المجموع : 30
وَنبّئتُها يَوماً أَلَمّت بِجَنَّةٍ
وَنبّئتُها يَوماً أَلَمّت بِجَنَّةٍ / تَنَزّه طَرفاً في الأَزاهيرِ وَالخُضَر
فَأَبصَرَ رَبُّ الباغِ رُمّانَ صَدرِها / فَقالَ اِطرَحيهِ عَنكِ يا لِصَّةَ الشَجَر
فَناداهُ نورُ الجِلّنارِ بِخَدِّها / كَذَبتَ فَهَذا النُورُ أَطلَعَ ذا الثَمَر
إِنّي أَرى أَلفاظَكَ الغُرّا
إِنّي أَرى أَلفاظَكَ الغُرّا / عَطَّلَتِ الياقوتَ وَالدُرّا
لَكَ الكَلامُ الحُرّ يا مَن غَدَت / أَفعالُهُ تَستَبعِدُ الحُرّا
اِرضَ مَن دُنياكَ
اِرضَ مَن دُنياكَ / بِالقوتِ وَإِن كانَ يَسيرا
فَهلاكُ النَملِ أَن / يُكسى جَناحاً فَيَطيرا
وَريمٍ عَلى السُكرِ جمّشتُه
وَريمٍ عَلى السُكرِ جمّشتُه / بِقُرصٍ بِعارِضِهِ أَثّرا
فَأَصبحَ نَرجِسُهُ وَردَةً / وَوَردَةُ خَدَّيهِ نِيلوفرا
نَثَرَ السَحابُ عَلى الغُصونِ ذَريرَةً
نَثَرَ السَحابُ عَلى الغُصونِ ذَريرَةً / أَهدَت لَنا نوراً يَروقُ وَنُوراً
شابَت ذَوائِبُها فَعُدنَ كَأَنَّها / أَشفارُ عَينٍ تَحمِلُ الكافُورا
لا تَطغَ في حالِ الثَراءِ
لا تَطغَ في حالِ الثَراءِ / وَكُن لِفَقرِكَ ذاكِرا
إِذ كانَ خُبزُكَ ذا شرى / بَحتاً وَبَيتُكَ ذا كَرى
يا ذا الَّذي أَرسَلَ مِن طَرفِهِ
يا ذا الَّذي أَرسَلَ مِن طَرفِهِ / عَلَيّ سَيفاً قَدّني لَو فَرى
شِفاءُ نَفسي مِنهُ تَجميشَةٌ / تَغرِسُ في وَردِكَ نِيلوفرا
طَلعَةُ مَعشوقٍ لَدَيكَ حاضِرَه
طَلعَةُ مَعشوقٍ لَدَيكَ حاضِرَه /
ناضرَةً تَجلو العُيونَ الناظِرَه /
ضاقَ ذَرعي مِن هَوى قَمرٍ
ضاقَ ذَرعي مِن هَوى قَمرٍ / قَمَرُ القَلبِ وَما شَعَرا
لَيتَ أَجفاني بِهِ سَعِدت / فَتَرى الجَفنَ الَّذي فَتَرا
الخالِدِيُّ بَخيلٌ
الخالِدِيُّ بَخيلٌ / فَلَيسَ يُرجى قِراه
سيّانَ ضَيفٌ أَتاه / وَحدُّ سَيفٍ فَراه
لا تَمنعِ الفَضلَ مِن مالٍ حُبيتَ بِهِ
لا تَمنعِ الفَضلَ مِن مالٍ حُبيتَ بِهِ / فَالبَذلُ يُنميهِ بَعدَ الأَجرِ يُدّخَرُ
كَالكَرمِ يُؤخَذُ مَن أَطرافِهِ طَمَعاً / في أَن يُضاعَفَ مِنهُ الأَكلُ وَالثَمَرُ
أَلفانِيَ الدَهرُ لَما مَسّني حَجَراً
أَلفانِيَ الدَهرُ لَما مَسّني حَجَراً / أَذكى مِنَ المِسكِ لَمّا مَسّني الحَجَرُ
يا دَهرُ ما أَقساكَ يا دَهرُ
يا دَهرُ ما أَقساكَ يا دَهرُ / لَم يَحظَ فيكَ بِطائِلٍ حُرُّ
أَمّا اللّئامُ فَأَنتَ صاحِبُهُم / وَلَهُم لَدَيكَ العَطفُ وَالنَصرُ
يَبقى اللَئيمُ مَدى الحَياةِ فَلا / يَرتاعُ مِنهُ لِحادِثٍ صَدرُ
تَصفُو لَهُ الدُنيا بِلا كَدَرٍ / وَيُطِيعُهُ في عَيشِهِ اليُسرُ
فَمرامُهُ سَهلٌ وَكَوكَبُهُ / سَعدٌ وَغُصنُ سُرورِهِ نَضرُ
وَعَلى الكَريمِ يَدٌ يُسَلِّطُها / مِنكَ الجَفاءُ المُرُّ وَالقَسرُ
إِن نابَ خَطبٌ فَهوَ عُرضَتُهُ / يَفريهِ مِنهُ النابُ وَالظِفرُ
أَو يَبغِ مَعروفاً لَدَيكَ غَداً / يَنحى عَلَيهِ حادِثٌ نُكرُ
مَرعاهُ جَدبٌ وَالحُظوظُ لَهُ / حَربٌ وَجانِبُ عَيشِهِ وَعرُ
وَجَناهُ شَوكٌ وَالبُحورُ لَهُ / وَشَلٌ وَحَشوُ فُؤادِهِ جَمرُ
يا دَهرُ دَع ظُلمَ الكِرامِ فَهُم / عَقدٌ لِنَحرِكَ لَو دَرى النَحرُ
سالِمهُمُ وَاِستَبقِ وُدَّهُمُ / فَهمُ نُجومُ ظَلامِكَ الزهرُ
كَتَبتُ وَلَيلي بِالسُهادِ نَهارُ
كَتَبتُ وَلَيلي بِالسُهادِ نَهارُ / وَصَدري لِورّادَ الهُمومِ صِدارُ
وَلي أَدمُعٌ غُزرٌ تَفيضُ كَأَنَّها / سَحائِبُ فاضَت مِن يَدَيكَ غِزارُ
وَلَم أَرَ مِثلَ الدَمعِ ماءً إِذا جَرى / تَلَهَّبُ مِنهُ في الجَوانِحِ نارُ
رَحَلتُ وَزادي لَوعَةٌ وَمَطِيَّتي / جَوانِحُ مِن جَمرِ الفِراقِ حرارُ
مَسيرٌ دَعاهُ الناسَ سَيراً / تَوَسُّعاً وَمَعنى اِسمِهِ إِن حَقَّقوهُ أَسارُ
وَهَذا كِتابي وَالجُفون كَأَنَّها / تُحَكِّم لي أَشفارُهُنَّ شِفارُ
أَسيرُ وَقَلبي في هَواكَ أَسيرُ
أَسيرُ وَقَلبي في هَواكَ أَسيرُ / وَحادي رِكابي لَوعَةٌ وَزَفيرُ
وَلي أَدمُعٌ غُزرٌ تَفيضُ كَأَنَّها / نَدىً فاضَ في العافينَ مِنكَ غَزيرُ
وَطَرفٌ طَريفٌ بِالسّهادِ كَأَنَّهُ / لهاكَ جَليسُ الجُودِ فيهِ يغيرُ
أَرادَ أَن يُخفي هَواهُ فَقَد
أَرادَ أَن يُخفي هَواهُ فَقَد / نَمَّ بِما تُخفي أَساريرُه
وَكَيفَ يُخفي داءَهُ مُدنَفٌ / قَد ذابَ مِن فَرطِ الأَسى رِيرُه
لَنا مُغنٍ سَمجٌ وَجهُهُ
لَنا مُغنٍ سَمجٌ وَجهُهُ / أَبدَع في القُبحِ أَبازيرُه
رامَ غِناءً فَأَبى صَوتُهُ / فَرامَ ضَرباً فَأَبى زِيرُه
أَعدِد زَما وردَ لِيَومِ القِرى
أَعدِد زَما وردَ لِيَومِ القِرى / وَالتَمرَ بَعدَ السكرِ العَسكَري
قَدّم إِلَينا الخُبزَ يا سَيِّدي / وَأَنتَ في حِلٍّ مِنَ السُكرِ
يا سُروري بِنَيلِ تُحفَةٍ خِلٍّ
يا سُروري بِنَيلِ تُحفَةٍ خِلٍّ / صادِقِ الوُّدِّ بِالثَناءِ جَديرِ
مِن هدى زُفّت إِلى السَمعِ بكرٍ / تَتَهادى في حِليَةٍ وَشُذورِ
بُشرَةُ القَلبِ نُزهَةُ الطَرفِ حَقّاً / بِدعَةُ السَمعِ مِن بَناتِ الضَميرِ
خِدرُها في السَوادِ مِن حُبِّه القَل / بَ مَنيعُ الجَنابِ لا كَالخُدورِ
مَهرُها أَن تُذالَ بِالبَذلِ وَالنَش / رِ وَأَن لا تُصانَ لا كَالمُهورِ
نُظِمَت مِن بَلاغَةٍ وَمَعانٍ / مِثلَ نَظمِ العُقودِ فَوقَ النُحورِ
نَتَجَتها خَواطِرٌ قَد أُبيحَت / كُلّ عَذبٍ مِنَ الكَلامِ خَطيرِ
غائِصاتٌ عَلى بَدائِعَ يُزرينَ / بِما نالَ غائِصٌ في البُحورِ
فَكَأَنّي وَقَد تَمَتّعتُ مِنها / جالِسٌ بَينَ رَوضَةٍ وَغَديرٍ
كَم تَذَكّرتُ عِندَها مِن عُهُودٍ / لِلتَلاقي وَظِلِّ عَيشٍ نَضيرِ
فَذَممتُ الزَمانَ إِذ ضَنَّ عَنّا / بِاِجتِماعٍ يَضُّمُ شَملَ السُرورِ
وَحَقيقٌ بِذَمِّهِ مَن رَماهُ / مِن أَخلّائِهِ بِنَأيِ شطورِ
وَخُصوصاً في عَينِهم وَعَديمِ ال / شَكلِ مِن بَينِهم أَبي مَنصورِ
مَن جَنى وُدّه كَأريٍ مَشورٍ / وَثَنى لَفظه كَلَفظِ بَشيرِ
هُوَ زَينُ الأَدآبِ تَفتَرُّ مِنهُ / عَن سِراجِ العُيونِ مِلءَ الصُدورِ
وَلَئن راعَنا الزَمانُ بِبَينٍ / أُلبِسَ الأُنسُ ذلّةَ المَهجُورِ
فَعَسى اللَهُ أَن يُعيدَ اِجتِماعاً / في أَمانٍ وَغِبطَةٍ وَسُرورِ
إِنَّهُ قادِرٌ عَلى رَدِّ ما فا / تَ وَتَيسيرِ كُلِّ أَمرٍ عَسيرِ
إِن كُنتَ تَأنَسُ بِالحَبيبِ وَقُربِهِ
إِن كُنتَ تَأنَسُ بِالحَبيبِ وَقُربِهِ / فَاصبِر عَلى حُكمِ الرَقيبِ وَدارِهِ
إِنَّ الرَقيبَ إِذا صَبَرتَ لِحُكمِهِ / بَواكَ في مَثوى الحَبيبِ وَدارِهِ