القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كَعْب بنُ زُهَيْر الكل
المجموع : 10
أَبَت ذِكرَةٌ مِن حُبِّ لَيلى تَعودُني
أَبَت ذِكرَةٌ مِن حُبِّ لَيلى تَعودُني / عِيادَ أَخي الحُمّى إِذا قُلتُ أَقصَرا
كَأَنَّ بِغِبطانِ الشُرَيفِ وَعاقِلٍ / ذُرا النَخلِ تَسمو وَالسَفينَ المُقَيَّرا
أَلَم تَعلَمي أَنّي إِذا وَصلُ خُلَّةٍ / كَذاكِ تَولّى كُنتُ بِالصَبرِ أَجدَرا
وَمُستأَسِدٍ يَندى كَأَنَّ ذُبابَهُ / أَخو الجَمرِ هاجَت شَوقَهُ فَتَذَكَّرا
هَبَطتُ بِمَلبونٍ كَأَنَّ جِلالَهُ / نَضَت عَن أَديمٍ لَيلَةَ الطَلِّ أَحمَرا
أَمينِ الشَظى عَبلٍ إِذا القَومُ آنَسوا / مَدى العَينِ شَخصاً كانَ بِالشَخصِ أَبصَرا
كَتَيسِ الإِرانِ الأَغفَرِ إِنضَرَجَت لَهُ / كِلابٌ رَآها مِن بَعيدٍ فَأَحضَرا
وَخالي الجَبا أَورَدتَهُ القَومَ فَاِستَقَوا / بِسُفرَتِهم مِن آجِنِ الماءِ أَصفَرا
وَخَرقٍ يَعِجُّ العَودُ أَنَّ يَستَبينَهُ / إِذا أَورَدَ المَجهولَةَ القَومُ أَصدَرا
تَرى بِحِفافَيهِ الرَذايا وَمَتنِهِ / قِياماً يُفَتِّرنَ الصَريفَ المُفَتَّرا
تَرَكتُ بِهِ مِن آخِرِ اللَيلِ مَوضِعي / لَدَيهِ وَمُلقايَ النَقيشَ المُسَمَّرا
وَمَثنى نَواجٍ ضُمَّرٍ جَدَلِيَّةٍ / كَجَفنِ اليَماني نَيُّها قَد تَحَسَّرا
وَمَرقَبَةٍ عَيطاءَ بادَرتُ مُقصِراً / لِأَستَأَنِسَ الأَشباحَ أَو أَتَنَوَّرا
عَلى عَجَلٍ مِني غِشاشاً وَقَد بَدا / ذُرا النَخلِ وَاِحمَرَّ النَهارُ فَأَدبَرا
إِنَّ عِرسي قَد آذَنَتني أَخيراً
إِنَّ عِرسي قَد آذَنَتني أَخيراً / لَم تُعَرِّج وَلَم تُؤامِر أَميرا
أَجِهاراً جاهَرتِ لا عَتبَ فيهِ / أَم أَرادَت خِيانَةً وَفُجورا
ما صَلاحُ الزَوجَينِ عاشا جَميعاً / بَعدَ أَن يَصرِمَ الكَبيرُ الكَبيرا
فَاِصبِري مِثلَ ما صَبَرتُ فَإِنّي / لا إِخالُ الكَريمَ إِلّا صَبورا
أَيَّ حينٍ وَقَد دَبَبتُ وَدَبَّت / وَلَبِسنا مِن بَعدِ دَهرٍ دُهورا
ما أَرانا نَقولُ إِلّا رَجيعاً / وَمُعاداً مِن قَولِنا مَكرورا
عَذَلَتني فَقُلتُ لا تَعذُليني / قَد أُغادي المُعَذَّل المَخمورا
ذا صَباحٍ فَلَم أُوافِ لَدَيهِ / غَيرَ عَذّالَةٍ تَهِرُّ هَريرا
عَذَلَتُهُ حَتّى إِذا قال إِنّي / فَذَريني سَأَعقِلُ التَفكيرا
غَفَلَت غَفلَةً فَلَم تَرَ إِلّا / ذاتَ نَفسٍ مِنها تَكوسُ عَقيرا
فَذَريني مِنَ المَلامَةِ حَسبي / رُبَّما أَنتَحي مَوارِدَ زورا
تَتَأَوّى إِلى الثَنايا كَما شَكَّ / ت صَناعٌ مِن العَسيبِ حَصيرا
خُلُجاً مِن مُعَبَّدٍ مُسبَطِرٍّ / فَقَّرَ الأُكَم وَالصُوى تَفقيرا
واضِحِ اللَونِ كَالمَجَرَّةِ لا يَع / دَمُ يَوماً مِنَ الأَهابِيِّ مورا
وَذِئاباً تَعوي وَأَصواتَ هامٍ / موفِياتٍ مَعَ الظَلامِ قُبورا
غَيرَ ذي صاحِبٍ زَجَرتُ عَلَيهِ / حُرَّةً رَسلَةَ اليَدَينِ سَعورا
أَخرَجَ السَيرُ وَالهَواجِرُ مِنها / قَطِراناً وَلَونَ رُبٍّ عَصيرا
يَومَ صَومٍ مِن الظَهيرَةِ أَو يَو / مَ حَرورٍ يُلَوِّحُ اليَعفورا
وَإِذا ما أَشاءُ أَبعَثُ مِنها / مَطلَعَ الشَمسِ ناشِطاً مَذعورا
ذا وُشومٍ كَأَنَّ جِلدَ شَواهُ / في دَيابيجَ أَو كُسينَ نُمورا
أَخرَجَتهُ مِنَ اللَيالي رَجوسٌ / لَيلَةً هاجَها السِماكُ دَرورا
غَسَلَتهُ حَتّى تَخالَ فَريداً / وَجُماناً عَن مَتنِهِ مَحدورا
في أُصولِ الأَرطي وَيُبدي عُروقاً / ثَئِداتٍ مِثلَ الأَعِنَّةِ خورا
واشِجاتٍ حُمراً كَأَنَّ بِأَظلافِ / يَدَيهِ مِن مائِهِنَّ عَبيرا
كَمُطيفِ الدَوّارِ حَتّى إِذا ما / ساطِعُ الفَجرِ نَبَّهَ العُصفورا
رابَهُ نَبأَةٌ وَأَضمَرَ مِنها / في الصَماخَينِ وَالفُؤادِ ضَميرا
مِن خَفِيِّ الطِمرَينِ يَسعى بِغُضفٍ / لَم يُؤَيِّهِ بِهِنَّ إِلّا صَفيرا
مُقعِياتٍ إِذا عَلَونَ يَفاعاً / زَرِقاتٍ عُيونُها لِتُغيرا
كالِحاتٍ مَعاً عَوارِضَ أَشداقٍ / تَرى في مَشَقِّها تَأخيرا
طافِياتٍ كَأَنَّهُنَّ يَعاسيبُ / عَشِيٍّ بارَينَ ريحاً دَبورا
ما أَرى ذائِداً يَزيدُ عَلَيهِ / غابَ عَنهُ أَنصارُهُ مَكثورا
بِأَسيلٍ صَدقٍ يُثَقِّفُهُ / فيهِنَّ لا نابِياً وَلا مَأطَورا
فَكَأَنّي كَسَوتُ ذَلِكَ رَحلي / أَو مُمَرَّ السَراةِ جَأباً دَريرا
أَو أَقَبّاً تَصَيَّفَ البَقلَ حَتّى / طارَ عَنهُ النَسيلُ يَرعى غَريرا
يَرتَعي بِالقَنانِ يَقرو أَريضاً / فَاِنتَحى آتُناً جَدائِدَ نورا
أَلصَقَ العَذمَ وَالعَذابَ بِقَبّاءَ / تَرى في سَراتِها تَحسيرا
سَمحَةٍ سَمحَجِ القَوائمِ حَقباءَ / مِنَ الجونِ طُمِّرَت تَطميرا
فَوقَ عوجٍ مُلسِ القَوائِمَ أُنعِلنَ / جَلاميدَ أَو حُذَينَ نُسورا
دَأَبَ شَهرَينِ ثُمَّ نِصفاً دَميكاً / بِأَريكَينِ يَكدُمانَ غَميرا
فَهِيَ مَلساءُ كَالعَسيبِ وَقَد بانَ / نَسيلٌ عَن مَتنِها لِيَطيرا
قَد نَحاها بِشَرِّهِ دونَ تِسعٍ / كانَ ما رامَ عِندَهُنَّ يَسيرا
كَالقِسِيِّ الأَعطالِ أَفرَدَ عَنها / آتُناً قُرَّحاً وَوَحشاً ذُكورا
مُرتِجاتٍ عَلى دَعاميصَ غَرقى / شُمُسٌ قَد طَوَينَ عَنهُ الحُجورا
تَرَكَ الضَربُ بِالسَنابِكِ مِنهُنُّ / بِضاحي جَبينِهِ تَوقيرا
عَلِقَت مُخلِفاً جَنيناً وَكانَت / مُنِحَت قَبلَهُ الحِيالَ نَزورا
مِثلَ دَرصِ اليَربوعِ لَم يَربُ عَنهُ / غَرِقاً في صَوانِهِ مَغمورا
فَإِذا ما دَنا لَها مَنَحَتهُ / مُضمَراً يَفرِصُ الصَفيحَ ذَكيرا
ذَكَرَ الوِردَ فَاِستَمَرَّ إِلَيهِ / بِعَشِيٍّ مُهَجِّراً تَهجيرا
جَعَلَ السَعدَ وَالقَنانَ يَميناً / وَالموارةَ شَأمَةً وَحَفيرا
عامِداً لِلقَنانِ يَنضو رِياضاً / وَطِراداً مِنَ الذِنابِ وَدورا
وَيَخافانِ عامِراً عامِرَ الخُض / رِ وَكانَ الذِنابُ مِنهُ مَصيرا
رامِياً أَخشَنَ المَناكِبِ لا يُش / خِصُ قَد هرَّهُ الهَوادي هَريرا
ثاوِياً ماثِلاً يُقَلِّبُ زُرقاً / رَمَّها القَينُ بِالعُيونِ حُشورا
شَرِقاتٍ بِالسُمِّ مِن صُلَّبِيٍّ / وَرَكوضاً مِنَ السَراءِ طَحورا
ذاتَ حِنوٍ مَلساءَ تَسمَعُ مِنها / تَحتَ ما تَنبِضُ الشِمالُ زَفيرا
يَبعَثُ العَزفُ وَالتَرَنُّمُ مِنها / وَنَذيرٌ إِلى الخَميسِ نَذيرا
وَأَحَسّا فَأَجفَلا حِسَّ رامٍ / كانَ بِالمُمكناتِ قِدماً بَصيرا
لاصِقٌ يَكلَأُ الشَريعَةَ لا يُغ / في فُواقاً مُدَمِّراً تَدميرا
لَو كُنتُ أَعجَبُ مِن شَيءٍ لَأَعجَبَني
لَو كُنتُ أَعجَبُ مِن شَيءٍ لَأَعجَبَني / سَعيُ الفَتى وَهُوَ مَخبوءٌ لَهُ القَدَرُ
يَسعى الفَتى لأُِمورٍ لَيسَ مُدرِكَها / وَالنَفسُ واحِدَةٌ وَالهَمُّ مُنتَشِرُ
وَالمَرءُ ما عاشَ مَمدودٌ لَهُ أمَلٌ / لا تَنتَهي العَينُ حَتّى يَنتَهي الأَثَرُ
أَلِمّا عَلى رَبعٍ بِذاتِ المَزاهِرِ
أَلِمّا عَلى رَبعٍ بِذاتِ المَزاهِرِ / مُقيمٍ كَأَخلاقِ العَباءَةِ داثِرِ
تُراوِحُهُ الأَرواحُ قَد سارَ أَهلُهُ / وَما هُوَ عَن حَيِّ القَنانِ بِسائِرِ
وَنارٍ قُبَيلَ الصُبحِ بادَرتُ قَدحَها / حَيا النارِ قَد أَوقَدتُها لِمُسافِرِ
فَلَوَّحَ فيها زادَهُ وَرَبَأتُهُ / عَلى مَرقَبٍ يَعلو الأَحِزَّةَ قاهِرِ
وَلَمّا أَجَنَّ اللَيلُ نَقباً وَلَم أَخَف / عَلى أَثَرٍ مِنّي وَلا عَينَ ناظِرِ
أَخَذتُ سِلاحي وَإِنحَدَرتُ إِلى اِمرِئٍ / قَليلٍ أَذاهُ صَدرُهُ غَيرُ واغِرِ
فَطِرتُ بِرَحلي وَاِستَبَدَّ بِمِثلِهِ / عَلى ذاتِ لَوثٍ كَالبَلِيَّةِ ضامِرِ
تُعادي مَشَكَّ الرَحلِ عَنها وَتَتَّقي / بِمِثلِ صَفيحِ الجَدوَلِ المُتَظاهِرِ
فَأَصبَحُ مُمسانا كَأَنَّ جِبالَهُ / مِنَ البُعدِ أَعناقُ النِساءِ الحَواسِرِ
مَن سَّرهُ كَرُمُ الحَياةِ فَلا يَزَل
مَن سَّرهُ كَرُمُ الحَياةِ فَلا يَزَل / في مِقنَبٍ مِن صالِحي الأَنصارِ
تَزِنُ الجِبالَ رَزانَةً أَحلامُهُم / وَأَكُفُّهم خَلَفٌ مِنَ الأَمطارِ
المُكرِهينَ السَمهَرِيِّ بِأَذرُعٍ / كَصَواقِلِ الهِندِيِّ غَيرِ قِصارِ
وَالناظِرينَ بِأَعيُنٍ مُحَمَرَّةٍ / كَالجَمرِ غَيرِ كَليلَةِ الإِبصارِ
وَالذائِدينَ الناسَ عَن أَديانِهِم / بِالمِشرَفِيِّ وَبِالقَنا الخَطّارِ
وَالباذِلينَ نُفوسَهُم لِنَبِّيِهِم / يَومَ الهِياجِ وَقُبَةِ الجَبّارِ
دَرِبوا كَما دَرِبت أُسودٌ خَفِيَّةٌ / غُلبُ الرِقابِ مِنَ الأُسودِ ضَواري
وَهُم إِذا خَوَتِ النُجومُ فَإِنَّهُم / لِلطائِفينَ السائِلينَ مَقاري
وَهُمُ إِذا اِنقَلَبوا كَأَنَّ ثِيابَهُم / مِنها تَضَوُّعُ فَأرَةِ العَطّارِ
وَالمُطعِمَونَ الضَيفَ حينَ يَنوبُهُم / مِن لَحمِ كومٍ كَالهِضابِ عِشارِ
وَالمُنعِمون المُفضِلونَ إِذا شَتَوا / وَالضارِبون عِلاوَةَ الجَبّارِ
رُمِيَت نَطاةٌ مِنَ الرَسولِ بِفَيلَقٍ / شَهباءَ ذاتِ مَناكِبٍ وَفَقارِ
بِالمُرهَفاتِ كَأَنَّ لَمعَ ظُباتِها / لَمعُ السَواري في الصَبيرِ الساري
لا يَشتَكون المَوتَ إِن نَزَلَت بِهِم / شَهباءُ ذاتُ مَعاقِمٍ وَأُوارِ
وَإذا نَزَلتَ لِيَمنَعوكَ إِلَيهُمُ / أَصبَحتَ عِندَ مَعاقِلِ الأَغفارِ
وَرِثوا السِيادَةَ كابِراً عَن كابِرٍ / إِنَّ الكِرامَ هُمُ بَنو الأَخيارِ
لِلصُلبِ مِن غَسّانَ فَوقَ جَراثِمٍ / تَنبو خَوالِدُها عَنِ المِنقارِ
لَو يَعلَمُ الأَحياءُ عِلمِي فيهُم / حَقّاً لصَدّقَني الَّذينَ أُمارِي
صَدَموا عَلِيّاً يَومَ بَدرٍ صَدمَةً / داَنَت عَلِيُّ بَعدَها لِنِزارِ
يَتَطَّهرونَ كَأَنَّهُ نُسُكٌ لَهُم / بِدِماءِ مَن عَلِقوا مِنَ الكُفّارِ
وَإِلَيهِمُ اِستَقبَلتُ كُلَّ وَديقَةٍ / شَهباءَ يَسفُع حَرُّها كَالنارِ
وَمَريضَةٍ مَرَضَ النُعاسِ ذَعَرتُها / بادَرتُ عِلَةَ نَومِها بِغِرارِ
وَعَلِمتُ أَنّي مُصبِحٌ بِمَضيَعَةٍ / غَبراءَ تَعزِفُ جِنُّها مِذكارِ
وَكَسَوتُ كاهِلَ حُرَّةٍ مَنهوكَةٍ / بِالفَجرِ حارِيّاً عَديمَ شَوارِ
سَلِسَت عَراقيهِ فَكُلُّ قَبيلَةٍ / مِن حِنوِهِ قَلِقَت إِلى مِسمارِ
وَسَدَت مُهَملِجَةً عُلالَةَ مُدمَجٍ / مِن فالِقٍ حَصِدٍ مِنَ الإِمرارِ
حَتّى إِذا اِكتَسَتِ الأَبارِقُ نُقبَةً / مِثلَ المُلاءِ مِنَ السَرابِ الجاري
وَرَضيتُ عَنها بِالرِضا لَمَّا أَتَت / مِن دون عُسرَةِ ضِغنِها بِيَسارِ
تَنجو بِها عُنُقٌ كِنازٌ لَحمُها / حَفَزَت فَقاراً لاحِقاً بِفَقارِ
في كاهِلٍ وَشَجَت إِلى أَطباقِهِ / دَأَياتُ مُنتَفِخٍ مِنَ الأَزوارِ
وَتُديرُ لِلخَرقِ البَعيدِ نِياطُهُ / بَعدَ الكَلالِ وَبَعدَ نَومِ الساري
عَيناً كمِرآةِ الصَناعِ تُديرُها / بِأَنامِلِ الكَفَّينِ كُلَّ مُدارِ
بِجَمالِ مَحجَرِها وَتعلَمُ ما الَّذي / تُبدي لِنَظرَةِ زَوجِها وَتُواري
لا تُفشِ سِرَّك إِلّا عِندَ ذي ثِقَةٍ
لا تُفشِ سِرَّك إِلّا عِندَ ذي ثِقَةٍ / أَو لا فَأَفضَلُ ما اِستَودَعتَ أَسرارا
صَدراً رَحيباً وَقَلباً واسِعاً صَمِتاً / لَم تَخشَ مِنهُ لِما اِستَودَعتَ إِظهارا
تَمارى بِها رَأدَ الضُحى ثُمَّ رَدَّها
تَمارى بِها رَأدَ الضُحى ثُمَّ رَدَّها / إِلى حُرَّتَيهِ حافِظُ السَمعِ مُقفِرُ
هَل حَبلُ رَملَةَ قَبلَ البَينِ مَبتورُ
هَل حَبلُ رَملَةَ قَبلَ البَينِ مَبتورُ / أَم أَنَتَ بِالحِلمِ بَعدَ الجَهلَِ معذورُ
ما يَجمَعُ الشَوقُ إِن دارٌ بِنا شَحَطَت / وَمِثلُها في تَداني الدارِ مَهجورُ
نَشفى بِها وَهيَ داءٌ لَو تُصاقِبُنا / كما اِشتَفى بِعِيادِ الخَمرِ مَخمورُ
ما رَوضَةٌ مِن رِياضِ الحَزنِ باكَرَها / بِالنَبتِ مُختلِفِ الأَلوانِ مَمطورُ
يَوماً بِأَطيَبَ مِنها نَشرَ رائِحَةٍ / بَعدَ المَنام إِذا حُبَّ المَعاطيرُ
ما أَنسَ لا أَنسَها وَالدَمعُ مُنسَرِبٌ / كَأَنَّهُ لُؤلُؤٌ في الخَدِّ مَحدورُ
لَمّا رَأَيتُهُم زُمَّت جِمالُهُمُ / صَدَّقتُ ما زَعَموا وَالبَينُ مَحذورُ
يَحدو بِهِنَّ أَخو قاذورَةٍ حَذِرٌ / كَأَنَّهُ بِجَميعِ الناسِ مَوتورُ
كَأَنَّ أَظعانَهُم تُحدى مُقَفِّيَةً / نَخلٌ بِعَينَينِ مُلتَفٌّ مَواقيرُ
غُلبُ الرِقابِ سَقاها جَدوَلٌ سَرِبٌ / أَو مَشعَبٌ مِن أَتِيِّ البَحرِ مَفجورُ
هَل تُبَلِغَنّي عَلَيَّ الخَيرَ ذِعلِبَةٌ / حَرفٌ تَزَلَّلَ عَن أَصَلابِها الكورُ
مِن خَلفِها قُلُصٌ تَجري أَزِمَّتُها / قَد مَسَّهُنَّ مَعَ الإِدلاج تَهجيرُ
يَخبِطنَ بِالقَومِ أَنضاءَ السَريحِ وَقَد / لاذَت مِنَ الشَمسِ بِالظِلِّ اليَعافيرُ
حَتّى إِذا اِنتَصَبَ الحَرباءُ وَاِنتَقَلَت / وَحانَ إذ هَجَّروا بِالدُوِ تَغويرُ
قَالوا تَنَحَّوا فَمَسّوا الأَرضَ فَاِحتَوَلوا / ظِلّاً بِمُنخَرِقٍ تَهفو بِهِ المَورُ
ظَلّوا كَأَنَّ عَلَيهِم طائِراً عَلِقاً / يَهفو إِذا إِنسَفَرَت عَنهُ الأَعاصيرُ
لِوِجهَةِ الريحِ مِنهُ جانِبٌ سَلِبٌ / وَجانِبٌ بِأَكُفِّ القَومِ مَضبورُ
حَتّى إِذا أَبَرَدوا قاموا إِلى قُلُصٍ / كَأَنَّهُنَّ قِسِيُّ الشَوحَطِ الزورُ
عَواسِلٌ كَرَعيلِ الرَبدِ أَفزَعَها / بِالسَيِّ مِن قانِصٍ شَلٌّ وَتَنفيرُ
حَتّى سَقى اللَيلَ سَقيَ الجِنِّ فَاِنغَمَسَت / في جَوزِهِ إِذ دَجا الآكامُ وَالقورُ
غَطّى النَشازَ مَعَ الآكامِ فَاِشتَبَها / كِلاهُما في سَوادِ اللَيلِ مَغمورُ
إِنَّ عَلِيّاً لَمَيمونٌ نَقيبَتُهُ / بِالصالِحاتِ مِنَ الأَفعالِ مَشهورُ
صِهرُ النَبِيِّ وَخيرُ الناسِ مُفتَخَراً / فَكُلُّ مَن رامَهُ بِالفَخرِ مَفخورُ
صَلّى الطَهورُ مَعَ الأُمِيِّ أَوَّلَهُم / قَبلَ المَعادَ وَرَبُّ الناسِ مَكفورُ
مُقاوِمٌ لِطُغاةِ الشِركِ يَضرِبُهُم / حَتّى اِستَقاموا وَدينُ اللَهِ مَنصورُ
بِالعَدلِ قُمتَ أَميناً حينَ خالَفَهُ / أَهلُ الهوَى وَذَووُ الأهواءِ وَالزورِ
يا خَيرَ مَن حَمَلت نَعلاً لَهُ قَدَمٌ / بَعدَ النَبِيِّ لَديهِ البَغيُ مَهجورُ
أَعطاكَ رَبُّكَ فَضلاً لا زَوالَ لَهُ / مِن أَينَ أَنّى لَهُ الأَيامَ تَغييرُ
وَليلةِ مُشتاقٍ كَأنَّ نُجومَها
وَليلةِ مُشتاقٍ كَأنَّ نُجومَها / تَفَرَّقنَ عَنها في طَيالِسَةٍ خُضرِ
كَأَنَّ اِمرِأً لَم يَلقَ عَيشاً بِنِعمَةٍ
كَأَنَّ اِمرِأً لَم يَلقَ عَيشاً بِنِعمَةٍ / إِذا نَزَلَت بِالمَرءِ قاصِمَةُ الظَهرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025