَدَل الزَمانُ عَليهمُ أَو جارا
وَإِذا الصَريخُ دَعاهُمُ لِمُلمَّة / بَذَلوا النُفوسَ وَفارَقوا الأَعمارا
وَإِذا زِنادُ الحَربِ أَخمدَ نارَها / قَدَحوا بِأَطراف الأَسِنَّةِ نارا
فمن اِستَغاثَهُمُ اِستَغاثَ ضَراغماً / وَمَن اِستَماحَهُمُ اِستَماحَ بحارا
يا مالِكي بِعَوائِد البِرِّ
يا مالِكي بِعَوائِد البِرِّ / وَبِذاكَ تَملِكُ رِبقةَ الحُرِّ
أَنصَفتَني وَالناسُ تَظلِمُني / فَلأشكرَنَّكَ آخِرَ الدَهرِ
مِنَنٌ عَل مِنَن تُتابِعها / خَفَّت عَليك وَأَثقلَت ظَهري
فلأشكرنَّ صَنائِعاً سَلَفَت / فَعَسى يَقومُ بِبَعضِها شُكري
وَكشفت ما سَتَروهُ مِن أَمري / وَعَرفت ما جَهَلوهُ مِن قَدري
فلأنشرَنَّ عليك من مِدَحي / شُكر الرِياضِ الغَيثَ بالنَشرِ
أَتَرحَلُ يا رَبيع وَلا رَبيعٌ
أَتَرحَلُ يا رَبيع وَلا رَبيعٌ / لَدَينا مِن نَداكَ وَلا غَديرُ
يَقِلّ نَوال أَبناء القَوافي / وَعندَ ابنِ السَبيل نَدىً كَثيرُ
فان تَسمَع لِشعر أَو لِفَقر / فانّي شاعِرٌ رَجُلٌ فَقيرُ
إِذا ما قيلَ ما أَعطى وَأَغنى / فَلا عُرفٌ لَديَّ وَلا نَكيرُ
أَكذبٌ في المَديحِ وَفي العَطايا / لَعمرِكَ ذاكَ خُسرانٌ كَبيرُ
وَلَيتَكَ لَم تَجِد فَعَقلتُ شِعري / إِلى مَن عِندَهُ الخَيرُ الكَثيرُ
أَهَذا كَيفَ لا آتي بَخيلٍ / وَغِلمان وَلا يُغنى الأَميرُ
وَأَعطيتَ الدَراهِمَ زائِفاتٍ / أَجَدّك هَكَذا تُعطى المُهور
فَطَلِّقها لأُنكحَها سَحاباً / يَجودُ عَليَّ عارِضُهُ المَطيرُ
وَإِذ أَعطَيتَها المهرَ المُوفّى / فَأَنتَ بِكُلِّ مَكرُمَةٍ جَديرُ
قُطِعَت يَدٌ قطَعت ذَوائِبَ شَعره
قُطِعَت يَدٌ قطَعت ذَوائِبَ شَعره / لِم طاوَعَت ذا أَمرَها في أَمرِهِ
قَطَعوا ذَوائِبَه لِيَمحوا حُسنَه / فَجَلوا غَياهِبَ لَيلِهِ عَن ثَغرِهِ
هَلَّت بَشائِرُ تالياتِ بشائرِ
هَلَّت بَشائِرُ تالياتِ بشائرِ / وَعَساكِرٌ تأتي بِغُنم عَساكِرِ
في سَوابِغ نِعمٍ / جَعَلت أَوابِدَها بِغَيرِ أَواخِرِ
كالدُرِّ يُعجِزُ نَظمُها / نَثرَ الخَطيبِ وَحُسنَ نَظمِ الشاعِرِ
عَن الداني قَريبَةٌ / مدَّت إِلى فَلَك السَماء الداثرِ
بُشِّر باللُهى / بِشر البَوارقِ بالسَحابِ الماطرِ
ما إِن نظرتَ وَميضَ ثَغرٍ باسِمٍ / إِلّا لِيَستر غلَّ قَلبٍ باسِرِ
قَلَّ الوَفاءُ فَلَستَ تَبلو باطِناً / إِلّا وَتُلفيه خِلافَ الظاهِرِ
أَم كَيفَ يأَمَلُ نَيلَ غايَةِ أَوَّلٍ / مَن لَيسَ يُدرِكُ هَبوةً لِلعابِر
عَضُد الأَنامِ إِذا تُلِمّ مُلِمَّةٌ / زَينُ السَلاطين الأَجلِّ الناصرِ
بالعادِل الأَفعالِ إِلّا أَنَّه / في القَتلِ وَالأَعداءِ أَجور جائِر
مِن كُلِّ بادي الذُلِّ مَصفودٍ تَرى / في القَتلِ أَكبرَ مِنة للآسرِ
كانوا الفَراشَ تَهافَتوا في نارِهِ / وَالصعق في اِنقِضاض الكاسِر
مُذ كانَ ذَلولا حرداً / فَأَتى عَلى ظَهر الأقبِّ النافِرِ
أَوَ ما تَرى كَم خائِنٍ لَكَ فيهُمُ / وَمُضارِعُ الماضي عِظاتُ الآخرِ
أَعرَضتَ عَنه حافِزاً مُستَعصِماً / حَتّى طَغى فَسَطوتَ سَطوةَ قادِرِ
وَبَدَت تَوابِعُ جَهلِهِ فَرَميتَهُ / بِقَنا حُروب جمَّةٍ وَمَناسِر
وَسمت بِبهرامَ الجُدود فَمُذ نَوى / غَدراً عَثرنَ وَلا لَعاً لِلعاثِر
وَرَجا الفِرارَ وَأَينَ يَنجو هارِبٌ / مِن كُلِّ لَيث فَوقَ صَهوة طائِرِ
قَسٌّ إِذا اللُدُّ الخُصومُ تَشاجَرَت / ثَقِفٌ لَدى يَوم القَنا المُتَشاجرِ
الطاعِنينَ بِكُلِّ اَسمَرَ ناظِم / وَالضارِبينَ بِكُلِّ أَبيضَ باترِ
تَعَبٌ لِغَيرِكَ لَيسَ مُجدٍ طائِلاً / الّا العَناءَ تَطاولٌ مِن قاصِرِ
هَيهاتَ هَل تَدنو السَماءُ للآمسٍ / هَيهاتَ وَهيَ بَعيدَةٌ من ناظِر
إِنّي لأَعجَبُ من جَهالَةِ غادر / ما زالَ يُبصِرُ سوءَ مَصرع غادِرِ
يُدني يَداً لِخفوقِ قَلبٍ طائِرٍ / وَيَغضُّ جَفناً فَوقَ طَرفٍ حائِرِ
يَخشى عَواديَ قاهِرٍ حَتّى إِذا / مَلكَت يَداكَ عَوائِد غافِرِ
وُلِدَ الجَلالُ اليَومَ يُؤنِسُ خَيرُهُ / ماذا الَّذي يُرجى مِن ابن العاهِر
أَم كَيفَ يُصبِحُ أَمرَ حِفظ صَنيعَةٍ / من ما اِستَهَلَّ وَراءَ ذَيل طاهِر