القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كَمال الدِّين ابنُ النَّبِيه الكل
المجموع : 24
باكِرْ صَبوحَكَ أَهْنَى العَيْشِ باكِرُهُ
باكِرْ صَبوحَكَ أَهْنَى العَيْشِ باكِرُهُ / فَقَدْ تَرَنَّمَ فَوْقَ الأيْكِ طَائِرُهُ
وَالَّليلُ تَجري الدّراري فِي مَجَرَّتِه / كَالرَّوضِ تَطْفُو عَلى نَهْرٍ أزاهِرُهُ
وَكَوْكَبُ الصُّبحِ نَجَّابٌ عَلى يَدِهِ / مُخَلَّقٌ تَمْلأ الدُّنيا بَشائِرُهُ
فَانْهَضْ إلى ذَوبِ ياقُوتٍ لَها حَبَبٌ / تَنوبُ عَنْ ثَغْرِ مَن تَهوى جَواهِرُهُ
حَمْراءُ فِي وَجْنَةِ السَّاقي لَها شَبَهٌ / فَهَل جَناها مَعَ العُنقودِ عَاصِرُهُ
ساقٍ تَكَوَّنَ مِن صُبْحٍ وَمِن غَسَقٍ / فَابْيَضَّ خَدَّاهُ وَاسوَدَّتْ غَدائِرُهُ
بِيضٌ سَوالِفُهُ لُعْسٌ مَرَاشِفُهُ / نُعْسٌ نَواظِرُهُ خُرْسٌ أَساوِرُهُ
مُفَلجُ الثغْرِ مَعْسولُ اللَّمى غَنِجٌ / مُؤَنَّثُ الجَفْنِ فَحْلُ اللَّحظِ شاطِرُهُ
مُهَفْهَفُ القَدَّ يَنْدى جِسْمُهُ تَرَفاً / مُخَصَّرُ الخَصْرِ عَبْلُ الرَّدْفِ وَافِرُهُ
تَعَلَّمَت بانَةُ الوادي شَمائِلَهُ / وَزَوَّرَتْ سِحْرَ عَيْنَيْهِ جَإِذْرُهُ
كَأَنَّهُ بِسَوَادِ الَّليْلِ مُكْتَحِلٌ / أو رُكَّبَتْ فَوْقَ صُدْغَيهِ مَحاجِرُهُ
نَبِيُّ حُسْنٍ أَظَلَّتْه ذُؤَابَتُهُ / وَقامَ فِي فَتْرَةِ الأجْفانِ ناظِرُهُ
فَلَوْ رَأَتْ مُقْلَتا هَاروتَ آيتَه ال / كُبرى لآمَنَ َبْعَد الكُفْرِ ساحِرُهُ
قامَتْ أَدِلَّةُ صُدْغَيهِ لَعاشِقِهِ / عَلى عَذولٍ أتى فِيهِ يُناظِرُهُ
خُذْ مِن زَمانِكَ ما أعْطاكَ مُغْتِنَماً / وَأنتَ ناهٍ لِهذا الدَّهرِ آمِرُهُ
فَالعُمْرُ كَالكَأسِ تُسْتَحْلى أوائِلُهُ / لكِنَّهُ رُبَّما مُجَّتْ أواخِرُهُ
وَاجْسُرْ عَلى فُرَصِ اللَّذاتِ مُحْتَقِراً / عَظِيمَ ذَنْبِكَ إنَّ اللَّه غافِرُهُ
فَلَيْسَ يُخْذَلُ فِي يَوْمِ الحِسابِ فَتىً / والنَّاصِرُ ابنُ رَسولِ اللَّه ناصِرُهُ
إمامُ عَدْلٍ لِتَقْوى اللَّه باطِنُهُ / وَلِلْجَلالَةِ وِالإحْسانِ ظاهِرُهُ
تَجسَّدَ الحَقُّ فِي أَثناءِ بُرْدَتِهِ / وَتُوِّجَتْ بِاسْمِهِ العالي مَنابِرُهُ
لَهُ عَلى سِرِّ سِتْرِ الغَيْبِ مُشْتَرَفٌ / فَما مَوارِدُهُ إلاّ مَصادِرُهُ
راعٍ بِطَرْفٍ حَمى الإسلامَ ساهِرُهُ / ساطٍ بِسَيْفٍ أبَادَ الكُفْرَ شَاهِرُهُ
فِي صَدْرِهِ البَحْرُ أو فِي بَطْنِ راحَتِهِ / كِلاهُما يَغْمُرُ السَّؤَّالَ زَاخِرُهُ
تَقْضِي بِتَفضْيلِهِ ساداتُ عِتْرَتِهِ / لِو كانَ صادِقُهُ حَيّاً وبَاقِرُهُ
كُلُّ الصَّلاةِ خِداجٌ لا تَمامَ لَها / إِذْا تَقَضَّتْ وَلَمْ يَذْكُرْهُ ذاكِرُهُ
كُلُّ الكَلامِ قَصيرٌ عَن مَناقِبِهِ / إلاَّ إِذْا نَظَمَ القُرآنَ شاعِرُهُ
مُحَجَّبٌ فِي سُجوفِ العِزِّ لَو فُرِجَتْ / عَن نُورِ وَجْهٍ يُباهِي الصُّبْحَ باهِرُهُ
رَأَيْتَ مَلكاً كَبيراً فَوْقَ سُدَّتِهِ / جِبْريلُ داعِيهِ أو ميكالُ زائِرُهُ
طُوراً أضاءَتْ لِموسى نَارَ جَذْوَتِهِ / حَتَّى انْجَلَتْ لَمُناجاةٍ بَصائِرُهُ
نَضاهُ سَيْفاً عَلى أعْداءِ دَوْلَتِهِ / ما كُلُّ سَيْفٍ لَهُ تُثْنى خَناصِرُهُ
فَضْلُ اصْطِفاءِ أتى مِن غَيْرِ مَسْأَلَةٍ / يَغنَى بِهِ عَن أخٍ بَرٍّ يُؤَازِرُهُ
تَهُنَّ نُعْمى أمير المُؤمِنينَ وَدُمْ / يا أُيُّها الأشرَفُ المَيْمونُ طائِرُهُ
بِحَدِّ سَيْفِكَ آياتُ العَصَا نُسِخَتْ / إِذْا تَفَرْ عَنَ يَوْمَ الرَّوْعِ كافِرُهُ
سَلِ الكُلَى وَالطُّلَى يا مَن يُساجِلُهُ / فَالرُّمحُ ناظِمُهُ وَالسَّيفُ ناثِرُهُ
تَنَجَّسَتْ بِدَمِ القَتْلَى صَوارِمُهُ / وَطُهِّرَتْ بِيَدِ التَّقْوى مآزِرُهُ
نَضُّ النَّوالِ سَريعُ البَطْشِ مُتَّئِدٌ / كالدَّهْرِ تُرْجى كمَا تُخْشى بَوادِرُهُ
إِذْا حَبا أغْنَتِ الأيدِي مَواهِبُهُ / وَإنْ سَطا سَدَّتِ الدُّنْيا عَساكِرُهُ
أيْنَ المَفَرُّ لِمَنْ عاداهُ مِن يَدِه / وَالوَحْشُ وَالطَّيْرُ أتْباعٌ تُسايِرُهُ
إنْ يَصْعَدِ الْجَوَّ ناشَتْهُ خَواطِفَهُ / أوْ يَهْبِطِ الأرْضَ غالَتْهُ كَواسِرُهُ
يا جامِعاً بِالعَطايا شَمِلَ عِتْرَتِهِ / كَالقُطْبِ لَوْلاَهُ ما صَحَّتْ دَوائِرُهُ
إنْ جادَ شِعْرِي فَهذا الفَضْلُ عَلَّمَني / مَنْ غاصَ فِي البَحْرِ جاءَتْهُ جَواهِرُهُ
آَنَستْ بِالعِراقِ بَرْقاً مُنيرَا
آَنَستْ بِالعِراقِ بَرْقاً مُنيرَا / فَطَوَتْ غَيْبَهاً وَخاضَت هَجِيرَا
وَاسْتَطابَتْ رَيَّا نَواسِمِ بَغْدا / دَ فَكَادَتْ لَولاَ البُرَى أنْ تُطِيرَا
ذَكَرَتْ مِنْ مَسارِحِ الْكِرْخِ رِوْضاً / لَمْ يَزَلْ ناضِراً ومِاءً نَميرَا
وَاجْتَنَتْ مِنْ رُبا المُحَوَّل نَوْراً / وَاجْتَلَتْ مَن مَطالِعِ التَّاجِ نُورَا
بَلِّغينا دَارَ الخِلافَةِ يا نا / قُ لِنَقْضِيْ بغدَ السُّجودِ النُّذورَا
عَتَباتٌ تُرَابُها يُنْبِتُ المَجْ / دَ وَجَوٌّ بِالجُودِ أضْحى مَطيرا
قَبَّلَتْها المُلوكُ حَتَّى شَكَكْنا / أحَصى فِي رِحَابِهَا أمْ ثُغُورَا
يا إمامَ الهُدى سَلاماً سَلاماً / زادَ طيباً فَزدْتُهُ تَكْريرَا
نَظَمَ اللَّه فِيكَ فَضْلَ أُناسٍ / كانَ فِيهِمْ مُقَسَّماً مَنْثورَا
أهْلُ بَيْتٍ قَد إِذْهَبَ اللَّه عَنْهُمْ / كُلَّ رِجْسٍ وَطُهِّرُوا تَطْهيرَا
يابْنَ آلِ النَّبِيِّ خابَتْ صَلاةٌ / لَمْ تَكُنْ فِي خِلالِها مَذْكورَا
قَرَنَ اللَّه إسْمَهُ باسْمِكَ العا / لي فَزادا جَلالَةً وَظُهورَا
فَهْوَ عِقْدٌ عَلى صُدُورِ التَّحِيَّا / تِ وَتاجٌ جَلا بِهِ التَّكْبيرَا
يا مُعيني إِذْا دَجَت ظُلْمَةُ القَبْ / رِ وخَاطَبْتُ مُنْكِراً وَنكِيرا
يا مُجيري إنْ خِفْتُ يَوْماً عَبوساً / مُكْفَهراً مستصعباً قمطريرا
يا مُغِيثِي والنَّارُ تُوقَدُ بِالنَّا / سِ وَتَرْمِي شَرارَها المُسْتَطِيرَا
يا دَليليْ عَلى الصِّراطِ إِذْا ما / أدْهَشَ الخَوْفُ ناظِري تَحْييرَا
بِوَلائِي أمِنْتُ مِن سَيِّئاتِي / حينَ ألْقَى كِتابِيَ المَنْشُورَا
فِيكَ سِرُّ لَوْلاَهُ ما قَسَمَ اللّ / هُ عَلى النَّاسِ جَنَّةً وَسَعِيرَا
قَدْ هَدانا بِكَ السَّبِيلَ فَإمِّا / مُؤْمِناً شاكِراً وَإمّا كَفُورَا
فَعَلَيْكَ السَّلامُ يا أقْرَبَ النَّا / سِ لِمَنْ جاءَ شاهِداً وَنَذِيرَا
لِمَنْ شَجَرٌ قَدْ أثْقَلَتْها ثِمارُها
لِمَنْ شَجَرٌ قَدْ أثْقَلَتْها ثِمارُها / سَفائِنُ بَرٍّ وَالسَّرابُ بِحارُها
حُرُوفٌ إِذْا اسْتَقْرَأْتَها فِي انْفِرادِها / سُطُورٌ إِذْا اسْتَوْلى عَلَيْها قِطارُها
حَنايا إِذْا السَّاري السَّريُّ ارْتَمى بها / فَهُنَّ سِهامٌ يَسْتَطيرُ شَرارها
تَوالَتْ كَمَوْجِ الْبَحْر مُزْبِدَةَ البُرى / عَلَيْها قِبابٌ بِالدُّموعِ احْمِرارُها
وَفِي الْكِلَّةِ الْحَمْراءِ بَيْضاءُ طَفْلَةٌ / بِزُرْقِ عُيُونِ السُّمْرِ يُحْمى أحْوِرارُها
أَثارَ لَها نَقْعُ الجِيادِ سُرادِقاً / بِهِ دونَ سِتْرِ الخِدْرِ عَنَّا اسْتِتارُها
لَها طَلْعَةٌ مِنْ شَعْرِها وَجَبيِنها / تَعانَقَ فِيها لَيْلُها وَنَهارُها
لَها مِن مَهاةِ الرَّمْلِ جِيدٌ مُقْلَةٌ / وَلَيْسَ لَها اسْتِيحاشُها وَنِفارُها
ومَا سَكَنَتْ وادِي الْعَقِيقِ وَلا الْغَضَى / وَلكِنْ بِعَيْني أَوْ بِقَلْبيَ دارُها
إِذْا ما الثُّرَيَّا وَالهلالُ تَقارَنا / أُشَكِّكُ هَلْ ذا قُرْطُها وَسِوارُها
فَأَيُّ قَضِيبٍ جالَ فِيهِ وِشاحُها / وَأَيُّ كَثيبٍ ضاقَ عَنْهُ إزارُها
ومَا كُنْتُ أّدْري قَبْلَ لُؤْلؤِ ثَغْرِها / بِأَنَّ نَفيساتِ الَّلآِليْ صِغارُها
هِيَ الْبَدْرُ إِلاَّ أنَّ عِنْدي مَحاقَهُ / هِيَ الْخِمْرُ إلاّ أَنَّ حَظَّيْ خُمارُها
أَيا كَعْبَةً مِنْ خالِها حَجَرٌ لَها / بَعيدٌ عَلَيْنا حَجُّها وَاعْتِمارُها
فَإنْ بَلَغَتْها النَّفْسُ يَوْماً بِشِقِّها / فَقَلْبِي لَها هَدْيٌ وَدَمْعي جِمارُها
سَقَى اللَّهُ مَيَّافارِقينَ وَقَدْ سَقَى / سِجالَ سَحابٍ لا يَغِبُّ قِطارُها
ومَالِيَ أَسْتَسْقي لَها صَيِّبَ الحَيا / وَراحَةُ سَيْفِ الدّينِ تَطْفُو بِحارُها
فَفي بَحْرِ مالٍ قَدْ تَطَلَّعَ قَصْرُها / وَفِي بَحْرِ ماءٍ يَسْتِقِرُّ قَرارُها
هُوَ العادِلُ الظَّلاَّمُ لِلْمالِ وَالْعِدى / خَزائِنُهُ قَدْ أَقْفَرَتْ وَدِيارُها
كَريمٌ لَهُ نَفْسٌ تَجُودُ بِما حَوَتْ / وَأَعْجَبُ شيْءٍ بَعْدَ ذاكَ اعْتِذارُها
عَليمٌ بِنورِ اللَّهِ يَنْظُرُ قَلْبُهُ / فَلَمْ يُغْنِ أَسْرارَ الْقُلوبِ اسْتِتارُها
حُسامٌ لَهُ حَدٌّ يَرُوعُ مَضاؤُهُ / وَصَفْحَةُ صَفْحٍ لِلذُّنُوبِ اغْتِفارُها
لَهُ راحَةٌ فِي السَّلْمِ تُجْنى جِنانُها / وَيَوْمَ هِياجِ الحَرْبِ تُوقَدُ نارُها
فَأنْمُلُهُ طَوراً غُصُونٌ نَواضِرٌ / وَطَوْراً سُيُوفٌ دامِياتٌ شِفارُها
إِذْا خَطَبَتْ مِن كَفِّهِ فَوْقَ مِنْبَرٍ / فَسُودُ جَلابيبِ الشُّعورِ شِعارُها
بِهِ دَمَّرَ اللَّهُ الصَّليبَ وَأَهْلَهُ / بِهِ مِلَّةُ الإسْلامِ عَالٍ مَنارُها
فَلا زالَتِ الأفْلاكُ تَجْرِيِ بِنَصْرِهِ / وَلا زالَ عَنْهُ قُطبُها وَمَدارُها
تَنَقَّبَتْ بِالنَّوْرِ وَالنُّورِ
تَنَقَّبَتْ بِالنَّوْرِ وَالنُّورِ / وَاعْتَجَرَتْ لكِنْ بِدَيْجوْرِ
ساحِرَةُ الطَّرْفِ وَلكِنَّها / مِنْ فَتْرَةٍ فِي زِيِّ مَسْحُورِ
شَفَّ بَياضُ الَّلإِذْعَن جِسْمِها / كَالْخَمْرِ فِي بَاطِنِ بِلَّوْرِ
كَأَنَّما مِعْصَمُها جَدْوَلٌ / صِيغَ لَهُ سَدٌّ مِنَ النُّورِ
تَبْسِمُ عَن مَنْظومِ دُرٍّ فَإنْ / تَرَنمَّتْ جاءَتْ بِمَنْثُورِ
كَأنَّ فِي مُقْلَتِها ضَيْغَماً / يَنْظُرُ عَن أَجْفانِ يَعْفُورِ
كَأنَّها بَدْرُ تَمامٍ عَلَى / غُصْنِ نَقاً أَخْضَرَ مَمْطورِ
زارَتْ فَفَكَّكْتُ عُرَاجَيْبِها / بِالضَّمَّ عَن رُمَّانِ كَافورِ
وَبِتُّ أَطْفِي بِجَنى ثَغْرِها / حُرْقَةَ صَادِي الْقَلْبِ مَهْجورِ
يا لَيِلَةَ الْوَصْلِ اسْتَقِرِّي وَيَا / سَيرَةَ سُلْطانِ الوَرى سِيرِي
المَلِكْ الْعادِلُ مَنْ أَمَّهُ / فَقَدْ رَأَى مُوسى عَلى الطُّورِ
إنْ كانَ قَد دُكَّ قَديماً فَقَد / عَمَّرْتَهُ أَحْسَنَ تَعْميرِ
كَأَنَّهُ تاجٌ عَلى مَفْرِقٍ / لَمَّا اسْتَدارَتْ شُرَفُ السَّورِ
يَزاحِمُ النَّجْمَ لَهُ مَنْكِبٌ / كَالنَّجْمِ فِي الرِّفْعَةِ وَالنُّورِ
كَأَنَّما أَوْقَفْتَهُ حارِساً / يَنْظُرُ مِن عَكَّا إلى صُورِ
فَكُلَّما لاحَ لَهُ بارِقٌ / يَرْتَعِدُ الصَّخْرُ مِنَ الدُّورِ
بَنى سُلَيْمانُ بِأَعْوانِهِ / وَأَنتَ بِالغُرِّ الجَماهِيرِ
تُصافِحُ الأَحْجارَ أَيْدٍ لَهُمْ / لا تَرْتَضي لَمْسَ الدَّنانِيرِ
دانَتْ لَكَ الدَّنْيا وَسُكّانُها / ما بَيْنَ أَمَّارٍ وَمأمورِ
تَجْري المقادِيرُ بِما تَشْتَهي / ما بَيْنَ تَعْسيرٍ وَتَيْسيرِ
سَعادَةٌ لَيْسَ لَها آخِرٌ / وَلا لِيَوْمِ النَّفْخِ فِي الصُّورِ
هَل يَقْدِرُ الأَعْداءُ أَنْ يَمْسَحُوا / ما خُطَّ فِي لَوحِ المْقاديرِ
يَا مَلِكاً تَنْسَخُ أَيّامُهُ / ما خُطّ مِن إِفْكِ الأساطيرِ
أَسْهَرَةُ الذَّبُّ عَن الدِّينِ لا / عِشْقُ رَبيباتِ المَقاصيرِ
مُؤَيَّدُ الرَّاياتِ وَالرَّأْي فِي / حالَةِ تَدْميرِ وَتَدْبيرِ
إنَ جَنَحُوا لِلسِّلْمِ فَاجْنَحْ لَها / ما خَدَعُ الحَرْبِ بِتَقْصيرِ
كَمْ لَكَ فِي يافا وَفِي المَرْجِ مِنْ / وَقائِعٍ غُرٍّ مَشاهيرِ
عِشْرُونَ أَلفاً غَيْرَ أَتْباعِهِمْ / ما بَيْنَ مَقْتُولٍ وَمَأْسُورِ
طَهَّرْتَ بَيْتَ القُدْسِ مِنْ رِجْسِهِمْ / وِكانَ مَأْوَىً لِلْخَنازيرِ
يا ذاكِراً لِلّهِ يا ناسِياً / لِلْعُرْفِ مَعْ كَثْرَةِ تَكِرِيرِ
إِنِّي مَحَلُّ الأْجرِ وَالشُّكْرِ يا / أَكْرَمَ مَأْجُورِ وَمشْكورِ
تَبَسَّمَ ثَغْرُ الزَّهْرِ عَن شَنَبِ الْقَطْرِ
تَبَسَّمَ ثَغْرُ الزَّهْرِ عَن شَنَبِ الْقَطْرِ / وَدَبَّ عِذارُ الظّلِّ فِي وَجْنَةِ الزَّهْرِ
فَإنْ رَقَّ وَاعْتَلَّ النَّسيمَ صبابَةً / إِذْا مَرَّ فِي تِلْكَ الرّياضِ فَعَنْ عًذْرِ
تَوَسْوَسَتِ الأغْصانُ عِنْدَ هُبوبِهِ / فَما بَرِئَتْ إِلاَّ عَلى رُقْيَةِ الْقُمْري
يُخادِعُني الْوَرْدُ الْجَنُّي وَإنَّني / بِوَجْنَةِ مَنْ أهْواهُ قَدْ حِرْتُ فِي أَمْري
وَيَبْسِمُ عَنْ زَهْرِ الأقاحِ بَنَفْسَجٌ / فَأَلْثُمُهُ شَوْقاً إِلى لَعَسِ الثّغْرِ
وَبِي عاطِرُ الأنْفاسِ يُنْسَبُ ظُلْمُهُ / وَناظِرُهُ الفَتَّانُ لِلشِّحْرِ وَالسِّحْرِ
تَرى قُنْدُسَ الشَّرْبوشِ فَوْقَ جِبينِهِ / كأَهْدابِ أَحْداقٍ بَهَتْنَ إِلى الْبَدْرِ
أُبَرِّدُ أَشْواقِي بِجَمْرَةِ خدِهِ / فَمِنْ عَجَبٍ أَنْ يَنْطَفِي الْجَمْرُ بِالْجَمْرِ
وَأَطْمَعُ أَنْ يُعْديِهِ قَلْبي بِرِقَّةٍ / فَأُلْصِقُهُ عِنْدَ العِناقِ إِلى صَدْري
سَقَى اللَّهُ أعلامِ مِنْ أَخْلاطَ قَلْعَةً / يَحُومُ بِها نَسرُ السَّماءِ عَلى وَكْرِ
وَداراً عَلى خِيْرِ الطَّوالِعِ أُسِّسَتْ / فَمَنْ حَلَّ فِيها فِي أَمانٍ مِنَ الدَّهْرِ
يُجَلِّي صَدا الأَبْصارِ لَمْعُ بَياضِها / فَتَحْسَبُها قَدْ أُلَبِسَتْ بَهْجَةَ الدُّرِّ
وَقَدْ أَنْبَتَتْ أَرْكانُها مِنْ نُقوشِها / تَماثِيلَ رَوْضٍ لَمْ يَزَلْ يانِعَ الزَّهْرِ
تَكادُ تَمَسُّ المِسْكَ مِنْ نَسَمَاتِها / وَيَقْطُرُ مِنْ أَرْجائِها وَرَقُ التِّبْرِ
تَسُرُّ وَتُلْهي ساكِنيها بِحُسْنِها / فَإنْ شِئْتَ أَغْنَتْ عَن غِناءٍ وَعَن خَمْرِ
إِذْا فُتِحَتْ أَبْوابُ مُشْتَرَفاتِها / جَلَتْ لَكَ نونَ البَحْرِ وَالْوَحْشَ فِي الْبَرِّ
فإنْ شِئْتَ لِلأُخْرَى فَمِحْرابُ ناسِكٍ / وَإنْ شَئْتَ لِلدُّنْيا فَرَيْحانَةُ الْعُمْرِ
وَإِنْ جُمِعا فَاللَّهُ ما زالَ جامِعاً / شَتيتَ الْعُلَى لِلأَشْرَفِ بنِ أَبي بَكْرِ
مَليكٌ يَخُوضُ الْجَيْشُ ضَرْباً بِسَيْفِهِ / ومَا زالَ موسى بِالعَصا فالِقَ الْبَحْرِ
عَليمٌ لَهُ سَهْمٌ مِنَ الْغَيْبِ صائِبٌ / ومَا كُلُّ موسى مُسْتَمِدٌّ مِنَ الخضْرِ
كَريمٌ يُحَيَّا بِشْرُهُ قَبْلَ جُودِهِ / وَلِلْبَرْقِ لَمْعُ بَعْدَهُ وابِلُ الْقَطْرِ
سَيَمْلِكُ أَقْصَى الأرْضِ بُشْرى ضَمانُها / عَلى الرَّأيِ وَالرَّاياتِ وَالنَّصْلِ وَالنَّصْرِ
وَسُمْرٍ أَجادَتْ صَنْعَةَ النَّظْمِ فِي الْكُلى / وَبيضٍ أَجادَتْ فِي الطُّلى صَنْعَةَ النَّثْرِ
وَجَيْشٍ لِعَيْنِ الشَّمْسِ كُحلٌ بِنَقْعِهِ / إِذْا رَمَدَتْ مِنْ لَمْعِ أَسْيافِهِ الْبُتْرِ
وَأُسْدِ عَلى جُرْدٍ لَهَا مِثْلُ صَبْرِهِمْ / إِذْا ما تَجَلَّى الْمَوْتُ فِي الْحُلَلِ الْحُمْرِ
دِماءٌ أعاديهِمْ شَرابُ رِماحِهِمْ / وَأجْسامُهُمْ هَدْيٌ إِلى الذِّئْبِ وَالنَّسْرِ
أَبا الْفَتْحِ لِلرَّحْمنِ فِيكَ سَريرَةٌ / سَيَنْقُلُها عَمَّا قَليلٍ إلَى الْجَهْرِ
فَلَيْسَ الَّذي أَعْطاكَ حَضَّكَ كُلَّهُ / وَلكِنَّهُ لا بُدَّ لِلصُّبْحِ مِن فَجْرِ
بَقِيْتَ لِدينِ اللَّهِ تُعْلِي مَنارَهُ / وَتَهْدِمُ بِالإِسْلاَمِ قاعِدَةَ الكُفْرِ
صُنْ ناظِراً مُتَرَقِّباً لَكَ أَنْ تُرى
صُنْ ناظِراً مُتَرَقِّباً لَكَ أَنْ تُرى / فَلَقَدْ كَفى مِنْ دَمْعِهِ ما قدْ جَرى
يا مَنْ حَكى فِي الحُسْنِ صُورَةَ يوسُفٌ / آهٍ لَوَ أَنَّكَ مِثْلَ يُوسُفَ تُشْتَرى
تَعْشُو العُيونُ لِخَدِّهِ فَيَرُدُّها / وَيَقولُ لَيْسَتْ هذهِ نارَ القِرَى
يا قاتَلَ اللَّهُ الجمالَ فَإنهُ / ما زالَ يَصْحَبُ باخِلاً مُتَجَبِّرا
يا غُصْنَ بانٍ فِي نَقا رَمْلٍ لَقَدْ / أَبْدَعَتْ إِذْ أَثْمَرْتَ بَدْراً نَيِّرَا
ما ضَرَّ طَيْفَكَ لَو أكونُ مَكانَهُ / فَقَدِ اشْتَبَهْنا فِي السَّقامِ فَما نُرى
أتُرى لأَيَّامي بِوَصْلِكَ عَودَةٌ / وَلَوْ أَنَّها فِي بَعْضِ أَحلامِ الكَرَى
زَمَناً شَرِبْتُ زَلالَ وَصْلِكَ صافِياً / وَجَنَيْتُ رَوْضَ رِضاكَ أَخْضَرَ مُثْمِرا
مَلَكَتْكَ فِيهِ يَدِي فَحينَ فَتَحْتُها / لَمْ أَلْقَ إلاَّ حَسْرَةً وَتَفَكُّرَا
لِي مُقْلَةٌ مُذْ غَابَ عَنْها بَدْرُها / تَرْعى مَنازِلَهُ عَساها أنْ تُرَى
لَوْلا انْسِكابُ دُموعِها وَدِمائِها / ما كُنْتُ بَيْنَ الْعاشِقِينَ مُشَهَّرا
فَكَأنَّما هِيَ كَفُّ موسى كُلَّما / نَثَرَ اللُّجَيْنَ أَوِ النُّضارَ الأحْمَرا
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الْعَظيمَ لأِنَّني / شَبَّهْتُ بِالنَّزْرِ الْقّليلِ الأكْثَرَا
مَلِكٌ تَوَقَّدَ سَيفُهُ وَجَرى دماً / فَعَجِبْتُ لِلنِّيرانِ تَطْفَحُ أَبْحُرا
كَلِفٌ بِقَدِّ الرُّمْحِ أَهْيَفَ أَسْمِرا / وَبِحَدِّ نَصْلِ السَّيْفِ أَبْيَضَ أَحْمَرَا
مِنْ مَعْشَرٍ فَخَرَتْ أَوائِلُهُمْ بِهِ / كَفَخارِ آدَمَ بِالنَّبيِّ مُؤَخَّرَا
تَنْبُو الْمَسامِعُ عَنْ مَديحِ سِواهُمُ / إِذْ كانَ أَكْثَرُهُ حَديثاَ يُفْتَرَى
بيضُ الأيادي حُمْرُ أطْرافِ القَنا / سودُ العَجاجِ تَحِلُّ رَبْعاً أخْضَرَا
الإِنْسُ تُهْدَى لِلْقِرى بِدُخانِهِ / وَالْوَحْشُ تَشْبِعُ حَيْثُ يَعْقِدُ عِثْيَرَا
فَإِذْا حَبا مَلأَ الْمَنازِلَ نِعْمَةً / وَإِذْا سَطا مَلأَ الْبَسِيطَةَ عَسْكَرَا
مَنَعَ الْغَوادي بِاشْتِباكِ رِماحِهِ / عَنْ تُرْبِهِ وَسَقاهُ غَيْثاً أحْمَرا
فَلِذاكَ أثْمَر أَيدِياً وَجَماجِماً / وَقَناً بِلَبَّاتِ الرِّجال مُكسَّرَا
يَقْظٌ حفِيظُ القَلْبِ إِلاَّ أَنَّهُ / يَنْسَى مَكارمَهُ إِذْا ما كَرَّرَا
مَعْسُولُ أَطْرافِ الْحَديثِ كَأَنَّما / يَسْقي الْمَسامِعَ مُسْكِراً أوْ سُكَّرَا
إَنّي لأُقْسِمُ لَوْ تَجَسَّدَ لَفْظُهُ / أَنِفَتْ نُحُورُ الْغانِيَاتِ الْجَوْهَرَا
لَوْ كانَ فِي الزَّمَنِ القَديمِ مُخاطِباً / لِلنَّاسِ لَمْ يُبْعَثْ رَسُولٌ لِلْوَرى
وَدَلِيلُهُ الْكُرْجُ الَّذينَ بِرَبِّهِمْ / كَفَرُوا وَفَضْلُكَ بيْنَهُمْ لَنْ يَكْفَرا
حَجُّوا لِقَصْرِكَ مِثْلَ قُبَّةِ قُدْسِهِمْ / وَرَأوْكَ فِيها كالْمَسِيحِ مُصَوَّرا
فَهُنالِكَ الْمَلِكُ الْعَظيمُ مُعَفِّرٌ / وَجْهاً يَخالُ التُّرْبَ مِسْكاً أَذْفرَا
حَجَبَتْكَ أَنْوارُ الْمَهابَةِ عَنْهُمُ / فَلِذاكَ أَعْيُنُهُمْ تَراكَ وَلا تَرَى
كَمْ ناظِرٍ أَرْشَدْتَ لَيْلَةَ صَوْمِنا / قَدْ كانَ فِي جَوِّ السَّماءِ مُحَيَّرَا
يا ناظِرينَ إلى هِلالٍ مانِعٍ / لِلزَّادِ موسى الْبَدْرُ مَبْذُولُ الْقِرى
رَمَضان ضَيْفٌ سارَ حَوْلاً كامِلاً / حَتَّى رَآكَ مُسَلّماً فَاسْتَبْشَرَا
وَافاكَ مُبْتَهِجاً بِبِرِّكَ وَالتُّقى / وَمَضى لِمَا أوْلَيْتَهُ مُتَشَكِّرا
فَتَهَنَّ عيداً أَنْتَ حَقّاً عِيدُهُ / يا خَيْرَ مَن صَلَّى وَصامَ وَأفْطَرَا
بِعِذارِكَ الْفَتَّانِ أعذَرْ
بِعِذارِكَ الْفَتَّانِ أعذَرْ / يا وَجْنَةَ السَّيْفِ الْمُجَوْهَرْ
خَطٌّ عَلى خَدٍّ يَكا / دُ لِرِقَّةٍ يَخْفَى وَيَظْهَرْ
فَشَقيقُهُ يَنْشَقُّ عَنْ / آسٍ يَرُوقُ الْعَيْنَ أَخْضَرْ
مَوْلاَيَ وَجْهُكَ جَنَّةٌ / وَرُضابُكَ الْمَعسولُ كَوْثَرْ
يَفْتَرُّ مِسْكُ خِتامِهِ / عَن مُسْكِرٍ عَطِرٍ وَسُكَّرْ
مِنْ نَسْلِ يافِثَ نافِثٌ / وَسْنانُ يُسْهِرْني وَيَسْحَرْ
مُتَبَسِّمٌ بِزُمُرُّدٍ / عَن عِقْدِ ياقُوتٍ وَجَوْهَرْ
وَلَّى بِشَعْرٍ كَالدُّجى / وَبَدا فَقُلْتُ الصُّبْحُ أَسْفَرْ
ما خِلْتُ قَبْلَ جَبينِهِ الْ / كافُورِ يَنْبُتُ مِنْهُ عَنْبَرْ
يا قاصِرَ الطَّرْفِ الْغَضِي / ضِ كَذالِكَ الْهِنْدِيُّ أَبْتَرْ
يا غُصْنُ خَصْرُكَ لا يُطي / قُ حِياصَةً عُقِدَتْ وَخِنْجَرْ
يا بَدْرُ كَمْ مِنْ تائِهٍ / فِي لَيْلِ هَجْرِكَ قَدْ تَحَيَّرْ
رِفْقاً بِصَبٍّ كلَّما / أَخْفَى بَلِيَّتَهُ تَشَهَّرْ
الجِسْمُ أَصْفَرُ ناحِلٌ / دَنِفُ وَدَمْعُ الْعَيْنِ أَحْمَرْ
لَوْلا الدُّموعُ أَذابَهُ / نَفَسٌ تَصَعَّدَ بَلْ تَسَعَّرْ
مَنْ يَعْشَقِ الظَّبْيَ الْغَري / رَ يَنامُ عاذِلُهُ وَيَسْهَرْ
غَزَلِي لَهُ وَمَدائِحي / وَقْفٌ لِمَوْلانا مُقَرَّرْ
الأشْرَفُ الطَّلْقُ النَّدى / شَاهَ ارْمَنٍ موسى الْمُظَفَّرْ
مَلٌْك إِذْا وَالَيْتَهُ / أَغْنى وَإِنْ عادْيتَ أَفْقَرْ
يُردي وَيُجْدي كالزَّما / نِ فَلَمْ يَزَلْ يُشْكى وَيُشْكَرْ
صَبُّ بِحَدِّ السَّيْفِ أَحْ / مَرَ أوْ بِقَدِّ الرُّمْحِ أَسْمَرْ
نَجِسُ الظُّبَى وَنِجارُهُ / مِن كُلِّ مَنْقَصَةٍ مُطَهَّرْ
فَكَأنَّ صارِمَهُ خَطِي / بٌ مِصْقَعٌ وَإلْهامَ مِنْبَرْ
صَلَّى بِمِحْرابِ الطُّلَى / وَصَليلُهُ اللَّهُ أَكْبَرْ
بَيْنَ الرِّماحِ كَأَنّها / غيلٌ عَلى أسَدٍ غضَنْفَرْ
وَكَأَنَّهُ بَيْنَ الْمَوا / كِبِ وَالْقَواضِبِ وَالسَّنَوَّرْ
جَبَلٌ تَلاطَمَ حَوْلَهُ / بَحْرٌ مِنَ الْمَاذِيِّ أخْضَرْ
فِي فَتْكِهِ بِرٌّ وَإنْ / قَتَلَ العَدُوَّ لِمَنْ تَبَصَّرْ
غَسْلُ الفَوَارِسِ بِالدِّما / ءِ وَفِي بُطونِ الطَّيْرِ تُقْبَرْ
قاسٍ إِذْا اسْتَسْقَتْ عِدا / هُ وَمارِجُ الْهَيْجاءِ يُسْعَرْ
سَحَّتْ سَحابُ عَجاجِهِ / مَنْ نَبْلِهِ وَبْلاً كَنَهْوَرْ
يا أَيُّها الْمَلِكُ الْكَري / مُ صِفاتُ مَجْدِكَ لَيْسَ تُحْصَرْ
يا ناسِياً لِصَنِيعِهِ / وَهُوَ الْمُرَدَّدُ وَالْمُكَرَّرْ
يا مُورِثاً آباءَهُ / شَرَفاً لِيَوْمِ الْحَشْرِ يُذْكَرْ
لَكَ سِيْرَةٌ مَعَ عَدْلِها / بَأْسٌ فَمَنْ كِسْرَى وَقَيْصَرْ
وَلَكَ الْجَمالُ مَعَ الْجَمي / لِ فَمَنْظَرٌ حَسَنٌ وَمَخْبَرْ
يا عَبْدَ مَوْلانا الإِما / مِ جَلالُ هذا النَّعْتِ أَشْهَرْ
أُوتِيتَ فِي الدُّنْيا بِهِ / شَرَفاً وَفِي أُخْراكَ أكْثَرْ
فإِنَ اصْطفاكَ لِنَفْسِهِ / فَلَيَسْعَدَنَّ بِمَنْ تَخَيَّرْ
فَافْخَرْ عَلى الدُّنْيا بِنَفْ / سِكَ أوْ بِهِ فَكَفاكَ مَفْخَرْ
وَتَهَنَّ صَوْماً حُزْتَ فِي / هِ ثَوابَ مَنْ صَلَّى وَأَفْطَرْ
وَبَقِيتَ ما بَقِيَ الثَّنا / ءُ عَلَيْكَ مَنْصوراً مُظَفَّرْ
رَنا وَاْنَثنى كالسَّيفِ وَالصَّعْدَةِ السَّمْرا
رَنا وَاْنَثنى كالسَّيفِ وَالصَّعْدَةِ السَّمْرا / فَما أَكْثَرَ الْقَتْلَى وَما أَرْخَصَ الأسْرى
خُذُوا حِذْرَكُمْ مِنْ خارِجِيِّ عِذارِهِ / فَقَدْ جاءَ زَحْفاً فِي كَتِيبَتِهِ الْخَضْرا
غلامٌ أرادَ اللَّهُ إِطْفاءَ فِتْنَةٍ / بِعارِضِهِ فَاسْتَأنَفَتْ فِتْنَةً أُخْرى
فَزَرْفَنَ بِالأصْداغِ جَنَّةَ خَدِّهِ / وَأرْخَى عَلَيْها مِنْ عَوارِضِهِ سِتْرَا
أغَرُّ يُناجي شَعْرُهُ حَلْيَ خُصْرِهِ / كَما يُعْتِبُ الْمَعشوقُ عاشِقَهُ سِرَّا
وَصَلْتُ بِداجِي شَعْرِهِ لَيْلَ وَصْلِهِ / فَلَمْ أَخْشَ صُبْحاً غَيْرَ غُرَّتِهِ الْغَرَّا
أُخوضُ عُبابَ الْمَوْتِ مِنْ دونِ ثَغْرِهِ / كَذاكَ بَغوصُ الْبَحْرَ مَن طَلَبَ الدُّرَّا
غَزالٌ رَخيمُ الدَّلِّ فِي يَومِ سَلْمِهِ / وَلَيثٌ لَهُ فِي حَرْبِهِ البَطْشَةُ الكُبْرى
دَرِيُّ بَحَمْلِ الكأْسِ فِي يَوْمِ لَذَّةٍ / وَلكنْ بِحَمْلِ السَّيْفِ يَوْمَ الوَغى أَدْرى
أَهِيمُ بِهِ فِي عَقْدِهِ أَوْ نِجادِهِ / فَلا بُدَّ فِي السَّرَّاءِ مِنْهُ وَفِي الضَّرَّا
وصَامِتَةِ الخُلْخالِ أَنَّ وْشاحُها / فَهذا قَدِ اسْتَغْنَى وَذا يَشْتَكي الفَقْرا
تَلأَلأَ دُرُّ العِقْدِ تِيهاً بِجيدِها / وَساكِنُ ذاكَ النَّحْرِ لا يَذْكُرُ البَحْرا
لَها مِعْصَمٌ لَوْلاَ السِّوارُ يَصُدُّهُ / إِذْا حَسَرَتْ أَكْمامَها لَجَرَى نَهْرا
دَعَتْنِي إِلَى السُّلْوانِ عَنُه بِحُبِّها / وَما كُنتُ أَرضَى بَعْدَ إِيْمِانيَ الكُفْرا
بِأَيِّ اعْتِذارٍ أَلْتَقِي حُسْنَ وَجْهِهِ / إِذْا خَدَعَتْني عَنْهُ غانِيَةٌ عَذْرا
تَقولُ وَقَد أَزْرَى بِها حُسْنُ وَصْفِهِ / لَحَى اللَّهُ رَبَّ الشِّعْرِ لَوْ نَظَمَ الشِّعْرا
أَلَمْ تَرَنِي بَيْنَ السِّماطَيْنِ مُنْشِداً / كَأَنَّي عَلى شاهَ ارْمَنٍ أَنْثُرُ الدُّرَّا
مَليكٌ كَريمٌ باسِلٌ عَمَّ عَدْلُهُ / فَمَن حاتمٌ وَابْنُ الوَليدِ وَمَن كِسْرى
أَبِيٌّ سَخِيٌّ تَحْتَ سَطْوَتِهِ الغِنَى / فَخَفْ وَتَيَقَّنْ أَنَّ مَعْ عُسْرِهِ يُسْرا
هُوَ البَحْرُ بَلْ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنَّ فِي / بَنانِ يَدَيْهِ لِلنَّدَى أَبْحُراً عَشْرا
إِذْا قامَ يُسْمِيهِ الخَطيبُ بِمنْبَرٍ / تَأَوَّدَ تيهاً وَاكْتَسِى وَرَقاً خُضْرا
لَحَى اللَّهُ حَرْبَاً لَم يَكُنْ قَلْبَ جَيْشِها / وَمَجْلِسَ عَدْلٍ لا يَكُونُ بِهِ صَدْرا
أَطَلَّ عَلى أَخْلاطَ يَوْمَ قُدومِهِ / بِلُجَّةِ جَيْشٍ تَمْلأَ السَّهْلَ وَالوَعْرا
وَقَدْ بَرَزَتْ فِي شَكَّةٍ مِن سِلاحِها / فَلَو أُمِرَتْ بِالزَّحْفِ ما خالَفَتْ أَمْرا
تَلَقَّاهُ مِن بُعْدِ المَسافِةِ أَهْلُها / فَذا رافِعٌ كَفّاً وَذا ساجِدٌ شُكْرا
فَشَكَكْتُ أَنَّ النَّاَس قَد حُشِروا ضُحىً / أَمِ النَّاسُ يَسْتَسْقونَ رَبَّهُمُ القَطْرا
تَسِيرُ مُلوكُ الأرضِ تَحْتَ رِكَابِهِ / وَأَعْناقُهُمْ مِن هَوْلِ هَيْبَتِهِ صُعْرا
إِذْا انْفَرَجَتْ عَنْهُ بُروقُ سُيوفِهِمْ / رَأَيْتَ النُّجومَ الزُّهْرَ قَد قارَنَتْ بَدْرا
فَلَلَّهِ يَوْمٌ عَمَّ تَفْلِيسَ حَرْبُهُ / وَسارَتْ إِلَى أَرْضِ العِراقِ بِهِ البُشْرى
تَهَنَّ أَميرَ المُؤْمِنينَ بِمِثْلِهِ / نَصيراً يَسُدُّ الثَّغْرَ أَوْ يَفْتَحُ الثَّغْرا
حُسامٌ إِذْا هَزَّتْهُ يُمْناكَ هَزَّةً / تَرَقْرَقَ ماءً وَالْتَظَى خَدُّهُ جَمْرا
طِرازٌ عَلى كُمِّ الخِلافَةِ مُذْهَبٌ / وَجَوْهَرَةٌ فِي تاجِهَا تَكْسِفُ الدُّرَّا
أَبا الفَتْحِ شُكراً لاِخْتِصاصِ صَنيعَةٍ / فَحَسْبُكَ فِي الدُّنْيا جَمالاً وَفِي الأُخْرى
لِلرَّمْي فَضْلٌ لَيْسَ يُنْكَرُ قَدْرُهُ
لِلرَّمْي فَضْلٌ لَيْسَ يُنْكَرُ قَدْرُهُ / وَالجَوُّ قَد شَهْدَتْ بِهِ آثارُهُ
الشُّهْبُ بُندُقُهُ وَنونُ هِلالِهِ / قَوسٌ وَمِسْكِيُّ الغَمامِ غُبارُهُ
أَحِبْ يا دَيرَ مِزْمارِ
أَحِبْ يا دَيرَ مِزْمارِ / غَرِيْباً نازِحَ الدَّارِ
فَقَدْ أَذْكَرْتَ أَوْطانِي / وَقَدْ هَيَّجْتَ أَوْطارِي
تَجافانِيَ مَنْ أَهْوَى / فَأْحشائِي عَلَى النَّارِ
فَما لِيْ بَعْدَهُ أَنْسٌ / سِوَى دَمْعِي وَتذْكارِي
فَقالَ الدَّيُر كَمْ تَشْكُو / لَقَد أَحْرَقْتَ أَحْجارِي
وَقَد أَبْكَيْتَنِي حُزْناً / فَعَيْنِي ماؤُهَا جَارِ
فَقُمْ نَشْكُ إِلَى موسى / رَعاهُ اللَّهُ مِن جَارِ
إِلَى مَلْكٍ عَلى الأَمْلا / كِ نَهَّاءٍ وَأَمَّارِ
لَهُ فِي مَعْرَكِ الهَيْجا / ءِ بَطْشُ الأَسَدِ الضَّارِي
وَفِي ظُلْمَةِ خَطْبِ الدَّهْ / رِ وَجْهُ القَمَرِ السَّارِي
يَقولُ النَّاسُ إِذْ يَبْدُو / تَعالَى الخَالِقُ البَارِي
قُل لِمَن يَلومُ
قُل لِمَن يَلومُ / فِي مُهَفهفٍ أسمر
غصنه قويمُ / فِي كثيبه الأعْفَر
ثغرهُ النّظيمُ / مسْكِر عَلى سُكَّر
أه لو سقاني أَطفى حَرَّ نيراني / دُرَرٌ ثمينه فِي الياقوتِ مَكنونَه
ما أَشدَّ حالي / إِذْا لم أَرَ وجهَك
بِنْتَ يا غزالي / وَوَكَّلْتَ بي ذِكرَك
طالتِ اللَّيالي / مِن بَعْدِكَ يا أيبك
هَل أراك داني ففرِّحْ يا جاني / مُهجةً حزينه فِي يدَيكَ مرهونه
تَطيبُ الحُمَيّا / إِذْا كان ساقينا
واضحَ المحيّا / كغُصنِ النَّقا لينا
قال لي هنيّا / فقُلْ يا مغنّينا
ليِّنُ البنانِ محيّاهُ بستاني / لو غضَّ جفونه جَنيتُ رياحينه
أنا عبدُ موسى / أبي الفتح شاهَ ارمن
كم أحيا كعيسى / ميتاً فلم يُدفَن
يخجل الشّموسا / بوجه له أحسن
واحدُ الزَّمانِ فليسَ له ثانِ / صاحبُ السّكينه للدّنيا بهِ زينه
هازمُ الجحافل / يومَ ضيقةِ الأنفاس
ابن الملك العادل / صاحب النّدى والباس
أخو الملك الكامل / خيارُ خيارِ النّاس
بالسّبعِ المثاني أعوّذُ سَلطاني / مَن رأى جبينهَ رأى المشتري دونه
سيدي تَهنّا / بصَرعِ جليلِ الطير
بالعُقاب يُكنّى / فاتح لباب الخير
كم به مُعنَّى / لكنْ ما ارتضى بالغير
دمتَ للتّهاني عَدوُّك الفاني / دام فِي غبينَه بِالهموم مقرونَه
لَيْتَ عَيْنِي مَكَانَ نَظْمِي وَنَثْرِي
لَيْتَ عَيْنِي مَكَانَ نَظْمِي وَنَثْرِي / فازَ شِعْرِي فَلَمْ أَقُلْ لَيْتَ شِعْرِي
مَنْ جَزَتْهُ البَناتُ شَرّاً فَإِنِّي / قَدْ جَزَتْني خَيْراً بُنَيَّاتُ فِكْرِي
فَهْيَ إِذْ حُمِّلَتْ سَلامِي نَسِيٌم / وَهْيَ كَالطَّيفِ بي إِلَيْكُمْ يَسْرِي
يا كِتَابِي وَما يُطِيقُ كِتَابِي / حَمْلَ هَمِّيْ وَبَثَّ أَشْجانِ صدرِي
قِفْ مَكانِي وَقَبِّلِ الأَرْضَ عَنِّي / وَبِوُدّي لَوْ كُنْتَ وَجْهِي وَثَغْرِي
قِفْ بِدارٍ بِبابِها وَقَفَ الدَّهْ / رُ مُطِيعاً ما بَيْنَ نَهْيٍ وَأَمْرِ
حَيثُ تَمْتَدُّ لِلعَوالِي ظِلالٌ / فَوْقَ بَحْرٍ مِنَ المَكارِمِ يَجْرِي
حَيْثُ نادَى السَّماحُ حَيَّ عَلى الجُو / دِ وَقامَتْ صَلاتُهُ بِالجَهْرِ
حَيْثُ أَعْلاَمُ جَوْشَنٍ فَرُبا المَشْ / هَدِ فَالظَّاهِرِيَّتَيْنِ الخُضْرِ
حَيْثُ تَنْدَى نَواسِمُ الرِّيحِ ما بَيْ / نَ قُوَيْقٍ وَرَوْضَةٍ وَالجِسْرِ
فَسَقاهَا الحَيَا وَإِنْ كانَ يُغْنِي / جُودُ موسى عَنِ السَّحابِ الغُرِّ
مَلِكٌ دِينُهُ الوَفاءُ إِذْا دَا / نَ مُلُوكُ الدُّنْيَا بِنُكْثٍ وَغَدْرِ
جَارُ جارَيْهِ دَافِعٌ عَنْ يَتِيْمَيْ / هِ مُحَامٍ كالضَّيْغَمِ المُكْفَهِرِّ
صانَ شَهْبَاءَ ذَا وَحَدْباءَ هذا / بِطِوالٍ سُمْرٍ وَبِيضٍ بُتْرِ
زُرْ ثَرَى وَالِدَيْهِما تَسْتَمِعْ طِيْ / بَ ثَناءٍ عَلَيهِ مِنْ كْلِّ قَبْرِ
وَتَأَمَّلْ مَآثِرَ النَّاسِ هَلْ أَفْ / صَحَ عَنْ مِثْلِهَا كِتَابُ الدَّهْرِ
فَهْوَ لِلّهِ مِنْ عَفافٍ وَتَقْوَى / وَهْوَ لِلنَّاسِ مِنْ حِفَاظٍ وَبِرِّ
مُحْسنٌ لِلْمُسِيْءِ يَعفو بِقَلْبٍ / فِيهِ كِبْرٌ عَنْ حَمْلِ حِقْدٍ وَكِبْرِ
ما ارْتَقَى فَهْمُهُ عَلى شَرَفِ الرَّأْ / يِ فَأَبْقَى مُغَيَّباً خَلْفَ سِتْرِ
لَيْسَ يَرْضَى لِبَاسَ حُلَّةِ مُلْكٍ / لَمْ تُطَرَّزْ لَهُ بِحَمْدٍ وَشُكْرِ
جائِرُ السَّيْفِ عادِلُ الحُكْمِ لا يَبْ / رَحُ فِي حَالَتَيْهِ طَالِبَ أَجْرِ
تَتَلَقَّاهُ يَوْمَ حَرْبٍ وَعَدْلٍ / مُسْتَبِدّاً مَكانَ قَلْبٍ وَصَدْرِ
أَحْسَنُ النَّاسِ تَحْتَ أَعْلاَمِ جَيْشٍ / خافِقَاتٍ وَفَوْقَ طِرْفٍ طِمِرِّ
يَتَجَلَّى عَنْهُ العَجاجُ كَما انْجَا / بَ دُجَى اللَّيْلِ عَن جَبِيْنِ البَدْرِ
أَيْنَ يَمْضِي حَيَاؤُهُ وَالعَوالِي / ناظِراتٌ لَهُ بِطَرْفٍ شَزْرِ
يَقْطَعُ الجَيْشَ بِالمُهَنَّدِ ضَرْباً / ضَرْبَ موسى يَوْمَ انْفِلاقِ البَحْرِ
آلُ شاذِي شَهْرُ الصَّيامِ جَلاَلاً / وَأَبُو الفَتْحِ فِيْهِ لَيْلَةُ قَدْرِ
مَعْشَرٌ فِي وِفاقِهِمْ كُلُّ خَيْرٍ / مِثْلَما فِي شِقاقِهِمْ كُلُّ شَرِّ
خُضْرُ أَكْنَافِ السِّلْمِ بيضُ الأيادِي / سُودُ أَيَّامِ الحرْب حُمْرُ البُتْرِ
يا مُلُوكَ الإِسْلامِ عنْهُمْ قَعَدْتُمْ / كَقُعودِ الكُفَّارِ فِي يَوْمِ بَدْرِ
وَجُيوشُ الفَرَنْجِ فِي ثَغْرِ دِمْيا / طَ يُساقُونَهُمْ بِكَأْسٍ مُرِّ
سَيَنالُونَ دُونَكُمْ شَرَفَ الفَتْ / حِ وَيَحْوونَ عِزَّ يَوْمِ النَّصْرِ
مِنْكَ مَدْحِيْكَ أَيُّهَا المَلِكُ الأْش / رَفُ وَالدُّرُّ بَعْضُ فَضْلِ البَحْرِ
وَثَنائِي عَلَيْكَ مِنْكَ وَنَشْرُ الرَّ / وْضِ شُكْرٌ لِمُسْتَهَلِّ القَطْرِ
أَنْتَ قَرَّبْتَنِي فَأَعْلَيْتَ قَدْرِي / أَنْتَ خَوَّلْتَنِي فَأَغْنَيْتَ فَقْرِي
فَلْيَجُدْ مْنَ يَشَا وَيَبْخَلْ بِمَا شَا / ءَ حَرامٌ عَلَيْهِ ذَمِّي وَشُكْرِي
يا رائِدَ القَوْمِ هذَا النَّبْتُ وَالزَّهَرُ
يا رائِدَ القَوْمِ هذَا النَّبْتُ وَالزَّهَرُ / يا شائِمَ البَرْقِ هذَا البَحْرُ وَالمَطَرُ
يا خابِطَ اللَّيْلِ لا تَهْدِيهِ بارِقَةٌ / بُشْراكَ بُشْراكَ هذَا الشَّمْسُ وَالقَمَرُ
عيسى وموسى فَذا يَحْيَا الأَنامُ بِهِ / وَذا بِهِ حَجَرُ الأَرْزاقِ يَنْفَجِرُ
فرْعانِ مِنْ خَيْرِ أَصْلٍ طاهِرٍ بَسَقا / ما أَنْجَبَ الأَصْلُ إِلاَّ أَنْجَبَ الثَّمَرُ
مَلْكانِ حَلاَّ مِنَ العَلْياءِ فِي شَرَفٍ / سَامٍ أَشَمَّ مَنِيعِ المَرْتَقَى وَعِرِ
حَيْثُ النَّوالُ قَرِيبُ المُجْتَنَى خَضِلٌ / وَمَنْهَلُ الفَضْلِ سَلْسالُ النَّدَى خَضِرُ
أَنْظُرْهُما وَاسْتَمِعْ آثارَ جُوْدِهِمَا / حَتَّى يُوافِقَ طِيْبَ المَخْبَرِ الخَبَرُ
مَدَّا عَلى الأرْضِ ظِلَّ العَدْلِ فَاشْتَبَهَتْ / فِيْهِ الظَّهائِرُ وَالآصالُ وَالبُكُرُ
بِآلِ أَيُّوبَ قَرَّ المُْلُك وَانْحَسَرَتْ / عَنْ صَفْحَتَيْ مائِهِ الأَقْذاءُ وَالكَدَرُ
خُذْ ما تَرَاهُ وَدَعْ شَيْئاً سَمِعْتَ بِهِ / هذا هُوَ الصِّدْقُ لا ما تَكْذِبُ السِّيَرُ
اللَّهُ يا آلَ شاذِي مَجْدَكُمُ / وَما بَنَى رَبُّنا لا يَهْدِمُ البَشَرُ
وَاللَّهُ خَيَّبَ ما ظَنُّوهُ وَانْتَظَرُوا / وَاللَّهُ حَقَّقَ ما نَرجُو وَنَدَّخِرُ
رُدُّوا السُّيوفَ إِلَى الأغْمادِ واحْتَكِمُوا / فِيْمَا أَرَدْتُمْ فَقَدْ أَغْناكُمُ القَدَرُ
مَعاقِلُ الشِّرْكِ قَدْ رَجَّتْ بِكُمْ شَرَفاً / وَكُلُّ مُلْكٍ عَلى الإِطْلاقِ مُنْحَصِرُ
خَوْفٌ وَحِلْمٌ لَهُمْ ما صافَحا حَجَراً / إِلاَّ تَفَلَّقَ مِنْ مَعْناهُما الحَجَرُ
لَكُمْ جُيوشٌ إِذْا جاشَتْ غَدةَ وَغَىً / بِمِثْلها مِنْ جُيوشِ اللَّهِ تَنْتَصِرُ
وَجارُكُم آمِنٌ فِي ظِلِّ قُدْرَتِكُمْ / وَكَمْ تَمَرَّدَ قَوْمٌ عِنْدَما قَدِرُوا
لَيْسَ الَّذِي نِلْتُموهُ كُلَّ حَظِّكُمُ / اللَّهُ أَكْبَرُ وَالهِنْدِيَّةُ البُترُ
لِلّهِ فِي مُلْكِكُمْ سِرٌّ سَيُظْهِرُهُ / وَأَوَّلُ الغَيْثِ قَطْرٌ ثُمَّ يَنْهَمِرُ
زِدْتُمْ بِحُبِّ أَمِيرِ المُؤمِنينَ عُلىً / كَذَا البُحورُ إِذْا زادَتْ بِهَا الغُدُرُ
مَجْدانِ هَذا إِلَى أَيُّوبَ مُتَّصِلٌ / وَذا بِناصِرِ دِينِ اللَّهِ يَنْتَصِرُ
قَصَّرْتُ مَدْحِي وَمَا التَّقْصِيرُ مِنْ شِيَمي / إِنَّ الكِرامَ إِذَا ما قَصَّرُوا بَدَرُوا
يا سَائِليْ عَنْهُمُ كَلَّفْتَنِي شَطَطاً / لا يُحْسَبُ الرَّمْلُ بَلْ لا يُحْصَرُ المَطَرُ
أَمِنْتَ الَّليَالِيْ وَأَقْدارَها
أَمِنْتَ الَّليَالِيْ وَأَقْدارَها / فَصِلْ بِالأصائِلِ أَسْحارَهَا
وَخُذْ ما صَفا مِنْ رَحِيقِ الكُؤوسِ / وَخَلِّ لِغَيْرِكَ أَكْدارَهَا
لَيالٍ تَعَلَّلَ فِيهَا النَّسِيمُ / فَما كانَ أَقْصَرَ أَعْمارَهَا
تَجاذَبَ فِيها العِشَا وَالصَّباحُ / فَهَلْ سَحَرَ الَّليْلُ سَحَّارَهَا
إِذْا دَقَّ ناقُوسُها بِالبِزَالِ / وَشَدَّتْ عَلى الخَصْرِ زُنَّارَهَا
عَبَدْتُ الصَّلِيبَ لِراووقِهَا / وَوافَقْتُ فِي القَوْلِ خَمَّارَهَا
حَمَتْ مُقْلَتاهُ رِياضَ الخُدودِ / فَما يَجْتَنِي النَّاسُ أَثْمارَهَا
فَيا طَيْفَ مُقْلَتِهِ لا تَنَمْ / فَما أَوْقَدَتْ لِلْقِرَى نارَهَا
وَلَمَّا رَشَفْتُ جَنَى رِيْقِهِ / هَجَرْتُ المُدَامَ وَعَصَّارَهَا
حَصَلْتُ عَلى الدُّرِّ مِنْ ثَغْرِهِ / فَعِفْتُ البِحَارَ وَأَخْطَارَهَا
أَفِي عَصْرِ موسى يَكُونُ البَخِيلُ / ناهِي النُّفوسِ وَأَمَّارَهَا
أَبا الفَتْحِ أَكْرِمْ بِهَا كُنْيَةً / فَقَدْ صَدَّقَ الخُبْرُ أَخْبارَهَا
وَلا تَحْتَقِرْ فَتْحَ تَلَّعْفَرٍ / فَقَدْ زادَكَ اللَّهُ سِنْجارَهَا
حَسْبُكَ لا يُغْنِي سُوالُ الدِّيارْ
حَسْبُكَ لا يُغْنِي سُوالُ الدِّيارْ / فَصَرِّفِ الهَمَّ بِصِرْفِ العُقارْ
وَاسْتَنْطِقِ العِيدانَ إِنْ كُنْتَ ذا / لُبٍّ فَما تَنْطِقُ صُمُّ الحِجارْ
اليَمُّ وَالزِّيرُ وَكَأْسُ الطِّلَى / أَوْلَى بِمِثْلِي مِنْ سُؤالِ الدِّيارْ
شَعْشَعَها السَّاقِي فَقُلْنا لَهُ / هَلْ جَمَدَ الْمَاءُ وَذابَ النُّضارْ
مُهَفْهَفٌ يَجْمَعُ بَيْنَ الرِّضَى / وَالسُّخْطِ فَاسْتِئْناسُهُ فِي نِفارْ
أَلَّفَ فِيهِ الحُسْنُ أَضْدادَهُ / فَالعَارِضُ الجَنَّةُ وَالخَدُّ نارُ
قَدْ كُنْتُ أَهْوَى خَدَّهُ سَاذَجاً / فَكَيْفَ حَالِيْ بَعْدَ رَقْمِ العِذارْ
هَلْ حاكِمٌ يُنْصِفُ قَلْبِي فَقَدْ / تَحَكَّمَ الحُبُّ عَلَيْهِ وَجارْ
مَلَّكْتُ ذَا مِنْطَقَةٍ مُهْجَتِي / فَانْتَزَعَتْها مِنْهُ ذاتُ السِّوارْ
وَلَمْ يَزَلْ يُكْسَفُ بَدْرُ الدُّجَى / إِذْا بَدَتْ أَنْوارُ شَمْسِ النَّهارْ
مُطْلَقَةُ الثَّغْرِ وَلكِنَّها / تَرْسُفُ مِنْ خُلْخالِها فِي إِسارْ
خَفِيفَةٌ أَثْقَلَها حَلْيُهَا / كَما ارْجَحَنَّتْ فِي الغُصونِ الثِّمارْ
ناعِمَةٌ أَخْشَى إِذْا ما مَشَتْ / أَنْ يَسْقُطَ الرُّمَّانُ فِي الجُلَّنارْ
كَالرَّوْضَةِ الغَنَّاءِ أَوْتارُها / تُغْنِيكَ عَنْ بُلْبُلِها وَالهَزارْ
دَلَّتْ ثَناياها عَلى أَنَّ ما / يَغْلُو مِنَ الجَوْهَرِ إلاَّ الصِّغارْ
وِشاحُها مِنْ خَصْرِها فارِغٌ / وَرِدْفُها الوافِرُ مِلْءُ الإِزارْ
أَغارُ مِنْ عَيْنِيْ عَلى خَدِّها / وَحُقَّ لِي فِي مِثْلِهِ أَنْ أَغارْ
وَليسَ لِي عَنْهَا اصْطِبارٌ كَما / لَيسَ لِغازٍ عَنْ نَداهُ اصْطِبارْ
ذاكَ شِهابُ الدِّيْنِ مَنْ بابُهُ / كَعْبَةُ جودٍ كُلَّ يَوْمٍ تُزارْ
مُحْتَجِبٌ بِالجُودِ يَوْمَ القِرَى / مُتَوَّجٌ بِالمَجْدِ يَوْمَ الَفخارْ
لَهُ بَنانٌ طافِحٌ بِالنَّدَى / فَهُنَّ إِمَّا دِيَمٌ أَوْ بِحارْ
بِيْضُ الأيادِي خُضْرُ رَوْضِ الرِّضى / حُمرُ المَواضِي فِي العَجاجِ المُثارْ
يَقْظانُ رَبَّانِيَّةٌ نَفْسُهُ / فَما أَسَرَّ الغَيْبُ مِنْه اسْتَثارْ
مُؤَيَّدٌ تُنْصَرُ أَعْلامُهُ / بِجَيْشِ أَقْدارٍ وَجَيْشِ اقْتِدارْ
يا مِلِكاً أَصْبَحَ نَوْمُ العِدَى / خَوْفَ غِرارَيْهِ قَلِيلاً غِرارْ
اسْتَجْلِ دُنْياكَ العَروسَ الَّتِي / جَماجِمُ الصِّيْدِ عَلَيها نِثارْ
مَنْ زَلْزَلَ الأرْضَ بِغاراتِهِ / قَرَّ لَدَيْهِ المُلْكُ هَذا القَرارْ
وَاهْنَ بِعامٍ مُقْبِلٍ مُقْبِلٍ / يا أَكْرَمَ النّاسِ يَداً أَوْ نِجارْ
قُلْتُ لِلَّيْلِ إِذْ حَبانِي حَبِيَباً
قُلْتُ لِلَّيْلِ إِذْ حَبانِي حَبِيَباً / وَغِناءً يَسْبِي النُّهَى وَعُقارَا
أَنْتَ يا لَيْلُ حاجِبِي فَامْنَعِ الصُّبْ / حَ وَكُنْ أَنْتَ يا دُجَى بَرْدَ دَارَا
سَالَ عَلى وَجْنَتِهِ عارِضٌ
سَالَ عَلى وَجْنَتِهِ عارِضٌ / كَالعَرَضِ القَائِمِ بِالجَوْهَرِ
يَا شَعْرُ لاَ تَكْذِبْ عَلى خَدِّهِ / مَا ذاكَ إِلاَّ زَرَدُ المِغْفَرِ
أَعُيوناً أَدارَها أَمْ عُقارَا
أَعُيوناً أَدارَها أَمْ عُقارَا / فَتَرَى النَّاسَ حِينَ يَرْنُو سُكارى
كاتِبٌ قَدُّهُ إِلَى الخَطِّ يُعْزَى / بارِعٌ فِي فُنُونِهِ لاَ يُبَارَى
خَدَمَتْهُ رُوحِي فَأَطْلَقَ لِي مِنْ / ناظِرِ العَيْنِ جارِياً مِدْرارَا
وَبَذَلْتُ الهَوَى عَلى خَطِّ خَدَّيْ / هِ فَأَبْقَى عَلَيَّ مِنْهُ انْكِسَارَا
أَصْبَحَتْ مُهْجَتِي ضَرِيبَةَ جَفْنَيِ / هِ قَدِ اسْتَوفاهَا وَلَمْ يَخْشَ عارَا
حَمْلُ هَمِّي بِهِ بِغَيْرِ وُصُولٍ / بَجَمِيعِ العُشَّاقِ زادَ اعْتِبارَا
يا شَيِبهَ الغَزَالِ طَرْفاً وَجِيداً / وَفُؤَاداً مُسْتَهْضَماً وَنِفَارَا
صَنْعَةُ الكِيمياء صَحَّتْ لِعَيْنِي / حِيْنَ تَزْدادُ إِذْ تَرانِي احْمِرارَا
فإِذْا ما أَلْقَيْتُ أُكْسِيرَ لَحْظِي / فِي لُجَيْنِ الخُدُودِ صارَ نُضارَا
رُبَّ لَيْلٍ كَشَعْرِهِ مُسْتَطيلٍ / حَلَّتِ العِيْسُ فِي ذُراهُ المَدارَا
أَرْقَصَتْهَا الحُدَاةُ إِذْ خامَرَتْهَا / خَمْرُ سَيْرٍ لَمْ تُبْقِ مِنْهُ خُمارَا
لَيلَةً لاَ تَغُورُ أَنْجُمُها الغُرُّ / إِذْا أَنْجَدَ الدَّلِيلُ وَغَارَا
غُيِّرَ الِّليلُ فْالمَجَرَّةُ فَرْقٌ / أَشْيَبٌ وَالهِلاَلُ يَحْكِي عِذارَا
قَصْدُنَا أَسْعَدٌ فَلَيسَ نُبَالِي / أَنْ رَكِبْنا فِي ابْنِ الخَطِيرِ الخِطارَا
ماجِدٌ صَوَّرَ المُهَيْمِنُ يُمْنَا / هُ مِنَ اليُمْنِ وَاليَسَارَ اليَسَارَا
ساحِرُ الفَضْلِ أَلَّفَ النَّفْسَ وَالطِّرْ / سَ ظَلاَماً مُحْلَولِكاً وَنَهارَا
يُحْسَدُ الأسْمَرُ الطَّوِيلُ بِيُمْنَا / هُ إِذَا ما اسْتَمَدَّ سُمْراً قِصارَا
مُلْحِقِي بِالَّذِينَ عَثَّرَنِي دَهْ / رِيَ عَنْ شَأْوِهِمْ أُقِيُل العِثَارَا
قَدْ جَلاَ خاطِرِي جوارِي مَعانٍ / عُرُباً إِنْ فَضَضْتُهَا أَبْكارَا
لَمْ أُطِلها وَكُلُّ غُصْنٍ قَصِيرٍ / لاَ يُعَنِّي مَنْ يَجْتَنِي الأثْمارَا
لَو نَظَمْتُ الشِّعْرَى العَبُورَ مَديحاً / كانَ أوْلَى مِنْ نَظْمِيَ الأَشْعارَا
رَبِّ هَبْنِي شُكْراً لَهُ فَلَقَد قَلَّ / دَنِي أنْعُماً جِساماً كِبَارَا
وَكَما زِدْتَهُ عُلُوّاً وَفَضْلاً / لاَ تَزِدْ حَاسِدِيهِ إِلاَّ تَبارَا
لَمَاكَ وَالخَدُّ النَّضِرْ
لَمَاكَ وَالخَدُّ النَّضِرْ / ماءُ الحَياةِ وَالخَصِرْ
أَخَذْتَنِي يا تارِكِيْ / أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرْ
أَحلْتَ سُلْوانِي عَلى / ضامِنِ قَلْبٍ مُنْكَسِرْ
وَنِمْتَ عَن ذِي أَرَقٍ / إِذْا غَفا النَّجْمُ سَهِرْ
وَماءُ عَيْنَيَّ التَقَى / لا بَرِحَتْ عَلى قَدَرْ
ما نُصِبَتْ أَشْراكُ أَلْ / حاظِكَ إِلاَّ لِلْحَذِرْ
قَلْبِي عَلى التُّرْكِ بِه / ذَا البَدَوِيِّ يَفْتَخِرْ
وَلِيُّ عَهْدِ البَدْرِ إِنْ / غابَ فَإِنِّي مُنْتَظِرْ
خَلَعْتُ إِذْ بايَعْتُهُ / عِذَارَ مَن لا يَعْتَذِرْ
عُقّدَةُ قافٍ صُدْغُهُ / تَحُلُّ عِقْدَ المُصْطَبِرْ
فِي خَلْقِهِ وَخُلْقِهِ / طَبْعُ الغَزالِ وَالنَّمِرْ
تَرْعاهُ أَحْداقُ القَنَا / فَكَيْفَما سَارَ تَسِرْ
إِنَّ طَرِيقَ نَاظِري / إِلَى مُحَيَّاهُ خَطِرْ
الرَّاحُ روحِي فَكَيْفَ أَهْجُرُها
الرَّاحُ روحِي فَكَيْفَ أَهْجُرُها / مَنْظَرُها طَيِّبٌ وَمَخْبَرُها
راحٌ إِذْا ما الفَقِيرُ صَافَحَهَا / أَغْناهُ يَاقُوتُها وَجَوهَرُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025