القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 120
أغِيبُ ولي مهجة لا يزال
أغِيبُ ولي مهجة لا يزال / إليك سُرَاها وتبكيرُها
ولكنّك الشمسُ حيث انصرفْتُ / من الأرض يصحبني نورها
إذا ما غدتْ لك عندي يدٌ / تعاظَم في الفضل تأثِيرها
صددتُ حياءً فنادينني / سجاياك يَعطِفني خِيرها
كما يتَداوَى إذا ما انتشى / من الراح بالراح مخمورُها
أما ترى حركاتِ الريح مُخْبِرةً
أما ترى حركاتِ الريح مُخْبِرةً / أنّ الغمام يَصُوبُ الأرضَ بالمطرِ
فالجوّ ملتحِف بُسْطاً مفوَّفةً / كأنهن اختلافُ الوشي والحَبَر
كأنّ بردَ نسيم الغَيْم حين بدا / ارتشافِ حبيبٍ زار في السَّحَرِ
فأجرِ فيه كؤوسَ اللَّهو دائرةً / بين ارتجاع حنين الناي والوَتَرِ
واعلمْ بأنّ الليالي غيرُ باقيةٍ / فلا تُبَقِّ على لهوٍ ولا تَذَرِ
طوى البينُ عهد الوصل فهو قصيرُ
طوى البينُ عهد الوصل فهو قصيرُ / ففاض له دمع وطال زَفِيرُ
أحادِي الحُدوج المستحِثَّ أَخُذَّلُ / من الأُدْم فيها أم نواعِم حُور
صَدَعْنَ فؤاداً كاد ينهلُّ أدمُعاً / وقلباً غداة البين كاد يطير
أوانِس في أثوابهن وفي المُلاَ / غُصون وفي تنقِيبهن بُدور
كأنَّ نقا خَبْثٍ لهن روادفٍ / تأَزَّرنها والأقحوان ثغور
إذا ما دجا جِنْحُ الظلام أناره / لهنّ تَراقٍ وُصَّحٌ ونُحور
وإن هنّ حاولن النهوضَ تمايدتْ / بهنّ مُتونٌ وانتصبن صدور
فهنّ المُنَى لولا رقيبُ وحاسد / عدوٌّ وواشٍ كاشحٌ وغَيُور
وإني على ما بي إليهنّ من جَوىً / بكّل عفافٍ كاملٍ لجَدير
تبعِّدُني عن منزل الذمّ والخنا / خلائقُ زُهْرٌ كالنجوم وخِير
ولو شئتُ عاودتُ الصِبا واستفزَّني / من الغِيد مكحولُ الجفون غَرير
ولكن سمت بي هِمَّةٌ عَلَوِيَّةٌ / وقلبٌ إذا ارتاع الجَبانُ جَسُور
ونَفْسٌ سواءٌ عندها الفقرُ والغنى / وسيَّانِ بؤسٌ نالهَا وحُبُور
وما لي أخاف الدهر أو أحتنى له / ولي من أبي المنصور فيه نصير
عَزيزٌ به عزَّت خلافةُ هاشمٍ / وراح عمودُ البغي وهو كسيرُ
تباشرت الدنيا به وبملكه / وأشرق منه مِنْبَر وسرير
فيا بن الذين استُنبِطَ الوحيُ عنهمُ / وأضحى بهم وجه الزمان ينِير
ويا بن الملوك الشُمِّ من آل هاشمٍ / ومن طاب منهم ظاهر وضمير
لك الأوّل العالي الزكيُّ الذي انتهى / به المجد يُزْجَى والأوائل زُور
إذا عدّ قوم للفَخار عشيرةً / غدا لك من آل النبيّ عشير
هنيئاً لك العيدُ الذي أنت بالرضا / من الله للمرضيك فيه بشير
برزت كبدر التِمّ تَقْدُم جَحْفَلاً / تكاد بن الأرض الفضاء تمور
فلِلبيض بَرْقٌ في أعاليه خاطفٌ / وللأُسْد رَكْضٌ تحته وزئير
كأنّ الدُّروعَ السابِغاتِ عليهمُ / لمِا ألَفوها سُنْدُسٌ وحرير
وقد منحوك الّلحظّ من كل جانبٍ / وكلّهمُ صافي الضمير شَكور
فمِن مُقْلةٍ منهمْ عليك حبِيسةٍ / ومن إصبع فيهمْ إليك تِشير
ولو نطقت أحجار أرضٍ لسَلَّمتْ / عليك المُصَلَّى أو أتتك تسير
فلمَّا بلغت المِنبر الطاهر الّذي / له بك فضلٌ لا يُنال كبير
تواضعت للرحمن ثم علوتَه / خطيباً وكُلُّ اللحظ عنك حسير
فأبديت ما أبدى النبيُّ من الهدى / كذا الفَرْعُ للأصل الزكيّ نظير
وأسهبتَ في حمد الإله بخطبة / تَفَجَّرُ منها للصواب بحور
وبَشَّرتَ ترغيباً وأنذرتَ خَشْيةً / بإيجاز قولٍ ما حواه نذِيرُ
فُدمْ لأبي المنصور يا مُلْكُ سالماً / فليست عليك الدائرات تدور
لأنك بالمَلْك العزيز ممنَّعٌ / وأَنّ له يعقوبَ فيك وزير
أغَرُّ إذا ما قابل الخطبَ رأيُهُ / تيسَّر صَعْبُ الخَطْب وهْوَ عسير
تطلّبتَ مرضاة الإِله فنِلتَها / وقصَّر عنها طالبون كثير
فأنت له في الحرب سَهْم ومُنْصُلٌ / وفي السِّلم لألاءٌ يلوحُ ونور
فيا بن معزّ الدين دعوةَ شاكرٍ / على كلّ ما أوليتَ ليس يحور
ودادُك في قلبي صحيحٌ صفاؤه / وغَرْسُك عندي فيه ليس يبور
بلغُت بك الحالَ التي كنتُ أرتجي / عُلاها فحالِي غِبْطةٌ وسرور
وماليّ لا أحوِي بك العزَّ والمنى / وأنت على كلّ الأمور قدير
وكيف أخاف الحاسِدين وبغَيهم / وأنت عليهمْ لي يدٌ وأمير
كلانَا لأصلٍ واحد ولوالدٍ / إذا ما دعانا الانتسابُ نصير
فلا تَنْسَ منّي ناصحاً وابنَ والدٍ / ووالدةٍ ما فيه عنك نُفُور
يودّ بأن تبقى عزيزاً مسلَّماً / ويَفديك من صَرْف الرّدى ويُجير
وإني بتقبيلي لك الأرض والثرى / على كل من فاخرته لفخور
عليك صلاةُ الله ما ذَرّ شارقٌ / وما دام رَضْوَى باقياً وثَبِير
أصبح المُلْك من أبي المنصورِ
أصبح المُلْك من أبي المنصورِ / وهْوَ في حُلَّتَيْ بهاءٍ ونورِ
ملِكٌ منذ قام لم يُلْفَ إلاّ / فوق طِرْفٍ أو مِنبْر أو سَريرِ
يتأنَّى حِلْماً ويبطِش عَزْماً / حازمُ الرأي مُحْكَم التدبير
في كمال المعِزِّ في هيبة القا / ئِم في حسن هيئةِ المنصور
أصبحَتْ مصرُ منه حسناء حَوْرا / ءَ وكانت مَرْهاء من كافورِ
أنا مِن فضله وجود يديه / بين عِزّ ونِعْمَةٍ وحُبُور
طلعتْ لي السعود بين رضاءٍ / عن ودادي وبين حِفظ الوزيرِ
بالله يا مشبِهةَ الخمرِ
بالله يا مشبِهةَ الخمرِ / لوناً ويا أضوأَ من بدرِ
رُدِّي فؤادي حَسْبُه بعضُ ما / سقَتْه عيناكِ من السحر
صُنْتُكِ عن لحظِيَ يا من غدت / تكاد من رقَّتها تجري
عِقدك هذا الجوهر المحض أم / ثغرك نَظَّمِت على النحر
لا زلت متّصِل الآمال بالظفرِ
لا زلت متّصِل الآمال بالظفرِ / مباركَ السعي عذبَ الوِرد والصَّدَرِ
وقابلتْكَ الليالي وهي لَيِّنة / نواعمٌ لا تشوب الصفَو بالكَدَر
لم يعطِك الله حُسْناً أنت حامِلُه / حتى استخفَّ بنور الشمس والقمر
ولا حبا الله بالمُلْك العزيزَ ولا / أعلاه حتى رآه سيّدَ البشر
غدا عامرُ الأوطان في مقلتِي قَفْراً
غدا عامرُ الأوطان في مقلتِي قَفْراً / لِبَيْنك عنها واغتدى سهلُها وَعْرا
وأظلمت الآفاقُ منها توحُّشاً / كأنك كنتَ الصبح والشمس والبدرا
ومالي أرى هذي القصورَ كأَنها / قد امتلأَت مذ غِبت عن أرضها ذُعْرا
ولم أتخلَّف أَنني عنك صابِر / فكيف تُطِيقُ العين عن نورها صبرا
ولكنَّ دهراً عاقني واستهاضني / فخلَّفَني رَغْماً وأوجعني ضُرّا
ولو طار مِن قبلي مَشُوقٌ لشائقٍ / لِطرتُ بشوق يقطع القلب والصدرا
وعلمك بي يكفينَي العذَر كُلَّه / لأنك تدري صفو سِرِّيَ والجهرا
فيا ليتني أَفدِيك من كل حادثٍ / وألقَي خطوب الدهر دونك والدهرا
ولو أنّ عمري كنتُ أدري أتنهاءَه / أحطتُ به علماً وأعطتك الشطرا
سَقَى سَردوسَ الغيثُ ما دمتَ ثاوياً / بها وكساها صوبُه الورقَ الخُضْرا
ولا برحتْ تختال في حَليْ روضها / كم اختالت العذراءُ في حَليْها كِبرا
رُبوعُ ديارٍ بالعزيز عزيزةٌ / يطاول فيها مجدُه الأَنجمَ الزُهْرا
عليك صلاة الله من مَلِك به / نفى الله عنا الجور والظلم والفَقْرا
لم يخلُ قلبيَ من ذِكرْ العزيز وإن
لم يخلُ قلبيَ من ذِكرْ العزيز وإن / نأي به شُغُلٌ أو عاقه قَدَرُ
يرعاك كُلِّي بكُلِّي رَعْىَ مرتقِب / لا رَعْىَ من قادَه الإطماعُ والحذرُ
قلبي عليك رقيب فيك يكلؤني / يا منتهَى أملي والسمعُ والبصرُ
لا سرَّني العيشُ إلا أن تُسرَّ به / ولا استوى لِيَ إلا عندك العُمُر
لو لاك لم تَحْسن الدنيا لساكنها / طِيباً ولا أشرقت شمس ولا قمر
ألست ترى سحاب اللَّهو يَهْمِي
ألست ترى سحاب اللَّهو يَهْمِي / على اللَّذّات أمطارَ السرورِ
وَرجُع الزَّمْر يشكو ما أُلاقي / إلى الأوتار من ألم الزفير
وصوتُ الطبل بينهما ينادي / ألا هُبُّوا إلى شرب الكبير
فيا لكِ من مشاهدة تجلَّى / بظاهر حسنها همُّ الصدور
ولولا أن في الشرر انتقاضاً / لقلت كأنه وَهَجُ الضمير
كلُّ حيّ إلى الفناء يصيرُ
كلُّ حيّ إلى الفناء يصيرُ / والليالي تَعِلَّةٌ وغُرورُ
وإلى الله يرجع المَلْكُ والمُلْ / ك ويفُضِي الأمير والمأمور
وإذا لم يكن من الموت بدٌّ / فطويل الحياة نَزْرٌ حقير
أيَّ خَطْبٍ أرى وأيُّ ليالٍ / دهم الناس صَرفُها المحذورُ
كيف لا تأثِر المصائب في النف / س على من هو النفيس الأثِير
وكذا الرُزْءُ بالعظيم عظيم / وكذا الرزء بالحقير حقير
كيف لم تسقط السماء على الأر / ض ولم تَهوِ شمسُها والبدور
يوم مات الأمير بل يوم مات الصَّ / بر فيه بل يوم مات السرور
يوم بُلَّ الثرى عليه من الدّم / ع وقُدّت على القلوب الصدور
يوم حُطَّت عمائم وأذاعت / سِرَّها فيه أَدْؤرٌ وخُدورُ
يوم أبكى العيون حتى بكاهُ الْ / أسَدُ الوَرْد والغزالُ الغَرِير
وسمعتُ الزفير وهو صُرَاخ / ورأيت الدموع وهي بحور
في أوانٍ هو الشتاء فأمسى / بلهيب الأنفاس وهوْ هجير
شيَّعت نعشَه ملائكة الل / ه وروَّته رحمة وطهور
بمقام غابت وجوهُ التعزِّي / عنه والحزن والأنام حضور
قَبروا شخصه ووارَوْا سناه / وتولَّوا والفائز المقبور
كم نصيرٍ له هناك ولكن / ليس من سَوْرة الحِمام نصير
لو تُركنا إلى الفداء فَداهُ / من يد الموت عالمَون كثيرُ
وسيوفٌ ومثلُهنّ عبيد / ورماحٌ ومثلهنّ عَشِير
قدَّس الله رُوحه وضريحاً / حلَّه ذلك السَنَا والنور
يا أخي أيُّ عَبْرة ليس تهمي / وفؤاد عليك ليس يطِير
يا أخي إن بكتك عيني فإني / بالبكا والأسى عليك جدير
يا أخي عبد الله أيّ مساع / لم يَفُقْهنَّ سَعْيك المبرور
يا أخي إن صاحبي وأخي بَعْ / دك تَلْهابُ لوعةٍ وزفير
وفؤادٌ عن السلوّ عنيد / ومن الصبر والعزاء نَفُور
كنتَ مِلْءَ الجفون نوراً فأَمْسَتْ / مِلْؤُها مدمع عليك غزير
خانني بعدك التجلّد والصب / ر على أنني الجليد الصبور
أيُّ أخلاقك الرضيَّة يُرْثَى / رأيك العَضْب أم سناك المنير
أم محّياً يجول ماء النُهَى في / ه وماء الحِجَا القَرَاح النَمِير
أم شباب كما بدا نَبْتُه الغضْ / ضُ وعُمْر لَدْنُ الحواشي نضير
فالصباح الأغرّ ليل بهيم / عند فَقْدِيك والديار قبور
أخَفّف تسليمي وأُصفِي مودَّتي
أخَفّف تسليمي وأُصفِي مودَّتي / وأطوى على نصحي لك القلب والصدرا
وإني إذا ما غِبتُ عنك لناظِرٌ / إليك بقلب منك ممتلئ فِكرا
ويذكر قلبي حسْن وجهك إن رأى / شبيهك في إشراقك الشمس والبدرا
هنَاك خليفة الله السرورُ
هنَاك خليفة الله السرورُ / وما جاءت إليك به الدهورُ
وفَتْحٌ جلَّ موقِعُه إلى أن / تعاظم أن يُقاس به نظير
غدت تُرْكُ العراق لديه أَسَرْى / ودَيْلمُهَا بعفوك تستجير
وقد طارت قلوبهمُ خُفُوقاً / إلى أن لم تَحصِّنها الصدور
أثَرْتَ عليهمُ بالشام حربا / تَضعضَع بالعراق لها السَّريرُ
ودان بها لك العاصي وألقتْ / أزِمَّتها لكفِّيك الأمور
فأنت لسان فخر بني عليّ / وبدر ملوكها التمُّ المنير
أميرَ المؤمنين أنا لِرَبِّي / على ما قد حباك به شَكور
ألا هل لألفاظي طريقٌ إلى العذرِ
ألا هل لألفاظي طريقٌ إلى العذرِ / فدون الذي أوليتني رُتْبةُ الشكرِ
وما الشعر في قدر الأئمة زائد / ولكنَّ نظم الدّر أشهى من النثر
وما هَزَّني إلا الإمام وعطفُه / وإطفاء ذاك الجمر من ذلك الصدر
تبشِّرني عنه البشاشة بالرضا / وطيِّ الخطاب المتر والنظر الشَزْر
فيا حبَّذا ماءُ القَبول وحبذا / طلاوة ذاك البِشْر والمنظَرِ النضر
حباني معز الدين منه بنعمةٍ / كساني بها ثوبَ افتخارٍ على الفخر
وجرَّد من غمد الإذالة جانبي / وزحزح أقدام الحوادث عن ذِكري
وإن أمير المؤمنين لعالِم / بما يُمتطَى يوم الرهان وما يجري
أأُحصي أياديه ومِن بعضها أنا / أم أنعت جدواه ومن بعضها قدري
ومن كفّه أسطو ومن لحظه أرى / ومن مائه أَنمي وفي نوره أَسري
وقد جادني المَلْكُ الهمام فخصَّني / بِملْكٍ من الدُّهْم المطهَّمة الغُرّ
سأبلغ حظّي من أمانِيّ فوقه / وأدرِك أَثْارِي عليه من الدهر
ولا زال نصر الله دون وليّه / إذا سار عن مصرٍ أناخ على مصر
وصلّى عليه الله ما أنّ وامِق / وما غرّد القُمْرِي في فَنَن السِدْر
بِشارةٌ بالفتوح والظَفر
بِشارةٌ بالفتوح والظَفر / رؤياك فاسعَدْ بها على البَشَرِ
أنبأك الله في المنام بما / تبصره مقلتاك في السهر
رأيت آباءك الملوك وفي / أيديهم كلُّ صارمٍ ذَكَرِ
فضاربوا أرؤس العُدَاة كما / تضِربها في الرواح والبُكَر
وإن رنا نحوك السَقامُ فقد / عاد غضيضَ الجفونِ والنظر
وقد كفى الله ما نحاذِره / فيك وإن كنت غير ذي حَذَر
يا صفوة الله في بريَّته / وسرّه في الكتاب والسُوَر
زمنٌ منقضٍ وعمرٌ قصيرُ
زمنٌ منقضٍ وعمرٌ قصيرُ / وحياة الغُفُول عنه غرورُ
فاتق الله إن أردت نجاة / إنّ تقوى الإله فوزٌ كبير
أيّ خَلْقٍ يكون أنقصَ ممّن / ليس يدري لأيّ حال يصير
قالت أغدْر بنا في الحبّ قلت لها
قالت أغدْر بنا في الحبّ قلت لها / لا نال غايةَ ما يرجوه مَنْ غَدَرَا
قالت فلِمْ لَمْ تزرنا قلت زاركُم / قلبي ولم يدر بي جسمي ولا شعرا
قالت كذا يكتم العشّاقُ حبَّهم / فينعَمون ويَجْنون الهوى نَضِرا
قلت اسمحي لي بتقبيلٍ أعيش به / قالت وأيُّ محبّ قبَّل القمرا
لا تضِق بالدهر ذَرعا
لا تضِق بالدهر ذَرعا / واقتل الدهر جِهارَا
بمُدام تقتل الهمْ / مَ غُبوقا وابتكارا
ودعِ الدهرَ وإن خا / ن مُثِيرا ما أثارا
إن أسف من أن / تقتني منه حِذارا
لم نجِد مما قضى الل / هُ من الأمر فِرارا
فاسقِني صِرْفاً وغَنِّ / داوِ بالخمر الخُمَارا
لِيهنك أني لم أجِد لك عائباً
لِيهنك أني لم أجِد لك عائباً / سوى حاسدٍ والحاسدون كثير
لَيهْنِ المعالي أنني أنا رَبُّها / وأني متى ما رمت صعباً تيسّرا
غذتنِيَ مذ كُنتُ النبوّةُ والهدى / فحسبيّ أَن كانا هما لِيَ عُنصُرَا
فمن شاء فليحسد ومن شاء فليَدَعْ / فلست أبالي مَن أَقَلّ وأكثرا
كفانيَ صنعُ الله في كل ظالم / وكلّ حسودٍ في المكاره شمَّرا
وقد قبضتْ كفُّ المنون نفوسَهم / وقد محقتْ منهم أُناساً ومعشرا
يا سيدي وأميري
يا سيدي وأميري / ما إن له من نظيرٍ
إني فقدتُ بفقدي / أبي جميعَ سروري
فقدتُ منه تِلادي / فقدتُ منه نصيري
فقدتُ منه مُعِني / فقدتُ منه مُجِيري
فصِرتُ فَرْداً وحِيداً / وإنّني ذو عشيرِ
لا أعرف السهل والوَعْ / رَ إن قصدتُ مَسيري
قد كنت أخشى عليه / بناتِ دهرٍ عَثُورِ
كأنما الدهر أودى / منه بِركنَيْ ثَبِير
فمن عذِيريَ من دَمْ / عِ مقلتي مَن عذيري
هلاَّ بكتْه دماءً / إذ ماله من نظيرِ
فكلّ أمرٍ كبيرٍ / يُخبا لكل كبير
مَن للضعيف إذا ما / أتى ومَن للفقير
إلى من ألْجَأْ مِن شرْ / رِ صَيْلَم عنقفير
فوّضتُ أمري إلى من / يُرْجَى لكلّ الأمورِ
يا من صفا ودُّ صدري
يا من صفا ودُّ صدري / له وسِرّي وجهري
ومن تكدَّر عندي / لرزئه صفوُ دهري
ما مات ركنك لا بل / ركني وفخري وذُخري
لو كنتُ أملِك عمري / وهبتُه شَطر عمري
أو كنت اسطيع دفعاً / عنه بروحي ووَفْري
دافعت عنه المنايا / وكلِّ فادحِ أمر
وقَلَّ في واجب الحِف / ظ عنه دفعي ونصري
ما كان إلاّ يمني / ومُقلتَيَّ وأَزْرِي
لئن تولّى حميداً / بكلّ مدحٍ وشكر
لَحَسْبُه لك فينا / نَجْلاً وخِلفةَ فخر
يلقَى الزمان بحزمٍ / والمَكْرُماتِ ببِشر
لم تَنْء منه المنايا / عنّا بطيٍّ ونَشْرِ
ولا بفضل وبذل / ولا بسهل ووعر
بل كل ذا فيك أمسى / حريّة في ابن حرّ
وكان جسماً وروحاً / يسمو بها كلُّ بَرّ
فالجسم بان وأودى / وروحه فيك يجري
كذاك لو وَلَد البد / رُ لم يَلدْ غيرَ بدر
يا مورِثي بملامي / رسِيس همّ وذعرِ
ومُتْهِمي بظنون / لم تدر ما عَقْد سِرِّي
قليل لومك أمضى / من كل بِيض وسُمْر
وخُوْنُ عهِدك عندي / أشدّ من كل كفرِ
وكيف ترضى يميني / مني لقلبي بغدر
ما كان تركي صلاتي / على أبيك وأجري
إلا لداءٍ دهاني / وحلَّ عُقْدةَ صبري
وحلّ بالرِجْل مني / فجذَّ خطوي وخَطْري
حتى لقد عاقَني عن / صلاةِ ظُهري وعصري
فاعِذر فقد راح صدقي / إليك يسعى بعذري
واعلم بأن مصابي / على أبيك وضرّي
مصاب قيسِ بليلى / ووجدُ خَنْسا بصخر

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025