المجموع : 48
يا صَفوَتي مِنَ البَشَرْ
يا صَفوَتي مِنَ البَشَرْ / يا كَوكَباً بَل يا قَمَرْ
يا غُصنًا إِذا مَشى / يا رَشأً إِذا نَظَرْ
يا نَفَسَ الرَوضَة قَد / هَبَّت لَها ريح سَحَرْ
يا رَبةَ اللحظِ الَّذي / شَدَّ وثاقاً إِذ فَتَرْ
مَتى أُداوي يا فِدا / كِ السمع مِنّي وَالبَصَرْ
ما بِفُؤادي من جَوىً / بِما بِفيك من خَصَرْ
قامَت لِتَحجُبَ قُرصَ الشَمسِ قامَتُها
قامَت لِتَحجُبَ قُرصَ الشَمسِ قامَتُها / عَن ناظِري حُجِبَت عَن ناظِرِ الغيرِ
عِلماً لَعَمرُكَ مِنها أَنَّها قَمَرٌ / هَل تَحجُبُ الشَمسَ إِلّا صَفحَةُ القَمَرِ
مَشَمّكِ أَفوَحُ في مِعطَسي
مَشَمّكِ أَفوَحُ في مِعطَسي / وَوَجهُكِ أَملَحُ في ناظِري
ظَفَرتُ بِقُربِكِ بَعدَ اِمتِناعٍ / فَمِن ذاكَ سُمِّتُ بِالظافِرِ
عُلِّقتُ جائِلَةَ الوِشاحِ غَريرَةً
عُلِّقتُ جائِلَةَ الوِشاحِ غَريرَةً / تَختالُ بَينَ أَسِنَّةٍ وَبَواتِرِ
حَسَدتُ كِتابي عَلى فَوزِهِ
حَسَدتُ كِتابي عَلى فَوزِهِ / بإِبصارهِ الغُرّةَ الزاهِرَهْ
فَيالَيت شَخصي يَكون الكِتاب / فَتلحَظُهُ المُقلَةُ الساحِرَهْ
لَم تَصفُ لي بَعدُ وَإِلّا فَلِم
لَم تَصفُ لي بَعدُ وَإِلّا فَلِم / لَم أَرَ في عُنوانِها جَوهَرَهْ
دَرَت بِأني عاشِقٌ لاسمِها / فَلَم تُرَد لِلغَيظ أَن تَذكُرَهْ
قالَت إِذا أَبصَرَهُ ثابِتا / قَبّلهُ وَاللَهِ لا أَبصَرَهْ
القَلبُ قَد لجَّ فَما يُقصَرُ
القَلبُ قَد لجَّ فَما يُقصَرُ / وَالوَجدُ قَد جَلّ فَما يُستَرُ
وَالدَمعُ جارٍ قَطرهُ وابِلٌ / وَالجِسمُ بالٍ ثَوبُهُ أَصفَرُ
هَذا وَمَن أعشَقُهُ واصِلٌ / كَيفَ بِهِ لَو أَنَّهُ يَهجُر
لَكِن عَدَتني نائِباتُ النَوى / في دَوحِهِ وَالشادنُ الأَحوَرُ
وَالكَوكَبُ الوَقّاد تَحتَ الدُجى / في أُفقهِ وَالقَمَرُ الأَزهَرُ
وَالنَرجِسُ الفَوّاح غَبَّ النَدى / في رَوضهِ وَالمَندَلُ الأَذفَرُ
قَد خُبِّرَت عَنّيَ أَنّي امرؤٌ / فيهِ شُحوبٌ وَظَنّي يَظهَرُ
فَأَبدِتِ الاشفاقَ مِن حالَتي / وَمِثلُ ما تُبديهِ ما تُضمرُ
واِستفهمت إِن كُنتُ ذا علةٍ / أَو ذا اِشتياقٍ نارُهُ تُسعَرُ
سيدتي لَم تُنصِفي عاشِقاً / أَضحى كَما أَخَبرَكِ المُخبِرُ
إِذ قُلتُ هَل مِن أَلَمٍ طائِفٍ / ما بِكِ أَو شوقٌ فَما تَصبُرُ
ظَلَمتِ بالشك هَوايَ الَّذي / يَعرِفُهُ الغُيّبُ وَالحَضَّرُ
وَاللَهِ ما سُقميَ إِلّا هَوىً / كُلَّ هَوىً في جَنبِهِ يَصغُرُ
غيّرَ جِسمي فاِعلَمي أَنَّني / أَرومُ لُقياكِ وَلا أَقدِرُ
فاِستَغفِري اللَهَ مِن الظلمِ لي / فَإِنَّ مَن يَظلم يَستَغفِرُ
دارَى ثَلاثَتَهُ بِلُطف ثَلاثَةٍ
دارَى ثَلاثَتَهُ بِلُطف ثَلاثَةٍ / فَثَنّى بِذاكَ رَقيبَهُ لَم يَشعُرِ
أَسرارَهُ بِتَسَتُّر وَأَوارهُ / بِتَصَبُّرٍ وَخَبالهُ بِتَوَقُّرِ
أَلا حيّ أَوطاني بِشِلبٍ أَبا بَكرٍ
أَلا حيّ أَوطاني بِشِلبٍ أَبا بَكرٍ / وَسَلهُنّ هَل عَهدُ الوِصال كَما أَدري
وَسَلِّم عَلى قَصر الشَراجيب عَن فَتىً / لَهُ أَبَداً شَوقٌ إِلى ذَلِكَ القَصرِ
مَنازِلُ آسادٍ وَبِيضِ نَواعِمٍ / فَناهيكَ من غيل وَناهيك مِن خِدرِ
وَكَم لَيلَةٍ قَد بِتُّ أَنعَمُ جُنحَها / بِمُخْصَبَة الأَرداف مُجدَبَة الخَصرِ
وَبيضٍ وَسُمرٍ فاعِلاتٌ بِمُهجَتي / فِعال الصِفاح البيضِ وَالأسلِ السُمرِ
وَلَيلٍ بِسُدّ النَهر لَهواً قَطَعتُهُ / بِذات سِوارٍ مِثلَ مُنعَطَفِ البَدرِ
نَضَت بُردَها عَن غُصنِ بان مُنَعَّمٍ / نَضيرٍ كَما اِنشَقّ الكِمامُ عَن الزَهرِ
وَبانَت تُسقيني المُدامِ بِلَحظها / فَمِن كأسِها حينا وَحينا مِن الثَغرِ
وَتُطربُني أَوتارُها وَكأَنَّني / سَمِعتُ بِأَوتار الطُلى نَغَمَ البُترِ
أَكثَرتِ هَجري غَيرَ أَنَّك رُبَّما
أَكثَرتِ هَجري غَيرَ أَنَّك رُبَّما / عَطَفَتكِ أَحيانا عَليّ أُمورُ
فَكأَنَّما زَمَنُ التَهاجُرِ بَينَنا / لَيلٌ وَساعاتُ الوِصال بُدورُ
يا مُعرِضاً عَنّي وَلَم أَجِن ما
يا مُعرِضاً عَنّي وَلَم أَجِن ما / يوجِبُ إِعراضاً وَلا هَجرا
قَد طالَ لَيلُ الهَجرِ فاِجعَل لَنا / بالوَصلِ في آخرِهِ فَجرا
إِذا ما اِقتَحَمتَ الوَغى دارِعاً
إِذا ما اِقتَحَمتَ الوَغى دارِعاً / وَقَنَّعتَ وَجهَكَ بالمِغفَرِ
حَسِبنا مُحَيّاكَ شَمسَ الضُحى / عَلَيها سَحابٌ مِن العَنبَرِ
تَمَ لَهُ الحُسنُ بالعَذار
تَمَ لَهُ الحُسنُ بالعَذار / وَاقتَرنَ اللَيلُ بِالنَهارِ
أَخضَرُ في أَبيَضَ تَبَدّى / ذَلِكَ آسي وَذا بَهاري
فَقَد حَوى مَجلسي تَماما / إِن تَكُ مِن ريقِهِ عُقاري
جاءَتكَ لَيلاً في ثياب نَهارِ
جاءَتكَ لَيلاً في ثياب نَهارِ / مِن نورها وَغِلالَة البُلّارِ
كالمُشتَري قَد لَفّ مِن مريخِهِ / إِذ لَفَّهُ في الماءِ جَذوَةَ نارِ
لَطُفَ الجُمودُ لِذا وَذا فَتآلَفا / لَم يَلقَ ضِدٌّ ضدّهُ بِنِفارِ
يَتَحَيَّرُ الراؤُونَ في نَعتَيهِما / أَصفاءُ ماءٍ أم صَفاءُ دَرارِ
أَيا مَلِكا عَمَّني فَضلُهُ
أَيا مَلِكا عَمَّني فَضلُهُ / وَلَم ألف في بَحر نُعماه زَجرا
عَهِدنا البِحار لِزَجرٍ وَمَدٍّ / وَتأبى بِحارُ أَياديكَ جَزرا
دَعَونا الأَمانيَ لَمّا رَضيتَ / فَجاءَت تَوالي عَلَينا وَتَترى
فَلَم يَبقَ لي أَمَلٌ أرتَجيه / سِوى أَن أَقومَ بِنُعماكَ شُكرا
بَقيتَ وَلا مُلكَ إِلّا وَقَد / غَدا مِلكَ كَفِّكَ قَهراً وَقَسرا
يا أَيُّها المَلْك الَّذي لَم يَزَل
يا أَيُّها المَلْك الَّذي لَم يَزَل / يَسري إِلى غُرّته الساري
وَجامِعاً في كَفِّهِ بِالنَدى / وَالبأسُ بَينَ الماء وَالنارِ
إِهنأ فَقَد نِلتَ الَّذي تَشتَهي / نَفسُكَ وَاشكُر نِعَم الباري
سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ
سَكِّن فُؤادكَ لا تَذهَب بِهِ الفِكَرُ / ماذا يُعيد عَلَيكَ البَثُّ وَالحذرُ
وَازجُر جفونك لا تَرضَ البُكاءَ لَها / وَاِصبر فَقَد كُنتَ عند الخطب تَصطَبِرُ
وَإِن يَكُن قَدرٌ قد عاق عَن وَطَرٍ / فَلا مَرَدّ لما يأتي بِهِ القدرُ
وَإِن تَكُن خيبَةٌ في الدَهرِ واحِدَةٌ / فَكَم غَدَوتَ وَمن أشياعك الظَفرُ
إِن كُنتَ في حيرَةٍ مِن جُرمِ مُجتَرِمٍ / فَإِنَّ عُذرك في ظَلمائِها قَمَرُ
كَم زَفرَةٍ مِن شِغافِ القَلبِ صاعِدَة / وعَبرة مِن شؤون العين تَنحَدِرُ
فَوِّض إِلى اللَه فيما أَنتَ خائِفُه / وَتِقْ بِمُعتَضِدٍ بِاللَهِ يَغتَفِرُ
وَلا تَرُعكَ خُطوبٌ إِن عَدا زَمَنٌ / فاللَه يَدفَع وَالمَنصور يَنتَصِرُ
وَاِصبر فَإِنَّكَ مِن قومٍ أَولي جلَدٍ / إِذا أَصابَتهم مَكروهَةٌ صَبَروا
مَن مِثل قَومك وَالمَلك الهُمام أَبو / عمرو أَبوك لَه مجدٌ وَمُفتَخَرُ
سَمَيدَعٌ يَهَب الآلافَ مُقتَدراً / وَيَستَقِلُّ عَطاياه وَيَحتَقِرُ
لَهُ يَدٌ كُلُّ جَبّارٍ يُقَبِّلها / لَولا نَداها لَقُلنا إِنَّها الحَجَرُ
يا ضَيغَماً يَقتُلُ الأَبطال مُفتَرِساً / لا توهنَنّي فَإِنّي الناب وَالظُفرُ
وَفارِساً تَحذَر الأقرانُ صَولَتَهُ / صُن عبدَك القِنّ فَهوَ الصارِم الذكرُ
هُوَ الَّذي لَم تَشِم يُمناك صَفحَتَهُ / إِلّا تَأتّى مُرادٌ وَاِنقَضى وَطَرُ
قَد أَخلَقتَني صُروف أَنتَ تعلمها / وَقالَ موردها ما لي بِها صدرُ
فالنَفسُ جازِعَةٌ وَالعَينُ دامِعَةٌ / وَالصَوتُ مُرتَفِعٌ وَالسِرُّ منتشِرُ
وَزادَ هَمّيَ ما بالجسم مِن سَقَمٍ / وشِبتُ رأسا وَلَم يبلُغني الكِبَرُ
وَذُبتُ إِلّا ذَماءً فيَّ يُمسكني / أَنّي عَهدتُكَ تَعفو حينَ تَقتَدِرُ
لَم يأت عبدُك دَنبا يَستَحِقُ به / عُتبى وَها هُوَ ناداكَ يَعتَذِرُ
ما الذَنبُ إِلّا عَلى قَومٍ ذَوي دَغلٍ / وَفى لَهُم عهدُك المعهود إِذ غدروا
قَومٌ نَصيحتُهُم غِشٌّ وصدقهمُ / مَينٌ وَنَفعهم إِن صُرّفوا ضَرَرُ
يُمَيَّزُ البُغض في الأَلفاظِ إِن نَطَقوا / وَيُعرَفُ الحِقدُ في الأَلحاظ إِن نَظَروا
إِن يَحرِقِ القَلب نَفثٌ مِن مَقالهمُ / فَإِنَّما ذاكَ مِن نارِ القِلى شَرَرُ
مَولاي دعوةَ مَملوكٍ بِهِ ظمأٌ / بَرح وَفي راحَتَيكَ السَلسَلُ الخضرُ
أَجِب نِداءَ أَخي قَلبٍ تملَّكَهُ / أَسى وَذي مُقلَة أودى بِها السَهَرُ
لَم أُوتَ مِن زَمَني شَيئا أُسِرُّ بِهِ / فلست أَعهَدُ ما كأس وَلا وترُ
وَلا تَمَلَّكَني دَلٌّ وَلا خَفَرٌ / وَلا سَبى خَلَدي غُنج وَلا حَوَرُ
رَضاكَ راحَةُ نَفسي لا فُجِعتُ بِهِ / فَهوَ العَتادُ الَّذي لِلدهر أَدّخِرُ
وَهوَ المُدامُ الَّتي أَسلو بِها فَإِذا / عَدَمتُها عَبَثَت في قَلبيَ الفِكَرُ
ما تركيَ الخَمرَ مِن زُهد وَلا وَرَعٍ / فَلَم يُفارِق لَعَمري سِنّيَ الصغَرُ
وَإِنَّما أَنا ساعٍ في رِضاك فَإِن / أَخفَقتُ فيه فَلا يُفسَح ليَ العُمُرُ
ما سَرّني وَأحاشي عَصر عَطفِكمُ / يَومَ أَخَلّ في القَنا وَالهامُ نَنتَثِرُ
أَجَل وَلي راحَةٌ أُخرى عَلِقتُ بِها / نَظم الكُلى في القَنا وَالهامُ تَنتَثِرُ
كَم وقعة لي في الأَعداء واضِحَة / تَفنى اللَيالي وَما يَفنى لَها الخبرُ
سارَت بِها العيسُ في الآفاقِ فاِنتَشَرَت / فَلَيسَ في كُلِّ حَيٍّ غَيرها سَمَرُ
لازلتَ ذا عِزّة قَعساء شامِخَة / لا يَبلُغ الوَهمُ أَدناها وَلا البَصَرُ
وَلا يَزالُ وَزَرٌ مِن حُسنِ رأيك لي / آوي إِلَيهِ فَنِعمَ الكَهفُ وَالوَزَرُ
إِلَيكَ رَوضَةُ فِكري جادَ مَنبتها / نَدى يَمينك لا طَلّ ولا مَطَرُ
جَعَلتُ ذكركَ في أَرجائِها شَجَراً / فَكُلُّ أَوقاتِها لِلمُجتَني ثَمَرُ
أَبا هاشِمٍ هَضَّمتَني الشِفارُ
أَبا هاشِمٍ هَضَّمتَني الشِفارُ / فَلِلَّهِ صَبري لِذاكَ الأوارْ
ذَكَرتُ شُخَيصَكَ ما بَينَها / فَلَم يَدعُني حُبه للفرارْ
الجُودُ أَحلى عَلى قَلبي مِنَ الظَفرِ
الجُودُ أَحلى عَلى قَلبي مِنَ الظَفرِ / وَمِن مَنال قَصيّ السؤلِ وَالوَطَرِ
وَمِن غِناء أرَيوى في الصبوح لَنا / يا طلعةَ الشَمس في الآصال وَالبُكَرِ
وَمِن حَنَنتُ إِلى ما اِعتَدتُ مِن كَرَمٍ / حَنينَ أَرضٍ إِلى مُستأخر المَطَرِ
وَقَد تناهت يَدي عَن كأسها غَضَباً / وَمَجَّت الأُذنُ أَيضاً نَعمَةَ الوَتَرِ
حَتّى أُمَلِّك هذي ما تَجودُ بِهِ / وَأَسمَعَ الحَمدَ بِالأُخرى عَلى الأثرِ
فَهاتِها خِلعاً أَرضي السَماحَ بِها / مَحفوفَةً في أَكُفّ الشِربِ بِالبِدَرِ
أَيُّها الفائِقُ أَهلَ ال
أَيُّها الفائِقُ أَهلَ ال / عَصرِ في مَرأى وَمَخَبرْ
لَكَ آراءٌ مَتى تَن / هَدْ إِلى الأَعداء تَظفَرْ
وافَقَ العَنبَرُ مِن لَف / ظِكَ مِن ذهنيَ مِجمَرْ
فَعَرَفنا بِذَكيّ ال / عَرف ماقَد كانَ مُضمَر
وَلَعَرفُ الكَلِم العَذ / ب مِنَ العَنبَر أَعطَرْ
وَسألنا صَقر أَطيا / رِك بِالسِرِّ فَأخبَرْ
وَغَدا النَسرُ خَطِيباً / إِذ غَدا القِرطاس مِنبَرْ
وَبَدا ما كانَ يخفى / وَفَشا ما كانَ يُستَرْ
نَظمُ دُرٍّ يَستَبي القَل / بَ مَتى يُنظَم وَيُنثَرْ
دَلَّني أَنَّكَ في الخُل / صان مَعقودٌ بِخِنصَرْ
دُمتَ في عَيش هِنيٍّ / صَفوُهُ غَيرُ مُكَدّرْ