المجموع : 34
يا سائِلي بِأَميرِنا
يا سائِلي بِأَميرِنا / اِسمَع إِلى الخَبَرِ المُحَبَّر
إِنّي رَكِبتُ وَما أَكَل / تُ إِلى الأَميرِ كَما تُقَدَّر
قالَ الطَعامَ فَجاءَ خا / دِمُهُ بِفَرخٍ قَد تَغَيَّر
قَد كانَ فِقّيعاً فَأَصبَحَ / عِندَ طولِ المَكثِ أَخضَر
وَتَناعَرَت داياتُهُ / هاتوا لَهُ الجَنبَ المُبَزَّر
فَأَتَوا بِهِ في صَحفَةٍ / نُجِرَت لِكِسرى أَو لِقَيصَر
كَرِفادَةِ الفَصدِ الصَغي / رَةِ بَل أَظُنُّ الجَنبَ أَصغَر
الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي / جَعَلَ السَماحَةَ خَيرَ مَتجَر
لَنا يا أَخي زَلَّةٌ وافِرَه
لَنا يا أَخي زَلَّةٌ وافِرَه / وَقِدرٌ مُعَجَّلَةٌ حاضِرَه
وَراحٌ تُزيلُ إِذا صُفِّقَت / سَنا البَرقِ في اللَيلَةِ الماطِرَه
وَمُسمِعَةٌ لَم يَخُنها الصَوابُ / وَزامِرَةٌ أَيَّما زامِرَه
وَما شِئتَ من خَبَرٍ نادِرٍ / وَنادِرَةٍ بَعدَها نادِرَه
فَآتِ وَلَو كُنتَ يا اِبنَ الكِرامِ / وَحاشَكَ من ذاكَ في الآخِرَه
لي مِن تَذَكُّرِيَ المَطيرَه
لي مِن تَذَكُّرِيَ المَطيرَه / عَينٌ مُسَهَّدَةٌ مَطيرَه
سَخِنَت لِفَقدِ مَواطِنٍ / كانَت بِها قِدماً قَريرَه
أَيّامَ لِلأَيّامِ إِحس / انٌ وَأَفعالٌ نَضيرَه
أَيّامَ نَحوي حَيثُ كُن / تُ لِعاشِقٍ كَفُّ مُشيرَه
في فِتيَةٍ لَم يَعرِفوا / لِدَوامِ نَيلِهُم ذَخيرَه
أُسهِرتَ لِلبَرقِ الَّذي
أُسهِرتَ لِلبَرقِ الَّذي / باتَت لَوامِعُهُ مُنيرَه
وَذَكَرتَ إِقبالَ الزَم / انِ عَلَيكَ في الحالِ النَضيرَه
أَيّامَ عَينُكَ بِالحَبي / بِ وَقُربِهِ عَينٌ قَريرَه
أَيّامَ تُجدي حَيثُ كُن / تَ لِعاشِقٍ كَفّاً مُنيرَه
ما بَينَ حاناتِ الجُوَي / ثِ إِلى المَطيرَةِ فَالحظيرَه
فَغَدَوتَ بَعدَ جِوارِهِم / مُتَحَيِّراً في شَرِّ جيرَه
مِن باذِلٍ لِلعِرضِ د / ونَ البَذلِ لِلصِلَةِ اليَسيرَةِ
وَبِمُخرِقٍ يَصِفُ السَم / احَ وَنَفسُهُ نَفسٌ فَقيرَه
وَمِنَ الكَبائِرِ ذُلُّ مَن / أَضحَت لَهُ نَفسٌ كَبيرَه
دَخَلتُ عَلى باخِلٍ مَرَّةً
دَخَلتُ عَلى باخِلٍ مَرَّةً / وَجَنّاتُ بُستانِهِ زاهِرَه
وَقَد قابَلَ النَورُ نَقشَ السُتورِ / فَأَعيُنُ زُوّارِهِ حائِرَه
جِنانٌ تُعَجَّلُ لِلباخِلينَ / وَنَحنُ نُؤَجَّلُ لِلآخِرَه
وَغَيثٍ دَرورِ المُقلَتَينِ كَأَنَّما
وَغَيثٍ دَرورِ المُقلَتَينِ كَأَنَّما / مَدامِعُهُ فَوقَ الثَرى لُؤلُؤٌ أَثرى
شَرِبتُ عَلَيهِ قَهوَةً بابِلِيَّةً / هِيَ الخَمرُ أَو عودٌ تُناوِلُهُ جَمرا
وَلي كَبِدٌ لا يُصلِحُ الطِبُّ سُقمَها
وَلي كَبِدٌ لا يُصلِحُ الطِبُّ سُقمَها / مِنَ الوَجدِ لا تَنفَكُّ دامِيَةٌ حَرّى
فَيا لَيتَ شِعري وَالظُنونُ كَثيرَةٌ / أَيَشعُرُ بي مَن بِتُّ أَرعى لَهُ الشِعرى
وَصاحِبٍ زُرتُهُ فَقَدَّمَ لي
وَصاحِبٍ زُرتُهُ فَقَدَّمَ لي / كِسرَةَ خُبزٍ وَعَينُهُ عَبرى
وَقالَ ما تَشتَهي فَقُلتُ لَهُ / قَطرَةَ مِلحٍ وَكَسرَةً أُخرى
فَمَزَّقَ الجَيبَ ثُمَّ لاكَمَني / وَقالَ هذا المُصيبَةُ الكُبرى
إِن كُنتَ تَهوى أَن أَزو
إِن كُنتَ تَهوى أَن أَزو / رَكَ أَو حَنَنتَ إِلى الزِيارَه
فَدَعِ الشَتيمَةَ لِلغُلا / مِ إِذا دَنَوتُ من الغَضارَه
لا تَنكرنّي عَلى حمارٍ
لا تَنكرنّي عَلى حمارٍ / يَضيعُ في مِثلِهِ الشَعيرُ
وَكَيفَ لا يَمتَطي حماراً / من جُلَّ إِخوانِهِ حَميرُ
طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها
طَرَقنا بَزوغى حينَ أَينَعَ زَهرُها / وَفيها لَعَمرُ اللَهِ لِلعَينِ مَنظَرُ
وَكَم مِن بَهارٍ يَبهَرُ العَينَ حُسنُهُ / وَمِن جَدوَلٍ بِالبارِدِ العَذبِ يَزخَرُ
وَمِن مُستَحِثٍّ بِالمُدامِ كَأَنَّهُ / وَإِن كانَ ذِمِيّاً أَميرٌ مُؤَمَّرُ
وَفي كَفِّهِ اليَمنى شَرابٌ مُوَرَّدٌ / وَفي كَفِّهِ اليُسرى بَنانٌ مُعَصفَرُ
شَقائِقُ تَندى بِالنَدى فَكَأَنَّها / خُدودٌ عَلَيهِنِّ المَدامِعُ تَقطُرُ
وَكَم ساقِطٍ سُكراً يَلوكُ لِسانَهُ / وَكَم قائِلٍ هَجراً وَما كانَ يَهجُرُ
وَكَم مُنشِدٍ بَيتاً وَفيهِ بَقِيَّةٌ / مِنَ العَقلِ إِلّا أَنَّهُ مُتَحَيِّرُ
فَكانَ مِجَنّي دونَ مَن كُنتُ أَتَّقي / ثَلاثُ شُخوصٍ كاعِبانِ وَمُعصِرُ
وَكَم مِن حُسانٍ جَسَّ أَوتارَ عودِهِ / فَأَلهَبَ ناراً في الحَشا تَتَسَعَّرُ
يُغَنّي وَأَسبابُ الصَوابِ تُمِدُّهُ / بَصَوتٍ جَليلٍ ذِكرُهُ حينَ يُذكَرُ
أَحِنُّ حَنينيَ الوالِهِ الطَرِبِ الَّذي / ثَنى شَجوَهُ بَعدَ الغَداءِ التَذَكُّرُ
أَجَحظَةُ إِن تَجزَع عَلى فَقدِ مَعشَرٍ / فَقَدتَ بِهِم مَن كانَ لِلكَسرِ يَجبُرُ
وَأَصبَحتُ في قَومٍ كَأَنَّ عِظامَهُم / إِذا جَئتَهُم في حاجَةٍ تَتَكَسَّرُ
فَصَبراً جَميلاً إِنَّ في الصَبرِ مَقنَعاً / عَلى ما جَناهُ الدَهرُ وَاللَهُ أَكبَرُ
أَحمَدُ اللَهَ لَم أَقُل قَطُّ يا بد
أَحمَدُ اللَهَ لَم أَقُل قَطُّ يا بد / رُ وَيا مُنصِفاً وَيا كافورُ
لا وَلا قُلتُ أَينَ أَينَ الشَواهي / نُ وَوَزّانُنا وَأَينَ البُذورُ
لا وَلا قيلَ قَد أَتاكَ مِنَ الضَ / يعَةِ بُرٌّ مُوَفَّرٌ وَشَعيرُ
وَأَتاكَ العَطاءُ بِالنَدِّ لَمّا / قيلَ لي ذاكَ في الخَزينِ بَخورُ
أَنا خِلوٌ مِنَ المَماليكِ وَالأَم / لاكِ جَلدٌ عَلى البَلا وَصَبورُ
لَيسَ إِلّا كُسَيرَةٌ وَقُدَيحٌ وَخُ / لَيقٌ أَتَت عَلَيهِ الدُهورُ
يا رَبيعيَ زارَني بَعدَكَ البَد
يا رَبيعيَ زارَني بَعدَكَ البَد / رُ وَقَد كانَ جافِياً لا يَزورُ
قُل لِلوَزيرِ أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ
قُل لِلوَزيرِ أَدامَ اللَهُ دَولَتَهُ / أُذكُر مُنادَمَتي وَالخَبزُ خشكارُ
إِذ لَيسَ بِالبابِ برذونٌ لِنَوبَتِكُم / وَلا غُلامٌ وَلا بِالبابِ طَيّارُ
سَقياً وَرَعياً لِلجَزيرَةِ مَوطِناً
سَقياً وَرَعياً لِلجَزيرَةِ مَوطِناً / نَوّارُهُ الخيرِيُّ وَالمَنثورُ
وَتَرى البَهارَ مُعانِقاً لِبَنَفسجٍ / فَكَأَنَّ ذلِك زائِرٌ وَمَزورُ
وَكَأَنَّ نَرجِسَها عُيونٌ كُلُّها / كَالزَعفَرانِ جُفونُها الكافورُ
تَحيا النُفوسُ بِطيبِها فَكَأَنَّها / طَعمُ الرِضابِ يَنالُهُ المَهجورُ
وَرَدنا بِزَوغى وَالغُروبُ كَأَنَّها
وَرَدنا بِزَوغى وَالغُروبُ كَأَنَّها / أَهاضيبُ سودٌ في جَوانِبِها زُمرُ
فَقامَ إِلَينا البائِعونَ كَأَنَّهُم / نُجومٌ تَهاوَت مِن مَطالِعِها زُهرُ
فَمِن مائِلٍ عِندي شَرابٌ مُعَتَّقٌ / وَمِن تائِهٍ بِالخَمرِ أَسكَرَهُ الفِكرُ
أِنا اِبنُ أُناسٍ مَوَّلَ الناسَ جودُهُم
أِنا اِبنُ أُناسٍ مَوَّلَ الناسَ جودُهُم / فَأَضحوا حَديثاً بِالنَوالِ المُشَهَّرِ
فَلَم يَخلُ من إِحسانِهِم لَفظُ مُخُبِرٍ / وَلَم يَخلُ مِن تَقريظِهِم بَطنُ دَفتَرِ
وَباتَ يَسقينا جِنانيَّةً
وَباتَ يَسقينا جِنانيَّةً / ضَنَّت بِها الشَمسُ عَلى النارِ
اِدفَع وَرودَ الهَمِّ عَنكَ بِقَهوَةٍ
اِدفَع وَرودَ الهَمِّ عَنكَ بِقَهوَةٍ / مَخزونَةٍ في خانَةِ الخَمّارِ
جازَت مَدى الأَعمارِ فَهيَ كَأَنَّها / عِندَ المَذاقِ تَزيدُ في الأَعمارِ
يَسعى بِها خَنِثُ الجُفونِ مُنَعَّمٌ / في خَدِّهِ ماءُ النَضارَةِ جارِ
في رِقَّةِ البَرَدانِ بَينَ مَزارِعٍ / مَحفوفَةٍ بِبَنَفسَجٍ وَبَهارِ
بَلَدٌ يُشَبِّهُ صَيفُهُ بِخَريفِهِ / رَطبُ الأَصائِلِ بارِدُ الأَسحارِ
فَدَيتُ مَن مَرَّ بِنا مُسرِعاً
فَدَيتُ مَن مَرَّ بِنا مُسرِعاً / يَسعى إِلى الديرِ بِأَسفارِه
خَدَمتُ رَبَّ الدَيرِ مِن أَجلِهِ / حَتّى كَأَنّي بَعضُ أَحبارِه
حَذَّرَني النارَ وَلَم يَدرِ ما / في القَلبِ وَالأَحشاءِ مِن نارِه
حَيَّرَني تَفتيرُ أَجفانِهِ / وَحَلَّ عَقدي عَقدُ زُنّارِه