القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 46
يا من يرى الفخرَ بأجدادِهِ
يا من يرى الفخرَ بأجدادِهِ / لستَ من الأجدادِ لو تدري
وما ارى أعجبَ من جدوَلٍ / ينضبُ والأمواهُ في النهرِ
فاترك عظامَ الناسِ في قبرها / ولا تقل زيدي ولا عمري
أرى الدنيا تؤول إلى زوالِ
أرى الدنيا تؤول إلى زوالِ / وينضمُ الأميرُ إلى الحقيرِ
فإن كان الغنى كالفقرِ يفنى / فما شرفُ الغني على الفقيرِ
أراكَ الحمى هل قبَّلتكَ ثُغورها
أراكَ الحمى هل قبَّلتكَ ثُغورها / فمَالتْ بأعطافِ الغُصونِ خُمُورًها
وحنَّت إلى سَجَعِ الحَمامِ كأنَّه / رنينُ الحُلى إذ لاعبتْها صُدورها
عذيْرِيَّ من تَلكَ الحبيبةِ ما لها / تقولُ عُذيري والمًحِبُّ عذيرها
يقلِّبُ عينيه إليها ضَميرهُ / ويلفِتُ عينيها إليهِ ضَميرُها
وما كلُّ ما يخشاه منها يضيرُهُ / ولا كلُّ ما تخشاهُ منهُ يُضيرها
وقام إليَّ العاذلاتُ يلمْنَنِي / فقلنَ ألا تَنْفكَّ قُلتُ أسيرُها
لئِن لم يكُن للظبيِ سِحرُ عيونها / فما شيمةُ الغزلانِ إلا نُفورها
وما شفني إلا النَّسيم وتيهُهُ / عليَّ إذا ما لاعبتُه خُدُوروها
ألا فاعذلوا قد مرَّ ما كنتُ حاذراً / وعادتْ ليالي الدَّهرِ يحلو مرورُها
وأصبحتِ الدنيا تضاحكُ أهلها / ويُبْسُمُ فيهم بِشْرُها وبَشيرُها
وتتيهُ بأعيادِ الملوكِ وكيفَ لا / وعيدُ أميرِ المُؤمنينَ أميرُها
أعادَ بهِ روحَ الخلافةِ ربُّها / وجاءتْ لها بالنَصْرِ فيه نصيرها
فراعتْ صناديدُ الملوكِ وما سوى / مليكِ البرايا قد أقلَّ سريرها
وجارَ عليها الدهر شعثاً خُطوبُه / فهبَّ لها عبد الحميدِ يُجيرُها
بَصيرٌ بنورِ اللهِ في كلِّ أزمةِ / تردُّ عيونَ الصَّيدِ حسرى ستورها
وطارَ بها لا يَرتَضي النَّجمَ غايةً / تمدُّ جناحَيهَا عليهِ طُيورُها
يظنُّ عِداهُ أنَّ في النَّاس مثلهُ / فيا وَيْحَهُم شمسُ الضُّحى ما نَظيرها
وغرَّ فرنسا أن ترى الليثَ باسمِاً / فلم تدرِ حتّى لجَّ فيها سفيرها
أيجلوكَ يا عضبَ الشبا ما هذت بهِ / وقبلكَ ما ضرَِّ النبيُّ هريرها
وكم دولةٍ جالت أمامكَ جولةً / وسيقَت كما ساقَ الشياهُ غرورها
ملأتَ عليها الأرض أُسْداً عوابِساً / يردِّدُ بينَ الخَافِقَينِ زئيرها
فمالتْ بهم إن شئتَ يوماً قِفارُها / وماجتْ بهم إن شئتَ يوماً بُحورها
وقد صفتِ الآجالُ في حومةِ الوغى / وحامتْ على القومِ العُداةِ نُسورُها
إذا انتضلتْ رُسلُ المنيَّاتِ أحجمتْ / جيوشُهم فاستعجلتْها قبورُها
وما لسيوفِ التُركِ يجهَلُها العِدى / وقد عَرَفتها قبلَ ذاك نُحورُها
يهزُّ إليكَ المسلمينَ صليلُها / وإنْ ضمَّ منهمْ جانِبُ الصِينِ سُورُها
ليهنَ أمير المؤمنين جلوسه / على العرش وليهنَ البرايا سرورها
فقد طارح البوسفورُ مصر تحيةً / أضاءتْ لها في جانبَيها قصورها
وشاهدَ أهلها من الأفقِ نورهُ / ولاحَ لأهليهِ منَ الأفقِ نُورها
وقامَ فتاها ينطقُ الورقَ سَجْعهُ / وقد هزَّ عِطفيهِ إليها هَديرُها
بصادحةِ لا يُطربُ القومَ غيرُها / وهل أنا للأشعارِ إلا جَريرُها
ترفُّ قوافيها إذا هيَ أقبَلتْ / تزفُّ معانِيها إليكَ سُطورُها
وما قدمَ الماضينَ أن زمانهم / تقدَّم إنْ بذَّ الجيادَ أخيرها
شكوتُ هواها فاشتكتْنِي إلى هَجرٍ
شكوتُ هواها فاشتكتْنِي إلى هَجرٍ / وقد غَلَبَ الأمرانِ فيها على أمري
وبتُّ ولا من حيلةٍ غيرَ أنني / أرى الذكرَ يصيبني فأصبو إلى الذِكرِ
مهاةٌ لعينيها تغزلتُ في المَهى / وما غَزَلي في سِحرِهِنَّ سِوى السِّحرِ
وأعشقُ فيها الشمسَ والبدرَ والذي / يشبهُ العشَّاق بالشمسِ والبدرِ
وما مضَّني إلا جفاها ولحظُها / فإنَّ كلا السيفين أُغمِدَ في صدري
تراءَتْ لنا بالقِصَرِ يوماً فلمْ تَزَلْ / تُرَفْرِفُ نفسي بعدَ ذاكَ على القَصرِ
وراحت وقد صدت ْ وبينَ قلوبنا / مسافةُ ما بين الوصالِ إلى الهجرِ
فقاسمتُها قلبي وقلتُ لعاذلي / لها شطرها مما قسمتَ ولي شطري
وأنفقتُ أيامي كما أسرفتْ يدي / جواداً بمالي في هواها وبالعمرِ
ولما تلاقينا ومالتْ تجافياً / كما تحذرُ الورقاءُ جارحة الصقرِ
شددت على قلبي يديَ ويد الهوى / تقلبهُ بينَ الضلوعِ على جمرِ
وقلت لها أبقي على الودِّ ساعة / لعلَّ لنا في الغيب يوماً ولا ندري
فقالت أغير العيد يومٌ لشاعرٍ / بحسبكَ يومَ العيدِ يا قمرَ الشعرِ
فقمتُ وقد ابصرتُ قصدي ولم أزل / بفكري حتى أشرق الفجر من فكري
وعنديَ من أشتاتِ ما في كنوزهِ / قلائد شتَّى من نظيمٍ ومن نثرِ
أعباس إن لم يبتدرْ مدحك الورى / فلا نطقت لسنٌ بمدحك لا تجري
على أنك استغنيت عن كلِّ مادحٍ / بأثاركَ الغرا وأيامكَ الغرِ
وأسديتَ لي ذا الشعرَ حتى كأنما / لقطتُ نفيسَ الدرِّ من ساحل البحرِ
ولم يكُ مدحي غيرَ أوصافكَ التي / هي الزهر إن يعبق مديحي كالعطر
وإنَّ رخيصاً كل قولٍ وإن غلا / لملكِ بلادٍ تربهنَ من التبرِ
جرى النيلُ فيها حاكياً نيل كفهِ / وهل في الورى من يعدل البحرَ بالنهرِ
فأغروا به الخزان حتى لخلتهُ / وصياً يريهِ كيف ينفقُ بالقدرِ
وما النيلُ في مصرٍ سوى دم قلبها / إذا حفظوهُ دامت الروح في مصرِ
يفيض بهِ في عصرِ عباسِ ما ترى / من العلمِ ما كانَ من نبإ الخدرِ
فتى الملكِ لا عسرٌ بعصركَ يشتكى / وقد كان هذا اليوم فاتحة اليسرِ
تضيءُ بك الأيامُ حتى كأنها / دياجي الليالي قابلتْ غرةَ الفجرِ
ويومَ تبواتَ الأريكةَ سطروا / معاليَ هذا الشعبِ في صحفِ الفخرِ
رأوكَ فتىً فوقَ الملوك عزيمةً / وشتانَ بينَ العصافير والنسرِ
على حلمِ عثمانٍ وهيبةِ حيدرٍ / وعدلِ أبي حفصٍ وحزمِ أبي بكرِ
فدمتَ مرجى في نبيكَ مهنئاً / دوامَ جلالِ البدرِ في الأنجمِ الزُهرِ
أما حدثوكَ بأخبارها
أما حدثوكَ بأخبارها / وقد نزلَ البينُ في دارِها
ليالي امرؤِ القبسِ بينَ الخيامِ / يباهي السماء بأقمارِها
فما لكَ تذكرُ تلكَ الديارْ / ومالكَ تبكي لتذكارِها
وبينَ الضلوعِ قلوبٌ عفت / وضنَّ الغرامُ بآثارِها
قلوبٌ فزعنا بها للدموعِ / فما أطفأ الدمع من نارِها
تهزُّ لها الغانياتُ القدودَ / إذا ما تناجت بأسرارها
ألا فرعى الله تلكَ القصور / وحلى السماءَ بأنوارها
يبيتُ يحنُّ لها جارها / وإن لم تحنَّ إلى جارها
قصورٌ تدلُّ بأيامها / دلال الرياضِ بآذارها
إذا طلع الصبحُ حيتْ ذكاءُ / شموساً توارتْ بأستارها
تكادُ لرقةِ سكانها / تردُّ السلام لزوَّارِها
همُ علموها اجتذابَ القلوبِ / وشقَّ مرائرِ نظَّارها
وقد سامحتها خطوبُ الزمانِ / وضنتْ عليها بأكدارها
ودارتْ بمعصمها كالسوار / رياضُ تسامتْ بأسوارها
تحاكي المجرةُ أنهارها / وتحكي النجومُ بأزهارها
كساها الشتاءُ ثيابَ الربيعِ / وزرت عليها بأزرارها
إذا اعتلَ فيها نسيمُ الصباح / ناحتْ بألسنِ أطيارها
وإن طلبَ الظلُّ فيها الهجيرَ / تأبتْ عليهِ بأشجارها
وإن حلَّ الندامى فيها رأوا / لياليها مثل أسحارها
ودبَّ النسيمُ لعيدانهم / فباتت تنوحُ بأوتارها
وأنستهمُ معبداً والغريضَ / وشدو القيانِ بأشعارها
وأهل البضيعِ وذكرى حبيبٍ / وشد المطيِّ بأكوارها
سقتها السماءُ بما تشتهي / وجادتْ عليها بأمطارها
زهَتهُ الملاحةُ حتى سفرْ
زهَتهُ الملاحةُ حتى سفرْ / وخلى الدلالَ لذاتِ الخفرْ
وباتَ يسامرُ أهلَ الهوى / وقدْ طابَ للعاشقينَ السمرْ
يحدثنا عن بني عُذْرة / ويروي لنا عن جميلٍ خبرْ
وليلى وعن حبِّ مجنونِها / وعمن وفى للهوى أو غدرْ
ويذكرنا فعلاتِ الردى / بأهلِ البوادي وأهلِ الحضرْ
كحظِّ السعيدِ إذا ما ارتقى / وحظِّ الشقيِّ إذا ما انحدرْ
أرى كل شيءٍ له آيةٌ / وآيةُ هذي الليالي العبرْ
فيا قمرَ الأفقِ ماذا الزمان / جيلٌ تخلَّى وجيلٌ غبرْ
ويومٌ يمرُّ ويومٌ يكر / فآناً نساءُ وآناً نُسرْ
بربكَ هل بالدجى لوعةٌ / فإن غابَ عنهُ سناكَ اعتكرْ
كغانيةٍ فارقتْ صبَّها / فأرختْ غليها حدادَ الشعرْ
إذا ما سهرنا لما نابنا / فما للنجومِ وما للسهرْ
أترثي لمن باتَ تحتَ الدجى / يُقَلِّبُ جنبيهِ حرُّ الضجرْ
على لوعةٍ يصطلي نارَها / وحرُّ الهوى في حشاهُ استعرْ
وقد بسطَ البدرُ فوقَ الثرى / بساطاً فنامَ عليهِ الزهرْ
إلى أن طوتهُ يمينُ الصَّبا / وقد بللتهُ عيونُ السحَرْ
وباحَ الصباحُ بأسرارهِ / فحجبتِ الشمسُ وجهَ القمرْ
أرى عجباً إذا أبصرتُ قومي
أرى عجباً إذا أبصرتُ قومي / وما تخلو من العجبِ الدهورُ
صعاليكُ إذا ما ميزوهمْ / وكلٌّ في عشيرتهِ أميرُ
ومن يكُ أعوراً والقلبُ أعمى / فكلُّ الخلقِ في عينيهِ عورُ
فيا للهِ أي فتىً اراهُ / كما انعطفتْ بشاربها الخمورُ
كأنَّ قوامهُ غصنُ ولكنْ / تفتحَ فوقَ عروتهِ الزهورُ
كأنَّ ثيابهُ شدَّتْ عليهِ / كما لبستْ من الريشِ الطيورُ
فتحسبَ قدَّهُ فيهنَّ خضراً / وتحسنُ في المشدَّاتِ الخصورُ
كأن الحلي يبرقُ في يديهِ / لتكمدَ من تلألئهِ النحورُ
ألا أبقوا الحجابَ على الغواني / قد اشتبهَ الحمائمُ والصقورُ
جارتي هل رأيتِ مثلي جارا
جارتي هل رأيتِ مثلي جارا / كلما جنهُ الظلامُ استجارا
ينثني مرةً على الكبدِ الحرّا / ويبكي على الفؤادِ مرارا
فأعيني على الأسى اليومَ وارعي / بيننا الودَ والهوى والجوارا
كيفَ تنأينَ والقلوبُ بكفيكِ / ولما تفكي هذهِ الأسارى
كلُ يومٍ تبلو العذابَ جديداً / وهي ليستْ تحبُ إلا اضطرارا
وإذا ما عذبت ذي العين بالما / ءِ فكيفَ استحقَّ ذا القلبُ نارا
أمهليني أذرُّ المدامعَ حيناً / إن في أعيني دموعاً غزارا
وبنفسي على الحبيبةِ عتبٌ / مثلَ هزِّ النسائم الأزهارا
ليتها حينما تجنَّتْ ولا ذنبٌ / جنيناهُ تقبل الأعذارا
كيفَ هامَ القطارُ حينَ رآها / أترى حسنُها استهامَ القطارا
ليسَ في قلبهِ سوى الشوقِ لكنْ / كتم الدمعَ فاستحالَ بخارا
وإذ صاحَ صيحةَ الببنِ فينا / تركَ العاشقينَ طرّاً حيارى
سارَ يطوي جوانبَ الأرضِ طياً / ولو اسطاعَ أن يطيرَ لطارا
كزمانِ الصبا وونومي إذا نم / تُ وطيفِ الحبيبِ ليلةَ زارا
أو كمعنىً يمرُّ بالفكرِ لا ينقا / دُ أو مثلِ خاطري لا يُجارى
وكأنَّ البلادَ أرسلنَ منهُ / مثلاً راحَ بينها سيَّارا
يا شبيهَ الدجى إذا غابتِ الشم / سُ انطلق سالماً وقيتَ العشارا
لو درى الأفقُ أنها فيكَ ما أط / لعَ شمسُ الضحى لئلا تغارا
سوفَ تأسى كما أسيتِ إذا ما / آنستَ أهلها وتلكَ الديارا
وسرورُ الفتى غرورٌ إذا كا / نَ يرى ما يسرُّهُ مستعارا
ليتَ شعري أنافعي اليومَ أني / لا أرى كالذي ترى أشعارا
تحسبُ الناسُ أن تلوها سكارى / قد حسوها وما همْ بسكارى
وإذا ما أشدتَها الفجرَ يوماً / سحرَ الفجرَ حسنُها فاستطارا
ورأيتُ النجومَ غارتْ حياءً / وسمعتُ الهزارَ يُشجيْ الهزارا
إن عدمنا الناس من يسعدُ النا / سَ فإنا لم نعدم الأطيارا
يا ليالي الفراقِ كوني طوالاً / داجياتٍ أو مشرقاتٍ قصارا
ما لمنْ فارقَ الحبيب جفونٌ / تعرفُ الليلَ بعدهُ والنهارا
والذي يعشقُ الحسانَ إذا سرَّ / تْهُ دهراً أسأْنهُ أدهارا
والأماني يسعى لها الناسُ لكنْ / أنهكَ الحظُ دونها الأغمارا
يا طيرُ ما للنومِ قد طارا
يا طيرُ ما للنومِ قد طارا / وما قضينا منهُ أوطارا
كأن هذا السهدَ لا يأتلي / يطلبُ من أجفاننا ثارا
إن كنتَ ظمآنَ فذي دمعي / تفجرَتْ في الأرضِ أنهارا
أو كنتَ ذا مسبغةٍ فالتقط / حبةَ قلبي كيفما صارا
أو كنتَ مشتاقاً فكن مثلنا / على الهوى يا طير صبارا
وجارني إن كنتَ لي صاحباً / فإن خيرَ الصحبِ من جارى
يا طيرُ كم في الحبِّ من ساعةٍ / تخالُ فيها العمرَ أعمارا
إن قلتُ تلهيني بها فكرةٌ / جرت على الأفكار أفكارا
أو قلتُ أنساها أقامَ الهوى / من حرها في القلبِ تذكارا
والصبُّ ما ينفكُّ في حيرةٍ / تزيدُهُ حزناً وأكدارا
ما لي أرى الأطيارَ نواحةً / كأنما فارقنَ أطيارا
وما لأغصانِ الرُّبى تلتقي / كأنما يبثثنَ أسرارا
فاسأل نسيمَ الصبحِ إن مرَّ بي / هل حملتهُ الغيدُ أخبارا
وسلْ عن الديارِ ويا ليتني / أزور يوماً هذهِ الدارا
كأنها الجنةُ لكنني / أبطنتُ من وجدي بها النارا
سماؤها مطلعةٌ أنجما / وأرضُها تطلعُ أقمارا
وكمْ بها من أكحلٍ إن رنا / سلتْ لكَ الأجفانُ بتارا
وإن مشى يخطرُ في تيههِ / هزَّت لكَ الأعطافَ خطارا
لا أنكرُ السحرَ وذا طرفهُ / أصبحَ بينَ الناسِ سحَّارا
يا فاتنَ الصبِّ على رغمهِ / والمرءُ لا يعشقُ مختارا
طوراً بنا هجرٌ وطوراً نوىً / أهكذا نخلقُ أطوارا
لو شبهوا بدرَ السما درهماً / لشبهوا وجهكَ دينارا
وكم درارٍ فيكَ نظَّمتُها / تجلُّ أن تحسبَ أشعارا
لو أن بشاراً حكى مثلها / أعطوا لواءَ الشعرِ بشارا
لاحتْ لنا والشمسُ من غيظها / قدْ ضرجتْ أثوابها بالدمِ
فاتنةٌ من بخلها لم تزلْ / وجنتُها معصورةً في الفمِ
فما أراها راهبٌ راهباً / إلا شكا المغرمُ للمغرمِ
بأبي أنتَ يا غزالُ وروحي / وفؤادي ونورُ عيني وعيني
أنتَ كالبدرِ حين يطلعُ لكنْ / في سوادِ القلوبِ والمقلتينِ
لو رآكَ الذينَ قالوا ثلاثٌ / بعدَ وهنٍ لثلثوا القمرينِ
خفقَ الحلي فوقَ صدركَ والقل / بِ فهل أنتَ مالكُ الخافقينِ
وأرى السحرَ في العيونِ فهل جئ / تَ بها بابلاً إلى الساحرينِ
وبخديكِ جنتانِ ولكنْ / في فؤادي لظىً من الجنتينِ
يا قضاةَ الغرامِ في أيِّ شرعٍ / أن يحولوا بينَ الحبيبِ وبيني
في يدكمْ غريمٌ ظبي من الغر / بِ سبى المشرقينِ والمغربينِ
فاتقوا اللهَ في قتيلٍ حبيبٍ / حسنٍ طُلَّ دمهُ كالحسينِ
هذا الدُّجى والهمُّ في صدري
هذا الدُّجى والهمُّ في صدري / كالفحمِ زادَ توهجَ الجمرِ
وكأن أنفاسي بها شعلٌ / طفئتْ من الأجواءِ في بحرِ
وكأنَّ أحزاني بها شررٌ / زحمُ الكواكبِ فهيَ لا تسري
يا ليلُ قطعتَ القلوبَ أسى / فابعث لها بنسائمِ الفجرِ
حتى م تطويني وتنشرني / خلقَ الردا بالطيِّ والنشرِ
ما طالَ عمركَ يا دجى أبداً / غلا ليقصرَ دونهُ عمري
فإذا قضيتُ وأنتَ ذو نفسٍ / فاخبا صباحكَ لي إلى الحشرِ
وإذا دجا ليلُ الحياةِ فدع / يا ليلُ مصباحاً على قبري
أنا والسما خصمانِ في قمرٍ / من حينَ أخجلَ بدرها بدري
حجبوهُ في ظلمٍ كما سدلتْ / ذاتُ الدلالِ غدائرَ الشعرِ
يا بدرُ لا تكمدْ وفيكَ ضنى / لكَ أسوةٌ بالجفنِ والخصرِ
وإذا احتجبتَ ففي الحجابِ هوى / وجمالُ ذاتِ الخدرِ في الخدرِ
هل كنتَ شاهدَنا ونحنُ كما / قرنَ الضميرُ السرَّ بالسرِّ
إلفانِ منطلقانِ في جذلٍ / وهما من الأشواقِ في الأسرِ
هذا لذاكَ هوى وذاكَ بذا / صبٌ كحاسي الخمرِ والخمرِ
ثغراً على ثغرٍ وأحسنَ ما / تجدِ الهوى ثغراً على ثغرِ
يا بدرُ كانتْ ليلةً ومضتْ / وقعَ العصافيرِ على الغُدرِ
بتنا ومن شفةٍ على شفةٍ / حيناً ومن نحرٍ على نحرٍ
أشكو ولا شكوى ويعذرني / بالحبِّ والحبُّ من العذرِ
مثلَ الحمامِ تباكياً وهوى / أما التقى الإلفانُ في وكرِ
هيهاتَ أرسلُ بعدَها أملاً / ضاعَ الرشاءُ اليومَ في البئرِ
يا من شفا عينَ الزمانِ وما / بصرَ الهوى إلا عمى الدهرِ
هبني كتاباً أنتَ مالكهُ / واقرأ ولو حرفينِ من صدري
وعلامَ تهملني وأنتَ ترى / واو الهجا حسبت على عمرو
إن الذين هجرتهم خُلقوا / كالنحلِ لا تحيا بلا زهرِ
فلئنْ تكنْ قد سُؤْتني زمناً / فالحبُّ ذو يسرٍ وذو عسرِ
يرجى الغنى للفقرِ وهو شقا / أفليسَ يرجى الوصلُ للهجرِ
إن تبتعدْ تقربْ إلى أملي / والدهرُ منعكسٌ بما يجري
وإذا قسوتَ تزيدُني طمعاً / كم يخرجُ الماءُ من الصخرِ
وبأضلعي قلبٌ أعللهُ / بالوعدِ أحياناً وبالصبرِ
من كانَ يجني الحلوَ من ثمرٍ / وأمرَّ فليصبر على المرِّ
ما لكَ عندَ الحبيبِ عذرٌ
ما لكَ عندَ الحبيبِ عذرٌ / وكلُ يومٍ نوىً وهجرُ
إذا تناءيتَ لا يبالي / وإن تقربتَ لا يسرُّ
يأبى عليِهِ الدلالُ أن إلا / يزالُ فيهِ عليكَ كبرُ
ليسَ سوى الحبُّ من جنونٍ / وليسَ غير العيونِ سحرُ
تشكو إلى البدرِ من جفاهُ / كلاهما لو علمتَ بدرُ
وترقبُ الفجرَ في الدياجي / وهل لليلِ المحبِ فجرُ
قد عرفَ الناسُ ما تعاني / وليسَ للعاشقينَ سرُّ
فلا تطعْ من يلومُ فيهِ / ولا يغرنكَ ما يغرُّ
ولا تكن للوشاةِ عبداً / فليسَ بينَ الوشاةِ حرُّ
واصبر على اللغوِ صبرَ قومٍ / مروا كراماً غداةَ مروا
وهونِ الخطبَ كم عسيرٍ / أعقبهُ في الأمورِ يسرُ
ماذا على الدهرِ إن تمادى / وكلُّ يومٍ عليكَ دهرُ
وكيفَ ترضاهُ وهو حلوٌ / وتجزعُ اليومَ وهو مرُّ
واصبرْ لها ما دهاكَ خطبٌ / إن دواءَ الهمومِ صبرُ
تفنى الليالي وليسَ يبقى / ما ينفعُ المرءَ أو يضرُّ
يا من تعذبتُ في هواهُ / أما لصبري الطويلِ أجرُ
بي حسراتٌ عليكَ ما إن / يقوى على مسهنَّ صدرُ
نسيتني والزمانُ بؤسٌ / وكنتَ لي والزمانُ نضرُ
إذا رضينا فما علينا / إن ليسَ يرضى زيدٌ وعمرو
حكمةُ اللهِ في القلوبِ فما
حكمةُ اللهِ في القلوبِ فما / ترحمنا عينُهُ من الحورِ
وما أرى قلبهُ يرقُ لنا / كأنما قلبهُ من الحجرِ
يا فاتنَ الناسِ حسنَ صورتهِ / ما تتقي اللهَ خالقَ الصورِ
قولوا لهذا الرشإ الهاجر
قولوا لهذا الرشإ الهاجر / إن دموعي جرحتْ ناظري
أبيتُ لا بدرَ الدجى مُسعدي / ولا أخوهُ في الكرى زائري
والليلُ في خطوةِ أقدامهِ / أبطأُ من تأميلي العاثرِ
وطائرُ البانِ على أيكهِ / مكتحل من نومي الطائرِ
وبي هوىً قامَ على مهجتي / ينفذُ أمرَ الملكِ الجائرِ
أطيعهُ في قتلِ نفسي وما / عليَّ إلا طاعةُ الأمرِ
من ام يكنْ مثلي فلا يدعي / حبَ ذاتِ النظرِ الفاترِ
أنا الذي أرسلَ ذكرَ الهوى / في الناسِ مثلَ المثلِ السائرِ
من معشرٍ نالوا العلى كابراً / تعزى لهُ العلياءُ عن كابرِ
حلوا ذرَى الفخرِ وما غيرهم / يسمو إلى الذروةِ من فاخرِ
فقل لهذي الأرضِ تزهى بنا / زهو السما بالفلكِ الدائرِ
إنَّا ليوثٌ شهدوا أنها / أشبالُ ذاكَ الأسدِ الكاسرِ
المفزعِ الدنيا بسمرِ القنا / والضاربِ الآفاقِ بالباترِ
والمحكمُ العدلَ كما شاءهُ / من باتَ يخشى بطشةَ القاهرِ
ما عابني أن قيلَ ذو صبوةٍ / أو قيلَ مجنونٌ بني عامرِ
والحبُّ أهدى لفؤادِ الفتى / من حاجةِ النفسِ إلى الخاطرِ
بحارُ عقلُ المرءِ فيهِ فهلْ / من حيلةٍ في عقلي الحائرِ
وبي مليحُ الدلِّ ذو طلعةٍ / تكمدُ وحه القمرِ الباهرِ
وافتْ إلي المكرماتُ التي / ليسَ لها غيري من شاعرِ
لو مرَّ بالظبياتِ لاستأنستْ / وجداً بمثلِ الرشإ النافرِ
ولو رأتهُ الأسدُ في غابها / رأتء مذلَّ الأسدِ الخادرِ
براهُ من صوَّرَهُ فتنةً / مهفهفاً كالغصنِ الناضرِ
يسومني الصبرُ وهل عاشقٌ / من لم تمتهُ لوعةُ الصابرِ
راحَ بنومي واصطباري معاً / يتيهُ تيهَ الملكِ الظافرِ
ومن اتقى اللهَ ولا يتقي / في مدمعي الملتطمِ الزاخرِ
يا مرهفَ الأعطافِ ماذا الذي / ترهفهُ من لحظكَ الساحرِ
سلبتني النومَ وضيعتهُ / فردَّ بعضَ النومِ للساهرِ
كم عاذلٍ فيكَ وكم عاذرٍ / وما على العاذلِ والعاذرِ
إنب امرؤٌ في نفسهِ عزةٌ / تجلُّهُ عن شيمةِ الغادرِ
إن قتلتني صبوتي فالهوى / أولُهُ يقتلُ في الآخرِ
خلقَ اللهُ الجمالَ حكمةً
خلقَ اللهُ الجمالَ حكمةً / تذكرُ الناسَ نعيمَ الآخرةْ
كلُّ عينٍ سهرتْ فيهِ ولمْ / تكُ من قبلِ الهوى بالساهرةْ
ليسَ ما يروى عن السحرِ سوى / ما تراهُ في العيونِ الساحرةْ
صدتْ فكانَ سلامُها نزرا
صدتْ فكانَ سلامُها نزرا / وغدتْ تضنُّ بذلكَ النزرِ
ومضتْ ليالٍ كنتُ أحسبُها / قبلَ التفرقِ آخر العمرِ
أيامَ نحنُ وعيشنا رغدٌ / يجري الزمانُ بنا ولا ندري
من عاشقٍ يشكو لعاشقةٍ / بثَّ الأسيرُ أخاهُ في الأسرِ
وتميسُ في أثوابها الحمرِ / كالغصنِ في أثوابهِ الخضرِ
وكأن ليلة إذ تقابلني / بعدَ التمنعِ ليلةُ القدرِ
كانتْ سلاماً لا نحاذرُِ في / ما كانَ إلا مطلعَ الفجرِ
وأرى الندى في الوردِ منحدراً / كالدمعِ فوقَ خدودها يجري
كلُّ امرئٍ لاق منيتهُ / والحبُّ جالبُها على الحرِّ
سلي بعدكِ الواشينَ هل ذاعَ لي سرُّ
سلي بعدكِ الواشينَ هل ذاعَ لي سرُّ / وإن كانَ أضناني بتبريحهِ الهجرُ
على أنني كاتمتُ صدري ما بهِ / وفي كبدسي ما ليسَ يعلمهُ الصدرُ
حفظتكِ لا أني ارجي من الهوى / وفاءٌ ولكن ليسَ من شيمي الغدرُ
إذا هجعتْ عيناكِ جافاني الكرى / وباتتْ تناجيني الخواطرُ والفكرُ
أقاتلتي ظلماً لي الصبرُ والرضا / وإن كانَ قلبي ليسَ يحلو لي الصبرُ
إذا كانَ ذنبي أنني لكِ عاشقٌ / فمنكِ إليكِ العذرُ لو يشفعُ العذرُ
لكِ النهيُ إلا عن هواكِ وللهوى / بلحظكِ في ألبابنا النهيُ والأمرُ
وقد ذقتُ من حلوِ الزمانِ ومرِّهِ / فلا الحلو أنساني هواكِ ولا المرُّ
ويا رحمَ اللهُ الليالي التي مضتْ / ليالي كنا والزمانُ بنا نضرُ
وكانَ حماماتُ اللواحظِ بيننا / تروحُ وتعدو والقلوبُ لها وكرُ
الا ربَّ ليلٍ أسفرتْ تحتَ جنحهِ / فما شكَّ أهلُ الحيِّ أن طلعَ البدرُ
وقالتْ عذيري منكَ أمسيتَ غادراً / فقلتُ معاذَ اللهِ أن يغدرَ الحرُّ
فقالتْ فما للفجرِ تشكو لهُ الهوى / فقلتُ وهل ليلُ المحبِّ لهُ فجرُ
فقالتْ نسيتَ العهدَ قلتُ وهل سوى / غرامكَ خصمي يومَ يجمعنا الحشرُ
فقامتْ على كبرٍ تقولُ قتلتهُ / كأن لم تكنْ تدري أو عندها خبرُ
ومثلي فتى الدنيا الذي إن مشوا بهِ / إلى القبرِ يطوي مآثرهُ القبرُ
أما كفاكَ الفراقُ غدرا
أما كفاكَ الفراقُ غدرا / وبعدَ هذي الديارِ هجرا
أسائلُ البدرَ عنكَ حيناً / وأسألُ الشمسَ عنكَ طورا
وكلما غردتْ حمامٌ / في الأيكِ طارَ الفؤادُ طيرا
قضى علينا الغرامُ أنا / نتخذُّ الليلَ فيهِ سترا
فمن عيونٍ تبيتُ عبْرى / ومن عيونٍ تبيتُ سَكْرى
وكلُّ يومٍ يخلفُ يوماً / أراهُ دهراً يعقبُ دهراً
يا أحسنَ الفاتنينَ قدّاً / وارفعَ المالكينَ قدرا
فتنتَ مصرا فهل تولى / يوسفُ يا ذا الدلالِ مصرا
لو عشقَ الشمسَ فيكَ قومٌ / لكانَ هذا الجمالُ عذرا
ما إن حسبتُ الزمانَ يوماً / يتركُ نفسي عليكَ حسرى
إذ تتثتَّى جوىً وحسناً / وإذ تجنَّى هوىً وكبرا
نقتسمُ العيشَ لا نبالي / أكانَ حلواً أم كانَ مُرّا
وقد تركنا زيداً وعَمْرا / يضربُ زيدٌ هناكَ عَمْرا
وقد أبانتْ لنا الليالي / أن لهذي الحياةِ سرّا
بينا يكونُ الزمانُ عُسْرا / إذا تراهُ استحالَ يُسرا
طالَ عليَّ ليلي
طالَ عليَّ ليلي / وليلكم في قِصَرِ
من نامَ ملءَ العينِ لا / يعرفُ أهلَ السهرِ
فسائلوا ريحَ الصبا / تنبيكم عن خبري
يا قمرَ الآفاقِ هل / سرقتَ حسنَ قمري
فأنتَ مثلُ وجهها / والليلُ مثلُ الشعرِ
ذاتُ الجفونِ قتلتْ / بصارمٍ منكسرِ
تلينُ في حديثها / وقلبها كالحجرِ
وأعقدَ الثديانِ في / قوامها كالثمرِ
لهفي على دهرٍ مضى / معَ الليالي الغررِ
مرَّ بها فلم تكنْ / إلا كلمحِ البصرِ
أماتني هذا الهوى / قبلَ انقضاءِ العُمُرِ
أوقعني في خطرٍ / من منقذي من خطري
لا تعذلوني إنهُ / حكمُ القضا والقدرِ
كم تجنيتَ يا مليحَ النفورِ
كم تجنيتَ يا مليحَ النفورِ / وأطلتَ الجفا على المهجورِ
لا ترُعْهُ فقدْ كفى ما يقاسي / من أنينٍ ولوعةٍ وزفيرِ
يجدُ العمرَ في هواكَ قصيراً / وزمانُ الصدودِ غيرُ قصيرِ
من ليالٍ تمرُّ مرَّ سنينٍ / وشهورٍ تمرُّ مرَّ دهورِ
قائماً في دُجَاهُ يرتقبُ الفجرَ وير / مي الدُّجى بدمعٍ غزيرِ
وتكادُ النجومُ تهوي إذا ما / بثَّ شكواهُ للعليمِ القديرِ
يتلاعبنَ في المجرَّةِ كالحو / رِ تراقصنَ في مياه غديرِ
خانَهُ قلبُهُ فباتَ جَزُوعا / وفؤادُ المحبِّ غير صبورِ
ولقد كانَ في هواكَ عزيزاً / يتأبى على الظباءِ الحورِ
ملكَ الحبَّ والصبابةَ والشو / قَ وربّ الإيوانِ ربّ السريرِ
فوقَ كسرى وفوقَ قبصرَ في المل / كِ وفوقَ الرشيدِ والمنصورِ
فإذا شاءَ أنزلَ البدرَ قسراً / وإذا شاءَ كانَ عندَ البدورِ
تتهاداهُ بالعيونِ ظباءٌ / ناقماتٌ على الغزالِ الغريرِ
أسكنتهُ الضميرَ حتى رأتهُ / يتهادى من كبرهِ في الضميرِ
وتباكينَ حينَ سار غراماً / فمشى فوقَ لؤلؤٍ منثورِ
فتحفظ بمهجتي يا مليكاً / شبَّ فيها مواهُ نارُ السعيرِ
إن خطبَ الصدود منكَ وإن طا / لَ على عاشقكَ غيرُ عسيرِ
باللهِ يا سحرَ العيونِ ما ترى
باللهِ يا سحرَ العيونِ ما ترى / قلبي غدا من عينها مسحورا
ذاتُ محيًّا هو فينا جنةٌ / قد خلقت فيها العيونُ حورا
صيرني مذ حجبوها كالذي / أُخرِجَ من جنتهِ مدحورا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025