المجموع : 3
مَهلاً بَني عَمِّنا فَإِنَّكُم
مَهلاً بَني عَمِّنا فَإِنَّكُم / أَجَرتُم في الضَلالِ فَاِقتَصِروا
نَحنُ المَراجيعُ في مَجالِسِنا / قِدماً وَنَحنُ المَصالِتُ الصُبرُ
الضارِبو الكَبشَ في قَوانِسِهِ / وَحَولَهُ في الكَتيبَةِ الوَزَرُ
وَالمُطعِمونَ الشَحمَ في الجِفانِ إِذا / هَبَّت رِياحُ الشِتاءِ وَالفَزَرُ
إِنّي وَالمِشعَرُ الحَرامُ وَما / حَجَّت قُرَيشُ لَهُ وَما نَحَروا
لا آخُذُ الخُطَّةَ الدَنيَةَ ما / دامَ يُرى مِن تَضارُعٍ حِجرُ
أَتَعرِفُ رَسماً كَالرِداءِ المُحَبَّرِ
أَتَعرِفُ رَسماً كَالرِداءِ المُحَبَّرِ / بِرامَةَ بَينَ الهَضبِ وَالمُتَغَمَّرِ
جَرَت فيهِ بَعدَ الحَيِّ نَكباءُ زَعزَعٌ / بِهَبوَةِ جَيلانٍ مِنَ التُربِ أَكدَرِ
وَمُرتَجِزٌ جَونٌ كَأَنَّ رَبابَهُ / إِذا الريحُ زَجَّتهُ هِضابُ المُشَقَّرِ
يَحُطُّ الوُعولَ العُصمَ مِن كُلِّ شاهِقٍ / وَيَقذِفُ بِالثيرانِ في المُتَحَيَّرِ
فَلَم يَترُكا إِلّا رُسوماً كَأَنَّها / أَساطيرُ وَحيٍ في قَراطيسِ مُقتَري
مَنازِلُ قَومٍ دَمَّنوا تَلَعاتِهِ / وَسَنّوا السَوامَ في الأَنيقِ المُنَوَّرِ
رَبيعُهُمُ وَ الصَيفَ ثُمَّ تَحَمَّلوا / عَلى جِلَّةٍ مِثلِ الحَنِيّاتِ ضُمَّرِ
شَواكِلُ عَجعاجٍ كَأَنَّ زِمامَهُ / بِذُكّارَةٍ عَيطاءَ مِن نَخلِ خَيبَرِ
بِهِ مِن نِضاخِ الشَولِ رَدعٌ كَأَنَّهُ / نُقاعَةُ حِنّاءٍ بِماءِ الصَنَوبَرِ
كَسوها سَخامَ الرَيطِ حَتّى كَأَنَّها / حَدايِقُ نَخلٍ بِالبَرودَينِ موقَرِ
وَقامَ إِلى الأَحداجِ بيضٌ خَرايِدٌ / نَواعِمُ لَم يَلقينَ بُؤسى لِمَقفَرِ
رَبايِبُ أَموالٍ تِلادٍ وَمَنصِبٌ / مِنَ الحَسَبِ المَرفوعِ غَيرِ المُقَصِّرِ
هَدَينَ غَضيضَ الطَرفِ خَمصانَةِ الحَشا / قَطيعَ التَهادي كاعِباً غَيرُ مُعصيرِ
مُبَتَّلَةً غُرّاً كَأَنَّ ثِيابَها / عَلى الشَمسِ غِبَّ الأَبرَدِ المُتَحَسِّرِ
قَضوا ما قَضوا مِن رَحلَةٍ ثُمَّ / وَجَّهوا يَمامَةَ طَودٍ ذي حِماطٍ وَعَرعَرِ
وَعاذِلَةٍ فادَيتُها أَن تَلومَني / وَقَد عَلِمَت أَنّي لَها غَيرُ موثِرِ
عَلى الجارِ وَالأَضيافِ وَالسايِلِ الَّذي / شَكا مَعرَماً أَو مَسَّهُ ضُرُ مُعسِرِ
أَعاذِلَ إِنَّ الجودَ لايَنقَصُ الغِنى / وَلا يَدفَعُ الإِمساكُ عَن مالِ مُكثِرِ
أَلَم تَسأَلي وَالعِلمُ يَشفي مِنَ العَمى / ذَوي العِلمِ عَن أَنباءِ قَومي فَتُخبَري
سَلامانَ إِنَّ المَجدَ فينا عَمارَةٌ / عَلى الخُلُقِ الزاكي الَّذي لَم يُكَدِّرِ
بَقِيَّةُ مَجدِ الأَوَّلِ الأَوَّلِ الَّذي / بَنى مَيدَعانُ ثُمَّ لَم يَتَغَيَّرِ
أولَئِكَ قَومٌ يَأمَنُ الجارُ بَينَهُم / وَيُشفِقُ مِن صَولاتِهِم كُلُّ مُخفِرِ
مَرافيدُ لِلمَولى مَحاشيدُ لِلقِرى / عَلى الجارِ وَالمُستَأنِسِ المُتَنَوِّرِ
إِذا ظِلُّ قَومٍ كانَ ظَلَّ غَيايَةٍ / تُذَعذِعُهُ الأَرواحُ مِن كُلِّ مَفجَرِ
فَإِنَّ لَنا ظِلّاً تَكاثَفَ وَاِنطَوَت / عَلَيهِ أَراعيلُ العَديدِ المُجَمهَرِ
لَنا سادَةٌ لايَنقُصُ الناسُ قَولَهُم / وَرَجراجَةٌ ذَيّالَةٌ في السَنَوَّرِ
تَجِنُّهُمُ مِن نَسجِ داوُدَ في الوَغى / سَرابيلُ حيصَت بِالقَتيرِ المُسَمَّرِ
وَطِئنا هِلالاً يَومَ زاجٍ بِقُوَّةٍ / وَصَفناهُمُ كَرهاً بِأَيدٍ مُؤَزَّرِ
وَيَوماً بِتَبلالٍ طَمَمنا عَلَيهِم / بِظَلماءَ بَأسٍ لَيلُها غَيرُ مُسفِرِ
وَأَفناءُ قَيسٍ قَد أَبَدنا سَراتَهُم / وَعَبساً سَقَينا بِالأُجاجِ المُعَوَّرِ
وَأَصرامُ فَهمٍ قَد قَتَلنا فَلَم نَدَع / سِوى نِسوَةٍ مِثلِ البَلِيّاتِ حُسَّرِ
وَنَحنُ قَتَلنا في ثَقيفٍ وَجَوَّسَت / فَوارِسُنا نَصراً عَلى كُلِّ مَحضَرِ
وَنَحنُ صَبِرنا غارَةً مُفرَجِيَّةً / فُقَيماً فَما أَبقَت لَهُم مِن مُخَبَّرِ
وَدُسناهُمُ بِالخَيلِ وَالبيضِ وَالقَنا / وَضَربٍ يَفُضُّ الهامَ في كُلِّ مِغفَرِ
وَرُحنا بِبيضٍ كَالظِباءِ وَجامِلٍ / طِوالِ الهَوادي كَالسَفينِ المَقَيَّرِ
وَنَحنُ صَبَحنا غَيرَ عُذرٍ بِذِمَّةٍ / سَليمَ اِبنِ مَنصورٍ بِصَلعاءَ مُذكِرِ
قَتَلناهُمُ ثُمَّ اِصطَحَبنا دِيارَهُم / بِخُمرَةَ في جَمعٍ كَثيفٍ مُخَمَّرِ
تَرَكنا عَوافي الرُخمِ تَنشُرُ مِنهُمُ / عَفارِيَ صَرعى في الوَشيجِ المُكَسَّرِ
وَبِالغَورِ نُطنا مِن عَلِيٍّ عُصابَةً / وَرُحنا بِذاكَ القَيرَوانِ المُقَطَّرِ
وَخَثعَمَ في أَيّامِ ناسٍ كَثيرَةٍ / هَمَطناهُمُ هَمطَ العَزيزِ المُؤَسَّرِ
سَبَينا نِساءً مِن جَليحَةَ أَسلَمَت / وَمِن راهِبٍ فَوضى لَدى كُلِّ عَسكَرِ
وَنَحنُ قَتَلنا بِالنَواصِفِ شَنفَرى / حَديدَ السِلاحِ مُقبِلاً غَيرَ مُدبِرِ
وَمِن سائِرِ الحَيَّينِ سَعدٍ وَعامِرٍ / أَبَحنا حِمى جَبّارِها المُتَكَبِّرِ
مَنَعنا سَراةَ الأَرضِ بِالخَيلِ وَالقَنا / وَأَيأَسَ مِنّا بَأسُنا كُلَّ مَعشَرِ
إِذا ما نَزَلنا بَلدَةً دُوِّخَت لَنا / فَكُنّا عَلى أَربابِها بِالمُخَيَّرِ
بَنو مُفرِجٍ أَهلُ المَكارِمِ وَالعُلى / وَأَهلُ القِبابِ وَالسَوامِ المُعَكَّرِ
فَمَن لِلمَعالي بَعدَ عُثمانَ وَالنَدى / وَفَصلِ الخِطابِ وَالجَوابِ المُيَسَّرِ
وَحَملِ المُلَمّاتِ العِظامِ وَنَقضِها / وَإِمرارِها وَالأَأيُ فيها المُصَدِّرُ
كَأَنَّ الوُفودَ المُبتَغينَ حِبائَهُم / عَلى فَيضِ مَدّادٍ مِنَ البَحرِ أَخضَرِ
فَكَم فيهِمُ مِن مُستَبيحٍ حِمى العِدى / سَبوقٍ إِلى الغاياتِ غَيرِ عَذَوَّرِ
وَهَوبٍ لِطَوعاتِ الأَزِمَّةِ في البُرى / وَلِلأُفُقِ النَهدِ الأَسيلِ المُعَذَّرِ
نَمَتهُ بَنو الأَربابِ في الفَرعِ وَالذُرى / وَمِن مَيدَعانِ في ذُبابٍ وَجَوهَرِ
لُبابُ لُبابٍ في أُرومٍ تَمَكَّنَت / كَريمَ غَداةِ المَيسِرِ المُتَحَضِّرِ
فَأَكرِم بِمَولودٍ وَأَكرِم بِوالِدٍ / وَبِالعَمِّ وَالأَخوالِ وَالمُتَهَصَّرِ
مُلوكٌ وَأَربابٌ وَفُرسانُ غارَةٍ / يَحوزونَها بِالطَعنِ في كُلِّ مَحجَرِ
إِذا نالَهُم حَمشٌ فَإِنَّ دَوائَهُ / دَمٌ زَلَّ عَن فَودَي كَمِيِّ مُعَفَّرِ
مُدانِحِمِ يُعطي الدَنِيَّةَ راغِماً / وَإِن دايَنوا باؤوا بَريمٍ مُوَفَّرِ
وَقَد لاحَ في الصُبحِ الثُرَيّا لِمَن يَرى
وَقَد لاحَ في الصُبحِ الثُرَيّا لِمَن يَرى / كَعُنقودِ مُلّاحِيَّةِ حينَ نَوَّرا