المجموع : 9
أَحنّ إِلى أَرضِ الحِجازِ وَحاجَتي
أَحنّ إِلى أَرضِ الحِجازِ وَحاجَتي / خِيامٌ بِنَجدٍ دونَها الطّرف يَقصرُ
وَما نَظَري نَحوَ الحِجاز بِنافعي / أَجل وَلَكِنّي عَلى ذَاكَ أَنظرُ
أَفي كُلِّ يَومٍ نَظرَةٌ ثُمّ عَبرةٌ / لِعَينيك يَجري ماؤُها يَتَحدّرُ
مَتى يَستريحُ القَلبُ إِمّا مُجاور / حَزين وَإِمّا نازِحٌ يَتَذَكّرُ
إِذا المَرء لَم يَحتل وَقَد جَدّ جَدّه
إِذا المَرء لَم يَحتل وَقَد جَدّ جَدّه / أَضاعَ وَقاسى أَمره وَهوَ مدبرُ
وَلَكِن أَخو الحَزم الَّذي لَيسَ نازلا / بِهِ الأَمرُ إِلا وَهوَ لِلقَصد مبصرُ
فَذاكَ قَريعُ الدَّهرِ ما عاشَ حَولَهُ / إِذا سدّ مِنهُ منخرٌ جاشَ منخرُ
وَمِمّا شَجاني أَنَّها يَومَ وَدّعت
وَمِمّا شَجاني أَنَّها يَومَ وَدّعت / تَوَلَّت وَماءُ العَينِ في العَينِ حائرُ
فَلَمّا أَعادَت مِن بَعيدٍ بِنَظرَةٍ / إِلَيّ اِلتفاتاً أَسلَمَته المَحاجرُ
اليَوم أَيقَنتُ أَن الحُبَّ مُتلِفةٌ
اليَوم أَيقَنتُ أَن الحُبَّ مُتلِفةٌ / وَأَنّ صاحِبهُ منّي عَلى خَطرِ
كَيفَ الحَياة لِمَن أَمسى عَلى شَرَفٍ / مِنَ المَنيّةِ بَينَ الخَوفِ وَالحَذَرِ
يَلومُ عَينَيهِ أَحياناً بِذَنبِهُما / وَيَحملُ الذَّنبَ أَحياناً عَلى القدرِ
أَقول لِجارَتي وَالدَّمعُ جارٍ
أَقول لِجارَتي وَالدَّمعُ جارٍ / وَلي عَزم الرَّحيل إِلى الدِيارِ
ذَريني أَن أَسيرَ وَلا تَنوحي / فَإِنَ الشّهبَ أَشرَفها السّواري
فَسَيرُ السائرينَ إِلى نَجاحٍ / وَحالُ المترَفينَ إِلى بوارِ
وَأَنّي في الظَّلامِ رَأَيت ضوءاً / كَأَنّ اللَيل بدّلَ بِالنَهارِ
فَيَأتيني مِنَ الصَّنعاءِ بَرقٌ / فَذكّرني بِهِ قُرب الدّيارِ
وَكَيفَ يَكونُ للدّيدانِ طَعمٌ / وَفَوقَ الفَرقَدينِ عَرفتُ داري
أَأَرضي بِالإِقامةِ في فَلاةٍ / وَأَربَعة العَناصِر في جواري
إِلى كَم آخذ الحَيّات صحبي / إِلى كَم أَجعل التنّين جاري
إِذا لاقيت ذاكَ الضّوء أَفنى / فَلا أَدري يَميني مِن يَساري
وَلي سِرٌّ عَظيمٌ أَنكَروهُ / يَدقّونَ الرّؤوسَ عَلى الجدارِ
لِأَنوارِ نورِ اللَه في القَلب أَنوارُ
لِأَنوارِ نورِ اللَه في القَلب أَنوارُ / وَللسرّ في سرّ المُحبّين أَسرارُ
وَلمّا حَضَرنا للشّرابِ بِمجلسٍ / وَخفّ مِن عالم الغَيب أَسرارُ
وَدارَت عَلَينا لِلمَعارف قَهوة / يَطوفُ بِها مِن جَوهرِ العَقلِ خمارُ
فَلَمّا شَرِبناها بإِقراه فمها / أَضاءَ لَنا مِنها شُموس وَأَقمارُ
وَكاشَفنا حَتّى رَأَيناهُ جَهرَةً / بِأَبصار صِدقٍ لا يُواريهِ أَستارُ
وَخالَفنا في سكرِنا عِندَ نَحونا / قَديمٌ عَليمٌ دائمُ العَفوِ جَبّارُ
سَجَدنا سُجوداً حينَ قالَ تَمَتّعوا / بِرُؤيَتنا إِنّي أَنا لَكُم جارُ
قَد كنتُ أَحذَر أَن أَشقى بِفُرقَتِكم
قَد كنتُ أَحذَر أَن أَشقى بِفُرقَتِكم / فَقَد شَقيتُ بِها لَم يَنفَعِ الحَذَرِ
المَرءُ في كُلّ يَومٍ يَرتَجي غَده / وَدونَ ذَلِكَ مَخبوء لَهُ القَدرُ
القَلبُ يَأملُ وَالآمالُ كاذِبة / وَالمَغشي يَلهو وَفي الأَيّامِ مُعتبرُ
لَو عَلِمنا أَنَّنا ما نَلتَقي
لَو عَلِمنا أَنَّنا ما نَلتَقي / لَقضَينا مِن سُلَيمى وَطرا
رَقّ الزُّجاجُ وَرَقَّت الخَمرُ
رَقّ الزُّجاجُ وَرَقَّت الخَمرُ / فَتشابَها فَتَشاكل الأَمرُ
فَكَأَنَّها خَمرٌ وَلا قَدح / وَكَأَنَّها قَدحٌ وَلا خَمرُ