القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَبد الصّمَد بنُ المُعَذَّل الكل
المجموع : 27
هريقا دماً إنْ أُنفِذَتْ عبرة تجري
هريقا دماً إنْ أُنفِذَتْ عبرة تجري / أبى الصبر إنّ الرزء جلّ عن الصبرِ
ولا تجمدا عينيّ قد حسن البكا / وفرط الأسى فَقْدُ المغّيب في القمرِ
لغيركما بالبث أن لست واقفا / من الصبرِ يوماً بعد عمرو على عذرِ
سلام وسُقْيا من يد اللّه ثَرَّةٌ / على جسدِ بالٍ بلمّاعة قَفْرِ
جَرَتْ فوقَهُ الأرواحُ أمناً لِجَرْيهِ / وقد كُنَّ حَسْرَى حينَ يَجْري كمَا تَجْري
تَوَلَّى النَّدَى والباسُ والحِلمُ والتقى / فلم يَبْقَ منها بعدَ عمرو سِوَى الذكرِ
فإنْ تطوِهِ الأيامُ لا تَطو بَعْدَهُ / صنائعَ مِنْهُ لا تبيدُ على النّشرِ
متى تَلقَهُ لا تلقَ إلاّ مُمَنّعاً / حِماهُ مَصُونَ العِرْضِ مُبْتَذَلَ الوَفْرِ
وأيُّ مَحَلٍّ لا لكفّيْهِ نِعْمةٌ / على أهلِهِ من أرضِ بَرٍّ ولا بَحْرِ
وما اختلفتْ حالانِ إلاّ رأيتَهُ / رَكوبَ التي تَسْبي هَيُوبَ التي تُزري
ومن تكنِ الأوراقُ والتبرُ ذُخْرَهُ / فما كان غَيْرَ الحَمْدِ يَرغَبُ في ذُخرِ
كِلاَ حاَلَتْيهِ الجودُ أنَّى تصرَّفَتْ / به دُوَلُ الأيامِ في العُسْرِ واليُسْرِ
وما عُدِمَتْ يوماً لكفّيهِ أَنْعُمٌ / تُضافُ له منها عَوانُ إلى بكرِ
وما انتَسَبَتْ إلاّ إلَيْهِ صنيعةٌ / وما نَطَقَتْ إلاّ به ألسنُ الفَخْرِ
يَرَى غبناً يَوْماً يمرُّ ولَيْلَةً / عليه ولم يكسبْ طريقاً من الشُّكَرِ
تغضّ له الأبصار عند اجتلائه / وليس به إلاّ الجلالةُ من كِبْرِ
تَرَى جَهْرَهُ جَهْرَ التقيّ وسِرُّهُ / إذا ما اختبرتَ السِّرَّ أتقى منَ الجهْرِ
ولم يَصْحُ من يَوْمٍ ولم يُمْسِ لَيْلَةً / بَغْيرِ اكتسابِ الحَمْدِ مُشتَغِلَ الفِكْرِ
وكانت تعُمُّ الناسَ نَعماءُ كفّهِ / فعَمّوا عليهِ بالمُصيبةِ والأجرِ
تناعاهُ أقطارُ البلادِ تَفَجّعاً / لِمصْرَعِهِ تَبْكيهِ قُطْراً إلى قُطْرِ
تباشَرَ بَطْنُ الأرضِ أُنْساً بقُرِبِهِ / وأضحتْ عليه وَهْي خاشعةُ الظُهرِ
ولم تَكُ تُسقى الأرضُ إلاّ بسَيْبهِ / إذا ما جَفا أقطارَها سبلُ القَطْرِ
إذا نَشَأتْ يوماً لكفّيهِ مُزْنَةٌ / أُدِيلَ الغِنَى في كلّ فجّ من القَفْرِ
هَوى جَبَلُ اللّهِ الذي كانَ مَعْقِلاً / وعزّاً لدينِ اللّهِ ذُلاًّ على الكُفْرِ
عَجِبْتُ لأيدي الحَتْف كيفَ تَغَلْغَلَتْ / إليكَ وبينَ النّسْرِ بَيْتُك والنّسْرِ
وما كُنْتَ بالمُغْضِي لدهرٍ على القذى / ولا لَيّنٍ للحادثاتِ على القَسْرِ
ولو دَفَعَ العِزُّ الحِمامَ عن امرىءٍ / لما نال عمراً للحِمامِ شَبَا ظُفَرِ
ألم تَكُ أسبابُ الرَّدَى طَوعَ كفّهِ / تُبينُ لصَرْفَي ما يَريشُ وما يَبْرِي
إذا صاح داعي الرَّوْعِ سارَ أمامَهُ / لواءانِ مَعْقودانِ بالفَتْحِ والنّصرِ
يُقَاسمُ آجالَ العِدَى عزمُ بأسِهِ / بهندّيةٍ بيضٍ وخطّيَةٍ سُمْرِ
وما ذبّ إلاّ عن حمى الدين سيفُهُ / ولا قاد خيلَ اللّه إلاّ إلى ثغرِ
وقد كان يَقرِي الحَتْفَ أعداءَ سِلْمهِ / فأضحى قرى ما كان أعداءَهُ يَقْري
تولى أبو عمرو فقلنا لنا عمرو / كَفَانا طُلوعُ البدرِ غَيْبوبَةَ البدرِ
وكَان أبو عمرو مُعَاراً حياتُهُ / بعمرو فلما ماتَ ماتَ أبو عمرو
وكنّا عليه نحذرُ الدّهرَ وحدَهُ / فلم يَبْقَ ما يُخشَى عليه من الدَهرِ
وهَوّنَ وَجْدِي أنّ من عاش بَعدَهُ / يُلاقي الذي لاقى وإن مُدَّ في العمرِ
وهوّنَ وَجْدِي أنِّنِي لا أرَى امرءاً / من الناس إلاّ وهو مُغضٍ على وَتْرِ
رَمَتْنَا الليالي فيكَ يا عمرو بَعْدَمَا / حَمِدْنَا بكَ الدّنيا بقاصمةِ الظهرِ
سأجْزِيك شكري ما حَييت فإن أمتْ / أُبقِّ ثناءً فيكَ يَبْقى إلى الحَشرِ
وأُوثِرُ حُزني فيكَ دُونَ تجلّدي / وإسبالَ دَمْعٍ لا بكيء ولا نزرِ
عَتْبي عليك مُقارِن العُذرِ
عَتْبي عليك مُقارِن العُذرِ / قد زال عند حفيظتي صبري
لك شافع مني إلي فما / يقضي عليك بهفوة فكري
لما أتاني ما نطقت به / في السّكر قلت جناية السكرِ
حاشا لعبد اللّه يذكرني / مستعذبا بنقيصتي ذكري
إن عاب شعري أو تَحَّيفهُ / فَلْيَنْههُ ما عاب من شعري
يا ابن المسَّيب قد سبقت بما / أصبحت مرتهناً به شكري
فمتى خُمِرتَ فأنت في سعة / ومتى هفوت فأنت في عذرِ
تَركُ العتاب إذا استحق أخ / منك العتاب ذريعة الهجرِ
أما كان في قَسْبِ اليمامة والثمر
أما كان في قَسْبِ اليمامة والثمر / وفي أدم البحرين والنبق الصفرِ
ولا في مناديل قسَمْتَ طَريفَها / وأهديتها حظٌّ لنا يا أبا بكرِ
سَرَتْ نحو أقوام فلا هنأتهم / ولم ينتصف منها المُقلّ ولا المثري
أأنت إلى طالوت ذي الوفر والغنى / وآل أبي حرب ذوي النَّشَب الدَّثرِ
ولم تأتني ولا الرباشي ثمرة / غصصت بباقي ما ادخرت من التمر
ولم يُعْطَ منها النهشلي أداوةً / تكون له في القيظ ذخرا مدى الدهرِ
أقول لفتيان طويت لطْيهم / عرى البِيْدِ منشورَ المخافة والذعرِ
لئن حكم السّدريّ بالعدل فيكم / لما أنصف السّدريّ في ثمر السّدرِ
لئن لم تكن عيناك عذرك لم تكن / لدينا بمحمود ولا ظاهر العذرِ
أيها الرافع في المس
أيها الرافع في المس / جد بالصوت العقيرهْ
قتلتني عينك النج / لاء والقتل كبيرهْ
أيها الحاكم أنتم / حكم فاصلوِ العشيرهْ
أجلالاً ما بقلبي / صنعت عينا مغيرهْ
غَدَرَ الزمان وليته لم يغدر
غَدَرَ الزمان وليته لم يغدر / وحَدَا بشهر الصّوم فطر المفطرِ
وثوتِ بقلبك يا محمّد لوعة / تمرى بوادرَ دمعك المتحدرِ
وتقسمتك صبابتان لبينه / أسفُ المشوق وخَلَّة المتفكِّرِ
فاستبقِ عينك واحش قلبكَ ياسَهُ / واقرا السلام على خِوُان المنذرِ
سقياً لدهرك إذ تروح يومه / والشمس في علياء لم تَتَهَوّرِ
حتى تُنيخ بكلكل متزاور / وتمد بلعوما قموص الحِنْجَرِ
وترود منك على الخِوان أنامل / تدع الخوان سراب فاع مقفرِ
وَيْحَ الصِّحاف من ابن فراش إذا / انحى عليها كالهِزَبْرِ الهَيْصَرِ
ذو دُرْبةٍ طَبّ إذا لمعت له / بُشر الخِوان بدا بحلِّ المئزرِ
ود ابن فرَّاش وفرَّاش معا / لو أنّ شهر الصوم مدة أشهرِ
يُزري على الإسلام قلّة صبره / وتراه يحمد عِدَّة المتنصِّرِ
لا تهلكن على الصيام صبابةً / سيعود شهركَ قابلاً فاستبشرِ
لا درَّ درّك يا محمد من فتىً / شَيْنِ المغيب وغير زَيْنِ المحضرِ
أبوك أمير قرية نهر تِيْرَى
أبوك أمير قرية نهر تِيْرَى / ولستَ على نسائك بالأميرِ
وأرزاق العباد مُقَدَّرات / لهم وعليك أرزاق الأيورِ
فكم في رزق ربك من فقير / وما في أهل رزقك من فقيرِ
النفس تسخو ولكن يمنع العسر
النفس تسخو ولكن يمنع العسر / والحرّ يَعِذرُ من بالعسر يعتذرُ
هَجَرتُ الهَوى أيما هَجْرَه
هَجَرتُ الهَوى أيما هَجْرَه / وعفت الغواني والخَمْرَهْ
لَوَتْني عن وصلها سَكْرة / بكأس الضنا أيّما سكْرَهْ
وبنتُ المنية تنتابني / هدوّاً وتطرقني سُحْرهْ
إذا وردتْ لم تَزَعْ وردَها / عن القلب حجبٌ ولا سترهْ
كأن لها ضرماً في الحشى / وفي كل عضو لها جَمْرهْ
إذا لم تَرُحُ أصلا في العشى / فأقصى مواعدها بكرهْ
لها قدرة في جسوم الأنام / حباها بها اللّه ذو القدرهْ
فقد سلبت أعظمي نَحْضَهَا / ولم تَترِكْ من دمي قطرهْ
تَعَلَّلْت باسم سواها لها / كأنْ ليس لي باسمها خبرهْ
فطوراً القّبها سخنة / وَطَوراً ألقّبها فترهْ
وقد أعقبْت خُلقي حدّةً / وأورثني إلفها ضجرهْ
فللعبد إن غاظني لطمة / وللحُسرَ إن ساءني زَجْرهْ
أسَائلُ أهلي عن سحنتي / وأمنهم نظرةً نظرهْ
فأجزع إن قيل لي حمرة / وأشفق إن قيل لي صفرهْ
وصرتُ إذا جُعْتُ يوماً ظللت / كأن على كبدي شفره
ويربو الطحال إذا ما شَبعت / فتعلو الترائب والصدرهْ
فأمسي كأني من معدتي / لبست الثياب على زُكرَهْ
إذا ما رأيت امرأً مطْلَقا / له الأكل تخنقني العَبرهْ
وقالوا شفاؤك في حْمَيةٍ / تعود عليك بها النضرهْ
كأني في منزلي مخْصِبا / ببلقعة جدبة قفرهْ
لعمري لقد أظهرت تيهاً كأنما
لعمري لقد أظهرت تيهاً كأنما / تولّيت للفضل بن مروان عُكْبرا
وما كنت أخشى لو وليت مكانةً / عليَّ أبا العباس أنْ تتغّيرا
لحفظ عيون النفط أحدثت نخوة / فكيف به لو كان مسكاً وعنبرا
دع الكبرَ واستبق التواضع إنه / قبيح بوالي النَفطِ أنْ يتكبرا
والروض لا تنجلي أبصاره أبداً
والروض لا تنجلي أبصاره أبداً / إلاّ إذا رمدتْ من كثرة المطرِ
إنّ السماء إذا لم تبكِ مقلُتها / لم تضحك الأرض عن شيء من الزهرِ
لعتبة صفحتا قمرٍ
لعتبة صفحتا قمرٍ / يفوق سناهما القمرا
يزيدك وجهه حسنا / إذا ما زدته نظرا
ولاح الصباح فَشَبَّهتُهُ
ولاح الصباح فَشَبَّهتُهُ / عليَّ بن عيسى على المِنْبَرِ
ما للسماء عليه ليس تنفطر
ما للسماء عليه ليس تنفطر / وللكواكب لا تهوى فتنتشرُ
وللبلاد ألا تسمو زلازلها / والراسيات ألا تَرْدى فتنقعُر
إنّ الندى وأبا عمرو تضمَنَهُ / قبرٌ ببغداد يُستَسْقى به المطرُ
للّه حزمٌ وجودٌ ضمّه جدثٌ / ومكرماتٌ طواها التّربُ والمدرُ
يا طالباً وزراً من ريبِ حادثة / أودى سعيدٌ فلا كهفٌ ولا وزرُ
أبكى عليك عيونَ الحيّ من يمنٍ / ومن ربيعةَ ما تَبكِي له مضرُ
كلُّ القبائل قد ردّيتَ أَرديةً / من فضل نُعْماكَ لايجَزي بها شكرُ
ما خَصَّ رُزؤك لا قيساً ولا مضراً / إنّ الرزّية مَعْمومٌ بها البشَرُ
لو كان يَبْكي كتابُ اللّهِ من أحدٍ / لِطولِ إلفٍ بكتْكَ الآيُ والسورُ
أبو الأرامِلِ والأيتامِ ليس له / إلاّ مُرَاعاتَهم همّ ولا وطرُ
للهاربينَ مَصَادٌ غيرُ مُطّلع / وللعُفاةِ جَنَابٌ ممرعٌ خَضِرُ
من كل أفقٍ إليه العِيسُ مُعْمَلَةٌ / وكل حيّ على أبوابه زُمَرُ
مُشَيّعٌ لا يغوث الذحل صولَتهُ / وأكرم الناس عفواً حين يقتدرُ
لا يَزدَهيهِ لغيرِ الحقّ منطقُهُ / ولا تناجيه إلاّ بالتقى الفكرُ
ثبت على زلل الأيام مُضطَلعٌ / بالنائباتِ لِصَعْبِ الدهرِ مُقْتَسرُ
سامي الجفونِ يروق الطّرفَ منظرُهُ / وأطهرُ الناسِ غيباً حينَ يُختَبَرُ
الحِلمُ يُصمتهُ والعلمُ يُنطقُهُ / وفي تُقى اللّهِ ما يأتي وما يَذَرُ
لم تَسْمُ همتهُ يوماً إلى شَرَفٍ / إلاّ حباه بما يَسْمو له الظفَرُ
يُعطيكَ فوقَ المنى من فَضْلِ نائِلِهِ / وليس يعطيك إلاّ وهو مُعتذرُ
يَزيدُ مَعْروفَهُ كِبراً وَيَرفَعُهُ / أنّ الجسيمَ لديه منه مُحْتقَرُ
وليس يسعى لغير الحمد يَكسِبُهُ / وليس إلاّ من المعروف يَدَّخرُ
عَفُ الضمير رحيبُ الباعِ مُضْطلعٌ / لحرمةِ اللّه والإسلامِ مُنتصِرُ
ما أنْفكَّ في كلِّ فجّ من ندى يدِهِ / للناس جودَانِ محويّ ومُنتظَرُ
لوهابَ عن عزّةٍ أو نجدةٍ قدرٌ / من البرّيةِ خَلقاً هَابَكَ القدرُ
لِيَبْكِ فَقدَك أطرافُ البلادِ كما / لم يخلُ من نعمةٍ أسْدَيتَها قُطُرُ
وَلَيبْككَ المرملونَ الشُّعثُ ضَمّهُمُ / من كلّ أوبٍ إلى أبياتكَ السّفَرُ
وذاتُ هِدْمينِ تُزجي دَرْدقاً قَزَماً / مثلَ الرئالِ حباها البؤسُ والكِبَرُ
وَيَبكِكَ الدينُ والدنيا لِرَعْيِهما / والبَرُّ والبَحْرُ والإعسار واليُسُرُ
كَفلتَ عْترةَ أقوامٍ مُهَاجِرَةٍ / عُثمانُ جَدُّهُمُ أو جَدُّهُمْ عُمَرُ
وقد نَصَرْتَ وقد آوَيْتَ مُحتسِباً / أبناءَ قومٍ هُمُ آوَوا وهم نَصَرُوا
يا رُبَّ أرمَلَةٍ منهم ومكتَهِلٍ / أَيتَمْتَهُ وهو مُبيَضّ له الشِعَرُ
للّه شَمْلُ جميعٍ كان مُلتئماً / أَضحى لِيَومِ سَعِيد وَهْو مُنْتَشِرُ
أمسى لِفَقْدكَ ظهر الأرض مُختشِعاً / بادِي الكآبةِ واختالت بِك الحُفَرُ
أحياكَ عمرو ولولاه واخوتَهُ / عَفَا النوالُ فلم يُسمعْ له خَبَرُ
ألهَمْتَهُمْ طوعَهُ فانقاد رشدُهُمُ / كلٌّ يراه بحيثُ السمعُ والبصرُ
كأنهم كَنَفاهُ وَهْوَ بَينَهُمُ / بَدْرُ السّماء حَوَتْهُ الأنجمُ الزُهُرُ
بنو قُتيبَةَ نُورُ الأرضِ نورُهُمُ / إذا خبا قمر منهم بدا قمرُ
إذا تشاكهت الأيام واشتبهت / أبان أيامكَ التحجيل والغُرَرُ
إمّا ثويتَ فما أبقيت مكرمةً / إلاّ بكفك منها العين والأثرُ
إنّ الليالي والأيام لو نطقت / أثنت بآلائك الآصال والبكرُ
كان الندى في شهور الحول مُقْتَسَماً / بين البرية فاغتال الندى صَفَرُ
سَقياً لدهر مضى ما كان أطْيَبَهُ
سَقياً لدهر مضى ما كان أطْيَبَهُ / إذ أنت متّبعٌ فالشرط دينار
أيام وجهك مبيض عَوَارضُهُ / وللربيع على خديك أنوار
حانت مَنّيتُه فاسودَّ عارضُهُ / كما تسوّد بعد المّيت الدار
ويلي على أغيد ممكور
ويلي على أغيد ممكور / وساحرٍ ليس بمسحورِ
تؤثره الحور علينا كما / نؤثره نحن على الحورِ
رأيتك منظرا عجبا
رأيتك منظرا عجبا / غداة النحر بالبَصْره
مكتئب ذو كبد حرَّى
مكتئب ذو كبد حرَّى / تبكي عليه مقلة عَبْرَى
يرفع يمناه إلى رِّبهِ / يدعو وفوق الكبد الأُخرَى
أيا قاضية البصر
أيا قاضية البصر / ة قومي فارقصي خَطْرهْ
وَمرّي برواسيك / فماذا البرد والفترهْ
أراكِ قد تثيرين / عجاج القصف يا حرَّهْ
وتحذيفك خَدَّيْكِ / وتجعيدك للطُّرَّهْ
اسقم قلبي ثم لم يبره
اسقم قلبي ثم لم يبره / عاقد زنار على خصرِهِ
لا تلفت روحي ولا روحه / حتى أرى بطني على ظهرِهِ
باكَرَتْهُ الحمَّى وراحت عليه
باكَرَتْهُ الحمَّى وراحت عليه / فكسته حمَّى الرواح بهارا
لم تشنه لما ألَّحت ولكنْ / بدَّلته بالاحمرار اصفرارا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025