المجموع : 14
بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن طَلَلٍ قَفرِ
بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن طَلَلٍ قَفرِ / بِسَقفِ اللِوى بَينَ عَمورانَ فَالغَمرِ
بِمُنعَرَجِ الغُلّانِ بَينَ سَتيرَةٍ / إِلى دارِ ذاتِ الهَضبِ فَالبُرُقِ الحُمرِ
إِلى الشِعبِ مِن أَعلى سِتارٍ فَثَرمَدٍ / فَبَلدَةِ مَبنى سِنبِسٍ لِاِبنَتي عَمروِ
وَما أَهلُ طَودٍ مُكفَهِرٍّ حُصونُهُ / مِنَ المَوتِ إِلّا مِثلُ مَن حَلَّ بِالصَحرِ
وَما دارِعٌ إِلّا كَآخَرَ حاسِرٍ / وَما مُقتِرٌ إِلّا كَآخَرَ ذي وَفرِ
تَنوطُ لَنا حُبَّ الحَياةِ نُفوسُنا / شَقاءً وَيَأتي المَوتُ مِن حَيثُ لا نَدري
أَماوِيُّ إِمّا مُتُّ فَاِسعَي بِنُطفَةٍ / مِنَ الخَمرِ رَيّاً فَاِنضَحِنَّ بِها قَبري
فَلَو أَنَّ عَينَ الخَمرِ في رَأسِ شارِفٍ / مِنَ الأُسدِ وَردٍ لَاِعتَلَجنا عَلى الخَمرِ
وَلا آخُذُ المَولى لِسوءِ بَلائِهِ / وَإِن كانَ مَحنِيُّ الضُلوعِ عَلى غَمرِ
مَتى يَأتِ يَوماً وارِثي يَبتَغي الغِنى / يَجِد جُمعَ كَفٍّ غَيرِ مِلءِ وَلا صِفرِ
يَجِد فَرَساً مِثلَ العِنانِ وَصارِماً / حُساماً إِذا ما هُزَّ لَم يَرضَ بِالهَبرِ
وَأَسمَرَ خَطِّيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ / نَوى القَسبِ قَد أَرمى ذِراعاً عَلى العَشرِ
وَإِنّي لَأَستَحيِي مِنَ الأَرضِ أَن أَرى / بِها النابَ تَمشي في عَشِيّاتِها الغُبرِ
وَعِشتُ مَعَ الأَقوامِ بِالفَقرِ وَالغِنى / سَقاني بِكَأسَي ذاكَ كِلتَيهِما دَهري
حَنَنتُ إِلى الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّئٍ
حَنَنتُ إِلى الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّئٍ / وَحَنَّت قَلوصي أَن رَأَت سَوطَ أَحمَرا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الطَريقَ أَمامَنا / وَإِنّا لَمُحيُو رَبعِنا إِن تَيَسَّرا
فَيا راكِبي عُليا جَديلَةَ إِنَّما / تُسامانِ ضَيماً مُستَبيناً فَتَنظُرا
فَما نَكَراهُ غَيرَ أَنَّ اِبنَ مِلقَطٍ / أَراهُ وَقَد أَعطى الظُلامَةَ أَوجَرا
وَإِنّي لَمُزجٍ لِلمَطِيِّ عَلى الوَجا / وَما أَنا مِن خُلّانِكِ اِبنَةَ عَفزَرا
وَما زِلتُ أَسعى بَينَ نابٍ وَدارَةٍ / بِلَحيانَ حَتّى خِفتُ أَن أَتَنَصَّرا
وَحَتّى حَسِبتُ اللَيلَ وَالصُبحَ إِذ بَدا / حِصانَينِ سَيّالَينِ جَوناً وَأَشقَرا
لَشِعبٌ مِنَ الرَيّانِ أَملِكُ بابَهُ / أُنادي بِهِ آلَ الكَبيرِ وَجَعفَرا
أَحَبُّ إِلَيَّ مِن خَطيبٍ رَأَيتُهُ / إِذا قُلتُ مَعروفاً تَبَدَّلَ مُنكَرا
تُنادي إِلى جاراتِها إِنَّ حاتِماً / أَراهُ لَعَمري بَعدَنا قَد تَغَيَّرا
تَغَيَّرتُ إِنّي غَيرُ آتٍ لِريبَةٍ / وَلا قائِلٌ يَوماً لِذي العُرفِ مُنكَرا
فَلا تَسأَليني وَاِسأَلي أَيُّ فارِسٍ / إِذا بادَرَ القَومُ الكَنيفُ المُسَتَّرا
وَلا تَسأَليني وَاِسأَلي أَيُّ فارِسٍ / إِذا الخَيلُ جالَت في قَناً قَد تَكَسَّرا
فَلا هِيَ ما تَرعى جَميعاً عِشارُها / وَيُصبِحُ ضَيفي ساهِمَ الوَجهِ أَغبَرا
مَتى تَرَني أَمشي بِسَيفِيَ وَسطَها / تَخَفني وَتُضمِر بَينَها أَن تُجَزَّرا
وَإِنّي لَيَغشى أَبعَدُ الحَيُّ جَفنَتي / إِذا وَرَقُ الطَلحِ الطِوالِ تَحَسَّرا
فَلا تَسأَليني وَاِسأَلي بِيَ صُحبَتي / إِذا ما المَطِيُّ بِالفَلاةِ تَضَوَّرا
وَإِنّي لَوَهّابٌ قُطوعي وَناقَتي / إِذا ما اِنتَشَيتُ وَالكُمَيتَ المُصَدِّرا
وَإِنّي كَأَشلاءِ اللِجامِ وَلَن تَرى / أَخا الحَربِ إِلّا ساهِمَ الوَجهِ أَغبَرا
أَخو الحَربِ إِن عَضَّت بِهِ الحَربُ عَضَّها / وَإِن شَمَّرَت عَن ساقِها الحَربُ شَمَّرا
وَإِنّي إِذا ما المَوتُ لَم يَكُ دونَهُ / قَدى الشِبرِ أَحمي الأَنفَ أَن أَتَأَخَّرا
مَتى تَبغِ وُدّاً مِن جَديلَةَ تَلقَهُ / مَعَ الشِنءِ مِنهُ باقِياً مُتَأَثِّرا
فَإِلّا يُعادونا جَهاراً نُلاقِهِم / لِأَعدائِنا رِدءً دَليلاً وَمُنذِرا
إِذا حالَ دوني مِن سُلامانَ رَملَةٌ / وَجَدتُ تَوالي الوَصلِ عِندِيَ أَبتَرا
أَلا أَبلِغ بَني أَسَدٍ رَسولاً
أَلا أَبلِغ بَني أَسَدٍ رَسولاً / وَما بي أَن أَزُنَّكُمُ بِغَدرِ
فَمَن لَم يوفِ بِالجِيرانِ قِدماً / فَقَد أَوفَت مُعاوِيَةُ بنُ بَكرِ
أَماوِيُّ قَد طالَ التَجَنُّبُ وَالهَجرُ
أَماوِيُّ قَد طالَ التَجَنُّبُ وَالهَجرُ / وَقَد عَذَرَتني مِن طِلابِكُمُ العُذرُ
أَماوِيُّ إِنَّ المالَ غادٍ وَرائِحٍ / وَيَبقى مِنَ المالِ الأَحاديثُ وَالذِكرُ
أَماوِيُّ إِنّي لا أَقولُ لِسائِلٍ / إِذا جاءَ يَوماً حَلَّ في مالِنا نَزرُ
أَماوِيُّ إِمّا مانِعٌ فَمُبَيَّنٌ / وَإِمّا عَطاءٌ لا يُنَهنِهُهُ الزَجرُ
أَماوِيُّ ما يُغني الثَراءُ عَنِ الفَتى / إِذا حَشرَجَت نَفسٌ وَضاقَ بِها الصَدرُ
إِذا أَنا دَلّاني الَّذينَ أُحِبُّهُم / لِمَلحودَةٍ زُلجٌ جَوانِبُها غُبرُ
وَراحوا عِجالاً يَنفُضونَ أَكُفَّهُم / يَقولونَ قَد دَمّى أَنامِلَنا الحَفرُ
أَماوِيُّ إِن يُصبِح صَدايَ بِقَفرَةٍ / مِنَ الأَرضِ لا ماءٌ هُناكَ وَلا خَمرُ
تَري أَنَّ ما أَهلَكتُ لَم يَكُ ضَرَّني / وَأَنَّ يَدي مِمّا بَخِلتُ بِهِ صَفرُ
أَماوِيُّ إِنّي رُبَّ واحِدِ أُمِّهِ / أَجَرتُ فَلا قَتلٌ عَلَيهِ وَلا أَسرُ
وَقَد عَلِمَ الأَقوامُ لَو أَنَّ حاتِماً / أَرادَ ثَراءَ المالِ كانَ لَهُ وَفرُ
وَإِنِّيَ لا آلو بِمالٍ صَنيعَةٍ / فَأَوَّلُهُ زادٌ وَآخِرُهُ ذُخرُ
يُفَكُّ بِهِ العاني وَيُؤكَلُ طَيِّباً / وَما إِن تُعَرّيهِ القِداحُ وَلا الخَمرُ
وَلا أَظلِمُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ إِخوَتي / شُهوداً وَقَد أَودى بِإِخوَتِهِ الدَهرُ
عُنينا زَماناً بِالتَصَعلُكِ وَالغِنى / كَما الدَهرُ في أَيّامِهِ العُسرُ وَاليُسرُ
كَسَينا صُروفَ الدَهرِ ليناً وَغِلظَةً / وَكُلّاً سَقاناهُ بِكَأسَيهِما الدَهرُ
فَما زادَنا بَأواً عَلى ذي قَرابَةٍ / غِنانا وَلا أَزرى بِأَحسابِنا الفَقرُ
فَقِدماً عَصَيتُ العاذِلاتِ وَسُلِّطَت / عَلى مُصطَفى مالي أَنامِلِيَ العَشرُ
وَما ضَرَّ جاراً يا اِبنَةَ القَومِ فَاِعلَمي / يُجاوِرُني أَلّا يَكونَ لَهُ سِترُ
بِعَينَيَّ عَن جاراتِ قَومِيَ غَفلَةٌ / وَفي السَمعِ مِنّي عَن حَديثِهِمِ وَقرُ
صَحا القَلبُ مِن سَلمى وَعَن أُمِّ عامِرِ
صَحا القَلبُ مِن سَلمى وَعَن أُمِّ عامِرِ / وَكُنتُ أُراني عَنهُما غَيرَ صابِرِ
وَوَشَّت وُشاةٌ بَينَنا وَتَقاذَفَت / نَوى غُربَةٍ مِن بَعدِ طولِ التَجاوُرِ
وَفِتيانِ صِدقٍ ضَمَّهُم دَلَجُ السُرى / عَلى مُسهَماتٍ كَالقِداحِ ضَوامِرِ
فَلَمّا أَتَوني قُلتُ خَيرُ مُعَرَّسٍ / وَلَم أُطَرِح حاجاتِهِم بِمَعاذِرِ
وَقُمتُ بِمَوشِيِّ المُتونِ كَأَنَّهُ / شِهابُ غَضاً في كَفِّ ساعٍ مُبادِرِ
لِيَشقى بِهِ عُرقوبُ كَوماءَ جَبلَةٍ / عَقيلَةِ أُدمٍ كَالهِضابِ بَهازِرِ
فَظَلَّ عُفاتي مُكرَمينَ وَطابِخي / فَريقانِ مِنهُم بَينَ شاوٍ وَقادِرِ
شَآمِيَةٌ لَم يُتَّخَذ لَهُ حاسِرُ ال / طَبيخِ وَلا ذَمَّ الخَليطِ المُجاوِرِ
يُقَمِّصُ دَهداقَ البَضيعِ كَأَنَّهُ / رُؤوسُ القَطا الكُدرِ الدِقاقِ الحَناجِرِ
كَأَنَّ ضُلوعَ الجَنبِ في فَوَرانِها / إِذا اِستَحمَشَت أَيدي نِساءٍ حَواسِرِ
إِذا اِستُنزِلَت كانَت هَدايا وَطُعمَةً / وَلَم تُختَزَن دونَ العُيونِ النَواظِرِ
كَأَنَّ رِياحَ اللَحمِ حينَ تَغَطمَطَت / رِياحُ عَبيرٍ بَينَ أَيدي العَواطِرِ
أَلا لَيتَ أَنَّ المَوتَ كانَ حِمامُهُ / لَيالِيَ حَلَّ الحَيُّ أَكنافَ حابِرِ
لَيالِيَ يَدعوني الهَوى فَأُجيبُهُ / حَثيثاً وَلا أُرعي إِلى قَولِ زاجِرِ
وَدَوِّيَّةٍ قَفرٍ تَعاوى سِباعُها / عُواءَ اليَتامى مِن حِذارِ التَراتِرِ
قَطَعتُ بِمِرداةٍ كَأَنَّ نُسوعَها / تَشُدُّ عَلى قَرمٍ عَلَندي مَخاطِرِ
إِن كُنتِ كارِهَةً مَعيشَتَنا
إِن كُنتِ كارِهَةً مَعيشَتَنا / هاتي فَحُلّي في بَني بَدرِ
جاوَرتُهُم زَمَنَ الفَسادِ فَنِعمَ / الحَيُّ في العَوصاءِ وَاليُسرِ
فَسُقيتُ بِالماءِ النُمَيرِ وَلَم / أَترُك أَواطِسَ حَمأَةِ الجَفرِ
وَدُعيتُ في أولي النَدِيِّ وَلَم / يُنظَر إِلَيَّ بِأَعيُنٍ خُزرِ
الضارِبينَ لَدى أَعِنَّتِهِم / الطاعِنينَ وَخَيلُهُم تَجري
وَالخالِطينَ نَحيتَهُم بِنُضارِهِم / وَذوي الغِنى مِنهُم بِذي الفَقرِ
أَلا إِنَّني قَد هاجَني اللَيلَةَ الذِكَر
أَلا إِنَّني قَد هاجَني اللَيلَةَ الذِكَر / وَما ذاكَ مِن حُبِّ النِساءِ وَلا الأَشَر
وَلَكِنَّني مِمّا أَصابَ عَشيرَتي / وَقَومي بِأَقرانٍ حَوالَيهِمِ الصُبَر
لَيالِيَ نُمسي بَينَ جَوٍّ وَمِسطَحٍ / نَشاوى لَنا مِن كُلِّ سائِمَةٍ جَزَر
فَيا لَيتَ خَيرَ الناسِ حَيّاً وَمَيِّتاً / يَقولُ لَنا خَيراً وَيُمضي الَّذي اِئتَمَر
فَإِن كانَ شَرٌّ فَالعَزاءُ فَإِنَّنا / عَلى وَقَعاتِ الدَهرِ مِن قَبلِها صُبُر
سَقى اللَهُ رَبُّ الناسِ سَحّاً وَديمَةً / جَنوبَ السَراةِ مِن مَآبٍ إِلى زُغَر
بِلادَ اِمرِئٍ لا يَعرِفُ الذَمُّ بَيتَهُ / لَهُ المَشرَبُ الصافي وَلَيسَ لَهُ الكَدَر
تَذَكَّرتُ مِن وَهمِ بنِ عَمروٍ جَلادَةً / وَجُرأَةَ مَعداهُ إِذا نازِحٌ بَكَر
فَأَبشِر وَقَرَّ العَينَ مِنكَ فَإِنَّني / أَجيءُ كَريماً لا ضَعيفاً وَلا حَصِر
فَكَكتَ عَدِيّاً كُلَّها مِن إِسارِها
فَكَكتَ عَدِيّاً كُلَّها مِن إِسارِها / فَأَفضِل وَشَفِّعني بِقَيسِ اِبنِ جَحدَرِ
أَبوهُ أَبي وَالأُمَّهاتُ اُمَّهاتُنا / فَأَنعِم فَدَتكَ النَفسُ قَومي وَمَعشَري
أَرى أَجَأً مِن وَراءِ الشَقيقِ
أَرى أَجَأً مِن وَراءِ الشَقيقِ / وَالصَهوِ زُوِّجَها عامِرُ
وَقَد زَوَّجوها وَقَد عَنَسَت / وَقَد أَيقَنوا أَنَّها عاقِرُ
فَإِن يَكُ أَمرٌ بِأَعجازِها / فَإِنّي عَلى صَدرِها حاجِرُ
أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ
أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ / وَالريحَ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ
عَسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ / إِن جَلَبَت ضَيفاً فَأَنتَ حُرُّ
أَلا سَبيلٌ إِلى مالٍ يُعارِضُني
أَلا سَبيلٌ إِلى مالٍ يُعارِضُني / كَما يُعارِضُ ماءُ الأَبطَحِ الجاري
أَلا أُعانُ عَلى جودي بِمَيسَرَةٍ / فَلا يَرُدُّ نَدى كَفَّيَّ إِقتاري
عَمروُ اِبنُ أَوسٍ إِذا أَشياعُهُ غَضِبوا
عَمروُ اِبنُ أَوسٍ إِذا أَشياعُهُ غَضِبوا / فَأَحرَزوهُ بِلا غُرمٍ وَلا عارِ
إِنَّ بَني عَبدِ وُدٍّ كُلَّما وَقَعَت / إِحدى الهَناتِ أَتَوها غَيرَ أَغمارِ
أَلا أَبلِغا وَهمَ بنَ عَمروٍ رِسالَةً
أَلا أَبلِغا وَهمَ بنَ عَمروٍ رِسالَةً / فَإِنَّكَ أَنتَ المَرءُ بِالخَيرِ أَجدَرُ
رَأَيتُكَ أَدنى الناسِ مِنّا قَرابَةً / وَغَيرَكَ مِنهُم كُنتُ أَحبو وَأَنصُرُ
إِذا ما أَتى يَومٌ يُفَرِّقُ بَينَنا / بِمَوتٍ فَكُن يا وَهمُ ذو يَتَأَخَّرُ
أَلا أَرِقَت عَيني فَبِتُّ أُديرُها
أَلا أَرِقَت عَيني فَبِتُّ أُديرُها / حِذارَ غَدٍ أَحجى بِأَن لا يَضيرُها
إِذا النَجمُ أَضحى مَغرِبَ الشَمسِ مائِلاً / وَلَم يَكُ بِالآفاقِ بَونٌ يُنيرُها
إِذا ما السَماءُ لَم تَكُن غَيرَ حَلبَةٍ / كَجِدَّةِ بَيتِ العَنكَبوتِ يُنيرُها
فَقَد عَلِمَت غَوثٌ بِأَنّا سَراتُها / إِذا أُعلِمَت بَعدَ السِرارِ أُمورُها
إِذا الريحُ جاءَت مِن أَمامِ أَخائِفٍ / وَأَلوَت بِأَطنابِ البُيوتِ صُدورُها
وَإِنّا نُهينُ المالَ في غَيرِ ظِنَّةٍ / وَما يَشتَكينا في السِنينَ ضَريرُها
إِذا ما بَخيلُ الناسِ هَرَّت كِلابُهُ / وَشَقَّ عَلى الضَيفِ الضَعيفِ عَقورُها
فَإِنّي جَبانُ الكَلبِ بَيتي مُوَطِّأً / أَجودُ إِذا ما النَفسُ شَحَّ ضَميرُها
وَإِنَّ كِلابي قَد أُهِرَّت وَعُوِّدَت / قَليلٌ عَلى مَن يَعتَريني هَريرُها
وَما تَشتَكي قِدري إِذا الناسُ أَمحَلَت / أُؤَثِّفُها طَوراً وَطَوراً أُميرُها
وَأُبرِزُ قِدري بِالفَضاءِ قَليلُها / يُرى غَيرَ مَضنونٍ بِهِ وَكَثيرُها
وَإِبلِيَ رَهنٌ أَن يَكونَ كَريمُها / عَقيراً أَمامَ البَيتِ حينَ أُثيرُها
أُشاوِرُ نَفسَ الجودِ حَتّى تُطيعَني / وَأَترُكُ نَفسَ البُخلِ لا أَستَشيرُها
وَلَيسَ عَلى ناري حِجابٌ يَكُنُّها / لِمُستَوبِصٍ لَيلاً وَلَكِن أُنيرُها
فَلا وَأَبيكَ ما يَظَلُّ اِبنُ جارَتي / يَطوفُ حَوالَي قِدرِنا ما يَطورُها
وَما تَشتَكيني جارَتي غَيرَ أَنَّها / إِذا غابَ عَنها بَعلُها لا أَزورُها
سَيَبلُغُها خَيري وَيَرجِعُ بَعلُها / إِلَيها وَلَم يُقصَر عَلَيَّ سُتورُها
وَخَيلٍ تَعادى لِلطِعانِ شَهِدتُها / وَلَو لَم أَكُن فيها لَساءَ عَذيرُها
وَغَمرَةِ مَوتٍ لَيسَ فيها هَوادَةٌ / يَكونُ صُدورَ المَشرَفِيِّ جُسورُها
صَبَرنا لَها في نَهكِها وَمُصابِها / بِأَسيافِنا حَتّى يَبوخَ سَعيرُها
وَعَرجَلَةٍ شُعثِ الرُؤوسِ كَأَنَّهُم / بَنو الجِنِّ لَم تُطبَخ بِقِدرٍ جَزورُها
شَهِدتُ وَعَوّاناً أُمَيمَةُ أَنّا / بَنو الحَربِ نَصلاها إِذا اِشتَدَّ نورُها
عَلى مُهرَةٍ كَبداءَ جَرداءَ ضامِرٍ / أَمينٍ شَظاها مُطمَئِنٍّ نُسورُها
وَأَقسَمتُ لا أُعطي مَليكاً ظُلامَةً / وَحَولي عَدِيٌّ كَهلُها وَغَريرُها
أَبَت لِيَ ذاكُم أُسرَةٌ ثُعَلِيَّةٌ / كَريمٌ غِناها مُستَعِفٌّ فَقيرُها
وَخوصٍ دِقاقٍ قَد حَدَوتُ لِفِتيَةٍ / عَلَيهِنَّ إِحداهُنَّ قَد حَلَّ كورُها