المجموع : 105
من رأى ما رأيتُهُ
من رأى ما رأيتُهُ / فلقد فاز بالنظر
صورتينِ تجلَّتا / لهما تسجد الصُّور
قلتُ لما رأيتُ ذا / كَ وهذا على قَدَر
أزليخا ويوسف / قد أُعيدا على البشر
أم لأشراط ساعةٍ / جُمِع الشمسُ والقمر
فلوَ اَني مخيرٌ / لتحيَّرتُ في الخِيَر
أشتهي ذا أُحبُّ ذا / ذاك سمعي وذا البصر
سقياً لدهرٍ مضى ما كان أحسنه
سقياً لدهرٍ مضى ما كان أحسنه / إذ أنت متَّبعٌ والشرط دينارُ
أيام وجهك مصقول عوارضه / وللربيع على خديك أنوارُ
حانت منيته فاسودَّ عارضه / كما يُسوَّدُ بعد الميت الدارُ
يا قليل الإنصاف قلَّةُ إنصا
يا قليل الإنصاف قلَّةُ إنصا / فِك في الحبِّ مثل قلَّة صبري
لا تلمني إن ضاق عفوك عني / في الهوى أن يضيق بالشوق صدري
كان عذري إليك عندك ذنباً / فأنا الدهر في اعتذارٍ لعذري
كنتُ أبكي من هجر يومٍ بيومٍ / كيف إذ صار هجر شهرٍ بشهرِ
بحقِّ الإشارات التي كُنَّ بيننا
بحقِّ الإشارات التي كُنَّ بيننا / أتذكرها أم أنتَ غير ذَكُور
فمن عينك الكحلاء كانت بليَّتي / فويلاه من غنجٍ بها وفتورِ
تفرَّقتِ اللذّات عنّي لفقدكم / تفرُّقَ أجنادٍ لفقد أمير
متهرِّدٌ صبغ الهوى لوني به
متهرِّدٌ صبغ الهوى لوني به / فأذاب جسمي في الهوى تذكاره
وكأنني من صفرةٍ غسلينُه / وكأنني من دقَّةٍ زُنارُهُ
فاذا جحدتُ هواه أو أنكرته / شهدت عليَّ من الهوى آثاره
قد كان يكفيك ما بالجسم من سقمٍ
قد كان يكفيك ما بالجسم من سقمٍ / لِم زدتني سقماً لا مسَّكَ السهَرُ
عين مؤرَّقة والجسم مُحتَبَلٌ / والقلب بينهما تخلو به الفِكَرُ
يا مانعي لذة الدنيا وما رحبت / إني ليقنعني من وجهك النظرُ
جار الزمانُ علينا في تصرفِه
جار الزمانُ علينا في تصرفِه / وأي دهرٍ على الأحرار لم يَجُرِ
عندي من الدهر ما لو أنَّ أيسَرَهُ / يُلقى على الفلك الدَّوَار لم يَدُرِ
أراكَ منعتَ دَرَّكَ فاصطبرنا
أراكَ منعتَ دَرَّكَ فاصطبرنا / وقد أقبلتَ تمنع دَرَّ غيرِك
ومَن يخضع لسرِّكَ وهو عانٍ / فإن رجوعه لرجاء خيرِك
جعلتُك في التحية لي إماماً / فدع أيري يصلي خلف أيرِك
فإنك سوف تعلم كيف صبري / إذا سلكت عصاي بعَقد سَيرِك
ستسمع ثمَّ ناقُوس النصارى / إذا ما باتَ شماسٌ بديرِك
كتابك كان فاتحة السرورِ
كتابك كان فاتحة السرورِ / وبشِّرني بإتمام الأمورِ
كأني كنت مأسوراً أتاهُ / بفكِّ الأسر توقيعُ الأميرِ
وقلبي كان أعمى عن هُداه / فأبصر بالكتاب المستنيرِ
كيعقوب النبيِّ جَلا عَماهُ / موافاةُ القميص مع البشيرِ
ولم أرَ مثل مِيلك وهو نِقسٌ / تغشّى ناظري ببياض نُورِ
وكان الفوز لو بُشِّرت فيه / بأنك زائري أو مستزيري
لخلوة مجلسٍ ولأنس وصلٍ / تُضَمُّ به النحورُ إلى النحورِ
كتبتُ إليك والعبرات تمحو / كتابي بالأنين وبالزفيرِ
ويشهدُ لي على ما في ضميري / سطورُ الدمع ما بين السطورِ
كتمنا ما بنا حتّى أبانت / صدور الكتب عمّا في الضميرِ
فتنٌ تردَّدُ في الجفو
فتنٌ تردَّدُ في الجفو / نِ وفي الغصون وفي البدورِ
تلك الفنون إذا اجتمع / نَ فهنَّ مجتمع السرورِ
فاشرب على رغم الحسو / دِ وبِت على كيد الغيورِ
فالآن في فرح القلو / ب يطيب تهتيكُ السُّتورِ
والعيشُ في كيد العَدُو / وِ وفي مؤانسة النَّفورِ
وافى مَرابِعَه الغزالُ الأحورُ
وافى مَرابِعَه الغزالُ الأحورُ / وبدا لمطلعِه الهلالُ المُقمِرُ
أهلاً وسهلاً بالحبيب فإنه / بحضوره كلُّ المحاسن تحضرُ
ما غاب إلا هامَ قلبي نحوه / شوقاً وكدتُ من الوساوس أُحشرُ
ولقد تَغشّى ماءَ دجلة إذ سرى / فيها الحبيب ربيعُ حسنٍ يزهرُ
ولقد تباهى نهرُه ببهائه / فغدا على أنهار دجلة يفخرُ
نهرٌ تطيَّبَ بالحبيب وطيبه / فكأنه بين الجنان الكوثرُ
قدم الذي بقدومه قدم المنى / فبه البلاد ومَن بها مُتبشِّرُ
تتبختر الأرواح في أجسامنا / شوقاً إليه إذا بدا يتبخترُ
ونظن أن الأرض تخطِر تحته / بلباقة الحركات ساعة يخطرُ
يمشي ولا ندري لشكل فنونه / أيميل أم يهتزُّ أم يتمرمَرُ
ما دامت الأبصار تبصر مثلَ ذا / في ذا الجمال فأيّ قلب يصبرُ
نورٌ على حُسنٍ على طيبٍ على / لينٍ تراه فكيف لا يتحيَّرُ
يسبي برقة سمرةٍ دريَّةٍ / فاللون درٌّ والغشاوة جوهرُ
يا حُسن خِطرة زعفرانِ عذاره / ومن العجايب زعفرانٌ أخطرُ
يا من يقلِّب ناظراً في لحظه / خمرٌ يدور على القلوب فيُسكر
واللَه لو أبصرتَ عينك عندما / ترنو لكنتَ بسحر عينك تُسحرُ
بل لو ترى الحركات منك عشقتها / عشقاً يُخاف عليك منه ويُحذر
فخذ المِراة عسى ترى ما قد نرى / من حُسن وجهك في المراة فتعذرُ
أطوي وأنشر فيك يا وشي المنى / فتجلُّدي يُطوى وشوقي يُنشَر
ماذا ترى فيمن رضاك حياتُه / وإليك موردُ عيشِه والمصدرُ
إن تصطنعه تجده عبدك في الورى / ووليَّ نعمتك التي لا تكفرُ
بيديك مهجته ودونك ماله / فاخبره فهو كما تحبُّ وأكثرُ
ودَعِ التعلَّلَ بالرقيب وغيره / لو شئت كنتَ على الزيارة تقدرُ
اعمل على أني أُرَدُّ عن الذي / أبغي فكيف أردُّ عيناً تبصرُ
إن كان قد حُظِر الوصال فإنني / أرضى وأقنع بالذي لا يُحظَرُ
فلأصبِرَنْ ولأكتمنَّ صبابتي / فعسى أفوز بما أُحبَّ وأظفرُ
هجرُ الملاح نصيب من لا يهجرُ
هجرُ الملاح نصيب من لا يهجرُ / لن يغدروا إلا بمن لا يَغدرُ
وإذا وفى لهمُ مُحبٌّ لم يَفُوا / وإذا تسلّى عنهم لم يعذِروا
واذا هُمُ مَلُّوا وفاءً أنكروا / ما لم يكن من قبل ذلك يُنكَرُ
أحسن أبا حسنٍ فإني حامدٌ / لك يا محمد في الذي لا يُذكَرُ
مولاي غيَّركَ التوثق في الهوى / عني لأني عنك لا أتغيرُ
عجباً لأنسك بي وأنت منفَّر / والآن عند أوان أُنسك تنفرُ
تعتلُّ أنك قد كبرتَ عن المنى / أتراك تكبر يا مناي وأصغرُ
الآن طِبتَ إذ التَحيتَ وإنما / غصن الفواكه حين يورق يُثمرُ
وكأن وجهك دُرَّة وكأنما / سَكُّ العذار بجانبيه جوهرُ
وكأنه قمرُ النهار بياضه / إذ حفَّه لونُ السماء الأخضرُ
لا تستَحِنَّ من اللُّحَيَّة إنَّها / سترٌ لنا دون الوشاة مُستّرُ
أمسى الهوى ممّا يليهم مظلماً / لكنَّه ممّا يلينا مقمرُ
ما ذا السَّوادُ سوادَ شَعرٍ إنما / هذا كتاب للفنون مُزَوَّرُ
فعلامَ نُحرَمُ في الهوى ما نرتجي / لمّا كُفينا في الهوى ما نحذرُ
متيَّمٌ بالصدود مُستهتَرْ
متيَّمٌ بالصدود مُستهتَرْ / قلقلَهُ شادن له أحورْ
أبدع في خَلقه مُصَوِّرُهُ / فأكمل الحُسنَ فيه إذ صوَّرْ
لا الشمس تحكيه في ملاحتها / ولا هلال السماء إذ يبدر
من أين للبدر مثل عارضِه / وأين للبدر شارب أخضر
طالبتُه قبلةً فغلَّظ لي / وسلَّ نحوي بلحظه الخنجر
ومالي حرم والك متى / ما تحذر الموت قلت لا أحذر
مَن الجُلَنْدَى ومن يزيد ومَن / عمرو ومن عامرٌ ومن عنتر
لستُ كمن قد يقول من جزعٍ / هاتِ ردائي وهاتني المعجر
أنا المنايا أنا الحتوف أنا / أشطر من كل شاطرٍ يُذكَر
فلم أزل بالرُّقى أُدرِّجه / حتى إذا لان حلَّ لي المئزر
فبِتُّ في ليلةٍ نعمتُ بها / بطيب عيشٍ من الفتى الأقمر
هو البدر إلا أن فيه بدائعاً
هو البدر إلا أن فيه بدائعاً / من الحسن ليست في هلالٍ ولا بدرِ
وينظر في وجه القبيح بوجهه / فيكشف حسناً باقياً آخر الدهرِ
سيدي دعني أُداري
سيدي دعني أُداري / فعسى أُكفى حذاري
ليس ذلّي وخضوعي / لك في الحبِّ بعارِ
بي سقام فيه عذري / بيِّنٌ قبل اعتذاري
شاهداه ما تراه / من نحولي واصفراري
ويك يا مُسلِمَهُ المُس / لِمَ نفسي للبوارِ
لعب الحبُّ بقلبي / لَعبَ شوقي باصطباري
ومن الحيرة ما أع / رف ليلي من نهاري
كسرت قوةَ قلبي / لحظاتٌ بانكسارِ
بأبي لحظك من لح / ظٍ ضعيفٍ ذي اقتدارِ
خالستني لك عينٌ / حيَّرتني باحورارِ
صار جفناها جناحَي / نِ لقلبي المستطارِ
وتولَّت نارُ خَدَّي / ك فؤادي باستِعارِ
وجهك الجنة في الحُس / ن وقد زِينَ بنارِ
تلك نار ليس تُطفى / وسط ماءٍ غير جاري
ما براك اللَه في ذا ال / وصف إلا لاعتباري
جُمِع الحسنُ جميعاً / فيك جمع الاختصار
لك ظرفٌ في مجونٍ / ومزاح في وقارِ
لك وجه راق طرفي / ببياضٍ واحمرارِ
روضة من ياسمينٍ / حول أصلَي جلَّنارِ
هذه الروضة حقّاً / فمتى قطفُ الثِّمارِ
أخي لا تؤاخذني وإن كان لي ذنب
أخي لا تؤاخذني وإن كان لي ذنب / فجرم الفتى في السكر داعية العذرِ
وحسبك ظني أنني كنتُ مجرماً / على خَبَرٍ فيه اعتذرت على خُبرِ
فها أنا ذا أدرى بعُذري من الذي / جَناه عليَّ السُّكرُ إذ أنا لا أدري
وإن كان شِعري قد أتاك بزلةٍ / فقد جاء يستعفيك من ذنبه شعري
فدونك عذراً قام فكري بصنعه / على أن ذنبي لم يحس به فكري
دعي لومي فلستُ بذي اعتذارِ
دعي لومي فلستُ بذي اعتذارِ / فما في الحبِّ من لومٍ وعارِ
أتنفع ذي الملامةُ مستحيراً / وحشو القلب مني حرُّ نار
وكأس قد سُقيت على وجوهٍ / بَهيَّاتٍ بكفي جلَّنارِ
بكف مدلَّهٍ بجمال حُسنٍ / يفوق مثاله درّاً بقارِ
فما ندري أغرَّتُه تُرينا / بياض الصُّبح أم لون العقارِ
الحب أول ما يكون لجاجة
الحب أول ما يكون لجاجة / تأتي به وتسوقه الأقدارُ
حتى إذا اقتحم الفتى لججَ الهوى / جاءت أمورٌ لا تُطاق كبار
ارحم عليلاً أنت أسقمتَه
ارحم عليلاً أنت أسقمتَه / والوصف عن حالته يقصرْ
إن الذي أبقيت من جسمه / يا مُتلف الصبِّ ولم تشعرْ
صُبابةٌ لو أنها دمعةٌ / تجول في خديك لم تقطرْ
وعروسٍ من بنات ال
وعروسٍ من بنات ال / كَرم في سترٍ وخِدرِ
برزت في خير دَرٍّ / وعليها عِقد دُرِّ
لو تراها في يدَي أح / سنَ من يوسف مصرِ
قلتَ شمسٌ تتلالا / طلعت في كفِّ بدرِ