المجموع : 13
بِنَفسِيَ مَن قَلبي لَهُ الدَهرَ ذاكِرُ
بِنَفسِيَ مَن قَلبي لَهُ الدَهرَ ذاكِرُ / وَمَن هُوَ عَنّي مُعرِضُ القَلبِ صابِرُ
وَمَن حُبُّهُ يَزدادُ عِندِيَ جِدَّةً / وَحُبّي لَدَيهِ مُخلَقُ العَهدِ داثِرُ
خُذوا بِدَمي إِن مِتُّ كُلَّ خَريدَةٍ
خُذوا بِدَمي إِن مِتُّ كُلَّ خَريدَةٍ / مَريضَةِ جَفنِ العَينِ وَالطَرفُ فاتِرُ
أَرى بَيتَ لُبنى أَصبَحَ اليَومَ يُهجَرُ
أَرى بَيتَ لُبنى أَصبَحَ اليَومَ يُهجَرُ / وَهُجرانُ لُبنى يا لَكَ الخَيرُ مُنكَرُ
أَتَبكي عَلى لُبنى وَأَنتَ تَرَكتَها / وَأَنتَ عَلَيها بِالمَلا أَنتَ أَقدَرُ
فَإِن تَكُنِ الدُنيا بِلُبنى تَقَلَّبَت / عَلَيَّ فَلِلدُنيا بُطونٌ وَأَظهُرُ
لَقَد كانَ فيها لِلأَمانَةَ مَوضِعٌ / وَلِلقَلبِ مُرتادٌ وَلِلعَينِ مَنظَرُ
وَلِلحائِمِ العَطشانِ رَيٌّ بِريقِها / وَلِلمَرَحِ المُختالِ خَمرٌ وَمُسكِرُ
كَأَنّي لَها أُرجوحَةٌ بَينَ أَحبُلٍ / إِذا ذُكرَةٌ مِنها عَلى القَلبِ تَخطُرُ
صَدَعتِ القَلبَ ثُمَّ ذَرَرتِ فيهِ
صَدَعتِ القَلبَ ثُمَّ ذَرَرتِ فيهِ / هَواكِ فَليمَ فَاِلتَأَمَ الفُطورُ
تَغَلغَلَ حَيثُ لَم يَبلُغ شَرابٌ / وَلا حُزنٌ وَلَم يَبلُغ سُرورُ
أَلا يا غُرابَ البَينِ لَونُكَ شاحِبُ
أَلا يا غُرابَ البَينِ لَونُكَ شاحِبُ / وَأَنتَ بِلَوعاتِ الفِراقِ جَديرُ
فَإِن كانَ حَقّاً ما تَقولُ فَأَصبَحَت / هُمومُكَ شَتّى بَثُّهُنَّ كَثيرُ
وَدُرتَ بِأَعداءٍ حَبيبُكَ فيهُمُ / كَما قَد تَراني بِالعَدوِّ أَدورُ
وَدِدتُ مِنَ الشَوقِ الَّذي بِيَ أَنَّني
وَدِدتُ مِنَ الشَوقِ الَّذي بِيَ أَنَّني / أُعارُ جَناحَي طائِرٍ فَأَطيرُ
فَما في نَعيمٍ بَعدَ فَقدِكِ لَذَّةٌ / وَلا في سُرورِ لَستِ فيهِ سُرورُ
وَإِنَّ اِمرَأً في بَلدَةٍ نِصفُ نَفسِهِ / وَنِصفٌ بِأُخرى إِنَّهُ لَصَبورُ
تَعَرَّفتُ جُثماني أَسيراً بِبَلدَةٍ / وَقَلبي بِأُخرى غَيرَ تِلكَ أَسيرُ
أَلا يا غُرابَ البَينِ وَيحَكَ نَبِّني / بِعِلمِكَ في لُبنى وَأَنتَ خَبيرُ
فَإِن أَنتَ لَم تُخبِر بِشَيءٍ عَلِمتَهُ / فَلا طُرتَ إِلّا وَالجَناحُ كَسيرُ
وَدُرتَ بِأَعداءٍ حَبيبُكَ فيهِمُ / كَما قَد تَراني بِالحَبيبُ أَدورُ
لَوَ أَنَّ اِمرَأً أَخفى الهَوى عَن ضَميرِهِ
لَوَ أَنَّ اِمرَأً أَخفى الهَوى عَن ضَميرِهِ / لَمُتُّ وَلَم يَعلَم بِذاكَ ضَميرُ
وَلَكِن سَأَلقى اللَهَ وَالنَفسُ لَم تَبُح / بِسِرِّكِ وَالمُستَخبِرونَ كَثيرُ
إِذا عِبتُها شَبَّهتُها البَدرَ طالِعاً
إِذا عِبتُها شَبَّهتُها البَدرَ طالِعاً / وَحَسبُكِ مِن عَيبٍ لَها شَبَهُ البَدرِ
لَقَد فُضِّلَت لُبنى عَلى الناسِ مِثلَ ما / عَلى أَلفِ شَهرٍ فُضِّلَت لَيلَةُ القَدرِ
إِذا ما مَشَت شِبراً مِنَ الأَرضِ أَرجَفَت / مِنَ البُهرِ حَتّى ما تَزيدُ عَلى شِبرِ
لَها كَفَلٌ يَرتَجُّ مِنها إِذا مَشَت / وَمَتنٌ كَغِصنِ البانِ مُضطَمِّرُ الخَصرِ
وَداعٍ دَعا إِذ نَحنُ بِالخَيفِ مِن مِناً
وَداعٍ دَعا إِذ نَحنُ بِالخَيفِ مِن مِناً / فَهَيَّجَ أَشجانَ الفُؤادِ وَما يَدري
دَعا بِاِسمِ لَيلى غَيرَها فَكَأَنَّما / أَهاجَ بِلَيلى طائِراً كانَ في صَدري
أَلا يا غُرابَ البَينِ هَل أَنتَ مُخبِري
أَلا يا غُرابَ البَينِ هَل أَنتَ مُخبِري / بِخَيرٍ كَما خَبَّأتَ بِالنُؤيِ وَالشَرِّ
وَخَبَّرتَ أَن قَد جَدَّ بَينٌ وَقَرَّبوا / جِمالاً لِبَينٍ مُثقَلاتٍ مِنَ الغَدرِ
وَهِجتَ قَذى عَينٍ بِلُبنى مَريضَةٍ / إِذا ذُكِرَت فاضَت مَدامِعُها تَجري
وَقُلتَ كَذاكَ الدَهرُ ما زالَ فاجِعاً / صَدَقتَ وَهَل شَيءٌ بِباقٍ عَلى الدَهرِ
تَداوَيتُ مِن لَيلى بِلَيلى مِنَ الهَوى
تَداوَيتُ مِن لَيلى بِلَيلى مِنَ الهَوى / كَما يَتَداوى شارِبُ الخَمرِ بِالخَمرِ
فَإِن يَحجُبوها وَيَحُل دونَ وَصلِها
فَإِن يَحجُبوها وَيَحُل دونَ وَصلِها / مَقالَةُ واشٍ أَو وَعيدُ أَميرِ
فَلَم يَمنَعوا عَينَيَّ مِن دائِمِ البُكا / وَلَن يُذهِبوا ما قَد أَجَنَّ ضَميري
إِلى اللَهِ أَشكوا ما أُلاقي مِنَ الهَوى / وَمِن حُرَقٍ تَعتادُني وَزَفيرِ
وَمِن حَرَقٍ لِلحُبِّ في باطِنِ الحَشا / وَلَيلٍ تَويلِ الحُزنِ غَيرِ قَصيرِ
سَأَبكي عَلى نَفسي بِعَينٍ غَزيرَةٍ / بُكاءَ حَزينٍ في الوِثاقِ أَسيرِ
وَكُنّا جَميعاً قَبلَ أَن يَظهَرَ الهَوى / بِأَنعَمِ حالِ غَبطَةٍ وَسُرورِ
فَما بَرِحَ الواشونَ حَتّى بَدَت لَهُم / بُطونُ الهَوى مَقلوبَةً لِظُهورِ
لَقَد كُنتِ هَسبَ النَفسِ لَودامَ وَصلُنا / وَلَكِنَّما الدُنيا مَتاعُ غُرورِ
وَيلي وَعولي وَما لي حينَ تَفلِتُني
وَيلي وَعولي وَما لي حينَ تَفلِتُني / مِن بَعدِ ما أَحرَزَت كَفّي بِها الظَفَرا
قَد قالَ قَلبي لِطَرفي وَهوَ يَعذِلُهُ / هاذا جَزاأُكَ مِنّي فَاِكدُمِ الحَجَرا
قَد كُنتُ أَنهاكَ عَنها لَو تُطاوِعُني / فَاِصبُر فَما لَكَ تَيها أَجرُ مِن صَبرا