المجموع : 26
هذي البسيطة كاعب أبرادها
هذي البسيطة كاعب أبرادها / حلل الربيع وحليها الأزهار
وكأن هذا الجو فيها عاشق / قد شقه التعذيب والاضرار
فإذا شكا فالبرق قلب خافق / وإذا بكى فدموعه الأمطار
من أجل ذلة ذا وعزة هذه / يبكي الغمام وتضحك الأزهار
وحديقة من نرجس وبهار
وحديقة من نرجس وبهار / رفعت لواء الحسن للنظار
فكأنما هذا ضحى متهلل / وكأنما هذا أصيل نهار
أخوان أمهما شمس الضحى / وأبوهما قمر السماء الساري
شربا سلاف القطر حتى عربدا / وتراجما بكواكب الأزهار
واستودعا خبريهما نفس الصبا / فأذاع ما كتما من الأسرار
فبكى الندى لهما ضحياً والندى / مذ كان للأزهار أكرم جار
أنظر إلى البدر واشراقه
أنظر إلى البدر واشراقه / على غدير موجه يزهر
كمشحذ من حجر أخضر / خط عليه ذهب أحمر
جاءتك في تنورها المسجور
جاءتك في تنورها المسجور / زهراء في حلل من الديجور
لما تهلل في الظلام جبينها / لبس الظلام بها غلالة نور
يا حسنها وقد ارتمت جنباتها / شرراً كمثل العسجد المنثور
والجمر في خلل الرماد كأنه / ورد عليه ذريرة الكافور
في ليلة خلنا دجاها اثمداً / ونجومها مرضى عيون الحور
ولحية لست أدري كيف أنعتها
ولحية لست أدري كيف أنعتها / فضول أشعارها أودت بأشعاري
كأنها ويمين الريح تنشرها / مذبة رفعت في عود بيطار
يا من يعذبني لما تملكني
يا من يعذبني لما تملكني / ماذا تريد بتعذيبي وإضراري
تروق حسناً وفيك الموت أجمعه / كالصقل في السيف أو كالنور في النار
يا غائباً بخطرات تحضره
يا غائباً بخطرات تحضره / الصبر بعدك شيء لست أذكره
يا من يصيخ إلى داعي السقاة وقد
يا من يصيخ إلى داعي السقاة وقد / نادى به الناعيان الشيب والكبر
نمت زجاجتها بها فحسبتها
نمت زجاجتها بها فحسبتها / ماء يحيط بجذوة من نار
رام المدير بأن يسكن فورها / فتقاذفت جنباتها بشرار
حتى إذا ما ابن الغمامة شجها / ثار الحباب مطالباً بالثار
في درع نضناض كان أديمه / يرنو بأحداق بلا أشفار
هو مفخري يوم الجدال ومنصلي
هو مفخري يوم الجدال ومنصلي / يوم النزال ورايتي في العسكر
اليوم أخمدت الضلالة نارها
اليوم أخمدت الضلالة نارها / واسترجعت دار الهدى عمارها
واستقبلت حدق الورى غرناطة / وهي الحديقة فوقت أزهارها
وكان تشريناً بها نيسان إذ / يكسو رباها وردها وبهارها
في غب سارية ترقرق أدمعاً / يحكي الجمان صغارها وكبارها
ما شئت من نهر كصدر عقيلة / شقت أناملها عليه صدارها
أو جدول كالنصل في يد ثائر / أنهى صحيفته وهز غرارها
ما بين أشجار تميد كأنها / شراب جريال يدير عقارها
مترنحون إذا لحاها عاذل / تركت سكون حلومها ووقارها
لله أروع من ذوائب حمير / راع العداة فما يقر قرارها
وافت به أرض الجزيرة عزمة / خلعت على حب الجهاد عذارها
ما هاله بيد تعسفها ولا / لجج كجنح الليل خاض غمارها
في فتية تسري إلى نصر الهدى / فتظنهم سدف الدجى أقمارها
خضبوا السواعد بالرقاق تفاؤلاً / أن سوف تخضب بالنجيع شفارها
وتلثموا صوناً لرقة أوجه / على السماح شعارها ودثارها
المنعمين على العفاة إذا شتوا / والناقضين على العدا أوتارها
غرسوا الأيادي في ثرى معروفهم / فجنوا بألسنة الثناء ثمارها
لم لا تراح شريعة التقوى بهم / وجفونها منهم ترى أنصارها
ضربوا سرادق بأسهم من دونها / وقد اشرأب الكفر يهدم دارها
فوقوا بخرصان الرماح جنابها / حموا بقضبان الصفاح ذمارها
ومسومات شرب إن أحضرت / نفضت على ثوب السماء غبارها
شهب إذا أوفت على أفق الوغى / جعلت أبا يحيى الأمير مدارها
متلثم بالصبح فوق أسرة / تهدي إلى شمس الضحى أنوارها
أورت زناد المسلمين له يد / بالنجح تقدح مرخها وعفارها
حاشى لأزند شرعنا من كبوة / ويد ابن إبراهيم توري نارها
أضفى مواردها أزاح سقامها / أحيى خواطرها أقال عثارها
أو لي أمة أحمد أبهجتها / مذ صرت من جور الحوادث جارها
حلبت لك الأنعام ضرعاً حافلاً / وأرت على أفنانها أطيارها
وأرى زناد الرأي منذ قدحتها / أوريت في مقل النجوم شرارها
فحط الرعية في مريع جنابها / وأرأب ثآها واصطنع أحرارها
ورد الأكابر من بنيها خطة / واردد كباراً بالحياء صغارها
واقذف نحو المشركين بجحفل / يمحو معالم أرضها ومنارها
لجب تظن السابغات به أضاً / زرقاً ونقع السابحات بحارها
واحلل عرى تلك الجماجم إنها / عقدت على بغض الهدى زنارها
وكأنني بك قد ثللت عروشهم / وسلبت بيضة ملكه جبارها
وقتلت بين نجادها أنجادها / وصرعت في أغوارها أغوارها
لا ترضى منهم بالنفوس تحوزها / سمر القناص حتى تحوز ديارها
وترى بها عيناك ليل ضلالها / ويد الهدى فيها تشق زرارها
صمتت سيوفك في الغمود وجردت / يوم النزال فحدثت أخبارها
لما احتست خمر الهياج نصالها / أهدت إلى هام الطغاة خمارها
زارتك في قصر الإمارة كاعب / زانت محاسن جيدها تقصارها
وضعت من الآداب محصن لبانها / وتجنبت ممذوقها وسمارها
تثني الليالي هائمات كلما / نفثت على أسحارها أسحارها
فأجل جفون رضاك في أعطافها / كرماً وشرف بالقبول مزارها
المنعمين على العفاة إذا شتوا / والناقضين على العدا أوتارها
واحلل عرى تلك الجماجم إنها / عقدت على بعض الهدى زنارها
صمتت سيوفك في الغمود وجردت / يوم النزال فحدثت أخبارها
يا من عزائمه أمضى إذا انتضيت
يا من عزائمه أمضى إذا انتضيت / من الحوادث إذ يسطو بها القدر
ومن إذا بدا في أفق مكرمة / جبينه السفر استخذى له القمر
عين الرجاء إلى رؤياك شاخصة / في حاجة أنت فيها السمع والبصر
فاجر الصفوف إلى استنزالها قدماً / وصاحباك بها التأييد والظفر
حتى تلاقي من قاضي القضاة بها / شمساً أنارت بها الأحكام والسير
في حبويته إذا استقبلته ملك / مقدس الروح إلا أنه بشر
أضفى على الدين أبراد الشباب فقل / صديقه البر أو فاروقه عمر
من ادعى الشرك في أكرومة معه / فاغلظ عليه وقل للعاهر الحجر
وقل له ما ترى في روضة أنف / وافت ليسقيها من جودك المطر
هاكها كالجنوب تزجي القطارا
هاكها كالجنوب تزجي القطارا / صافح الورد نفحها والعرارا
في جبين من حالك الحبر تبدي / لك ليلاً من طرسه ونهارا
رق ديباجه فراق زلالاً / حيث دارت به النواسم دارا
تتلالا من المعاني شموس / فوق صفحيه تخطف الأبصارا
خجل الصبح من شكاتي فأهدى / سوسن الخد منه لي جلنارا
ورآني بلا عقار فكادت / صفحة منه تستهل عقارا
ورآني السحاب أسحب حالاً / ذات عدم فذاب ماءً ونارا
عثر الدهر بي وقد جئت حراً / زاكي الأصل ينعش الأحرارا
إن تكن عصمة فإن عصاماً / جده لم يزل يقيل العثارا
قاضي الشرق أشرقتني بريقي / نائبات يطلبن عندي ثارا
لا لذنب إلا لأني أديب / طاب عود منه فكان نضارا
أجلو دراً يرف حسناً وإن كا / نت ضلوعي تهفو عليه إحرارا
حاشى لي أن أزفها ثيبات / عنساً بل كواعبا أبكارا
لفحت أضلعي بها فاستهلت / بين كفيك تنشد الأشعارا
طلعت في أهله من ضلوع / لي تجلو بناتها أقمارا
أرضعتها در البلاغة منها / أمهات لم تحتلب أظآرا
وأرتك الرياض منها كمام / جادها النبل وابلاً مدرارا
ما على بابل لو استقبلتها / واجتنت من ثمارها الأسحارا
كل خمرية ولم تسق خمراً / تلبس الحسن والدلال خمارا
تذر السامعين يثنون أعطا / فاً سكارى وما هم بسكارى
لو تغلقن في مسامع رضوى / لانثنى راقصاً وخلى الوقارا
ليس في فسحة من العذر إلا / من صبا خالعاً إليها العذارا
وبها أجزل المهور فلولا / أنتن ما أدلجت بهن المهارى
أبصرتها النجوم أشرق منها / فسرت تخبط الظلام حيارى
سافر فإن الفتى من بات مفتتحاً
سافر فإن الفتى من بات مفتتحاً / قفل النجاح بمفتاح من السفر
إن شئت خضرتها يا بن الرجاء فكن / في طي غمر الفيافي ثائي الحضر
ولا يذودنك من وجه تصعيه / قد ينبع الكوثر السلسال من حجر
تنمر الدهر لي حتى سرقت له / من قسورى الدياجي فروة النمر
ولا بد أن يقع المطلوب في شركي / ولو بنى وكره في دارة القمر
قاضي الجماعة في دار الأمارة لي / قاض على الدهر إن لم يقض لي وطري
لولا ضلوع تواري نار فطنته / لأحرقت وجنات الشمس بالشرر
فلست أنشد والقاضي بقرطبة / يسير بالعدل في الأحكام والسير
جار الزمان علينا في تصرفه / وأي دهر على الأحرار لم يجر
ولا أقول وعندي من تهمه / ما يطرد الهم عن نفسي وعن فكري
عندي من الدهر ما لو أن أيسره / يلقى على الفلك الدوار لم يدر
أصغرت من زمني ما كنت أكبره / لما نظرت إلى آياته الكبر
وهاك بكراً تريك الحسن في خفر / إذا تجلت وحسن البكر في الخفر
لها بذكرك أنفاس معطرة / كما تنفست الأزهار في السحر
طالع بغرتك الميمون طائرها / نواظراً بك في أمن من الطير
ولا تدعني في كف الزمان سدى / كالقوس عطلها الرامي من الوتر
وقد تلين الليالي بعد قسوتها / ويسمح الورد بعد الشوك بالزهر
لم ألق في الورد إلا ما أنست به / وأنت لي وزير من وحشة الصدر
بحر وصارمه الدامي براحته
بحر وصارمه الدامي براحته / نهر على ضفتيه يانع الثمر
روض المنايا على أن الدماء به / وإن تخالفن أبدال من الزهر
ألا يا موت كنت بنا رؤوفاً
ألا يا موت كنت بنا رؤوفاً / فجددت الحياة لنا بزورة
حماد لفعلك المشكور لما / كفيت مؤونة وسترت عورة
فأنكحنا الضريح بلا صداق / وجهزنا الفتاة بغير شورة
لولا الخراج خرجت عنه ولم تكن
لولا الخراج خرجت عنه ولم تكن / نوب الزمان خواطرا بخواطري
قالوا الخراج فقلت ضموا خاءه / فهو الخراج على سواد الناظر
بنو الدنيا بجهل عظموها
بنو الدنيا بجهل عظموها / فجلت عندهم وهي الحقيرة
يهارش بعضهم بعضاً عليها / مهارشة الكلاب على العقيرة
يا من يصيخ إلى داعي السقاة وقد
يا من يصيخ إلى داعي السقاة وقد / نادى به الناعيان الشيب والكبر
إن كنت لا تسمع الذكرى ففيم ثوى / في رأسك الواعيان السمع والبصر
ليس الأصم ولا الأعمى سوى رجل / لم يهده الهاديان العين والأثر
لا الدهر يبقى ولا الدنيا ولا الفلك / الأعلى ولا النيران الشمس والقمر
ليرحلن عن الدنيا وإن كرها / فراقها الثاويان البدو والحضر
نمت زجاجتها بها فحسبتها
نمت زجاجتها بها فحسبتها / ماء يحيط بجذوة من نار
رام المدير بأن يشكن فورها / فتقاذفت جنباتها بشرار
حتى إذا ما ابن الغمامة شجها / ثار الحباب مطالباً بالثار
في درع نضناض كان أديمه / يرنو بأحداق بلا أشفار