المجموع : 4
تَدارَكتَ سَعداً عُنوَةً فَأَخَذتَهُ
تَدارَكتَ سَعداً عُنوَةً فَأَخَذتَهُ / وَكانَ شِفاءً لَو تَدارَكتَ مُنذِرا
وَلَو نِلتَهُ طُلَّت هُناكَ جِراحُهُ / وَكانَ حَرِيّاً أَن يُهانَ وَيُهدَرا
عَجِبتُ لِفَخرِ الأَوسِ وَالحَينُ دائرٌ
عَجِبتُ لِفَخرِ الأَوسِ وَالحَينُ دائرٌ / عَلَيهِم غَداً وَالدَهرُ فيهِ بَصائِرُ
وَفَخرُ بَني النَجّارِ إِن كانَ مَعشَرٌ / أُصيبوا بِبَدرٍ كُلُّهُم ثَمَّ صابِرُ
فَإِن تَكُ قَتلى غودِرَت مِن رِجالِنا / فَإِنّا رِجالٌ بَعدَهُم سَنُغادِرُ
وَتُردي بِنا الجُردُ العَناجيجُ وَسطَكُم / بَني الأَوسِ حَتّى يَشفِيَ النَفسَ ثائرُ
وَوَسطَ بَني النَجّارِ سَوفَ نَكُرُّها / لَها بِالقَنا وَالدارِعينَ زَوافِرُ
فَنَترُك صَرعى تَعصِبُ الطَيرُ حَولَهُم / وَلَيسَ لَهُم إِلّا الأَمانِيُّ ناصِرُ
وَتَبكيهِمُ مِن أَهلِ يَثرِبِ نِسوَةٌ / لَهُنَّ بِها لَيلٌ عَنِ النَومِ ساهِرُ
وَذَلِكَ أَنّا لا تَزالُ سُيوفُنا / بِهِنَّ دَمٌ مِمَّن يُحارِبنَ مائِرُ
فَإِن تَظفَروا في يَومِ بَدرٍ فَإِنَّما / بِأَحمَدَ أَمسى جَدُّكُم وَهوَ ظاهِرُ
وَبِالنَفَرِ الأَخيارِ هُم أَولِياؤُهُ / يُحامونَ في اللَأواءِ وَالمَوتُ حاضِرُ
يُعَدُّ أَبو بَكرٍ وَحَمزَةُ فيهِمُ / وَيُدعى عَلِيٌّ وَسطَ مَن أَنتَ ذاكِرُ
وَيُدعى أَبو حَفصٍ وَعُثمانُ مِنهُمُ / وَسَعدٌ إِذا ما كانَ في الحَربِ حاضِرُ
أُولئِكَ لا مَن نَتَّجَت في دِيارِها / بَنو الأَوسِ وَالنَجّارِ حينَ تُفاخِرُ
وَلَكِن أَبوهُم مِن لُؤَيِّ بنِ غالِبٍ / إِذا عُدَّتِ الأَنسابُ كَعبٌ وَعامِرُ
هُمُ الطاعِنونَ الخَيلَ في كُلِّ مَعرِكٍ / غَداةَ الهَياجِ الأَطيَبونَ الأَكاثِرُ
أَلَم تَسأَلِ الناسَ عَن شَأنِنا
أَلَم تَسأَلِ الناسَ عَن شَأنِنا / وَلَم يُثبِتِ الأَمرَ كالخابِرِ
غَداةَ عُكاظٍ إِذ اِستَكمَلت / هَوازِنُ في كَفِها الحاضِرِ
وَجاءَت سُلَيمٌ تَهُزُّ القَنا / عَلى كُلِّ سَلهَبَةٍ ضامِرِ
وَجئِنا إِلَيهِم عَلى المُضمَرات / بِأَرعَنَ ذي لَجَبٍ زاخِرِ
فَلَمّا اِلتَقَينا أَذَقناهُمُ / طِعاناً بسُمرِ القَنا العائِرِ
فَغُرَّت سُلَيمٌ وَلَم يَصبِروا / وَطارَت شُعاعاً بَنو عامِرِ
وَفَرَّت ثَقيفُ إِلى لاتِها / بِمُنقَلِبِ الخائِبِ الخاسِرِ
وَقاتَلَتِ العَنسُ شَطرَ النَها / رِ ثُمَّ تَوَلَّت مَعَ الصادِرِ
عَلى أَنَّ دُهمانَها حافَظَت / أَخيراً لَدى دارَةِ الدائِرِ
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ يَلعَبُ بِالفَتى
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ يَلعَبُ بِالفَتى / وَلا يَملِكُ الإِنسانُ دَفعَ المَقادِرِ