القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو هِلال العسكريّ الكل
المجموع : 78
وَوَجهٍ تَشَرَّبَ ماءَ النَعيمِ
وَوَجهٍ تَشَرَّبَ ماءَ النَعيمِ / فَلَو عُصِرَ الحُسنُ مِنهُ اِنعَصَر
يَمُرُّ فَأَمنَحُهُ ناظِري / فَيَنثُرُ وَرداً عَلَيهِ الخَضَر
تَمَتَّعَتِ العَينُ مِن حُسنِهِ / فَما حَفَلَت بِطُلوعِ القَمَر
قَصُرَ العَيشُ بِأَكنافِ الغَضا
قَصُرَ العَيشُ بِأَكنافِ الغَضا / وَكَذا العَيشُ إِذا طابَ قَصُر
في لَيالٍ كَأَباهيمِ القَطا / لَستَ تَدري كَيفَ تَأتي وَتَمُر
زَمانٌ كَثَوبِ الغولِ فيهِ تَلَوُّنٌ
زَمانٌ كَثَوبِ الغولِ فيهِ تَلَوُّنٌ / فَأَوَّلُهُ صَفوٌ وَآخِرُهُ كَدَر
وَلاحَ آذَرِيونُها
وَلاحَ آذَرِيونُها / مِثلَ الغَوالي في السُرَّر
خَليقَةُ شَهمٍ كُلَّما أَسمَحَت مَحَت
خَليقَةُ شَهمٍ كُلَّما أَسمَحَت مَحَت / مَعالِمَ جَدبٍ لَم يُطِق مَحوَها المَطَر
نُصِرتَ عَلى الأَعداءِ فَليَهنِكَ النَصرُ
نُصِرتَ عَلى الأَعداءِ فَليَهنِكَ النَصرُ / وَدانَت لَكَ الدُنيا وَذَلَّ لَكَ الدَهرُ
فَأَنتَ كَإِقبالِ الشَبيبَةِ وَالصِبا / تَطيبُ بِكَ الدُنيا وَيَنعَمِرُ العُمرُ
وَلَيسَ كِرامُ الناسِ إِلّا كَواكِباً / عَلى صَفحَتَي لَيلٍ وَأَنتَ لَهُم بَدرُ
وَفي الناسِ أَجوادٌ كَثيرٌ وَإِنَّما / أُولَئِكَ أَثمادٌ وَأَنتَ لَهُم بَحرُ
فَإِن أَظلَمَ الأَحداثُ وَاِسوَدَّ لَونُها / فَهُم شَفَقٌ فيها وَأَنتَ بِها فَجرُ
أَبا قاسِمٍ فَخراً عَلى المَجدِ وَالعُلا / فَإِنَّ العُلا رَوضٌ وَأَنتَ بِهِ زَهرُ
غَدَت أَرضُنا مِنكُم سَماءً مُظِلَّةً / لَها أَنجُمٌ مِن زُهرِ أَخلاقِكُم زُهرُ
كَأَنَّكَ في خَدِّ الزَمانِ تَوَرُّدٌ / وَفي فَمِهِ ضِحكٌ وَفي وَجهِهِ بِشرُ
فَمَن يَكُ مَمدوحاً بِنَظمٍ نَصوغُهُ / فَإِنَّكَ مَمدوحٌ بِكَ النَظمُ وَالنَثرُ
وَإِن يَكُ بَعضُ الأَكرَمينَ يَعُقُّني / فَإِنَّكَ مَدُّ البَحرِ إِن أَخلَفَ القَطرُ
قَد نِلتَ بِالرَأيِ وَالتَميِيزِ مَنزِلَةً
قَد نِلتَ بِالرَأيِ وَالتَميِيزِ مَنزِلَةً / ما نالَها أَخَواكَ البَحرُ وَالمَطَرُ
وَبِالتَكَرُّمِ وَالأَفضالِ مَرتَبَةً / لَم يُعطَها خادِماكَ السَيفُ وَالقَدَرُ
قالوا أَيُمطِرُ مِن مَحلٍ أَلَمَّ بِهِ / فَقُلتُ قَد تُمطِرُ الأَنهارُ وَالغَدرُ
مالٌ يُبَدِّدُهُ في جَمعِ مَكرُمَةٍ / فَالمَجدُ مُجتَمِعٌ وَالمالُ مُنتَشِرُ
مَناقِبٌ ما يَكادُ الدَهرُ يَهدِمُها / كَأَنَّها أُصَلٌ لِلدَهرِ أَو بُكَرُ
فَاِبشِر فَإِنَّكَ رَأسٌ وَالعُلا جَسَدٌ / وَالمَجدُ وَجهٌ وَأَنتَ السَمعُ وَالبَصَرُ
لَولاكَ لَم تَكُ لِلأَيّامِ مَنقَبَةٌ / تَسمو إِلَيها وَلا لِلدَهرِ مُفتَخَرُ
تَواضَع إِذا مَدَّ العَلاءُ بِضَبعِهِ
تَواضَع إِذا مَدَّ العَلاءُ بِضَبعِهِ / كَما اِنحَطَّ ضَوءُ البَدرِ وَاِرتَفَعَ البَدرُ
مَرَّ بِنا يَستَميلُهُ السُكرُ
مَرَّ بِنا يَستَميلُهُ السُكرُ / وَكَيفَ يَصحو وَريقُهُ خَمرُ
قَبَّلتُ فيهِ عَلى مُراقَبَةٍ / يَنبوعَ خَمرٍ حَصباؤُهُ دُرُّ
قالوا صَبَرتَ وَما صَبَرتُ جَلادَةً
قالوا صَبَرتَ وَما صَبَرتُ جَلادَةً / لَكِن لِقِلَّةِ حيلَتي أَتَصَبَّرُ
خَيرُ الوَرى لِخِيارِ الناسِ كُلِّهُمُ
خَيرُ الوَرى لِخِيارِ الناسِ كُلِّهُمُ / وَشَرُّهُم لِشِرارِ الناسِ سَوّارُ
مُنَبَّهُ الذِكرِ مَعلومٌ طَرائِقُهُ / كَالشَمسِ لا عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ
الصَبرُ عَمَّن تُحِبُّهُ صَبَرُ
الصَبرُ عَمَّن تُحِبُّهُ صَبَرُ / وَنَفعُ مَن لامَ في الهَوى ضَرَرُ
مَن كانَ دونَ المَرامِ مُصطَبِراً / فَلَستُ دونَ المَرامِ أَصطَبِرُ
مَنفَعَةُ الصَبرِ غَيرُ عاجِلَةٍ / وَرُبَّما حالَ دونَها الغِيَرُ
فَقُم بِنا نَلتَمِس مَآرِبَنا / أَقامَ أَو لَم يُقَم بِنا القَدرُ
إِنَّ لَنا أَنفُساً تُسَوِّدُنا / أَعانَهُنَ الزَمانُ أَو يَذَرُ
وَاِبغِ مِنَ العَيشِ ما تُسَرُّ بِهِ / إِن عَذَلَ الناسُ فيهِ أَو عَذَروا
قَد كُنتُ أَحذَرُ ما أَلقاهُ مِن نَكَدٍ
قَد كُنتُ أَحذَرُ ما أَلقاهُ مِن نَكَدٍ / لَو كانَ يَنفَعُني في مِثلِهِ الحَذَرُ
يا نَفسُ صَبراً عَلى ما كانَ مِن ضَرَرٍ / فَرُبَّ مَنفَعَةٍ يَأتي بِها الضَرَرُ
كَأَنَّما النَورُ مَضحَكٌ يَقَقٌ
كَأَنَّما النَورُ مَضحَكٌ يَقَقٌ / وَعَطفَةُ الغُصِ شارِبٌ خَضِرُ
قَد جَلَّ ظاهِرُهُ وَباطِنُهُ
قَد جَلَّ ظاهِرُهُ وَباطِنُهُ / وَأَمَرَّ مِخبَرُهُ وَمَنظَرُهُ
شِعرٌ تَجَدَّدَ في عَوارِضِهِ / مِثلَ المَكانِ الرَطِبِ تَسفُرُهُ
ما خَيرُ عَيشٍ صَفوُهُ يُكَدِّرُه
ما خَيرُ عَيشٍ صَفوُهُ يُكَدِّرُه / لا بُدَّ أَن يَشكُوَهُ مَن يَشكُرُه
وَالمَرءُ يَنسى وَالمَنايا تُذكِرُه / يُميتُهُ بَقاؤُهُ فَيَقبُرُه
وَكَسرَهُ مِنهُ الَّذي لا يُجبِرُه / يَطويهِ مِن مَداهُ ما لا يَنشُرُه
في كُلِّ مَجرى نَفَسٍ يُكَرِّرُه / يَهدِمُ مِن عُمرِكَ ما لا تَعمُرُه
ما زِلتَ تَلقاهُ فَضاقَ صَدرُهُ
ما زِلتَ تَلقاهُ فَضاقَ صَدرُهُ / وَعادَ مِن بَعدِ الوِصالِ هَجرُهُ
مَن أَكثَرَ الغِشيانَ خَسَّ قَدرُهُ / لَو كُثِرَ الياقوتُ هانَ أَمرُهُ
وَلَم يَعِزَّ حُمرُهُ وَصُفرُهُ / وَلا عَلا بَينَ الأَنامِ ذِكرُهُ
زَبَرجَدَةٌ فيها قُراضَةُ فِضَّةٍ
زَبَرجَدَةٌ فيها قُراضَةُ فِضَّةٍ / فَإِن رَجَعَت تِبراً فَقَد خَسَّ أَمرُها
تُلِمُّ بِنا طَورَينِ في كُلِّ حِجَّةٍ / فَيَكثُرُ فينا خَيرُها ثُمَّ شَرُّها
فَعِندَ المِصَيفِ لَيسَ يُفقَدُ نَفعُها / وَعِندَ الخَريفِ لَيسَ يُؤمَنُ ضَرُّها
وَزائِرَةٍ في كُلِّ عامٍ تَزورُنا
وَزائِرَةٍ في كُلِّ عامٍ تَزورُنا / فَيُخبِرُ عَن طيبِ الزَمانِ مَزارُها
تُخَبِّرُ أَنَّ الجَوَّ رَقَّ قَميصُهُ / وَأَنَّ الرِياضَ قَد تَوَشّى إِزارُها
وَأَنَّ وُجوهَ الغُدرِ راقَ بَياضُها / وَأَنَّ وُجوهَ الأَرضِ راعَ اِخضِرارُها
تَحُنُّ إِلَينا وَهيَ مِن غَيرِ شَكلِنا / فَتَدنو عَلى بُعدٍ مِنَ الشَكلِ دارُها
فَيُعجِبُنا وَسطَ العِراصِ وُقوعُها / وَيُؤنِسُنا بَينَ الدِيارِ مَطارُها
أَغارَ عَلى ضَوءِ الصَباحِ قَميصُها / وَفازَ بِأَلوانِ اللَيالي خِمارُها
تَصيحُ كَما صَرَّت نِعالُ عَرائِسٍ / تَمَشَّت إِلَيها هِندُها وَنُوارُها
تُجاوِرُنا حَتّى تَشِبَّ صِغارُها / وَتَقضي لُباناتِ النُفوسِ كِبارُها
تَجَلّى لَكَ الإِملاكُ عَمّا تُحِبُّهُ
تَجَلّى لَكَ الإِملاكُ عَمّا تُحِبُّهُ / فَإِنَّكَ قَد فَصَّلتَ بِالتِبرِ جَوهَرا
فَصَيَّرتَهُ لِلدَهرِ عَقداً مُفَصَّلاً / وَطَيَّرتَهُ في الأُفقِ نَشراً مُعَطَّرا
هُوَ اليُمنُ لَم يُعدِمكَ مَحبوبَةً دَنَت / وَمَكروهَةً شَطَّت وَصَعباً تَيَسَّرا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025