المجموع : 18
حيتك السنة الحيا من دار
حيتك السنة الحيا من دار / وكستك حلتها يد الأزهار
وتعطرت نفحات تربك كلما / فض النسيم لطيمة الأسحار
لله ما أبقى الأحبة مودعاً / بثراك للمشتاق من آثار
لا صرّحن اليوم فيك بلوعة / كفلت بما في الطول ونار
ما كنت بدعا في الصبابة والأسى / حتى أواري زفرتي وأواري
ما الحب إلا حرقة تلج الحشى / أو مدمع جار لفرقة جار
ومصونة حوت البهاء ستورها / سمراء يُطرب وصفها سماري
عرببية الأنساب قام بحسنها / عذرى وطاب عليه خلع عذاري
زارت على بعد المسافة بعدما / هوت النجوم ولات حين مزار
إني طوت شعب الفلا وديارها / بحمى الحجاز وبالعراق دياري
أهلاً بطيف زائر أهدى لنا / ريا ممنعة الحمى معطار
جادت بوصل وانثنت ومحبها / عاري المعاطف من ملابس عاري
هل وقفة للركب في عرصاتها / وله جوار في أعز جوار
فأقبل الحصباء منها مطفياً / جمر الجوى مني برمي جمار
فهناك لا حجر ولا عارٌ على / ذي الحجر في التقبيل للأحجار
أم عائد زمني بأجدر تربة / بالقصد في أكناف خير جدار
ربعاً به غرر العلى مبذولة / للمشتري واللاري للمشتار
وبه تبين للقلوب حقائق ال / أسرار بدر لم يُشن بسرار
هو أحمد المختار أحمد مرسل / قتّال كل معاند ختار
ندب إذا بث الجياد مغيرة / علقت بحبل للثبات مغار
بيمينه في الحرب حتف الممترى / وحياتها في السلم للممتار
غمر الندى بجلاء أعمار الورى / متكفل وهداية الأغمار
جعل المهيمن في مسامع خصمه / وقراً وزان صحابه بوقار
وهو المظل بالغمائم من أذى ال / أسفار والمنعوت في الأسفار
وبه تنشر حين سار مهاجراً / للغار ذكر فاق نشر الغار
وانهل إكراماً له صوب الحيا / والقطر محتبس عن الأقطار
فضل البرية كلها وسار به / طود العلى في هاشم ونزار
يا هادياً شد الإله بدينه / أزرى وشدّ على العفاف أزاري
يا من به إن عذت من سنة حمى / أو زار في سنة محا أوزاري
يا من حباء يديه محلول الحُبا / لسناء سارٍ أو لفك إساري
لو لم يكن مدحك من عددي لما / أضحى شعاري صنعة الأشعار
نشر الثناء عليك أطيب نفحة / من مسك داري يضوع بداري
ملأ المهيمن مذ قصدتك مادحاً / يساره يمناي ثم يساري
ونفى بجاهك يا أعز وسائلي / قتر الهوى عني مع الأقتار
وغدوت محروس الحمى من صفقة ال / إعسار عند تواتر الأشعار
حسبي رجاءً أنني من أمة / بك أصبحت موضوعة الآصار
أنت الزعيم لها وأنت سفيرها / إن أقبلت من أطول الأسفار
ويزيد فيك رجاء قلبي قوةً / أن صار بي نسب إلى الأنصار
قوم حللت بدارهم فتدرعوا / ببدارهم لرضاك ثوب فخار
فاسأل الهك لي بعشر محرم / جبراً لقلب واجف الأعشار
وشهادتي حق عقيب شهادة / فيها الوفاق لأهلك الإطهار
ذكر العقيق فهاجه تذكاره
ذكر العقيق فهاجه تذكاره / صب عن الأحباب شط مزاره
وهفت إلى سلع نوازع قلبه / فتضرمت بين الجوانح ناره
كلف برامة ما تألق بارق / من نحوها إلا بدا إضماره
يشتاق واديها ولولا حبها / لم يصبه واد زهت أزهاره
شغفا بمن ملك الفؤاد بأسره / وبوده أن لا يفك إساره
لولا هواه لما ثنى أعطافه / بان الحجاز ورنده وعراره
يا من ثوى بين الجوانح والحشا / مني وإن بعدت علي دياره
عطفا على قلب بحبك هائم / إن لم تصله تصدعت أعشاره
وارحم كئيبا فيك يقضي نحبه / أسفا علي وما انقتض أوطاره
لا يستفيق من الغرام وكلما / حجبوك عنه تهتكت أستاره
ما اعتاض عن سمر الحمى ظلا ولا / طابت بغير حديثكم أسماره
هل عائد زمن تضوع نشره / أرجا ورقت بالرضى أسحاره
في مربع بقباب سلع مونق / بالأنس تهتف بالمنى أطياره
فاق البسيطة عزة ومهابة / فسما وعز من البرية جاره
يحمي النزيل وكيف لا يحمي وقد / حفت بجاه المصطفى أقطاره
أضحى ثرى عرصاته إذ حلها / يشفي من الداء العضال غباره
سبحان من جمع المحاسن كلها / فيه فتم بهاؤه وفخاره
جبلت على التشريف طينته فما / نشأت على غير العلى أطواره
وصفت خلائقه وطهر صدره / فزكا وطاب أديمه ونجاره
حملته آمنة الحصان فلم تجد / ثقلا إلى أن حان منه بداره
ورأت قصور الشام حين تشعشعت / أنواره وتباشرت حضاره
وضعته مختونا وأهوى ساجدا / وكساه حسنا باهرا مختاره
لا بالطويل ولا القصير وإن مشى / بين الطوال سمتهم أنواره
وإذا تكلل بالجمان جبينه / عرقا لأمر عظمت أسراره
فلريحه أذكى وأطيب مخبرا / من ريح مسك فضه عطاره
فالشمس بعد الصحو مشرقة السنا / والبدر في فلك الكمال مداره
متقلدا بالسيف ليس مباليا / بمن التقى عزت به أنصاره
حلل السكينة والثبات لباسه / والبر والإخلاص فيه شعاره
وضميره التقوى وأوتي حكمة / فازداد منها عقله ووقاره
والصدق منه والوفاء طبيعة / والعفو والصفح الجميل دثاره
وشريعة الإسلام ملته وبال / حق المبين إلى الورى إظهاره
ختم النبوة فهو درة تاجها / وطراز حلتها الثمني عباره
أبقى بسنته طريقا واضحا / رحبا سواء ليله ونهاره
فخرت به خير القبائل هاشم / وحوى به المجد الأثيل نزاره
زهرت نجوم السعد في بدر به / وتبلجت يوم الرضى أقماره
وشموسه في فتح مكة أشرقت / فانجاب عن وجه العلاء قتاره
سعدت به أولاده ونساؤه / وصحابه وزكت به أصهاره
وسمت به غلمانه وإماؤه / وجواده وبعيره وحماره
وحوى الفخار سريره وفراشه / وخيامه وقبابه وجداره
وتضوعت أردان بردته به / طيبا وطاب رداؤه وإزاره
شهد الكتاب الموسوي بفضله / وتحققته وأيقنت أخباره
هو شاهد متول ومبشر / هو منذر متيقن إنذاره
أضحى لأميين حرزا مانعا / وضعت به عن وقته آصاره
بالشام دولته ومكة ربه ال / حرمات مولده وطيبة داره
عجبا لذي لب رآه وكيف لم / ينبت عنه لوقته زناره
يا من جلا قتر الضلال ومن إذا / ما أمه العافي انجلى إقتاره
يا من تساوى في المكارم والندى / كلتا يديه يمينه ويساره
أنت الملي بكشف ضر مخلف / ذي عسرة بندى يديك يساره
جعل الثناء على علاك شعاره / فحلت به وتعطرت أشعاره
يرجو النجاة بفضل جاهك في غد / في موقف يخشى التوى أبراره
خط الربيع بأقلام التباشير
خط الربيع بأقلام التباشير / رسالة كتبت بالنور والنور
حيا البقاع الحيا فاهتز هامدها / لما أتتها يد البشرى بمنشور
وانشقت الأرض عن مكنون ما خبأت / كأنما باكرتها نفخة الصور
وزينت بحلي النبت وادرعت / ملابس الفخر من وشي الأزاهير
والطل في عبقري الروض منتشر / كلؤلؤ من عقود الغيد منثور
والبان قد ماس من نفح الصبا طربا / كأن أغصانه أعطاف مخمور
والورق تهتف في الأوراق شاكرة / إحسان مبتدىء بالفضل مشكور
وقد فهمنا لهذا الفصل ترجمة / إن المهيمن يحي كل مقبور
يا طيب فصل الربيع المونق العطر ال / أرجاء لو كان لا يدهى بتغيير
يبيت فينا قليلاً ثم يتركنا / كزورة الطيف وافت ربع مهجور
أو عيشنا بالحمى في حسن رونقه / ووشك بين على الأحباب مقدور
هل الركاب إلى البطحاء عائدة / يحثها كل رحب الباع شمير
تمسي وتصبح في البيداء هاجرة / طيب الكرى عند إسحار وتبكير
حتى تحل على علاتها بحمى / داني الظلال بروح الأمن معمور
فتجتلي البشر من ذات الستور به / وتجتني تمر حجر غير محجور
هناك لا حجر في تقبيلنا حجراً / يربي على المسك في لون وتعطير
يا سيدي يا رسول الله يا أملي / في موبقات تصاريف المقادير
جمعت ما في الكرام الزهر مفترق / وزدت فضلاً عظيماً غير محصور
فأنت سيد أهل الفضل أجمع في / أصل وفرع وتقديم وتأخير
بلغت من شرف المعراج مرتبة / توفر القرب فيها أي توفير
ويوم حشر الورى أنت الشفيع به / تنجي من النار نفس الهالك البور
والفضل بعدك لم يدركه ذو طلب / في صحبك النجب الشوش المغاوير
يا سامري الدجى بذات السمر
يا سامري الدجى بذات السمر / هل عندكما لناشد من خبر
كم يسأل بالحمى ومن يخبره / عن سر هوى يخفى على ذي نظر
من علم ذا الحمام شدو الشجن
من علم ذا الحمام شدو الشجن / من هز من الغرام عطف الغصن
من أي صبابة حنين البدن / ما ذلك إلا لهوى مستتر
يا طالب برء الدنف المشتاق
يا طالب برء الدنف المشتاق / هل عندك للديغ من درياق
تا لله لقد أعجز رقي الراقي / من يسحر لبه نسيم السحر
لله فتى مزق ثوب السلوى
لله فتى مزق ثوب السلوى / ثم ادرع الصبر لحمل البلوى
ما أظهر من شدة وجد شكوى / قد باع لذاذة الكرى بالسهر
ما هز البرق سيفه أو ضحكا
ما هز البرق سيفه أو ضحكا / إلا وتذر الحمى ثم بكى
يقفو أثر الغرام أنى سلكا / إما المأمول أو ذهاب العمر
قد لجج في بحر الهوى واقتحما
قد لجج في بحر الهوى واقتحما / واختار على الصحة فيه السقما
يرضى بقضاء الحب فيما حكما / إن جار عليه الحب أو لم يجر
يا أعظم منيتي وأقصى أملي
يا أعظم منيتي وأقصى أملي / يا أشهر أدوائي وأخفى عللي
فيك اتسع الخرق وضاقت حيلي / فاجبر بالوصل ما وهي من عمري
لا فزت مع الجمع بوادي جمع
لا فزت مع الجمع بوادي جمع / بالقصد وخانني وفي الدمع
إن لذ سوى حديثكم في سمعي / أو راق مال غيركم في بصري
قد كف هوام لساني ويدي
قد كف هوام لساني ويدي / كم أخضع للعدا وأنتم عددي
أنتم أصل القرح الذي في كبدي / والبرء بأيديكم وكشف الضرر
أنتم لغزي في كل ما أكنيه
أنتم لغزي في كل ما أكنيه / أنتم سر في باطني أخفيه
أنتم معنى المعنى الذي أبديه / أنتم قصدي أشرت أو لم أشر
لم آت إلى الموسم كي أذكركم
لم آت إلى الموسم كي أذكركم / كالغائب بل أردت أن أنظركم
ما أصنع بالحج إذا لم أركم / أنتم حجي وأنتم معتمري
ما قصدي في منى وفي دوحتها
ما قصدي في منى وفي دوحتها / إلا أرج يفوح في ساحتها
تالله لقد شمت من نفحتها / من نشركم ريا نسم عطر
لولا معنى يلوح بين الخيم
لولا معنى يلوح بين الخيم / ما عجت ولا وقفت عند العلم
لولا أنتم وحبكم في القدم / ما سرت على الهول للثم الحجر
أخفيت إشاراتي عن العذال
أخفيت إشاراتي عن العذال / بالرند وبانة الحمى والضال
لما قامت شواهد الأحوال / أخفيت عبارتي عن المعتبر
دق المعنى فحار لب الفهم
دق المعنى فحار لب الفهم / في متضح عن الورى منعجم
كم قصر عنه من بعيد الهمم / لا يدرك بالحسن ووهم الفكر