القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : حاتِم الطّائي الكل
المجموع : 14
بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن طَلَلٍ قَفرِ
بَكَيتَ وَما يُبكيكَ مِن طَلَلٍ قَفرِ / بِسَقفِ اللِوى بَينَ عَمورانَ فَالغَمرِ
بِمُنعَرَجِ الغُلّانِ بَينَ سَتيرَةٍ / إِلى دارِ ذاتِ الهَضبِ فَالبُرُقِ الحُمرِ
إِلى الشِعبِ مِن أَعلى سِتارٍ فَثَرمَدٍ / فَبَلدَةِ مَبنى سِنبِسٍ لِاِبنَتي عَمروِ
وَما أَهلُ طَودٍ مُكفَهِرٍّ حُصونُهُ / مِنَ المَوتِ إِلّا مِثلُ مَن حَلَّ بِالصَحرِ
وَما دارِعٌ إِلّا كَآخَرَ حاسِرٍ / وَما مُقتِرٌ إِلّا كَآخَرَ ذي وَفرِ
تَنوطُ لَنا حُبَّ الحَياةِ نُفوسُنا / شَقاءً وَيَأتي المَوتُ مِن حَيثُ لا نَدري
أَماوِيُّ إِمّا مُتُّ فَاِسعَي بِنُطفَةٍ / مِنَ الخَمرِ رَيّاً فَاِنضَحِنَّ بِها قَبري
فَلَو أَنَّ عَينَ الخَمرِ في رَأسِ شارِفٍ / مِنَ الأُسدِ وَردٍ لَاِعتَلَجنا عَلى الخَمرِ
وَلا آخُذُ المَولى لِسوءِ بَلائِهِ / وَإِن كانَ مَحنِيُّ الضُلوعِ عَلى غَمرِ
مَتى يَأتِ يَوماً وارِثي يَبتَغي الغِنى / يَجِد جُمعَ كَفٍّ غَيرِ مِلءِ وَلا صِفرِ
يَجِد فَرَساً مِثلَ العِنانِ وَصارِماً / حُساماً إِذا ما هُزَّ لَم يَرضَ بِالهَبرِ
وَأَسمَرَ خَطِّيّاً كَأَنَّ كُعوبَهُ / نَوى القَسبِ قَد أَرمى ذِراعاً عَلى العَشرِ
وَإِنّي لَأَستَحيِي مِنَ الأَرضِ أَن أَرى / بِها النابَ تَمشي في عَشِيّاتِها الغُبرِ
وَعِشتُ مَعَ الأَقوامِ بِالفَقرِ وَالغِنى / سَقاني بِكَأسَي ذاكَ كِلتَيهِما دَهري
حَنَنتُ إِلى الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّئٍ
حَنَنتُ إِلى الأَجبالِ أَجبالِ طَيِّئٍ / وَحَنَّت قَلوصي أَن رَأَت سَوطَ أَحمَرا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الطَريقَ أَمامَنا / وَإِنّا لَمُحيُو رَبعِنا إِن تَيَسَّرا
فَيا راكِبي عُليا جَديلَةَ إِنَّما / تُسامانِ ضَيماً مُستَبيناً فَتَنظُرا
فَما نَكَراهُ غَيرَ أَنَّ اِبنَ مِلقَطٍ / أَراهُ وَقَد أَعطى الظُلامَةَ أَوجَرا
وَإِنّي لَمُزجٍ لِلمَطِيِّ عَلى الوَجا / وَما أَنا مِن خُلّانِكِ اِبنَةَ عَفزَرا
وَما زِلتُ أَسعى بَينَ نابٍ وَدارَةٍ / بِلَحيانَ حَتّى خِفتُ أَن أَتَنَصَّرا
وَحَتّى حَسِبتُ اللَيلَ وَالصُبحَ إِذ بَدا / حِصانَينِ سَيّالَينِ جَوناً وَأَشقَرا
لَشِعبٌ مِنَ الرَيّانِ أَملِكُ بابَهُ / أُنادي بِهِ آلَ الكَبيرِ وَجَعفَرا
أَحَبُّ إِلَيَّ مِن خَطيبٍ رَأَيتُهُ / إِذا قُلتُ مَعروفاً تَبَدَّلَ مُنكَرا
تُنادي إِلى جاراتِها إِنَّ حاتِماً / أَراهُ لَعَمري بَعدَنا قَد تَغَيَّرا
تَغَيَّرتُ إِنّي غَيرُ آتٍ لِريبَةٍ / وَلا قائِلٌ يَوماً لِذي العُرفِ مُنكَرا
فَلا تَسأَليني وَاِسأَلي أَيُّ فارِسٍ / إِذا بادَرَ القَومُ الكَنيفُ المُسَتَّرا
وَلا تَسأَليني وَاِسأَلي أَيُّ فارِسٍ / إِذا الخَيلُ جالَت في قَناً قَد تَكَسَّرا
فَلا هِيَ ما تَرعى جَميعاً عِشارُها / وَيُصبِحُ ضَيفي ساهِمَ الوَجهِ أَغبَرا
مَتى تَرَني أَمشي بِسَيفِيَ وَسطَها / تَخَفني وَتُضمِر بَينَها أَن تُجَزَّرا
وَإِنّي لَيَغشى أَبعَدُ الحَيُّ جَفنَتي / إِذا وَرَقُ الطَلحِ الطِوالِ تَحَسَّرا
فَلا تَسأَليني وَاِسأَلي بِيَ صُحبَتي / إِذا ما المَطِيُّ بِالفَلاةِ تَضَوَّرا
وَإِنّي لَوَهّابٌ قُطوعي وَناقَتي / إِذا ما اِنتَشَيتُ وَالكُمَيتَ المُصَدِّرا
وَإِنّي كَأَشلاءِ اللِجامِ وَلَن تَرى / أَخا الحَربِ إِلّا ساهِمَ الوَجهِ أَغبَرا
أَخو الحَربِ إِن عَضَّت بِهِ الحَربُ عَضَّها / وَإِن شَمَّرَت عَن ساقِها الحَربُ شَمَّرا
وَإِنّي إِذا ما المَوتُ لَم يَكُ دونَهُ / قَدى الشِبرِ أَحمي الأَنفَ أَن أَتَأَخَّرا
مَتى تَبغِ وُدّاً مِن جَديلَةَ تَلقَهُ / مَعَ الشِنءِ مِنهُ باقِياً مُتَأَثِّرا
فَإِلّا يُعادونا جَهاراً نُلاقِهِم / لِأَعدائِنا رِدءً دَليلاً وَمُنذِرا
إِذا حالَ دوني مِن سُلامانَ رَملَةٌ / وَجَدتُ تَوالي الوَصلِ عِندِيَ أَبتَرا
أَلا أَبلِغ بَني أَسَدٍ رَسولاً
أَلا أَبلِغ بَني أَسَدٍ رَسولاً / وَما بي أَن أَزُنَّكُمُ بِغَدرِ
فَمَن لَم يوفِ بِالجِيرانِ قِدماً / فَقَد أَوفَت مُعاوِيَةُ بنُ بَكرِ
أَماوِيُّ قَد طالَ التَجَنُّبُ وَالهَجرُ
أَماوِيُّ قَد طالَ التَجَنُّبُ وَالهَجرُ / وَقَد عَذَرَتني مِن طِلابِكُمُ العُذرُ
أَماوِيُّ إِنَّ المالَ غادٍ وَرائِحٍ / وَيَبقى مِنَ المالِ الأَحاديثُ وَالذِكرُ
أَماوِيُّ إِنّي لا أَقولُ لِسائِلٍ / إِذا جاءَ يَوماً حَلَّ في مالِنا نَزرُ
أَماوِيُّ إِمّا مانِعٌ فَمُبَيَّنٌ / وَإِمّا عَطاءٌ لا يُنَهنِهُهُ الزَجرُ
أَماوِيُّ ما يُغني الثَراءُ عَنِ الفَتى / إِذا حَشرَجَت نَفسٌ وَضاقَ بِها الصَدرُ
إِذا أَنا دَلّاني الَّذينَ أُحِبُّهُم / لِمَلحودَةٍ زُلجٌ جَوانِبُها غُبرُ
وَراحوا عِجالاً يَنفُضونَ أَكُفَّهُم / يَقولونَ قَد دَمّى أَنامِلَنا الحَفرُ
أَماوِيُّ إِن يُصبِح صَدايَ بِقَفرَةٍ / مِنَ الأَرضِ لا ماءٌ هُناكَ وَلا خَمرُ
تَري أَنَّ ما أَهلَكتُ لَم يَكُ ضَرَّني / وَأَنَّ يَدي مِمّا بَخِلتُ بِهِ صَفرُ
أَماوِيُّ إِنّي رُبَّ واحِدِ أُمِّهِ / أَجَرتُ فَلا قَتلٌ عَلَيهِ وَلا أَسرُ
وَقَد عَلِمَ الأَقوامُ لَو أَنَّ حاتِماً / أَرادَ ثَراءَ المالِ كانَ لَهُ وَفرُ
وَإِنِّيَ لا آلو بِمالٍ صَنيعَةٍ / فَأَوَّلُهُ زادٌ وَآخِرُهُ ذُخرُ
يُفَكُّ بِهِ العاني وَيُؤكَلُ طَيِّباً / وَما إِن تُعَرّيهِ القِداحُ وَلا الخَمرُ
وَلا أَظلِمُ اِبنَ العَمِّ إِن كانَ إِخوَتي / شُهوداً وَقَد أَودى بِإِخوَتِهِ الدَهرُ
عُنينا زَماناً بِالتَصَعلُكِ وَالغِنى / كَما الدَهرُ في أَيّامِهِ العُسرُ وَاليُسرُ
كَسَينا صُروفَ الدَهرِ ليناً وَغِلظَةً / وَكُلّاً سَقاناهُ بِكَأسَيهِما الدَهرُ
فَما زادَنا بَأواً عَلى ذي قَرابَةٍ / غِنانا وَلا أَزرى بِأَحسابِنا الفَقرُ
فَقِدماً عَصَيتُ العاذِلاتِ وَسُلِّطَت / عَلى مُصطَفى مالي أَنامِلِيَ العَشرُ
وَما ضَرَّ جاراً يا اِبنَةَ القَومِ فَاِعلَمي / يُجاوِرُني أَلّا يَكونَ لَهُ سِترُ
بِعَينَيَّ عَن جاراتِ قَومِيَ غَفلَةٌ / وَفي السَمعِ مِنّي عَن حَديثِهِمِ وَقرُ
صَحا القَلبُ مِن سَلمى وَعَن أُمِّ عامِرِ
صَحا القَلبُ مِن سَلمى وَعَن أُمِّ عامِرِ / وَكُنتُ أُراني عَنهُما غَيرَ صابِرِ
وَوَشَّت وُشاةٌ بَينَنا وَتَقاذَفَت / نَوى غُربَةٍ مِن بَعدِ طولِ التَجاوُرِ
وَفِتيانِ صِدقٍ ضَمَّهُم دَلَجُ السُرى / عَلى مُسهَماتٍ كَالقِداحِ ضَوامِرِ
فَلَمّا أَتَوني قُلتُ خَيرُ مُعَرَّسٍ / وَلَم أُطَرِح حاجاتِهِم بِمَعاذِرِ
وَقُمتُ بِمَوشِيِّ المُتونِ كَأَنَّهُ / شِهابُ غَضاً في كَفِّ ساعٍ مُبادِرِ
لِيَشقى بِهِ عُرقوبُ كَوماءَ جَبلَةٍ / عَقيلَةِ أُدمٍ كَالهِضابِ بَهازِرِ
فَظَلَّ عُفاتي مُكرَمينَ وَطابِخي / فَريقانِ مِنهُم بَينَ شاوٍ وَقادِرِ
شَآمِيَةٌ لَم يُتَّخَذ لَهُ حاسِرُ ال / طَبيخِ وَلا ذَمَّ الخَليطِ المُجاوِرِ
يُقَمِّصُ دَهداقَ البَضيعِ كَأَنَّهُ / رُؤوسُ القَطا الكُدرِ الدِقاقِ الحَناجِرِ
كَأَنَّ ضُلوعَ الجَنبِ في فَوَرانِها / إِذا اِستَحمَشَت أَيدي نِساءٍ حَواسِرِ
إِذا اِستُنزِلَت كانَت هَدايا وَطُعمَةً / وَلَم تُختَزَن دونَ العُيونِ النَواظِرِ
كَأَنَّ رِياحَ اللَحمِ حينَ تَغَطمَطَت / رِياحُ عَبيرٍ بَينَ أَيدي العَواطِرِ
أَلا لَيتَ أَنَّ المَوتَ كانَ حِمامُهُ / لَيالِيَ حَلَّ الحَيُّ أَكنافَ حابِرِ
لَيالِيَ يَدعوني الهَوى فَأُجيبُهُ / حَثيثاً وَلا أُرعي إِلى قَولِ زاجِرِ
وَدَوِّيَّةٍ قَفرٍ تَعاوى سِباعُها / عُواءَ اليَتامى مِن حِذارِ التَراتِرِ
قَطَعتُ بِمِرداةٍ كَأَنَّ نُسوعَها / تَشُدُّ عَلى قَرمٍ عَلَندي مَخاطِرِ
إِن كُنتِ كارِهَةً مَعيشَتَنا
إِن كُنتِ كارِهَةً مَعيشَتَنا / هاتي فَحُلّي في بَني بَدرِ
جاوَرتُهُم زَمَنَ الفَسادِ فَنِعمَ / الحَيُّ في العَوصاءِ وَاليُسرِ
فَسُقيتُ بِالماءِ النُمَيرِ وَلَم / أَترُك أَواطِسَ حَمأَةِ الجَفرِ
وَدُعيتُ في أولي النَدِيِّ وَلَم / يُنظَر إِلَيَّ بِأَعيُنٍ خُزرِ
الضارِبينَ لَدى أَعِنَّتِهِم / الطاعِنينَ وَخَيلُهُم تَجري
وَالخالِطينَ نَحيتَهُم بِنُضارِهِم / وَذوي الغِنى مِنهُم بِذي الفَقرِ
أَلا إِنَّني قَد هاجَني اللَيلَةَ الذِكَر
أَلا إِنَّني قَد هاجَني اللَيلَةَ الذِكَر / وَما ذاكَ مِن حُبِّ النِساءِ وَلا الأَشَر
وَلَكِنَّني مِمّا أَصابَ عَشيرَتي / وَقَومي بِأَقرانٍ حَوالَيهِمِ الصُبَر
لَيالِيَ نُمسي بَينَ جَوٍّ وَمِسطَحٍ / نَشاوى لَنا مِن كُلِّ سائِمَةٍ جَزَر
فَيا لَيتَ خَيرَ الناسِ حَيّاً وَمَيِّتاً / يَقولُ لَنا خَيراً وَيُمضي الَّذي اِئتَمَر
فَإِن كانَ شَرٌّ فَالعَزاءُ فَإِنَّنا / عَلى وَقَعاتِ الدَهرِ مِن قَبلِها صُبُر
سَقى اللَهُ رَبُّ الناسِ سَحّاً وَديمَةً / جَنوبَ السَراةِ مِن مَآبٍ إِلى زُغَر
بِلادَ اِمرِئٍ لا يَعرِفُ الذَمُّ بَيتَهُ / لَهُ المَشرَبُ الصافي وَلَيسَ لَهُ الكَدَر
تَذَكَّرتُ مِن وَهمِ بنِ عَمروٍ جَلادَةً / وَجُرأَةَ مَعداهُ إِذا نازِحٌ بَكَر
فَأَبشِر وَقَرَّ العَينَ مِنكَ فَإِنَّني / أَجيءُ كَريماً لا ضَعيفاً وَلا حَصِر
فَكَكتَ عَدِيّاً كُلَّها مِن إِسارِها
فَكَكتَ عَدِيّاً كُلَّها مِن إِسارِها / فَأَفضِل وَشَفِّعني بِقَيسِ اِبنِ جَحدَرِ
أَبوهُ أَبي وَالأُمَّهاتُ اُمَّهاتُنا / فَأَنعِم فَدَتكَ النَفسُ قَومي وَمَعشَري
أَرى أَجَأً مِن وَراءِ الشَقيقِ
أَرى أَجَأً مِن وَراءِ الشَقيقِ / وَالصَهوِ زُوِّجَها عامِرُ
وَقَد زَوَّجوها وَقَد عَنَسَت / وَقَد أَيقَنوا أَنَّها عاقِرُ
فَإِن يَكُ أَمرٌ بِأَعجازِها / فَإِنّي عَلى صَدرِها حاجِرُ
أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ
أَوقِد فَإِنَّ اللَيلَ لَيلٌ قَرُّ / وَالريحَ يا موقِدُ ريحٌ صِرُّ
عَسى يَرى نارَكَ مَن يَمُرُّ / إِن جَلَبَت ضَيفاً فَأَنتَ حُرُّ
أَلا سَبيلٌ إِلى مالٍ يُعارِضُني
أَلا سَبيلٌ إِلى مالٍ يُعارِضُني / كَما يُعارِضُ ماءُ الأَبطَحِ الجاري
أَلا أُعانُ عَلى جودي بِمَيسَرَةٍ / فَلا يَرُدُّ نَدى كَفَّيَّ إِقتاري
عَمروُ اِبنُ أَوسٍ إِذا أَشياعُهُ غَضِبوا
عَمروُ اِبنُ أَوسٍ إِذا أَشياعُهُ غَضِبوا / فَأَحرَزوهُ بِلا غُرمٍ وَلا عارِ
إِنَّ بَني عَبدِ وُدٍّ كُلَّما وَقَعَت / إِحدى الهَناتِ أَتَوها غَيرَ أَغمارِ
أَلا أَبلِغا وَهمَ بنَ عَمروٍ رِسالَةً
أَلا أَبلِغا وَهمَ بنَ عَمروٍ رِسالَةً / فَإِنَّكَ أَنتَ المَرءُ بِالخَيرِ أَجدَرُ
رَأَيتُكَ أَدنى الناسِ مِنّا قَرابَةً / وَغَيرَكَ مِنهُم كُنتُ أَحبو وَأَنصُرُ
إِذا ما أَتى يَومٌ يُفَرِّقُ بَينَنا / بِمَوتٍ فَكُن يا وَهمُ ذو يَتَأَخَّرُ
أَلا أَرِقَت عَيني فَبِتُّ أُديرُها
أَلا أَرِقَت عَيني فَبِتُّ أُديرُها / حِذارَ غَدٍ أَحجى بِأَن لا يَضيرُها
إِذا النَجمُ أَضحى مَغرِبَ الشَمسِ مائِلاً / وَلَم يَكُ بِالآفاقِ بَونٌ يُنيرُها
إِذا ما السَماءُ لَم تَكُن غَيرَ حَلبَةٍ / كَجِدَّةِ بَيتِ العَنكَبوتِ يُنيرُها
فَقَد عَلِمَت غَوثٌ بِأَنّا سَراتُها / إِذا أُعلِمَت بَعدَ السِرارِ أُمورُها
إِذا الريحُ جاءَت مِن أَمامِ أَخائِفٍ / وَأَلوَت بِأَطنابِ البُيوتِ صُدورُها
وَإِنّا نُهينُ المالَ في غَيرِ ظِنَّةٍ / وَما يَشتَكينا في السِنينَ ضَريرُها
إِذا ما بَخيلُ الناسِ هَرَّت كِلابُهُ / وَشَقَّ عَلى الضَيفِ الضَعيفِ عَقورُها
فَإِنّي جَبانُ الكَلبِ بَيتي مُوَطِّأً / أَجودُ إِذا ما النَفسُ شَحَّ ضَميرُها
وَإِنَّ كِلابي قَد أُهِرَّت وَعُوِّدَت / قَليلٌ عَلى مَن يَعتَريني هَريرُها
وَما تَشتَكي قِدري إِذا الناسُ أَمحَلَت / أُؤَثِّفُها طَوراً وَطَوراً أُميرُها
وَأُبرِزُ قِدري بِالفَضاءِ قَليلُها / يُرى غَيرَ مَضنونٍ بِهِ وَكَثيرُها
وَإِبلِيَ رَهنٌ أَن يَكونَ كَريمُها / عَقيراً أَمامَ البَيتِ حينَ أُثيرُها
أُشاوِرُ نَفسَ الجودِ حَتّى تُطيعَني / وَأَترُكُ نَفسَ البُخلِ لا أَستَشيرُها
وَلَيسَ عَلى ناري حِجابٌ يَكُنُّها / لِمُستَوبِصٍ لَيلاً وَلَكِن أُنيرُها
فَلا وَأَبيكَ ما يَظَلُّ اِبنُ جارَتي / يَطوفُ حَوالَي قِدرِنا ما يَطورُها
وَما تَشتَكيني جارَتي غَيرَ أَنَّها / إِذا غابَ عَنها بَعلُها لا أَزورُها
سَيَبلُغُها خَيري وَيَرجِعُ بَعلُها / إِلَيها وَلَم يُقصَر عَلَيَّ سُتورُها
وَخَيلٍ تَعادى لِلطِعانِ شَهِدتُها / وَلَو لَم أَكُن فيها لَساءَ عَذيرُها
وَغَمرَةِ مَوتٍ لَيسَ فيها هَوادَةٌ / يَكونُ صُدورَ المَشرَفِيِّ جُسورُها
صَبَرنا لَها في نَهكِها وَمُصابِها / بِأَسيافِنا حَتّى يَبوخَ سَعيرُها
وَعَرجَلَةٍ شُعثِ الرُؤوسِ كَأَنَّهُم / بَنو الجِنِّ لَم تُطبَخ بِقِدرٍ جَزورُها
شَهِدتُ وَعَوّاناً أُمَيمَةُ أَنّا / بَنو الحَربِ نَصلاها إِذا اِشتَدَّ نورُها
عَلى مُهرَةٍ كَبداءَ جَرداءَ ضامِرٍ / أَمينٍ شَظاها مُطمَئِنٍّ نُسورُها
وَأَقسَمتُ لا أُعطي مَليكاً ظُلامَةً / وَحَولي عَدِيٌّ كَهلُها وَغَريرُها
أَبَت لِيَ ذاكُم أُسرَةٌ ثُعَلِيَّةٌ / كَريمٌ غِناها مُستَعِفٌّ فَقيرُها
وَخوصٍ دِقاقٍ قَد حَدَوتُ لِفِتيَةٍ / عَلَيهِنَّ إِحداهُنَّ قَد حَلَّ كورُها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025