المجموع : 7
عَلى الشَنفَرى ساري الغَمامِ فَرائِحٌ
عَلى الشَنفَرى ساري الغَمامِ فَرائِحٌ / غَزيرُ الكُلى وَصَيِّبُ الماءِ باكِرُ
عَلَيكَ جَزاءٌ مِثلُ يَومِكَ بِالجَبا / وَقَد رَعَفَت مِنكَ السُيوفُ البَواتِرُ
وَيَومِكَ يَومُ العَيكَتَينِ وَعَطفَةٍ / عَطَفتَ وَقَد مَسَّ القُلوبَ الحَناجِرُ
تَجولُ بِبِزِّ المَوتِ فيهِم كَأَنَّهُم / بِشَوكَتِكَ الحُدّى ضَئينٌ نَوافِرُ
وَطَعنَةِ خَلسٍ قَد طَعَنتَ مُرِشَّةٍ / لَها نَفَذٌ تَضِلُّ فيهِ المَسابِرُ
إِذا كُشِفَت عَنها السُتورُ شَحا لَها / فَمٌ كَفَمِ العَزلاءِ فَيحانُ فاغِرُ
يَظَلُّ لَها الآسي يَميدُ كَأَنَّهُ / نَزيفٌ هَراقَت لُبَّهُ الخَمرُ ساكِرُ
فَيَكفي الَّذي يَكفي الكَريمُ بِحَزمِهِ / وَيَصبِرُ إِنَّ الحُرَّ مِثلَكَ صابِرُ
فَإِن تَكُ نَفسُ الشَنفَرى حُمَّ يَومُها / وَراحَ لَهُ ماكانَ مِنهُ يُحاذِرُ
فَما كانَ بِدعاً أَن يُصابَ فَمِثلُهُ / أُصيبَ وَحُمَّ المُلتَجونَ الفَوادِرُ
قَضى نَحبَهُ مُستَكثِراً مِن جَميلِهِ / مُقِلّاً مِنَ الفَحشاءِ وَالعِرضُ وافِرُ
يُفَرِّجُ عَنهُ غُمَّةَ الرَوعِ عَزمُهُ / وَصَفراءُ مِرنانٌ وَأَبيَضُ باتِرُ
وَأَشقَرُ غَيداقُ الجِراءِ كَأَنَّهُ / عُقابٌ تَدَلّى بَينَ نيقَينِ كاسِرُ
يَجُمُّ جُمومَ البَحرِ طالَ عُبابُهُ / إِذا فاضَ مِنهُ أَوَّلٌ جاشَ آخِرُ
لَئِن ضَحِكَت مِنكَ الإِماءُ لَقَد بَكَت / عَلَيكَ فَأَعوَلنَ النِساءُ الحَرائِرُ
وَمَرقَبَةٍ شَمّاءَ أَقعَيتَ فَوقَها / لِيَغنَمَ غازٍ أَو لِيُدرِكَ ثائيرُ
وَأَمرٍ كَسَدِّ المِنخَرَينِ اِعتَلَيتَهُ / فَنَفَّستَ مِنهُ وَالمَنايا حَواضِرُ
وَإِنَّكَ لَو لاقَيتَني بَعدَ ما تَرى / وَهَل يُلقَينَ مَن غَيَّبَتهُ المَقابِرُ
لَأَلفَيتِني في غارَةٍ أَعتَزي بِها / إِلَيكَ وَإِمّا راجِعاً أَنا ثائِرُ
فَلَو نَبَّأَتني الطَيرُ أَو كُنتُ شاهِداً / لَآساكَ في البَلوى أَخٌ لَكَ ناصِرُ
وَإِن تَكُ مَأسوراً وَظَلتَ مُخَيّماً / وَأَبلَيتَ حَتّى ما يَكيدُكَ واتِرُ
وَحَتّى رَماكَ الشَيبُ في الرَأسِ عانِساً / وَخَيرُكَ مَبسوطٌ وَزادُكَ حاضِرُ
وَأَجمَلُ مَوتِ المَرءِ إِذ كانَ مَيِّتاً / وَلابُدَّ يَوماً مَوتُهُ وَهوَ صابِرُ
وَخَفَّضَ جَأشي أَنَّ كُلَّ اِبنِ حُرَّةٍ / إِلى حَيثُ صِرتَ لا مَحالَةَ صائِرُ
وَأَنَّ سَوامَ المَوتِ تَجري خِلالَنا / رَوائِحُ مِن أَحداثِهِ وَبَواكِرُ
فَلا يَبعَدَنَّ الشَنفَرى وَسِلاحُهُ / الحَديدُ وَشَدٌّ خَطوُهُ مُتَواتِرُ
إِذا راعَ رَوعُ المَوتِ راعَ وَإِن حَمى / حَمى مَعَهُ حُرٌّ كَريمٌ مُصابِرُ
إِذا المَرءُ لَم يَحتَل وَقَد جَدَّ جَدُّهُ
إِذا المَرءُ لَم يَحتَل وَقَد جَدَّ جَدُّهُ / أَضاعَ وَقاسى أَمرُهُ وَهوَ مُدبِرُ
وَلاكِن أَخو الحَزمِ الَّذي لَيسَ نازِلاً / بِهِ الأَمرُ إِلّا وَهوَ لِلأَمرِ مُبصِرُ
فَذاكَ قَريعُ الدَهرِ ماعاشَ حُوَّلٌ / إِذا سُدَّ مِنهُ مِنخَرٌ جاشَ مِنخَرُ
فَإِنَّكَ لَو قاسَيتَ بِاللَصبِ حيلَتي / بِلِحيانَ لَم يَقصُر بِكَ الدَهرَ مَقصَرُ
أَقولُ لِلَحيانٍ وَقَد صَفِرَت لَهُم / عِيابي وَيَومي دَيِّقُ الحِجرِ مُعوِرُ
لَكُم خَصلَةٌ إِمّا فِداءٌ وَمِنَّةٌ / وَإِمّا دَمٌ وَالقَتلُ بِالمَرءِ أَجدَرُ
وَأُخرى أُصادي النَفسَ عَنها وَإِنَّها / لَخُطَّةُ حَزمٍ إِن فَعَلتُ وَمَصدَرُ
فَرَشتُ لَها صَدري فَزَلَّ عَنِ الصَفا / بِهِ جُؤجُؤٌ عَبلٌ وَمَتنٌ مُخَصَّرُ
فَخالَطَ سَهلَ الأَرضِ لَم يَكدَحِ الصَفا / بِهِ كَدحَةٌ وَالمَوتُ خَزيانُ يَنظُرُ
فَأُبتُ إِلى فَهمٍ وَما كِدتُ آيِباً / وَكَم مِثلِها فارَقتُها وَهيَ تَصفِرُ
وَشَعبٍ كَشَلِّ الثَوبِ شَكسٍ طَريقُهُ
وَشَعبٍ كَشَلِّ الثَوبِ شَكسٍ طَريقُهُ / مَجامِعُ صوحَيهِ نِطافٌ مَخاصِرُ
تَعَسَّفتُهُ بِاللَيلِ لَم يَهدِني لَهُ / دَليلٌ وَلَم يُحسِن لِيَ النَعتَ خابِرُ
لَدُن مَطلَعِ الشِعرى قَليلٍ أَنيسُهُ / كَأَنَّ الطَخا في جانِبَيهِ مَعاجِرُ
بِهِ مِن نَجاءِ الدَلوِ بيضٌ أَقَرَّها / جُبارٌ لِصُمِّ الصَخرِ فيهِ قَراقِرُ
وَمَرِّرنَ حَتّى كُنَّ لِلماءِ مُنتَهاً / وَغادَرَهُنَّ السَيلُ فيما يُغادِرُ
بِهِ نُطَفٌ زُرقٌ قَليلٌ تُرابُها / جَلا الماءُ عَن أَرجائِها فَهوَ حائِرُ
بِهِ سَمَلاتٌ مِن مِياهٍ قَديمَةٍ / مَوارِدُها ما إِن لَهُنَّ مَصادِرُ
أَلَم تَشِلِ اليَومَ الحُمولُ البَواكِرُ
أَلَم تَشِلِ اليَومَ الحُمولُ البَواكِرُ / بَلى فَاِعتَرِف صَبراً فَهَل أَنتَ صابِرُ
وَشاقَتكَ هِندٌ يَومَ فارَقَ أَهلُها / بِها أَسَفاً إِنَّ الخُطوبَ تُغادِرُ
فَإِن تَصرِميني أَو تُسيإي لِعِشرَتي / فَإِنّي لَصَرّامُ القَرينِ مُعاشِرُ
أَلا عَجِبَ الفِتيانُ مِن أُمِّ مالِكٍ
أَلا عَجِبَ الفِتيانُ مِن أُمِّ مالِكٍ / تَقولُ لَقَد أَصبَحتَ أَشعَثَ أَغبَرا
قَليلَ الإِتاءِ وَالحَلوبَةِ بَعدَما / رَأَيتُكَ بَرّاقَ المَفارِقِ أَيسَرا
فَقُلتُ لَها يَومانِ يَومُ إِقامَةٍ / أَهُزُّ بِهِ غُصناً مِنَ البانِ أَخضَرا
وَيَومٌ أَهُزُّ السَيفَ في جيدِ أَغيَدٍ / لَهُ نِسوَةٌ لَم تَلقَ مِنّي أَنكَرا
يَنُحنَ عَلَيهِ وَهوَ يَنزِعُ نَفسَهُ / لَقَد كُنتَ أَبّاءَ الظُلامَةِ قَسوَرا
وَقَد صِحتُ فيآثارِ حَومٍ كَأَنَّها / عَذارى عُقَيلٍ أَو بَكارَةُ حِميَرا
أَبَعدَ النُفاثيِّنَ أَزجُرُ طائِراً / وَآسى عَلى شَيءٍ إِذا هُوَ أَدبَرا
أُنَهنِهُ رِجلي عَنهُمُ وَإِخالُهُم / مِنَ الذُلِّ يَعراً بِالتَلاعَةِ أَعفَرا
فَلَو نالَتِ الكَفّانِ أَصحابَ نَوفَلٍ / بِمَهمَهَةٍ مِن بَينِ ظَرَّ فَعَرعَرا
وَلَمّا أَبى اللَيثِيُّ إِلّا اِنتِهاكَنا / صَبَرتُ وَكانَ العِرضُ عِرضِيَ أَوفَرا
فَقُلتُ لَهُ حَقَّ الثَناءُ فَإِنَّني / سَأَذهَبُ حَتّى لَم أَجِد مُتَأَخَّرا
وَلَمّا رَأَيتُ الجَهلَ زادَ لَجاجَةً / يَقولُ فَلا يَألوكَ أَن تَتَشَوَّرا
دَنَوتُ لَهُ حَتّى كَأَنَّ قَميصَهُ / تَشَرَّبَ مِن نَضحِ الأَخادِعِ عُصفُرا
فَمَن مُبلِغٌ لَيثَ بنَ بَكرٍ بِأَنَّنا / تَرَكنا أَخاهُم يَومَ قَرنٍ مُعَفَّرا
عَلى قَرماءِ عالِيَةٍ شَواهُ
عَلى قَرماءِ عالِيَةٍ شَواهُ / كَأَنَّ بَياضَ غُرَّتِهِ خِمارُ
فَلا تَقبُروني إِنَّ قَبري مُحَرَّمٌ
فَلا تَقبُروني إِنَّ قَبري مُحَرَّمٌ / عَلَيكُم وَلَكِن خامِري أُمَّ عامِرِ
إِذا ضَرَبوا رَأسي وَفي الرَأسِ أَكثَري / وَغودِرَ عِندَ المُلتَقى ثَمَّ سائِري
هُنالِكَ لا أَبغي حَياةً تَسَرُّني / سَميرَ اللَيالي مُبسَلاً بِالجَرائِرِ