المجموع : 12
وسَاجِعةِ الأَطْيَارِ تَشْدُو كأنَّها
وسَاجِعةِ الأَطْيَارِ تَشْدُو كأنَّها / فَتَاةٌ لها الأوراقُ حُجْبٌ وأَسْتارُ
يا غائباً خَطَرَاتُ القَلْبِ مَحْضَرُهُ
يا غائباً خَطَرَاتُ القَلْبِ مَحْضَرُهُ / الصَّبْرُ بَعْدَكَ شيءٌ لَسْتُ أَقْدِرُهُ
تَرَكْتَ قلبِي وأشواقِي تُفَطِّرُهُ / ودَمْعَ عَيْنِي وأحداقي تُحَدِّرُهُ
لو كُنْتَ تُبْصِرُ في تُدْمِيْرَ حالَتَنَا / إذنْ لأَشْفَقْتَ ممّا كُنْتَ تُبْصِرُهُ
فالعَيْنُ دُوْنَكَ لا تَحْلَى بِلَذَّتها / والدَّهْرُ بَعْدَكَ لا يَصْفُو تَكَدُّرُهُ
أُخْفِي اشتياقي وما أَطْوِيهِ مِنْ أسفٍ / على المريَّةِ والأنفاسُ تُظْهِرُهُ
كَذَا فَلْتَلُحْ قَمَراً زاهراً
كَذَا فَلْتَلُحْ قَمَراً زاهراً / وتَجْنِ الهَوَى ناضراً ناضراً
وسَيْبُكَ صَوْبُ نَدىً مُغْدِقٍ / أَقام لنا هامِلاً هَامِرَا
وإنَّ لِيَوْمِكَ ذا رَوْنَقَاً / مُنِيراً لِنُوْرِ الضُّحَىَ بَاهِرَاً
صَبَاحُ اصطباحٍ بإسْفارِهِ / لَحَظْنَا مُحَيَّا العُلاَ سافِرَا
وأَطْلَعْتَ فيه نجومَ الكُؤُوْسِ / وما زالَ كَوْكبُها زاهِرا
وأَسْمَعْتَنَالاحِناً فاتِناً / وأَحْضَرْتَنَا لاعِباً ساحِرَا
يُرَفْرِفُ فوق رؤوسِ القِيانِ / فَتَنْظُرُ ما يُذْهِلُ النَّاظِرَا
ويَخْطِفُها ذَيْلُ سِرْبَالِهِ / فَتُبْصِرُ طالِعَها غائِرَا
فَظَاهِرُها يَنْثَنِي باطِناً / وباطنُها يَنْثَنِي ظاهِراً
وثَنَّاهُ ثانٍ لألعابِهِ / دقائقُ تَثْنِي الحِجَى حائِرَا
وفي قَيِّمَ الرّاحِ مِنْ سِحْرِهِ / خَوَاطرُ وَلَّهَتِ الخاطِرَا
إذا وَرَدَ اللَّحْظُ أَثْناءَها / فما الوَهْمُ عَنْ وِردِها صادِرَا
ومِنْ بِدْعِ نُعْماكَ إبْداعُهُ / فما انْفكَّ عارِضُها ماطِرَا
وسَرْوُكَ يَجْتذِبُ المُغْرِباتِ
وسَرْوُكَ يَجْتذِبُ المُغْرِباتِ / ويجعلُ غائبَها حاضِرَا
فَيَا عَجَباً أنْ ظَلَّ قَلْبِيَ مُؤْمِناً / بِشَرْعِ غَرَامٍ ظَلَّ بالوَصْلِ كافِراً
أُرَجِّي لِسُلْوانِي نُشُوْراً وحُسْنُها / يَرَى رَأْيَ ذي الإِلحادِ أَنْ ليس ناشِرَا
فأنتِ ضميرٌ ليس يُعْرَفُ كُنْهُهُ / فَلِمْ صَيَّرُوا في المَعْرِفَاتِ الضَّمائرَا
وليس على حُكْم الزَّمانِ تَحَكُّمٌ / على حَسَبِ الأفعال يُجْرِي مصادِرَا
وما زِلْتُ عن ماهِيَّةِ الحُسْنِ أَبْحَثُ / فلم أُلْفِ مَعْنىً غيرَ حُسْنِكِ ساحِرَا
ومَعْرِفَةُ الأيّامِ تُجْدِي تَجَارُباً / ومَنْ فَهِمَ الأشطارَ فَكَّ الدَّوائِرَا
ولولا طِلابُ الدَّهْرِ غايةُ عِلْمِها / لما بَسَطُوا منها بسيطاً ووافِرَا
ولولا أبو يَحْيَى ابنُ مَعْنٍ مُحَمَّدٌ / لَمَا كانتِ الأيامُ عِنْدِي ذخائِرَا
فلا تُنْكِرُوا منِّي بديعاً فَمَجْدُهُ / نوادِرُ قد أَوْحَتْ إليَّ النَّوَادِرَا
يَحُجُّ ذَرَاهُ الدَّهْرَ عافٍ وخائفٌ / جُمُوعاً كما وَافَى الحجيْجُ المشاعِرَا
فَزُرْ مَكَّةً مَهْمَا اقْتَرَفْتَ مآثِماً / وزُرْ أُفْقَهُ مَهْمَا شَكَوْتَ مفاقِرَا
تَهِيْمُ بِمَرْآهُ العُصورُ جَلالةً / وتَحْسُدُ أُوْلاها عليه الأَوَاخِرَا
والنَّفْسُ فيكَ ثِبَارَ الحُبِّ طالبةٌ
والنَّفْسُ فيكَ ثِبَارَ الحُبِّ طالبةٌ / إِنْ كانتِ العَيْنُ تَجْنِي منكَ أَنْوَارَا
أُخْفِي هَواكَ وَأَكْنِي عنه تَوْرِيَةً / وهل يُلاَمُ عَمِيْدُ القَلْبِ إِنْ وَارَى
يا مُشْبِهَ المَلِكِ الجَعْدِيِّ تَسْمِيَةً / ومُخْجِلَ القمرِ البَدْرِيِ أَنْوَارَا
يا زائراً مَلأَ النَّواظِرَ نُوْراً
يا زائراً مَلأَ النَّواظِرَ نُوْراً / والنَّفْسَ لَهْواً والضُّلُوعَ سُرُورَا
لو أستطيعُ فَرَشْتُ كلَّ مَسَالِكِي / حَدَقاً وَبِيْضَ سَوَالِفٍ وَنُحُورَا
فيك اكتَسَى جَوِّي سَنَاً وَتَلأْلُؤاً / وارتدَّ تُرْبِي عَنْبَراً وعَبِيرَا
لَزِمْتُ قَنَاعتِي وَقعَدْتُ عَنْهُمْ
لَزِمْتُ قَنَاعتِي وَقعَدْتُ عَنْهُمْ / فلستُ أَرَى الوزيرَ ولا الأميرَا
وكنتُ سميرَ أَشْعارِي سَفَاهاً / فَعُدْتُ لِفَلْسَفِيَّاتِي سميرَا
أيُّها الواصِلُ هَجْرِي
أيُّها الواصِلُ هَجْرِي / أنا في هِجْرانِ صَبْرِي
لَيْتَ شِعْرِي أَيُّ نَفْعٍ / لَكَ في إِدْمانِ ضَرِّي
إنَّ المدامعَ والزَّفِيْر
إنَّ المدامعَ والزَّفِيْر / قد أَعْلَنَا ما في الضَّمِيْرْ
فَعَلامَ أُخْفِي ظَاهِراً / سَقَمِي عليَّ به ظَهِيْرْ
هَبْ لِي الرِّضَى من سَاخِطٍ / قَلْبِي بِساحَتِهِ الأسِيْرْ
وفتية لم يزالوا طول يومهم
وفتية لم يزالوا طول يومهم / في ظل رمانة قد مد أستاره
يا حسنه وهبوب الريح تعطفه / وكل غصن له قد كان نوّاره
كأنها شمعة خضراء مضرمة / في كف نشوان وافى بيت خمّاره
اشدد يديك على أخيك تكن به
اشدد يديك على أخيك تكن به / في كل أمر تبتغيه قديرا
لو لم يكن بأخ أخ متأيدا / لم يتخذ موسى أخاه وزيرا
وبالحمة الزهراء قد أسعد المنى
وبالحمة الزهراء قد أسعد المنى / وبان كمثل الروض أزهر معطار
وردنا بها ماء سخونا كأنه / دموع محب والأحبة قد ساروا
بها اجتمع الضدان فالأمر مغرب / فللماء إظهار وللنار إضمار
كأفئدة تبغي خلاف الذي تعي / فللود إظهار وللحقد أسرار