المجموع : 35
لِلّه أِخوان أَفادوا مَفخَراً
لِلّه أِخوان أَفادوا مَفخَراً / فَبِوَصلِهم وَوَفائِهم أَتكثر
هُم ناطِقون بِغَير أَلسِنة تُرى / هُم فاحِصون عَن السَرائر تُضمر
أَن أَبغِ مِن عرب وَمِن عَجَم مَعاً / علماً مَضى فيهِ الدَفاتر تخبر
حَتّى كَأَنّي شاهد لِزَمانِها / وَلَقَد مَضَت مِن دون ذَلِكَ أَعصر
خَطباء أَن أَبغ الخَطابة يَرتَقوا / كَفي ف كَفي لِلدَفاتر منبر
كَم قَد بَلَوت بِهِ الرِجالَ وَإِنَّما / عَقل الفَتى بِكِتاب علم يُسبَر
كَم قَد هَزمت بِهِ جَليساً مُبرَما / لا يَستَطيع لَهُ الهَزيمة عَسكَر
اِجعَل جَليسَك دَفتَراً في نَشرِهِ
اِجعَل جَليسَك دَفتَراً في نَشرِهِ / لِلمَيت مِن حكم العُلوم نشور
وَمُفيد آداب وَمُؤنسَ وَحشة / وَإِذا اِنفَرَدَت فَصاحب وَسَمير
فَكِتاب علم لِلأَديب مُؤانس / وَمُؤدب وَمُبَشر وَنَذير
هَل أَنتَ عَلى باقي جَناح كسرته
هَل أَنتَ عَلى باقي جَناح كسرته / وَريش الذنابي مُستَقل فَطاير
وَكَيف يَطير الصَقر أَودى جَناحه / كَسيراً وَغالَت دابريه المَقادر
لَقَد كُنتُ مِما أَحداث الدَهر آمِنا / أَلا لَيتَني ضُمَّت عَليَّ المَقابر
كَأَنَّهُ مِن سُمو همته
كَأَنَّهُ مِن سُمو همته / يَأتي طَريق العُلى فَيُختَصَرُ
وَإِذا الشَمس لاحَظَت سرح
وَإِذا الشَمس لاحَظَت سرح / آذريونها أَشعَلَت لَنا منهُ نارا
فَهُوَ في الأَرض كَالمَصابيح تَبغي / مِن سَنا الشَمس لِلمَصابيح نارا
وَلَيلة مثل أَمر الساعة اِشتَبَهَت
وَلَيلة مثل أَمر الساعة اِشتَبَهَت / حَتّى تَقَضت وَلَم نَشعُر بِها قِصرا
ما يَستَطيع بَليغ وَصف سُرعتها / فاتَت وَلَم تَعتَلق وَهماً ولا خطرا
أَبسط العُذر في التَأَخُر عَنكُم
أَبسط العُذر في التَأَخُر عَنكُم / شُغل الحلى أَهله أَن يُعارا
يا لَها جَنَة بَدَت كَعَروس
يا لَها جَنَة بَدَت كَعَروس / لَم يَكُن حُسن حليها مُستَعارا
قُل لِمَن أَصبَحَت لَهُ الشَمس غَيري
قُل لِمَن أَصبَحَت لَهُ الشَمس غَيري / فَهِيَ مِما تسام في الجَو حيرى
بِأَبي زدت حينَ سافَرت حسنا / لَو نسم وَجهك الغَزالة ضيرا
كَازدياد الهِلال مِن نورِهِ في / أَول الشَهر كَما اِزدادَ سيرا
كَأَنَّ السَماء اِستَكست الأَرض حلة
كَأَنَّ السَماء اِستَكست الأَرض حلة / منمنمة حيكَت عَلَيها بِمقدار
كَأَنَّ اِخضِرار الجَو تَحتَ نُجومَها / اِخضِرار رياض نشرت بَينَ أَنوار
كَأَن نُجوماً سائِراتٍ نَهارَها / وَوافَت عَشاءً وَهِيَ انضاء أَسفار
مُرَصَعة بِالدُر مِن كُلِ جانب / يَزر عَلَيها في الهَواء بِاِزرار
إِذا فجع الدَهر أمرأ بخليله تس
إِذا فجع الدَهر أمرأ بخليله تس / لى وَلا يسلى لِفَقد الدَفاتر
وَقد غمض الغَرب الهِلال كَأَنَّما
وَقد غمض الغَرب الهِلال كَأَنَّما / يُلاحظ مِنهُ ناظر ذات أَشفار
كَأَنَّ الَّذي بقى لَنا مِنهُ أفقه / فَضيض سِوارٍ أَو قَراضة دينار
كَأَنَّ سَنا خَط المَجَرة بِينَها
كَأَنَّ سَنا خَط المَجَرة بِينَها / تَرقرق ماءٍ بَينَ نُواره جار
كَأَنَّ يَد الجَوزاء مِن لَمع برقها / تَهز صَفيحاً أَو تشب سَنا نار
يا مَن يُسرّ لِيَ العَداوة أَبدها
يا مَن يُسرّ لِيَ العَداوة أَبدها / وَاعمد بِجهدك يا مُنافق أَو ذر
لِلّه عِندي عادة مَشكورة / في مَن يُعاديني فَلا تَتَحير
أَنا واثق بِدُعاء جَدي المُصطَفى / لِأَبي غداة غَدير خُمٍّ فَاِحذر
وَاللَه أَسعدنا بارث دُعائه / في مَن يُعادي أَو يَوالي فَاِصبر
دَع حُب أَول مِن كَلَفت بِحُبه
دَع حُب أَول مِن كَلَفت بِحُبه / ما الحُب إِلّا لِلحَبيب الآخر
ما قَد تَوَلى لا اِرتِجاع لِطيبه / هَل غائب اللذات مثل الحاضر
إِن المَشيب وَقَد وَفى بِمَقامِهِ / أَوفى لَدَيَّ مِن الشَباب الغادر
دُنياكَ يَومك دونَ امسك فَاعتبر / ما السالف المَفقود مِثل الغابر
وَمخطفات كَأَنَّ الحُب أَخطفها
وَمخطفات كَأَنَّ الحُب أَخطفها / هيف الخُصور ثَقيلات المَآخير
صُفر الثِياب كَأَنَّ الدَهر أَلبَسَها / بِناضر النَبت أَلوان الدَنانير
صدف شق عَن لآلئ دُرٍّ
صدف شق عَن لآلئ دُرٍّ / أَم كتاب قَد فَضَ عَن نَظم شعر
وَقوافٍ مقومات لَدى / الأَبيات مَوزونَةٍ بِقسطاس فِكر
وَعَذارى برَزن لي في حِدادٍ / أَم سُطور زَهَت بِنَظم وَنَثر
لا وانسي وَفَرحَتي بِكِتاب / أَنا مِنهُ في أُنسِ أَضحى وَفِطر
ما دَدا لَيل وَحشَتي قَط إِلّا / كُنتُ لي فيهِ طالِعاً مثل بَدر
بِحَديث يَقيم لِلأُنس شَوقاً / وَاِبتِسام يَكف لَوعَةَ صَدري
لا تُؤخر عَني الجَواب فَيَومي / مِثل دَهرٍ وَساعَتي مِثلَ شَهر
بِأَبي لَو قَدرت مِن فَرط شَوقي / كُنتُ طَيَّ الكِتاب أَول سَطر
أَقول وَقَد أَوقَظت مِن سنة الكَرى
أَقول وَقَد أَوقَظت مِن سنة الكَرى / بِعَذل يُحاكي لَذعِهِ لَذعة الفَجر
دَعوني وَلَيل اللَهو في لَيلة المُنى / وَلا توقِظوني بِالمَلام وَبِالزَجر
وَقالوا لي اِستَيقظ فَصُبحك لائح / فَقُلت لَهُم طيب الكَرى ساعةَ الفَجر
تبلج بِروح اليَأس أَو روحة الغِنى
تبلج بِروح اليَأس أَو روحة الغِنى / أَو الصدق لي في الوَعد أَو طَلَب العُذر
فَما لي تُقى يَحيى وَلا حلم يوسف / وَلا صَبر أَيوب وَلا مُدةَ الخَضرِ
ف كَالبَدر إذا يَجري
ف كَالبَدر إذا يَجري /
وَكَالليلِ إِذا يَسري /
وَكَالصارم إِذ يَفري /