المجموع : 38
فانّي وَمَدحَكَ غَيرَ المُصي
فانّي وَمَدحَكَ غَيرَ المُصي / بِ كالكَلبِ يَنبَحُ ضَوءَ القَمَر
مَدَحتُكَ أَرجو لَدَيكَ الثَوابَ / فَكُنتُ كَعاصِرِ جَنبِ الحَجَر
أُحِبُّ اللَيلَ إِنَّ خَيالَ سَلمى
أُحِبُّ اللَيلَ إِنَّ خَيالَ سَلمى / إِذا نِمنا أَلَمَّ بِنا فَزارا
كَأَنَّ الرَكبَ إِذ طَرَقَتكَ باتوا / بِمَندِلَ أَو بِقارِعَتي قَمارا
لَئِن أَيامنا أَمسَت طِوالاً
لَئِن أَيامنا أَمسَت طِوالاً / لَقَد كُنّا نَعيشُ بِها قِصارا
رأَيتُ الغانياتِ نفرنَ لَمّا / رأينَ الشيبَ أَلبَسَني عِذارا
وَما يُنكرنَ مِن قَمَرٍ مُنيرٍ / بَعُيْدَ شَبابِه لقيَ السرارا
فَما عادَت لِذي يَمَنٍ رُؤوساً
فَما عادَت لِذي يَمَنٍ رُؤوساً / وَلا ضَرَّت بِفُرقَتِها نِزارا
كَعَنزِ السَوءِ تَنطَحُ مَن خَلاها / وَترأَمُ مَن يَحدُّ لَها الشِفارا
انّي نَذَرتُ لَئِن لَقَيتُكَ سالِماً
انّي نَذَرتُ لَئِن لَقَيتُكَ سالِماً / أَن لا أُعالِجَ بَعدَكَ الأَسفارا
وَنَحنُ الأَكرَمونَ إِذا غُشينا
وَنَحنُ الأَكرَمونَ إِذا غُشينا / عياذاً في البَوازِمِ وَاِغتِرارا
تَذَكَّرَ بَعدَ النأيِ هِنداً وَشَغفَرا
تَذَكَّرَ بَعدَ النأيِ هِنداً وَشَغفَرا / فَقَصَّر يَقضي حاجَةً ثُمَّ هَجَّرا
وَلَم يَنسَ أظعاناً عَرضنَ عَشيَّةً / طَوالِعَ مِن هَرشى قَواصِد عَزورا
كَأَنَّ عَينيَّ إِذ وَلَّت حُمولُهُمُ
كَأَنَّ عَينيَّ إِذ وَلَّت حُمولُهُمُ / مِنّي جَناحا حَمامٍ صادَفا مَطَرا
أَوَ لؤلؤٌ سَلسٌ في عِقدِ جاريَةٍ / وَرهاءَ نازَعَها الوِلدانُ فاِنتَثَرا
حَوائِمُ في عَينِ النَعيمِ كَأَنَّما
حَوائِمُ في عَينِ النَعيمِ كَأَنَّما / رَأَينا بِهِنَّ العينَ مِن وَحشِ صَوَّرا
جَلَبنَ عَلَيكَ الشَوقَ مِن كُلِّ مَجلَبٍ
جَلَبنَ عَلَيكَ الشَوقَ مِن كُلِّ مَجلَبٍ / بَعيدٍ وَلم يَترُكنَ لِلمَرءِ أَحوَرا
إِذا ضَلَّ عَنهُم ضَيفُهُم رَفَعوا لَهُ
إِذا ضَلَّ عَنهُم ضَيفُهُم رَفَعوا لَهُ / مِن النارِ في الظَلماءِ أَلويَةً حُمرا
وَبَناتُ نَعشٍ يَستَدِرنَ كَأَنَّها
وَبَناتُ نَعشٍ يَستَدِرنَ كَأَنَّها / بَقَراتُ رَملٍ خَلفَهُنَّ جآذِرُ
وَالفَرقَدانِ كصاحبَينِ تَعاقَدا / تاللَهِ تَبرَحُ أَو تَزول عَتايرُ
وَالجَديُ كالرَجُلِ الَّذي ما أَن لَهُ / عَضدٌ وَلَيسَ لَهُ حَليفٌ ناصِرُ
وَتزاوَرَ العَيّوقُ عَن مَجداتِهِ / كالثَورِ يُضرِبُ حينَ عافَ الباقِرُ
وَتَرفَّعَ النِسرانِ هَذا باسِطٌ / يَهوي لسقطَتِهِ وَهَذا كاسِرُ
وَالنَطعُ يَلمَعُ وَالبطَينُ كَأَنَّهُ / كَبشٌ يطَرِّدُهُ لحَتفٍ تائِرُ
وَالحوتُ يَسبَحُ في السَماءِ كسِبحِهِ / في الماءِ وَهوَ بِكُلِّ سبحٍ ماهِرُ
وَكَواكِبُ الجَوزاءِ مِثلُ عَوائِدٍ / تَمري لَهُنَّ قَوادِمٌ وأَواخِرُ
وَكأَنَّ مَرَزمَها عَلى آثارِها / فَحلٌ عَلى آثارِ شَولٍ هادِرُ
وَتَعَرَّضَت هادي السُعودِ كَأَنَّها / رَكبٌ تأوَّبَ بَطنَ تَبعٍ مائِرُ
وَبَدا سُهَيلٌ كالشِهابِ مُشَبِّهٌ / راعٍ عَلى شَرَفِ العَرينَةِ سائِرُ
وَبَدَت نُجومٌ بَينَ ذاكَ كَأَنَّها / دُرٌّ تَقَطَّعَ سِلكُهُ مُتَناثِرُ
أَهاجَكَ رَبعٌ بالبَليَّينِ داثِرُ
أَهاجَكَ رَبعٌ بالبَليَّينِ داثِرُ / أَضَرَّ بِهِ سافٍ مِلثٌّ وَماطِرُ
اللَهُ يَعلَمُ أَنّا في تَلَفُّتِنا
اللَهُ يَعلَمُ أَنّا في تَلَفُّتِنا / يَومَ الفِراقِ إِلى أَحبابِنا صُوَرُ
وَأَنَّني حَوثُما يَشري الهَوى بَصَري / مِن حَيثُما سَلَكوا أَدنوا فَأَنظُورُ
في الشيبِ زَجرٌ لَهُ لَو كانَ يَنزجِرُ
في الشيبِ زَجرٌ لَهُ لَو كانَ يَنزجِرُ / وَبالِغٌ منه لَولا أَنَّهُ حَجَرُ
إِبيضَّ واحمرَّ مِن فَوديهِ واِرتَجعَت / جليّةُ الصبحِ ما قَد أَغفلَ السحرُ
وَللفتى مُهلةٌ في الحبِّ واسِعَةٌ / ما لَم يَمت في نَواحي رأسِهِ الشعرُ
قالَت مَشيبٌ وَعشقٌ رحتَ بينهما / وَذاكَ في ذاكَ ذَنَبٌ لَيسَ يُغتَفَرُ
في حاضِرٍ لَجِبٍ بِاللَيلِ سامِرُهُ
في حاضِرٍ لَجِبٍ بِاللَيلِ سامِرُهُ / فيهِ الصَواهِلُ وَالراياتُ وَالعُكَرُ
وَخُرَّدٌ كالمَها حُورٌ مَدامِعُها / كَأَنَّها بَينَ كُثبانِ النَقا بَقَرُ
إِن الحَديثَ تَغُرُّ القَومَ خلوَتُهُ
إِن الحَديثَ تَغُرُّ القَومَ خلوَتُهُ / حَتّى يَلِجَّ بِهِم عيٌّ وَإِكثارُ
يا ابنَ الفَواطمِ خَيرِ الناسِ كلِّهِمُ
يا ابنَ الفَواطمِ خَيرِ الناسِ كلِّهِمُ / عِندَ الفخارِ وَأَولاهُم بِتَطهيرِ
إِنّي لحاملُ عذري ثم ناشِرُهُ / وَلَيسَ يَنفَعُ عذرٌ غيرُ تَشويرِ
وَحالفٌ بِيَمينٍ غيرِ كاذِبَةٍ / بِاللَهِ وَالبُدنِ إِذ كُبَّت لتنحيرِ
وَبالمَشاعِرِ أَعلاها وَأَسفلِها / وَبيتِ ربٍّ باجيادينَ مَعمورِ
لَقَد أَتَاكَ العِدى عَنّي بِفاحِشَةٍ / مِنهُم فَرَوها بأسيافٍ وَتَكثيرِ
لا تَسمَعَنَّ بِنا إِفكاً وَلا كَذِباً / ياذا الحفاظِ وَذي النعماءِ وَالخِيَرِ
وَالمُستَعان إِذا ما أَزمَةٌ أَزمت / بناجِذيها عَلى الحَدْبِ الحَدابيرِ
لَم يوصِني اللَهُ إِذ أَوصى بِبَعضكُمُ / وَلا النَبيُّ الَّذي يَهدي إِلى النورِ
قُتِلتُ إِن كانَ حَقاً ثُمَّ كانَ دَمِي / إِلى وَليٍّ ضَعيفٍ غَيرِ مَنصورِ
وَاللَهِ لَو كانَ أَن تَرضى فراقَ يدي / فارقتُها بعتيقِ الحدِّ مَطرورِ
أَو بقرُ بَطني جهاراً قمتُ أَبقرُهُ / حتَّى يُعالَجَ منِّي بَطنُ مَبقورِ
أَو قطَّعَ الأَكحَل المغترّ قاطِعهُ / أعذرتُ فيهِ وَلَم أَحفَل لِتَغريرِ
أَدارَ سُلَيمى بَينَ بَينٍ فَمَثعَرٍ
أَدارَ سُلَيمى بَينَ بَينٍ فَمَثعَرٍ / أَبَيني فَما استُخبِرتِ إِلا لَتَخبِري
أَبيني حَبَتكِ البارِقاتُ بِوَبلِها / لَنا مَنسَماً عَن آلِ سَلمى وَشَغفَرِ
لَقَد سُقِيَت عَيناكِ أَن كنتُ باكياً / عَلى كلِّ مَبدى مِن سَليمٍ وَمَحضَرِ
عَفا سائِرٌ مِنها فَهَضبُ كِتانَةً
عَفا سائِرٌ مِنها فَهَضبُ كِتانَةً / فَدارَ بِأَعلى عاقِلٍ أَو مُحَسَّرِ
وَمِنها بشَرقيِّ المَذاهِبِ دِمنَةٌ / مُعَطَّلَةٌ آياتُها لَم تَتَغَيَّرِ
قَصَرنا بِها لَمّا عَرفنا رُسومَها / أَزِمَّةَ سَمجاتِ المَعاطِفِ ضُمَّرِ