المجموع : 18
عَلِمَ اِبنُ جُدعانَ بِن عَمروٍ
عَلِمَ اِبنُ جُدعانَ بِن عَمروٍ / أَنَّهُ يَوماً مُدابِر
وَمُسافِراً سَفَراً بَعيداً / لا يَأوبُ بِهِ المُسافِرُ
فَقُدورُهُ بِفِنائِهِ / لِلضيفِ مُترَعَةٌ زَواخِر
تَبدو الكُسورُ مِن إِن / ضِراجِ الغَلي فيها وَالكَراكِر
فَكأَنَهُنَّ بِما حَمَينَ / وَما شُحِنَّ بِها ضَرائِر
وَكَأَنَّهُنَّ بِها عُرَينَةُ / في طَوائِفِها وَهاجِر
زَبَدٌ وَقَرقَرةٌ كَقَرقَرَةِ / الفُحولِ إِذا تُخاطَر
بَذَّ المَعاخِرَ كُلَّها / بِالفَضلِ قَد عَلِمَ المَعاشِر
وَعَلا عَلوَّ الشَمسِ / حَتّى ما يُفاخِرُهُ مُفاخِرُه
دانَت لَهُ أَبناءُ فَهرٍ / مِن بَني كَعبٍ وَعامِر
أَنتَ الجَوادُ إبنُ الجَوادِ / بِكُم يُنافِرُ مَن يُنافِر
آباؤُك الشُمُّ المَراجيحُ / المَسامِحُ الأَخاير
وَإِذا تَشامُ بُروقِهم / جادَت أَكُّفَهُمُ المَواطِر
لا يَحتَويهِم جانِبٌ / لِلمَحلِ مِنهُ وَلا مُجاوِر
قومٌ حُصونُهُمُ الأَسِنَّةُ / وَالأَعِنَّةُ وَالبَواتِر
نَزَلوا البِطاحَ وَفُضِّلَت / بِهِمُ البَواطِنُ وَالظَواهِر
وَالطّوطَ نَزرَعُهُ فيها فَنَلبَسُهُ
وَالطّوطَ نَزرَعُهُ فيها فَنَلبَسُهُ / وَالصوفَّ نَجتَزُّهُ ما أَدفأَ الوَبَرُ
هِىَ القَرارُ فَما نَبغي لَها بَدَلا / ما أَرحَمَ الأَرضَ إِلاّ أَنَّنا كُفُرُ
وَطَعنَةُ اللِ في الأَعداءِ نافِذَةٌ / تُعيِي الأَطِباءَ لا يُلوي لَها السُبُرُ
مِنها خُلِقنا وَكانَت أُمُنا خُلِقَت / وَنَحنُ أَبناؤُها لَو أَنَنا شُكُرُ
وَيومُ مَوعِدُهُم أَن يُحشَروا زُمراً / يَومُ التَغابُنِ إِذ لا يَنفَعُ الحَذَرُ
مُستَوسِقينَ مَعَ الداعي كَأَنَّهُم / رِجلُ الجَرادِ زَفَّتهُ الريحُ تَنتَشِرُ
وَأُبرِزوا بِصَعيدٍ مُستَوٍ جُرُزٍ / وَأُنزِلَ العَرشُ وَالميزانُ وَالزُبُرُ
وَحوسِبوا بِالَذي لَم يُحصِهِ أَحَدٌ / مِنهُم وَفي مِثلِ ذاكَ اليَومِ مُعتَبَرُ
فَمِنهُم فَرِحٌ راضٍ بِمَبعَثِهِ / وَآخَرونَ عَصَوا مَأواهُمُ السَقَرُ
يَقولُ خُزّانُهُم ما كانَ عِندَكُمُ / أَلَم يَكُن جاءَكُم مِن رَبِكُم نُذُرُ
قالوا بَلى فَأَطَعنا سادَةً بَطَروا / وَغَرَّنا طولُ هَذا العَيشِ وَالعُمُرُ
قالوا اُمكُثوا في عَذابِ اللَهِ / ما لَكُمُ إِلا السَلاسِلُ وَالأَغلالُ وَالسُعُرُ
وَأُهلِكوا بِعَذابٍ خَصَّ دابِرُهُم / فَما اِستَطاعوا لَهُ صَرفاً وَلا اِنتَصَروا
فَذاكَ عَيشُهُم لا يَبرَحونَ بِهِ / طولَ المَقامِ وَإِن ضَجَّوا وَإِن ضَجَروا
وَآخَرونَ عَلى الأَعرافِ قَد طَمِعوا / بِجَنَّةٍ حَفَّها الرُمانُ وَالخَضرُ
مِنهُمُ رِجالٌ عَلى الرَحمَنِ رَِزقُهُمُ / مُكَفَّرٌ عَنهُمُ الأَخباثُ وَلوَزَرُ
إِنَ الأَنامَ رَعايا اللَهِ كُلَّهُمُ / هوَ السَلَيطَطُ فَوقَ الأَرضِ مُستَطِرُ
وَلَيسَ يَبقى لِوجهِ اللَهِ مُختَلَقٌ / إِلاّ السَماءَ وَإِلّا الأَرضِ وَالكَفَرُ
لَو كانَ مُنفَلِتٌ كانَت قَساقِسَةٌ / يُحيِيهُمُ اللَهُ في أَيديهِم الزُبُرُ
وَلَيسَ ذو العِلمِ بِالتَقوى كَجاهِلِها / وَلا البَصيرُ كأَعمى ما لَهُ بَصَرُ
فَاِستَخبِرِ الناسَ عَمّا أَنتَ جاهِلُهُ / إِذا عَميتَ فَقَد يَجلو العَمى الخَبَرُ
إِنَّ الصَفيَّ بنَ النَبيتِ مُملِكاً
إِنَّ الصَفيَّ بنَ النَبيتِ مُملِكاً / أَعلى وَأَجوَدُ مِن هِرَقلَ وَقَيصَرا
دَحَوتَ البِلادَ فَسَوَّيتَها
دَحَوتَ البِلادَ فَسَوَّيتَها / وَأَنتَ عَلى طَيِّها قادِرُ
يا لَيلَةً لَم تَبِن مِن القِصَرِ
يا لَيلَةً لَم تَبِن مِن القِصَرِ / كَأَنَها قُبلَةٌ عَلى حَذَرِ
لَم تَكُ إِلّا كَلا وَلا وَمَضَت / تَدفَعُ في صَدرِها يَدُ السَحَرِ
مَجِّدوا اللَهَ فَهوَ لِلمَجدِ أَهلُ
مَجِّدوا اللَهَ فَهوَ لِلمَجدِ أَهلُ / رَبُّنا في السَماءِ أَمسى كَبيرا
ذَلِكَ المُنشِىءُ الحِجارَةَ / وَالموتى وَأَحيِاهُمُ وَكانَ قَديرا
الأَعلى الَذي سَبَقَ الناسَ / وَسَوَّى فَوقَ السَماءِ سَريرا
رَجعاً لا يَنالُهُ بَصَرُ / الناسِ تَرى دونَهُ المَلائِكُ سورا
هوَ أَبدى كُلَّ ما يَأثُرُ / الناسَ أَماثيلَ باقياتٍ سُفورا
خَلَقَ النَخلَ مُصعِداتٍ تَراها / تَقصُفُ اليابِساتِ وَالمَخضورا
وَالتَماسيحَ وَالسَنادِلَ وَالأَيِّلَ / شَتى وَالرِئمَ وَالعُصفورا
وَصواراً مِنَ النَواشِطَ عيراً / وَنَعاماً خَواضِباً وَحَميراً
وَأُسوداً عَوادياً وَفيولاً / وَسِباعاً وَالنَملَ وَالخِنزيرا
وَدُيوكاً تَدعو الغُرابَ لِصُلحٍ / وَإِوزّينَ أُحرِجَت وَصُقورا
أَرسَلَ الذَرَّ وَالجَرادُ عَلَيهِم / وَسِنيناً فَأَهلَكَتهُم وَمورا
ذَكَرُ الذَرِّ إِنَّهُ يَفعَلُ الشَرَّ / وَإِنَ الجَرادَ كانَ ثُبورا
كَبَتَ بَيضَةُ البَياتِ عَلَيهِم / لَم يُحِسّوا مِنها سَراها نَذيراً
وَبِفِرعَونَ إِذا تَشاقَّ لَهُ
وَبِفِرعَونَ إِذا تَشاقَّ لَهُ / الماءُ فَهَلّا لِلَّهِ كانَ شَكورَ
قالَ إِني أَنا المُجيرُ عَلى / الناسِ وَلا رَبَّ لي عَليَّ مُجيرا
فَمَحاهُ الاِلَهُ مِن دَرَجاتٍ / نامياتٍ وَلَم يَكُن مَقهورا
سُلِبَ الذِكرَ في الحَياةِ جَزاءً / وَأَراهُ العَذابَ وَالتَدميرا
فَتَداعى عَلَيهِم المَوجُ حَتىّ / صارَ موجاً وَراءَهُ مُستَطيرا
فَدَعى اللَهُ دَعوةً لا يُهنّا / بَعدَ طُغيانِهِ فَصارَ مُشيرا
فَرَأَى اللَهُ أَنَهُم بِمَضيعٍ / لا بذِي مَزرَعٍ وَلا مَثمورا
فَعَفاها عَلَيهِم غادياتٌ / وَتَرى مُزنَهُم خَلايا وَخورا
عَسَلاً ناطِفاً فُراتاً / وَحَليباً ذا بَهجَةٍ مَمرورا
كَثَمودَ الَّتي تَفتَكَت الدينَ
كَثَمودَ الَّتي تَفتَكَت الدينَ / عُتّياً وَأُمَّ سَقبٍ عَقيرا
ناقَةٌ لِلآِلَهِ تَسرَحُ في الأَرضِ / وَتَنتابُ حَولَ ماءٍ قَديرا
فَأَتاها أُحَيمِرٌ كَأَخي السَهمِ / بِعَضبٍ فَقالَ كوني عَقيرا
فَأَبَتُّ العُرقوبَ وَالساقَ / وَمَضي في صَميمِهِ مَكسورا
فَرَأى السَقبُ أُمَّهُ فارَقَتهُ / بَعدَ إِلفِ حَنيِيَّةً وَظَؤورا
فَأَتى ضَخرَةً فَقامَ عَلَيهِم / صَعقَةً في السَماءِ تَعلو الصُخورا
فَرَغا رَغوَةً فَكانَت عَلَيهِم / رَغوَةُ السَقبِ دُمِّروا تَدميرا
فَأُصيبوا إِلا الذَريعَةَ فَاتَت / مِن جَواريهِمُ وَكانَت جَرورا
سِنفَةٌ أُرسِلَت تُخبِرُ عَنهُم / أَهلَ قُرحٍ بِها قَد أَمسوا ثَغورا
فَسَقوها بَعدَ الحَديثِ فَماتَت / وَاِنتَهى رَبُنَا وَأَوفى حَقيرا
سَنَةٌ أَزمَةٌ تُخَيَّلُ بِالناسِ / تَرى لِلعِضاهِ فيها وَأَوفى صَريرا
إِذ يَسَفّونَ بِالدَقيقِ وَكانوا / قَبلُ لا يَأكُلونَ شَيئاً فَطيرا
وَيَسوقونَ باقِراً يَطرُدُ السَهلَ / مَهازيلَ خَشيَةً أَن يَبوراً
عاقِدينَ النيرانَ في شُكُرِ / أَرذَنابٍ مِنها لِكَي تَهيجُ البُحورا
فاِشتَوتَ كُلُها فَهاجَ عَليهِم / ثُمَّ هاجَت إِلى صَبيرٍ صَبيرا
فَرَآها الآِلَهُ تُرسَمُ بِالقَطرِ / وَأَمسى جانِبَهُم مَمطورا
فَسَقاها نَشاطَهُ واكِفُ / النَبتِ مُنَّةٍ إِذ وادَعوهُ الكَبيرا
سَلَعٌ ما وَمِثلُهُ عَشَرٌ ما / عائِلٌ ما وَعالَت البَيقورا
لا عَلى كَوكَبٍ بِنوءٍ وَلا / ريحٍ جَنوبٍ وَلا تَرى طَخرورا
لَم أَنَل مِنهُم فَسيطاً وَلا / زُبُداً وَلا فُوقَهُ وَلا قَطميرا
أُر كِسوا في جَهَنَّمَ إِنَهُّم / كانوا عُتاةً تَقولُ اِفَكاً وَزورا
حَولَ شَيطانَهُم أَبابيلُ / رِبيونَ شَدوا سِنَوَّراً مَدسورا
مَن يَطمُسُ اللَهُ عَينيهِ فَلَيسَ
مَن يَطمُسُ اللَهُ عَينيهِ فَلَيسَ / لَهُ نورٌ يُبيِّنَ بِهِ شَمساً وَلا قَمَرا
كَيفَ الجُحودُ وَإِنَما خُلِقَ الفَتى
كَيفَ الجُحودُ وَإِنَما خُلِقَ الفَتى / مِن طينِ صَالصالٍ لَهُ فَخّارُ
الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي لَم يَتَخِذ
الحَمدُ لِلَّهِ الَّذي لَم يَتَخِذ / وَلَداً وَقَدَّرَ خَلقَهُ تَقديرا
وَعَنا لَهُ وَجهي وَخَلقي كُلُهُ / في الخاشِعينَ لِوجهِهِ مَشكورا
إِنَّ التَكَرُمَ وَالنَدى مِن عامِرٍ
إِنَّ التَكَرُمَ وَالنَدى مِن عامِرٍ / جَدّاكَ ما سُلِكَت لِحَجٍ غَزوَرُ
وَلا يَومَ الحِسابِ وَكانَ يَوماً
وَلا يَومَ الحِسابِ وَكانَ يَوماً / عَبوساً في الشَدائِدِ قَمطَريرا
فَإِن تَسأَلينا كَيفَ نَحنُ فَإِنَّنا
فَإِن تَسأَلينا كَيفَ نَحنُ فَإِنَّنا / عَصافيرُ مِن هَذا الأَنامِ المُسَحَّرِ
أَرّباً واحِداً أَم أَلفُ رَبٍّ
أَرّباً واحِداً أَم أَلفُ رَبٍّ / أَدينُ إِذا تَقَسَّمَت الأُمورُ
وَلَكِن أَعبُدُ الرَحمَنَ رَبّي / لِيَغفِرَ ذَنبي الرَبُّ الغَفورُ
أَضاعوني وَأَيُّ فَتىً أَضاعوا
أَضاعوني وَأَيُّ فَتىً أَضاعوا / ليومِ كَريهَةٍ وَسِدادُ ثَغرِ
إِنَّ آياتِ رَبِّنا باقياتٌ
إِنَّ آياتِ رَبِّنا باقياتٌ / ما يُماري فيهِنَّ إِلا الكَفورُ
خَلَقَ الَليلَ وَالنَهارَ فَكُلٌ / مُستَبينٌ حِسابَهُ مَقدورُ
ثُمَ يَجلو النَهارَ رَبٌ كَريمٌ / بِمَهاةٍ شُعاعُها مَنشورُ
حَبَسَ الفيلَ حَتى / ظَلَّ يَحبو كَأَنَهُ مَعقورُ
لازِماً حَلقَةُ الجِرانِ كَما / قُطِّرَ مِن صَخرِ كَبكَبٍ مَجدورُ
حَولَهُ مِن مُلوكِ كِندَةَ أَبطالٌ / مَلاويثُ في الحُروبِ صَقورُ
خَلَّفوهُ ثُمَّ اِبذَعَرّوا جَميعاً / كُلُهُم عَظمُ ساقِهِ مَكسورُ
كُلُ دينٍَ يَومَ القيامَةَ عِندَ / اللَهِ إِلاّ دينٍ الحَنيفَةِ زورُ
يابا يزيدَ رأيتُ سيبَك واسعاً
يابا يزيدَ رأيتُ سيبَك واسعاً / وسجال كفّكَ تَستهل وتُمطِرُ
بُسِطت يداكَ بفضل عُرفك والذي / يُعطي يسارع في العلاء ويظفرُ
فوصلتَ قومك واتخذت صنيعةً / فيهم تعد وذو الصنيعة يُشكرُ
ونمى ببيتكَ في المكارم والعُلا / يا ابن الكرام فروعُ مجدٍ تزهرُ
وجحاجحٌ بيضُ الوجُوه أعزةُ / غُرٌ كأنهمُ نجومٌ تزهرُ
إن التكرم والندى من عامر / أخوان ما سُلكت لحج عزورُ