المجموع : 10
أَبَت ذِكرَةٌ مِن حُبِّ لَيلى تَعودُني
أَبَت ذِكرَةٌ مِن حُبِّ لَيلى تَعودُني / عِيادَ أَخي الحُمّى إِذا قُلتُ أَقصَرا
كَأَنَّ بِغِبطانِ الشُرَيفِ وَعاقِلٍ / ذُرا النَخلِ تَسمو وَالسَفينَ المُقَيَّرا
أَلَم تَعلَمي أَنّي إِذا وَصلُ خُلَّةٍ / كَذاكِ تَولّى كُنتُ بِالصَبرِ أَجدَرا
وَمُستأَسِدٍ يَندى كَأَنَّ ذُبابَهُ / أَخو الجَمرِ هاجَت شَوقَهُ فَتَذَكَّرا
هَبَطتُ بِمَلبونٍ كَأَنَّ جِلالَهُ / نَضَت عَن أَديمٍ لَيلَةَ الطَلِّ أَحمَرا
أَمينِ الشَظى عَبلٍ إِذا القَومُ آنَسوا / مَدى العَينِ شَخصاً كانَ بِالشَخصِ أَبصَرا
كَتَيسِ الإِرانِ الأَغفَرِ إِنضَرَجَت لَهُ / كِلابٌ رَآها مِن بَعيدٍ فَأَحضَرا
وَخالي الجَبا أَورَدتَهُ القَومَ فَاِستَقَوا / بِسُفرَتِهم مِن آجِنِ الماءِ أَصفَرا
وَخَرقٍ يَعِجُّ العَودُ أَنَّ يَستَبينَهُ / إِذا أَورَدَ المَجهولَةَ القَومُ أَصدَرا
تَرى بِحِفافَيهِ الرَذايا وَمَتنِهِ / قِياماً يُفَتِّرنَ الصَريفَ المُفَتَّرا
تَرَكتُ بِهِ مِن آخِرِ اللَيلِ مَوضِعي / لَدَيهِ وَمُلقايَ النَقيشَ المُسَمَّرا
وَمَثنى نَواجٍ ضُمَّرٍ جَدَلِيَّةٍ / كَجَفنِ اليَماني نَيُّها قَد تَحَسَّرا
وَمَرقَبَةٍ عَيطاءَ بادَرتُ مُقصِراً / لِأَستَأَنِسَ الأَشباحَ أَو أَتَنَوَّرا
عَلى عَجَلٍ مِني غِشاشاً وَقَد بَدا / ذُرا النَخلِ وَاِحمَرَّ النَهارُ فَأَدبَرا
إِنَّ عِرسي قَد آذَنَتني أَخيراً
إِنَّ عِرسي قَد آذَنَتني أَخيراً / لَم تُعَرِّج وَلَم تُؤامِر أَميرا
أَجِهاراً جاهَرتِ لا عَتبَ فيهِ / أَم أَرادَت خِيانَةً وَفُجورا
ما صَلاحُ الزَوجَينِ عاشا جَميعاً / بَعدَ أَن يَصرِمَ الكَبيرُ الكَبيرا
فَاِصبِري مِثلَ ما صَبَرتُ فَإِنّي / لا إِخالُ الكَريمَ إِلّا صَبورا
أَيَّ حينٍ وَقَد دَبَبتُ وَدَبَّت / وَلَبِسنا مِن بَعدِ دَهرٍ دُهورا
ما أَرانا نَقولُ إِلّا رَجيعاً / وَمُعاداً مِن قَولِنا مَكرورا
عَذَلَتني فَقُلتُ لا تَعذُليني / قَد أُغادي المُعَذَّل المَخمورا
ذا صَباحٍ فَلَم أُوافِ لَدَيهِ / غَيرَ عَذّالَةٍ تَهِرُّ هَريرا
عَذَلَتُهُ حَتّى إِذا قال إِنّي / فَذَريني سَأَعقِلُ التَفكيرا
غَفَلَت غَفلَةً فَلَم تَرَ إِلّا / ذاتَ نَفسٍ مِنها تَكوسُ عَقيرا
فَذَريني مِنَ المَلامَةِ حَسبي / رُبَّما أَنتَحي مَوارِدَ زورا
تَتَأَوّى إِلى الثَنايا كَما شَكَّ / ت صَناعٌ مِن العَسيبِ حَصيرا
خُلُجاً مِن مُعَبَّدٍ مُسبَطِرٍّ / فَقَّرَ الأُكَم وَالصُوى تَفقيرا
واضِحِ اللَونِ كَالمَجَرَّةِ لا يَع / دَمُ يَوماً مِنَ الأَهابِيِّ مورا
وَذِئاباً تَعوي وَأَصواتَ هامٍ / موفِياتٍ مَعَ الظَلامِ قُبورا
غَيرَ ذي صاحِبٍ زَجَرتُ عَلَيهِ / حُرَّةً رَسلَةَ اليَدَينِ سَعورا
أَخرَجَ السَيرُ وَالهَواجِرُ مِنها / قَطِراناً وَلَونَ رُبٍّ عَصيرا
يَومَ صَومٍ مِن الظَهيرَةِ أَو يَو / مَ حَرورٍ يُلَوِّحُ اليَعفورا
وَإِذا ما أَشاءُ أَبعَثُ مِنها / مَطلَعَ الشَمسِ ناشِطاً مَذعورا
ذا وُشومٍ كَأَنَّ جِلدَ شَواهُ / في دَيابيجَ أَو كُسينَ نُمورا
أَخرَجَتهُ مِنَ اللَيالي رَجوسٌ / لَيلَةً هاجَها السِماكُ دَرورا
غَسَلَتهُ حَتّى تَخالَ فَريداً / وَجُماناً عَن مَتنِهِ مَحدورا
في أُصولِ الأَرطي وَيُبدي عُروقاً / ثَئِداتٍ مِثلَ الأَعِنَّةِ خورا
واشِجاتٍ حُمراً كَأَنَّ بِأَظلافِ / يَدَيهِ مِن مائِهِنَّ عَبيرا
كَمُطيفِ الدَوّارِ حَتّى إِذا ما / ساطِعُ الفَجرِ نَبَّهَ العُصفورا
رابَهُ نَبأَةٌ وَأَضمَرَ مِنها / في الصَماخَينِ وَالفُؤادِ ضَميرا
مِن خَفِيِّ الطِمرَينِ يَسعى بِغُضفٍ / لَم يُؤَيِّهِ بِهِنَّ إِلّا صَفيرا
مُقعِياتٍ إِذا عَلَونَ يَفاعاً / زَرِقاتٍ عُيونُها لِتُغيرا
كالِحاتٍ مَعاً عَوارِضَ أَشداقٍ / تَرى في مَشَقِّها تَأخيرا
طافِياتٍ كَأَنَّهُنَّ يَعاسيبُ / عَشِيٍّ بارَينَ ريحاً دَبورا
ما أَرى ذائِداً يَزيدُ عَلَيهِ / غابَ عَنهُ أَنصارُهُ مَكثورا
بِأَسيلٍ صَدقٍ يُثَقِّفُهُ / فيهِنَّ لا نابِياً وَلا مَأطَورا
فَكَأَنّي كَسَوتُ ذَلِكَ رَحلي / أَو مُمَرَّ السَراةِ جَأباً دَريرا
أَو أَقَبّاً تَصَيَّفَ البَقلَ حَتّى / طارَ عَنهُ النَسيلُ يَرعى غَريرا
يَرتَعي بِالقَنانِ يَقرو أَريضاً / فَاِنتَحى آتُناً جَدائِدَ نورا
أَلصَقَ العَذمَ وَالعَذابَ بِقَبّاءَ / تَرى في سَراتِها تَحسيرا
سَمحَةٍ سَمحَجِ القَوائمِ حَقباءَ / مِنَ الجونِ طُمِّرَت تَطميرا
فَوقَ عوجٍ مُلسِ القَوائِمَ أُنعِلنَ / جَلاميدَ أَو حُذَينَ نُسورا
دَأَبَ شَهرَينِ ثُمَّ نِصفاً دَميكاً / بِأَريكَينِ يَكدُمانَ غَميرا
فَهِيَ مَلساءُ كَالعَسيبِ وَقَد بانَ / نَسيلٌ عَن مَتنِها لِيَطيرا
قَد نَحاها بِشَرِّهِ دونَ تِسعٍ / كانَ ما رامَ عِندَهُنَّ يَسيرا
كَالقِسِيِّ الأَعطالِ أَفرَدَ عَنها / آتُناً قُرَّحاً وَوَحشاً ذُكورا
مُرتِجاتٍ عَلى دَعاميصَ غَرقى / شُمُسٌ قَد طَوَينَ عَنهُ الحُجورا
تَرَكَ الضَربُ بِالسَنابِكِ مِنهُنُّ / بِضاحي جَبينِهِ تَوقيرا
عَلِقَت مُخلِفاً جَنيناً وَكانَت / مُنِحَت قَبلَهُ الحِيالَ نَزورا
مِثلَ دَرصِ اليَربوعِ لَم يَربُ عَنهُ / غَرِقاً في صَوانِهِ مَغمورا
فَإِذا ما دَنا لَها مَنَحَتهُ / مُضمَراً يَفرِصُ الصَفيحَ ذَكيرا
ذَكَرَ الوِردَ فَاِستَمَرَّ إِلَيهِ / بِعَشِيٍّ مُهَجِّراً تَهجيرا
جَعَلَ السَعدَ وَالقَنانَ يَميناً / وَالموارةَ شَأمَةً وَحَفيرا
عامِداً لِلقَنانِ يَنضو رِياضاً / وَطِراداً مِنَ الذِنابِ وَدورا
وَيَخافانِ عامِراً عامِرَ الخُض / رِ وَكانَ الذِنابُ مِنهُ مَصيرا
رامِياً أَخشَنَ المَناكِبِ لا يُش / خِصُ قَد هرَّهُ الهَوادي هَريرا
ثاوِياً ماثِلاً يُقَلِّبُ زُرقاً / رَمَّها القَينُ بِالعُيونِ حُشورا
شَرِقاتٍ بِالسُمِّ مِن صُلَّبِيٍّ / وَرَكوضاً مِنَ السَراءِ طَحورا
ذاتَ حِنوٍ مَلساءَ تَسمَعُ مِنها / تَحتَ ما تَنبِضُ الشِمالُ زَفيرا
يَبعَثُ العَزفُ وَالتَرَنُّمُ مِنها / وَنَذيرٌ إِلى الخَميسِ نَذيرا
وَأَحَسّا فَأَجفَلا حِسَّ رامٍ / كانَ بِالمُمكناتِ قِدماً بَصيرا
لاصِقٌ يَكلَأُ الشَريعَةَ لا يُغ / في فُواقاً مُدَمِّراً تَدميرا
لَو كُنتُ أَعجَبُ مِن شَيءٍ لَأَعجَبَني
لَو كُنتُ أَعجَبُ مِن شَيءٍ لَأَعجَبَني / سَعيُ الفَتى وَهُوَ مَخبوءٌ لَهُ القَدَرُ
يَسعى الفَتى لأُِمورٍ لَيسَ مُدرِكَها / وَالنَفسُ واحِدَةٌ وَالهَمُّ مُنتَشِرُ
وَالمَرءُ ما عاشَ مَمدودٌ لَهُ أمَلٌ / لا تَنتَهي العَينُ حَتّى يَنتَهي الأَثَرُ
أَلِمّا عَلى رَبعٍ بِذاتِ المَزاهِرِ
أَلِمّا عَلى رَبعٍ بِذاتِ المَزاهِرِ / مُقيمٍ كَأَخلاقِ العَباءَةِ داثِرِ
تُراوِحُهُ الأَرواحُ قَد سارَ أَهلُهُ / وَما هُوَ عَن حَيِّ القَنانِ بِسائِرِ
وَنارٍ قُبَيلَ الصُبحِ بادَرتُ قَدحَها / حَيا النارِ قَد أَوقَدتُها لِمُسافِرِ
فَلَوَّحَ فيها زادَهُ وَرَبَأتُهُ / عَلى مَرقَبٍ يَعلو الأَحِزَّةَ قاهِرِ
وَلَمّا أَجَنَّ اللَيلُ نَقباً وَلَم أَخَف / عَلى أَثَرٍ مِنّي وَلا عَينَ ناظِرِ
أَخَذتُ سِلاحي وَإِنحَدَرتُ إِلى اِمرِئٍ / قَليلٍ أَذاهُ صَدرُهُ غَيرُ واغِرِ
فَطِرتُ بِرَحلي وَاِستَبَدَّ بِمِثلِهِ / عَلى ذاتِ لَوثٍ كَالبَلِيَّةِ ضامِرِ
تُعادي مَشَكَّ الرَحلِ عَنها وَتَتَّقي / بِمِثلِ صَفيحِ الجَدوَلِ المُتَظاهِرِ
فَأَصبَحُ مُمسانا كَأَنَّ جِبالَهُ / مِنَ البُعدِ أَعناقُ النِساءِ الحَواسِرِ
مَن سَّرهُ كَرُمُ الحَياةِ فَلا يَزَل
مَن سَّرهُ كَرُمُ الحَياةِ فَلا يَزَل / في مِقنَبٍ مِن صالِحي الأَنصارِ
تَزِنُ الجِبالَ رَزانَةً أَحلامُهُم / وَأَكُفُّهم خَلَفٌ مِنَ الأَمطارِ
المُكرِهينَ السَمهَرِيِّ بِأَذرُعٍ / كَصَواقِلِ الهِندِيِّ غَيرِ قِصارِ
وَالناظِرينَ بِأَعيُنٍ مُحَمَرَّةٍ / كَالجَمرِ غَيرِ كَليلَةِ الإِبصارِ
وَالذائِدينَ الناسَ عَن أَديانِهِم / بِالمِشرَفِيِّ وَبِالقَنا الخَطّارِ
وَالباذِلينَ نُفوسَهُم لِنَبِّيِهِم / يَومَ الهِياجِ وَقُبَةِ الجَبّارِ
دَرِبوا كَما دَرِبت أُسودٌ خَفِيَّةٌ / غُلبُ الرِقابِ مِنَ الأُسودِ ضَواري
وَهُم إِذا خَوَتِ النُجومُ فَإِنَّهُم / لِلطائِفينَ السائِلينَ مَقاري
وَهُمُ إِذا اِنقَلَبوا كَأَنَّ ثِيابَهُم / مِنها تَضَوُّعُ فَأرَةِ العَطّارِ
وَالمُطعِمَونَ الضَيفَ حينَ يَنوبُهُم / مِن لَحمِ كومٍ كَالهِضابِ عِشارِ
وَالمُنعِمون المُفضِلونَ إِذا شَتَوا / وَالضارِبون عِلاوَةَ الجَبّارِ
رُمِيَت نَطاةٌ مِنَ الرَسولِ بِفَيلَقٍ / شَهباءَ ذاتِ مَناكِبٍ وَفَقارِ
بِالمُرهَفاتِ كَأَنَّ لَمعَ ظُباتِها / لَمعُ السَواري في الصَبيرِ الساري
لا يَشتَكون المَوتَ إِن نَزَلَت بِهِم / شَهباءُ ذاتُ مَعاقِمٍ وَأُوارِ
وَإذا نَزَلتَ لِيَمنَعوكَ إِلَيهُمُ / أَصبَحتَ عِندَ مَعاقِلِ الأَغفارِ
وَرِثوا السِيادَةَ كابِراً عَن كابِرٍ / إِنَّ الكِرامَ هُمُ بَنو الأَخيارِ
لِلصُلبِ مِن غَسّانَ فَوقَ جَراثِمٍ / تَنبو خَوالِدُها عَنِ المِنقارِ
لَو يَعلَمُ الأَحياءُ عِلمِي فيهُم / حَقّاً لصَدّقَني الَّذينَ أُمارِي
صَدَموا عَلِيّاً يَومَ بَدرٍ صَدمَةً / داَنَت عَلِيُّ بَعدَها لِنِزارِ
يَتَطَّهرونَ كَأَنَّهُ نُسُكٌ لَهُم / بِدِماءِ مَن عَلِقوا مِنَ الكُفّارِ
وَإِلَيهِمُ اِستَقبَلتُ كُلَّ وَديقَةٍ / شَهباءَ يَسفُع حَرُّها كَالنارِ
وَمَريضَةٍ مَرَضَ النُعاسِ ذَعَرتُها / بادَرتُ عِلَةَ نَومِها بِغِرارِ
وَعَلِمتُ أَنّي مُصبِحٌ بِمَضيَعَةٍ / غَبراءَ تَعزِفُ جِنُّها مِذكارِ
وَكَسَوتُ كاهِلَ حُرَّةٍ مَنهوكَةٍ / بِالفَجرِ حارِيّاً عَديمَ شَوارِ
سَلِسَت عَراقيهِ فَكُلُّ قَبيلَةٍ / مِن حِنوِهِ قَلِقَت إِلى مِسمارِ
وَسَدَت مُهَملِجَةً عُلالَةَ مُدمَجٍ / مِن فالِقٍ حَصِدٍ مِنَ الإِمرارِ
حَتّى إِذا اِكتَسَتِ الأَبارِقُ نُقبَةً / مِثلَ المُلاءِ مِنَ السَرابِ الجاري
وَرَضيتُ عَنها بِالرِضا لَمَّا أَتَت / مِن دون عُسرَةِ ضِغنِها بِيَسارِ
تَنجو بِها عُنُقٌ كِنازٌ لَحمُها / حَفَزَت فَقاراً لاحِقاً بِفَقارِ
في كاهِلٍ وَشَجَت إِلى أَطباقِهِ / دَأَياتُ مُنتَفِخٍ مِنَ الأَزوارِ
وَتُديرُ لِلخَرقِ البَعيدِ نِياطُهُ / بَعدَ الكَلالِ وَبَعدَ نَومِ الساري
عَيناً كمِرآةِ الصَناعِ تُديرُها / بِأَنامِلِ الكَفَّينِ كُلَّ مُدارِ
بِجَمالِ مَحجَرِها وَتعلَمُ ما الَّذي / تُبدي لِنَظرَةِ زَوجِها وَتُواري
لا تُفشِ سِرَّك إِلّا عِندَ ذي ثِقَةٍ
لا تُفشِ سِرَّك إِلّا عِندَ ذي ثِقَةٍ / أَو لا فَأَفضَلُ ما اِستَودَعتَ أَسرارا
صَدراً رَحيباً وَقَلباً واسِعاً صَمِتاً / لَم تَخشَ مِنهُ لِما اِستَودَعتَ إِظهارا
تَمارى بِها رَأدَ الضُحى ثُمَّ رَدَّها
تَمارى بِها رَأدَ الضُحى ثُمَّ رَدَّها / إِلى حُرَّتَيهِ حافِظُ السَمعِ مُقفِرُ
هَل حَبلُ رَملَةَ قَبلَ البَينِ مَبتورُ
هَل حَبلُ رَملَةَ قَبلَ البَينِ مَبتورُ / أَم أَنَتَ بِالحِلمِ بَعدَ الجَهلَِ معذورُ
ما يَجمَعُ الشَوقُ إِن دارٌ بِنا شَحَطَت / وَمِثلُها في تَداني الدارِ مَهجورُ
نَشفى بِها وَهيَ داءٌ لَو تُصاقِبُنا / كما اِشتَفى بِعِيادِ الخَمرِ مَخمورُ
ما رَوضَةٌ مِن رِياضِ الحَزنِ باكَرَها / بِالنَبتِ مُختلِفِ الأَلوانِ مَمطورُ
يَوماً بِأَطيَبَ مِنها نَشرَ رائِحَةٍ / بَعدَ المَنام إِذا حُبَّ المَعاطيرُ
ما أَنسَ لا أَنسَها وَالدَمعُ مُنسَرِبٌ / كَأَنَّهُ لُؤلُؤٌ في الخَدِّ مَحدورُ
لَمّا رَأَيتُهُم زُمَّت جِمالُهُمُ / صَدَّقتُ ما زَعَموا وَالبَينُ مَحذورُ
يَحدو بِهِنَّ أَخو قاذورَةٍ حَذِرٌ / كَأَنَّهُ بِجَميعِ الناسِ مَوتورُ
كَأَنَّ أَظعانَهُم تُحدى مُقَفِّيَةً / نَخلٌ بِعَينَينِ مُلتَفٌّ مَواقيرُ
غُلبُ الرِقابِ سَقاها جَدوَلٌ سَرِبٌ / أَو مَشعَبٌ مِن أَتِيِّ البَحرِ مَفجورُ
هَل تُبَلِغَنّي عَلَيَّ الخَيرَ ذِعلِبَةٌ / حَرفٌ تَزَلَّلَ عَن أَصَلابِها الكورُ
مِن خَلفِها قُلُصٌ تَجري أَزِمَّتُها / قَد مَسَّهُنَّ مَعَ الإِدلاج تَهجيرُ
يَخبِطنَ بِالقَومِ أَنضاءَ السَريحِ وَقَد / لاذَت مِنَ الشَمسِ بِالظِلِّ اليَعافيرُ
حَتّى إِذا اِنتَصَبَ الحَرباءُ وَاِنتَقَلَت / وَحانَ إذ هَجَّروا بِالدُوِ تَغويرُ
قَالوا تَنَحَّوا فَمَسّوا الأَرضَ فَاِحتَوَلوا / ظِلّاً بِمُنخَرِقٍ تَهفو بِهِ المَورُ
ظَلّوا كَأَنَّ عَلَيهِم طائِراً عَلِقاً / يَهفو إِذا إِنسَفَرَت عَنهُ الأَعاصيرُ
لِوِجهَةِ الريحِ مِنهُ جانِبٌ سَلِبٌ / وَجانِبٌ بِأَكُفِّ القَومِ مَضبورُ
حَتّى إِذا أَبَرَدوا قاموا إِلى قُلُصٍ / كَأَنَّهُنَّ قِسِيُّ الشَوحَطِ الزورُ
عَواسِلٌ كَرَعيلِ الرَبدِ أَفزَعَها / بِالسَيِّ مِن قانِصٍ شَلٌّ وَتَنفيرُ
حَتّى سَقى اللَيلَ سَقيَ الجِنِّ فَاِنغَمَسَت / في جَوزِهِ إِذ دَجا الآكامُ وَالقورُ
غَطّى النَشازَ مَعَ الآكامِ فَاِشتَبَها / كِلاهُما في سَوادِ اللَيلِ مَغمورُ
إِنَّ عَلِيّاً لَمَيمونٌ نَقيبَتُهُ / بِالصالِحاتِ مِنَ الأَفعالِ مَشهورُ
صِهرُ النَبِيِّ وَخيرُ الناسِ مُفتَخَراً / فَكُلُّ مَن رامَهُ بِالفَخرِ مَفخورُ
صَلّى الطَهورُ مَعَ الأُمِيِّ أَوَّلَهُم / قَبلَ المَعادَ وَرَبُّ الناسِ مَكفورُ
مُقاوِمٌ لِطُغاةِ الشِركِ يَضرِبُهُم / حَتّى اِستَقاموا وَدينُ اللَهِ مَنصورُ
بِالعَدلِ قُمتَ أَميناً حينَ خالَفَهُ / أَهلُ الهوَى وَذَووُ الأهواءِ وَالزورِ
يا خَيرَ مَن حَمَلت نَعلاً لَهُ قَدَمٌ / بَعدَ النَبِيِّ لَديهِ البَغيُ مَهجورُ
أَعطاكَ رَبُّكَ فَضلاً لا زَوالَ لَهُ / مِن أَينَ أَنّى لَهُ الأَيامَ تَغييرُ
وَليلةِ مُشتاقٍ كَأنَّ نُجومَها
وَليلةِ مُشتاقٍ كَأنَّ نُجومَها / تَفَرَّقنَ عَنها في طَيالِسَةٍ خُضرِ
كَأَنَّ اِمرِأً لَم يَلقَ عَيشاً بِنِعمَةٍ
كَأَنَّ اِمرِأً لَم يَلقَ عَيشاً بِنِعمَةٍ / إِذا نَزَلَت بِالمَرءِ قاصِمَةُ الظَهرِ