القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أَشْجَع السُّلَمي الكل
المجموع : 20
سَلِ الفَجرَ عَن لَيلى إِذا طَلَعَ الفَجرُ
سَلِ الفَجرَ عَن لَيلى إِذا طَلَعَ الفَجرُ / وَعَن نَشرِ أَحزانٍ يَموتُ لَها الصَبرُ
أَراضِيَةٌ سَلمى بِما صَنَعَ الدَهرُ / وَإبعادهِ وَصلاً دَنا مَعَهُ هَجرُ
أَرَتنا اللَيالي غَدرَها بَعدَما وَفَت / وَلَم نَخشَ مِنها أَن يَكونَ لَها غَدرُ
لَيالِيَّ لا أُعصى وَأَعصي عَواذِلي / وَتَشفَعُ لي تِسعٌ تَقدَّمَها عَشرُ
سَميعٌ لِما أَهوى سَريعٌ إِلى الصبا / وَفي أُذُني عَن لَومِ مَن لامَني وَقرُ
عَواذِلُ لا يَقدِرنَ مِنّي عَلى الَّتي / تُسَيِّرُني قَصداً وَإِن كَثُرَ الزَجرُ
إِذا خِفنَ إِعناتي مَسَحنَ ذُؤابَتي / وَقُلنَ فَتىً سُكرُ الشَبابِ لَهُ سُكرُ
نَطَقنَ بِحَقٍّ بَينَ أَثناءِ باطِلٍ / سَيَأتي لَهُ عُذرٌ إِذا لَم يَكُن عُذرُ
لَنا غايَةٌ خَلفَ الشَبابِ سَتَرعَوي / عَلَيها عَلى الأَيّامِ إِن بَلَغَ العُمرُ
فَإِمّا وَحَبلُ اللَهوِ يَجذِبُهُ الصِبا / وَعُرفُ الَّذي يَأتينَهُ عِندَهُ العُمرُ
تَصَيَّدَهُ بِاللَحظِ مُذ أَشرَفَت لَهُ / عُيونُ الظِباءِ النُجلِ وَالأَوجُهُ الزُهرُ
وَتُسكِرَهُ كَأسُ الصِبا وَتُميلُهُ / وَخَمرُ الشَبابِ لَيسَ يَبلُغُها خَمرُ
وَشَرقٌ إِذا ما اِستَمطَرَ العَينَ عَبرَةً / ثَوى بَينَ أُخرى لَيسَ بَينَهُما فترُ
وَجارِيَةٍ لَم تَملِك الشَمسُ نَظرَةً / إِلَيها وَلَم يَعبَث بِجدّتها الدَهرُ
سَقيمَةُ لَحظٍ ما دَرَت كَيفَ سُقمُهُ / وَساحِرَة الأَلحاظِ لَم تَدرِ ما السِحرُ
تَظَلَّمَ لَو تُغني الظُلامَةُ خَصرُها / مِنَ الرِدفِ أَتعاباً فَما أَنصَفَ الخِصرُ
وَماجَت كَمَوجِ البَحرِ بَينَ ثِيابِها / يَجورُ بِها شَطرٌ وَيَعدِلُها شَطرُ
إِذا وَصَفَت ما فَوقَ مَجرى وِشاحِها / غَلائِلُها رَدَّت شَهادَتها الأُزرُ
وَصَلنا بِها الدُنيا فَلَمّا تَصَرَّمَت / وَأَبدى نُجومَ الشَيبِ في رَأسِهِ الشِعرُ
رَأَينا نِفارا مِن ظِباءٍ أَوانِسٍ / وَلَيسَ بِها إِلّا اِنتِقال الصِبا نَفرُ
رَأَينَ فَتىً غاضَت مِياهُ جَمالِهِ / وَأَيبَسَ مِن أَغصانِهِ الوَرَقُ الخُضرُ
وَكانَ الصِبا بَينَ الغَواني وَبَينَهُ / رَسولاً لَهُ النَهيُ المُحَكَّمُ وَالأَمرُ
سَلامٌ عَلَيهِنَّ الشَبابُ مَراحَةً / رَواحِلُهُ وَالأُنسُ في عَهدِهِ قَفرُ
إِلَيكَ وَلِيَّ العَهدِ أَلقَت رِحالَها / طَلائِحُ قَد أَفنى عَرائِكَها السَفرُ
حَداها سُهَيلٌ فَاِستَمَرَّت دَريرَة / إِلَيكَ وَقادَتها المَجَرَّةُ وَالنَسرُ
إِلى اِبنِ أَميرِ المُؤمِنينَ وَمَن لَهُ / مُشابِهَةٌ لِلشَّمسِ يَتبَعُها البَدرُ
إِذا ما عَدِمنا الفَجرَ خُضنا بِوَجهِهِ / دُجى اللَيلِ حَتّى يَستَبينَ لَنا الفَجرُ
مُلوكٌ بِأَسبابِ النُبُوَّةِ طَنَّبوا / بُيوتَهُم فَاِستَحكَمَت مَرَّةً شَزرٌ
فَطاعَتهُم نورٌ وَعِصيانُهُم دُجىً / وَحُبُّهُم دينٌ وَبُغضُهُم كُفرُ
حَبانا أَميرُ المُؤمِنينَ بسائِسٍ / عَلى وَجهِهِ سيما الطَلاقَةِ وَالبِشرُ
بِمُستَقبلٍ في مُلكِهِ وَشَبابِهِ / أَنافَ بِهِ العِزُّ المُؤَيَّدُ وَالقَدرُ
عَلَيهِ جَلالُ الكِبرِياءِ وَما لَهُ / سِوى هَيبَةٍ يَسمو النَوالُ بِها كِبرُ
مِنَ الجَوهَرِ المَخبورِ في السوم قَدرُهُ / يَزيدُ قُلوبَ الناسِ عَجباً بِهِ الخَبرُ
كَريحِ الخُزامى حَرَّكَت نَشزَها الصبا / تَزيدُكَ طِيباً كُلَّما زادَها النَشرُ
وَما اِمتَنَعَت مِن عَهدِهِ نَفسُ مُسلِمٍ / بِشَرقٍ وَلا غَربٍ أَتاها لَهُ ذِكرُ
مِنَ الذَهَبِ الإِبريزِ صيغَ وَإِنَّما / مِنَ الطينَةِ البَيضاءِ يُستَخلَصُ التِبرُ
لَقَد نَطَقَت أَيّامُكُم بِفَخارِكُم / فَأَغنَتكُم مِن أَن يَفوهَ بِها الشِعرُ
إِذا اِفتَخَرَت قَيسٌ بِطيبِ العَناصِرِ
إِذا اِفتَخَرَت قَيسٌ بِطيبِ العَناصِرِ / عَلى الناسِ طَأطَأَ رَأسَهُ كُلُّ فاخِرِ
هُم صَدَعوا بِالحَقِّ حَتّى تَنَفَّسَت / أُنوفُ المُلوكِ وَهيَ خَشمُ المَناخِرِ
أَجرّتكَ قَيسٌ مِن عنانِكَ فَضلَةً / فَكُن لِعَنانِ الظُلمِ أَوَّلَ قاصِرِ
تَوَقَّ سُيوفاً قَد أَتَتكَ ظُباتُها / مَقاديرُها مَوصولَةٌ بِالمَقادِرِ
فَلَو كُنتَ بَينَ الأَبيَضَينِ تَناوَلَت / نِياطَكَ أَطرافُ السُيوفِ البَواتِرِ
وَلَو أَنَّ قَيساً لَو أَرادَت شَرارَةً / لِقَومٍ أَبانَتهم عَلى ظَهرِ طائِرِ
هُم يُطعِمونَ الوَحشَ مِن كُلِّ مُترَفٍ / وَيَسقونَ ظَمَأَ البيضِ ماءَ الحَناجِرِ
عَزمُ النَوى يعنفُ بِالصَبرِ
عَزمُ النَوى يعنفُ بِالصَبرِ / وَيُسلِمُ الوَصلَ إِلى الهَجرِ
قَد كُنتُ أَبكي مِن نَوى لَيلَةٍ / فَكَيفَ بِالجُمعَةِ وَالشَهرِ
أَسلَمَني البَينُ إِلى لُجَّةٍ / لِلهَمِّ تُنسي لُجَّةَ البَحرِ
أُحارِبُ اللَيلَ فَما يَنجَلي / حُزني بِهِ إِلّا مَعَ الفَجرِ
أَخلو بِأَحزاني وَفِكري بِهِ / وَالحُزنُ مَقرونٌ مَعَ الفِكرِ
إِذا دَعا شَوقي بِهِ عبرَةً / فاضَت عَلى الخَدَّينِ وَالنَحرِ
أَمسى اِبنُ مَنصورٍ رَجاءَ الوَرى / مُؤَمِّلاً في العُسرِ وَاليُسرِ
يَسلُكُ في الكُلِّ طَريقَ النَدى / مُنَكَّباً عَن طُرُقِ الغَدرِ
وَيَجعَلُ البِشرَ دَليلاً عَلى / تَوفيرِ ما يُبذَلُ مِن وَفرِ
كَما يَدلُّ البَرقُ في وَمضِهِ / لِرائِدِ الخِصبِ عَلى القَطرِ
شَرى اِبنُ مَنصورٍ بِأَموالِهِ / مَكارِماً تَبقى عَلى الدَهرِ
ما هُوَ إِلّا بَدرُ سَعدٍ أَتى / لأربعٍ زادَت عَلى العَشرِ
حَياتُهُ تُحيي جَميعَ الوَرى / وَمَوتُهُ قاصِمَةُ الظَهرِ
لَقَد سَرَّني مِن ذي اليَمينَينِ طاهِرٍ
لَقَد سَرَّني مِن ذي اليَمينَينِ طاهِرٍ / تَجاوُزهُ بِالعَفوُ عَن كُلِّ غادِرِ
أَتى مِن طُلوعِ الشَمسِ كَالشَمسِ أَطلَعَت / لَنا وَجهَها الأَعلى عَلى كُلِّ ناظِرِ
كَأَنَّ سُتورَ الغَيبِ وَهيَ حَصينَةٌ / تكَشّفُها لِلخَطِّ آراءُ طاهِرِ
سَما لِمُلوكٍ جَوَّرَ اللَهُ فِعلَهُم / لما اِجتَرَموا وَاللَهُ لَيسَ بِجائِرِ
وَفَتَّحتِ الدُنيا لَهُم شَهَواتهِم / وَزَيَّنَ ما فيها لَهُم كُلُّ فاخِرِ
إِذا اِستَتبَعَتهُم نِعمَةٌ في طَريقِها / أَزَلَّهُمُ عَنها رُكوبُ الجَرائِرِ
فَإِن عوتِبوا فيها أَحالوا بَدينَهُم / عَلى ما تُواتيهِ صُروفُ المَقادرِ
مُلوكٌ أَرادَت أَن تَجدَّ حِبالَها / مِنَ اللَهِ تَعساً لِلجُدودِ العَواثِرِ
أَمَسَّتهُم الدُنيا بِهِ مِن عَذابِها / وَأَظهَرَ مِنهُم كامِنات السَرائِرِ
فَلَم تَبكِ دُنيا فارَقوها عَلَيهِم / وَلا بِهِم سُرَّت بُطونُ المَقابِرِ
وَأقسِمُ لَولا طاعَةٌ طاهِرِيَّةٌ / مُحَبَّتُها مَخلوطَةٌ بِالضَمائِرِ
إِذا ثَوَّبَ الداعي بِها زَعزَعَت لَهُ / مُتونَ القَنا الخَطّيِّ بَينَ العَساكِرِ
لَغالَت بَني العَبّاسِ وَالمُلكَ دَعوَةٌ / مُفَرَّقَةُ الأَنسابِ بَينَ العَشائِرِ
فَأَردى عداهُم بِالرُدَيني طاعِناً / وَكُلُّ رَهيفِ الحَدِّ لِلضَّربِ باتِرِ
يَلينُ إِذا ما مَسّتِ الكفّ صَقلَهُ / وَيَخشُنُ في مَسّ الطلى وَالأَباهِرِ
فَأنفَذ حُكمَ اللَهِ فيما أَرادَهُ / وَما مَعَ حُكمِ اللَهِ أَمرٌ لِآمِرِ
بِخَيلٍ يَحارُ الطَرفُ في جَنَباتِها / أَوائِلُها مَشفوعَةٌ بِالأَواخِرِ
فَقُل لِرِجالِ الدَولَتَينِ أَلا اِفخَروا / بِطاهِرِ العالي عَلى كُلِّ فاخِرِ
سَلَبتَ رِداءَ المُلكِ ظالِم نَفسِه / وَصُنتَ الَّذي وَلّاكَ قَصمَ الجَبابِرِ
وَلَم تَظلِم المَخلوعَ شَيئاً وَلا الَّذي / عَلَوتَ بِذِكراهُ فُروعَ المَنابِرِ
فَطَأطَأتَ أَعناقاً وَكانَت رَفيعَةٌ / تُجاوِزُ أَبراجَ النُجومِ البَواهِرِ
وَقَد كانَ أَشهادٌ عَلى الشَرطِ مودِعٌ / بِبَيتِ الحَرامِ وَالصَفا وَالمَشاعِرِ
فَرامَ الأَمينُ النَقضَ فالِتات أَمرُه / بِرَأيِ غُواةٍ فيهِ بادٍ وَحاضِرِ
تُراثٌ لِدينِ اللَهِ أدركَ ثَأرها / عَلى عِزِّ دينِ اللَهِ أَكرَمُ ثائِرِ
فَلَمّا قَضى النَحبَ العِراقيَّ عاجَها / إِلى نَحبِهِ بِالشامِ قَبَّ الخَواصِرِ
أَقولُ وَقَد خيلت لَدَيهِم خُيولُهُ / لِكَثرَتِها سِربَ القَطا المُتَبادِرِ
عَلَيكُم بِأَسبابٍ يَشدُّ مُتونَها / إِذا جَذَبتها الحَربُ قَتلَ المَرائِرِ
خُذوا العُروَةَ الوُثقى مِنَ الأَمرِ تَرشُدوا / وَلا تَشرُدوا عَنها شُرودَ الأَباعِرِ
وَخافوا مِنَ السُلطانِ بادِرَ أَمرِهِ / فَلَن يَملِكَ المُحتاطُ رَجعَ البَوادِرِ
لَقَد ذَكَّرَتني الدارمِيّة دورُها
لَقَد ذَكَّرَتني الدارمِيّة دورُها / وَإِن شَحَطَت عَنها وَبانَ دُثورُها
كَأَنَّ رُسومَ الدارِ بَعدَ أَنيسِها / صَحائِفُ رُهبانٍ عَوافٍ سُطورُها
وَلَم أَرَ يَوماً كانَ أَفظَع في الهَوى / مِنَ اليَومِ سارَت فيهِ عِيري وَعيرُها
غَدَت بِهِمُ ريحُ الشَمالِ فَأَنجَدوا / وَراحَت بِنا نَحوَ العِراقِ دُبورُها
وَذَكَّرَني العَيشَ الَّذي قَد تَصَرَّمَت / بَشاشَتُهُ أَطلالُ سَعدي وَدورُها
لَياليَّ سُعدى لا تَزالُ تَزورُني / عَلى رِقبَةٍ مِن أَهلِها وَأَزورُها
وَإِذ أَنا مِثلُ الغُصنِ يَنآدُ في الثَرى / وَيَسمو بِأَغصانٍ يَرف نَضيرُها
وَيَلقى عُيونَ الغانِياتِ بِسُنّةٍ / يحارُ إِذا ما واجَهتهُ بَصيرُها
وَما زالَ صَرفُ الدَهرِ يَصدُعُ بَينَنا / بِأَمرِ النَوى حَتّى اِستَمَرَّ مَريرُها
أَلا لَيتَ أَيّامي بِبرقَةِ مُعتقٍ / تَعودُ لَياليها لَنا وَشُهورُها
وَغُزلانِ أُنسٍ قَد حَكَت لي عُيونها / عُيونُ المَها تَحويرُها وَفُتورُها
إِذا جاذَبَت أَردافُها في قِيامِها / أَعالِيَها مالَت عَلَيها خُصورُها
رِقاقُ الثَنايا مُرهفاتٍ بُطونُها / وَمَملوءَةٍ أَعجازُها وَنُحورُها
أَتَتكَ المَطايا بَعدَ خَمسينَ لَيلَةً / تُصيبُ الهُدى أَعيانُها وَنُحورُها
يُنازِعُ أَعنانَ السَماءِ صُعودُها / إِلَيكَ وَعيطانُ الهُضومِ حُدورُها
وَإِن واجَهَت هَولاً مِنَ اللَيلِ لَفّها / عَلى جانِبَيهِ عَزمُها وَجُسورُها
وَهانَت عَلَيهِ الأَرضُ يَومَ بَعَثتُها / إِلَيكَ اِبنَ يَحيى سَهلُها وَوُعورُها
عَلى كُلِّ فَتلاء الذِراعَينِ زادُها / إِذا ما رَحَلنا كورُها وَجَريرُها
يَكادُ إِذا ما حَرَّكَ السَوطَ رَبُّها / لِأَمرٍ وَإِن لَم يُعنِها يَستَطيرُها
فَإِن تَستَرِح مِن طولِ إِدلاجِنا بِها / إِلَيكَ فَقَد كانَت قَليلاً فُتورُها
عَلى ثِقَةٍ بِالمَنزِلِ الرَحبِ وَالغِنى / لَدَيكَ وأَحواضٍ غِزارٍ بُحورُها
لَنِعمَ مُناخُ الراغِبينَ إِذا غَدَت / شَمالٌ يُزَجّي مرّها زَمهَريرُها
وَأَضحَت كَأَنَّ الريطَ بيضٌ تَقَنَّعَت / بِهِ أَرضُها بَطناً بِها وَظُهورُها
وَنِعمَ مُناخُ المُستَجيرِ بِجودِهِ / لِفَكِّ رِقابٍ لَم تَجِد مَن يُجيرُها
وَنِعمَ المُنادى بِاِسمِهِ حينَ تَلتَقي / صُدورُ القَنا وَالحَربُ تَغلى قُدورُها
بِهِ اِلتَأَم الصَدعُ الشَآمِيُّ وَاِلتَقَت / قَبائِلُ قَد كانَت شَتاتاً أُمورُها
فَأَطفَأَ ناراً قَد عَلا لَمَعانُها / فُروعَ البِلادِ وَاِستَطارَ سَعيرُها
رَأَيتُ اِبنَ يَحيى في الأُمورِ إِذا اِلتَوَت / يُشيرُ عَلى الجُلّى وَلا يَستَشيرُها
غَنِيٌّ بِفَضلِ الحَزمِ عَن رَأيِ غَيرِهِ / يُسدّي الأُمورَ نَحوَها وَيُنيرُها
أَبدَلَ اللَهُ مِن رَجائِكَ يا عا
أَبدَلَ اللَهُ مِن رَجائِكَ يا عا / مِرُ يَأساً وَاليَأسُ مِنكَ كَثيرُ
إِنَّ لِلمُلكِ حيرَةً تُبهِرُ العَق / لَ وَظِلّاً كَما يَدورُ يَدورُ
لا تَقولَنَّ لَيتَني كُنتُ قَد مِت / تُ جَميلاً وَقَد طَوَتكَ الأُمورُ
أَنتَ في سَكرَةِ الوِلايَةِ أَعمى / فَإِذا ما اِنجَلَت فَأَنتَ بَصيرُ
فَضَحَت وُدَّكَ الوِلايَةُ يا عا / مِرُ مُذ يَومَ قيلَ أَنتَ أَميرُ
لَم تُفِدني الأَيّامُ إِلّا غُروراً / بِكَ وَالمُرتَضى بِهِ مَغرورُ
إِنَّ حَبلَ الدُنيا وَإِن طَوَّلته / لَكَ وَاِستَحكَمَت قُواهُ قَصيرُ
اِركَبِ الخافِقينَ يا اِبنَ شَقيقٍ / فَإِلى أَشجَعَ بنِ عَمروٍ تَصيرُ
وَعَلى وُدَّكَ السَلامُ فَإِنّي / بِكَ مِن بَعدِها عَليمٌ خَبيرُ
ربعٌ تَعفَّتهُ الأَعاصيرُ
ربعٌ تَعفَّتهُ الأَعاصيرُ / وَقَّفَني فَالدَمعُ مَحدورُ
ذَكَرتُ أَيّامي وَلذّاتِها / فيهِ وَعَصرُ اللَهوِ مَذكورُ
وَإِنّ مَن يَبكي لِربعٍ خَلا / لَمُستَحيرُ العَقلِ مَغرورُ
إِنَّ اِبنَ مَنصورٍ لِأَهلِ النَدى / في كُلِّ وَجهٍ سَلَكوا نورُ
لا الخَيرُ مَحظورٌ عَلى طالِبٍ / مِنهُ وَلا المَعروفُ مَنزورُ
تُدارِكُ الثَغرَ وَقَد غَيَّرَت / سُنَّتَهُ رومٌ مَغاويرُ
وَأَوجَبوا الرِقَّ لأَحرارِهِ / فَالدينُ مِن ذلِكَ مَوفورُ
فَشَرَّدَ الطاغينَ سَيفٌ لَهُ / بِالنَصرِ وَالإِسلامِ مَشهورُ
أَبدَلَهُ عِزّاً بِلا ذِلَّةٍ / أَنَّ اِبنَ مَنصورٍ لَمَنصورُ
قُدِّرَ لِلخَيرِ أَبو الفَضلِ وَال / خَيرُ لَهُ مُذ كانَ مَقدورُ
لَولاهُ ما غارَت وَلا سُيِّرَت / آمِنَةً في سُبلِها العيرُ
يا حُفرَةَ المَلكِ المُؤَمّلِ رِفدُهُ
يا حُفرَةَ المَلكِ المُؤَمّلِ رِفدُهُ / ما في ثَراكِ مِنَ النَدى وَالخَيرِ
لا زِلتِ في ظِلَّينِ ظِلِّ سَحابَةٍ / وَطفاءَ دانِيَةٍ وَظِلِّ حبورِ
وَسَقى الوَلي عَلى العِهادِ عِراصَ ما / والاكَ مِن قَبرٍ وَمِن مَقبورِ
يا يَومَ مَنصورٍ أَبَحت حِمى النَدى / وَفَجَعتَهُ بِوَلِيّهِ المَذكورِ
يا يَومَهُ أَعرَيتَ راحِلَةَ النَدى / مِن رَبِّها وَحُرِمتَ كُلَّ فَقيرِ
يا يَومَهُ ماذا صَنَعتَ بِمُرمِلٍ / يَرجو الغِنى وَمُكَبَّلٍ مَأسورِ
يا يَومَهُ لَو كُنتَ جِئتَ بِصَيحَةٍ / فَجَمَعتَ بَينَ الحَيِّ وَالمَقبورِ
لِلَّهِ أَوصالٌ تَقَسَّمُها البلى / في اللَحدِ بَينَ صَفائِحٍ وَصُخورِ
عَجَباً لِخَمسَةِ أَذرُعٍ في خَمسَةٍ / غَطَّت عَلى جَبَلٍ أَشَمَّ كَبيرِ
مَن كانَ يَملَأُ عَرضَ كُلِّ تَنوفَةٍ / وَأراهُ جولُ مُلَحَّدٍ مَخبورِ
ذَلَّت بِمَصرَعِهِ المَكارِمُ وَالنَدى / وَذُبابُ كُلِّ مُهَنَّدٍ مَأثورِ
أَفِلَت نُجومُ بَني زِيادٍ بَعدَما / طَلَعَت بِنورِ أَهلَّةٍ وَبُدورِ
لَولا بَقاءُ مُحَمَّدٍ لَتَصَدَّعَت / أَكبادُنا أَسَفاً عَلى مَنصورِ
أَبقى مَكارِمَ لا تَبيدُ صِفاتُها / وَمَضى لِوَقتِ حَمامِهِ المَقدورِ
أَصبَحتَ مَهجوراً بِحُفرَتِكَ الَّتي / بُدِّلتَها مِن قَصرِكَ المَعمورِ
بَلِيَت عِظامُكَ وَالصِفاحُ جَديدَةٌ / لَيسَ البِلى لِفِعالِكَ المَشهورِ
إِن كُنتَ ساكِنَ حُفرَةً فَلَقَد ترى / سَكناً لِعودَي مِنبَرٍ وَسَريرِ
يا راكِبَ العيسِ الَّتي
يا راكِبَ العيسِ الَّتي / أَفنى عَريكَتَها اِبتِكارُه
اِرحَل إِلى يَحيى وَأَي / قِن إِنَّ دارَ الجودِ دارُه
يَحيى اِمرُؤٌ تُرجى مَنا / فِعُه وَلا يُخشى ضرارُه
يَعفو عَنِ الذَنبِ العَظي / مِ وَلَيسَ يُعجِزُهُ اِنتِصارُه
صَفحاً عَنِ الباغي عَلَي / هِ وَقَد أَحاطَ بِهِ اِقتِدارُه
الخَيرُ يُبطئُ ذِكرهُ / وَالشَرُّ يَسبِقُهُ شَنارُهُ
أَصبَحتَ جارَ البَرمَكي / يِ وَلَيسَ يَخشى الدَهرَ جارُه
بَدرٌ يُشابِهُ لَيلهُ / في ضوءِ جَدواهُ نَهارُه
وَمَحاذِر لِلبَينِ قَد / وَقَعَ الَّذي يُخشى حِذارُه
أَبَت نَفسُ يَحيى أَن يُدَبِّرَ دَولَةً
أَبَت نَفسُ يَحيى أَن يُدَبِّرَ دَولَةً / تَزولُ أَواخيها وَيَفنى سُرورُها
وَلَمّا رَأى الأَيّامَ تَنقُصُ مَرَّةً / وَتَثقُلُ أُخرى وَهيَ واهٍ مَريرُها
تَجافى عَنِ الدُنيا وَقَد فَتَقَت بِهِ / حَواضِرُها وَاِستَقبَلتُهُ أَمورُها
سَلِ الراكِبَ المَوفى عَلى الجِذعِ هَل رَأى
سَلِ الراكِبَ المَوفى عَلى الجِذعِ هَل رَأى / لِراكِبِهِ نَجماً بَدا غَيرَ أَعوَرِ
وَلَو كانَ نَجمٌ مُخبِراً عَن مِنيَّةٍ / لَأَخبَرَهُ عَن رَأسِهِ المُتَحَيِّرِ
يُعَرِّفُنا مَوتَ الإِمامِ كَأَنَّهُ / يُعَرِّفُنا أَنباءَ كِسرى وَقَيصَرِ
أَتُخبِرُ عَن نَحسٍ لِغَيرِكَ شُؤمُهُ / وَنَجمُكَ بادي الشَرِّ يا شَرَّ مُخبِرِ
لَمّا اِشتَكى جَعفَرُ بنُ يَحيى
لَمّا اِشتَكى جَعفَرُ بنُ يَحيى / فارَقَني النَومُ وَالقَرارُ
وَمَرَّ عَيشي عَلَيَّ حَتّى / كَأَنَّما طَعمُهُ المَرارُ
حُزناً عَلى جَعفَر بنِ يَحيى / لا حُقِّقَ الخَوفُ وَالحَذارُ
إِن يَعفِهِ اللَهُ لا نُبالي / ما أَحدَثَ اللَيلُ وَالنَهارُ
يا سَلمُ إِن أًصبَحتَ في حُفرَةٍ
يا سَلمُ إِن أًصبَحتَ في حُفرَةٍ / موسّداً تُرباً وَأَحجارا
فَرُبّ بَيتٍ حَسَنٍ قُلتَهُ / خَلَّفتَهُ في الناسِ سَيّارا
قَلَّدتَهُ رَبّاً وَسيرتهُ / فَكانَ فَخراً مِنكَ أَو عارا
لَو نَطَقَ الشِعرُ بَكى بَعدَهُ / عَلَيهِ إِعلاناً وَإِسرارا
بَينَ الكَنائِسِ وَالأَرواحِ مُطَّردٌ
بَينَ الكَنائِسِ وَالأَرواحِ مُطَّردٌ / لِلعَينِ يَلعَبُ فيهِ الطَرفُ وَالبَصرُ
في رُقعَةٍ مِن رِقاعِ الأَرضِ يَعمُرُها / قَومٌ عَلى أَبَوَيهِم أَجمَعَت مُضرُ
رَأَيٌ سَرى وَعُيونُ الناسِ هاجِعَةٌ
رَأَيٌ سَرى وَعُيونُ الناسِ هاجِعَةٌ / ما أَخَّرَ الحَزمَ رَأيٌ قَدَّمَ الحَذَرا
يُعطي زِمامَ الطَوعِ إِخوانَهُ
يُعطي زِمامَ الطَوعِ إِخوانَهُ / وَيَلتَوي بِالملكِ القادِرِ
لِلّهِ سَيفٌ في يَدي نَصرِ
لِلّهِ سَيفٌ في يَدي نَصرِ / في حَدِّهِ ماءُ الرَدى يَجري
بَديهَتُهُ وَفِكرَتُهُ سَواءٌ
بَديهَتُهُ وَفِكرَتُهُ سَواءٌ / إِذا ما نابهُ الخَطبُ الكَبيرُ
وَأَحزَمُ ما يَكونُ الدَهرَ رَأياً / إِذا عي المُشاوِرُ وَالمُثيرُ
وَصَدرٌ فيهِ لِلهَمِّ اِتِّساعٌ / إِذا ضاقَت بِما تَحوي الصُدورُ
أَتَظُنُّ يا إِدريسُ أَنَّكَ مُفلِتٌ
أَتَظُنُّ يا إِدريسُ أَنَّكَ مُفلِتٌ / كَيدَ الخَليفَةِ أَو يَقيكَ فِرارُ
فَليُدرِكَنَّكَ أَو تَحلّ بِبَلدَةٍ / لا يَهتَدي فيها إِلَيكَ نَهارُ
إِنَّ السُيوفَ إِذا اِنتَضاها سُخطهُ / طالَت وَتَقصُرُ دونَها الأَعمارُ
مَلكٌ كَأَنَّ المَوتَ يَتبَعُ أَمرَهُ / حَتّى يُقالَ تُطيعهُ الأَقدارُ
ماذا عَلى مادِحٍ يُثني عَلَيكَ فَقَد
ماذا عَلى مادِحٍ يُثني عَلَيكَ فَقَد / ناجاكَ بِالوَحيِ تَقديسٌ وَتَطهيرٌ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025